[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يجيش في صدري شعور محزن لا أجد له مخرجا و سببه الوعود الزائفة التي يتلفّظ بها البشر و لا تخرج إلى حيّز التنفيذ ففي الماضي
كان الرجل كلمته كالسيف الباتر فإذا قطع على نفسه عهدا نفّذه و لو على رقبته و إن كان لأحد عنده حقا يؤديه إليه أيضا بكلمة مجرد كلمة حتى
بدون عقود أو أوراق رسمية تثبت ذلك و لكن يبدو أن الأخلاق إنحدرت و إنزلقت إلى الهاوية و غابت في غياهب النسيان تاهت عناوينها عنها و ضلّت الطريق
ماتت الضمائر في خضمّ الحياة فمن يعدك ليعطيك حقك و يحدّد موعدا لذلك .. يخلف وعده هكذا بكل بساطة و لا يأـي دون أدنى إعتذار
و عندما تلحّ في طلبه لتسأله عما حدث منه فلا تجد منه ردّا سوى المزيد من الوعود الكاذبة و المواعيد الزائفة و الجمل الرنانة التي تملّ منها الآذان
و كأنها إسطوانة مشروخة يرددها لجميع الناس هكذا كالمخدر الذي يكفهم عنه و يسكّن أوجاع أسئلتهم فلا يلاحقونه و لا يطاردونه للمطالبة بحقوقهم
ظنا منه أن حقوق الناس و أموالهم حق مكتسب له و أنهم إذا ما ملّوا و تركوها صارت ملكا له ، مسكين ذلك الشخص الذي يحمّل نفسه
ما لا تطيق و سواء عاجلا أم آجلا فلسوف تلحقه لعنات أصحاب الحقوق و إحتسابهم عليه بالله فنجده و قد ضاعت منه لذّة العيش
و متع الحياة و تمرّرت بحلقه الأيام فيصاب بألأمراض العضوية و النفسية التي يصعب معها تحمّل الآلام و لا تجدي معها أية عقاقير
و يحار الأطباء فيها يصير جثة بلا حراك نائم على سرير أبيض بمكان غير محبّب إلى نفسه فلا هو بالحيّ المتمتّع بالحياة
و لا هو بالميت المستريح من الآلام و الأسقام و الأوجاع و من هموم الحياة و جميع من حوله يتمنّون له الموت و يطلبونه له من الله
حتى أقرب المقربين إليه ثم يموت بعد رحلة عذاب لا يعلمها سوى الله و لم يشعر بمعاناته إلاّ هو و يتمنى لو عادت به الأيام ليتبرأ من أموال الناس
التي جلبت له اللعنة و بعد موته بفترة بسيطة يتقاسم ورثته ما جمع من أموال حرام - سواء يعلمون بذلك أولا يعلمون - و هو يحاسب في قبره عن ماله
الذي جمعه من أين جمعه؟ و يظل يعذّب إلى ما شاء الله و هم يتمتعون بماله و يعيشون حياة البذخ و الرفاهية بأموال لم يكدّوا في جمعها
هم لهم المتع و هو له العذاب الذي حمله على كتفيه و دخل معه قبره أما كان من باب أولى أن يعطي لكل ذي حق حقه ؟
بقلم أحلام شحاته
حصريا لإشتياق
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
