السوران العظيمان في الصين
الدكتور خليل البدوي
المعروف أن سور الصين العظيم هو أحد أهم مواقع التراث العالمي واختير واحداً من عجائب الدنيا السبع الجديدة في العالم في استطلاع للرأي الدولي عام 2007. أصبح سور الصين العظيم من أهم الأشياء التي لابد من رؤيتها بالنسبة للزوار والسائحين، حيث يتوافد إليه الناس من جميع أنحاء العالم كل عام.
وسور الصين العظيم 万里长城 هو سور يمتد على الحدود الشمالية والشمالية الغربية للصين (جمهورية الصين الشعبية)، من تشنهوانغتاو على خليج بحر بوهاي (البحر الأصفر) في الشرق إلى منطقة غاوتاي في مقاطعة غانسو في الغرب. تم بناء سور آخر إلى الجنوب، وامتد من منطقة بكين إلى هاندن.
تم بناء أولى الأجزاء من السور أثناء عهد حكام "تركيو صبحيو-تشانغو" فبدأت عملية البناء فيه عام 221 قبل الميلاد، حيث بنى الإمبراطور تشين شي هوانغ الجزء الأول من سور الصين العظيم، ولكن تم تدمير معظمها مع مرور الوقت.
وكان البناء الجديد يسمح لهم بحماية مملكتهم من هجمات الشعوب الشمالية(التركية: من ترك ومنغول وتونغوز=منشوريين)، وبالأخص "شييونغنو=هيونغ-نو =الهون"، إحدى القبائل من شعب الهون التركي
وقد قام أحد حكام أسرة "تشين"، وهو "شي هوانغدي" ببناء أغلب أجزاء السور، كان هو أيضاً يخشى الحملات التي كانت تشن من قبل قبائل بدوية من السهوب الشمالية.
وفي عام 1449، قامت أسرة مينغ ببناء ما نعرفه اليوم باسم سور الصين العظيم للدفاع عن حدود الصين خاصة ضد القبائل المنغولية.
بعد توحيد الصين من قبل "تشين شي هوانغ" (221 ق.م) تسارعت وتيرة بناء السور، وانتهت الأعمال سنة 204 ق.م، بعد أن شارك فيها أكثر من 300,000 شخص. واصلت أسرات "هان" (202 ق.م) ثم "سوي" (589-618 م) أعمال البناء. ساهمت أسرة "منغ" (1368-1644 م) في مد السور وتدعيمه، كما تم استبدال الأجزاء التي بنيت بالطين، ببناءات من الطوب. بلغ البناء طوله النهائي (6,700 كلم) وامتد بموازاة الأنهار المجاورة وتشكلت انحناءاته مع تضاريس الجبال والتلال التي يجتازها.
يصل طول سور الصين العظيم إلى أكثر من 4،000 ميلاً ، بنيت على مدى فترة 300 سنة. وفي عام 2009 يعتقد أن طول الجدار يمكن أن يصل إلى 5،000 كيلو متر (حوالي 3107 ميل)، ومع تقدم التكنولوجيا و GPS و الأشعة تحت الحمراء، يعتقد العلماء علماء الآثار أن سور الصين العظيم هو أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقاً، ، فقد وضعت مقاييس جديدة على أن سور الصين العظيم طوله بنحو 8850 كم (5،500 ميل)، ولا يزال علماء الآثار يبحثون عن رفات المفقودين من الجدار.
يرتفع سور الصين العظيم إلى نحو 7.6 متر وهو نفس عرضه عند القاعدة وتوجد أبراج مراقبة كل نحو مائة وخمسين متراً على طول السور. و هذه الأبراج ترتفع إلى حوالي 12 متراً، وكانت تستخدم في الماضي كمراكز مراقبة. منذ أن فتحت الصين حدودها للسياحة في أواخر 1980s، أصبح هناك أكثر من مليون شخص يقومون بزيارة سور الصين العظيم في كل عام.
ومع الوقت والسياحة تضر سور الصين العظيم، فثلاثين في المئة من سور الصين العظيم أصيب بأضرار جسيمة و50 في المائة قد اختفى، وفقا لاستطلاع عام 2007 الذي أجرته جمعية سور الصين العظيم.
وقد صورت الأقمار الصناعية سور الصين العظيم فظهر على أنها بنيه من الطرق المتعرجة يظهر فيها المواد الحجرية والطوب بوضوح مع وجود هياكل إضافية مثل أبراج مراقبة في الجدار. وهناك اعتقاد شائع أنه يمكن رؤية سور الصين العظيم من الفضاء.
وعلى غرار وتسمية سور الصين العظيم قام فنانون صينيون ببناء سوراً مذهلاً من المراحيض يصل طوله إلى 100 متر من الأحواض والمراحيض البيضاء والملونة لصنع شلال، مستخدمين 10 آلاف حوض ومرحاض مستعملة.
وذكر أن الفنانين قضوا نحو شهرين لصنع هيكل السور في حديقة شيوان في فوشان بمقاطعة وانجدونج الصينية، وأطلق على الجدار النافورة اسم "سور المراحيض العظيم" وذلك في استعارة لشهرة الصين بسورها العظيم.
وحول تكلفة بناء السور، لفت الفنانون الصينيون إلى أنهم جمعوا الأحواض والمراحيض غير المرغوب فيها من أصحابها، والتي تم التبرع بها إليهم من قبل السكان المحليين وبعض الأجانب بالمنطقة.
وفيما يتعلق بالمبرر الذي دفعهم لبناء هذا السور، قالوا إنهم يسعون من خلال سور المراحيض العظيم إلى إثبات إمكانية تغيير الحياة عن طريق الإبداع، كما ادعوا أن الناس سيحظون باسترخاء تام عند جلوسهم حول المياه المتدفقة من السور.
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:20 am
