منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
في رمضـان اعد ترتيب نفسك
تعرف على أبرز 8 فوائد صحية للصوم
مبارك عليكم حلول شهر رمضان المبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
الأربعاء مارس 13, 2024 10:35 pm
الأربعاء مارس 13, 2024 10:34 pm
الأربعاء مارس 13, 2024 10:26 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm










شاطر
 

 هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:21 am

هل يجوز للمريض الذي لا يرجى أمل في شفائه أن يطلب الموت؟
وهل يلبى طلبه تخفيفاً من الألم الذي يتعرض له ؟
تقوم علاقة الطبيب بمريضه على مجموعة من الأخلاق، منها الثقة، والأمانة، والإخلاص، وكتمان السر، والصدق، والشفافية في تبادل المعلومات، ومن الأصول الطبية المتعارف عليها أن للمريض ـ قبل أي شخص آخر ـ الحق بمعرفة طبيعة المرض الذي يعاني منه، وأسبابه، وأعراضه، ونتائج الفحوص المخبرية، والمضاعفات التي يمكن أن تنتج عن المرض، واحتمالات الشفاء أو الموت، وغيرها من المعلومات التي تخص المريض، وتترتب عليها تصرفات شرعية من قبله، كالوصية، وردِّ الودائع، والوفاء بالدَّين، ونحوها.
ولا ريب بأن مكاشفة المريض بحقيقة مرضه الذي لا يرجى برؤه ليس أمراً سهلاً، فهو يحتاج من الطبيب إلى الكثير من الأناة والحكمة، ولابد له قبل هذا وذاك من خطوات، نجملها في ما يأتي :
- الإلمام بتشخيص المرض، والإجراءات العلاجية المتاحة .
- تهيئة المريض نفسياً لتلقي المعلومات عن مرضه .
- أن يسأل الطبيب مريضه عما يعرفه عن مرضه قبل مكاشفته بحقيقة هذا المرض .
- الحكمة في اختيار المعلومات التي نكاشف بها المريض، ومقدار هذه المعلومات .
- أن تكون مكاشفة المريض بمرضه بلغة واضحة ومفهومة للمريض، وبطريقة تنم عن الاهتمام والتعاطف والشفقة والرحمة .
- إتاحة الوقت الكافي للمريض لكي يستوعب المعلومات التي قدمناها له .
- الإجابة عن أسئلة المريض بوضوح، وهدوء، واهتمام، حتى وإن كانت الأسئلة سطحية، أو لا علاقة لها مباشرة بمرضه .
- تذكير المريض برحمة الله عزَّ وجلَّ، وقدرته على شفاء مختلف الأمراض، وأن الشفاء بيده وحده سبحانه، ولا بأس أن نروي للمريض بعض الحالات التي كتب الله تعالى لها الشفاء بعد أن ظن الأطباء أن لا رجاء من شفائها، ولكن مع الحرص على عدم توليد شعور كاذب لدى المريض بأنه سوف يشفى حتماً، لأن هذا الشعور قد يجعله يؤجل بعض الأمور التي يرغب أن ينجزها، أو يوجب عليه الشرع عملها وقد اقترب أجله .
- المتابعة الدؤوب لحالة المريض، حتى آخر لحظة من حياته، مهما طالت الفترة، علماً بأن بعض الأمراض التي لا يرجى برؤها قد تدوم شهوراً طويلة، وربما سنوات ( الحياة الإنباتية، موت الدماغ .. وغيره ) .
وبالإجمال، لا يجوز أن نخفي عن المريض حقيقة مرضه، لاسيما إذا كان المريض حريصاً على معرفة طبيعة مرضه ومآل حالته الصحية، فقد تكون هذه المعرفة حافزاً للمريض لكي يتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ، وإبراء ذمته والوفاء بما عليه من حقوق للآخرين، وغير ذلك مما يجب عليه عمله قبل أن يلقى وجه ربه، وقد نصت قوانين مزاولة المهنة على أن " للطبيب في حالة الأمراض المستعصية، أو التي تهدد حياة المريض بالخطر، أن يقدِّر ـ وفقاً لما يمليه عليه ضميره ـ مدى ملاءمة إخطار المريض أو ذويه بحقيقة المرض، وذلك ما لم يكن المريض قد حظر عليه ذلك، أو عيَّن شخصاً أو أشخاصاً يقتصر الإخطار عليهم "[1] .
وهنا، موقف حساس ينبغي التنبيه له، وهو أن ذوي المريض في كثير من الأحيان يرجون الطبيب أن لا يكاشف مريضهم بحقيقة مرضه، بحجة أنهم أدرى به، وأنه لا يحتمل هذه المكاشفة، وأن حالته سوء تسوء كثيراً فيما لو علم بحقيقة مرضه، وهذا ما يحصل غالباً من قبل الأبناء تجاه مرض أبيهم أو أمهم، وفي مثل هذا الموقف ينبغي للطبيب أن يعقد جلسة مع هؤلاء، بمساعدة أحد الأخصائيين الاجتماعيين، لإفهام الأهل أن حالة المريض لا يرجى برؤها، وأن الواجب الشرعي يقتضي مكاشفته بالأمر حتى يحسن توبته، ويبرئ ذمته، وقد وجدنا في الممارسة العلمية أنهم في الغالب يستجيبون لذلك، وكثيراً ما كان يتبرع أحدهم للقيام بالمهمة، فإذا لم تحصل الاستجابة من قبل الأهل، وأصروا على عدم المكاشفة، وكان المريض أهلاً للمكاشفة من الناحية النفسية بتقدير الطبيب المعالج وأخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي، لم يلتفت إلى رأي الأهل، وتولى الفريق الطبي مكاشفة المريض بحالته، وما يمكن أن تؤول إليه.

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:23 am

تداوي من لا يرجى برؤه
التَّداوي ( Treatment ) أو العلاج، هو تعاطي الدواء بقصد معالجة المرض أو الوقاية منه، وقد أصبح للتداوي في العصر الحاضر أشكال ووسائل عديدة جداً، منها : العلاج بالأدوية (Drugs) ، والعلاج بالجراحة، والعلاج النفسي، والعلاج الفيزيائي ( Physiotherapy ) وغيرها كثير من الوسائل العلاجية المستجدَّة .
وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتداوى في نفسه، ويستدعي الأطباء لمداواته، وكان يأمر من أصابه المرض من أهله أو أصحابه بالتداوي، ويحضُّ على التداوي، ويقول : " إنَّ اللهَ أنزل الداءَ والدواءَ، وجعل لكلِّ داءٍ دواءً، فَتَداووا، ولا تَتَداووا بالحَرامِ "[2][3][4][5] . ، حتى ذهب بعض الفقهاء إلى أن المجني عليه إنْ لم يداوِ جُرْحَهُ وماتَ بسبب الجرح ، كان الضَّمان على الجاني ، لأنَّ التداوي ليس بواجب على المريض ، وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " يدخل الجنَّةَ من أمَّتي سبعونَ ألفاً بغيرِ حسابٍ، هُمُ الذين لا يَسْتَرْقُونَ، ولا يتطيَّرون، ولا يكتَوون، وعلى ربِّهم يَتَوَكَّلون " ، وقدَ ذهب بعض أهل العلم إلى عدم وجوب التداوي لما ورد في القرآن الكريم على لسان أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام : { وإذا مَرِضْتُ فَهُو يَشْفينِ }
غير أنَّ الإمام ابن القيِّم[6][7]. رحمه الله تعالى ردَّ على الذين قالوا بترك التداوي بحجة التوكل على الله عزَّ وجلَّ، فقال : " إنَّ التداوي لا يُنافي التَّوَكُّلَ، كما لا ينافيهِ دَفْعُ الجوعِ والعطشِ والحَرِّ والبردِ بأضْدادها، بل لا تتمُّ حقيقةُ التوحيدِ إلا بمباشرة الأسباب التي نصبَها اللهُ تعالى مقتضياتٍ لمسبَّباتها قدراً وشرعاً، وإنَّ تعطيلها يَقْدَحُ في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظنُّ مُعَطِّلُها أنَّ تَرْكَها أقوى في التوكل، فإنَّ تَرْكَها عجزٌ ينافي التوكُّلَ الذي حقيقتُهُ اعتمادُ القلب على الله في حصول ما ينفع العبدَ في دينه ودنياه، ودفع ما يضرُّه في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطِّلاً للحكمة والشَّرع، فلا يجعل العبدُ عجزَه توكلاً ولا توكله عجزاً "
ولهذا ذهب أكثر اهل العلم إلى أن الأصل في حكم التداوي أنه مشروعٌ، لما ورد بشأنه في القرآن الكريم والسُّنَّة القولية والفعلية، ولما فيه من حفظ النفس الذي هو أحدُ المقاصدِ الكُلِّيَّة من التشريع، وتختلف أحكام التداوي باختلاف الأحوال والأشخاص :
· فيكون واجباً على الشخص إنْ كان تركُه يفضي إلى تَلَف نَفْسه أو أحد أعضائه أو عجزه، أو كان المرض ينتقل ضررُه إلى غيره كالأمراض المعدية .
· ويكون مندوباً إنْ كان تركُه يؤدي لضعف البدن، ولا يترتَّب عليه ما سبق في الحالة الأولى .
· ويكون مباحاً إنْ لم يندرج في الحالتين السابقتين .
· ويكون مكروهاً إن كان بفعلٍ يُخاف منه حدوثُ مضاعفات أشدّ من العلَّة المراد إزالتها[8] .
وبناء عليه نثبت هنا جملة من الأحكام العامة التي تتعلق بالتداوي في الأمراض التي لا يرجى برؤها :
1- مما تقتضيه عقيدة المسلم أن المرض والشفاء بيد الله عزَّ وجلَّ، وأن التداوي والعلاج ما هو إلا أخذ بالأسباب التي أودعها الله تعالى في الكون، وهو أمر مشروع، لا يتعارض مع قضاء الله وقدره، كما ورد في حديث أبي خزيمة عن أبيه ، قال : " سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ رُقَىً نَسْتَرقيها، ودواءً نَتَداوى بِهِ، وتُقاةً نَتَّقيها، هل تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ شيئاً ؟ قالَ : هِيَ مِنْ قَدَرِ اللهِ "[9] .
2- إن ما يُعتبر حالة ميئوساً من علاجها هو بحسب تقدير الأطباء وإمكانات الطب المتاحة في كل زمان ومكان، وتبعاً لظروف المرضى .
3- لا يجوز اليأس من روح الله، ولا القنوط من رحمته، بل ينبغي بقاء الأمل في الشفاء بإذن الله، وعلى الأطباء وذوي المرضى تقوية معنويات المريض، والدأب في رعايته، وتخفيف آلامه النفسية والبدنية ، بصرف النظر عن توقع الشفاء أو عدمه .
4- لا يجوز ترك العلاج إذا كان ذلك يأساً وقنوطاً من رحمة الله تعالى، أو تبرماً وتذمراً من قضائه وقدره، لقوله تعالى : { إنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إلا القَوْمُ الكافِرونَ }[10] ، أما ترك التداوي صبراً أو احتساباً فهو جائز، ولكن بشرط أن لا يكون مفضياً لهلاك محقق، مع غلبة الظن بتحقق الشفاء بالتداوي، لأن في هذا شبهة قتل النفس بتعريضها للتهلكة .
5- سواء كان المرض مرضاً قابلاً للشفاء أم مرضاً لا يرجى برؤه يجب استشارة المريض أو وليه، وأخذ إذنه في الإجراء العلاجي الذي سوف يخضع له، ولا يصح للطبيب أن يستقل بأخذ القرار، إلا في الحالات الخطيرة التي تهدد حياة المريض بالخطر، ولا تحتمل التأجيل، فيجوز للطبيب أن يتدخل دون انتظار الإذن، حفاظاً على حياة المريض .
6- بالرغم من أن التداوي في المرض الذي لا يرجى برؤه ليس بواجب على المريض، لأنه لا يمنع تفاقم المرض، إلا أنه يستحب للطبيب أن يستمر بمداواة مريضه إذا لم يمانع، ولو كان ذلك ببعض المعالجات الملطفة، لأنه يطيب نفس المريض، ويشعره بالرعاية والاهتمام .
7- من واجب الطبيب أن لا يترك وسيلة يعتقد فيها الفائدة للمريض إلا أخذ بها، حتى وإن كانت فرصة الشفاء ضعيفة، لعموم الأدلة الشرعية التي تحضُّ على التداوي، ورجاء أن يكتب الله له الشفاء، مع الاعتقاد الجازم بأن الشفاء أولاً وأخيراً مرهون بقدر الله عز وجل .
8- يستحب للمريض مرضاً لا يرجى برؤه، أن يكثر من ذكر الموت بقلبه ولسانه، وأن يستعد له بالتوبة إلى الله تعالى، وأن يبرئ ذمته من حقوق الآخرين، ويسن له الصبر، ويكره منه كثرة الشكوى، بل عليه الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، وأن يسأله حسن الخاتمة .
9- إن بعض التداخلات الطبية قد يكون ضررها أكبر من نفعها في بعض الحالات التي وصلت إلى مراحلها النهائية، كالسرطان، والفشل الكلوي، ونحوه ، وكذلك بعض العمليات الجراحية التي تشكل خطراً كبيراً على حياة المريض، وتكون نسبة الشفاء فيها ضعيفة أو نادرة، ويكون خطر التدخل الجراحي كبيراً، وكذلك التغذية بالطرق غير المعتادة، مثل التغذية عن طريق الأنبوب، التي قد يترتب عليها مضاعفات هضمية غير محمودة، أو إعطاء المحاليل الوريدية التي قد تزيد العبء على القلب والرئتين وتزيد من تفاقم العلة، ولهذا قد يكون التوقف عن التدخل الطبي في مثل هذه الحالات هو الأصح والأفضل، وفيها يحق للمريض أن يرفض التدخل الطبي ولا يكون آثماً برفضه هذا
، والله تعالى أعلم .

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:24 am

إنعاش من لا يرجى برؤه
كثيراً ما يواجه الطبيب حالات مرضية قد وصلت إلى درجة شديدة من التدهور يظن معها أن لا فائدة ترتجى من أي إجراء طبي للمريض، غير أن الشواهد الطبية العديدة تدل على أن بعض هذه الحالات لا تلبث أن تتحسن، ويستعيد المريض نشاطه، وصحته، ويواصل رحلة الحياة، وربما لسنوات طويلة، ثم يموت بسبب آخر غير السبب الذي أوصله إلى تلك الحالة التي ظن الطبيب أنها تنذر بالنهاية !
ومع أن القاعدة المقررة عند أهل الطب هي بذل أعلى درجات الرعاية الطبية للمريض، مهما كانت حالته، على أمل أن يكتب الله له الشفاء، إلا أن الممارسات الطبية اليومية تضع الطبيب أمام حالات حرجة يكون فيها المريض ما بين الحياة والموت، فيحتار الطبيب : هل يجري للمريض الإنعاش الطبي أم لا؟ وقد سبق لعدد من المجامع الفقهية أن ناقشت هذه الحالة، وصدرت عدة فتاوى بشأن عدم الإنعاش في حالات مرضية محددة، ونورد في ما يأتي خلاصة ما انتهى إليه الفقهاء في هذه المسألة[11] :
· إذا غلب على ظن الطبيب المختص أن الدواء ينفع المريض ولا يضره، أو أن نفعه أكثر من ضرره، فإنه يشرع له مواصلة الإنعاش، ولو كان تأثير العلاج مؤقتاً، لأن الله سبحانه وتعالى قد ينفعه بالعلاج نفعاً مستمراً خلاف ما يتوقعه الأطباء .
· إذا كان ملف المريض مختوماً عليه بعلامة " عدم عمل إجراءات الإنعاش " ويرمز له باللاتينية ( DNR ) وهي اختصار لجملة ( Do Not Resuscitate ) ، فإن كان ذلك بناء على رفض المريض أو وكيله للإنعاش، أو كانت حالة المريض غير صالحة للإنعاش بتقرير ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات، فلا حاجة لاستعمال جهاز الإنعاش .
· إذا كان المريض في حالة عجز، أو في حالة خمول ذهني، مع مرض مزمن أو مرض السرطان في مرحلة متقدمة، أو مرض القلب والرئتين المزمن، مع تكرار توقف القلب والرئتين، وقرر ذلك ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات، فلا حاجة لاستعمال جهاز الإنعاش .
· إذا كان المريض مصاباً بحالة عجز شديد، مثل الشلل الدماغي، بحيث أنه لا يحرك رجليه أو يديه، ومصاب بتخلف عقلي شديد، ولا يرجى شفاؤه، وقرر ثلاثة أطباء متخصصون فأكثر رفع أجهزة الإنعاش عنه، فإنه يجوز اعتماد ما يقررونه، ولكن لا يجوز الحكم بموته حتى يعلم ذلك بالعلامات الظاهرة الدالة على موته .
· إذا قرر ثلاثة أطباء أن من غير المناسب إنعاش المريض، عندما يكون من الواضح أنه يعاني من مرضٍ مستعصٍ غير قابل للعلاج، وأن الموت محقق، فلا حاجة للإنعاش .
· إذا وجد لدى المريض دليل على الإصابة بتلف في الدماغ مستعصٍ على العلاج، بتقرير ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات، فلا حاجة أيضاً لاستعمال جهاز الإنعاش، لعدم الفائدة في ذلك .
· إذا كان إنعاش القلب والرئتين غير مجد، وغير ملائم لوضع معين، حسب رأي ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات، فلا حاجة لاستخدام آلات الإنعاش، ولا يلتفت إلى رأي أولياء المريض في وضع آلات الإنعاش أو رفعها، لكون ذلك ليس من اختصاصهم .
· إذا وصل المريض إلى المستشفى وهو متوفى، فلا حاجة لاستعمال جهاز الإنعاش .

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:25 am

قطع ذرية من لا يرجى برؤه
قطع ذرية المصاب بمرض لا يرجى برؤه أو التعقيم ( Sterilization ) وهي عملية تجرى بقطع الحبل المنوي ( Spermatic Cord ) عند الرجل ، أو قطع بوقَيْ الرحم ( Fallopian Tubes ) عند المرأة، أو ربطهما أو قطعهما وربطهما في آن واحد[12]، أو بوسائل أخرى لا مجال لتفصيلها هنا .
والأصل هو حرمة التعقيم وقطع الذرية قطعاً نهائياً، سواء للرجل أو للمرأة، عملاً بالنصوص العديدة التي وردت في الكتاب والسنة بالحضِّ على الزواج وكثرة الولد، ويستثنى من الحرمة حالات الضرورة التي يقررها طبيب عدل ثقة ذو خبرة في هذا المجال، كأن يشكل الحمل خطراً أكيداً على حياة المرأة .
وعلى هذا، فإن تعقيم المرأة جائز، إذا كانت مصابة بمرض يمكن أن يتعدى خطره إلى ولدها ( مثل الإيدز، والزهري .. ) ، أو كانت مصابة بمرض لا يرجى برؤه ويشكل حملها خطراً أكيداً على حياتها، مثل الفشل الكلوي الذي لا يرجى برؤه، أما إذا كانت الحالة المرضية للمرأة مؤقتة فلا يجوز لها التعقيم، ويمكنها استخدام وسائل منع الحمل المؤقتة ( مثل : حبوب منع الحمل، أو اللولب، أو غيره ) لأن مرضها قد يزول وتتغير ظروفها الزوجية فترغب بالولد من جديد .
أما قطع ذرية الرجل المصاب بمرض من الأمراض المعدية لا يرجى برؤها فليس بواجب، لأن لديه خيارات أخرى لا تتوافر للمرأة المصابة بمرض معدي لا يرجى برؤه ، فيمكن له أن يتقي نقل العدوى إلى زوجته باستخدام العازل الذكري مثلاً، كما يمكنه أن يتزوج امرأة عقيماً، وبهذا يتجنب إنجاب ذرية مريضة .

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:26 am

إنهاء حياة من لا يرجى برؤه
إنهاء حياة المريض الذي لا يرجى برؤه، أو ما اشتهر باسم القتل شفقةً ( Euthanasia ) أو القتل رحمةً، أو تيسير الموت، فكرة فلسفية تعود إلى أيام الإغريق القدماء، وقد أطلق الفيلسوف سقراط ( 469 ـ 399 ق.م ) على هذا الشكل من الموت اسم ( التدبير الذاتي للموت بشرف ) ، وذكر الفيلسوف أفلاطون ( 427 ـ 347 ق.م ) تلميذ سقراط في كتابه الشهير ( الجمهورية ) أن الذين تنقصهم سلامة الأجسام يجب أن يتركوا للموت !
أما اصطلاح ( القتل بدافع الشفقة ) فينسب إلى الفيلسوف الإنكليزي روجيه بيكون ( 1214 ـ 1294 ) الذي ذهب إلى أن " على الأطباء أن يعملوا على إعادة الصحة للمرضى ويخففوا آلامهم، ولكن إذا وجدوا أن شفاءهم لا أمل فيه فيجب عليهم أن يدبروا لهم موتاً هادئاً وسهلاً " !
وفي عام 1823 عرضت على القضاء الأمريكي أول قضية في قتل الرحمة، حين أقدم أب على إغراق أطفاله الثلاثة ليذهبوا " إلى الجنة مباشرة " على حد تعبيره، وفي أوائل القرن العشرين الميلادي قامت في ألمانيا حركة تنادي بإباحة قتل الرحمة، وفي عام 1930 أنشئت الجمعية الأمريكية لقتل الرحمة ( عدل اسمها في عام 1970 إلى جمعية حق الإنسان في الموت ) ، وفي عام 1936 أباح بعض أساقفة الكنيسة في الولايات المتحدة قتل الرحمة في " حدود معقولة ومقبولة " حسب تعبيره، وفي العام نفسه عقدت الجمعية البريطانية لقتل الرحمة أول اجتماع لها، وقدمت مشروعاً إلى مجلس اللوردات تقترح فيه إصدار قانون يبيح قتل الرحمة، لكن المجلس رفض المشروع .
وفي عام 1939 أصدر الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر ( 1889 ـ 1945 ) أمراً أباح فيه قتل المرضى العقليين والمعتوهين والشيوخ الذين أصيبوا بالخرف، وفي عام 1970 ظهرت في بريطانيا حركة نشطة تنادي بالسماح بقتل الرحمة، وفي عام 1977 أعطى القانون في ولاية كاليفورنيا الحق لكل شخص أن يحدد موعد موته بأن يكون سهلاً ودون معاناة، وفي عام 1982 تأسست هناك جمعية لتيسير الموت وتسهيله[13] .
والحديث عن قتل الرحمة يرد غالباً عند الحديث عن المريض الميئوس من شفائه، كالمريض بالسرطان في مراحله الأخيرة حين يصل به الألم إلى درجة شديدة لا يطيقها، فتأتي الدعوة لإنهاء حياته بذريعة تخليصه من الألم .. وللقتل شفقةً ثلاث صور :
(1) إعطاء المريض جرعة كبيرة من دواءٍ قويٍّ مضاد للألم لتضع هذه الجرعة المفرطة حداً لحياته[14] .
(2) أن يكون المريض غير قادر على التنفس إلا بواسطة المنفاس ( Respirator ) فإذا فصل عنه هذا الجهاز توقف تنفسه ومات .
(3) أن يكون علاج المريض سبباً في استمرار حياته دون شفائه فإذا أوقف عنه العلاج مات، وقد بحث الفقهاءُ القدامى حالة مماثلة لهذه الحالة وهي التي تسمى في القوانين الحديثة "الجريمة السَّلبية" وضربوا لذلك مثلاً بالشخص الذي يمتنع عن إرشاد الأعمى ويتركه ليقع في بئر فيموت، واعتبروا الشخصَ الذي لم يرشده قاتلاً بالرغم من عدم قيامه بأي دور إيجابي، وكذلك فعلوا تجاه الشَّخص الذي يترك اللقيطَ دون عناية حتى يموت، ويمكن أن نقيس عليه الطبيب الذي يترك المريض دون علاج إلى أن يموت .
ومن الواضح أن الحالتين الأوليين تقتضيان تدخُّلاً إيجابياً من الطبيب، أما الحالة الثالثة فلا تقتضي إلا موقفاً سلبياً يتمثل بامتناع الطبيب عن علاج المريض، غير أن موت المريض هو النتيجة العملية في الحالات الثلاث[15] .
وقد ثارت مناقشات طويلة بين أهل الشريعة ورجال القانون حول مسألة القتل شفقة الذي يبدو أن الدافع الظاهر له دافع إنساني يستهدف تخليص المريض من آلامه التي لا أمل بالخلاص منها إلا بالموت، وحتى اليوم مازالت القوانين الوضعية في العالم لا تبيح قتل الشفقة منعاً لاتِّخاذه ذريعة لجريمة القتل العمد، ففي عام 1966 وضعت إحدى المحاكم الأمريكية قانوناً يجرِّم الطبيب الذي يمارس قتل الرحمة، واعتبرت أن التعجيل بموت المريض تخليصاً له من آلامه يعد فعلاً معاقباً عليه قانوناً، وفي عام 1996م أصدرت أستراليا قانوناً يبيح قتل الرحمة، لكنها عادت بعد ثمانية أشهر فقط فألغت القانون بعد أن وقعت هناك أربع جرائم قتل بشعة تحت مظلة هذا القانون .
إلا أن بعض الدول ـ بالرغم من رفضها لقتل الرحمة ـ أصبحت تفرِّق في قوانينها ما بين القتل الجنائي وقتل الرحمة، وتجعل من هذا الأخير مجرد جُنْحَة[16][17][18] . ، أو كان القتل بناء على إلحاح المجني عليه، أما معظم قوانين العقوبات في البلدان العربية فلا تأخذ بمبدأ تخفيف العقوبة في قتل الرحمة، لكنها ترى أن ذلك لا يمنع من تطبيق مبدأ " الظروف المخففة " المعروفة في القوانين الجنائية، وهي تقوم على تخفيف العقوبة إذا اقتضت الجريمة المقامة من أجلها الدعوى رأفة القضاة، وهذا معمول به حالياً في كل من السودان وسورية ولبنان إذا كان القتل مبنياً على رضا المجني عليه
أما من الوجهة الشرعية، فلا خلاف على حرمة القتل بعامة، والنصوص الواردة في هذا كثيرة منها : { ولا تَقْتُلوا النَّفْسَ التي حَرَّمَ اللهُ إلا بالحَقِّ .. الآية }[19] ، ومنه تحريم القتل بحجة الشفقة ، لأنه اعتداء صريح على حقِّ الله تعالى في الحياة التي وهبها للإنسان، ولأنَّ الصَّبر على المرض والألم مطلوب شرعاً، وهو تعبير عن رضا العبد بقضاء الله وقدره، وقد ضرب القرآن الكريم مثلاً عليه من صبر نبي الله أيوب عليه السلام، الذي ابتلاه الله عزَّ وجلَّ بالمرض والآلام المبرحة لفترة طويلة من الزمن فصبر على مرضه وآلامه حتى جاءه الفرج منه سبحانه .، وقوله تعالى : { ولا تَقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ إنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحيماً }[20]
وقد ورد في الصحيح نصوص عديدة تدل على حرمة قتل النفس للخلاص من الألم، منها ما رواه سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليهِ وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى عَسْكَرِهِ، ومالَ الآخرون إلى عسكرِهِم، وفي أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رجلٌ لا يَدَعُ لهم شاذَّةً ولا فاذَّةً إلا اتبعها بسيفهِ، فقالوا : ما أجزأ منا اليوم أحدٌ كما أجزأ فلان . فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أما إنَّهُ من أهلِ النَّارِ . فقالَ رجلٌ من القومِ : أنا صاحبُهُ . قالَ : فخرجَ معهُ كلما وقفَ وقفَ معهُ، وإذا أسرَعَ أسرَعَ معهُ، قالَ : فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحاً شديداً، فاستعجلَ الموتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سيفِهِ بالأرضِ وذبابَهُ بين ثدييهِ ثُمَّ تَحَامَلَ على سيفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ . فرجعَ الرجلُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ : أشْهَدُ أنكَ رسولُ اللهِ . قالَ صلى الله عليه وسلم : وما ذاكَ ؟! قالَ : الرجلُ الذي ذَكَرْتَ آنفاً أنَّهُ من أهلِ النارِ، فأعظمَ الناسُ ذلك، فقلتُ أنا لكم به، فخرجتُ في طلبِهِ، ثم جُرح جرحاً شديداً فاستعجلَ الموتَ فوضعَ نصلَ سيفهِ في الأرضِ وذبابَهُ بين ثدييهِ ثم تَحامَلَ عليهِ فَقَتَلَ نفسَهُ . فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عند ذلك : إنَّ الرجلَ لَيَعْمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ، فيما يبدو للناسِ، وهو من أهلِ النارِ، وإنَّ الرجلَ ليعملُ بعملِ أهلِ النارِ، فيما يبدو للناسِ، وهو من أهلِ الجنةِ "[21] .
ومنها كذلك ما جاء في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : " كانَ رجلُ ممن كانَ قبلَكم وكانَ بهِ جرحٌ، فأخذَ سكيناً نَحَرَ بها يَدَهُ، فما رقأ الدمُ حتى ماتَ . قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ : عبدي بادَرَني بنفسهِ ، حَرَّمْتُ عليهِ الجنةَ "[22] ، وهذا يعني أن أي عمل يؤدي إلى تسريع وفاة المريض أو المصاب إصابة بليغة حرام لا ريب فيه، وما القتل بدعوى الشفقة أو الرحمة في حقيقته إلا قتل مظلمة .
وقد ناقش المجمع الفقهي الإسلامي هذه المسألة بالتفصيل في دورته السابعة، المنعقدة في مدينة جدة ، عام 1992م، وأصدر القرار ( 67/5/17 ) الذي تضمن رفضه بشدة لما يسمى قتل الرحمة، بأي حال من الأحوال، وأن العلاج في الحالات الميئوس منها يخضع للتداوي والعلاج والأخذ بالأسباب التي أودعها الله عزَّ وجلَّ في الكون، ولا يجوز شرعاً اليأس من روح الله، أو القنوط من رحمته، بل ينبغي بقاء الأمل بالشفاء بإذن الله تعالى، وعلى الأطباء وذوي المرضى تقوية معنويات المريض، ورعايته، وتخفيف آلامه النفسية والبدنية، بصرف النظر عن توقع الشفاء أو عدمه[23] .
وعلى هذا فلا يجوز للمريض إنهاء حياته بنفسه، لأنه يُعَدُّ منتحراً، ولا يجوز له أن يطلب ذلك من الطبيب، كما أن الطبيب الذي يساعد المريض على إنهاء حياته يكون آثماً، وتطبَّق بحقِّهِ أحكامُ القتل العمد، لأن عمله هذا مخالف لصريح الكتاب والسنة بحرمة النفس البشرية، كما أنه مخالف لقوانين مزاولة المهنة[24] .
والخلاصة، أن من واجب الأطباء أن يجتهدوا قدر المستطاع بخدمة المريض، وفق القواعد الطبية المتعارف عليها، مع تقوى الله في ذلك كله، واستحضار النية الخالصة بمنفعة المريض، وتخفيف آلامه، حتى آخر رمق من حياته، أما إذا غلب على ظن الطبيب أن حجب الدواء أو العلاج عن المريض لا يقدم له نفعاً، ولا يدفع عنه ضرراً، فقد جاز له أن يحجب عنه الدواء .
ومن الوجهة القانونية يجب على الطبيب أن يدون في ملف المريض حيثيات الواقعة والأسباب التي دعته لوقف العلاج، وهو يتحمل نتيجة اجتهاده هذا، ويستحسن في مثل هذه الحالات أن يوضع التقرير من قبل لجنة طبية لا تقل عن طبيبين اثنين من أهل الاختصاص .
ومن المفيد هنا أن نشير إلى اتفاق الفقهاء على أنه إذا اعتدى شخص على شخص فأوصله إلى الرمق الأخير، أو حالة حركة المذبوح التي سبقت الإشارة إليها، بأن لم يبقَ له إبصار ولا نطق ولا حركة اختيارية، ثم جنى عليه شخص آخر فمات، فالقاتل هو الشخص الأول، أما الثاني فإنه يُعَزَّر لأنه اعتدى على حرمة الميِّت، أما إذا جنى الثاني قبل وصول المجني عليه إلى الرمق الأخير بفعلٍ مزهق كحزِّ الرقبة، فالقاتل هو الثاني، وعلى الأول قصاص العضو أو دِيَتُه، وأما إذا كان جرحُ الأول يفضي إلى الموت لا محالة لكنه لم يوصله إلى الرمق الأخير، ولم يخرجه من الحياة المستقرة، فجاء الثاني فضرب عنقَهُ ، فالقاتل هو الثاني أيضاً لأنه فوَّت حياةً مستقرة، أما إذا كان وصول المجني عليه إلى الرمق الأخير بسبب مرضٍ لا بسبب جناية، بأن كان في حالة النزع وعيشه عيش المذبوح، أو بدت عليه مخايل الموت، أو كان مريضاً لا يرجى برؤه، فجاء شخصٌ فقتله، فقد وجب القصاص على القاتل، لأن هذه الأمور غير مقطوع بها، وقد يُظنُّ ذلك ثم يشفى[25]
.

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:28 am

تعمد العدوى بأمراض لا يرجى برؤها
العَدْوى ( Infection ) : تعني دخول أحد العوامل المُمْرِضة إلى جسم الإنسان وإحداث المرض، والعوامل الممرضة التي تسبب العدوى هي ( الجراثيم، والفيروسات، والطفيليات، والفطريات ) ويوجد من كل منها عشرات الآلاف من الأنواع، وهي تسبب عدداً كبيراً من الأمراض السارية، وتصل هذه العوامل الممرضة إلى الإنسان الصحيح من مصدر خارجي، قد يكون إنساناً مريضاً ظهرت عليه أعراض المرض، أو إنساناً حاملاً لجرثومة المرض ولم تظهر عليه الأعراض، أو حيواناً، أو أدوات ملوثة بجرثومة المرض، أو الهواء أو الماء أو غير ذلك من عناصر الطبيعة ، وقد حبا الخالق عزَّ وجلَّ جسم الإنسان جهاز مناعة نشطاً يكفل له مقاومة هذه الأمراض في الأحوال العادية، وفي بعض الأحوال الأخرى تضعف مناعة الشخص، أو يكون العامل الممرض قوياً، فيتغلب على مناعة الجسم ويسبب المرض .
والذي يعنينا هنا، أن بعض المصابين بأمراض سارية خطيرة لا يرجى برؤها قد يتعمدون نقل العدوى إلى غيرهم من الأصحاء، وذلك لأسباب نفسية أو جنائية أو اجتماعية مختلفة، وهو فعل لاشك بحرمته، لما فيه من إضرار بالغير قد يصل إلى حد الموت في بعض الأمراض المعدية الخطيرة " الإيدز مثلاً "، وفي هذا مخالفة صريحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ضَرَرَ ولا ضِرار "[26] .
وقد نوقش هذا الموضوع في عدة مؤتمرات فقهية، منها مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الثامن في بندر سري بجاون، بروناي دار السلام، عام 1414هـ / 1993م، الذي أوصى الجهات المختصة في الدول الإسلامية " باتخاذ كافة التدابير للوقاية من الإيدز، ومعاقبة من يقوم بنقل الإيدز إلى غيره متعمداً " كما أوصى المجلس " في حال إصابة أحد الزوجين بهذا المرض أنَّ عليه أنْ يُخبر الطَّرَفَ الآخر، وأن يتعاون معه في إجراءات الوقاية كافة " وقرر المجلس كذلك " أنَّ على المصاب أو حامل الفيروس أنْ يتجنَّب كلَّ وسيلة يُعدي بها غيره "[27] .
أما مجلس مجمع الفقه الإسلامي في مؤتمره التاسع الذي عقد في مدينة أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة عام 1415هـ/1995م فقد انتهى إلى أن " تَعَمُّدَ نَقْلِ العدوى بمرض من الأمراض المعدية القاتلة مثل مرض الإيدز إلى السليم بأية صورة من صور التعمد هو عمل محرم، ويعدُّ من كبائر الذنوب والآثام، كما أنه يستوجب العقوبة الدنيوية، وتتفاوت هذه العقوبة بقدر جسامة الفعل وتأثيره على الأفراد، وتأثيره على المجتمع، فإن كان قصد المتعمد إشاعة هذا المرض الخبيث في المجتمع فعمله هذا يعد نوعاً من الحرابة والإفساد في الأرض، ويستوجب إحدى العقوبات المنصوص عليها في آية الحرابة ( سورة المائدة ، الآية 33 ) وإن كان قصده من تعمد نقل العدوى إعداء شخص بعينه، وتمت العدوى، ولم يمت المنقول إليه بعد، عوقب المتعمد بالعقوبة التعزيرية المناسبة، وعند حدوث الوفاة ينظر في تطبيق عقوبة القتل عليه، وأما إذا كان قصده من تعمد نقل العدوى إعداء شخص بعينه ولكن لم تنتقل إليه العدوى فإنه يعاقب عقوبة تعزيرية "[28] .
ومن جهة أخرى، ينبغي تقديم الرعاية الطبية والاجتماعية اللازمة للمريض بمرض سار لا يرجى برؤه، حتى آخر لحظة من حياته، لاسيما وأنه قد يعيش لسنوات طويلة، وقد يؤدي خدمات جليلة للمجتمع، وربما عثر الطب في المستقبل على علاج ناجع له، وقد سجل تاريخ الطب اكتشاف العديد من العلاجات الناجعة لأمراض ظل الأطباء لقرون طويلة يعتقدون أن لا أمل بشفائها .
ونظراً للخطورة البالغة في بعض الأمراض السارية فإنه ينبغي على السلطات الصحية أن تلزم العاملين في المرافق الصحية ( الأطباء، التمريض، فنيي المختبرات، بنوك الدم، أقسام الطوارئ، أقسام الولادة، غرف العمليات .. ) باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لحماية المرضى من العدوى خلال فترة علاجهم، وكذلك حماية العاملين أنفسهم من الإصابة بالعدوى من مرضاهم، كما ينبغي أن تنص التشريعات القانونية على عقوبات مشددة تطبق بحق العاملين الصحيين الذين يهملون هذه الاحتياطات أو لا يتقيدون بها .
ونظراً للخطورة الشديدة التي تنطوي عليها بعض الأمراض السارية، ولأن معظم هذه الأمراض ليست لها أعراض ظاهرة في بادئ أمرها، فإننا نميل إلى إلزام المقبلين على الزواج بإجراء فحص طبي قبل الزواج لبيان سلامتهما من هذه الأمراض، وفي حال اكتشاف واحد من هذه الأمراض عند أحد الطرفين يجب عليه شرعاً أن يخبر الطرف السليم ليكون على بينة من أمره، فإن شاء مضى بإتمام الزواج وإن شاء توقف، هذا إذا كان المرض من النوع الذي لا يرجى برؤه ويشكل خطراً أكيداً على حياة الطرف الآخر، أما إن كان المرض قابلاً للشفاء فيؤخر الزواج إلى ما بعد الشفاء .
أما إذا أصيب أحد الزوجين أثناء قيام العلاقة الزوجية بأحد الأمراض السارية الخطيرة التي تنتقل عن طريق الجنس، ويكون المرض قابلاً للشفاء، فمن حق الطرف السليم الامتناع عن المعاشرة الزوجية ريثما يشفى المصاب، وذلك حماية له من العدوى والضرر .
أما إذا كان المرض من النوع الذي لا يرجى برؤه، وكان يشكل خطراً أكيداً على حياة الطرف الآخر فيما لو أصيب بالعدوى، كما هي حال الإيدز مثلاً، فمن حق الطرف السليم طلب فسخ عقد النكاح إن أراد، لأن الضرر الذي قد يصيبه فادح جداً، أما إذا اختار الإبقاء على الزواج فإننا ننصح باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه من العدوى، مثل استعمال الواقي الذكري، أو الواقي المهبلي، أو غيره من الوسائل التي تمنع العدوى بإذن الله تعالى[29]
.

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:29 am

رعاية من لا يرجى برؤه

من المعلوم جيداً في الممارسة الطبية أن هناك علاقة وثيقة ما بين حالة المريض العضوية وحالته النفسية، بل إن الأعراض النفسية التي تظهر على المريض من جراء مرضه العضوي قد تكون أبرز من الأعراض العضوية، أضف إلى هذا أن بعض المرضى يميلون بطبعهم إلى التهويل وتضخيم الأعراض التي يشكون منها حتى إن بعضهم يتوهم أنها نهايته، وهذا ما يدل على أهمية الدعم النفسي للمرضى، ولاسيما منهم الميالين للوهم والتهويل !
وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى مواساة المريض والتخفيف عنه ، ورفع معنوياته ، فقال : " إذا دَخَلْتُمْ على المريضِ فَنَفِّسُوا لَهُ في أجَلَهِ ، فإنَّ ذلك لا يَرُدُّ شيئاً ، وَيُطَيِّبُ نَفْسَهُ "[30][31] . ، وأشار الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى إلى هذا الجانب المهم في التعامل مع المريض، فذكر من صفات الطبيب الحاذق " أن يكون له خبرة باعتلال القلوب والأرواح وأدويتها، وذلك أصل عظيم في علاج الأبدان، فإن انفعال البدن وطبيعته عن القلب والنفس أمر مشهود. والطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجها كان هو الطبيب الكامل، والذي لا خبرة له بذلك وإن كان حاذقاً في علاج الطبيعة وأحوال البدن نصف طبيب. وكل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه، وصلاحه، وتقوية أرواحه وقواه، بالصدقة وفعل الخير والإحسان والإقبال على الله والدار الآخرة، فليس بطبيب بل متطبب قاصر"
ولاشك بأن طمأنة المريض، ودعمه نفسياً، والتنفيس له في الأجل، كلها عوامل مهمة في تخفيف أوجاعه، وإزالة القلق والوساوس عنه، وفي هذا أجر عظيم للطبيب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ نَفَّسَ عن مؤمنٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُّنيا نَفَّسَ اللهُ عنهُ كُرْبَةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ "[32]" وليس ينبغي للطبيب أن يمنع المريض من كثرة ما يشتكيه فيظهر ضجراً من ذلك، لأنه ربما أورد في كلامه علامات يستدل منها الطبيب على ما ينتفع به، ويستشهد بها على صحة مرضه " ، ولتحقيق هذا الهدف النبيل ينبغي للطبيب أن يعطي مريضه الوقت الكافي، ويصغي له جيداً حتى يفهم طبيعة ما يشتكي منه، ويعرف ما يقلقه [33]وبعد أن يحيط الطبيب بالمشكلة الصحية التي يشتكي منها المريض عليه أن يشرح له طبيعة مرضه بطريقة مناسبة ، ويجيب على تساؤلاته ، ويجعله على بينة من حالته الصحية ، ويقوي أمله بالشفاء ، ويزيل مخاوفه وأوهامه . ،
وقد رأينا في الممارسة العملية أن اهتمامنا بحالة المريض، والإصغاء الجيد لشكواه، والكشف عليه بعناية، مع بضع كلمات طيبة، تفعل في نفسه أكثر مما يفعل الدواء، حتى إن كثيراً منهم كانوا يطلبون منا عدم وصف أي دواء لهم، مكتفين بما سمعوه من كلمات طيبة، وشرح مبسط لحالتهم الصحية، ونصائح شفوية !
ومن العوامل التي تساعد كثيراً في طمأنة المريض ودعمه نفسياً أن نذكِّره بالأجر العظيم من الله تعالى لقاء صبره على المرض والألم، مع تذكيره ببعض ما جاء في الكتاب والسنة من توجيهات تعينه على الصبر واحتساب الأجر من الله، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما مِنْ مُسْلِمٍ تُصيبُهُ مُصيبةٌ فَيَقُولُ ما أمَرَهُ اللهُ : إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ، اللهُمَّ أْجُرْني في مُصيبَتي، واخْلُفْ لي خَيْراً منها، إلا آجَرَهُ اللهُ في مصيبتِهِ، وأخلَفَ لهُ خيراً منها "[34] ، هذا مع التذكير بأن حضَّ المريض على الصبر ينبغي أن لا يصل إلى حد تشجيعه على ترك العلاج إن كان ضرورياً لحالته؛ لأن ترك العلاج قد يسبب تفاقم المرض ويعرِّض حياة المريض للخطر !
ولا ريب بأن المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية، أو أمراض خطيرة في مراحلها النهائية ، مثل السرطان والإيدز ونحوهما، يحتاجون إلى رعاية نفسية واجتماعية خاصة، إلى جانب الوسائل العلاجية الأخرى التي تستخدم عادة لتخفيف الآلام والمعاناة، وهو ما يعرف بالطب التلطيفي ( Palliative Medicine ) الذي عرَّفته منظمة الصحة العالمية بأنه : الطب الذي يهدف إلى منع حدوث وتخفيف المعاناة، وتقديم المعونة والدعم للحصول على أقصى درجة من الحياة الجيدة والمريحة، للمرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية كالأورام، مهما كانت مرحلة المرض أو تقدمه، أو مرحلة العلاج، ويقدم هذا العلاج بطرق ملائمة لكل مريض حسب حالته .
وقد أصبح الطب التلطيفي في أيامنا الحاضرة من التخصصات المهمة في الممارسات الطبية، وهو يقوم على تقديم العلاج الفعال للآلام والأعراض، إلى جانب العلاج النفسي والدعم الاجتماعي والمعنوي والديني للمرضى وذويهم، وينبغي أن يكون العلاج التلطيفي شاملاً ومتكاملاً، ويأخذ بعين الاعتبار احترام حقوق المريض، ومراعاة اهتماماته، ومشاركة عائلته باتخاذ القرارات التي تتعلق بحالته المرضية .
ويتولى مهمة العلاج التلطيفي عادة فريق متكامل من المتخصصين الذين لديهم الخبرة الكافية بهذا النوع من العلاج، ويتمتعون بمهارات التواصل مع المريض وأهله، ويبدأ العلاج التلطيفي غالباً بالتزامن مع المعالجات الأخرى، ويستمر حتى المراحل النهائية، وقد يبدأ عندما تصبح المعالجات الأخرى غير مجدية، وعندئذ يقتصر دور الطب التلطيفي على تخفيف الآلام والأعراض، والدعم النفسي والاجتماعي للمريض وذويه .
وهناك أمور مهمة جداً تجب مناقشها مع المريض المصاب بمرض لا يرجى برؤه، وذلك قبل أن تسوء حالته، وقبل غيابه عن الوعي، ومنها على سبيل المثال الإنعاش القلبي الرئوي ( Cardiac Pulmonary Resuscitation ) ، ويرمز له اختصاراً ( CPR ) ، فقد وجد أن تقديم هذا الإنعاش بصورة عاجلة وصحيحة يمكن أن ينقذ حياة المريض، ويزيد من فرص شفائه، ورجوع وظائف أعضائه إلى حالتها الطبيعية أو القريبة من الطبيعي .
وقد تكون النتيجة عكسية في حالات أخرى، كما هي حال المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية أو متقدمة مثل الأورام، ويعانون من فشل عضوي متعدد، وضعف عام في وظائف الجسم، فقد وجد أن الإنعاش القلبي الرئوي في هذه الحال يمكن أن يزيد من تفاقم المرض والألم دون فائدة ترتجى، ولذلك قد يكون من الأفضل عدم تقديم الإنعاش القلبي الرئوي في مثل هذه الحالات .
فهذه الاحتمالات المختلفة ينبغي أن نبينها للمريض إذا كان واعياً وأهلاً لذلك، أو لذويه إن كان فاقداً للوعي أو غير أهل لذلك، وقد أفتى بعض العلماء أنه " إذا كان مرض المريض مستعصياً غير قابل للعلاج، بشهادة ثلاثة من الأطباء الثقات، فلا يستعمل جهاز الإنعاش، ويكون هذا القرار طبياً، ويقوم الطبيب المعالج بتوصيل هذا القرار للمريض، أو أهله، بطريقة مناسبة "[35]
.

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:31 am

تمني الموت لمن لا يرجى برؤه
لا جدال بأن المرض يشكل ابتلاء عسيراً للمريض، وربما لأهله وذويه كذلك، فكيف إذا كان المرض لا يرجى برؤه، وكانت النهاية قاب قوسين أو أدنى؟ لا شك بأن الابتلاء يكون أعظم، إلا أن ابتلاء المؤمن بالمرض أو بغيره من أنواع الابتلاء قد يكون فيه الخير على العكس مما يظن، مصداقاً لقوله تعالى : { وَعَسَى أنْ تَكْرَهُوا شيئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، وَعَسَى أنْ تُحِبُّوا شيئاً وَهُوَ شَرٌ لَكُمْ ، واللهُ يَعْلَمُ وأنتمْ لا تَعلمون }[36]وسلم ‏: " ‏ما مِنْ مصيبةٍ تُصيبُ المسلمَ إلا كَفَّرَ اللهُ بها عنهُ حتَّى الشَّوكَة يُشَاكُها " ، ومهما كان الابتلاء عظيماً وجب على المؤمن أن يصبر، وأن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يتذكر ‏قول النبي‏ ‏صلى الله عليه[37] .
وعلى هذا، لا يجوز للمريض بمرض لا يرجى برؤه أن يتمنى الموت طلباً لتخفيف المعاناة عن نفسه وعن أهله، ولا يجوز لأهله كذلك أن يتمنوا له الموت، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، حيث قال: " لا تَمَنَّوا الموتَ، فإنَّ هَوْلَ المطلعِ شديدٌ، وإنَّ من السعادة أن يطول عمرُ العبدِ ويرزقَه اللهُ الإنابةَ "[38][39]، وقد علَّق الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى على هذا الحديث تعليقاً لطيفاً، فقال: " وهذا يدل على أن النهي عن تمني الموت مقيَّد بما إذا لم يكن على هذه الصيغة، لأن في التمني المطلق نوعَ اعتراضٍ، ومراغمةً للقَدَر المحتوم، وفي هذه الصورة المأمور بها نوعُ تفويضٍ وتسليمٍ للقضاء " ، وقوله : " لا يتمنينَّ أحدكم الموت من ضرٍ أصابَهُ، فإنْ كانَ لابدَّ فاعلاً فليقلْ : اللهم أحْيِني ما كانت الحياةُ خيراً لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاةُ خيراً لي " ،[40][41] . وقوله أيضاً : " لا يتمنَّينَّ أحدُكم الموتَ، إما محسناً فلعله أن يزدادَ خيراً، وإما مُسيئاً فلعله أن يَسْتَعْتِب "
فعلى من ابتلاه الله عزَّ وجلَّ بمرض من هذه الأمراض أن يحذر الوقوع في مصيدة الشيطان، فيتمنى الموت دون مراعاة الأدب مع الله عزَّ وجلَّ، بل يأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم فيلتجئ إلى الله تعالى، ويتضرع إليه أن يصبره ويخفف عنه، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وليتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم وعد المريض الذي يموت صابراً محتسباً بأجر الشهيد، فقال : " الشُّهَداءُ خمسةٌ : المطعونُ والمَبْطونُ ، والغَرِقُ ، وصاحبُ الهَدْمِ ، والشَّهيدُ في سبيلِ الله "[42] ، والمطعون : هو الذي يتوفى بمرض الطاعون . والمبطون : هو الذي يتوفى بسبب مرض في بطنه، ويفهم من هذا الحديث أن أي مصاب أو مريض يموت صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله وقدره، غير ساخط ولا يائس من رحمة الله تعالى ، فإن له أجر شهيد، والله تعالى أعلم .

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:33 am

شفاء من لا يرجى برؤه
الشِّفاء : هو المعافاة ، وزوال أعراض المرض ، والشفاء من المرض لا يعني أن كلَّ شيءٍ قد عاد إلى طبيعته، فالجسم بعد التماثل للشفاء قد يعود إلى ما كان عليه من السلامة والقوة والنشاط، وقد يُخَلِّفُ فيه المرضُ بعضَ الضعف .
ومن الأصول الشرعية التي على المؤمن الإيمان بها أن الشافي هو الله عزَّ وجلَّ وحده، فلا شفاء إلا بإذنه تعالى، كما ورد على لسان أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام : { وإذا مَرِضْتُ فَهُوَ يشفينِ }[43][44] . ، وكما ورد في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " أذْهِبِ الباسَ ربَّ النَّاسِ، اشفِ أنتَ الشَّافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادرُ سقماً "
فالشفاء ليس بيد الطبيب، ولا يجوز أن يُنسب الشفاء إليه، لأنه ليس إلا واسطة للدلالة على الدواء الذي قد يكون فيه الشفاء وقد لا يكون، وهذا لا يعني عدم مراجعة الطبيب، ولا يعني أن التداوي وعدم التداوي سواء، فنحن مأمورون ابتداءً باتخاذ الوسائل التي نصبها الله تعالى أسباباً إلى الشفاء، ومنها الطبيب والدواء وبقية وسائل العلاج، ولكن علينا أن نعتقد جازمين أن الشفاء لا يكون إلا بمشيئة الله تعالى وتقديره .
ومن رحمته سبحانه بعباده أنه لم يخلق مرضاً إلا خلق له ما يضادُّه من الدواء أو العلاج، واستثنى من ذلك الهَرَم أو الشيخوخة، كما ورد في الصحيح : " قالت الأعرابُ : يا رسولَ اللهِ، ألا نتداوى ؟ قال : نعم، يا عبادَ اللهِ تَداووا، فإنَّ اللهَ لم يَضَعْ داءً إلا وَضَعَ لَهُ شِفاءً ـ أو قال دواءً ـ إلا داءً واحداً . قالوا : يا رسولَ اللهِ ما هو ؟ قالَ : الهَرَمُ "[45][46] . ، واستثنى في الرواية الأخرى السَّامَ ، وهو الموت ، فقال: " في الحَبَّةِ السوداءِ شفاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ ، إلا السَّام "
ووجود أمراض كثيرة لم يهتدِ الإنسان حتى الآن إلى ما يشفيها لا يعني أنها ليس لها دواء، فمازال الأطباء ما بين الحين والآخر يهتدون ـ بتوفيق الله تعالى ـ إلى اكتشاف أنواع جديدة من الأدوية والعلاج لأمراض بقيت زمناً طويلاً لا يعرفون لها دواء ولا علاجاً، كما أن هناك أمراضاً أخرى كثيرة تشفى بإذن الله تعالى بغير علاج، وأمراضاً تشفى بعلاج يسير، وأمراضاً تحتاج لمعالجات منوعة وفترات طويلة حتى تشفى .
وأسباب الشفاء كثيرة بفضل الله تعالى، حتى لا تكاد تحصى، على رأسها القرآن الكريم، الذي وصفه سبحانه فقال : { وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنينَ ولا يَزيدُ الظالمينَ إلا خَسَاراً }[47]، ومن أسباب الشفاء كذلك الصدقة، والعسل، وماء زمزم، والحبة السوداء، وغيرها كثير مما ورد ذكره في الكتاب والسنة، وكثير كذلك مما فتح الله به على الأطباء على مر التاريخ . ، وقوله تعالى : { يا أيُّها النَّاسُ قد جاءتْكُم موعظَةٌ من ربِّكُمْ وشفاءٌ لما في الصُّدور وهدىً ورحمة للمؤمنين }[48]
ولكن بالرغم من كل ما تحقق من كشوف في حقول العلاج والدواء فسوف تبقى هناك أمراض مستعصية لا علاج لها ولا دواء، ولا يرجى برؤها، وذلك لأسباب عديدة ذكرناها في سياق ما مضى من هذا البحث، ولابد للطبيب والمريض أن يتعاملا مع هذا النوع من الأمراض بواقعية، باستخدام الوسائل المتاحة، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، سواء كان الشفاء أو الوفاة .
وهذا يقودنا للحديث عن ظاهرة غير صحية، تكاد تكون شائعة في مختلف المجتمعات، بما فيها المجتمعات المتقدمة صحياً، وهي وجود أشخاص يدعون شفاء شتى أنواع المرض، بما فيها الأمراض التي لا يرجى برؤها، وكثيراً ما يستند هؤلاء إلى ما ورد في الكتاب والسنة والكتب السماوية الأخرى من حالات شفاء لأمراض لا يرجى برؤها، ومنها على سبيل المثال إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى على يدي نبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام، متجاهلين ـ عن قصد وسوء نية غالباً ـ أن هذه الخوارق إنما ذكرها الله تعالى على سبيل المعجزة، لا أنها هي القاعدة في شفاء مختلف الأمراض .
وقد سجل تاريخ الطب بعض الحالات التي يئس الأطباء من شفائها، ثم كتب الله تعالى لها الشفاء بتقديره ورحمته، وهذا أمر ثابت علمياً، إلا أن هذه الحالات نادرة جداً، والذي يهمنا هنا أنها كثيراً ما تستغل من قبل بعض الدجالين الذين يمارسون التطبيب بغير علم، ويوهمون المرضى المصابين بأمراض لا يرجى برؤها أنهم قادرون على شفائهم، مستغلين حالة المريض الذي يئس من الشفاء بالوسائل الطبية المعروفة، وقد ذكر الدكتور عبد المحسن صالح في كتابه ( الإنسان الحائر بين العلم والخرافة )[49] جملة من هذه الحوادث التي تحكى عن أناس يدعون القدرات الخارقة على شفاء المرضى الذين فشل الطب بعلاجهم، فلما أخضع هؤلاء للملاحظة العلمية الدقيقة ثبت كذبهم ودجلهم، وثبت أن التحسن الذي يحسُّ به بعض المرضى على أيدي هؤلاء الدجالين ليست سوى نوع من الوهم والإيحاء، وأن الأعراض المرضية سريعاً ما تعاود هؤلاء المرضى، وغالباً بدرجة أشد مما كانت من قبل، بعد أن يكون المريض قد أضاع الفرصة الذهبية لعلاجه بسبب ذهابه إلى هؤلاء الدجالين قبل ذهابه إلى الأطباء ذوي الاختصاص والخبرة !
والثمرة من هذا، أننا إذا صادفنا حالة من حالات الشفاء النادرة من بعض الأمراض التي لا يرجى برؤها ( كالسرطان ، أو الإيدز ، أو غيره ) فقد وجب علينا أن نخضعها للدراسة والبحث والتدقيق، لمعرفة ما إذا كان الشفاء حقيقة أم وهماً ؟ فإن كان الشفاء قد حصل حقيقة فإن علينا استقصاء كل العوامل التي قد يكون لها دخل بتحقيق الشفاء، فربما وصلنا من هذا التقصي إلى كشف طبي عظيم، وهذا هو المنهج العلمي الأمثل للتعامل مع هذه الظواهر، وهو المنهج الكفيل بكشف حقيقتها، وتمييز الحقيقي منها عن الزائف والمخادع والموهوم، وهو المنهج الصحيح الذي يمكننا من فهم الظواهر الكونية وتعميم الفائدة منها .
وقد سجل تاريخ الطب بالفعل بعض هذه الكشوف التي أسفرت عن تحضير لقاح واقي، أو دواء شافي، لبعض الأمراض التي ظل الأطباء لأمد طويل يظنون أن لا رجاء بشفائها، ثم أصبح شفاؤها هو القاعدة، وهذا ينطبق على معظم الأمراض التي كانت في العصور الماضية تعد من الأمراض القاتلة التي لا يرجى برؤها، ثم أصبحت اليوم أمراضاً عادية، تشفى بجرعات يسيرة من الدواء
.

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟   هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Emptyالخميس يوليو 21, 2016 11:34 am

الخلاصة والتوصيات
هذا ما تيسر لي عرضه في هذا البحث الموجز، رغبة مني في التذكير بجملة من الوصايا التي يحضنا عليها ديننا الحنيف في الممارسات الطبية، وعلى رأسها الالتزام بضوابط الشريعة في هذه الممارسات، وبذل أقصى ما يمكن لمساعدة المرضى، مهما كانت حالتهم، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يوفق الأطباء في عملهم، وأن يثبت المرضى وأهليهم، ويصبِّرهم، ويرضِّيهم بقضاء الله وقدره، وهم يعانون هذا الابتلاء العظيم، وأوجز هنا أهم التوصيات التي يمكن استخلاصها من هذا البحث :
1- من الأصول التي على المؤمن اليقين بها أن الشفاء بيد الله تعالى وحده، وما الطبيب ولا الدواء إلا وسائل لوقوع قضاء الله وقدره .
2- ينبغي لمن ابتلاه اللهُ عزَّ وجلَّ بمرض لا يرجى برؤه أن يصبر ويحتسب الأجرَ عند الله تعالى، ولا ييأس من الشفاء ولا يتمنى الموت لما ورد في الصحيح من النهي عن القنوط من رحمة الله عز وجل .
3- على الطبيب أن يبذل غاية ما يستطيع في علاج مرضاه، حتى وإن غلب على ظنه أن المرض لا يرجى برؤه، فلعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، ويكتب الشفاء .
4- النفس البشرية مصونة شرعاً، فلا يجوز لأحد غير خالقها سبحانه أن ينتزعَها، فلا يجوز للطبيب التعجيل بموت مريضه، أو إنهاء حياته، سواء كان المرض قابلاً للشفاء أو كان مرضاً لا يرجى برؤه، حتى وإن طلب المريض ذلك، وإذا فعل الطبيب ذلك اعتبر قاتلاً .
5- يحرم على المريض أن يعجل بإنهاء حياته بنفسه، ويحرم عليه طلب ذلك من طبيبه أو من غيره .
6- على الطبيب أن يخبر مريضه بحقيقة مرضه الذي لا يرجى برؤه، إذا آنس منه الصَّبرَ والقدرة على تحمُّل الخبر، وأن يكون ذلك بأسلوب هادئ، وفي الوقت المناسب، فإذا كانت حالة المريض النفسية لا تسمح له بذلك كلف بهذه المهمة أحد أقربائه أو أصدقائه ممن يأنس فيهم حسن التدبير، فقد يكون على المريض حق من الحقوق يريد تأديته، أو وصية يرغب بها، أو نحو ذلك من الأمور التي ينبغي أن يبرئ ذمته منها قبل أن انتهاء أجله .
7- يجوز إيقاف أجهزة الإنعاش الصناعي عن المريض الذي يعد ميتاً، أو في حكم الميت ( موت الدماغ مثلاً ) وفي هذه الحال لا يخرج توقيف الأجهزة عن كونه تركاً للتداوي ، وهو أمر مشروع لا حرج فيه في مثل هذه الحالات، ويتأكد رفع الأجهزة عن مثل هؤلاء إذا كانت هناك حاجة أكيدة لاستخدام الأجهزة لمرضى آخرين ترجى حياتهم .
8- ندعو الباحثين وأهل الاختصاص لمواصلة البحث في طبيعة الأمراض التي لا يرجى برؤها، حتى يعرفوا أسبابها، والأدوية والعلاجات المؤثرة فيها بإذن الله تعالى، امتثالاً لوصية النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " إنَّ اللهَ أنْزَلَ الداءَ والدواءَ، وجعل لكلِّ داءٍ دواءً .. الحديث "[50] .
" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين "

د.أحمد محمد كنعان
نشر هذا البحث في العدد (88) من مجلة البحوث الفقهية المعاصرة.
* طبيب سوري ، رئيس قسم مكافحة الأمراض المعدية بصحة الشرقية ، المملكة العربية السعودية ، مؤلف الموسوعة الطبية الفقهية .
[1] - المادة العشرون ، اللائحة التنفيذية لنظام مزاولة مهنة الطب البشري وطب الأسنان ، المملكة العربية السعودية ، 1409هـ .
[2] - سبق تخريجه .
[3] - سورة الشعراء 80 .
[4] - صحيح البخاري 5270 ، وصحيح مسلم 321 ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
[5] - الموسوعة الفقهية ، 11/122 ـ 123 ، الكويت 1988 .
[6]دمشق من عائلة عرفت بالعلم والدين ، درس على يد ابن تيمية الدمشقي وتأثر به ، كان ذا عبادة وتهجد وطول صلاة ، وقد امتحن وأوذي مرات ، وحبس مع شيخه ابن تيمية في المرة الأخيرة بالقلعة منفرداً عنه ولم يخرج إلا بعد موت الشيخ ، اشتغل مدة حبسه بتلاوة القرآن والتدبر والتفكر ففتح الله عليه من ذلك الكثير ، وصار له تلاميذ كثر ، وترك مصنفات كثيرة ، من أشهرها : زاد المعاد في هدي خير العباد ، ومدارج السالكين ، وإعلام الموقعين عن رب العالمين ، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء ، توفي بدمشق ودفن فيها . - أبو عبد الله ، ابن قيم الجوزية ( ت 751هـ/1350م ) : ولد في
[7] - ابن القيم : زاد المعاد 4/15 .
[8] - القرار ( 68/5/7 ) الصادر عن مجلس مجمع الفقه الإسلامي ، المنعقد في دورة مؤتمره السابع ، بجدَّة ، عام 1412هـ/1992م .
[9] - رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
[10] - سورة يوسف ، آية 87 .
[11] - انظر : الفتوى ( رقم 12086 ) تاريخ 20/6/1409هـ الصادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، والفتوى الصادرة عام 1419هـ عن مجلس هيئة كبار العلماء ، في المملكة العربية السعودية ، في الدورة 49 ، بمدينة الطائف .
[12] - أجريت هذه العمليات لأول مرة على يدي طبيب أمريكي في ولاية أوهايو عام 1881م ، ومنذ ذلك التاريخ طورت أكثر من 200 طريقة للتعقيم بقطع قناتي الرحم .
[13] - بتصرف عن : مجلة البحوث الفقهية المعاصرة ، العدد 42 عام 1420هـ / 1999 ، ص 62 ـ 67 . والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية : السياسة الصحية الأخلاقيات والقيم الإنسانية من منظور إسلامي ، ص 171 وما بعدها ، الكويت 1997 .
[14] - من أشهر الأطباء الذين مارسوا هذه الطريقة الطبيب البريطاني ( هارولد شيبمان ) الذي اعتبرته المحكمة مسؤولاً عن قتل 215 مريضة في عيادته الخاصة في مقاطعة يوركشاير ، وكان معظم ضحاياه من النساء المسنات ، وقد قتلن بحقنهن بحقنة قاتلة من المورفين عند زيارة شيبمان لهن في منازلهن ، وقد حكم عليه بالسجن 57 عاماً ، إلا أنه لم ينتظر بل سارع إلى الانتحار فشنق نفسه في السجن ليذوق مرارة الكأس التي أذاقها لمرضاه !
[15] - المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي : أبحاث وأعمال المؤتمر العالمي الرابع عن الطب الإسلامي ، ص 764 ، عام 1986 .
[16] - المصدر السابق ، ص 765 .
[17] - المادة 249 ، الفقرة الخامسة ، قانون العقوبات السوداني .
[18] - المادة 538 من قانون العقوبات السوري ، والمادة 552 من قانون العقوبات اللبناني .
[19] - سورة الإسراء ، 33 .
[20] ـ سورة النساء ، آية 29 .
[21] - أخرجه البخاري 2742 واللفظ له ، ومسلم 302 .
[22] صحيح البخاري ومسلم ، من حديث جندب بن عبد الله البُجَلي رضي الله تعالى عنه .
[23] - د.محمد علي البار : أحكام التداوي ، ص 107 دار المنارة ، جدة 1995 .
[24] - انظر : المادة الحادية والعشرين ، اللائحة التنفيذية لنظام مزاولة مهنة الطب البشري وطب الأسنان ، المملكة العربية السعودية ، 1409هـ .
[25] - الموسوعة الفقهية ، الكويت 23/148 .
[26] - أخرجه مالك في الموطأ 2/745 ، من حديث يحيى المازني مرسلاً ، ولكن له شواهد يتقوى بها ذكرها ابن رجب في جامع العلوم والحكم .
[27] - د.وهبة الزحيلي : الفقه الإسلامي وأدلَّته 9/639 .
[28] - المصدر السابق 9/652 ـ 654 . وآية الحرابة قوله تعالى : (( إنما جزاءُ الذينَ يُحاربونَ اللهَ ورسولَهُ وَيَسْعَوْنَ في الأرضِ فَسَاداَ أنْ يُقَتَّلوا أو يُصَلَّبوا أو تُقَطَّعَ أيْدِيهِمْ وَأرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أو يُنْفَوْا مِنَ الأرْضِ ، ذلكَ لَهُمْ خِزْيٌ في الدَُنيا ، وَلَهْمْ في الآخِرَةِ عَذابٌ عظيمٌ )) سورة المائدة 33 .
[29] - المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ( ندوة رؤية إسلامية للمشاكل الاجتماعية لمرض الإيدز ) الكويت 1993 .
[30] - أخرجه الترمذي 2013 ، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
[31] - ابن قيم الجوزية : زاد المعاد في هدي خير العباد ، 1/245 . تحقيق شعيب وعبد القادر أرنؤوط ، ط 8 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1985 .
[32] - أخرجه مسلم 2699 ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
[33] - إسحاق الرهاوي : أدب الطبيب ، ص 161 ، تحقيق د.مريزن العسيري ، مركز الملك فيصل 1411هـ .
[34] - رواه مسلم في صحيحه ، من حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها .
[35] - الفتوى ( رقم 12086 ) بتاريخ 30/06/1409هـ ، رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، المملكة العربية السعودية .
[36] - سورة البقرة ، الآية 216 .
[37] - الحافظ ابن حجر العسقلاني : فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، ما جاء في كفارة المرض ، كتاب المرضى .
[38] - مسند أحمد 14037 ، من حديث جابر رضي الله تعالى عنه .
[39] - الحافظ ابن حجر العسقلاني : مرجع سابق ، باب تمني المريض الموت ، كتاب المرضى .
[40] - المصدر السابق .
[41] - المصدر السابق .
[42] - أخرجه البخاري 2617 ، ومسلم 3538 ، وأحمد في مسنده 7954 ، ومالك في الموطأ 269 ، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
[43] - سورة الشعراء ، الآية 80 .
[44] - أخرجه البخاري 5243 ، ومسلم 4061 ، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
[45] - أخرجه الترمذي 1961 ، وقال : حسن صحيح . وأبو داود 3357 ، وأحمد في مسنده 17726 ، من حديث أسامة بن شريك رضي الله تعالى عنه
[46] - أخرجه البخاري 5256 ومسلم 4104 ، وابن ماجة 3438 ، وأحمد في مسنده 7242 ، والترمذي 1964 من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
[47] - سورة الإسراء ، الآية 82 .
[48] - سورة يونس ، الآية 57 .
[49] - د.عبد المحسن صالح : الإنسان الحائر بين العلم والخرافة ، ، عالم المعرفة ، العدد 235 ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت 1998م .
[50] - سبق تخريجه .

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» للمناقشة!!هل يجوز قتل المريض من قبل الطبيب إذا انقطع الأمل بشفاءه؟
» هل يجوز الطلاق في شهر رمضان ؟
» هل يجوز ضرب الأطفال للتهذيب
» هل يجوز قراءة القرآن بدون حجاب
» فضل زيارة المريض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الادبية :: اشتياق المقال والحوار-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1 
باسند - 51506
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_rcap1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Voting_bar1هل يجوز قتل المريض اذا يئس الطب من شفاءه؟ Vote_lcap1