منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
رباعيات في حبك
عبق ذكراك بقلمي مونتاجي والقائي الصوتي
عبارات عن القرآن في رمضان
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:20 am
الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:01 am
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 انتشار الرواية (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نوره الدوسري
نائبة المدير العام سابقا
اديبة وقاصة سعودية - مهرة اشتياق

نوره الدوسري

انثى
تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد المشاركات : 8809
نقاط التقييم : 15343
علم بلدك : Saudi السعودية

انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Empty
مُساهمةموضوع: انتشار الرواية (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري   انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Emptyالأربعاء سبتمبر 11, 2013 5:52 am




انتشار الرواية
(قراءة ثقافية)

محمد فايع عسيري



شهدتْ وتشهد القرون الثلاثة المتأخرة (1800-2000) حضوراً واضحاً وجلياً للرواية الأدبية، سواء على مستوى الكُتَّاب أو على مستوى القرَّاء أو على مستوى الإنتاج. والأكثر من ذلك إثارة أن هذا الحضور قد شمل جميع اللغات وجميع البلدان والدول، وصارت هناك جوائز عالمية ومحلية لدعم الرواية والروائيين. ومما لا شك فيه أن هذا الحضور لـ (ديوان الغرب) قد انسحب بشكل غير مفاجئ على (ديوان العرب) وهو الشعر، فصار حضور الشعر قليلا مقارنة بالقرون السابقة، وصرنا نعرف الروائي في الدولة النائية قبل أن نعرف الشاعر فيها. ولا شك أن لهذا التحول أسباباً ودوافعاً ستكشف لنا بعض السمات التي يتمتع بها عقل هذا الجيل ونفسيته ومجتمعه. كما أن هذه الأسباب ستعكس لنا أسباب انتشار الرواية - من وجهة نظر متواضعة - وليس أسباب تفوقها على القصيدة والشعر، لأن الأجناس الأدبية لا تتفاضل فلكل واحد منها طبيعة تختلف عن الآخر في المبنى و المعنى، كما أن الزمن يلعب دوراً مهما في إبراز بعض الأجناس ويكشف لنا عن أنساق تلك الثقافة في ذلك المجتمع.



السبب الأول في الحضور وليس في الأهمية هو جانب التفصيل في الرواية وعدم استخدام لغة التكثيف التي يتمتع بها الشعر. إن التفاصيل تشبع فضول الإنسان وتغريه بالبقاء والمتابعة لمعرفة مجريات الأحداث. التفاصيل في الشخصية: نفسيتها، مظهرها الخارجي، عقليتها، لغتها...الخ. إضافة إلى أن هذه الشخصية غالباً ليست من عالم الخيال المحض، بل لها ارتباط بالواقع بشكل أو بآخر؛ يغري القارئ وكأنه يرى نفسه أو يرى أحد أصدقائه أو أقاربه متمثلا في الرواية، مما يجعله يبحث في البواطن مما لا يستطيع سؤاله ولا اكتشافه في شخصيات قريبة من حياته الواقعية. كما أن التفاصيل في الزمان أو المكان (الزمكان) يثير شهية القارئ للإقبال على الرواية خاصة في عصر الصورة وعصر السينما والأفلام. إن هذه الخاصية (تفاصيل الزمان والمكان) توفر على القارئ عناء تخيل (اللازمان واللامكان) المتواجد بكثرة في الشعر عادة. وهي تشكل للنُخب - خاصة - مادة خصبة تُرضي نهمهم اللغوي وتُشبع تواجدهم العصري.



هناك أمر آخر أيضاً أسهم في انتشار الرواية واكتساحها ألا وهو الصراحة على مستوى القضايا الحساسة والصراحة على مستوى اللغة. فالرواية تطرح الموضوعات المجتمعية عادة، تلك الموضوعات المقلقة والمؤرقة والتي يمرر طرحها من خلال إحدى الشخصيات في الرواية. أما الصراحة في طرح الموضوعات الحساسة فهي من مهمة الرواية المعاصرة، لأنها تنفذ إلى بيوت الفقراء والأغنياء وتمشي في الأزقة والشوارع والطرقات وتبرز عالماً لم يكن ظاهراً للعيان رغم أنه ظاهرة. إن الرواية تعمل على كشف المخبوء والتصريح به وعدم ستره بل يمكننا أن نقول إنها تعمل على (الفضح) بشكل متفاوت بين كاتب وآخر. وهذه (الفضائحية) سمة روائية كما أنها سمة لهذا العصر الذي يسعى أبناؤه ليس إلى معرفة الفضيحة والبكاء أو الضحك عليها فقط، بل إنها محاولة جادة لتلمس الخلفيات الموجعة التي تعيق حركة نهضتهم وتقف حاجزا في تطوير حياتهم وتنمية أوطانهم. إن الصراحة في الرواية ليست فقط على مستوى القضايا والموضوعات، بل إنك تقرأها أيضاً من خلال الكلمات والمفردات والجمل التعبيرية. إن اللغة التي تقوم عليها الرواية في العادة لغة واضحة صريحة تتشفع بالكلمات والتعبيرات التي تحمل معنى واحدا غالباً، خاصة في هذا العصر الضبابي بالأفكار والعلاقات والتناقضات. إن الصراحة محاولة جادة من الرواية للخروج من هذا العتمة الفكرية على جميع مستويات وجوانب الحياة البشرية.



ثمة سبب آخر يدعو إلى انتشار الرواية وهو (تمدن الرواية) أو (واقعية الرواية) أو (اجتماعية الرواية). بمعنى أن الرواية المنتشرة هي رواية نشأت من "المدنية" وتتحدث عن "المدنية" ومشكلاتها و احتياجات إنسانها ورغباته ومكبوتاته، ولم تنطلق من القصور أو فارهات الدور. إنها تعكس الواقع الذي يعيشه الإنسان المهضوم، لا تعكسه بحذافيره كما تصنع الآلة الإعلامية، بل تعكسه بخيال الروائي وتجربته الشعورية، فما حاجة الإنسان القارئ اليوم لأديب لا يتحدث عنه وعن مشكلاته وقضاياه. إن الروائي عندما يستعرض مشكلة في الحياة المدنية إنه بهذا العمل (ينفس) ويساعد الآخرين على (فضفضة) همومهم واهتماماتهم وشجونهم وأشجانهم. إن الإقبال على الرواية ساعد على إضاءة الطرقات المظلمة في المدينة، وكشفَ ظلالَ الستائر خلف النوافذ المعتمة، وكذلك أسهم في التنفيس والتبريح عن رغبات الكثيرين ممن تلظوا شعوريا أو واقعياً بنار القضايا الإنسانية الموجعة المحيطة، فالرواية لهم كالمتنفس الآمن وكالصديق الوفي في عالم المدنية المشغول.



هناك سبب آخر له علاقة بالتقدم العلمي والتكنولوجي يتمثل في الطباعة والنشر ورغبة رجال المال في استثمار هذه الخاصية لدى الإنسان المعاصر. إن (الرأسمالية) عندما أطلت بأفكارها جعلت المال هو الغاية الوحيدة التي تسعى إليها البشرية عبر أي مجال ومسار. ولذا كان السؤال المهم لديهم كيف تكون المجتمعات استهلاكية أكثر، بغض النظر عن نوع هذا الاستهلاك: غذاء، دواء، سلاح، تقنية، ثقافة... إلخ. من هنا بدا لهم أن الرواية منتج ثقافي استهلاكي يقبل عليه أبناء الجيل وهذا العصر بشكل ملفت للانتباه والثراء. وهكذا بدأت طباعة الروايات ودور النشر تكثر وتنتشر ليس بسبب ثقافي في معظم الأحيان، ولكن بسبب تجاري استثماري، شأنه شأن أي شيء في هذه الحياة من خلال وجهة نظر الرأسماليين. ودعم الشيء - مهما كانت قيمته – من قبل المتنفذين ورجال المال يؤدي إلى انتشاره وسيطرته على المستوى الاجتماعي - غالبا -. ولو أن معظم عيون الروايات الأدبية قد كشفت هؤلاء الذين يقتاتون على الثقافة بغض النظر عن مستواها أو احتياج المجتمع لها.



في الختام، أعلم تمام العلم أن هذه المقالة قد أعوزتها بعض الأمثلة لتدعيم الأسباب المذكورة حول انتشار الرواية، ولكني لم أرد طرح ذلك لسببين:

الأول: أن الأسباب التي طرحتها هي في الغالب مما يمكن ملاحظتها على قراء الروايات وعلى جيل هذا العصر بشكل عام من غير استحضار لأمثلة من بعض الروايات.



أما الأمر الثاني: رغبة مني في الاقتصار والاختصار على هذه الإضاءة المتواضعة، على أمل أن تكون هذه المقالة نواة لبحث أشمل في المستقبل القريب بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتشار الرواية (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري   انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Emptyالإثنين يناير 13, 2014 11:59 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتشار الرواية (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري   انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Emptyالأربعاء يناير 22, 2014 6:54 pm



أديبتنا القاصة القديرة
من بحور أدبياتك النيرة
كان لنا وقفة ميسرة
لموضوع فيه الرقي
ينضح بعد كل عبارة
أشكرك على روعة ما قدمتي
وعلى إثراءكِ لمكتبة فاخرة
وأشكرك على هذه الدراسات القيمة
وعلى إنتقاءاتكِ الأديبة المهمة 
التي تجلت هنا بأجمل المعاني 
وبدراسة مفصلة باللغة والمباني
أديبتنا نورة الدوسري
لكِ ولروحكِ الأحداق شاكرة
مع أصدق تحياتي ومحبة وافرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتشار الرواية (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري   انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Emptyالسبت أغسطس 16, 2014 11:14 pm

نوره الدوسري كتب:



انتشار الرواية
(قراءة ثقافية)

محمد فايع عسيري



شهدتْ وتشهد القرون الثلاثة المتأخرة (1800-2000) حضوراً واضحاً وجلياً للرواية الأدبية، سواء على مستوى الكُتَّاب أو على مستوى القرَّاء أو على مستوى الإنتاج. والأكثر من ذلك إثارة أن هذا الحضور قد شمل جميع اللغات وجميع البلدان والدول، وصارت هناك جوائز عالمية ومحلية لدعم الرواية والروائيين. ومما لا شك فيه أن هذا الحضور لـ (ديوان الغرب) قد انسحب بشكل غير مفاجئ على (ديوان العرب) وهو الشعر، فصار حضور الشعر قليلا مقارنة بالقرون السابقة، وصرنا نعرف الروائي في الدولة النائية قبل أن نعرف الشاعر فيها. ولا شك أن لهذا التحول أسباباً ودوافعاً ستكشف لنا بعض السمات التي يتمتع بها عقل هذا الجيل ونفسيته ومجتمعه. كما أن هذه الأسباب ستعكس لنا أسباب انتشار الرواية - من وجهة نظر متواضعة - وليس أسباب تفوقها على القصيدة والشعر، لأن الأجناس الأدبية لا تتفاضل فلكل واحد منها طبيعة تختلف عن الآخر في المبنى و المعنى، كما أن الزمن يلعب دوراً مهما في إبراز بعض الأجناس ويكشف لنا عن أنساق تلك الثقافة في ذلك المجتمع.



السبب الأول في الحضور وليس في الأهمية هو جانب التفصيل في الرواية وعدم استخدام لغة التكثيف التي يتمتع بها الشعر. إن التفاصيل تشبع فضول الإنسان وتغريه بالبقاء والمتابعة لمعرفة مجريات الأحداث. التفاصيل في الشخصية: نفسيتها، مظهرها الخارجي، عقليتها، لغتها...الخ. إضافة إلى أن هذه الشخصية غالباً ليست من عالم الخيال المحض، بل لها ارتباط بالواقع بشكل أو بآخر؛ يغري القارئ وكأنه يرى نفسه أو يرى أحد أصدقائه أو أقاربه متمثلا في الرواية، مما يجعله يبحث في البواطن مما لا يستطيع سؤاله ولا اكتشافه في شخصيات قريبة من حياته الواقعية. كما أن التفاصيل في الزمان أو المكان (الزمكان) يثير شهية القارئ للإقبال على الرواية خاصة في عصر الصورة وعصر السينما والأفلام. إن هذه الخاصية (تفاصيل الزمان والمكان) توفر على القارئ عناء تخيل (اللازمان واللامكان) المتواجد بكثرة في الشعر عادة. وهي تشكل للنُخب - خاصة - مادة خصبة تُرضي نهمهم اللغوي وتُشبع تواجدهم العصري.



هناك أمر آخر أيضاً أسهم في انتشار الرواية واكتساحها ألا وهو الصراحة على مستوى القضايا الحساسة والصراحة على مستوى اللغة. فالرواية تطرح الموضوعات المجتمعية عادة، تلك الموضوعات المقلقة والمؤرقة والتي يمرر طرحها من خلال إحدى الشخصيات في الرواية. أما الصراحة في طرح الموضوعات الحساسة فهي من مهمة الرواية المعاصرة، لأنها تنفذ إلى بيوت الفقراء والأغنياء وتمشي في الأزقة والشوارع والطرقات وتبرز عالماً لم يكن ظاهراً للعيان رغم أنه ظاهرة. إن الرواية تعمل على كشف المخبوء والتصريح به وعدم ستره بل يمكننا أن نقول إنها تعمل على (الفضح) بشكل متفاوت بين كاتب وآخر. وهذه (الفضائحية) سمة روائية كما أنها سمة لهذا العصر الذي يسعى أبناؤه ليس إلى معرفة الفضيحة والبكاء أو الضحك عليها فقط، بل إنها محاولة جادة لتلمس الخلفيات الموجعة التي تعيق حركة نهضتهم وتقف حاجزا في تطوير حياتهم وتنمية أوطانهم. إن الصراحة في الرواية ليست فقط على مستوى القضايا والموضوعات، بل إنك تقرأها أيضاً من خلال الكلمات والمفردات والجمل التعبيرية. إن اللغة التي تقوم عليها الرواية في العادة لغة واضحة صريحة تتشفع بالكلمات والتعبيرات التي تحمل معنى واحدا غالباً، خاصة في هذا العصر الضبابي بالأفكار والعلاقات والتناقضات. إن الصراحة محاولة جادة من الرواية للخروج من هذا العتمة الفكرية على جميع مستويات وجوانب الحياة البشرية.



ثمة سبب آخر يدعو إلى انتشار الرواية وهو (تمدن الرواية) أو (واقعية الرواية) أو (اجتماعية الرواية). بمعنى أن الرواية المنتشرة هي رواية نشأت من "المدنية" وتتحدث عن "المدنية" ومشكلاتها و احتياجات إنسانها ورغباته ومكبوتاته، ولم تنطلق من القصور أو فارهات الدور. إنها تعكس الواقع الذي يعيشه الإنسان المهضوم، لا تعكسه بحذافيره كما تصنع الآلة الإعلامية، بل تعكسه بخيال الروائي وتجربته الشعورية، فما حاجة الإنسان القارئ اليوم لأديب لا يتحدث عنه وعن مشكلاته وقضاياه. إن الروائي عندما يستعرض مشكلة في الحياة المدنية إنه بهذا العمل (ينفس) ويساعد الآخرين على (فضفضة) همومهم واهتماماتهم وشجونهم وأشجانهم. إن الإقبال على الرواية ساعد على إضاءة الطرقات المظلمة في المدينة، وكشفَ ظلالَ الستائر خلف النوافذ المعتمة، وكذلك أسهم في التنفيس والتبريح عن رغبات الكثيرين ممن تلظوا شعوريا أو واقعياً بنار القضايا الإنسانية الموجعة المحيطة، فالرواية لهم كالمتنفس الآمن وكالصديق الوفي في عالم المدنية المشغول.



هناك سبب آخر له علاقة بالتقدم العلمي والتكنولوجي يتمثل في الطباعة والنشر ورغبة رجال المال في استثمار هذه الخاصية لدى الإنسان المعاصر. إن (الرأسمالية) عندما أطلت بأفكارها جعلت المال هو الغاية الوحيدة التي تسعى إليها البشرية عبر أي مجال ومسار. ولذا كان السؤال المهم لديهم كيف تكون المجتمعات استهلاكية أكثر، بغض النظر عن نوع هذا الاستهلاك: غذاء، دواء، سلاح، تقنية، ثقافة... إلخ. من هنا بدا لهم أن الرواية منتج ثقافي استهلاكي يقبل عليه أبناء الجيل وهذا العصر بشكل ملفت للانتباه والثراء. وهكذا بدأت طباعة الروايات ودور النشر تكثر وتنتشر ليس بسبب ثقافي في معظم الأحيان، ولكن بسبب تجاري استثماري، شأنه شأن أي شيء في هذه الحياة من خلال وجهة نظر الرأسماليين. ودعم الشيء - مهما كانت قيمته – من قبل المتنفذين ورجال المال يؤدي إلى انتشاره وسيطرته على المستوى الاجتماعي - غالبا -. ولو أن معظم عيون الروايات الأدبية قد كشفت هؤلاء الذين يقتاتون على الثقافة بغض النظر عن مستواها أو احتياج المجتمع لها.



في الختام، أعلم تمام العلم أن هذه المقالة قد أعوزتها بعض الأمثلة لتدعيم الأسباب المذكورة حول انتشار الرواية، ولكني لم أرد طرح ذلك لسببين:

الأول: أن الأسباب التي طرحتها هي في الغالب مما يمكن ملاحظتها على قراء الروايات وعلى جيل هذا العصر بشكل عام من غير استحضار لأمثلة من بعض الروايات.



أما الأمر الثاني: رغبة مني في الاقتصار والاختصار على هذه الإضاءة المتواضعة، على أمل أن تكون هذه المقالة نواة لبحث أشمل في المستقبل القريب بإذن الله.
الأستاذة الرائعة نوره الدوسري
بارك الله فيك و أسعدك
دراسة رائعة جدا
تحياتي و مودتي
 Shocked 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
انتشار الرواية (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بين الشابي وقلبه ,,, محمد فايع عسيري
» متى تتوقف عن قراءة الرواية
» معلومــــــــات ثقافية ...
» لمحات ثقافية بالدول العربية
» فن الرواية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: اقسام الثقافة والتاريخ والادب العالمي :: اشتياق التاريخ والتراث وسيرة حياة المشاهير-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1 
باسند - 51660
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_rcap1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Voting_bar1انتشار الرواية  (قراءة ثقافية) محمد فايع عسيري Vote_lcap1