جيلاً بعد جيل (الشاعر خليل مطران خليل )

تهديد بالنفى

خليل مطران

أهديت هذه الأبيات إلى رئيس وزراء توعد الشاعر بالنفى من "مصر"
بعد انتشار ما نظمه تحت عنوان مقاطعة

أَنَا لاَ أَخَافُ وَلاَ أُرَجِّى
فَرَسِى مُؤَهَّبَةٌ وَسَرْجِى
فَإِذا نَبَى بِى مَتْنُ بَرً
فَالْمَطَيَةُ بَطْنُ لُجِّ
لا أَقُوْلَ غَيْرَ الْحَقِّ لِى
قَوْلٌ وَهَذَا النَّهْجُ نَهْجِى
أَلْوَعْدُ وَالإِيْعَادُ مَا كَانَا
لَدَىَّ طَرِيْقَ فُلْجِ
***

دسائس الضعيفات

خليل مطران

ظَلَمَتْكَ أَنْوَاعَ المَظَالِمْ
زُمَرُ الدَّسَائِسِ وَالنَّمَائِمْ
وَلَعَلَّ مَا عُوقِبْـتَ فِيـهِ
هُوَ المَآثِرُ وَالمَكَارِمُ
لَوْ كُنْتَ فَظًّا لَمْ تَنَلْ
مِنْكَ الضَّعِيفَاتُ الغَوَاشِمْ
أَقْسَى وَأَغْلَظُ مَا تُرَى
الضَّرْبَاتِ مِنْ أَيْدِى النَّوَاعِمْ

زيارة الشاعر

لمدينة طول كرم بفلسطين

خليل مطرام

إنَّ وَجَدْنَا وَقَدْ طَالَ المَطَافُ بِنَا
فِى "طُولِ كَرْمَ" رِجَالَ الطُّلِ وَالْكَرَمِ
حَيَّهُمْ اللهُ مَا أَحْلَى شَمَائِلَهُمْ
وَمَا أَجَلَّ الذِى فِيْهِمِ مِنْ الشِّيَمِ
مَا زَالَتِ الْقُدْوَةُ الْحَسْنَاءُ قُدْوَتَهُمْ
لِقَوْمِهِمْ بِثَبَاتِ الرَّأْىِ وَالهِمَمِ
بِصَونِهِمِ مُلْكَهُمْ صَانُوا حَقِقَتَهُمْ
مِنْ أَنْ تُرَى السَّادَةُ الأَمْجَادُ فِى الخَدَمِ
هَلْ مَسْقِطُ الرَّأْسِ مُغْنٍ إِذْ نَكُوْنُ وَمَا
مِنَّا امْرُؤٌ فِى ثَرَاهُ ثَابِتُ الْقَدَمِ
حَقُ الْبِلادِ عَلَيْنَا كُلُّ تَفْدِيَةٍ
فِى الطَّارِئَاتِ مِنَ الأَحْدَاثِ وَالأزُمِ
بِالفِعْلِ نُكْمِلُهُ لآَ الْقَولِ نُجْمِلُهُ
وَهَلْ غَنَاءٌ عَنْ الأَفْعَالِ بِالْكَلِمِ؟
نَفْدِكَ بِالْمَالِ وَالْأَرْوَاحِ يَا وَطَنَنًا
شَاعَتْ مَآثِرُهُ الْغَرَّاءُ فِى الأُمَمِ
قَدْ كُنْتَ مُنْبَثَقَ الأنْوَارِ مِنَ قِدَمِ
وَلَمْ تَزَلء مُلْتَقَى الأَبْصَارِ مِنْ قِدَمِ
فَاسْلَمْ وَعِزَّ بِأَبْنَاءِ غَطَارِفَةٍ
مَا تَسْتَدِمْهُ بِهِمْ مِـنْ رِفْعَةٍ يَدُمِ
بِالْحَزْمِ وَالْعَزْمِ فِى حِلٍّ وَمُرْتَحَلٍ
وَفَّوْكَ مَا يَقْضِهِ الرَّاعْىُ لِلذِّمَمِ
مَنْ يَسْتَبِيْحُكَ وَالآسَادُ رَابِطَةٌ ؟
إِنَّ الثَّعَالِبَ لا تَدْنُو مِـنَ الأَجَمِ
***

الإيمان بالله

خليل مطران

آمَنْتُ بِاللهِ، كُلُّ شَىءٍ
فِيمَا نَرَاهُ إِلَيْهِ هَادِ
مَا بِىَ إِدْرَاكُهُ وَلَكِـنَّ
إِنْ يَغْوِ عَقْلِى يُرْشِدْ فُؤَادِى
***

بسم الله الرحمن الرحيم

الوردتان

كتبها الشاعر فى آنسة شرقية تمنت أن ينظم فيها شعرًا ، ويهديه إياها

تَبَارَكَ اللهُ فَهْوَ لَمَّا
أَرَادَ أَنْ يُبْدِعَ الكِيَانْ
أَبْدَأَهُ فِكْرُهُ، وَلَمَّا
يَقُلْ لِمَا شَاءَ كُنْ فَكَانْ
*
فَجَاءَ ذَا العَالَمُ العَظِيمُ
لَفْظًا لِفِكْرٍ تَصَوَّرَهْ
الشَّمْسُ وَالأَرْضُ وَالنُّجُومُ
مِنْ مُظْلِمَاتٍ وَمُبْصِرَهْ
كَأَحْرُفٍ سِفْرُهَا الرَّقِيمُ
مُذْهَبَةٍ أَوْ مُحَبَّرَهْ
جَمِيعُهَا اسْمٌ وَهُوَ المُسَمَّى
فِى سَعَةِ الخَلْقِ وَالزَّمَانْ
وَكُلُّ حَرْفٍ حَوَى لَهُ اسْمًا
يَضِيقُ عَنْ ضَمِّهِ المَكَانْ
*
وَنَوَّرَ اللهُ بِابْتِسَامِ
تَمْثِيلُهُ الْبَاهِرُ البَدِيعْ
وَزَانَ مَا فِيهِ مِنْ نِظَامِ
بِكُلِّ ضَرْبٍ مِنَ الْبَدِيعْ
فَعَقَّبَ الشَّمْسَ بِالظَّلاَمِ
وَدَبَّجَ العَامَ بِالرَّبِيعْ
وَأَنْهَضَ الشَّاهِقَ الأَشَمَّا
وَأَقْعَدَ الْغَوْرَ فَاسْتَكَانْ
وَمَدَّ مَاءً جَرَى خِضَمَّا
وَتَحْتَهُ النَّارُ فِى أَمَانْ
*
يَا رَبِّ أَعْظِمْ بِمَا وَضَعْتَا
فِى الْكَوْنِ مِنْ آيِكَ العِظَامْ
أَدَقُّ شَىءٍ مِمَّا صَنَعْتَا
كَجُمْلَةِ الخَلْقِ بِالتَّمَامْ
وَكُلُّ جُزْءٍ بِهِ جَمَعْتَا
عَجَائِبَ الْكُلُّ حَيْثُ قَامْ
نَثَرْتَ نَثْرًا فَجَاءَ نَظْمًا
بَدِيعُهُ حِلْيَةُ البَيَانْ
وَكُلُّ بَيْتٍ مِنْهُ اسْتَتَمَّا
قَصِيدَةً تَخْلُبُ الجِنَانْ
*
لَكِنَّ فِى صُنْعِكَ الْجَلِيلِ
أَحَبَّ شَىْءٍ لَنَا الزَّهَرْ
خَلَقْتَهُ بَهْجَةَ الْعُقُولِ
وَمَرْتَعَ النَّحْلِ وَالْفِكَرْ
نَكَادُ فِى خَلْقِهِ الْجَمِيلِ
نَسْتَجْمِعُ النَّفْسَ فِى الْبَصَرْ
عَبِيرُهُ لاَ يُمَلُّ شَمًّا
يُرَوِّحُ الْقَلْبَ وَهْوَ عَانْ
وَنُورُهُ قَدْ يُخَالُ فَهْمًا
لِمَا يُرَى فِيهِ مِنْ مَعَانْ
*
طَوَائِفٌ هَذِهِ الأَزَاهِرْ
وَكُلُّ حِزْبٍ لَهُ أَمِيْرْ
مَلِيْكُهَا الْوَرْدُ لَمْ يُكَابِرْ
مُنَاظِرٌ فِيْهِ أَوْ نَظِيْرْ
تَقَلَّدَ التَّاجَ مِنْ جَوَاهِرْ
وَقَامَ لِلحُكْمِ فِى السَّرِيرْ
لَكِنْ يَقُولُونَ جُرْتِ ظُلْمًا
فِى الزَّهْرِ يَا وَرْدَةَ الْجِنَانْ
لَأَنْتِ أَبْهَى وَأَنْتِ أَسْمَى
مِنْ أَنْ تُقِيْمِى لِلْعَدْلِ شَانْ
*
خُلِقْتِ بَيْضَاءَ كَالرَّجَاءِ
فَهَامَ فِى حُبِّكِ النَّسِيمْ
فَرَاحَ مُذْ دَارَ فِى الْفَضَاءِ
مُقَبِّلاً ثَغْرَكِ الْوَسِيمْ
فَبِتُّ فِى حُمْرَةِ ا لْحَيَاءِ
لِذَلِكَ المُنْكَرِ الْجَسِيمْ
ذَنْبٌ تَحَلَّلْتُمَاهُ قِدْمَا
فَلَبِثَ الْوَرْدُ وَهْوَ قَانْ
كَذَاكَ جَاءَتْ حَوَّاءُ إِثْمَا
فَعُوقِبَ النَّسْلُ غَيْرُ جَانْ
*
فَدَتْكِ مَهْمَا كَسَبْتِ وِزْرَا
أَزَاهِرُ الرَّوْضِ وَالْحِجَالْ
أَلاَ فَتَاةً أَجَلَّ قَدْرًا
كَرِيمَةَ الخُلْقِ وَالخِلاَلْ
تَبَرُّ بِالبَائِسِينَ بِرًّا
وَتَشْتَرِى أَنْفُسًا بِمَالْ
كِلْتَاكُمَا وَرْدَةً تُسَمَّى
لَكِنَّهَا وَرْدَةُ الحِسَانْ
وَأَفْضَلُ الْوَرْدَتَيْنِ حُكْمًا
جَمِيَلُة الْقَلْبِ وَاللِّسَانْ
***

العزلة فى الصحراء

خير من العيش فى المدينة

وَلُّوا الْمَدِينَةَ وَجْهَكُمْ وَدَعُونِى
أَنَا فِى هَوَاىَ وَعُزْلَتِى وَجُنُونِى
عُودُوا إِلَى البَلَدِ الأَمِينِ وَغَادِرُوا
بَلَدًا لِبُعْدِ النَّاسِ غَيْرَ أَمِينِ

عُودُوا إِلَى حَيْثُ النَّمَائِمُ وَالأَذَى
وَالعَيْشُ بَيْنَ وَسَاوِسٍ وَظُنُونِ
حَيْثُ الرَّذَائِلُ فِى مَرَافِلِ عِزَّةٍ
حَيْثُ الفَضَائِلُ فِى غَلائِلِ هُونِ
حَيْثُ الضِّيَافَةُ للنَّزِيلِ المُرْتَجَى
مَا شَاءَ حَتَّى العِرْضِ حَتَّى الدينِ
حَيْثُ التِّجَارَةُ بِالوِدَادِ وَبِالْقِلَى
وَبِكُلِّ رَأْىٍ فِى الْحَيَاةِ أَفِينِ
حَيْثُ المَصُونَ هُوَالْحُطَامُ المُقْتَنَى
وَعَفَافُ ذَاتِ الخِدْرِ غَيْرُ مَصُونِ
حَيْثُ المُسِيىءُ إِلَى أَخِيهِ بِمَنِّهِ
طَاوِى الضُّلُوعِ عَلَى نَدىً مَمْنُونِ
حَيْثُ الفَتَى كَالشَّيْخِ يَحْنِى رَأْسَهُ
وَيَرَى الحَقِيقَةَ رُؤْيَةَ التَّخْمِينِ
بَادِى الهُمُومِ وَلاَ هُمُومَ وَإِنَّمَا
هُنَّ البَقَايَا مِنْ طِلاً وَمُجُونِ
تِلْكَ الحَضَارَةُ لاَ أُحِبُّ خِلاَلَهَا
وَأَرَى مَحَاسِنَهَا شِبَاكَ فُتُونِ
مَاذَا دَهَانِى فِى اخْتِبَارى أَهْلَهَا
مِنْ كِذْبِ آمَالِى وَصِدْقِ عُيُونِى؟
***

قَدْ تَوَلَّى رِفَاقُنَا وَبَقِينَا

قَدْ تَوَلَّى رِفَاقُنَا وَبَقِينَا . يَعْلَمُ الله بَعْدَهُمْ مَا لَقِينَا
هَلْ مِنْ الصَّابِ فِي كُؤُوسِكَ سُؤْرٌ . قَدْ سُقِينَا يَا دَهْرُ حَتَّى رَوِينَا
أَوَدَاعٌ يَتْلُو وَدَاعاً وَتَأْبِي . نٌ عَلَى الإِثْرِ مُعْقِبٌ تَأْبِينَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ الَّذِي كَانَ حِيناً . يَتَغَنَّى وَكَانَ يَنْحَبُ حِيناً
حَطِّمِ العُودَ إِنْ كَرَّ اللَّيَالِي . لَمْ يُغَادِرْ فِي العُودِ إِلاَّ الأَنِينَا
أَنْ يُلِمَّ الرَّدَى بِمَيَّ غَدَاةً . يَا لَقَوْمِي بِأَيِّ خَطْبٍ دُهِينَا
طَالِعُ السَّعْدِ هَلْ تَحَوَّلَ نَوْءاً . يَبْعَثُ الرِّيحَ وَالسَّحَابَ الهَتُونَا
فَإِذَا مَا أَقَرَّ أَمسٍ عُيُوناً . قَرَّحَ اليَوْمَ بِالدُّمُوعِ العُيُونَا
نِعْمَةٌ مَا سَخَا بِهَا الدَّهْرُ حَتَّى . آبَ كَالعَهْدِ سَالِباً وَضَنِينَا
أَيُّ هَذَا الثَّرَى ظَفِرْتَ بِحُسْنٍ . كَانَ بِالطُّهْرِ وَالعَفَافِ مَصُونَا
لَهْفَ نَفْسِي عَلَى حِجىً عَبْقَرِيٍّ . كَانَ ذُخْراً فَصَارَ كَنْزاً دَفِينَا
إِيهِ يَا مَي أَسْرَفَ اليُتْمُ تَبْرِي . حاً بِرُوحٍ كَانَ الوَفِيَّ الحَنُونَا
فَقْدُكِ الوَالِدَيْنِ حَالاً فَحَالاً . جَعَلَ البِيضَ مِنَ لَيَالِيكِ جُونَا
وَرَمَى أَصْغَرَيْكَ رَامِي الكَبِيرَيْ . نِ فَذَاقَا قَبْلَ المَنُونِ المَنُونَا
أَقْفَرَ البَيْتُ أَيْنَ نَادِيكِ يَا مَيُّ . إِلَيْهِ الوُفُودُ يَخْتَلِفُونَا
صَفْوَةُ المَشْرِقَيْنِ نُبْلاً وَفَضْلاً . فِي ذَرَاكَ الرَّحِيبِ يَعْتَمِرُونَا
فَتُسَاقُ البُحُوثُ فِيهِ ضَرُوياً . وَيُدَارُ الحَدِيثُ فِيهِ شَجُونَا
وَتُصِيبُ القُلُوبُ وَهِيَ غِرَاثُ . مِنْ ثِمَارِ العُقُولِ مَا يَشْتَهِينَا
فِي مَجَالِ الأَقْلامِ آلَ إِلَيْكِ السَّ .بْقُ فِي المُنْشِئَاتِ وَالمُنْشِئينَا
أَيْنَ ذَاكَ البَيَانُ يَأْخُذُ بِالأَلْبَ .ابِ فِيمَا تَجْلِينَ أَوْ تَصِفِينَا
فِي لُغَاتٍ شَتَّى وَفِي لُغَةِ الضَّ . ادِ تُجِندِينَ صَوْغَ مَا تَكْتُبِينَا
أَدَبٌ قَدْ جَمَعْتَ فِيهِ عُلُوماً . يُخْطِيءُ الظَّنُّ عَدَّهَا وَفُنُونَا
وَتَصَرَّفْتِ فِيهِ نَظْماً وَنَثْراً . بِاقْتِدَارٍ تَصَرُّفَ المُلْهَمِينَا
تَبْتَغِينَ الصَّلاحَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ . وَتُعَانِينَ شِقْوَةَ المُصْلِحِينَا
وَحْيُ قَلْبٍ يَفِيضُ بِالحُبِّ لِلخَيْ . رِ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يَهْتَدُونَا
وَيَوَدُّ الحَيَاةَ عِزّاً وَجُهْداً . لا يَوَدُّ الحَيَاةَ خَسْفاً وَلِينَا
فَهْوَ آناً يَبُثُ بَثّاً رَفِيقاً . يَمْلأُ النَّفْسَ رَحْمَةً وَحَنِينَا
وَهْوَ آناً يَثُورُ ثَوْرَةَ حُزّ . عَاصِفاً عَصْفَةً تَدُكُّ الحُصُونَا
يَنْصُرُ الْعَقْلَ يَكْشِفُ الجَهْلَ يُوحِي ال . عَدْلَ يرْعَى الضَّعِيفَ وَالمِسْكِينَا
أَيْنَ ذَاكَ الصَّوْتُ الَّذِي يَمْلِكً الأَسْ . مَاعَ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ تَقِفِينَا
فُجِعَ الشَّرْقُ فِي خَطِيبَتِهِ الفُصْحَ . ى وَمَا كَانَ خَطْبُهَا لِيَهُونَا
أَبْلَغُ النَّاطِقَاتِ بِالضَّادِ عَبَّتْ . بَعْدَ أَنْ أَدَّتِ البَلاغَ المُبِينَا
أَطْرَبَتْهُ وَهَذَّبَتْهُ وَحَثَّتْ . هُ عَلَى الصَّالِحَاتِ دُنْيَا وَدِينَا
بِكَلاَمٍ حَوَى الطَّرِيفَيْنِ تَنْغِ . يماً كَمَا يُسْتَحَبُّ أَوْ تَلوِينَا
قَدَّرَتْهُ لَفْظاً وَلَحْظاً وَإِيمَا . ءً بِمَا وَدَّتِ المُنَى أَنْ يَكُونَا
ذَاكَ فِي العَيْشِ مَا شُغِلْتَ بِهِ وَال غِيدُ تَلْهُو وَأَنْتَ لا تَلْهِينَا
لَمْ تَرُومِي إِلاَّ الجَلِيلَ وَجَانَبْ . تِ الأَبَاطِيلَ وَاتَّقَيْتِ الفُتُونَا
وَجَعَلْتِ التَّحْصِيلَ دَأْباً وَآتَيْ . تِ جَنَاهُ فَطَابَ لِلمُجَتَبِينَا
فَعَلَيْكِ السَّلامُ ذِكْرَاكِ تَحْيَى . وَبِرَغْمِ البِعَادِ لا تَبْعِدِينَا
لاتِّحَادِ النِّسَاءِ فِي مِصْرَ فَضْلٌ . أَكْبَرَ النَّاسُ مِنْهُ مَا يَشْهَدُونَا
قَدَّمَ اليَوْمَ فِي الوَفَاءِ مِثَالاً . مِنْ مَسَاعِيهِ بِالثَّنَاءِ قَمِينَا
فَهْوَ يَرْعَى بِهِ لِمِيَّ حُقُوقاً . وَهْوَ يَقْضِي عَنْ البِلادِ دُيُونَا
يَا هُدَى أَنْتِ رَحْمَةٌ وَهُدىً لِلشَّ . رْقِ فَأَبْقَى لَهُ وَأَفْنِي السِّنِينَا
.
***

العصفور

كُنَّا وَقَدْ أَزِفَ المَسَاءْ
نَمْشِى الهُوَيْنَا فِى الْخَلاَءْ
ثَمِلَيْنِ مِنْ خَمْرِ الْهَوَى
طَرِبَيْنِ مِنْ نَغَمِ الْهَوَاءْ
مَتَشَاكِيَيْنِ هُمُومَنَا
وَكَثِيرُهَا مَحْضُ اشْتِكَاءْ
حَتَّى إِذَا عُدْنَا عَلَى
صَوْتِ المُؤَذِّنِ بِالْعِشَاءْ
سِرْنَا بِجَانِبِ مَنْزِلٍ
مُتَطَامِنٍ وَاهِى الْبِنَاءْ
فَاسْتَوْقَفَتْنِى وَانْبَرَتْ
وَثْبًا كَمَا تَثِبُ الظِّبَاءْ
حَتَّـى تَـوَارَتْ فِيهِ عَنِّى
فَانْتَظَرْتُ عَلَى اسْتِيَاءْ
وَارْتَبْتُ فِى الأَمْرِ الَّذِى
ذَهَبَتْ إِلَيْه فِى الْخَفَاءْ
فَتَبِعْتُهَا مُتَضَائِلاً
أَمْشِى وَيَثْنِينِى الْحَيَاءْ
فَرَأَيْتُ أُمًّا بَادِيًّا
فِى وَجْهِهَا أ َثَرُ الْبُكَاءْ
سُودَ المَلابِسِ كَالدُّجَى
حُمُرُ المَحَاجِرِ كَالدِّمَاءْ
وَكَأّنَّ "لَيْلَى" بَيْنَهُمْ
مَلَكٌ تَكَفَّل بِالْعَزَاءْ
وَهَبَتْ فَأَجْزَلَتِ الْهِبَاتِ
وَمِنْ أَيَادِيهَا الرَّجَاءْ
فَخَجِلْتُ مِمَّا رَابَنِى
مِنْهَا وَعْدْتُ إِلَى الْوَرَاءْ
وَبَسَــمْتُ إِذْ رَجَعَـتْ فَقُلْتُ:
كَذَا التِّلَطُّفُ فِى الْعَطَاءْ
فَتَنَصَّلَتْ كَذِبًا وَلَمْ
يَسْبِقْ لَهَا قَوْلُ افْتِرَاءْ
وَلَرُبَّمَا كَذَبَ الْجَوَادُ
فَكَانَ أَصْدَقَ فِى السَّخَاءْ
فَأَجَـبْـتُـهَا أَنِّى رَأَيْـتُ
وَلاَ تُكَذَّبُ عَيْنٌ رَاءْ
لا تُنْكِرِى فَضْلًا بَدَا
كَالصُّبْحِ نَمَّ بِهِ الضِّيَاءِ
يُخْفِى الْكَرِيمُ مَكَانَهُ
فَتَرَاهُ أطْيَارُ السَّمَاءْ
*
ثُمَّ انْثَنَيْنَا رَاجِعَيْنِ
وَمِلءُ قَلْبَيْنَا صَفَاءْ
مُتَفَكِّهَيْنِ مِنَ الأحَادِثِ
العِذَابِ بِمَا نَشَاءْ
فَإِذَا عُصَيْفِيرُ هَوَى
مِنْ شُرْفَةٍ بِيَدِ القَضَاءْ
عَارٍ صَغِيْرٌ وَجِفٌ
لَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى الذِّمَاءْ
ظَمْآنُ يَطْلُبُ رِيَّهُ
جَوْعَانُ يَلْتَمِسُ الْغِذَاءْ
وَلَشَدَّ مَا سُـرَّتْ بِهَذَا
الضَيْفِ "لَيْلَى" حِينَ جَاءْ
فَرِحَتْ بِطِيبِ لِقَائِهِ
فَرَحَ المُفَارِقِ بِاللِّقَاءْ
وَاسْتَنْفَدَتْ لِبَقَائِهِ
حِيَلَ الْحَرِيصِ عَلَى الْبَقَاءْ
تَحْنُو عَلَيْهِ كَأُمِّهِ
وَتَضُمُّهُ ضَمَّ الإِخَاءْ
فَحَمِدْتُ مِنْهَا بِرَّهَا
بِالْبَائِسِينَ الأَشْقِيَاءْ
قَالَتْ : وَهَلْ لَهْوٌ
بِعُصْفُورٍ جَدِيْرٌ بِالثَنَاءْ ؟
فَأَجَبْتُهَا : هِىَ آيَةٌ
لِلهِ فِيْكِ بِلا مِرَاءْ
يُخْفِى الْكَرِيمُ مَكَانَهُ
فَتَرَاهُ أطْيَارُ السَّمَاءْ
***

أول الجمال

جمال النفس

خليل مطران

لاَ تَغَارِى مِنْ حُسْنِهَا المَلْحُودِ
وَشَبَابٍ فِىشَرْخِهِ مَفْقُودِ
وَارْحَمِيهَا كَرَحْمَتِى وَاذْكُرِيهَا
بَعْدَ هَذَا المُصَابِ ذِكْرَ وَدُودِ
وَاحْذَرِى أَنْ تَبُوحَ عَيْنَاكِ يَوْمًا
لِلمُرِيدِينَ عَنْ فُؤادٍ حَسُودِ
فَمِنَ الغَبْنِ أَنْ تَشِفَّ الَّلآلِى
وَهْىَ غَرَّاءُ عَنْ نِكَاتٍ سُود
وَمِنَ النَّقْصِ فِى جَلاَلَةِ نِدٍّ
أَنْ يَرَى نِدَّهُ بِعَيْنِ حَقُودِ
وَمُقَالاَةُ غَادَةٍ لِسِوَاهَا
كَاعْتِرَافٍ مِنْهَا لَهَا بِمَزِيدِ
خَلَّتِ الأَرْضَ كُلَّهَا لَكِ إِرْثًا
فَامْلِكِى مِلْكَ سَيِّدٍ لِمَسُودِ
وَارفَعِى فِى الأحْزَابِ رَايَةَ جَمْعٍ
بَيْنَ حُسْنٍ بَاقٍ وَنَجْمٍ سَعِيْدِ
فَلَقَدْ شَتَّتَ المُحِبِيْنَ عَنْهَا
مَا انْطَوَى مِنْ لِوَائِهَا الْمَنْكُودِ
أَصْبَحَتْ فِى يَدِ البِلَى فَدَعِيْهَا
بِسَلامٍ وَاسْتَمْتِعى بِالوُجُودِ
***

هو أنت

خليل مطران

يَا مُنَى الْقَلْبِ وَنُورَ الْعَيْنِ مُذْ كُنْـتُ وَكُنْـتِ
لَمْ أَشَأْ أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ بِمَا صُنْتُ وَصُنْتِ
وَلِمَا حَاذَرْتُ مِنْ فِطْنَتِهِمْ فِينَا فَطِنْــتِ
إِنَّ "لَيْلاَىَ" وَ"هِنْدِى وَ"سُعَادِى" مَنْ ظَنَنْتِ
تَكْثُــرُ الأَسْــمَاءُ لَكِنَّ المُسَمَّى هُوَ أَنْتِ
***

مقاطعة

خليل مطران

شَرِّدُوا أَخْيَارَهَا بَحْرًا وَبَرَّا
وَاقْتُلوا أَحْرَارَهَا حُرًّا فَحُرَّا
إِنَّمَا الصَّالِحُ يَبْقَى صَالِحًا
آخِرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا
كَسِّرُوا الأَقْلاَمَ هَلْ تَكْسِيرُهَا
يَمْنَعُ الأَيْدِىَ أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا؟
قَطِّعُوا الأَيْدِىَ هَلْ تَقْطِيعُهَا
يَمْنَعُ الأَعْيُنَ أَنْ تَنْظُرَ شَزْرَا؟
أَطْفِئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا
يَمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا
أَخْمِدُوا الأَنْفَاسَ، هَذَا جُهْدُكُمْ
وَبِهِ مَنْجَاتُنَا مِنْكُمْ... فَشكْرَا!
***

الله عليك الاستاذة القديرة همسة قلم على روعة اختيارك لخليل مطران

ربي يسعد ايامك

تقبلي مني ارقى التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذ القدير مصطفى الشبوط
أشكرك على الحضور الجميل
والذي تألق عبر صفحات
الشاعر حليل مطران خليل
لك جل التحية والتقدير
ووافر الإحترام لشخصك النبيل

الاديبة الراقية/ همسة قلم

سلمتى على حسن الانتقاء

وجمال ذائقتك

ارق التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» الشاعر خليل الخوري
» الشاعر خليل الخوري
» المساء...لخليل مطران
» قصيدة المساء لخليل مطران
» أشعر ما قال العرب قديما وحديثا_ قصيدةخليل مطران (هذه الروض التي تبدي حلاها)