السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الكل يعرف منذ القديم والنقاد يقسمون العمل الأدبي إلى عنصرين المبنى والمعنى شكلا ومضمونا ، وأجدني هنا في إبداعات أديبتنا السامقة همسة قلم سأخرج عن الروتين الشكل والمضمون لأغوص في حنايا حروفها ونفسها الشفافة لنستخرج من الصورها للبلاغة التي تتبدى صورتها على أنها بحث يحترز به عن التعقيد المعنوي ، وعن الخطأ في تأدية المعنى ، إلى صورته الحديثة التي تتبدى في الدرس الذي يعلم الأحسن والأجمل من الكلام ، وفيه درس فني موسيقي
عندما نبحر في بحر الابجديات يشدنا شئ لا نستشعر نوعيته لكن من خلال التذوق الجمالي تتضح رؤى تجسد في اللغة، وثمة عذوبة موسيقية من خلال شعرية تحمل صوراً جديدة في مضامينها ليس فيها الوضوح كله ولا الغموض كله، انما فيها القدرة على الايحاء من خلال تلميحات ذكية وعبر التقاطات واستعارات وصور تخاطب الوجدان وتستفز العقل
انه اسلوب الاديبة القديرة همسة قلم
بداية أنوه إلى أن أسلوب الاديبة السامقة همسة قلم أسلوب قوي السرد رائع المفردات ، عميق الصور ، ينقش الحروف بنبض القلب ، لذا نرى أن أنه نص يتفرد بموسيقى مميزة ، وسبك رائع
فعنوان النص الفاتنة والشيطان مثير لمتابعة حرفية متأصلة في الاكتشـاف من قبل القارئ
لنقف على هذا العنوان لنتوغل في الفكرة الصارخة للنص التي تحث العقول الواعية للاستيقاظ والانتباه من الغفلة التي تراود الحياة عن سَعيها ومن وسوسة للقادم بجمال العفونة وطيب الفتات أجد النص الادبي للاديبة القديرة همسة قلم أدب ملتزم له هدف وغاية نبيلة جادة كما أنه يتسم بالواقعية، وهو أدب ايجابي وحيوي ومتطور، كما أنه يدعو إلى قِيَم ربانية ويحمل نزعة إسلامية، وذو مفهوم فكري إسلامي يتميز عن غيره من الآداب بالمحتوى الذي يدعو إلى الفضائل والأخلاق الحميدة وإلى الخير والعمل الصالح
نبدأ مع الاديبة القديرة همسة قلم من عنوان النص الفاتنة تشير هنا الاديبة الى الدنيا تلك الزهرة الفاتنة، وبريقها الأخّاذ، وزينة ومتاع، جمّلها الله لأهلها؛ فتنة واختباراً، واستخلافاً وإعماراً. حذَّرهم من الركون إليها، والاطمئنان بها؛ فهي دار غرور وعبور وتزود ومسير. هذا، وإن من أعظم مصاب المرء فيها أن تكون أكبر همه ومبلغ علمه ومحط نظره؛ عندها يرتكس ميزان عمله، ويُخذل في أعظم شأنه؛ إذ يعمر ما لا يسكن، ويجمع لما لا يبقى، وينفق فيما لا يدوم، فيذهبُ عمره سدى، وتكونُ حياته هملاً
والشيطان الذي جاء برمزية عالية وعمقية الدلالة لاحتمالات عدة أبرزها الفئة الفاسدة المتحكّمة والفئة الخرساء المستَبدّة وما
بينهما وطن غارق في الوحل والانحطاط
بتناص ديني جاءت كلمة ( الشيطان ) ولم تختصرها بالشياطين وهذا عمق العمق لما أرادته الاديبة القديرة همسة قلم من استطراد وتوسيع المعنى ليشمل كل نفس فاسدة استوطنها الأسود وعشق الفساد
والشيطان هذا لا يقف فقط عند فئة النظام الفاسد بل كل ما يتبعه من مصفق ومغني له ومن مطروب بألحانه النشوز
ففي بداية النص اعتمد الوصف النفسي لهذه الفئة من الشياطين والتي اعتمدت بلغتها السلسه على مسح الغبار عن اللوحة الأساسية لتضمينها المعنى الاصلي وما يشير اليه النص من خلال الدلالة الومزية التي تعمدتها الاديبة همسة قلم في نصها الفاتنة والشيطان لنجد من خلال نصها ان شيطان وسواس وعدو مند الازل
فقد خلق الله سبحانه وتعالى خلقه، وابتدأ خلق البشر بخلق أبيهم آدم عليه السلام، وكان من خلقه عز وجل الجن ومردتهم الشياطين وعلى رأسهم شيطان لعنه الله، واقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يخلق إبليس ليبلو عباده بهذا الشيطان فينظر كيف يعملون، فمن أطاع إبليس ذهب معه إلى دار العقاب، ومن عصاه نجا بنفسه إلى دار الثواب، ولقد أخذ إبليس العهد على نفسه منذ أن خلق الله أبانا آدم بإضلال البشر وإضلال سلالة آدم عليه السلام، فقال الله سبحانه وتعالى عن هذا العدو الخبيث قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف:16-17] وقال الله سبحانه وتعالى: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ [النساء:117-118] أي إبليس وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً* يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً [النساء:118-120]
فاي عدو اكبر من الشيطان واتباعه الشياطين المنتشرين في كل مكان وزمان الانفلات والانخلاع من كل مقدس وفضيلة وخلق ليبني لنفسه عالمه الخاص الذي لا يتجاوز في أرقى حالاته إشباع بطن وإيغال في عالم الشهوة والملاهي
في تطبيع صارخ مع الشيطان وهكذا تمر الأيام ، كل الأيام منذ أن وجدت البشرية في الأرض ، حرب مع الأحياء حين يتفقون مع الطغيان ، وبدليل آخر فإن والسوسة تأتي من الجنة والناس ، فالجِنَّة هم الشياطين جنود إبليس ، يخضع الإنسان لقوانين وأحكام كثيرة وضعتها البشرية لم تكن أحكاما ذات أصالة ، ولم تعرف في الكتب المنزلة بتاتا . لعل للشيطان كتابا يثبت فيه سلطانه ، وبألسن الناس جعل أقلامه ، ومن دمائهم جعل مداده ، إن من يصر على الشر ينال خير ما في الشر . ومن يحب الخبث يضحى صائبا لأحسن ما في الخبث . إن الجمال الحقيقي بعيد كل البعد ، لا نقولجمال النساء والزينة ، بل جمال النفس ، كذلك فإن الفاسق تكفيه الإشارة ، وينزلق مع التفكير ، حين يرى ما تشتهيه النفس ، يفكر تفكيره ، وحين يملك مالا ، ينادي قرينه . لكل شخص قرين من الشياطين لا يبتعد إلا بأحكام عرفت في الدين . وكثير من الناس ينكرون
ذا هو مصير من باع نفسه لشيطانه ولهواه ، أضحوكة ومصدر إزعاج ،ركام قمامة ، ممسوخ الهوية و مهان الكرامة .
يصرخ البطل في الناس يسأل عن قرينه الذي اطمأن فاختفى ، لكن أثره باق باد على هيئة المحزون وحالته
فكان أن تلبسه قرينه فأصبح هو نفسه شيطانا في نظر الناس
هو ذلك الصراع الأبدي بين الخير والشر ، بين هوى النفس والخير الكامن فيها ،
صراع كتبه الله تعالى على عباده ليميز الخبيث من الطيب ، القوي من الضعيف
فنصوص الاديبة القديرة همسة قلم ذاكرة للضمير وذاكرة لواقع يعكس ألوانه على الانسانية ولشظايا طالت نصوصها وتشظت معها فتنة هذا الزمان الشيطاني وهكذا تمر الأيام ، كل الأيام منذ أن وجدت البشرية في الأرض ، حرب مع الأحياء حين يتفقون مع الطغيان ، وبدليل آخر فإن والسوسة تأتي من الجنة والناس ، فالجِنَّة هم الشياطين جنود إبليس ، يخضع الإنسان لقوانين وأحكام كثيرة وضعتها البشرية لم تكن أحكاما ذات أصالة ، ولم تعرف في الكتب المنزلة بتاتا . لعل للشيطان كتابا يثبت فيه سلطانه ، وبألسن الناس جعل أقلامه ، ومن دمائهم جعل مداده ، إن من يصر على الشر ينال خير ما في الشر . ومن يحب الخبث يضحى صائبا لأحسن ما في الخبث . إن الجمال الحقيقي بعيد كل البعد ، لا نقولجمال النساء والزينة ، بل جمال النفس ، كذلك فإن الفاسق تكفيه الإشارة ، وينزلق مع التفكير ، حين يرى ما تشتهيه النفس ، يفكر تفكيره ، وحين يملك مالا ، ينادي قرينه . لكل شخص قرين من الشياطين لا يبتعد إلا بأحكام عرفت في الدين . وكثير من الناس ينكرون
فالنص جاء منقسم الى ثلاثة الإنسان والنفس والشيطان ، ارتباط ثلاثي ، وقد خلق الإنسان في ظلمات ثلاث . ولنعرف الفرق بين النفس والشيطان ، لا بد من معرفة الفرق بين الإنسان و الشيطان . خلق الإنسان من تراب ، وخلق الشيطان من نار ، وخلق من الماء كل شيء حي ، فصِلَةُ الماء في الخلق كصِلَََةِ النفس . ولا يمكن معرفة الصلة إلا بعلم وقوة
الفاتنة والشيطان نص فلسفي كبيربمعناه والابحار في اعماقه وجاء بنهاية تبرهن على فلسفة إن لم يتخلق الإنسان بالخلق الجميل ، فلن يكون للحل من سبيل ، و يستمر الجاهل في غيه ، والمفسد في فسوقه ، ظنا منه أنه إنسان له شهامة وكرامة .وليكتسب الإنسان علما لابد له من البحث في أسباب الجهل وخبث النفس ولكن الله غالب على أمره ، فله أيام يداولها بين الناس ، فينقلب الركب على الراكبين ، ويستوي الأمر على الحق واليقين ، كذلك فإن الله يهدي إلى سبله من يجاهد فيه ، وهو خير معين لمن أراد أن يهتدي إلى صراطه المستقيم
إنني وبعد قراءة متأنية لحروفها ألمح وراء الكلمات شخصية رهيفة تمزج بين الروائية والقاصة والشاعرة والفنانة صائدة اللحظات والخواطر العميقة..فالبوح بهذا المعنى فن نبيل..زاخر باللحظات الموحية دون الوقوع في فخاخ السردية والمباشرة، ،كيف لا وهي تمتلك موهبة أدبية لا تجارى تمكّنها من العبور إلى نفس القارئ بسحر المفردات التي تتميز بموسيقاها،وبفضائها الحساس الذي يتجاوز القاموس الأحادي إلى فضاءات أكثر رحابة وسحراً
لغة القصيدة
أمّا اللغة التي عبرت عنها الاديبة همسة قلم في قصيدة ألفاتنة والشيطان فهي لغة جاءت هنا بلا رتوش بلاغية زائدة تحمل الجمالية الموسيقية وهي في الوقت نفسه ليست لغة بسيطة ، بل معتدلة وذات قوة تعبيرية كبيرة مقارنتها بتلك التي تعودنا عليها وبهذا المعنى فإنه ليس من السهل مقارنة هكذت مص بنص عادي
اجدني وسط عالم موسيقي من خلال قصيدة الاديبة همسة قلم فالموسيقى من أهم العناصر الرئيسية في العمل الأدبي وخصوصاً إذا كان شعرياً، وهذه الموسيقى تتجاور من حيث الأهمية بجوار اللغة التي ينطلق من خلالها النص
ينطلق شعرا ونثرا في آن واحد) مؤكدة أنها استطاعت تطويع الكلمة الى نص أدبي مرن واسع المدى
كما أنها وببراعة المتمكنة من اللغة ،استخدمتها لللتحليق بجناحيها عاليا حيث أجادت بالمعنى اللغوي وأسلوب نظمها لهذه القصيدة بمفردات كما وكيفا حسب ما جاءت الدلالة اللغوية والاصطلاحية لها مساوية لمقاصده السياقية والمفهومية ونصل منها إلى ماهية روح الاديبة الصوفية فالنص عبر قراءته قراءة فاحصة عملاً بأول آية نزلت في القرآن الكريم " اقرأ "، وبعيدأ عن النص الصوفي المعروف الذي قد يختلف تماماً عن صوفية روح همسة قلم ولا سيما في معالجة القضايا انسانية دينية بتناقضاتها وتماسها في نقطة واحدة
نص أعتبره من النصوص الفلسفية الملتزمة جدا بعبق اللغة والفكرة ومضمون انساني عميق بلغة أدبية لم تخلو أبدا من مشاعر نفسية بدأت بالروعة لتنتهي بها
وبرسم بلاغي تصويري مشهدي جعل المتلقي يتابع حداثة القصيدة بلا صعوبة بل تفتح له آفاقا أوسع لاحتمالات ممكنة
تحيتي وكل التقدير للاديبة السامقة همسة قلم وجمال
عن جد اعشق حروفها وفكرها الواسع لانه يحمل الثقافة والوعي
جل تقديري لهكذا امتاع وادهاش نص بادخ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في/ 2/5/2014
د/ الماسة نور اليقين
تنويه اداري: يختم الموضوع بختم الموضوع المتميز
من قبل الادارة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
