حلم ليلة صيف . ويليام شكسبير . روائع الأدب العالمي

حلم ليلة صيف.. للكاتب العالمي ويليام شكسبير

شخصيات الرواية

تيسيوس حاكم أثينا
ايجوس والد هرميا
هرميا فتاة شابة تحب ليساندرا
ليساندرا شاب من أثينا
ديمتريوس شاب أخر من أثينا
هيلينا فتاة صديقة لهرمينا وتحب ديمتريوس
اوبرون ملك الجن
تيتانيا ملكة الجن وعلى خلاف مع زوجها اوبرون
بك مستشار ملك الجن
جنيات كوصيفات للملكة الجن
احد القرويين

في أثينا القديمة في بلاد اليونان .. كان هناك قانون ظالم .. غريب .. يعطى الأب الحق في طلب إعدام ابنته إذا رفضت الزواج بالشخص الذي يرشحه لها أبوها .. ولان هذا القانون كان جائر وظالم فمن النادر أن يتم تطبيقه.

ومع ذلك فقد تقدم ايجوس والد الشابة الجميلة هرميا إلى تيسيوس حاكم المدينة يطلب منه تنفيذ حكم الإعدام في ابنته هرميا .. لأنها رفضت الزواج من الشاب الذي رشحه لها واسمه ديمتريوس .. وهو من عائلة نبيلة ..

قالت هرميا للحاكم أنها تحب شابا أخر اسمه ليساندر.. وتتمنى الزواج به .. كما أن صديقتها هيلينا تحب ديمتريوس وتتمنى الزواج به !

ولان تيسيوس كان حاكماً عادلاً فلم يأمر بتنفيذ القانون على الفور، وأعطى هرميا مهلة لمدة أربعة أيام لتدبر أمرها، وإلا نفذ فيها حكم الإعدام ،،وعندما أخبرت هرميا حبيبها ليساندر بقرار الحاكم حزن حزنا عظيما.. ولكنه طلب منها إلا يستسلما لهذا الظلم .. وعرض عليها أن يرحلا سرا من أثينا إلى حيث تعيش عمته في إحدى المدن اليونانية البعيدة التي لا تطبق هذا القانون الجائر .. وحيث يتمكنان من الزواج في هدوء وسلام .. وتواعد الحبيبان على اللقاء عند مشارف الغابة بخارج أثينا عندما يحل الليل ،،

فرحت هرميا كثيرا بهذا العرض ووافقت عليه .. ولم تخبر أحد سوى صديقتها هيلينا .. ولكن هيلينا لم تحفظ هذا السر وأخبرت حبيبها ديمتريوس.. على أمل أن يصرف النظر عن الزواج من هرميا ليتزوجها هي .. فتحقق أملها .. ولكن ديمتريوس أخبرها أنه سوف يذهب إلى الغابة ليتتبع أثر الحبيبين الهاربين.

وعندما ظهر القمر ملأ بنوره أرجاء الغابة .. وكان يحلو لتلك المخلوقات الصغيرة التي تسمى بالجن ..أن تلهو وترقص بين أشجار الغابة في الليالي القمرية ..

وكان ملك الجن واسمه اوبرون على خلاف مع زوجته ملكة الجن تيتانيا .. لأنها رفضت أن تعطيه ولدا ليكون تابعا له.. وكانت تيتانيا قد أحضرت هذا الولد ليعيش معها في الغابة .. وذلك بعد أن ماتت أمه التي كانت صديقة لها ..

وفى تلك الليلة تقابل الملك والملكة في احد أركان الغابة .. وكرّر الملك طلبه وكرّرت الملكة رفضها.. فانصرف الملك غاضباً وقال انه سيجد طريقة يرغمها بها على تحقيق طلبه قبل أن يبزغ نور الفجر ...

استدعى اوبرون ملك الجن وزيره ومستشاره الخاص وكان عفريتا من الجن اسمه بك .. وكان هذا العفريت بارعا في العفرته ويجيد الأعمال العفريتية .. وقال له :
- اذهب يا بك واحضر لي الزهرة الأرجوانية التي تسميها العذارى الحب بجنون .. إن رحيق تلك الزهرة له قوى سحرية اعرفها جيدا .. فإذا وضعت قطرات منه في عيني شخص نائم فإن هذا الشخص سيحب بجنون أول شخص أو مخلوق تقع عليه عيناه عندما يستيقظ ! .. وهذه هي الطريقة التي سأرغم بها الملكة تيتانيا على اعطائى الولد الذي اطلبه ..سأضع بعض القطرات منه في عينيها أثناء نومها .. وعندما تستيقظ ستقع في حب أول مخلوق تراه .. سواء كان أسدا أو دبا أو قردا أو حمارا .. ولن أزيل مفعول هذا السحر عنها - برحيق أخر اعرف سره - إلا بعد أن تعطيني الولد.

وفى الحال ذهب الجني بك لإحضار الزهرة التي طلبها الملك اوبرون .. وفى تلك الأثناء شاهد الملك منظرا لفت انتباهه .. رأى ديمتريوس الذي كان يجوب في أرجاء الغابة باحثاً عن الحبيبين الهاربين .. ورأى وراءه الفتاة الجميلة هيلينا وهو تتوسل إليه أن يعود إليها لأنها تحبه بجنون ..

ولكن ديمتريوس كان قاسى القلب .. وكان يرد على حبيبته الولهانة المتيمة به بكلمات غاضبة لا رحمة فيها ولا عطف.. وانفلت هاربا منها تاركا إياها لتواجه وحوش الغابة وحدها .. وأخذت المسكينة تجرى خلفه وتحاول اللحاق به دون جدوى.

ولان اوبرون كان شديد العطف على المحبين المخلصين .. فقد تعاطف مع هيلينا .. وقرر أن يحل مشكلتها ويرغم ديمتريوس على حبها .. وعندما عاد بك ومعه رحيق الزهرة الأرجوانية طلب منه اوبرون أن يحتفظ ببعض هذا الرحيق ليضعه في عينيي شاب يلبس الملابس الاثينية أثناء نومه في الغابة وسيجد بجوار هذا الشاب فتاة جميلة نائمة .. هي الأخرى وبهذا سيفعل الرحيق سحره .. ويحب الشاب فتاته بجنون بمجرد أن يستيقظ ويراها.

ولكن ماذا كان من أمر الحبيبين هرميا وليساندر ..

لقد التقى الحبيبان في الموعد والمكان الذي اتفقا عليهما وشقا طريقهما .. معا .. عبر أرجاء الغابة .. متوجهين إلى المدينة التي تعيش فيها عمته ليساندر ولكن هرميا لم تعد تتحمل السير وعناء الطريق وطلب منها ليساندر أن تستريح حتى الصباح ليواصلا السير بعد ذلك .. إلى سعادتهما المستقبلة وأعد لها مرقداً على شاطئ النهر المغطى بالعشب الناعم الأخضر ورقد هو الآخر على مسافة قريبة منها .. وسرعان ما استغرقا الاثنان في نوم عميق ولكن .. الجني بك ارتكب خطأ جسيم فقد رأى كلا من ليساندر وهرميا نائمان في إحدى أركان الغابة، وكان ليساندر بطبيعة الحال يرتدى الملابس الاثينية فظنه الشخص الذي أمره ملك الجان بوضع قطرات من الرحيق في عينيه فتقدم منه بخفة ونفذ أمر الملك.
وفى تلك الأثناء كانت المسكينة هيلينا قد تاهت في أرجاء الغابة وهى تبحث عن حبيبها ديمتريوس ولكن بدلاً من أن تعثر عليه عثرت على ليساندر الذي كان نائماً في مكان قريب من المكان الذي تنام فيه هرميا ..

اندهشت هيلينا وظنت أن ليساندر قد مات أو أصابه سوء فتقدمت إليه ومدت يدها إلى كتفه وأخذت تهزه حتى يستيقظ وعندما فتح ليساندر عينه كانت هيلينا هي أول من وقع عليها نظره فوقع في حبها بجنون على الفور بفعل الرحيق السحري الذي وضعه بك في عينه وفى لمح البصر ابتسم ليساندر بسعادة غامرة .. وأخذ يبث لهيلينا كل كلمات الغزل والحب التي تعبر عن عاطفته المفاجئة المتفجرة وتعجبت هيلينا من هذا التحول الفجائي في عواطف ليساندر وخصوصا أنها تعلم جيداً انه يحب صديقتها هرميا حباً صادقاً ولذلك فقد ظنت أنه يسخر منها ويهزأ بها فعاتبته بشدة وأنبته على هذا السلوك غير القويم نحوها وثم اندفعت هيلينا وهى تجرى في أرجاء الغابة مرة أخرى باحثة عن حبيبها ديمتريوس ولكن ليساندر اندفع يجرى ورائها وترك حبيبته هرميا راقدة في مكانها مستغرقة في نومها ..,,

استيقظت هرميا فوجدت نفسها وحيدة فخافت وحزنت وانطلقت تجرى في الغابة دون أن تعرف أي طريق تسلكه حتى تعثر على حبيبها ليساندر أما ملك الجن اوبرون ووزيره الجني بك .. فقد كانا يتجولان في الغابة في تلك الأثناء وعثرا على ديمتريوس نائما .. تحت شجرة بعد أن أعياه البحث عن الحبيبين الهاربين وعلم ملك الجن أن وزيره قد اخطأ ووضع رحيق الزهرة في عيني شخص أخر هو ليساندر بينما كان المطلوب أن يضع تلك القطرات في عيني ديمتريوس..لذلك فقد قام ملك الجن بوضع قطرات من رحيق الحب في عينيي ديمتريوس ووقفا ينتظران ما سوف يحدث.

أخيرا ظهرت هيلينا ورأت حبيبها ديمتريوس نائما وكم كانت تتمنى أن يبادلها حبا بحب ويتخلى عن فكرة الزواج من صديقتها هرميا وتقدمت هيلينا وأيقظت ديمتريوس وكانت بالطبع أول شخص يراه فوقع على الفور في حبها واخذ يبثها لواعج الهوى بأرق الكلمات وأعذبها.

واندهشت هيلينا من هذا التحول الفجائي في مشاعر ديمتريوس نحوها وظنت أن يسخر منها ويستهزئ بها مثلما فعل ليساندر من قبل.

وفى تلك اللحظات ظهر ليساندر الذي كان واقعا في حب هيلينا بفعل الرحيق السحري ثم ظهرت هرميا التي كانت تجرى وراءه وما أن وصل ليساندر ورأى هيلينا أمامه حتى أخذ يبثها أشواقه وهيامه وفوجئ ديمتريوس بذلك فاشتبك في شجار غاضب مع ليساندرا كما فوجئت هرميا بان صديقتها هيلينا قد أصبحت محلا لكل هذا الحب والإعجاب من كل من الشابين ديمتريوس وليساندر وهكذا اشتبكت الفتاتان أيضا في شجار غاضب بينما انصرفا الشابان الغاضبان ليبحثا عن مكان مناسب في الغابة يقتتلان فيه ..

كان ملك الجن ووزيره يشاهدان كل هذا الارتباك الذي حدث وقال الملك للوزير مؤنبا :

أرأيت ؟

كل هذا كان بسبب الخطأ الذي ارتكبته !

فقال الوزير العفريت .. ولكن الموقف أصبح طريفا للغاية.

وعندئذ أمر الملك وزيره بان يضع في عيني ليساندرا بعض قطرات من رحيق أخر له مفعول قوى في إزالة المفعول السحري للرحيق الأول وبهذا يتخلص ليساندرا من حبه الطارئ لهيلينا ويعود إلى حبه القديم لحبيبته هرميا ..

كذلك فقد طلب ملك الجن أن يملأ أرجاء الغابة بشبورة وضباب كثيف لكي يمتنع الشابان من الاقتتال وقال ملك الجن في النهاية أن عليَّ الآن أن اذهب إلى حيث تنام الملكة تيتانيا لأرى ما سوف يحدث لها !

كانت الملكة نائمة في مكان قريب من المكان الذي ينام فيه رجل قروي بسيط فطرأت في الحال فكرة عفريتيه في رأس ملك الجن وقرر أن يحوّل رأس هذا القروي إلى رأس حمار ليكون أول من تقع عليه عين الملكة حين تستيقظ من النوم فتحبه بجنون بفعل الرحيق السحري الذي وضعه الملك في عينها أثناء نومها.

وعندما استيقظت الملكة ورأت الرجل القروي ذا رأس الحمار وقعت في غرامه على الفور وأخذت تحدثه حبها له وإعجابها به وأمرت بعض الجنيات من وصيفاتها أن يكن في خدمة هذا الحمار الحبيب وأن يحضرن إليه أطيب الفواكه وأقراص العسل.

وهنا ظهر أمامها زوجها ملك الجن ورآها وهي تبدي كل هذا الاهتمام بحبيبها الحمار فجلت الملكة من نفسها ومنحت نفسها الولد الذي كان يطلبه منها لكي يصبح من أتباعه وعندما حصل الملك على الولد أشفق على زوجته الحبيبة الملكة تيتانيا فوضع في عينيها قطرات من الرحيق المضاد الذي يبطل مفعول الرحيق الأول الذي أوقعها في حب الحمار كما أعاد الرجل القروي إلى صورته الحقيقية وتركه نائما....

وقص الملك اوبرون على الملكة تيتانيا حكاية الشابين والفتاتين والارتباك الشديد الذي وقع لهم فطلبت الملكة أن تذهب مع زوجها ليشاهدوا كيفية حل تلك المشكلة ....

وفى إحدى أركان الغابة كان الجميع نائمين بعد أن أمر الملك بإحضارهم إلى هذا المكان وتقدم الملك من ليساندرا وصب في عينيه قطرات من الرحيق المضاد ليزيل عنه سحر الرحيق الأول الذي أوقعه في حب هلينا وبعد فترة وجيزة استيقظ ليسانرا فوجد حبيبته هرميا راقدة بجواره فاستعاد حبه القديم واخذ يعبر لها عن عواطفه الصادقة نحوها واندهش الحبيبان من غرابة الأحداث التي وقعت لهما أثناء الليل ولم يتصورا أنها حدثت في الحقيقة والواقع واعتبراها حلما مشتركا حدثا أثناء النوم.

واستيقظ ديمتريوس بعد ذلك فوجد حبيبته هيلينا راقدة بجواره فأيقظها بأجمل عبارات الحب وكلمات الإعجاب وشعرت هيلينا بسعادة غامرة لصدق المشاعر والعواطف التي يمليها ديمتريوس نحوها.

وهكذا عاد الصفاء إلى الجميع ولم تعد هناك سوى مشكلة ايجوس والد هرميا الذي كان قد جاء إلى الغابة ليبحث عن ابنته هرميا وعندما رأى ايجوس أن ديمتريوس قد تخلى عن طلب الزواج من هرميا وافق على الفور على أن تتزوج هرميا من ليساندرا وبذلك يسقط طلب الحكم بإعدامها.

كما أن ديمتريوس وهيلينا وافقا على أن يتم زواجهم في نفس اليوم الذي سيتم فيه زواج ليساندرا وهرميا وقد حضر ملك وملكة الجن هذا الاحتفال بل وأقاما احتفالاً خاصاً في مملكة الجن بهذه المناسبة وكل من لا يصدق أن تلك الأحداث الغريبة قد حدثت في الواقع فليس هناك ما يمنع أن يعتبرها مجرد حلم لطيف في منتصف ليلة من ليالي الصيف.

اتمنى القصة تنال رضاكم

فراشة اشتياق

Surprised

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الموضوع مكرر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» حلم ليلة صيف ..ويليام شكسبير
» من روائع المسرح العالمي: تاجر البندقية لـ وليم شكسبير
» مقتطفات من روائع الأدب العالمي
» ويليام شكسبير امرأة و ليس رجل
» مقتطفات من رواية ” تاجر البندقية ” لـ ويليام شكسبير