[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كانت الشمس اخذت بالزوال و هي تنحدر رويدا رويدا .........
وكانت هي تعدو بسرعه و تلتفت بين الفينة و الاخرى لتتاكد من عدم لحاق احد بها .......
دخلت الى مزرعة للذره ,و هي تعدو كانت تسمع اعواد الذره و هي تنكسر تحت قدميها ولكنها لم تكن تتوقف
خفت سرعتها قليلا بعد ساعات من الركض وبعد ان تاكدت بانها بعدت كثيرا عن البلده لكنها لم تتوقف نهائيا عن الركض مع ان التعب قد نال
منها و هي تلهث و تسعل و العرق يتصبب منها .......
و اخيرا خرجت من بين الحقول الخضراء ووصلت الى حافة نهير صغير ينساب مياهه بهدوء لايسمع لجريانه صوت يذكر
كانه يطمئنها بانها في امان فلتسترح قليلا على ضفته الجميله بسكون
نظرت الى المكان مليا .... و اخذت تتفقد حواليها ... كان خاليا حتى من الحيوانات السائبه
نزلت الى حافة النهر و اخذت تشرب و تشرب الى ان ارتوت ثم غسلت ارجلها و يديها ووجهها.... الماء البارد هدأت من روعها قليلا
وسكون المكان ايضا زادتها سكينه و هدوء
وكان عقلها الصغير رغم كل شيء لم يتوقف عن التفكير ... و ماذا بعد ...؟؟؟؟
هل تبقى هنا ... و الى متى ,...؟؟؟
فلتبحث عن ملاذ لها لهذه الليلة على الاقل
كانت هناك حفر اخذت تعاينهم بعد ان خطر ببالها المكوث في احداهن .....و الشمس سائرا الى الزوال ووصل الى الافق بلونه الوردي
بدأت بالبحث عن اغصان و اشجار صغيره و حشائش فغطت بها فتحة احدى الحفر وهي مقرفصه فيها بحيث لم يكن احد يلاحظ وجودها
خصوصا جسمها كان صغيرا ... شعرت حينذاك بالاطمئنان قليلا مع انها كانت ترتجف قليلا ومع تعبها الشديد كانت تشعر بالجوع ايضا
قالت في نفسها لاخرج و ااتي بشيء اكله ...
لم تجد شيئا سوي اكواز من الدره النيه ... مالعمل ...؟؟؟ اخذتها و نزلت الى الحفره مره اخرى ..... و الظلام اسدل ستاره على المكان
وهي جالسة تقضم الذره النيه و تفكر .....
حياتها القصيره اخذت تظهر لها كانها شريط سينمائي
تذكرت ذلك اليوم الذي ذهب والدها لخدمة العلم وبعد اسابيع جاءهم نبأ رحيله
بقيت مع والدتها بدون عائل ولا مال رجعوا الى بيت خالها سكنوا عندهم اربعة اشهر ثم جاءهم خالها في احد الايام
ومعه رجل غريب ... كان يريد الزواج من امها ويقبل ان تسكن هي معهم ايضا
وبعد يومين جاء مع الرجل عدد من الرجال ليعقدوا على امها المسكينه من غير ان يكون لها حول ولا قوه
وفي المساء ذهبوا معه الى بيته ... وهي تنظر الى الجميع بنظرات خرساء
كانت في الرابعه من عمرها انذاك .... زوج امها لم يكن يبالي بها ولم يكن يتحدث اليها الا نادرا
و الام تشقى و تتعب في خدمة ذلك الزوج و ابنها الرضيع الذي اتى بعد سنه
و الزوج معدم لا يملك الا القليل ... ولكنه يملك صوتا قويا ا و شتائم اكبر كلما شاهد شيئا لم يعجبه وكانت نصيبها من اللوم و التقريع
و الشتائم كبيرا جدا ...........
كثيراما كان يراها و هو ينظر اليها بعيون جائعه كعيون الذئب بعد ان كبرت قليلا و اصبح عمرها سبع سنين
فاخذ يغير من معاملته قليلا و يربت على كتفها تاره او على خدها و هي تخاف منه و تشعر كلما ربت عليه كان نارا تلسعها
لانها احست رغم صغر سنها وبغريزتها بان هذا التربيت و التودد لم يكن لوجه الله تعالى
احيانا كان يجلسها على حضنه و يقبلها وهي ترتعش منه
مرت الشهور و السنين و هي على هذه الحاله ولم تكن تجرؤ على البوح بما تشعر لامها المسكينه لانها تدري
لو طردهم الزوج لن يكون لهم ملاذ بعد موت خالها فكانت تسكت على مضض وهو يتحسس حسدها الصغير
ويتقرب منها فتشعر بالأشمئزاز من رائحته النتنه و انفاسه الكريهه ... و ذات يوم رأتهم الام المسكينه ... فسألتها و الحت عليها في غياب الزوج فأعترفت لها وهي تبكي و امها تبكي معها وهي لاحول لها و لا قوه
وبعد تفكير مضني توصلت الام الى حل ... وهي ان تبحث لها عن عائله لتخدم عندهم
و كان لها ما ارادت وهي بنت ال 12 سنه
ذهبت الى عائله طيبه لهم من الاولاد 3 بنت وولدين و الزوج تاجر و الام في البيت تريد من يساعدها في امور بيتها
بقيت عندهم سنتين كانت تشعر بسلام و طمأنينه الى ان كان ذات يوم
خرجت الزوجة مع اولادها لتزور اقارب لهم وبقيت هي في البيت ... رجع الزوج بعد قليل ليجدها هي لوحدها في البيت
و حينئذ اخذ يحكي معها و يتقرب اليها .... واخذ يشبه زوج امها في حركاته و اكثر ....حينها لم تشعر بنفسها الا و هي تضربه بمزهرية
موضوعه على الطاوله وبعد ان شاهدت دمه يسيل من راسه ذعرت اشد الذعر فاخذت تركض لتهرب .... الى اين ... ؟؟؟؟
فتحت عينيها في الصباح الباكرو اذا باصوات و ارجل تجوب المكان وهي تبحث عنها فوجدوها في الحفره و حينها اقتيدت الى المخفر
لم تبقى طويلا هناك بل سلموها لدار رعاية الاحداث ... لان صاحب البيت خبر عنها بعد ان الف عنها قصة كاذبه
لم ينصت لها احدا ..... وهي تدافع عن نفسها ..... ومن تكون ليستمعوا اليها ..؟؟... انها مجرد خادمه
ولكن ربما تكون هناك بأمان
بقلمي المتواضع
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
