منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 يوكيو ميشيما

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالجمعة أبريل 24, 2015 4:32 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


يوكيو ميشيما (باليابانية: 三島 由紀夫، وبالإنجليزية: Yukio Mishima) هو الاسم الأدبي للكاتب الياباني كيميتاكي هيراوكا (باليابانية: 平岡 公威، وبالإنجليزية: Kimitake Hiraoka) ـ (14 يناير 1925 ـ 25 نوفمبر 1970)، الذي كان روائياً وشاعراً وكاتباً مسرحياً وممثلاً ومخرج أفلام. عرف بانتحاره بطريقة السيبوكو (الهارا كيري) بعد محاولة انقلاب فاشلة. رشح ميشيما للحصول على جائزة نوبل في الأدب ثلاث مرات، وكان اسمه معروفاً على نطاق عالمي، ويعد من أشهر الكتاب اليابانيين في القرن العشرين، وقد مزجت أعماله الطليعية بين القيم الجمالية الحديثة والتقليدية وحطمت الحواجز الثقافية وكانت الجنسانية والموت والتحول السياسي من أهم محاورها.

كتب ميشيما 40 رواية و18 مسرحية و20 مجموعة قصصية وما لا يقل عن 20 كتاباً يضم مقالاته، بالإضافة إلى فيلم واحد. ولد يوكيو لعائلة تنتمي إلى الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة,درس القانون في جامعة طوكيو والتحق بعد تخرجه بوزارة المالية ثم استقال من عمله ليتفرغ للكتابة وبدأت تتوالى نتاجات ذلك الشاب الضئيل الحجم والمولع بدراسة الكلاسيكيات اليابانية القديمة, في عام 1944صدر له (الغابة,في ريعان ازدهارها)وانضم إلى حركة الرومانتيكيين اليابانيين التي عرفت بإيمانها بتدمير الذات كقيمة في ذاتها وتقديرها الصرف للعاطفة.‏ مع كل عمل جديد له يجدد يؤكد دعوته للعودة إلى الجذور اليابانية وبشخصيتها المستقلة ونبه إلى خطر التوجه إلى الغرب. ترافق بناؤه لشخصيته مع بنائه الجسدي فقد قرر التخلص من ضئالة جسده وشحوبه وخلال مدة وجيزة امتلك العضلات وتدرب على فنون القتال وقبل أن يبلغ الأربعين كان قد رشح لجائزة نوبل ثلاث مرات ,ويؤكد النقاد لو أنه أجل موته قليلا لكانت من نصيبه??!‏ ميشيما الذي قال ذات مرة:التاريخ هو الذي يعرف الحقيقة وأعلن بزهو صارخ قائلا:لنؤثر في التاريخ, علينا أن نعمل فحسب باعتبارنا درة جميلة متألقة خالدةَ بهذه النرجسية تعامل مع التاريخ لهذا ولجه من بابه العريض وتعزز وجوده كأيقونة على جدار التاريخ بنهايته التي وظبها بنفسه!!‏ ففي 1970تسلل ميشيما مع أربع من ميليشياه (جمعية الورع) إلى مقر القوات المسلحة واختطف جنرالا.اشتبك مع جنود حاولوا إنقاذه ثم خرج إلى الشرفة ليحرضهم للانقلاب على حالة التأمرك التي تعيشها اليابان وسادت حالة هرج جعلته يعود إلى مكتب الجنرال ويغرز سيفا طويلا في بطنه على الطريقة اليابانية المعروفة ب(السيبوكو)وهي طريقة موت الساموراي,احتجاجا على غربنة اليابان أشهر نهايته وربما أيضا تنفيذا لجملته الشهيرة التي أطلقها ذات مرة:لا موتا جميلا بعد الأربعين.‏

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالجمعة أبريل 24, 2015 4:38 pm

تراجم و أعلام

التراث العلمي

كتابات ولغات وخطوط

العمارة

أندلسيات

المخطوطات العربية

دراسات و أبحاث



أولاً: تاريخ الأدب الياباني‏
يرجع تاريخ أقدم الآثار الأدبية اليابانية إلى القرن السادس الميلادي, إلا أن الأدب الياباني ظل مجهولاً خارج اليابان حتى القرن العشرين, ويعود السبب في ذلك إلى أن اليابان ظلت منعزلةً عن العالم لفترة غير قصيرة, وقد أجمع مؤرخو الأدب العالمي على أن ا! لأدب الياباني يشهد أزهى عصوره منذ الثلث الأخير من القرن التاسع عشر إلى اليوم.‏
وقد استطاعت اليابان أن تحتل مكانة فريدة وبارزة على الساحة الأدبية العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين, عندما نال أديبان يابانيان جائزة نوبل العالمية للأدب, هما "كاواباتا ياسوناري" نالها عام 1968م, و"كنزا بورو أويه" الذي نالها عام 1994م .‏


ويمكن تقسيم الأدب الياباني على عدة مراحل أدبية هي:‏
ـ مرحلة ياماتو ونارا Yamato - Nara Bungaku‏
تقع هذه المرحلة بين القرنين الرابع والثامن الميلاديين, وقد تحول الأدب فيها من الأدب الشفوي إلى الأدب المدون, حيث بدأ اليابانيون, مع دخول الأبجدية الصينية التصويرية "الكانجي" من الصين, عن طريق كوريا في القرن السادس الميلادي, بتسجيل الأساطير, والسير, والأسفار, والحكايات التي كانت تنقل شفوياً ـ تسجيلاً كتابياً, مما أدى إلى تغير شكلها فبدأت تأخذ شكلاً أدبياً.‏


ـ مرحلة هيآن (794 ـ 1192م) Heian Bungaku‏
كان التبادل الثقافي بين اليابان والصين في بداية هذه المرحلة مزدهراً, فتأثر اليابانيون بالأدب الصيني, وبعد ذلك بفترة, في عهد الإمبراط! ور أودا "Ud", عام 894م توقفت البعثات والإرسالات بين اليابان والصين, وق لَّ الاهتمام بالثقافة الصينية, ومعها بدأ مولد ألوان من الأدب الياباني الخاص .‏


ـ مرحلة كاماكورا (1192 ـ 1333م) Kamakura – Bungaku‏
برز في هذه المرحلة المحاربون الساموراي "Samurai Bushi" كأصحاب قوة, وقد ساعدت الحروب على زيادة قوتهم ونفوذهم في البلاد, وأدى ظهورهم كطبقة حاكمة سيطرت حوالي 150 عاماً منذ نهاية القرن الثاني عشر, إلى اكتساب حكايات الحرب شعبية كبرى, كما أضفى تناقص سلطة الإمبراطور وبلاطه والدمار الذي خلفته الحروب المريرة نغمة حزينة تشاؤمية عن مصير الجنس البشري, وقَدَر الإنسان, على معظم الأعمال الأدبية التي ظهرت في تلك الفترة .‏


ـ عصر موروماتشي (1333 ـ 1603م) Muromachi - Bungaku‏
يقدم أدب هذه المرحلة صوراً عن رجال الساموراي, وأسلوب حياتهم العسكرية, كما يقدم صوراً عن المعاناة الإنسانية التي تكمن خلف شجاعة هؤلاء المحاربين, ويعد أسلوب الكتابة الأدبية في هذه المرحلة أسلوباً رفيعاً تميز بالمزج بين الطريقة الصينية واليابانية في الكتابة والوصف .‏


ـ عصر إيدو (1603 ـ 1868م) Edo - Bungaku‏
ازدهرت الكلاسيكيات اليابانية في هذا العصر جنباً إلى جنب م! ع الفلسفة الكونفوشيوسية. ويعد شعر (الهايكو ـ Haiku) من أكثر الأعمال الأدبية تمثيلاً لأدب هذا العصر. وقصيدة الهايكو هي القصيدة التي تتضمن فصلاً من فصول السنة أو قرينةً تدل عليه, ويحاول الشاعر خلالها جعل القارىء يستحضر الطقس وأوراق النبات والطيور, ليوقظ فيه المشاعر والأحاسيس التقليدية تجاه الطبيعة وفصول السنة.‏


ـ أدب اليابان الحديث (1868م ـ) Kindai - Bungaku‏
يستمد الأدب الياباني المعاصر قوته من عدة مصادر مختلفة: من المؤثرات الكلاسيكية للصين القديمة, ومن مختلف الأفكار والمفاهيم الغربية, ومن السمات والخصائص العريقة للتقاليد اليابانية .‏


وقد عاشت اليابان عزلة تامة استمرت حوالي 250 عاماً فرضتها عليها حكومة (طوكو جاوا باكوفو ـ Tokugawa Bakufu) الإقطاعية في الفترة ما بين (1603 ـ 1868م) وكانت مواجهة المدنية الغربية صدمة كبيرة لها, فانفتحت على الغرب, وفتحت أبوابها أمامهم. وقد اعتقد الكثير من المفكرين أن الخروج بالأدب من تلك العزلة لا يتحقق إلا بالأخذ بالنظريات الغربية, ومن هنا تعددت المحاولات والتجارب الفنية من الشعر, والرواية والقصة, والنقد, والمسرح, وظهرت ال! تيارات, والاتجاهات, والمدارس, والجماعات, والحركات الأدبية التي تأثرت ب الغربية, وبذلك بدأ الأدب الياباني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يقترب من الروح الغربية , واتسم بالبحث عن الذات اليابانية التي أحيى هويتها كثير من الأعمال الأدبية في أثناء موجة التأثيرات الثقافية الغربية التي تعرضت لها اليابان .‏


ثانياً: لمحة عن الرواية اليابانية‏
عرف اليابانيون الشكل الأدبي المعروف بالرواية الحديثة عبر ترجمة أعمال غريبة إلى لغتهم قبل حوالي مائة عام, وتحت تأثير هذه الترجمات القوي نشأت قواعد ومفردات لغوية, وصيغت أشكال جديدة, قام الكتّاب باستيعابها, مما أسفر عن ولادة الرواية اليابانية الحديثة.‏
وتتمثل مقومات الرواية اليابانية, في تنوع المضمون, وسلاسة الشكل, فقد كانت الرواية اليابانية قادرة على استيعاب أي شيء, كالأسطورة, والتاريخ, وأنماط الحياة, والمغامرة, والخيال, والعلم, بالإضافة إلى العقائد, والسياسة. كما كانت من حيث الأسلوب نوعاً أدبياً يتطور بصورة مستمرة بدءاً بالرومانسية, والرمزية, والنزعة الطبيعية, وانتقالاً إلى مدرسة ما بعد الحرب العالمية الثانية.‏
ولكن الأدب الروائي الياباني الذي كان طوال مائة عام متنوعاً وقادراً على استيعا! ب أي شيء تقريباً. يبدو الآن مملاً ورتيباً, وربما نجم هذا عن الزمن, والمجتمع, والناس الذين سعت الرواية إلى تمثيلهم .‏


ثالثاً: حياة الكاتب يوكيو ميشيما (1925 ـ 1970م)‏
ولد يوكيو ميشيما في 14 يناير 1925 في مدينة طوكيو لعائلة تنتمي إلى الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة. درس القانون في جامعة طوكيو, والتحق بعد تخرجه بوزارة المالية, ثم استقال من عمله ليتفرغ للكتابة. أظهر يوكيو في مرحلة مبكرة من حياته ميلاً شديداً إلى العمق في دراسة الكلاسيكيات اليابانية القديمة, الأمر الذي انعكس في كتابته فيما بعد.‏
أصدر يوكيو سنة 1944 أول عمل روائي "الغابة في ريعان ازدهارها" وانضم إلى حركة الرومانتكيين اليابانيين التي عرفت بإيمانها بتدمير الذات كقيمة في ذاتها, وتقديرها الصرف للعاطفة .‏
يعد اليابانيون يوكيو مثل إرنست همنغواي, فهو أهم كاتب روائي ياباني حاول أن يبين خطر التوجه نحو الغرب. ولم يكتف يوكيو باستخدام الأدب في الدعوة إلى الجذور اليابانية وشخصيتها المستقلة, ونبذ الحياة الزائفة, بل إنه حول حياته إلى نوع من الرمز للشخصية اليابانية, حيث مات على الطريقة اليابانية المنتشر! ة بين طبقة الساموراي, إذ يشق المحارب الياباني بطنه بنفسه بشكل أفقي من اليسار إلى اليمين ثم من أعلى إلى أسفل ضمن طقوس الانتحار المقدسة, التي تعرف باسم "السيبوكو ـ Seppuku" أو "الهارا كيري ـ Hara Kiri". وهذا ما فعله يوكيو في عام 1970 بعد أن ألقى خطبة أمام حوالي ألف عسكري في مدينة طوكيو, يستنهض فيها هممهم كي يعودوا إلى روح اليابان الأصيلة, وقد جاء انتحاره بعد أو وصل إلى ذروة نجاحه الأدبي, وحيث كانت جائزة نوبل تقترب منه بخطا حثيثة.‏


أنتج يوكيو خلال حياته عدداً كبيراً من القصص القصيرة والروايات والمسرحيات, ومن أبرزها: اعترافات قناع, غابة الأزاهير, هدير الأمواج, رباعية بحر الخصب التي سأركز في دراستي على روايتين منها, هما "ثلج الربيع" و"سقوط الملاك", لأنهما تقدمان خلاصة آراء ميشيما في الوعي والإرادة.‏


رابعاً: وصف الروايتين‏
تعد روايتا "ثلج الربيع" و"سقوط الملاك" جزءاً من رباعية يوكيو ميشيما "بحر الخصب", المؤلفة على التوالي من "ثلج الربيع" و"الجياد الهاربة" و"معبد الفجر" و"سقوط الملاك" وهي روايات منفصلة ومترابطة تعتمد على مفهوم تناسخ الأرواح.‏
والبطل في الرواية الأولى هو نفسه البطل في الروايات التالية, فقد تم انتقاله من رواية إلى ! أخرى من خلال تناسخ الأرواح, ليبدأ في كل مرة دورة وجودية جديدة, ويتاح لأحد أبطال الرواية الأولى "هونس" أن يعرف بمفرده الرابطة التي تصل الأبطال الأربعة, وذلك من خلال ثلاث شامات يحملها الأبطال جميعاً, ومجموعة الأحلام التي تمتد كسلسلة تجمع حيواتهم.‏
وتقدم رواية "ثلج الربيع" المؤلفة من 539 صفحة صورة عن حال اليابان بعد إصلاحات ميجي , كما تقدم البنى المعرفية الأساسية للرباعية بأكملها, أما رواية "سقوط الملاك" المؤلفة من 335 صفحة, فقد قدمت نتائج المواضيع التي تم طرحها في الروايات السابقة, كما عكست رؤية يوكيو للعالم وفلسفته أكثر من أي عمل من أعماله المئة التي تركها في ستة وثلاثين مجلداً.‏


خامساً: الدراسة‏
إن قراءة روايات يوكيو ميشيما تفصح عن الكثير من الإجابات التي يستفسر عنها المرء, ولعل أبرز الإجابات هي التي جاءت, لتفسر الوعي والإرادة من خلال علاقتهما بالمساهمة في التاريخ, وقد أوضحت تلك الإجابات علاقة الإنسان بالوجود من وجهة نظر يوكيو, كما بينت ضرورة تحقق الارتباط بين الوعي والإرادة, لأن الفصل بينهما قد يؤدي إلى الانهيار أو السقوط.‏
وقد بدا الوعي لدى يوكيو ! قوة فاعلة, أما الإرادة فبدت قوة منفعلة, ولو أن القوة الفاعلة لم تجاوز مكانها, لتتحول إلى انفعال, لما كانت هناك أية فائدة من وجودها, وكذا الحال بالنسبة إلى القوة المنفعلة, فلو أن فعلاً نتج عنها فحسب, لكان هذا الفعل سطحياً وفارغاً, ومن هنا تظهر أهمية الربط بينهما, واشتراكهما معاً, لتتحقق القدرة على المساهمة الفاعلة في التاريخ.‏
ولمفهومي الوعي والإرادة وجود واضح في الذهنية اليابانية, فاليابانيون على وعي تام بضرورة بناء الفرد في سبيل بناء المجتمع, ولذلك يسعون إلى تدعيم الذات الفردية, متخذين من عمليتي ضبط النفس وقوة الإرادة نوعاً من العبادة, فيقومون أحياناً بممارسات قاسية فيها تعذيب للجسد, من أجل تنمية قوة إرادتهم التي يعتبرونها ضرورية من أجل الهدوء النفسي الداخلي, والامتزاج السليم بين الفكر الصحيح والسلوك السديد, فبالإضافة إلى أهمية ذلك لديهم بناء الذات في سبيل بناء المجتمع, فإن ذلك ضروري لتحقيق أثر الفرد في العالم .‏
لقد كان يوكيو على معرفة جيدة بالمجتمع الياباني الذي استطاع خلال فترة قصيرة أن ينفض آثار الدمار الذي لحق به وبخاصة بعد إلقاء قنبلتي هيروشيما وناغازاكي 1945, كما كان مدركاً للمرحلة التاريخية في تلك الفترة, وما سبقها, فقد تر! ك الانفتاح على الغرب الذي بدأ في حقبة ميجي أثراً إيجابياً كبيراً على مختلف نواحي الحياة في اليابان, ولكنه بدأ يأخذ شكلاً سلبياً فيما بعد ذلك, وبخاصة في الفترة التي عاشها يوكيو ميشيما,, الذي شعر بأن خطر الانهيار بدأ يهدد اليابان, خاصة وأن الوعي بطبيعة المرحلة قد غاب, بسبب الإرادة اليابانية الجامحة لتحقيق التقدم السريع, لذلك سعى يوكيو من خلال رباعيته إلى إبراز ضرورة توفر الوعي وإخضاع الإرادة لـه, وإظهار أبعاد هذين المفهومين وآثارهما على المستقبل, حتى وإن كان الحكم عليهما لا يمكن أن يبقى ثابتاً, لأنهما يخضعان لجملة البنى المعرفية التي يخضع لها الإنسان في حياته.‏

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالجمعة أبريل 24, 2015 4:39 pm

دراسات و أبحاث



أولاً: تاريخ الأدب الياباني‏
يرجع تاريخ أقدم الآثار الأدبية اليابانية إلى القرن السادس الميلادي, إلا أن الأدب الياباني ظل مجهولاً خارج اليابان حتى القرن العشرين, ويعود السبب في ذلك إلى أن اليابان ظلت منعزلةً عن العالم لفترة غير قصيرة, وقد أجمع مؤرخو الأدب العالمي على أن ا! لأدب الياباني يشهد أزهى عصوره منذ الثلث الأخير من القرن التاسع عشر إلى اليوم.‏
وقد استطاعت اليابان أن تحتل مكانة فريدة وبارزة على الساحة الأدبية العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين, عندما نال أديبان يابانيان جائزة نوبل العالمية للأدب, هما "كاواباتا ياسوناري" نالها عام 1968م, و"كنزا بورو أويه" الذي نالها عام 1994م .‏


ويمكن تقسيم الأدب الياباني على عدة مراحل أدبية هي:‏
ـ مرحلة ياماتو ونارا Yamato - Nara Bungaku‏
تقع هذه المرحلة بين القرنين الرابع والثامن الميلاديين, وقد تحول الأدب فيها من الأدب الشفوي إلى الأدب المدون, حيث بدأ اليابانيون, مع دخول الأبجدية الصينية التصويرية "الكانجي" من الصين, عن طريق كوريا في القرن السادس الميلادي, بتسجيل الأساطير, والسير, والأسفار, والحكايات التي كانت تنقل شفوياً ـ تسجيلاً كتابياً, مما أدى إلى تغير شكلها فبدأت تأخذ شكلاً أدبياً.‏


ـ مرحلة هيآن (794 ـ 1192م) Heian Bungaku‏
كان التبادل الثقافي بين اليابان والصين في بداية هذه المرحلة مزدهراً, فتأثر اليابانيون بالأدب الصيني, وبعد ذلك بفترة, في عهد الإمبراط! ور أودا "Ud", عام 894م توقفت البعثات والإرسالات بين اليابان والصين, وق لَّ الاهتمام بالثقافة الصينية, ومعها بدأ مولد ألوان من الأدب الياباني الخاص .‏


ـ مرحلة كاماكورا (1192 ـ 1333م) Kamakura – Bungaku‏
برز في هذه المرحلة المحاربون الساموراي "Samurai Bushi" كأصحاب قوة, وقد ساعدت الحروب على زيادة قوتهم ونفوذهم في البلاد, وأدى ظهورهم كطبقة حاكمة سيطرت حوالي 150 عاماً منذ نهاية القرن الثاني عشر, إلى اكتساب حكايات الحرب شعبية كبرى, كما أضفى تناقص سلطة الإمبراطور وبلاطه والدمار الذي خلفته الحروب المريرة نغمة حزينة تشاؤمية عن مصير الجنس البشري, وقَدَر الإنسان, على معظم الأعمال الأدبية التي ظهرت في تلك الفترة .‏


ـ عصر موروماتشي (1333 ـ 1603م) Muromachi - Bungaku‏
يقدم أدب هذه المرحلة صوراً عن رجال الساموراي, وأسلوب حياتهم العسكرية, كما يقدم صوراً عن المعاناة الإنسانية التي تكمن خلف شجاعة هؤلاء المحاربين, ويعد أسلوب الكتابة الأدبية في هذه المرحلة أسلوباً رفيعاً تميز بالمزج بين الطريقة الصينية واليابانية في الكتابة والوصف .‏


ـ عصر إيدو (1603 ـ 1868م) Edo - Bungaku‏
ازدهرت الكلاسيكيات اليابانية في هذا العصر جنباً إلى جنب م! ع الفلسفة الكونفوشيوسية. ويعد شعر (الهايكو ـ Haiku) من أكثر الأعمال الأدبية تمثيلاً لأدب هذا العصر. وقصيدة الهايكو هي القصيدة التي تتضمن فصلاً من فصول السنة أو قرينةً تدل عليه, ويحاول الشاعر خلالها جعل القارىء يستحضر الطقس وأوراق النبات والطيور, ليوقظ فيه المشاعر والأحاسيس التقليدية تجاه الطبيعة وفصول السنة.‏


ـ أدب اليابان الحديث (1868م ـ) Kindai - Bungaku‏
يستمد الأدب الياباني المعاصر قوته من عدة مصادر مختلفة: من المؤثرات الكلاسيكية للصين القديمة, ومن مختلف الأفكار والمفاهيم الغربية, ومن السمات والخصائص العريقة للتقاليد اليابانية .‏


وقد عاشت اليابان عزلة تامة استمرت حوالي 250 عاماً فرضتها عليها حكومة (طوكو جاوا باكوفو ـ Tokugawa Bakufu) الإقطاعية في الفترة ما بين (1603 ـ 1868م) وكانت مواجهة المدنية الغربية صدمة كبيرة لها, فانفتحت على الغرب, وفتحت أبوابها أمامهم. وقد اعتقد الكثير من المفكرين أن الخروج بالأدب من تلك العزلة لا يتحقق إلا بالأخذ بالنظريات الغربية, ومن هنا تعددت المحاولات والتجارب الفنية من الشعر, والرواية والقصة, والنقد, والمسرح, وظهرت ال! تيارات, والاتجاهات, والمدارس, والجماعات, والحركات الأدبية التي تأثرت ب الغربية, وبذلك بدأ الأدب الياباني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يقترب من الروح الغربية , واتسم بالبحث عن الذات اليابانية التي أحيى هويتها كثير من الأعمال الأدبية في أثناء موجة التأثيرات الثقافية الغربية التي تعرضت لها اليابان .‏


ثانياً: لمحة عن الرواية اليابانية‏
عرف اليابانيون الشكل الأدبي المعروف بالرواية الحديثة عبر ترجمة أعمال غريبة إلى لغتهم قبل حوالي مائة عام, وتحت تأثير هذه الترجمات القوي نشأت قواعد ومفردات لغوية, وصيغت أشكال جديدة, قام الكتّاب باستيعابها, مما أسفر عن ولادة الرواية اليابانية الحديثة.‏
وتتمثل مقومات الرواية اليابانية, في تنوع المضمون, وسلاسة الشكل, فقد كانت الرواية اليابانية قادرة على استيعاب أي شيء, كالأسطورة, والتاريخ, وأنماط الحياة, والمغامرة, والخيال, والعلم, بالإضافة إلى العقائد, والسياسة. كما كانت من حيث الأسلوب نوعاً أدبياً يتطور بصورة مستمرة بدءاً بالرومانسية, والرمزية, والنزعة الطبيعية, وانتقالاً إلى مدرسة ما بعد الحرب العالمية الثانية.‏
ولكن الأدب الروائي الياباني الذي كان طوال مائة عام متنوعاً وقادراً على استيعا! ب أي شيء تقريباً. يبدو الآن مملاً ورتيباً, وربما نجم هذا عن الزمن, والمجتمع, والناس الذين سعت الرواية إلى تمثيلهم .‏


ثالثاً: حياة الكاتب يوكيو ميشيما (1925 ـ 1970م)‏
ولد يوكيو ميشيما في 14 يناير 1925 في مدينة طوكيو لعائلة تنتمي إلى الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة. درس القانون في جامعة طوكيو, والتحق بعد تخرجه بوزارة المالية, ثم استقال من عمله ليتفرغ للكتابة. أظهر يوكيو في مرحلة مبكرة من حياته ميلاً شديداً إلى العمق في دراسة الكلاسيكيات اليابانية القديمة, الأمر الذي انعكس في كتابته فيما بعد.‏
أصدر يوكيو سنة 1944 أول عمل روائي "الغابة في ريعان ازدهارها" وانضم إلى حركة الرومانتكيين اليابانيين التي عرفت بإيمانها بتدمير الذات كقيمة في ذاتها, وتقديرها الصرف للعاطفة .‏
يعد اليابانيون يوكيو مثل إرنست همنغواي, فهو أهم كاتب روائي ياباني حاول أن يبين خطر التوجه نحو الغرب. ولم يكتف يوكيو باستخدام الأدب في الدعوة إلى الجذور اليابانية وشخصيتها المستقلة, ونبذ الحياة الزائفة, بل إنه حول حياته إلى نوع من الرمز للشخصية اليابانية, حيث مات على الطريقة اليابانية المنتشر! ة بين طبقة الساموراي, إذ يشق المحارب الياباني بطنه بنفسه بشكل أفقي من اليسار إلى اليمين ثم من أعلى إلى أسفل ضمن طقوس الانتحار المقدسة, التي تعرف باسم "السيبوكو ـ Seppuku" أو "الهارا كيري ـ Hara Kiri". وهذا ما فعله يوكيو في عام 1970 بعد أن ألقى خطبة أمام حوالي ألف عسكري في مدينة طوكيو, يستنهض فيها هممهم كي يعودوا إلى روح اليابان الأصيلة, وقد جاء انتحاره بعد أو وصل إلى ذروة نجاحه الأدبي, وحيث كانت جائزة نوبل تقترب منه بخطا حثيثة.‏


أنتج يوكيو خلال حياته عدداً كبيراً من القصص القصيرة والروايات والمسرحيات, ومن أبرزها: اعترافات قناع, غابة الأزاهير, هدير الأمواج, رباعية بحر الخصب التي سأركز في دراستي على روايتين منها, هما "ثلج الربيع" و"سقوط الملاك", لأنهما تقدمان خلاصة آراء ميشيما في الوعي والإرادة.‏


رابعاً: وصف الروايتين‏
تعد روايتا "ثلج الربيع" و"سقوط الملاك" جزءاً من رباعية يوكيو ميشيما "بحر الخصب", المؤلفة على التوالي من "ثلج الربيع" و"الجياد الهاربة" و"معبد الفجر" و"سقوط الملاك" وهي روايات منفصلة ومترابطة تعتمد على مفهوم تناسخ الأرواح.‏
والبطل في الرواية الأولى هو نفسه البطل في الروايات التالية, فقد تم انتقاله من رواية إلى ! أخرى من خلال تناسخ الأرواح, ليبدأ في كل مرة دورة وجودية جديدة, ويتاح لأحد أبطال الرواية الأولى "هونس" أن يعرف بمفرده الرابطة التي تصل الأبطال الأربعة, وذلك من خلال ثلاث شامات يحملها الأبطال جميعاً, ومجموعة الأحلام التي تمتد كسلسلة تجمع حيواتهم.‏
وتقدم رواية "ثلج الربيع" المؤلفة من 539 صفحة صورة عن حال اليابان بعد إصلاحات ميجي , كما تقدم البنى المعرفية الأساسية للرباعية بأكملها, أما رواية "سقوط الملاك" المؤلفة من 335 صفحة, فقد قدمت نتائج المواضيع التي تم طرحها في الروايات السابقة, كما عكست رؤية يوكيو للعالم وفلسفته أكثر من أي عمل من أعماله المئة التي تركها في ستة وثلاثين مجلداً.‏


خامساً: الدراسة‏
إن قراءة روايات يوكيو ميشيما تفصح عن الكثير من الإجابات التي يستفسر عنها المرء, ولعل أبرز الإجابات هي التي جاءت, لتفسر الوعي والإرادة من خلال علاقتهما بالمساهمة في التاريخ, وقد أوضحت تلك الإجابات علاقة الإنسان بالوجود من وجهة نظر يوكيو, كما بينت ضرورة تحقق الارتباط بين الوعي والإرادة, لأن الفصل بينهما قد يؤدي إلى الانهيار أو السقوط.‏
وقد بدا الوعي لدى يوكيو ! قوة فاعلة, أما الإرادة فبدت قوة منفعلة, ولو أن القوة الفاعلة لم تجاوز مكانها, لتتحول إلى انفعال, لما كانت هناك أية فائدة من وجودها, وكذا الحال بالنسبة إلى القوة المنفعلة, فلو أن فعلاً نتج عنها فحسب, لكان هذا الفعل سطحياً وفارغاً, ومن هنا تظهر أهمية الربط بينهما, واشتراكهما معاً, لتتحقق القدرة على المساهمة الفاعلة في التاريخ.‏
ولمفهومي الوعي والإرادة وجود واضح في الذهنية اليابانية, فاليابانيون على وعي تام بضرورة بناء الفرد في سبيل بناء المجتمع, ولذلك يسعون إلى تدعيم الذات الفردية, متخذين من عمليتي ضبط النفس وقوة الإرادة نوعاً من العبادة, فيقومون أحياناً بممارسات قاسية فيها تعذيب للجسد, من أجل تنمية قوة إرادتهم التي يعتبرونها ضرورية من أجل الهدوء النفسي الداخلي, والامتزاج السليم بين الفكر الصحيح والسلوك السديد, فبالإضافة إلى أهمية ذلك لديهم بناء الذات في سبيل بناء المجتمع, فإن ذلك ضروري لتحقيق أثر الفرد في العالم .‏
لقد كان يوكيو على معرفة جيدة بالمجتمع الياباني الذي استطاع خلال فترة قصيرة أن ينفض آثار الدمار الذي لحق به وبخاصة بعد إلقاء قنبلتي هيروشيما وناغازاكي 1945, كما كان مدركاً للمرحلة التاريخية في تلك الفترة, وما سبقها, فقد تر! ك الانفتاح على الغرب الذي بدأ في حقبة ميجي أثراً إيجابياً كبيراً على مختلف نواحي الحياة في اليابان, ولكنه بدأ يأخذ شكلاً سلبياً فيما بعد ذلك, وبخاصة في الفترة التي عاشها يوكيو ميشيما,, الذي شعر بأن خطر الانهيار بدأ يهدد اليابان, خاصة وأن الوعي بطبيعة المرحلة قد غاب, بسبب الإرادة اليابانية الجامحة لتحقيق التقدم السريع, لذلك سعى يوكيو من خلال رباعيته إلى إبراز ضرورة توفر الوعي وإخضاع الإرادة لـه, وإظهار أبعاد هذين المفهومين وآثارهما على المستقبل, حتى وإن كان الحكم عليهما لا يمكن أن يبقى ثابتاً, لأنهما يخضعان لجملة البنى المعرفية التي يخضع لها الإنسان في حياته.‏


5/1 الوعي‏
ربما نشترك جميعاً في الاعتقاد بضرورة توفر الوعي, ليكون لنا مطلب من الحياة نسعى إلى تحقيقه, وإن كنا نختلف فيما وراء ذلك من حقائق تتعلق به, فالوعي هو الدعامة الأساسية التي تدفع الإنسان إلى التفكير بجدية في جدوى حياته, وفي كيفية صياغتها وتوجيهها, ومهما كان المعتقد الديني أو الثقافة الإنسانية, فإن مسألة الوعي توجه مسيرة الإنسان تبعاً لواقع حياته وظروفه ومدى خبراته ومعارفه.‏
وقد قدم يوكيو مسألة الوعي ! على أنها العمق الداخلي الشفاف في الإنسان الذي يتدفق أبداً ويتغير أبداً , فهو في حالة فيض مستمر, ولكنه يحتاج إلى النسغ الكافي قبل أن يفيض.‏
إن الوعي لدى يوكيو موجود في الإنسان, بيد أنه إما أن يكون ذاتياً عفوياً توفرت دواعيه بالخلقة الأولى, فظهر في مرحلة مبكرة من العمر, وهو لا يتاح إلا لقلة من الناس, وإما أن يكون مكتسباً من المعارف, والخبرات, والتجارب التي أتيحت للإنسان معايشتها, وهو لا يأتي إلا مع تقدم العمر, وعليه غالبية الناس.‏
ولا يتوقف أمر الوعي كلية على الذات, لأنه إن ظل حبيس الذات الإنسانية الفردية, فسيبقى سطحياً لا جدوى منه . فالوعي يتطلب عمقاً معرفياً يتوطّد من خلال علاقة الإنسان مع الآخرين, ومن عيش الحياة ومعاينتها بمختلف أشكالها وظروفها, فهو خبرة إنسانية قبل أن يكون خبرة ذاتية, وهو إن كان ذاتياً, فلن يكتمل إلا بمعايشة مختلف ظروف الحياة, وإن كان مكتسباً, فلن يتحقق من دونها.‏
وقد تتاح للإنسان جميع المقومات اللازمة لتوفر الوعي سواء أكان ذاتياً أم مكتسباً, من غير تحققه, ويعزو يوكيو السبب في ذلك إلى فقدان مساندة القدر, التي إن غابت, فسيبقى الوعي غائباً, وهذا ما أوضحه على لسان "هوندا" الذي جعله ممثلاً للذات الواعية, التي! تمكنت من أن تنقل لنا خبراتها وتجاربها وخلاصة آرائها في الوجود الإنساني, وفي ذلك يقول "إنني أشك في أن أحداً أكثر يقظة مني في إعمال عين الوعي, وأكثر دأباً في جعلها يقظى, ليس ذلك كافياً لرصد الذروة, فالحاجة ماسة إلى مساعدة من القدر, وإني لمدرك تمام الإدراك أنهم قلائل أولئك الذين وهبوا تلك المساعدة على نحو يقل عما وهبت" , ولذلك فإن الوعي لا يمتلكه إلا قلة من الناس: "يأتي القليل فحسب, وعندئذٍ يصل الزمن إلى قمته" .‏
إن هؤلاء الذين يمتلكون الوعي, يمتلكون أفضل إيقاع في الوجود, وهو إيقاع الذات الإنسانية الذي تبعثه أوتارها عندما تتخطى حاجز الزمن, وتمتزج بالوجود الذي طالما بحثت عن خفاياه بمساندة القدر.‏
فالوعي بالذات لدى يوكيو هو الوعي بالزمن, وعي يفهم الإنسان من خلاله القيمة الحقيقة لكل لحظة من لحظات الوجود, فيسعى إلى إيقاف الزمن واستغلاله كما أنه ليست هناك شيخوخة, وليس هناك موت, وتلك هي الذروة التي يتعين على المرء أن يتوقف عندها .‏
إن لحظة الذروة هي اللحظة التي يتمكن الإنسان عندها من أن يمتلك الوعي, وتصبح معرفته بالوجود جزءاً من ذاته, وهذا ما لا يصل الإ! نسان إليه إلا مع العمر "فمع العمر فحسب يعرف المرء أن هناك ثراء, بل فتن ة في كل قطرة. قطرات الزمن الجميل مثل قطرات خمر معتقة نادرة, نعم.. عرف الموغلون في العمر أن الزمن يمسك بناصية الفتنة, وعندما جاءت المعرفة لم يعد هناك ما يكفي‏
من الخمر" .‏
إن الوعي هو أن يعرف الإنسان الغنى القابع في أعماق الوجود, فيسعى إلى إثراء ذاته به, ومن خلاله يصبح الإنسان مؤثراً في مسيرة الحياة الإنسانية, وهو مطلب أساسي للوجود الإنساني, وعامل رئيس في تحديد مكانة الإنسان في الوجود.‏
إن يوكيو ينظر إلى العالم على أنه وحدة متكاملة, يقوم الفرد بتحديد صياغتها النهائية, وأن هذا العالم سيكون عرضة للزوال إن غاب الوعي عن الفرد, الذي يقوم بالاشتراك مع الآخرين في حفظ بقائه وبقائهم, إذ إن الوعي يساعد الإنسان على أن يكون ملتزماً ومنضبطاً في سلوكه مع ذاته ومع الآخرين, وهو انضباط يساعد على تحقيق التوافق والانسجام بين الناس, ويدل على أن الإنسان تمكن من استيعاب الوجود وفهمه, بشكل يُبعد عن العالم خطر الوقوع في الصراعات التي تدمر الوجود الإنساني على صفحة الكون, لذلك فإن الوعي الفردي ضروري إذا ما أردنا إكمال الدائرة الوجودية الإنسانية من غير أن تكون مضطربة, وهذا ما نفهمه من ق! ول يوكيو في رواية سقوط الملاك "فلو حدث أبداً أنني تحدثت أو تحركت بأدنى دافع غير واعٍ, لحاق الدمار توّاً بالعالم, وعلى العالم أن يشعر بالامتنان لو عيي بذاتي, فليس في الوعي ما يدعو إلى الفخر, إلا الانضباط ".‏
وينتج عما تقدم أن الإنسان هو الذي يصنع التاريخ سواء أكان ذلك بوعي أم بغير وعي, ويتجسد نتاجه الحقيقي بعد انتهاء كل عصر, ففي نهايته تتبدى الملامح الخيرة للصورة التاريخية التي رسمها أبناء عصر ما, وحينها يتم عزل العناصر الأساسية لذلك العصر وتحليلها, وعندئذ سيحكم على العصر من المنظور الذي حدده لـه أبناؤه, وفقاً لدرجة وعيهم التي تشكل الخلفية الأساسية لمجمل نتاجهم.‏


5/2 الإرادة‏
ليست الإرادة لدى يوكيو هي الإرادة الفردية, التي تعود نتائجها على الفرد وحده, إنما هي الإرادة التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يفرض نفسه على التاريخ, ويؤثر فيه. فالإرادة الحقيقية لديه هي امتلاك الرغبة بعمل شيء ما والقدرة على فعل ذلك الشيء أو تركه, ومعايشة مختلف الظروف, والعمل الجاد من خلال النظر إلى الأفق المترامي بعيداً, وإدراك تفاصيله وخطوطه العريضة, وترك الأمر بعد ذلك للقدر.‏
إن يو! كيو ينظر إلى الإرادة على أنها الفعل الذي يؤدي إلى بلورة النتاج الثقافي الذي يعد الأساس الضروري لبناء الحضارة, ليست اليابانية فحسب, وإنما العالمية, لذلك فإنه يحكم على الإرادة البشرية من منظور التاريخ الذي تتحول الإرادة البشرية بسببه إلى إرادة تاريخية بفعل القدر.‏
ويرى يوكيو أن الإرادة البشرية هي مما يتركه القدر للإنسان, ولكنها ما إن تتعلق بتطلعات الإنسان نحو المستقبل حتى يتدخل القدر, فالقدر هو الذي سيحكم عليها بالظهور أو الخفاء, ولن تكون للإنسان أية علاقة بذلك.‏
ولنقل مثلاً إن شخصاً يتمتع بقوة الإرادة, وهو يرغب في تغيير مجرى التاريخ, وقام بتكريس كل طاقاته وموارده لتحقيق هذه الغاية, واستغل كل ذروة قوة متاحة لديه لإخضاع التاريخ لإرادته, كما أنه يحظى بالمكانة والسلطة الضروريتين لتحقيق ذلك, فهل سيستطيع تغيير مجرى التاريخ وفقاً لإرادته؟‏
إن أياً مما تقدم لن يضمن أن التاريخ سيمضي طبقاً لمشيئته, ولكن ربما ينجرف التاريخ فجأة بعد قرن أو قرنين أو ثلاثة ليأخذ مساراً يتفق مع إرادته ورؤاه, وربما تستخدم إرادته حينئذ كمرشد خفي لا يحيط أحد به علماً, إن ذلك من شأنه المساعدة في إنجاز ما أراده طوال عمره, ولكن هذا الإنجاز سيكون حينذاك إنجاز إرادة التار يخ ‏
إن التاريخ كما يرى يوكيو هو الذي يعرف الحقيقة, وهو النتاج الأكثر بعداً عن الإنسانية للبشر, لأنه يجرف الإرادة الإنسانية بأسِرها , لذلك فإن على المرء أن يفسح المجال للبلورة المقبلة التي ربما لا تدوم إلا يوماً واحداً, حتى وإن كان البناء والتحطيم يعنيان الشيء نفسه بالنسبة إلى التاريخ . فجوهر الإرادة لديه هو الرغبة أو المحاولة في التأثير في التاريخ, لذلك فإن الطريقة الوحيدة للمساهمة فيه, هي أن نعمل فحسب, باعتبارنا درّة, جميلة, متألقة, خالدة,‏
لا تعرف التغير .‏
إن يوكيو ينظر إلى الإرادة البشرية من الزاوية الأكثر بعداً وخفاءً, وهي الزاوية التاريخية, وهو من هذه الزاوية ينظر إلى مستقبل اليابان منطلقاً من نظرية الوعي, فهو على يقين تام بأن الشعب الياباني يمتلك قوة الإرادة, ولكن الإرادة ستفضي باليابان إلى الفراغ والعدم إن لم يتدخل الوعي في مواكبة مسيرتها التاريخية.‏


5/3 العلاقة بين الوعي والإرادة‏
الوعي والإرادة جزء من المقومات اللازم توفرها في الشخصية الإنسانية, لتساهم في السيرورة التاريخية مساهمة فعالة, وإن فقدان أي منهما يؤدي إلى خلل في التش! كلات الدقيقة لتلك الشخصية, وهذا بدوره يؤدي إلى خلل في الدعائم التي سين بني عليها تاريخ المرحلة.‏
وليس بوسعنا أن نقنن هذين المفهومين, وأن نخضعهما لمعايير ثابتة, لأنهما يختلفان من إنسان إلى آخر, ويخضعان لطبيعة المعارف والخبرات والتجارب الإنسانية المكتسبة, ولكننا نستطيع أن نضع لهما مفهوماً عاماً, وأن نعرض بعض أشكالهما, ولذلك فإن يوكيو بيّن في نهاية رباعيته أن على كل منّا أن يقرر الأمر لنفسه انطلاقاً مما يحدثه به قلبه , وقد جاء ذلك بعد أن عرض صوراً عديدة للوعي والإرادة تدل على اختلافهما من إنسان إلى آخر.‏
وقد ركز يوكيو على أهمية هذين المفهومين في المساهمة التاريخية التي يدخل جميعنا في صياغتها سواء أكنا نعي ذلك أم لا, مبيناً من خلال ذلك علاقة الجزء بالكل.‏
ولا يمكننا أن نتحدث عن الصيغة النهائية لتاريخ مرحلة ما قبل اكتمالها, كما لا يمكننا أن نحكم على إنجاز ما بأنه تاريخي, إذا لم يظهره التاريخ, وليس هناك مجال لفرض الإرادة البشرية على الإرادة التاريخية, وستكون الجهود التي تبذل من أجل ذلك عبثية وغير واعية, لأن التاريخ يخضع لمنعطفات كثيرة يتدخل فيها القدر.‏
ويكفي المرء أن يعي أنه يسهم في صنع التاريخ, وأنه جزء من المرحلة التي يعيشها, و! التي سيحكم عليها لاحقاً من خلال ما قدمه أبناؤها, وبناء على ذلك ينبغي أن تتوفر لدى الفرد الرغبة أو الإرادة في العمل البنّاء من غير السؤال عن مدى قدرته في أن يكون إنجازاً تاريخياً أو لا, ومن غير التفكير في فرضه على التاريخ, وأن يكون لديه الوعي الذي ينظم الإرادة, ويوجهها, لأن "الأفق الخفي الذي لا تستطيع العين الواعية أن تتغلغل فيما وراءه أكثر بعداً بكثير من الأفق الظاهر للعيان, ويدركه الوعي" .‏
وتحتاج المساهمة الفعّالة في صنع تاريخ مرحلة ما إلى كل من الوعي والإرادة, لأن تحقق أحدهما من غير الآخر يؤدي إلى اضطراب الفرد, واضطراب المرحلة التي يسهم في تشكيلها, وقد مثّل يوكيو ذلك من خلال شخصيات رواياته.‏
كان "كيواكي" بطل "ثلج الربيع" ممثلاً للإرادة الجامحة التي تفتقر إلى الوعي, لذلك فإن نهايته كانت الموت في العشرين من العمر, بعد صراع مرير مع الحياة, فرضته عليه إرادته التي لم تكن تنظر إلى الأفق الذي يلوح وراء أفعالها, فقد "قرّ قرار كيواكي على أن يديه البديعتين لن تلطخا قط, ولن تعلوهما التسلخات, أراد أن يكون مثل راية ترفرف بحسب الريح, والشيء الوحيد الذي بدا لـه قائماً لا يأ! تيه الشك هو أن يحيا من أجل العواصف المجردة من المبرر, والبعيدة عن الثب ات, التي لا تحتضر إلا لتبعث من مرقدها ثانية, تتراجع, وتتوهج دون اتجاه, ولا هدف ترمي إليه" .‏
كان "كيواكي" يعتقد أن التاريخ لا يكترث أدنى اكتراث بإرادته, لذا فإنه لم يكن هناك مجال للحديث عن إنجازات لديه, وما كان ليفكر قط أو يخطر على باله أنه يساهم في تيار عصره, فكان يفعل ما يريده فحسب من غير أن يفكر في نتائجه, حتى وإن كان ما يترتب على ذلك دمار الآخرين أو إلحاق الأذى بهم, هذا على الرغم من معرفته بأنه جزء من الوجود الذي امتلكه بعد أن وهب الحياة.‏
أما "تورو" بطل "سقوط الملاك", فكان ممثل الوعي الذاتي الذي لا يعرف صاحبه إلا نفسه, ولا يعترف بالآخرين, وهذا ما أدى إلى تحول الإرادة لديه إلى سلاح موجه لقتل الآخرين.‏
كان "تورو" في السادسة عشرة من العمر, وكان على يقين تام من أنه لا ينتمي إلى هذا العالم, كما كان يعتقد أنه مختلف عن سائر الناس, وعلى ثقة تامة بنقائه, مهما كان الشر الذي قد يقترفه .‏
وعلى الرغم من أن "تورو" كان يقضي معظم أوقاته تأملاً, إلا أن ذلك لم يسهم إلا في جعله لا يرى أكثر من ذاته, التي كان متيقناً من أنها بلغت الذروة, إذ كان اعتقاده أنه "يعرف! تشكلاته, حتى أدق أجزائها, والخطأ لا يعرف سبيله إلى نظام تدقيقه, لم يكن هناك لا وعي" , إن ذلك جعله بعيداً عن استيعاب الوجود, كما جعله غير منضبط في سلوكه مع الآخرين الذي لم تكن فيه أية استجابة للدواعي الأخلاقية التي تحتِّمها طبيعة الوعي الناتجة عن معرفة الوجود, وأهمية الفرد فيه.‏
إن ذلك قاد "تورو" إلى نهاية سريعة, فقد حاول الانتحار بعد أن تبين لـه أنه كان مخطئاً فيما ذهب إليه, إلا أنه لم يمت, وإنما فقد بصره, فعاش بمفرده منعزلاً عن العالم في حالة موت داخلي.‏
لقد كان وعي "تورو" شراً متجسداً في الأنانية الناتجة عن عدم اكتمال وعيه من خلال الامتزاج بالوجود, وتلمُّس مواطن الجمال فيه, وهذا ما أشار إليه يوكيو في قوله "كان الشر الذي يغمر تلك الحياة... هو الوعي بالذات, وعي ما عرف شيئاً عن الحب..., ودعا العالم إلى الخراب, بينما هو يسعى وراء الدقيقة الأخيرة الممكنة لنفسه, ولكن ثمة شعاع من النور في النافذة الخاوية.. العالم الذي كان حريصاً على إنكاره, والذي يتضمن في ذاته نوراً وعطراً لم تتح لـه سبل مسِّهما" .‏
كان كل من "كيواكي" و"تورو" يمثِّل سطحاً مكشوفاً وفارغاً لا ! يحمل أي عمق, ولا يرتكز على أية مقومات, لذلك فإن سقوطهما كان ممكناً في أية لحظة, فما فائدة تلك الإرادة القوية التي تدمِّر من غير أن تعلم؟ وما فائدة ذلك الوعي الذي لا يؤدي إلا إلى الانهيار؟ كان كلاهما في سهم في صياغة ملامح عصره نظراً لأنه جزء منه, بيد أنهما كانا نموذجاً للضياع الإنساني الذي غاب عنه الوعي, وسقطت منه الإرادة.‏
وعلى النقيض من "كيواكي" و"تورو" كان "هوندا" بطل الرباعية بأكملها يمتلك الوعي والإرادة, فقد كان "شاباً يرغب في أن يحيا حياة بنّاءة, وقد اتخذ قراره, فيما يتعلق بالدور الذي سيضطلع به مستقبلاً", كما كان يتسم بالمزاج الهادىء, المتحفظ, العقلاني , وعلى وعي تام بأنه لو حدث أن تحدث أو تحرك بأدنى دافع غير واعٍ, لحاق الدمار تواً بالعالم.‏
كان "هوندا" مدركاً لخطأ "كيواكي" فحاول مساعدته, بيد أنه لم يتمكن بسبب إرادة "كيواكي" التي كانت تندفع كعاصفة هوجاء لم يكن من الممكن الوقوف أمامها, كما حاول مساعدة "تورو" ولم يتمكن من ذلك بسبب وعيه الذي كان يجتذبه إلى عالم بعيد ومختلف تماماً عن العالم الذي كان "هوندا" يحاول أن يقوده إليه.‏
لم يكن ليغيب عن ذهن "هوندا" أبداً, أن لكل إنسان أهميته في هذا الوجود, وأن عليه أن يفكر جيداً ق! بل أن يقرر لنفسه, وقد استطاع "هوندا" بفضل وعيه وإرادته أن يبني وجوده انطلاقاً من معرفته بأنه يسهم في بناء الدائرة الوجودية الإنسانية, فاستطاع أن يستغل حياته حتى آخر لحظاتها.‏
كان كل من "كيواكي" و"تورو" و"هوندا" يشكّل جزءاً من العالم الذي يعيش فيه, ولن نستطيع أن نعزل أيّاً منهم عن تيار عصره الذي سيندرج فيما بعد ضمن التاريخ العام الذي يعيشون مرحلة من مراحله, فالفرد هو الدعامة الأساسية لبناء تاريخ مرحلة ما, والوعي والإرادة هما الدعامة الأساسية لبناء هذا الفرد, وبتوفر هما تتحقق للإنسان المشاركة الناجحة في بناء عصره.‏


سادساً: الخاتمة‏
كان الأفق الخفي الذي يلوح بعيداً وراء البحار, يستقطب انتباه يوكيو, ذلك الأفق هو العمق الداخلي الشفاف للإنسان الذي يتدفق أبداً, ويتغير دائماً, وهو الذي جعله يلج بوابة الأدب العالمي.‏
لقد كانت الرؤى المستقبلية التي حفلت بها روايات ميشيما نابعة من إعادته لبناء الذات الإنسانية التي تخضع لتبدلات كثيرة ومتنوعة, وهي إعادة بناء استطاع من خلالها أن يتلمس أبرز مواطن الضعف والقوة في الشخصية الإنسانية التي تسهم في بلورة الصورة التاريخية. فالحيا! ة بالنسبة إلى يوكيو هي الحياة التي يعيشها الإنسان على أنه جزء من العال م, يؤثر فيه, ويتأثر به, مع الاحتفاظ بالخصوصية الثقافية التي يخضع لها الفرد. فلكل فرد مكان في عملية بناء المجتمع ثم العالم, فإذا لم تكن لديه المعرفة التي تؤهله لإدراك ذلك, فهو يسهم في عرقلة البناء. فالمعرفة هي التي تمنح الإنسان القوة الداخلية التي تولد الوعي, وتوجه الإرادة, فإذا افتقد الإنسان المعرفة, اتسم بالفراغ الذي سيقوده إلى العدم.‏
لقد عرض يوكيو من خلال هاتين الروايتين صوراً عن الضياع الإنساني الذي سينعكس على المجتمع, ويؤثر فيه بشكل سلبي في المستقبل, فعندما يتم انتهاء تاريخ مرحلة ما, تظهر ملامح تلك الفترة, ويتضح أثر الفرد فيها, والملامح التي ستأخذها تلك الفترة, هي الملامح الأكثر وضوحاً وبروزاً, أما ما سواها فإنه سيضيع, وتختفي ملامحه, وهذا ما أوضحه يوكيو بقوله "ما إن يستقر الماء المزبد, ويغدو هادىء السطح, حتى يصبح بمقدورك أن ترى بقعة الزيت, التي تضم ألوان قوس قزح, طافية هنالك" .‏
كان يوكيو يحاول دائماً أن يبين الأبعاد التي تكمن وراء السلوك الإنساني غير الموجَّه, ليبين لليابانيين وغيرهم أن على الإنسان أن ينطلق من ثقافته, ويحافظ على أصالته ليشارك في البناء الكل! ي للعالم, وليساهم في عملية الامتزاج الحضاري.‏
وقد رأى في الغزو الثقافي الغربي والأمريكي لليابان, وغيرها من بلدان العالم, طمساً للمعالم الحضارية لتلك البلدان, وإلغاء لهويتها, كما رأى في الانجراف وراء تحقيق التقدم السريع, وتوجيه الطاقات الإنسانية لتحقيق هذا التقدم تفريغاً للإنسان من جميع المضامين, وقضاءً على مستقبله.‏
ولذلك فإن يوكيو أكد على ضرورة توفر الوعي والإرادة من أجل بناء مستقبل الفرد والجماعة, فكان الوعي لديه هو الذي يحيل الإنسان إلى درّة جميلة متألقة لا تعرف التغير, وكانت الإرادةُ, الشعاعَ الذي يصدر عن هذه الدرَّة, فيمنحها التألق, والإشراق, والجمال.‏

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالجمعة أبريل 24, 2015 4:40 pm

اليوم الأخير من حياة الروائي يوكيو ميشيما
صباح الخامس والعشرين من تشرين الثاني، العام 1970 بَدَأَ «يوكيو ميشيما» يومهُ مُبَكِّراً، كان وحيدفي المنزل لأن زوجته أخذت ولديها إلى المدرسة، كان يعيش «يوكيو ميشيما» مع عائلتهِ في ضاحيةٍ بطوكيو ضمنَ منزلٍ غربي الطراز تمَّ بناؤه عام 1959 وعاشوا فيه منذ ذلك الحين، والده ووالدته عاشوا في بيتٍ صغيرٍ مجاور لمنزله حيثُ بُنيَ كَذَلك في العام نفسه.
على الطاولة تَرقُدُ الأوراقُ الأخيرة من عملهِ الروائي ( سقوط الملاك) وهي الرواية الأخيرة ضمن رباعيته الشهيرة ( بحر الخصب) جهَّزها ليرسلها إلى ناشر رواياته «شينجوسا»، لقد أنهاها «ميشيما» في الوقت المحدد وهو المعروف بتفاخره الدَّائم لعدم نسيانهِ الموعدَ الأخير المحدد لإنجاز أي من كتبه.

في العاشرة صباحاً أبْصرَ «ميشيما» شخصاً يمشي في ممر الحديقة باتجاه منزله مُرتَديَاً الزيَّ الرسميّ التقليديّ للقوات الخاصة المسَمَّاة ( تاتينوكاي)، أنه ( جيبلي كوغا) فردٌ من أتباعه في المنظمة، طالبٌ مثل باقي أعضاء (تاتينوكاي)، سلَّمه «ميشيما» ثلاثة ظروف طالباً منه أن يُطْلِعَ الرجال المنتظرين في السيارة على مضمونها، ثمَّ حملَ «ميشيما» سيفه العسكري الفريد الذي صُنِعَ من طرازه سبعة عشر سيفاً يابانياً، غادرا المنزل واستقلّا سيارة ( تويوتا بيضاء) كانت واقفةً في الشارع مع ثلاثة رجالٍ آخرين بذات الزي الرسمي وهُم: «فورو كوغا وأوغاوا وموريتا ماساكاتسو»، سألهم ميشيما: فيما إذا قرؤوا الرسائل؟ ثمَّ توجهوا إلى القاعدة العسكرية.
(في قاعدة إيجيغايا العسكرية)
وصلَ «ميشيما» والطلاب الأربعة إلى قاعدة إيجيغايا العسكرية للجيتاي ( قوات الدفاع عن النفس اليابانيَّة)، قبلَ الحادية عشرة بقليل تلقى «ميشيما» وأتباعهُ الإذن من الحكومة للتدريب في القاعدة، ففي العام 1966 كان الكثير من الأشخاص قد عرفوا «ميشيما» خلال الخدمة العسكرية ورحَّبوا به، ذهب «ميشيما» إلى مركز القيادة ودخل المبنى، رَحَّبَ بهِ الرائد «ساواماتو» وهو مساعدُ الجنرال «كانيتوشي ماشيتا» قائد القوات الشرقية اليابانية، غادر الرائد الغرفة وترك «ميشيما» وأتباعه الأربعة للحظةٍ ثم عاد الرائد ليقول أن الجنرال مستعدٌ لرؤيته، تبع «ميشيما» والأربعة الرائدَ للغرفة، كانت الغرفة تحتفظ بأربعة مقاعد مصفوفة مقابل جدار المكتب وأُمِرَ الجنود الأربعة بالجلوس.
خَطَا ميشيما خطوةً إلى الأمام ليُلقي التحية على الجنرال «ماشيتا»، كان «ماشيتا» الجنرال رجلاً أشيب الشعر في السابعة والخمسين من العمر وقد خدَمَ في حرب المحيط الهادئ، رحَّب الجنرال بميشيما بحرارةٍ وهو يقول:
«إنَّهُ شيءٌ جميل أن أراك ثانيةً».
أخبر «ميشيما» الجنرال أنه أراد معَ الجنود الأربعة مقابلته وذلك لنقل أعضاء آخرين من قواته في جبل فوجي الذين أصيبوا خلال التدريب.
خلال حديثهما عرض «ميشيما» على الجنرال «ماشيتا» سيفه الذي كان يحمله معه، حيث أُعجِبَ الجنرال كثيراً بالسيف. وفجأةً اختطف «جيبلي كوغا» الجنرال «ماشيتا» وهرعَ «فورو كوغا» للمساعدة في حين «ماساكاتسو موريتا» كان يحاولُ تثبيت الأبواب بإحكامٍ غيرَ أنه لم يجد جسماً صلباً يربط به الباب ليكون آمناً، وأخيراً نجحت المجموعة في إقامة حاجزٍ على باب المكتب بالطاولات والمقاعد. كان ثقب باب مكتب الجنرال يُنْظَرُ إليه من الخارج صدفةً من قبل الرائد «ساواموتو» ليرى فيما إذا كانوا جاهزين لشرب الشاي عندما رأى ماحدَثَ بالجنرال. سارعَ الرائد «ساواموتو» لإخبار الضابط الأعلى رتبة منه ( هارا)، فَعَادا محاولين الدخول إلى مكتب الجنرال إلا أنهم لم يفلحوا بسبب الحواجز الموضوعة سابقاً، وبعدَ المحاولة الفاشلة ذهب الرجلان إلى الجنرال ( يامازاكي) قائد الأركان، في الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة تمكَّن رجال الجيتاي من دفع باب مكتب الجنرال بعد نجاحهم في كسر الحواجز، وبعد مواجهةٍ قصيرة هَدَّدَ «ميشيما» بقتل الجنرال «ماشيتا» في حال امتناع الرجال عن مغادرة الغرفة، فانسحب الرجال.
خاطَبَ «ميشيما» العقيد (هارا): أريدُ اجتماعاً لجنود القاعدة في الساحة لديَّ ما أقولُهُ لهم، وطَلَبَ من أحد أتباعه الأربعة قراءة شروطهِ على مسامع الجنرال «ماشيتا» المُحْتَجَز:
* اجتماع كل الجنود في موقع إيجيغايا العسكري أمام مركز القيادة ظهراً.
* لا يُسْمَحُ للجنود بمقاطعة الكلام بل يجب عليهم الاستماع بصمتٍ تامّ.
* هناك أربعون عضواً من قوات ميشيما ينتظرون خارجاً يجب أن يُسْمَحَ لهم بالدخول إلى القاعدة والاستماع إلى الحديث
* سوف يُتْبَعُ الحديث بهدنةٍ مدَّتها تسعون دقيقة وخلال هذه الفترة يجب أن تتعهد قوات الجيتاي بعدم الهجوم على «ميشيما» أو أي رجلٍ من أتباعه، وفي حال خرق الهدنة فإن «ميشيما» سيُقْدِمُ على قتل الجنرال «ماشيتا» ثم بعدها ينتحر على طريقة السيبوكو.
في تمام الحادية عشرة وثمانٍ وثلاثين دقيقة سُمِعَت صفارة الإنذار تقترب من القاعدة ووصلت أولى الحوَّامات، بعضها كانت حواماتٍ للشرطة، وبعضها الآخر لمُراسلي الجرائد والمحطات التلفزيونية.
أما الجنود الأربعون أتباع «ميشيما» المنتظرون في الخارج رفضوا الدخول إلى القاعدة والاجتماع في الساحة حيث لا عِلمَ لهم أن الأوامرَ هي من قائدهم الأعلى «يوكيو» «ميشيما».
قبل بدء «ميشيما» بالحديث خرج «موريتا» و«أوغاوا» إلى الشرفة لمراقبة الساحة وتعليق الشعار المكتوب عليه الشروط التي تُحْفَظ بموجبها حياة الجنرال «ماشيتا»، ثمَّ رموا قصاصاتٍ ورقية من الشرفة إلى الرجال المتواجدين في الأسفل وتضمنت القُصاصات تلك، البيانَ السياسي الأخير «لميشيما» وهي الوثيقة التي جُمِعَت بعد التصريحات التي أدلاها ضابط الجيش الثوري بعد إخفاق الحكومة في تولي السلطة.
تماماً في الظهيرة توجَّه «ميشيما» إلى الشرفة ليراقب الساحة ثمَّ بدأ الخطاب، كان حديث «ميشيما» موجزاً حيثُ قال إنه بحاجةٍ إلى قوات ( الجيتاي) لينقلب على الحكومة ويحمي اليابان محاولاً إقناع الرجال المجتمعين في الأسفل بأنَّهُ من الضروري (للجيتاي) أن تنهضَ وتحمي ليس فقط اليابان وإنما تاريخها وثقافتها، قُوبِلَ حَديثُ «يوكيو ميشيما» بالسخرية والاحتقار، بعد الخطاب على الشرفة لمدة خمس دقائق أنهى «ميشيما» حديثهُ وانسحب إلى مكتب الجنرال «ماشيتا». عَقِبَ دخوله لفترةٍ بدأت طقوس الانتحار الياباني ( السيبوكو أو الهاراكيري كما تُسَمَّى غالباً).
قالَ «ميشيما» «لموريتا» بعدَ أن مَزَّقَ أحشائهُ بسيفهِ طالباً منهُ قطع عنقه: لا تدعني أتألَّم لفترةٍ طويلة. ثمَّ قام «موريتا» بمحاولتهِ الأولى لقطع عنق «ميشيما» إلا أن ضربتهُ تأرجحت فسَقَطَ «ميشيما» أمامه ليضرب «موريتا» بساط مكتب الجنرال جُرِحَ «ميشيما» في ظهره ومنكبه فحاول «موريتا» مجدداً قطع عنق «ميشيما» إلا أن محاولتهُ تلك باءت بالفشل مرةً أُخرى، جُرِحَ «ميشيما» جُرحَاً بالغاً في جسده، ليعيد المحاولة فضربَ عنق «ميشيما» دونَ أن يقطعهُ تماماً فتناوَلَ «فورو كوغا» السيفَ من «موريتا» وقطعَ عنق «ميشيما» بضربةٍ واحدة، ثم انتحر موريتا على طريقة السيبوكو أيضاً ولكنهُ كان ضعيفاً جداً بسبب محاولاتهِ الفاشلة لقطع عنق «ميشيما»، أشار «موريتا» «لفورو كوغا» بأن يقطعَ عنقه، فأطاحَ «فورو كوغا» بعنق «موريتا» في الضربة الأولى، قامَ «فورو كوغا» بِحَلّْ الجنرال «ماشيتا» قائلاً لهُ: لا أحد سينتحرُ أيضاً (بالسيبوكو) لأن «ميشيما» كان قد أمرَهُم بأن لا يقتلوا أنفسهم، ثمَّ تمكنوا من تسليم الجنرال «ماشيتا» بأمانٍ إلى السلطات التي تواجَدَت في مكان الحادث، واستسلَمَ الرجالُ للشرطة اليابانية، في الساعة الثانية عشرة وثلاث وعشرين دقيقة، بعد الظهر أعلنت الشرطةُ اليابانيَّة انتحار «يوكيو ميشيما» و«ماساكوتسو موريتا» وِفْقَاً لطريقة (السيبوكو) أو الهاراكيري.
***
* «يوكيو ميشيما» الاسم المستعار «لهيراوكا كيميتاكي» 1925_1970
ولدَ في طوكيو، وغيَّر اسمه إلى «يوكيو ميشيما» كي لا يعرفَ والدهُ الرافضْ لفكرة الأدب، أجدادُ «ميشيما» كانوا فلاحين، والدتهُ (شيزوي هاشي) انحدرت من عائلةٍ مثقَّفة وموهوبة، ورفعت معنويات «ميشيما» بشكل رئيس جدَّتُهُ لأبيه (ناتسو ناجاي) التي كانت مثقَّفَةً غير أنها كانت امرأةً غير مستقرة من عائلة الساموراي، وهذا أدى لأن يكون «ميشيما» بمنأى عن نظرها.
* كاتب غزير يُعُتَبَر الأفضل من بين الكثيرين من الروائيين اليابانيين في القرن العشرين، تضمنت أعماله 40 روايةً، إلى جانب الشعر ومسرح الكابوكي الحديث، رُشِّحَ لنيل جائزة نوبل ثلاث مرَّات ومن بين تُحَفهِ الأدبية رباعيته ( بحر الخصب)، دخلَ «ميشيما» جامعة طوكيو عام 1944 ليدرس القانون، ثمَّ عمل كموظف مدني في وزارة الماليَّة، كان كتابهُ الأول ( هانازاكاي) وهو الأثر الفني للقصيدة الكلاسيكية النثرية المزخرفة صدر عندما كان عمره 19 سنة، في العام 1946 قابل الروائي الياباني الكبير «ياسوناري كاواباتا» الذي أوصى بقصص «ميشيما» لنشرها في مجلات مهمة في اليابان، ويمكن القول إن عمله الروائي الرئيس الأول كان اعترافات قناع، حيث عالج فيها اكتشاف حالته المثلية، وقد أنهى العمل بضرورة أن يلبس قناع الحالة السوية مثل أشخاص آخرين لحماية نفسه من احتقار المجتمع، كانَ «ميشيما» مُعجَبَاً «بأوسكار وايلد» من خلال مقالته المنشورة عام 1950، وكانت سيرته الذاتية عاكسةً لأوهامه في أذيَّة الذات وانهماكهِ بالبدن. كما أن الجمال والانحطاط الفكري الأخلاقي علاماتٌ لرواياتهِ الأخيرة، فقد تمنَّى «ميشيما» لو أنه يصنع لنفسه جسداً مثالياً بحيث لا يستطيع العمر أن يجعلَ منهُ شيئاً قبيحاً فَبَدَأَ بناء جسده من العام 1955، وأصبح أيضاً شخصاً خبيراً في الفنون الحربية في الكاراتيه والكيندو، ربَّما كانَ يستعدُّ لموتهِ، وكان «ميشيما» لافتاً للانتباه لشدَّة وطنيته ومحبته للإمبراطوريَّة اليابانيَّة مُمَثَّلَةً بالساموراي روح الماضي الياباني.
كتب «ميشيما» العديد من أجزاء مسرح الكابوكي كعملهِ الأخير ( القمرُ يشبهُ القوسَ المُتعَب) الذي مُثِّلَ عام 1966 على خشبة المسرح الوطني، وتنتهي المسرحية بمشهد طقس الانتحار (السيبوكو) على غرار أعمالهِ الأخرى التي يموتُ أبطالها منتحرين، ومن أشهر أعماله الروائيَّة:
البحَّار الذي لفظهُ البحر.
هدير الأمواج.
رباعية «بحر الخصب» التي تضمنت الروايات التالية:
ثلج الربيع.
معبد الفجر.
الجياد الهاربة.
سقوطُ الملاك؛ وهي آخر رواياته حيثُ أنهاها يوم انتحاره.

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالجمعة أبريل 24, 2015 4:42 pm

فـــــــي مشهـــــــــد مؤســــــــف أذهــــــــــل العالـــــــــــــم الروائــــــــي اليابانــــــــــي يوكيـــــــــو ميشـيـــمــــا ينتحــــــــر بطريقـــــــــة مأســـــــاويــــــــــــة

الثلاثاء 31-10- 2006
شعلة الولادة .. ولد كيميتاك هيرادكا - الذي بات يعرف بيوكيو ميشيما في اليوم الرابع عشر من شهر كانون الثاني سنة 1925 لأسرة محافظة جداً على التقاليد الساموراي .. وفور ولادته استطاعت جدته لأبيه ان تختطفه وتربيه حسب مزاجها في بيتها الصغير وكبر يوكيو على سماع قصص ومغامرات الساموراي من جدته التي لا أحد في حياتها

غيره . وإن كانت تستمتع بملء فراغها برفقة حفيدها غير الهادئ فإنه كان على العكس يرى الاهتمام سيطرة على اوقاته وحريته في اللعب مع اصدقائه الاطفال في الشارع أو في أي زاوية اخرى . كانت هذه الجدة تأخذه الى المسرح حتى تبعده عن الضجر والسأم واصبح يشاهد النو بشكل متواصل برفقة جدته .‏

سنوات اليفاعة‏

عندما يصبح في الثانية عشرة من عمره يهرب بغتة من جدته المستبدة ويلجأ الى البيت للعيش مع والديه وان كان لسوء حظه ان والده من اشد الكارهين للأدب والكتب والاوراق فإن من حسن حظه ان والدته كانت تناقضه تماماً فكانت تهتم بالاصدارات الجديدة وتقرأ الدوريات وتفضل الادب على كل شيء وعرفت اهتمام ابنها بالأدب فشجعته ورأت فيه كاتباً مسرحياً .‏

عندئذ كتب يوكيو العمل الاول في حياته وهو عبارة عن رواية وانجز هذا العمل الذي عنوانه بيت في الرابعة عشرة من عمره وفور انجازها وقع عليها الأب ورأى الرواية المكتوبة بخط يد ابنه لم يحتمل فهجم عليه وصفعه ثم مزق الرواية وحرقها ولم يترك منها سطراً ، وعاقبه عقاباً مرعباً والاكثر أنه هدده بالطرد إذا ما صادف ورأى أي قلم بيده أمام رغبته الملحة للكتابة واضطهاد والده وتشجيع والدته قرر ان يكتب خلسة عندما يتأكد من خروج والده أو سفره أو نومه عندما يكون في البيت .. يكتب على دفتر ويحافظ عليه بدقة ويخفيه في أماكن لا تخطر لبال الأب .‏

لقد بدا الدفتر بالنسبة له أشبه بالكنز بل انه الكنز بعينه وفي هذه الظروف يكتب عمله المتميز اعترافات قناع وينجزه بعد سنوات وربما عمله في وزارة المالية اتاح له ان يكتب في اثناء الدوام فتجرأ لأول مرة واقدم على طبع هذا المخطوط وعند نشره لفت انظار كبار النقاد وكتبت عنه الصحف والمجلات اليابانية فتحسن وضعه الاقتصادي مما شجعه على تقديم طلب الاستقالة من وزارة المالية بفضل طباعة الرواية ليتفرغ للأدب والكتابة .‏

آفاق الشهرة والنجاح‏

يظهر من عنوان الرواية أنها تمس الروائي نفسه أي هي سيرته يدرس فيها سحر الموت فالجنس هنا يقترن بالموت ولكن أي موت .. الموت الذي يهب الحياة للآخرين لجيل جديد لا يمكن له ان يولد إلا بعد ان تتم هذه العملية الحاسمة ولدى إلقاء الضوء على علاقاته يحاول يوكيو ان يخفي تفاصيل هذه الوقائع وهو من نمط مارسيل بروست .. ربما لعلاقاته السياسية والاجتماعية الواسعة لذلك لا يصل الى الاستقرار النفسي فيبدو مضطرباً في حياته وحتى في لحظات انتحاره .. إنه صراع نفسي حاد بين الواقع الذي لا يغفره المجتمع الياباني وبين الكاتب الذي ينظر اليه الشعب نظرة فيها الكثير من القداسة والبابوية والوقار .‏

يكتب يوكيو الرواية ولا يستقر فيكتب القصة القصيرة ثم يكتب المسرح ويعبر عن افكاره بالمقالات .. ولا يستقر فيلجأ الى السينما كتابة وتمثيلاً .‏

ومن الجهة الاخرى يعلن انتساب افكاره الى اليمين المتطرف ثم يسحب كلامه فيدخل اليسار ثم لا يلبث ان يترك كل شيء ليتفرغ للرياضة ويصبح من دعاة القوة الجسمانية في اليابان .‏

على الجسد ان يكون قوياً وهنا على ما يبدو يتأثر بنيتشه ..ثم يعود الى السياسة في أواخر حياته ويشكل ميليشيا خاصة به يسميها « المجتمع الدرع » .‏

لقد ترك يوكيو آثاراً كبيرة في معظم الاجناس الادبية خلال حياته الادبية القصيرة تزيد في مجملها عن مائة مجلد وتحتوي على ثلاثين رواية ومجموعة كبيرة من القصص القصيرة والمسرحيات الى جانب العديد من المقالات والدراسات الادبية التي نشرت في الصحف والدرويات اليابانية .‏

التمهيد للانتحار‏

يوكيو يفهم جيداً عبارة ابيقور ويعجب بها ويرددها في اعماقه : ما دمنا نعيش فالتفكير في الموت في غير محله .. وعندما نموت ينعدم وجودنا فلا موجب إذاً للخوف من الموت » . إنه لا يخاف الموت وليس بمقدور الموت النفسي ان يجد طريقاً اليه .‏

يكتب في دراسة عن جورج باتاي : أريد ان تحبيني حتى في الموت أما أنا فإني أحبك هذه اللحظة في الموت .‏

ويوصل تصوير مشاهد التصوير الموتي في أفضل وأرقى أعماله الإبداعية : صوت الأرواح البطولية - وطنية - عطش للحب - وفي الثلاثية الروائية (بحر الخصوبة ) .‏

يقول يوكيو قبل انتحاره : «أريد أن أجعل من حياتي قصيدة ».‏

وتقرع أجراس الموت في كتاباته الأخيرة ويواصل نشاطه الجسمي والسياسي والعضلي ..ويشعر بأنه يقترب من دقائق التصادم الكبرى في تاريخه ..لن يموت بصمت على سرير ميت ،إن موته سيكون مواجهة ميتافيزيائية ..سيكون مشهداً مذهلاً يبهر العالم ويهز اليابان لسنوات طويلة ،وبعد الصراع يستوطن الهدوء ،يستقر الشبح ويسترد أنفاسه بعد أن يسلب الجسد آخر رعشة ،يتخيل يوكيو لحظات مابعد الصراع »: حديقة وضيئة آمنة لاتنفرد بشيء خاص ،يسمع فيها صرير الزيزان كأصوات تنبعث من سبحةوردية يفركها المرء بين يديه ..كأنه قد وصل الى مكان ما .. ولم تعد لديه ذاكرة ولاأي شيء ،وشمس الصيف تغرق الحديقة الهادئة ».‏

الانتحار على طريقة /السيبوكو/ طريقة فرسان اليابان الشجعان القدماء .‏

يوكيو، يمارس هذا الطقس من التراث الياباني للرد على الحاضر المخزي .‏

في يوم الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني من عام 1970 احتل الروائي يوكيو كلية الأركان العسكرية بقوة «ميليشاه وأسر قائد الكلية ..وجمع الجنود البالغ عددهم ثلاثة آلاف جندي ياباني في الساحة وقرأ بيانه الأخير التالي : «لقد انتظرنا طويلاً انتفاضة القوات المسلحة ولكن انتظارنا كان عبثاً ،إن لم نتحرك فإن القوى الغربية ستبقى مسيطرة على اليابان حتى نهاية القرن القادم فإما أن نبقى يابانيين بالمعنى الحقيقي أو نموت ..أم أنكم لم تعودوا تكترثون إلا بالعيش وتتركون الروح تموت ..إننا نقدم لكم قيما أهم وأرقى من العيش السطحي ..لاتهمنا الديمقراطية أو الحرية ..مايهمنا هو اليابان ..أرض التاريخ والتراث ..اليابان التي نحب».‏

وعلى الفور أخرج سيفه وفتح جرحاً بمساحة 31 سم في بطنه واحتدم التصادم العنيف بين الجسد الشجاع القوي الذي وقع عليه بغتة ..ووقع على الأرض ينتفض بقوة وقسوة في مشهد دموي أرعب الجنود لم يستسلم الجسد للطعنة ،بدأ يقاوم ..بين دماء ساخنة ويتقدم اليه صديقه الحميم المسؤول عن قيادة الميليشيا بعده وعاجله بضربة لم تكن القاضية ،وعاجله بضربة أخرى لكنها لم تكن الفاصلة ..ومازال يوكيو يقاوم ويحدق الى رفاقه بعينين قاسيتين ..فتقدم رفيق آخر وسدد ضربة حاسمة الى عنقه فانفصل رأس الروائي عن جسده في لحظة واحدة ..وجاء دور /موريتا / الخائف لتنفيذ الاتفاق كي يطعن بطنه هو الآخر وسط نظرات الرفاق .‏

وجه ضربة خفيفة ،وسحب السيف بخوف دون أن ينفذ الاتفاق ..فتقدم نفس الرفيق اليه وسدد ضربة الى عنقه وجعل رأسه بالقرب من رأس زميله الروائي ،ولبث ثلاثة أعضاء من الميليشيا أحياء حسب الخطة المتفق عليها قبل بدء العملية .‏

استنتاج‏

بعد انتحاره نستخرج جملة هامة من سيرته : «اعترافات قناع » هي : «كانت تصيبني الرعشة مع لذة غريبة حينما كنت أفكر بموتي ،كنت أشعر أنني ملكت العالم بأسره ».‏

إنه شكل من أشكال ممارسة أقصى حدود الحرية ..امتلاك كل شيء في لحظات خسران كل شيء ..بيد أن مفهومه للموت يغدو أكثر نضجاً في روايته الكبيرة : « الشمس والفولاذ فعندما يطير في طائرة حربية يشعر للحظة ماتأن روحه تنفصل عن جسده ويتمتم بينه وبين نفسه : « في مكان مايجب أن يوجد مبدأ مايتوصل الى أن يجتمع بينهما ويصالحهما .. وخطر ببالي ان هذا المبدأ هو الموت» .ولكن لاينبغي ليوكيو على الأقل أن يرضخ لشبح ما .. ويقاد الى الفراش ..ليدخل الشبح خلفه ،يمد يده ويسحب روحه ..بينما يوكيو يستلقي في الفراش مستسلماً له حتى ينجز مهمته ويهرول قبيل الضوء ،لابد أن يحتدم التصادم بينهما ،وهذه هي دقائق اللذة التي ينظر اليها البطل بشغف ويتنظر قدومها بشوق ..إنه صراع ممتع بين الجسد الذي يتمسك بالالم بشغف وينتظر قدومها بشوق ..إنه صراع ممتع بين الجسد الذي يتمسك بالعالم وبين قوة الشبح ، الجسد يتمسك بالعالم والشبح يصر على أن يسليه حياته .‏

هذه هي الدقائق الحاسمة التي عليها أن تطول - لذلك كله يلجأ الى رياضتي /الكندو ..والكاراتيه / وتمارين رفع الأثقاف ويغدو من دعاة تقديس القوة الجسمانية والعضلية في اليابان ويطلق مقولة سرعان ماتذاع : «إن الشيء الذي يقي الجسد في النهاية من أن يصبح مضحكاًهو عنصر الموت الذي يستوطن جسماً عامراً بالصحة » .‏

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان الساكت
نائبة المدير العام -فراشة اشتياق - اديبة
ايمان الساكت

انثى
تاريخ التسجيل : 18/10/2013
عدد المشاركات : 56084
نقاط التقييم : 60064
بلد الاقامة : مصر- القاهره
علم بلدك : Egypt مصر
الحمل

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالأحد مايو 31, 2015 9:22 pm

ا/ احلام

سلمتى على حسن الانتقاء

ونبذه عن حياه هذه الشخصيه اليابانيه العظيمه

برغم نهايته المأساويه الفظيعه

ولكنه ترك للعالم تراثا ادبيا جميلا

ارق التحايا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالأحد مايو 31, 2015 9:37 pm

ايمان الساكت كتب:
ا/ احلام

سلمتى على حسن الانتقاء

ونبذه عن حياه هذه الشخصيه اليابانيه العظيمه

برغم نهايته المأساويه الفظيعه

 ولكنه ترك للعالم تراثا ادبيا جميلا

 ارق التحايا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تسلمي أستاذة

إيمان الساكت

مرورك أسعدني جدا

تحياتي و مودتي

Smile

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهندس محمد فرج
عضو موسس للمنتدى
المهندس محمد فرج

ذكر
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
عدد المشاركات : 123667
نقاط التقييم : 126296
بلد الاقامة : ماريا وترابها زعفران
علم بلدك : Egypt مصر
الجوزاء

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالأحد مايو 31, 2015 9:44 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالأحد مايو 31, 2015 9:50 pm

محمد فرج كتب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الأستاذ الفاضل

محمد فرج

مرورك و لا أروع

تحياتي و دعواتي

Shocked

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

يوكيو ميشيما Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوكيو ميشيما   يوكيو ميشيما Emptyالأحد يناير 03, 2016 2:27 pm

الأستاذة الرائعة المبدعة أحلام شحاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يوكيو ميشيما
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: اقسام الثقافة والتاريخ والادب العالمي :: اشتياق الادب العالمي -
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1 
باسند - 51612
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
يوكيو ميشيما Vote_rcap1يوكيو ميشيما Voting_bar1يوكيو ميشيما Vote_lcap1