يقول القرآن عن المجرمين الذين سألوا الله أن يردهم إلى الدنيا ليعملوا صالحا .
يقول ربنا ( ولو ردّوا لعادوا لما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون ) الأنعام ... الآية 28
وهذا علم إلهي بهذا الطراز من النفوس .. فهم أهل النار الذين هم أهلها .. وهم الجبارون في الدنيا الذين كانوا يقتلون الأبرياء بالجملة والذين كانوا يقدمون خصومهم للسجون والمحارق وكانوا من أهل الإصرار حتى لحظة موتهم .
يقول ربنا عن الجبارين من أصحاب الأخدود الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات وأحرقوهم أحياء : ( قتل أصحاب الأخدود .. النار ذات الوقود .. إذ هم عليها قعود .. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود .. وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد .. الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد .. إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )
... البروج : الآيات 3-10
والمعنى أن رحمة الله ومغفرته كانت ستلحق بهم لو أنهم تابوا في آخر لحظة قبل موتهم .
وباب التوبة مفتوح للجميع حتى ساعة الحشرجة .
ويستثني الله من العذاب الذين تابوا وأصلحوا وبينوا أي بينوا برجوعهم وبأعمالهم فيقول :
( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم )
.... البقرة : الآية 160
والمعنى أن الله فتح باب رحمته ومغفرته حتى لهؤلاء الجبابرة رغم أفعالهم إلى ساعة الحشرجة .. ولكنهم لم يرجعوا ولم يستغفروا ولم يتوبوا
هؤلاء إذن هم أهل النار الذين هم أهلها .. فأي غرابة في أن تعود النفوس النارية إلى النار .. وإبليس من الجن وهو مثلهم مخلوق من نار السموم والنار مكانه في النهاية بحكم طبيعته .. وكل النفوس الإبليسية سوف تعود فى النهاية إلى مستقرها في جهنم .. وليس في هذا ما ينافى العدل بل هو منتهى العدل .. أن تنتهى كل نفس إلى مكانها .. وأن تعود النار إلى النار .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
من كتاب :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
