نهايات غير مسبوقة لنوري باشا السعيد وأولاده الثلاث!!

ارتبط اسم نوري السعيد بتاريخ العراق خلال نصف قرن، كان فيها المؤثر في صنع أحداثه حتى مصرعه عام 1958، ونوري السعيد أبرز رئيس وزراء أثناء الحكم الملكي في العراق (1921-1958)، يصفه مؤلف كتاب "نوري باشا السعيد 50 عاما على مصرعه وسقوط النظام الملكي في العراق عام 1958" أنه من أكثر رجالات العراق دهاء ونفوذا وشخصية نادرة، شكّل أثناء مسيرته نحو 14 وزارة عراقية على مدى أربعة عقود.
وكان الانطباع السائد حول شخصية السعيد أنه كان سياسيا مستبدا وعنيفا مع معارضيه، ومنغمسا في المناورات السياسية لتأكيد دوره في الحياة السياسية، مستفيدا من الدعم البريطاني له ومتأثرا بالنظرية الميكافيلية (الغاية تبرر الوسيلة).
كان نوري السعيد يأمل أن يقبل العرب بقرار تقسيم فلسطين ليحافظوا على مصالحهم، اعتقاداً منه بأن التطرف السلبي لا يؤدي إلى نتيجة مفيدة.
عبد الله بكر رئيس الديوان الملكي العراقي يقول: إنه أثناء اجتماعات القاهرة عام 1938 حول فلسطين لاحظ عقد خلوة بين السعيد وتوفيق السويدي وشخص ثالث لا يعرفه، وعندما استفسر عن هوية الشخص الثالث تبين أنه (حاييم وايزمان) الذي اقترح وحدة البلاد العربية مقابل السماح لليهود بالهجرة من الدول العربية إلى فلسطين، فكان رد الوفد العراقي هو رفض المقترح.
ويعتقد أن صدور أحكام الإعدام بحق رشيد عالي الكيلاني، الذي أعلن الثورة على الإنكليز عام 1941، وتنفيذ أحكام الإعدام بحق الضباط المشاركين بالثورة، وهم يونس السبعاوي وفهمي سعيد ومحمود سلمان وصلاح الدين الصباغ بعد فشل ثورتهم كان خطأ فادحاً أدخل العراق في صراعات وغضب شعبي ضد أحكام الإعدام.
يذكر أن وزارة نوري السعيد التاسعة عام 1946 قد شهدت اعتقال الزعيم الشيوعي فهد (يوسف سلمان)، وصدرت أحكام بإعدامه مع زكي بسيم وإبراهيم شميل ونفذ فيهم الحكم في فبراير/شباط 1949.
وعن بعض الوثائق البريطانية: أن فكرة الحلف التركي الباكستاني هي وليدة الدبلوماسية الأميركية، فيما كانت التكملة من صنع نوري السعيد وهو من دعاة الدرع الشرقي.
وكان حلف بغداد موجها لدرء الخطر الشيوعي المفترض على الدول الموقعة عليه، وهي بريطانيا والعراق وإيران وباكستان وتركيا، مما أثار ردة فعل الشارع العراقي الذي رفض سياسة الأحلاف.

كان موقف عبد الناصر الذي اعتبر حلف بغداد يهدد الأمن القومي العربي، ويساهم في تفتيت معاهدة الدفاع العربي المشترك، وبعد أن رفض عبد الناصر مقترح نوري السعيد لانضمام مصر إلى الحلف الجديد التقى ناصر والسعيد في القاهرة عام 1954 لبحث هذا الملف، وقد اتضح أن موقفيهما ليس اختلافا، وإنما تصادم بين عقليتين ورؤيتين متضادتين.
وكان نوري السعيد والوصي على عرش العراق عبد الإله لم يكونا متحمسين للاتحاد الهاشمي، الذي واجه مشكلة عضوية العراق في حلف بغداد، حيث اشترط الأردن خروج العراق من الحلف لتحقيق الاتحاد بين الدولتين، إلا أن هذا الخلاف جرى تسويته ببقاء الأردن خارج الحلف وبقاء العراق داخله.
وتذكر المصادر أن نوري السعيد هو أحد عرابي تأسيس الجامعة العربية، حيث تنافس مع رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى النحاس على تزعم واستضافة الجامعة العربية في بغداد، مشيرا إلى أن السعيد هو صاحب الفكرة التي أطلقها عام 1941 بعد مغادرة العراق إلى القاهرة، عقب حركة رشيد عالي الكيلاني.
كما أعد العراق خطة بموافقة نوري السعيد لضم الكويت بالقوة إلى العراق تحت عنوان (حركة الشمل) لاحتلال الكويت واعتبارها جزءا لا يتجزأ من العراق.
وكانت جريدة الدستور بعددها 1674الصادر في العاشر من حزيران 2009، قد نشرت مقالة
عن الدكتورة عصمت السعيد زوجه نوري السعيد التي تحدثت في كتابها المرسوم (نوري سعيد رجل الدولة و الإنسان) موضوع مقتل زوجها بعد قيام ثورة 14 تموز 1958: بدأنا حياة جديدة إذ حكمت علينا الظروف البقاء في لندن .. وفي خلال أسبوع رجع أولادنا من مدريد على اثر مكالمتنا التليفونية وكان علي لن اروي لهما ما أصاب ذويها في بغداد من ظلم وعدوان وكان علينا إن نتفق على اطلاع جدتها ( زوجه نوري السعيد) بالتدريج على الموقف رعاية لظروفها الصحية.إنني مازلت اذكر بمرارة وقسوة موقفي بعد يومين من وصول ولدي إلى لندن عندما فاجأني (عصام) بمجلة أمريكية تحمل صورة أبية المصلوب؛ وسألني بصوت تخفيه العبرات.. قائلاً:لماذا مثلوا بابي بهذا الشكل المريع؟.....
لقد ألهمني الله في حينه بجلد مصطنع عجيب فأجبته بهدوء وثبات: لقد اختار الله إن يموت أبوك يا عصام. فترحم عليه.
ويذكر إن صباح نوري عاد إلى مسكنه في الصالحية في ساعة متأخرة من فجر 14 يوليو/تموز, فلاحظ وجود سيارتين عسكريتين عند مدخل مبنى الإذاعة في نفس المنطقة، وعندما استفسر من الضابط الموجود، رد عليه: لا تتدخل في أمور لا تعنيك.
وراود الشك نجل نوري السعيد وقام بإبلاغ والده هاتفياً بما شاهده، إلا أن الوقت قد داهم الجميع.
وعندما سمع صباح بخبر إلقاء القبض على أبيه ومقتله يوم 15 تموز وكان في نادي السكك الحديدية في بغداد خرج مسرعاً من النادي متجهاً إلى دار الإذاعة ليتأكد من الخبر ويطالب بجثة أبيه... وإذا بشاحنة تحمل عدداً من الشرطة يعترضون طريقة ويلقون القبض عليه.
وعندما وقفت السيارة إمام باب الإذاعة أراد صباح السعيد إن يدخل إلى مكتب المسؤولين للمطالبة بجثة أبيه فمنعه الحرس من التقدم وبدأ الصراع بينهما إمام الباب فتلقى الحرس أمراً بإنهاء المعركة وإطلاق الرصاص علية فأسقطوه صريعاً.
وصباح نوري السعيد وهو الابن البكر لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري باشا السعيد، وهو طيار عسكري معروف بألعابه البهلوانية في الطيران حيث عرف عنه أنه كان يطير من تحت جسور بغداد، ومن ثم عينه والده مديراً عاماً للسكك الحديدية، وكان يحب سباقات الخيل. متزوج، وله ابن واحد.
لقد حاول نوري السعيد بعد إذاعة بيان الثورة أن يهرب إلى الأردن، لكن الظروف لم تسعفه رغم تنقله من بيت إلى آخر، حتى اكتشف أمره في منطقة البتاويين ببغداد.
يقول السيد صباح إبراهيم: "عبرنا ساحة النصر، واتجهنا مع الجماهير الراكضة إلى احد أزقة البتاويين القريبة، حيث وجدنا جمعا من الناس تشكل دائرة حول جثة ملقاة على ظهرها على الأرض .
الكل مذهول يشاهد رئيس وزراء العراق السياسي المخضرم الذي شكل العديد من الوزارات وكان له التأثير الكبير لسياسة العراق في المحافل الدولية وهو جثة هامدة ملقاة على الأرض . كان لابساً بنطلون بيجامة زرقاء مخططة ، وصدره وبطنه عاريا واثر رصاصة قد ثقبت بطنه حيث قد خرج جزء من احشاءه خارج البطن مغلفه بالشحم الأصفر.
نظرت إلى نوري السعيد ، راقدا جثة هامدة بلا حراك ، والناس في حالة من الهياج والحماس . وفجأة جاء احدهم بمطرقة حديدية فهوى بها على رأسه محاولا تهشيمها .
وبعد لحظات مسك شخص آخر احد ساقيه وأخذه سحلا على ظهره باتجاه ساحة النصر وقد عاونه آخرون وانطلقوا مسرعين ، وركضت مع الراكضين خلف الجثة المسحولة على قار الشارع الذي تحول إلى فقاعات سائلة بسبب حرارة جو شهر تموز البغدادي اللاهب.
وما ان وصلت الجماهير الهائجة مع الجثة المسحولة بالشارع إلى ساحة النصر وقرب مطعم علي شيش للدجاج المشوي . وصلت سيارة جيب عسكرية فيها ضابط برتبة كبيرة مسلح برشاشة قصيرة مع جنوده ، فصرخ بجموع الناس أن يتركوا الجثة ، جاء ليتأكد من أن رئيس وزراء العراق نوري السعيد المطلوب من قبل الثورة حيا أو ميتا قد قتل فعلا لان وجوده حيا فيه خطر على الثورة .
بعد ان دقق النظر في وجهه وتأكد من شخصيته ، افرغ كل رصاصات مخزن رشاشته على الجثة وسمح للجماهير بسحلها بالشارع وغادر بسيارته العسكرية.
وهنا تم ربط نوري السعيد من قدمه بحبل خلف إحدى السيارات وانطلقت تسحله في شوارع بغداد والناس تركض وراء السيارة في هياج وهستيريا .كان لابسا بنطلون بيجامة زرقاء مخططة ، وصدره وبطنه عاريا واثر رصاصة قد ثقبت بطنه حيث قد خرج جزء من احشاءه خارج البطن مغلفه بالشحم الأصفر. اهـ
وتظهر لنا إحدى مجلة الأمريكية ما أصابه بعد ذلك فهي تحمل صورة الجثة مصلوبة مبتورة الأيدي والأرجل اخترقها رصاص الرشاشات من أعلى الرأس إلى أسفل الجسد.
وتكمل القول: واخبرني شاهد عيان بان الجثة سحلت بعد ذلك إلى باب دار كامل الجادرجي للاطلاع.
كان السعيد يتحسب لأسوأ الاحتمالات، معتمداً على ذكائه وحلفائه البريطانيين، الذين خذلوه في لحظة فاصلة من مسيرته.
وفي انقلاب ثورة الرابع عشر من تموز1958 كان فلاح وعصام أولاد نوري السعيد برفقه جدتهم نعيمة العسكري ووالدتهم الدكتورة عصمت في لندن التي كانت تعمل مترجمة مع إذاعة ألـ bbc لإعالتهم.
وكان فلاح السعيد قد تخرج من إحدى جامعات اسكتلندا طياراً مثل أبيه , ثم عمل طياراً خاصا للملك حسين ملك الأردن، ثم انتقل إلى مؤسسة عالية للطيران بعد ذلك، وكان يسافر بجواز سفر عراقي لأنه طيلة حياته وحتى وفاته لم يستطع الحصول على جنسية بلد آخر غير العراق حتى وفاته بسبب حادث سيارة، حيث أقيم له تشييع ملكي مهيب ودفن في المقبرة الملكية الأردنية بأمر من الملك.
أما السيد عصام السعيد فقد تخرج مهندساً معمارياً من جامعة كمبريدج، وله مؤلفات منشورة عديدة في مجالات الفكر والعمارة والفنون ,
وللسيد عصام السعيد حكاية ذات مغزى مع جمهورية العراق، فرغم كونه كان حريصاً على عراقيته ومهما كان حالها أو وضعها، ولم يسع للحصول على جنسية بلد غير العراق . إلا أنه تلقى عام 1985 كتاباً من السفارة العراقية فيما يلي نصه:
(لقد أعلمتنا مديرية الجنسية والأحوال المدنية أنه تعذر عليها العثور على ما يشير إلى حصول نوري السعيد أو ولده صباح على شهادة الجنسية العراقية رغم التحريات الدقيقة والاستفسار من جهات عديدة) .
وكان وقع هذا الكتاب على نفسه وقع الصاعقة، فقد كانت الحكومة العراقية عندها تجبره على التخلي عن آخر ما يربطه بالعراق .. وهو مجرد وثيقة جنسيته العراقية . فقدم اعتراضاً إلى السفارة، وبعد مراسلات عديدة تم تجديد جواز سفره العراقي فقط , لذلك بدأت تنتابه نوبات من ارتفاع الضغط التي لم تستجب للعلاج.
وفي عام 1988 , أرتفع ضغطه أثناء نومه, وتوفي وهو لم يتم عامه الخمسين بعد.

تسلم الاخ الكريم الدكتور خليل بدوي على هذا السرد حول شخصية نوري السعيد تلك الشخصية الموثرة في تاريخ انشاء الدولة العراقية
ومثل ماتقفضلت كان يمتلك الدهاء والحكنة السياسية

وانتهى نهاية ماوساوية

اشكرك على موضوعك القيم

تقبل مني ارقى التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الدكتور/ خليل بدوي

سلمت على هذا السرد التاريخي

لشخصيه عراقيه سياسيه مؤثره بتاريخ العراق

دمت بهذا العطاء والتميز

ارق التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذ الكريم مصطفى الشبوط
تحياتي واعتزازي
ان شاء الله يعمر منتدانا بوجودك
يـعطـرنا قـلمك وتمـيز حضـورك
أتمنى أن تجد بمواضيعي مايُرضي ذائقتك والإخوة في"اشتياق"
يــــــاهلا ومــرحـــبا بك سيدي
د.خليل البدوي

الأستاذة الفاضلة ايمان الساكت
تحياتي واعتزازي
أجــمل وأرق باقات ورودي لمرورك العطر
كل الود والتقدير لك على كلمات الرائعة روعتك
دمت برضى من الرحــمن
لك خالص احترامي
د.خليل البدوي

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الدكتور خليل البدوي

حيّاك اله

موضوع أعجبني جدا

تحياتي و دعواتي

Shocked

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذة العزيزة احلام شحاته

تحياتي واعتزازي

تـوآجدك الرائــع سيدتي ونــظره منك لموآضيعي هو الأبداع بــنفسه ..

يــســعدني ويــشرفني مروورك الكريم وكلماتك الرائعة روعتك

لاعــدمت الطلــّـه الـعطرة

د. خليل

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأديب الراقي د / خليل بدوي
رائعة يا دكتور مقالتك المتفوقة
نوري السعيد أسم إرتبط بتاريخ العراق . وشخصية سياسية مخضرمة
أثارت الجدل وتضارب الأفكار عنها ..
وتعريفك المفصل عن هذه الشخصة كان تعريف كامل وشامل
وللأمانة مقالة جدااا رااائعة
سلمت يداك وروحك .. تقبل مروري وتحياتي

أستاذي العزيز الزميل وليد العرف

تحيات اعتزاز واكبار

اسعدني وشرفني مرورك العطر وكلماتك الرائعة روعتك

أج ــمل وأرق باقات ورودي

تــ ح ــياتيـ لكــ

وكل الود والتقدير لك سيدي

دمت برضى من الرح ــمن

لك خالص احترامي

د.خليل

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دكتور خليل بدوي

شكرا على هذه المقاله الرائعه عن احد رموز العراق في القرن الماضي

و احد الشرفاء الذين قل نظيره و لكن هذه كانت نهايته

لعل القدر ينتقم من الشعب العراقي الان

لانه قتل هؤلاء الرجال و كذلك الملك الصغير كما كانوا يسمونه قتل بدون ذنب

ربي يصلح الحال

وبارك الله فيك

تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذة العزيزة باسند
شكرا للك مرورك الرائع
ومن تميز لتميز
تقبلي أرق التحايا كرقتك
تحياتي وامنياتي

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» نهايات عجيبه لعباقره العالم
» لقطات مدهشة من تحت الماء غير مسبوقة!
» تلسكوب 'غايا' يقدم معلومات غير مسبوقة عن درب التبانة
» ما هي الطواسين الثلاث ؟
» اليمن السعيد