السادة الأشراف العباسيون في البصرة الفيحاء

السادة الأشراف العباسيون في البصرة الفيحاء :
إن العشائر والبيوتات العباسية في البصرة كثيرة ومتعددة حيث كانت البصرة تأتي بالدرجة الثانية بعد بغداد من حيث توطن العباسيين بها، ومن المعلوم أن جد الخلفاء العباسيين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قد تولى إمرة البصرة في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه زمناً طويلاً، وبذلك كانت صلة البيت العباسي بهذه المدينة تعود إلى منتصف القرن الأول الهجري، وبعد أن قامت دولة الخلافة العباسية تولى إمارة البصرة العديد من الأمراء العباسيين، وأصبح توطنهم لها أكثر اتساعاً وكثافة، وقـد اشتهرت جميع البيوتات العباسية في البصرة بالعلم والفقه والتدين وما زال منهم العلماء والزهاد حتى زماننا هذا، وقد كان من أكبر بطون بني العباس اللذين سكنوا البصرة وأصبحت موطناً لهم:
أ ـ آل سليمان :
وهم ذرية والي البصرة الأمير سليمان بن الإمام علي السجاد بن الصحابي الجليل عبد الله حبر الأمة بن الصحابي الجليل أبو الفضل العباس بن عبد المطلب رضوان الله عليم أجمعين ، وينقسمون إلى عدة بطون منها: (آل جعفر)، و(آل علي)، و(آل عبد الواحد)، و(آل إبراهيم)، و(آل عبد الله)،و(آل الحسن)،و(آل محمد)،و(آل الفضل)،و(آل إسماعيل)
ب ـ بنو داود:
وهم ذرية الأمير داود ابن الإمام علي السجاد العباسي ومنهم: (آل داود بن داود)، و(آل علي)، و(آل موسى)، و(آل سليمان) وجميعهم في البصرة يعرفون بـ (آل العباسي) ويقال لبعض فروعهم (الداوودي) وهم بيوتات علم وديانة، ولهم بالبصرة أملاك واسعة.
جـ ـ بنو عبد الله:
وهم من ذرية الأمير عبد الله بن علي السجاد عم الخليفتين السفاح والمنصور، وكان أميراً على الشام زمن السفاح، وهو الذي تولى قتال آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد، وقاد المعركة الفاصلة الشهيرة بين العباسيين والأمويين التي عرفت بـ (معركة الزاب الكبرى) وكان من أشهر فروع بنو عبد الله في البصرة :
ـ آل أحمد:
وهم من ذرية الأمير الشريف أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله ابن الإمام علي السجاد العباسي.
ـ آل البياضي:
وهم من ذرية الإمام محمد المعروف بـ (الإمام البياضي) بن عيسى بن محمد بن عيسى بن عبد الله العباسي، وقد اشتهر منهم جمّ غفير من الأئمة والفقهاء والمحدثين بالبصرة، وما زال منهم الفقهاء والعلماء في عصرنا هذا وهم مشهورون بالبصرة، ويعرفون اليوم بـ (آل البياضي).
د ـ بنو جعفر:
وهم من ذرية الأمير عيسى بن جعفر ابن أمير المؤمنين الخليفة عبد الله أبي جعفر المنصور، وينقسمون إلى ثلاثة بطون وأفخاذ هم:
ـ آل هارون:
وهم عقب الأمير هارون بن عيسى بن جعفر ابن أمير المؤمنين أبي جعفر عبد الله المنصور، والذين بالبصرة منهم اليوم يعرفون بـ (آل الهاروني).
ـ آل علي:
وهم ذرية الأمير علي بن عيسى بن جعفر ابن أمير المؤمنين الخليفة عبد الله أبي جعفر المنصور رضي الله عنه،ومنهم بالبصرة بيوتات، كثيرة، ويعرفون بـ (آل العباسي) وهم أهل علم وخطابة، ويعدون من بيوتات البصرة الدينية.
ـ آل صالح:
وهم بنو الأمير صالح بن عيسى بن جعفر بن أبي جعفر عبد الله المنصور، ويعرفون اليوم في البصرة بـ (العباسي).
هـ ـ آل المستضيء بالله:
وهم ذرية الأمير هاشم أبي منصور ابن أمير المؤمنين الخليفة المستضيء بالله ابن الخليفة المستنجد بالله ابن الخليفة المقتفي لأمر الله العباسي، ولهم في البصرة جاه عظيم في القديم والحديث، وأملاك وضياع واسعة كانت وما زالت بأيديهم منذ عدة قرون، وهم ينقسمون إلى عدة أفخاذ من أشهرها:
ـ آل عبد القادر الكبير:
وهم ذرية شيخ المشايخ السيد الشريف عبد القادر بن ساري بن حسن الضاعن ابن علي الأضيع ابن عبد السلام الكبير ابن ساري بن أحمد شهاب الدين ابن محمد بن إبراهيم بن نور الدين بن الحسين ابن الأمير يوسف بن هاشم أبي منصور العباسي الموما إليه من قبل، وكان الشيخ عبد القادر يعد الزعيم الروحي للبصرة للفترة ما بين القرن التاسع والعاشر الهجري، وحتى أن العثمانيين لما دخلوا البصرة في سنة: (953هـ) ووجدوا مكانة هذه الأسرة العباسية العريقة وما يتمتع بها رجالها من علم وفضل وتقوى خلع السلطان سليم خان القانوني علـى الشيخ عبد القادر الكبير لقب (شيخ المشايخ) بموجب فرمان أصدره بذلك.
ولهذه العشيرة دور بارز في تاريخ العراق عامة والبصرة خاصة على الصعيد الاجتماعي والفكري والسياسي منذ القرن الثامن الهجري وحتى قيام الحكم الملكي في العراق في مطلع القرن الثالث عشر الهجري، فقد تقلّد الكثيرون من رجالهم المناصب السياسية والاجتماعية الرفيعة خلال الحكم العثماني ومن بعده الملكي وبرز العديد منهم من الوزراء، والوجهاء، والمفكرين، وتتفرع هذه العشيرة إلى أربعة أفخاذ هم:
ـ آل صالح:
وهم ذرية صالح بن عبد القادر الكبير العباسي، وتنسب إليه (جزيرة الصالحية) بجنوب العراق، وما زالت تعرف باسمه حتى اليوم.
ـ آل عبد السلام الثاني:
وهم ذرية عبد السلام بن عبد القادر الكبير، وهم من أعرق بيوتات البصرة وأنبلها على الإطلاق، وقد كانوا زعماءها الروحيين، والسياسيين، وللكثير من رجالات هذا البيت الرفيع العماد اليد البيضاء على أهالي البصرة عبر عدّة قرون حتى عصرنا هذا، كما ولرجالهم أيضاً الكثير من المواقف التاريخية العظيمة التي ارتبطت بتاريخ مدينة البصرة السياسي والاجتماعي، أوضحنا الكثير منها من خلال تراجم بعض شخصياتهم في هذا الكتاب، وقد كان الجد الأعلى لهذه الأسرة الشيخ عبد السلام الثاني المتوفى سنة (1035هـ) يعدّ الزعيم الروحي بالبصرة، وكان الولاة العثمانيون يقدرونه ويجلونه، وفي نفس الوقت يهابونه ويخشونه، حيث كان الناس ملتفين من حوله لمكانته الروحية والاجتماعية، وقد عرف جميع آل عبد القادر في عهده بـ (آل عبد السلام) نسبة إليه، وكانت الدولة العثمانية تخاطبهم في ذلك الزمن بآل عبد السلام، وقد بلغ من تقدير الحكومة العثمانية لهذا الشيخ العباسي ومكانته العالية، أن أصدر السلطان العثماني (عثمان خان الثاني) فرماناً بإعفاء الأسرة العباسية من الضرائب تكرمة لهم وتقديراً لدورهم الكبير في سدّ حوائج الناس والفقراء والمحتاجين في البصرة، وما حولها من القرى من أموالهم الخاصة، مما أخجل الدولة العثمانية من أن تأخذ الضرائب والعشر على أملاكهم وضياعهم، وكان ذلك الفرمان قد أصدر بتاريخ: (20 شعبان ـ 1027هـ).
ـ آل علي:
ويعرفون بـ (آل عبد السلام) لاشتهار البيت السابق به.
ـ آل مصلح:
وهو مصلح بن عبد القادر الكبير بن ساري بن الحسن بن علي العباسي، ومن آل مصلح: (آل مفلح)، و(آل موسى)، و(آل عبد الكريم).
ـ آل الشيخ عبد الواحد:
وهم أعلام آل مصلح، وواصلة عقد آل عبد القادر، وجوهرة تاج بني أمير المؤمنين المستضيء بالله، وهم ذرية الشيخ عبد الواحد بن عبد اللطيف بن ياسين بن محمد بن شعيب بن أحمد بن علي بن داود بن محمد بن مصلح العباسي المتوفى سنة: (1268هـ)، وقد كان عالماً زاهداً ورعاً غلب عليه لقب (الشيخ) حتى أصبح علماً على جميع أفراد أهل بيته فأصبح يطلق عليهم في وقته (آل الشيخ). ولما نصب الشيخ عبد الواحد رئيساً لمجلس أعيان البصرة وحاز على لقب (باش أعيان البصرة)( ) بموجب فرمان من الحكومة العثمانية سنة (1250هـ) ومن ذلك العهد أصبح ذووه يعرفون بـ (آل باش أعيان البصرة) وصار لقباً لهم حتى عهدنا هذا، وقد برز من هذا الفرع الأسبق العديد من الفقهاء والعلماء والوزراء، واشترك الكثير منهم في الحركات الوطنية والسياسية، زمن الحكم العثماني عبر القرون الأربعة الماضية، وحتى العهد الملكي بالعراق.. وقد كان من أعلامهم في العصر الحديث سماحة العلامة الشيخ عبد الله ضياء الدين بن عبد الواحد باش أعيان العباسي، ونجله المرحوم عبد الواحد بن عبد الله ضياء الدين المعروف بـ (حاتم البصرة) ومنهم أيضاً معالي الشيخ محمد أمين عالي باش أعيان العباسي (وزير الأوقاف العراقي) الأسبق في العهد الملكي، والشيخ عبد القادر بن عبد الواحد بن ضياء الدين العباسي (عضو مجلس الأعيان) إبان العهد الملكي أيضاً، وقد ترجمنا للعديد من أعلامهم في هذا الكتاب، ولأهل هذا البيت الكثير من الأعمال الجليلة والمآثر العظيمة بالبصرة من أهمها: (المكتبة العباسية) والتي تعد من أقدم وأهم المكتبات الخاصة على مستوى الوطن العربي من حيث المحتوى، حيث تضم أكثر من عشرة آلاف مجلد من المخطوطات والكتب النادرة في مختلف العلوم، وهي لا تزال قائمة حتى عهدنا هذا، وتعتبر قبلة للباحثين والمثقفين، وتعدّ هذه المكتبة من أهم مفاخر التراث الحضاري للعراق، وفي البصرة جامع ضخم يعرف بـ(جامع الكواز) أنشأه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ ساري ابن الشيخ حسن الضاعن العباسي وذلك في سنة: (1140هـ)، وما زالت الأسرة منذ إنشائه إلى عهد قريب تتولى تجديد عمارته والإشراف عليه، ويعد الجامع من معالم العراق التاريخية. كما أنشأت الأسرة العديد من المساجد والجوامع الأخرى في البصرة وغيرها منها: (مسجد السراجي)، و(مسجد مهيجران)، و(مسجد قرية عويسيان)، و(مسجد أبي سلال)، و(مسجد العامية)، و(مسجد منطقة الكباسي)، وكانت الأسرة تتفق على صيانة وتعمير هذه المساجد إلى عهد قريب، ومن آثار الأسرة العلمية كذلك إنشاؤهم (المدرسة الأحمدية) بالبصرة التي أمر ببنائها الشيخ أحمد بن درويش آل باش أعيان العباسي و(مدرسة نمونة ترقي) التي أسسها المرحوم الشيخ محمد أمين عالي آل باش أعيان، و(مدرسة التهذيب) التي أنشأها كذلك الشيخ محمد أمين عالي، وكانت الأسرة تتولى الإنفاق على جميع تلك المدارس بعد تأسيسها والإشراف على التعليم بها، وقد أطنب شعراء وأدباء العراق في مدح العديد من رجالات هذه الأسرة العريقة، والثناء على أفعالهم المجيدة بأجمل القصائد البديعة وكان من أولئك الأدباء شاعر العراق الشهير (معروف الرصافي).
و ـ آل الإمام:
وهم ذرية إبراهيم المعروف بالإمام ابن محمد الكامل بن علي السجاد ابن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما، وآل الإمام ينقسمون إلى فرعين كما يلي:
ـ آل عبد الوهاب:
وهم عقب الأمير عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام، والذين في البصرة منهم اليوم يعرفون بـ (آل الإمام) وبيوتهـم كثيرة بالبصرة وهم بها أشهر من نار على علم.
ـ آل محمد:
وهم ذرية محمد بن إبراهيم الإمام، ويعرف بنوه بـ (آل الزينبي) نسبة لأمهم المحدثة الشريفة (زينب بنت سليمان بن علـي السجاد لعباسي)، ويعرفون اليوم بـ (آل الزينبي العباسي) وفروعهم في البصرة كثيرة جداً، وجلهم أهل علم وديانة، وشهرتهم واسعة.. ومن آل محمد كذلك: بنو علي بن طراد المعروف (بالوزير الكبير)، وقد ارتحل جماعة منهم من البصرة إلى تركيا وساحل البحر الأسود وتقطـن قبيلة كبيرة منهم حالياً بمدينة (تيلو) وسعرت بتركيا( )، وغيرهما من المدن التركية ومنهم الكثير من العلماء الأعلام بتركيا، وهم أشهر من نار على علم بها، ولهم أيضاً أبناء عمومة يقطنون بالشام بمدينة دير الزور وغيرها، ومنهم أيضاً بمدينة الموصل بالعراق.
نقلاً عن كتاب : ( العباسيون عبر التاريخ ) الجزء الثاني لمؤلقه السيد الشريف سطام العباسي الهاشمي ــ الدار العربية للنشر ــ بيروت

الدكتور/ خليل بدوي

سلمت على موضوعك القيم

عن اشراف العباسيون الكرماء

سرد مفيد ونافع

ارق التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذة الرائعة ايمان الساكت
تحياتي

كلماتك في غاية الروعة والجمال

أتمنــــى لكـ من القلب .. إبداعـــاً يصل بكـ إلى النجـــوم

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» گوگل غير بخرائطه اسم البصرة إلى “إقليم البصرة” في خطوة غير مسبوقة (مصور)
» مبارك ليمامة اشتياق(صوفيا) انضمامها الى كوكبة الأشراف.
» إلى السادة الكرام معجزات النبي عليه الصلاة والسلام
» جئت من البصرة
» جولات في قلب البصرة النابض