[size=45]ابا ذر الغفاري[/size]
من المهم أن نقرأ ونتعرف على الأشخاص الذين كان لهم أثر كبير في تاريخنا ، وكانوا أساساً للعديد من القرارات والقوانين التي كانت في الدولة الإسلامية سابقاً ، وكان لهم دور فعّال في الأزمنة الماضية ، حيث دوّن ماضيهم بالتاريخ ، ومن هؤلاء الأشخاص الذي نود التعرّف عليه ، هو أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ، وهو من أكثر الشخصيات أهمية فكان رمز للشخص المتمسك بآرائه وأفكاره التي كان يستمدها من مرجعه الوحيد وهو القرآن الكريم والآحاديث النبوية التي إستمدها من الرسول عليه السلام مباشرة ، فكان يحفظها ويعتمدها أساساً ثابتاً في جميع أمور حياته المالية والإجتماعية وحتى السياسية .حيث كان من السابقين إلى ديانة الإسلام ، كما أنّه أوّل من حيا النبي صلى الله عليه وسلّم بتحيتنا الإسلامية ، ولكنّه من الذين امتنعوا عن مبايعة أبو بكر الصديق ثم بايعه وهو كارهاً للفكرة .
وقد كان أبا ذر الغفاري يرفض الأموال التي تأتي له من أجل تعديل رأيه أو كتمها وعدم البوح بأفكاره التي كانت تعارض السلطة الأموية ، وكان يعترض سيرة الحكام التي كانت في بيت المال ، كما قام عثمان بن عفان بنفيه إلى الشام ، و فشل معاوية على وقفه عن سلوكه الا أن قام عثمان بمعاقبته بالسير الى أن تسلخ لحم أفخاذه ، ونفي الى الزبدة إلى أن مات قهراً وذلاً وفقراً، وكان هذا من أهم أسباب خروج المسلمين عن طاعة عثمان بن عفان ونقمتهم عليه .
أبو ذر الغفاري يعد مصلح اجتماعي ، حاول أن يشرح أفكاره ويفسّرها من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية ، وكان يدعو للتوفير وعدم التبذير في أموال المسلمين ، وكان يعتقد أن المسلم لا يجوز أن يملك سوى قوت يومه وليلته ، ويدعوا لنفقتها في سبيل الله ، فآرائه ليست معادية للدين الإسلامي إلا أنّه لاقي العديد من التوعيد والتهديد من بنو أمية ، وحاولوا إعطائه المال ليحاولوا فضحه أمام الملأ وغيرها الكثير ، الا أنه تمسك بآرائه ولم يتخلى عنها ، حيث كان متمسك بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية في أمور حياته كلها ، وكان يحارب الفساد والفاسدين بأفكاره وآرائه ودون اللجوء للسيف لكونه لا يحب إراقة الدّماء ، فكانت آرائه إسلامية صافية وخالصة ، وكان متمسك بها رغم جميع الضغوطات والآذى الذي تعرّض له في حياته .
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
