المهندس حسيب صالح

في مثل هذا اليوم رحل عنا المهندس السيد حسيب صالح و ترك بيننا فراغاً كبيراً لا نستطيع ملؤه. في مثل هذا اليوم 18/02/2012وقبل أربع سنوات، وقف القلب الكبير لحسيب صالح من النبض.
ولد حسيب صالح في سنة 12/12/1930 وفي مدينة كركوك، حيث أكمل دراسته الثانوية فيها وتخرج من كلية الهندسة جامعة بغداد سنة 1954، عمل لفترة وجيزة كمهندس في مديرية أسالة الماء في بغداد، وبعدها مارس العمل الحر، وبدأ بالمقاولات الأنشائية. من أهم إنجازاته، المقاولات الأتية:
١- نصب الحرية ساحة التحرير بغداد سنة 1960. أنجاز العمالقة الأتين: نحت الفنان الخالد جواد سليم، الهندسة المعمارية المهندس المعماري رفعت الجادرجي، الحسابات الهندسية المهندس الأستشاري البروفيسور أحسان شيرزاد( أنجاز هندسي عالمي رائع يدرس في كليات الهندسه العالمية)، و المقاول المهندس حسيب صالح.
٢- عمارة شركة التأمين، شارع الجمهورية 1963.
٣- مصرف الرافدين، شارع الرشيد 1965. 
٤- عمارة أعادة التأمين، ساحة الخلاني 1970.
٥-سوق و عمارة التأمين، شارع الرشيد 1972.
٦- المكتبة الوطنية و قاعة المحاضرات، باب المعظم 1978. 
٧- فندق السليمانية، 1979.
٨- مركز شركة التأمين الوطنية، ساحة الخلاني 1985.
٩- وزارة الصحة العراقية، باب المعظم 1990.
١٠- التبرع ببناء مكتبة جامعة السليمانية.
بالأضافة الى بناء العديد من مساكن السكنية و المشاريع الكبرى.
-من المؤسسين لأتحاد المقاولين العراقيين
-رئيس اتحاد المقاولين العراقيين أواخر الثمانينيّات 
-رئيس اتحاد المقاولين العرب بداية التسعينيات

فكانت شركة حسيب صالح لمن عمل فيها بمثابة خبرة جيدة جداً في العراق و حتى على صعيد الشرق الأوسط.
لقد بدأ بالنشاط السياسي و هو طالب في الأعدادية فكانت أفكاره إنسانية يسارية و قومية في نفس الوقت، ففي سنة 1948 كان بين ممثلين الطلبة لوفد كركوك إلى مؤتمر ساحة السباع المؤتمر الطلابي الأول في تأريخ العراق، من بين المشاركين الرئيس جلال الطالباني عندما كان ممثلاً لطلبة كويسنجق، والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، و في الجامعة كان له دَور في الحركة الطلابية اليسارية في كلية الهندسة ببغداد. 
أورد بعض ما قاله المؤرخ الأستاذ كمال مظهر في رسالة التعزية التي أرسلها لعائلة المرحوم.
بطلب من صدام حسين و في أواسط تسعينيات القرن الماضي، أجتمع عضو مجلس قيادة الثورة سعدي مهدي صالح بمجموعة من الشخصيات الكردية الموجودة اَن ذاك في بغداد من بين الأشياء الذي طلبها المحاولة لأرجاع القرى المحيطة بقضاء جمجمال وإلحاقها بكركوك ثانيتاً، فيقول الأستاذ كمال والكلام له، كان حسيب صالح جالساً بيني و بين الأستاذ أحسان شيرزاد، فرفع يده، وكانت يداه ترتجفان، فقال أنا لدي أقارب في هذه المنطقة و أنا سمعت من عندهم بأنهم يفظلون البقاء خارج نطاق الحكومة المركزية ولا يفظلون الرجوع إليها, لأن معاملتهم في ظل الأدارة الحكومية كانت سيئة، بسبب غلق أبار المياه الأرتوازية.
وكان الطلب الأخر هو تأسيس حزب كردي موالي للحكومة، فقال المرحوم حسيب بأن التجارب الماضية أثبتت فشل هذه الأحزاب وأنتهاء مؤسسيها سياسياً، فأن كان لدى الحكومة برنامجاً لحل المشاكل فالأفضل الأتصال بالجهات التي تستطيع أن تساعد في حل المشاكل العالقة (أي الأحزاب التي تدير المنطقة الغير خاضعة لسيطرة الدولة).
لقد كان رحمه الله مرحاً بشوشاً يحب مساعدة الأخرين ،ورغم مشاغله الكثيرة تجده في منتهى النشاط والحيوية والأناقة، فكان صاحب كاريزما وجاذبية وسحر، حيث كان يجذب الجالسين بحديثه وشخصيته المرحة و السريعة البديهية، وقابليته بالتأثير على الأخر وبسرعة. فالنكات التي كان يسردها و هو في المجلس يجعل الجالسين أن ينجذبو لحديثه.
كتب عنه أحد الشعراء:
الا مَن رأى في الناس مثلُ حسيبِ، له عقلُ معمارٍ وقلب أديبِ
تراه قريباً وهو كالبحر غَورُهُ، وحيناً بعيداً وهو جد قريبِ
صَفا وكأنَّ الله أكمل خَلقهُ، فمن كل نبل خَصَّهُ بنصيبِ
كريمُّ، حليمُّ،مشرق الوجه،صادقُّ صَدوقُ، أبيّ النفسِ، جدُّ لَبيب
وأجملُ مافيهِ دماثةُ طبعِهِ، سِلمُ إنجيلٍ وحزنُ صليبِ
ويضحكُ طول اليوم حتى تخالَهُ، كأن ليس من يومٍ لديه عَصيب
كذا نفسُ من تعلو على الزَّيفِ نفسه، يرى أعجب الأشياء غير عجيب.
رحم الله الأستاذ حسيب صالح وأسكنه فسيح جناته