منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 الزائر الغريب.. جزء من روايتي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حنان عبد الرحمن
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/03/2015
عدد المشاركات : 80
نقاط التقييم : 109
بلد الاقامة : المنيا مصر
علم بلدك : Egypt مصر
الاسد

الزائر الغريب.. جزء من روايتي Empty
مُساهمةموضوع: الزائر الغريب.. جزء من روايتي   الزائر الغريب.. جزء من روايتي Emptyالإثنين مايو 16, 2016 5:41 pm




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الزائر الغريب...
كانت هند تجلس في حديقة بيتها.. تقرأ رواية عالمية مترجمة بعنوان بقايا قهوة.. عندما دخل إليها رجل في الثلاثنيات من عمره.. أنيق المظهر.. ذو عطر نفاذ.. طويل القامة.. نحيل الجسد.. خمري البشرة.. له عينان واسعتان.. تلمعان ببريق جذاب.. و كأنهما تسكبان قطرات من الدموع النادية.. صوته رجولي.. تصاحبه بحة غريبة.. تترك أثرها في القلب بمجرد سماعها..
وقف على مقربة منها.. يتأملها.. و مازالت ﻻ تشعر به.. أخذتها أحداث الرواية.. فمازالت القراءة دنيتها.. و عالمها الحقيقي الذي ﻻ يمكنها أن تتخلى عنه مهما كان خروجها إلى دنيا الواقع.. فهى ترى في القراءة القوى الخفية التي تعينها على مواجهة الأيام.. و إذا به يقطف وردة من حديقة المنزل.. و يضعها بين صفحتين من صفحات الكتاب.. تنبهت هند إلى الوردة.. و في بطء رفعت عينيها إليه.. إلى رجل مجهول آخر.. جاء على حين غفلة.. تغلق الكتاب على الوردة دون أن تشعر.. و تضعه أمامها.. صامتة.. ذاهلة: فمن يكون يا ترى هذا الضيف الغريب؟! ... ربما هو عابر سبيل.. يطلب شيئا.. و ما الذي يمكنني أن أقدمه له؟! ... لكم أخشى عطايا الحياة التي لم تخبرني عنها مسبقا..
مازال الصمت حائرا يتردد بينهما.. و يحاول أن يسترق ما يدور في خلدهما من حوارات.. تنطق بها عيناهما.. فمن يملك أن يفهم لغة العيون سوى امرأة حالمة.. و رجل فارس آت من زمن جميل؟! .. إنه في ملامحه يشبه ممثلا قادما من فيلم أبيض و أسود.. يبدو لي و كأني أرى صالح سليم في فيلم الباب المفتوح..
ياااه .. لكم أحب هذا الفيلم .. لكم أحب طلته.. و رقته بينما كان يخاطب حبيبته ليلى.. لكم تعلقت مشاعري برسائله إليها.. و هى تقرأها بشغف.. و لكم تمنيت أن أعيش هذه المشاهد حقيقة و لكن ...
من يمكنه أن يمنحني هذه المشاعر الدافئة الحانية الممتزجة برجولة حقيقية في استطاعتها أن تحتوي امرأة مثلي من الصعب احتوائها.. و تلمس ما بها من أحاسيس مختبئة خلف جمودها.. رغم أن لديها عاطفة فياضة قادرة على العطاء و لكنها عاطفة مهملة.. تحتاج إلى من يستفزها لتكون له.. بدلا من أن تضيع في خيالات و أروقة ﻻ وجود لها.. فهى من أشيائها الوهنية.. و ظنونها المترنحة.. العالقة بدنى ﻻ تنتمي إليها.. و بهمس مجروح همست هند: يارب ... هى لي أمل في هذه الحياة؟!
- تحية طيبة أستاذة هند .. مررت من هنا.. فأحببت أن أبلغك إعجابي بما تكتبين .. بعد أن لمحتك تجلسين في الحديقة..
- أهلا بك .. أحقا تقرأ ما أكتب..
- نعم سيدتي .. و أنتظره بشغف ﻻ تتخيليه..
- ما أكتبه موجه إلى المرأة ﻻ إلى الرجل..
- ربما .. و لكني وجدت فيه شيئا مميزا يسلبني عقلي..
- ﻻ أعرف كيف أشكرك..
- بل أنت التي تستحقين الشكر .. إنك تبنين بداخلي صرحا من المثل..
- أتمنى هذا .. تفضل اجلس..
- أشكرك سيدتي على هذه الثقة..
هند في بسمة مذهلة:
- لِمَ تهتم بما أكتب رغم أنه ﻻ يخاطبك؟!
- ببساطة سيدتى .. أنا رجل متعجرف.. ﻻ يمكنني أن أحتوي امرأة.. و دائما ما أفشل معهن.. حتى الإنسانة الوحيدة التي احتملتني بما فيه الكفاية فقدتها..
- كيف ...؟!
- ﻻ ألومها.. فأنا صعب المزاج.. متقلب الشعور..
صمتت هند ثم قالت:
- سبحان الله ..!!
- معك حق أستاذة هند.. فربما أن هيئتىي تختلف عن طبيعتي.. و هو جوهر مشكلتي..
- و كيف ذلك..؟!
- أي امرأة تراني تنجذب إلي.. و بمجرد أن تتعرف علي.. تقع في هواي..
- و بعدها...
- و بعدها تتعرف علي أكثر .. تظن أني خدعتها..
- خدعتها ...!!!
- ﻷني في البداية أعاملها معاملة أنيقة.. و أشعرها بأنها ليدي.. و كلما اقتربنا لمست في تغيري المفاجئ..
- ماذا تقصد بتغير مشاعرك؟!
- حقيقة سيدتي .. ربما أنا أيضا ﻻ أفهم ... إنه شعور يسيطر علي.. و يدخلني في حالة أو يخرجني منها ... هل لي أن أطلب فنجان قهوة سادة؟
بهتت هند لطلبه المفاجئ:
- بكل تأكيد.. يسعدني طلبك.. أستأذنك..
- تفضلي سيدتي..
انطلقت هند لتعد فنجان القهوة لهذا السيد الغريب الذي أقحمها في خصوصيته دون سابق معرفة بينهما.. إنها تشعر بفرحة تخالج نبضها عندما طلب منها فنجان القهوة.. و كأنه منحها ثقته أو أنه يخبرها بأنه واثق في قدرتها على إعداد فنجان قهوة.. و هذا منحها شعور زائد بالثقة.. قد يبدو الموقف بسيطا و لكنه يعني لها الكثير.. يكفي أنه أدخل السعادة إلى قلبها.. إنها تهتم بعمل فنجان القهوة لتخرج على نحو يرضيه .. و لِمَ تهتم برضاه ...؟!
تركتها على نار هادئة.. و انطلقت إلى غرفتها تنظر إلى شعرها المرسل المعلق بكتفيها.. تعيد ترتيب بعض خصلاته التي تطايرت على جبينها بفعل أنسام الهواء.. تحدق في المرأة و تحدث نفسها :
ترى لِمَ أهتم بمظهري كامرأة و قد أغفلته؟! أكنت أحتاج إلى من يوقظ في نفسي هذه الغفلة؟! لم أنتبه سابقا إلى الأنثى بداخلي.. دائما ما كان اهتمامي يتمركز حول شخصيتي العملية.. اعتقدت أن نجاحي كامرأة لها كيان مستقل يتمثل في عملها.. يكفي ﻷن يغذي عاطفتي طالما أني أكتب في الأدب.. و لكني اكتشفت الآن و ﻻ أدري لِمَ الآن بالذات أني كنت أجري في فراغ عميق.. في طريق بلا نهاية.. في شارع طويل يملؤه الضباب..
لماذا يرتجف شيء ما في صدري هكذا؟! هناك أحاسيس غريبة علي لم أعهدها.. تتجاذبني الآن.. مثل: أني أصبحت أحب القهوة أكثر.. و ارتبطت بها أكثر.. فقط كنت أراها في فيلم أبيض و أسود.. كذاك الفيلم الذي ﻻ يبرح خاطري أبدا.. فيلم الباب المفتوح.. ربما ﻷن البطلة تشبهني.. ربما ﻷنها استطاعت أن تحقق ما أخفقت فيه أنا.. ربما ﻷني أحتاج لمن يفتح لي الباب.. كان الفيلم يخاطب مأساتي.. و لكني لم أنتبه إلا الآن.. عندما فتحت له بابي.. لهذا الزائر الغريب..
تذكرت هند أمر القهوة.. فأسرعت إليها تحدث نفسها: يااالله..
كانت القهوة على وشك الفوران.. و لكنها هدأت عندما أطفأت هند عليها النار.. و وضعتها في فنجان.. و تحركت بها إلى الضيف.. و قدمتها إليه.. و هى تبتسم له في خجل..
ضحك الضيف ضحكة عالية أنيقة و قال لها:
- لم أكن أعرف أن القهوة تستغرق كل هذا الوقت في عملها.. ظننت أنك نسيتني..
- ﻻ أبدا.. و لكن..
- على فكرة أنا خبير في عمل القهوة.. و أعرف جيدا أنها ﻻ تستغرق كل هذا الوقت إلا في حالة واحدة..
و في لهفة سألته:
- ما هى؟!
- عندما نستغرق في تفكيرنا أمامها.. و كأنها ربة التفكير لدينا.. ألم تلاحظي ذلك أبدا؟!
أخرج سيجارة من علبته ليدخنها.. أخذ منها نفسا عميقا.. ثم أطلق دخانها في وجه هند.. و ابتسم لها.. و استطرد كلامه:
- أخبرك أمرا.. إن السيجارة و فنجان القهوة بمثابة حياة لي.. بهما أعيش حالة يمنحاها لي..
- قديما قالوا: إن ربة الحكمة مينرفا.. وأنت تقول: إنها السيجارة و القهوة..
- أصدقك القول هذا ما أحسه.. وﻻ أدري العلة.. ربما ﻷنها تملك السيطرة علي.. ربما ﻷني ﻻ أرى أفكاري إلا بها.. أليست هذه هى سمات الربات؟!..
- جائز..
- كيف تقولين جائز؟! .. إنك أديبة .. ولديك الربة نفسها .. فأجيبيني من فضلك..
- و بم أجيبك؟!
- حدثيني عن هذه الربة التي تتملكني.. و ﻻ أملك أما مها إلا الخضوع..
- ﻻ أدري..
- ما الذي أصابك؟!  أراك تذهلين عني..
هند تحدث نفسها:
- ما الذي دهاني أمام هذا الرجل؟!
- عفوا سيدتي .. هل أزعجتك في شيء؟!
في انتباهة:
- ﻻ أبدا بالعكس و لكني شعرت..
- بم شعرت؟! .. أتمنى أن تفصحي..
- أشعر و كأنك تتحدث بأسلوبي نفسه.. كأنك ﻻمست شيئا ما في نفسي..
- إنه توارد الأفكار و الخواطر..
- نعم.. إنه كذلك.. و ربما هذا ما دفعني ﻷن أجلس إليك و أنا ﻻ أعرفك..
- أتدرين سيدتي أني كلما قرأت مقالاتك أشعر و كأني أحدث نفسي.. أنت جعلتني في حوار دائم مع النفس..
- ما هو عملك؟
- مخرج سينمائي..
- صحيح..
- نعم سيدتي.. يشغلني كثيرا أمر التحليل.. و الغوص في أعماق الأعمال الفنية..
- أعرف أن المخرج عصبي المزاج..
- هكذا أنا سيدتي للأسف صعب المزاج..
- ربما تكون مقاﻻتي الآتية حولك..
- حولي أنا!!
- ليس بالضبط .. و لكني تعرفت على الأمر من خلالك.. و يمكنني أن أقدمه من وجهة نظري..
- و هو كذلك سيدتي.. و سأتابعك بشغف كعادتي بك.. فربما أتعلم منك شيئا..
- ربما.. من يعرف..
- أنا أعرف أستاذة هند.. فقد تربى جزء مني على كتاباتك..
- غير معقول..
- ربما أنك ﻻ تدركين..
- ربما..
- كتاباتك خلقت حياة لدي.. فرجاء استمري.. ربما يكون هناك غيري..
- و لكني أحتاج ﻷن أسمع منهم.. أنت ﻻ تدري كم أسعدني وجودك هنا..
- أعلم سيدتي.. فالخروج إلى الآخر أمر يدعمنا نفسيا.. خاصة عندما تتلاقى أرواحنا.. عندما نكمل شيئا ما بيننا ﻻ تشعر بخصوصيته إلا الروح..
- ما اسمك أيها العابر؟
- خمني..
- رؤوف..
- ﻻ..
- عزيز..
- ﻻ..
- نادر..
يضحك ضحكته الحلوة و يقول لها:
- تلعبين معي لعبة الأسماء..
- ﻻ أجيدها..
- فراستك..
تضحك هند ضحكة لم تعهدها من قبل ثم تقول له:
- بالله عليك أخبرني..
- ما رأيك في ... رشدي؟!
- حقا..
- سليم..
-صدقا..
- إيهاب..
- هذه أسماء ممثلين أحبهم فكيف عرفت بالامر..
يضحك لها غامزا بعينه:
- أعرف..
- و كيف عرفت؟!
- من مقالتك أبيض و أسود..
- هيا أخبرني..
- وجدي..
تنظر إليه بلوم و كأنها تستحلفه بأن يصدقها القول.. يبادلها النظرة بغمضة من عينيه تأكيدا لها..
تحدث نفسها: وجدي .. ما أجمله من اسم!
- اسمحي لي أن أطلع على هذا الكتاب الذي تقرأينه..
- و  لِمَ ترغب فيه؟!
- أحب أن أتعرف على ذوقك   آنستي ..
- هى قصة مترجمة بعنوان.. بقايا قهوة..
- جميلة كما أنت..
تبتسم في خجل و تمنحه القصة و كأنها تمنحه إراداتها:
- تفضل..
أمسك الكتاب بيديه الكبيرتين بقوة.. حتى انطبعت رائحة عطره على غلاف الكتاب.. و أخذ يقلب ببطء بين صفحاته.. و يمر عليها مرور الكرام.. لم يستغرق طويلا عند صفحاته.. و لكنه توقف عند هذه الصفحة التي أغلقت هند فيها على الوردة.. أخذ يحدث نفسه: نعم إنها فتاة من دنيا الخيال.. فما أجملها من دنيا! .. ﻻ يسكنها سوانا.. ليت الزمان يتوقف عند هذه اللحظات التي تحتضنا.. ﻻ أدري لم أشعر بسكينة في وجودك؟! إنها السكينة نفسها التي أحسها كلما قرأت مقالاتك.. ربما أنك الهدية التي منحها الله لي بعد طول عناء..
ربما الحديث نفسه يدور في نفس هند عندما همست دون أن تدري: يا مالك الأمر.. هل انتهى أمري أم ابتدء معك؟!
ربما أنك الأمل المنتظر.. لم أكن أتوقع أنك ستأتني على حين غفلة هكذا.. إنه الحلم نفسه الذي كنت أراه في غفلتي.. و سنين عمري الآتية.. لقد تحقق.. و لكن.. إلى أين سيأخذني معه؟!
إن الأحلام دائما ما تكون جميلة.. و لكنها مستمدة من زمن أخاف ألا أجده في واقعي.. و إذا ما تحققت أتفقد شيئا ما؟! يا ترى أيهما أجمل: حلمك أم واقعك؟! ﻻ أعلم عن واقع الحب.. و لم أهيئ له نفسي.. إن علاقتي به فقط في تلك الروايات و الأفلام التي تربت مشاعري عليها.. و آمنت أحاسيسي بها.. أخاف أن أفقد إيماني إن اصطدمت بواقع أليم.. و لكني عاهدت نفسي ألا أخاف أو أحزن ثانية.. تحررت من عجزي.. فهل الحب قيد أو عجز؟!
و مضى الضيف الغريب.. بعد أن قلب لها حالها.. و تركها تعاني صراعا نفسيا جديدا عليها.. اسمه اﻻشتياق له... رحل و ترك بقايا قهوته في الفنجان.. و بقايا من عطره في أرجاء المكان... إنهما سلوتا هند في غيابه... يذكرانها بهذا المشهد الرومانسي الذي عاشته.. و كأنها تشاهد مشهدا من فيلمها المفضل... احتضنت هند الكتاب و تساءلت في نفسها: ترى أتراني أراك ثانية أيها الطير الشريد؟! و أحست دفئا يسري في أوصالها.. حرك معه قدميها حركة خفيفة.. شعرت معها برغبة في أن تقف و تتحرر من كرسيها..
شيء ما يضطرب في صدرها منذ لقائها مع وجدي.. ذاك المخرج السينمائى الرائع.. الذي ﻻ نراه إلا عبر شاشات التليفزيون.. أو في العروض السينمائية.. أو ربما عندما يسرح خيالنا بحثا عن رجل ودود نسكن إليه في رحلة عبر المجهول.. نتلذذ بالرحيل عبرها لنصنع حياة خالدة في ذكرانا..
لماذا تأخر كثيرا هذا الأمل؟! لكم أحببت وجوده في كياني.. إنه يداعب شيئا ما كان ساكنا.. كان صامتا.. و أخشى من صحوته غير المعهودة.. و اندفاعي إليه على هذا النحو.. و كأني ما صدقت أن وجدته..
لم أر في نفسي هذا الجانب الملح.. لطالما كنت أنظر في الأمر.. و أترقب أحداثه.. و أنا على يقين بأن الحكمة منه سترشدني.. و تهدي أفكاري إلى الشيء الصالح الذي يمكنني أن أعتمد عليه في تقديراتي للموقف..
يااالله .. لكم أحب وحدتي .. إنها ملاذي و مأمني عندما تشتد بي مواقف الحياة.. و لكم أحتاج إلى كل جوارحي.. لتهديني إليه أو تبعدني عنه.. و لكن هناك جارحة ما تسيطر على بأن أقترب منه.. و أتعرف عليه أكثر.. و أتلمس ما به من أحاسيس..
إنه حذرني من هذه الأحاسيس المتقلبة.. و رغم ذلك لم يزعجني تحذيره.. و لم ألق لها باﻻ.. مر على سمعي مرورا عابرا.. لم ألتفت إليه.. رفضته تماما.. ربما ﻷنه صرح لي بتغيره الذي يعتريه كلما قرأ مقالاتي.. ربما ﻷني في قرارة نفسي شعرت بإحتياجه لي.. إنه يتعلق بي.. و كله أمل أن أغيره.. فكيف أخذله.. و أتخلى عنه ﻷجل هذه الهواجس التي تحدثني.. إنه دوري الحقيقي الآتي من كتاباتي.. و الساكن في غاياتي..
إنه بدأ يتحقق.. و يؤتي ثماره.. أن أحدث تغيرا ملموسا في حياة غيري.. و ألمسه بيدي.. إنها قمة السعادة.. و أي شيء أبتغي غير ذلك..
ياااه .. يا ربي .. لقد منحتني جواهرا ﻻ يسع فرحتي أن تحتملها.. إنها ثمرة عنائي طيلة عمري.. لقد صبرت يارب طويلا.. و أعطيتني جزاء صبري جميلا.. و ﻻ يدري بحالي سواك..
إنها البشرى التي وعدت بها عبادك الصابرين عندما قلت في كتابك العزيز "و بشر الصابرين"  إن هذه الآية بدأت تتفتح في نفسي كأني لم أقرأها من قبل.. و أستشعرها بجوارحي على نحو يختلف لقراءتي لها سابقا.. فلك الحمد و الشكر يارب.. دائما كنت معي و لم تتخل عني.. رغم هفواتي في حقك.. و اعتراضي على مأساتي.. و لكنك جميل.. تصنع من القبح جماﻻ.. لم نكن نلتفت إليه إلا بواسطة إلهامك لنا.. و لكم ألهمتني في حياتي.. ﻷصنع من عجزي الذي أراه قبيحا جماﻻ.. ﻻ أعرف كيف أتى من هذا القبح.. إلا أنها رحمتك التي شملتني.. و انتشلتني من ضياعي..
صباح الخير هند.. ما لي أراك منزعجة هكذا..
هند تنتبه إلى رحاب:
رحااب!! صباح النور صغيرتي..
لم أعد صغيرة يا هند.. لقد كبرت أعواما من  مآسي الناس..
هوني على نفسك يا أختاه.. ما أتينا الحياة إلا لنتعلم منها كيف نواجه مصائرنا بعقيدة ثابتة..
دائما أنت على حق...
و دائما أنت أختي المشاكسة .. أتدرين رحاب؟!
أدري!!
كم أتوق أن أرجع بالزمن إلى الوراء!!
و لِمَ؟! أتريدين أن ترجعي إلى حياة الفراغ؟!
بل أريد أن أستعيد عمري الفائت من أجله هو ...


بقلمي .. حنان

جزء من روايتي أتمنى أن يروق لكم كما راق لي


عدل سابقا من قبل حنان عبد الرحمن في الإثنين مايو 16, 2016 10:47 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

الزائر الغريب.. جزء من روايتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزائر الغريب.. جزء من روايتي   الزائر الغريب.. جزء من روايتي Emptyالإثنين مايو 16, 2016 7:42 pm

الأستاذة العزيزة الفاضلة الأديبة الرائعة@"حنان عبد الرحمن"
استوقفني العنوان(الغريب) وعدت لرواية بنفس الاسم لألبير كامي، التي كنت قد قرأتها منذ سنوات
قرأت هذا الجزء من روايتك ولا اعلم هل هو من بداياتها أو منتصفها أو من قرب نهايتها، لكن الحق أقول:
أعلنك بكل تواضع ملكة البوح الجميل ونور التباشير وألق المغنين 
دمت لنا أختنا حنان لأنك استطعت أن تشطرين الحرف الى كل أنصافه .......ليظهر بين يديك بكل أناقاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حنان عبد الرحمن
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/03/2015
عدد المشاركات : 80
نقاط التقييم : 109
بلد الاقامة : المنيا مصر
علم بلدك : Egypt مصر
الاسد

الزائر الغريب.. جزء من روايتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزائر الغريب.. جزء من روايتي   الزائر الغريب.. جزء من روايتي Emptyالإثنين مايو 16, 2016 10:45 pm

ازيك يا دكتور خليل

بصراحة مش عارفة أشكرك ازاي


هى الرواية بعنوان لست عاجزة

و الزائر الغريب جزء منها

عنونت كل جزء منها بعنوان ما

و كنت حابة رأيكم

ﻷني تعرضت ﻻحباط شديد بسبب الرواية

و كنت محتاجة أستعيد ثقتي فيها ثانية

و لو كنت أقدر أنشرها كلها ﻷخد رأيكم فيها كنت فعلت

علشان كدا بقلك

شكرا شكرا شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهندس محمد فرج
عضو موسس للمنتدى
المهندس محمد فرج

ذكر
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
عدد المشاركات : 123667
نقاط التقييم : 126296
بلد الاقامة : ماريا وترابها زعفران
علم بلدك : Egypt مصر
الجوزاء

الزائر الغريب.. جزء من روايتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزائر الغريب.. جزء من روايتي   الزائر الغريب.. جزء من روايتي Emptyالسبت يوليو 09, 2016 10:25 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

الزائر الغريب.. جزء من روايتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزائر الغريب.. جزء من روايتي   الزائر الغريب.. جزء من روايتي Emptyالسبت يوليو 09, 2016 11:13 pm

الأستاذة العزيزة الغالية الرائعة المبدعة@"حنان عبد الرحمن"
اشكرك على هذا التواجد الأدبي النفيس الرائع
تحية عطرة لروحك النضرة من هالات النور التي حلقت القلب..
فلا تحرمينيا من مطر حرفك البديع بين متصفحات اشتياق
دمت بنور الله ووفقك بما يحبه ويرضاه
سلام الله
نتابع بكل الود
رائع ما نثرتم هنا...
وإثراء أنتم...
فمزيدا من عطاءك ايتها الترنيمة اليقظة
كوني كما أنت . فأنت كوكب عطر
وأنت للظل أهله ... فتوهجي
مودتي وتقديري
وقوافل الياسمين يحف بها الأريج.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الزائر الغريب.. جزء من روايتي
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الزائر الغريب
» من هو الزائر ؟
» ايها الزائر هل تعرف من نحن .... !
» الغريب
» في انتظار الزائر الكريم محمد محضار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الادبية :: اشتياق القصة -
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1 
باسند - 51612
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_rcap1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Voting_bar1الزائر الغريب.. جزء من روايتي Vote_lcap1