بائعة الورد .. قصة قصيرة

بائعة الورد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ظلام الليل يستهويني . فأنا أحبه ..
أعشقه .. أمشي لساعات دون ملل فيه .
الشوارع تخلو من المارة . أشعر بأن الكون أصبح لي وحدي .
أفكر فى عمق . في هدوء . أملأ رئتاي بنسمات الهواء الصافي . دون
غبار . دون دخان . دون أن يلوث بالأنسان . سيسأل أحدكم : هل أنت
تهرب ؟ ومن ماذا ؟ سأجيبه : أني فعلا أهرب . فأنا أعمل مدرساً للتربية
الرياضية . وطول اليوم . رفع . مد ... ثنى . أفرد يديك جيداً يا ولدي . لا
تنظر في الأرض . طوال اليوم على هذا الحال .. يا كابتن هذا يضربني ..
هذا يشتمني والأستاذة فلانة تقول لك عاقب هذا بالضرب لأنه يشاكس
زملائه . المدير يقول هناك أولاد يتسربون من أعلى السور . معنى هذا
أني في المدرسة مطلوب منى الضبط والربط . أو بمعنى آخر أمثل فيها
قسماً للشرطة والسجان وفرد الأمن . وعندما أعود للمنزل أواجه نفس
الأمر . أعرفتم لماذا أهرب . حتى جاءت الليلة المشهودة . عندما رأيت
رجلاً يحاول أن يجذبها إلى السيارة . وهى تقاومه . صوت مكتوم يصدر
عنها . وهو لا ييأس .. تنشب أظافرها فيه كالنمرة . حتى سال الدم من
وجهه . وقفت لأستطلع الأمر .. رآني .. تركها .. ركب السيارة وهرب .
نظرات الحيرة في عيني ... قالت لي : يحسبني مجرد سلعة .
رأيت في يديها سلة يتدلى منها زهور وورود .
تناثر على الأرض أكثر مما في السلة .
قالت : أنى بائعة ورد .
لا أملك إلا هذا . من أجل أمي وخمسة من الأخوات .
رفعت عيناي إليها رغم الأدب.
يا الله .. سبحانه من صور . وجه كالماسة يتلألأ . عينان لا قرار لهما
كالبحر . روح صافية تطل من عينيها .( معذور هذا الذئب ) .
. مدت يدي إلى جيبي . كل ما بداخله أخرجته . ووضعته بين يداها .
قالت : كثير هذا . أنى لم أبع بمثل هذا المبلغ منذ السنوات .
ودفعت لي كل ما لديها من الورد . نظرت إليه . مسكينة تلك الوردات ..
رماك حظك العاثر في يد القمر . ولذا لا يرى جمالك أحد . وودعت هاتين
العينين . وذهبت . أتشمم في الورد لأتنسم فيه عطر يديها . مسكين أيها
الورد ... عبيرك ذاب في عبير يديها وتلاشى . مرت أيام وليالي . ووجهها
ملئ كياني . كثيراً ما أغمض عيني وأغوص في بحر عينيها اللا متناهي
. أجمع الياقوت والمرجان واللآلئ من أعماق عينيها . أجاهد نفسي
حتى لا أعود إليها مرة أخرى . أتحاشى مروري من هذا الشارع . فأني
أخشى على قلبي من سلطان هاتين العينين . فإن أمروني .. لن أجد من
قلبي إلا الطاعة ... قالت زوجتي : لماذا تتمسك بهذه الوردات الذابلات ؟
وحالك منذ الأيام ليس هو الحال ؟ نظرت بعينيها . رأيت بداخلهما عيناي
بائعة الورد . ودون أن أشعر قلت لها : ما أسمك ؟
أفقت من حالتي هذه على صوت الضحكات .
وقالت لى : أتسألني الآن عن أسمى بعد زواج أربعة عشر عام ؟
عموما يا سيدي أنا اسمي ( عبد العال ) ها ها ها ..
مسكينة أيتها الزوجة . فأنا تزوجتها كرد فعل لحبي الأول لـ ( سلمى ) .
فسلمى كانت كل حياتي . دموعي . آهاتي . حتى جئت أنت في المكان
الخطأ . في الزمان الخاطىء . فأنا لم أختار . ( هم ) اختاروا لي . وأنا
مازلت الباحث عن الحب . أريد الصدق . أريد نوراً يملأ كل حنايا القلب .
يأسر روحي . حتى يشعرني بأني إنسان . تركتها وذهبت . وجدت
قدماي تقوداني إلى بائعة الورد . ليست موجودة . مرت الأيام وأنا أكرر
مروري من هذا الشارع . لكن لا أجدها . لقد ذابت كحبيبات السكر في
الماء . في أحد الأيام رأيت وردة تقترب من أنفي . رفعت عيناي . فإذ
بالبحر الصافي أقصد تلك ( العينان ) . وصوت نسيم هادئ يداعب
وجداني ويقول . نسيت أن أشكرك لإنقاذي . هذه الوردة ستشكرك بدلا
عني . واختفت كنسمات البحر في لحظة . لم أعلم كم زمن وقوفي هذا ؟
أنظر للوردة . أتشمم فيها عطر ملاكي الفواح . هل هذا معقول ؟ هل
أحببت بائعة الورد . أسمع بعض القراء يتضاحكون علي .. فلنجتمع .
ولنعقد جلسة ... هيا .
ولا يتغيب منكم أحداً . أسمع منكم واحد يسأل : كيف وأنت مدرس
ومتزوج وعندك أولاد تحب مرة أخرى ؟ ومن !! ... بائعة الورد ؟
وجهت كلامي إلى الجمع ( نقطة نظام يا أخواني ) فأنا رجل ديمقراطي .
وسأجيب على سؤال هذا القارئ : أنى أبحث عن سلمى . وسلمى هنا
ليست شخص . سلمى هي معنى للحب . فالأم ترعى أولادها بدافع سلمى
(أقصد الحب ) . الناس تعيش بسلمى . ضاعت مني في أحد الأيام .
ووجدتها . فهل يرضيكم أن أحرم منها مرة أخرى ؟ أني أحتاج
لـ ( سلمى ) . هل تريدون أحكم على نفسي بالموت ؟.
باللاحب ؟ .. بجفاف القلب ؟
أخواني أسمع في الصفحة ضوضاء .
فلنقترع ونأخذ بغالبية الأصوات . من منكم يستطيع العيش بدون سلمى
فليرفع يده .... ( منافقة ) أقصد موافقة . لقد تعودتم مجرد رفع الأيدي . وأنا
سأعلنها ( قرار من المجلس سيد قراره ) سأذهب وألبي نداء القلب .
ومن منكم يريد أن يشهد عرس الحب فليتبعني . أنه الشارع الذي تقف
فيه سلمى ( أقصد بائعة الورد ) لكن ما هذا الجمع ؟ . أكثر من ألف .
أسمع رجل يقول أنها بائعة الورد . قلت لنفسي : هل كل هؤلاء الناس
يريدون سلمى ؟ . اخترقت الجمع .. جثة مسجاة على الأرض . مغطاة
حتى الرأس . ورأيت وردة بجانبها . وردة بيضاء مخضبة بالدم .
بكيت بصوت عالي .. قال الضابط لي : هل تعرفها ؟ أكشف عن وجهها وأجبنى؟
مدت يدي وأنا أتمنى ألا تكون . وبكيت . تساقطت دموعي على خديها .
قال لي : هل تعرفت عليها ؟
قلت : نعم .. نعم .. أنها سلمى قد ( ماتت مرة أخرى )
قال الضابط : يظهر أنه رجل مجنون ومن هنا أخرجوه .
لم أعد للمنزل . فأنا قررت أن أهدي للناس الحب . حتى تنعم سلمى في
الجنة . أحضرت الورد . في نفس مكانها ووقفت . ودون مقابل أهدي للناس الورد .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أيمن عبد القوى الأعلامي

الأستاذ الرائع الأديب المبدع@"ايمن عبد القوي الاعلامي"
كم رائعة هي لحظات الصمت عندما تجود علينا
بهذا الكمّ وهذه الكيفية من جمال الروح بما تحمله
من فرح او شَجَن !
حت? بائعة الورد تشتهي ان يهديها احدهم وردة

دمت زاخراً / عامراً بالجمال
شاعرنا المكرَم
ودي ووردي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تطلّ علينا أحياناً أشياء من بين ثنايا الحياة

تعيد لنا الحياة .. أو لنقل .. الإحساس بالحياة

توقظ تلك الذكرى الكامنة في زوايا الذاكرة

و تشعل الأمنيات في الصدور

فنتشبّث بها كمن وجد ماءً في الصحراء

و نضحّي من أجلها بالحياة

قصة رائعة .. سرد سلس لتفاصيل التفاصيل بطريقة التشويق

برشاقة القلم المتمكّن .. و خبرة السارد البطل

و تلك الحوارية التي بين القاصّ و القارئ

الأستاذ أيمن عبد القوي الإعلامي

سلم قلم الراقي

أنتظر دوماً جديدك

تحياتي و دعواتي

Shocked

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

استاذ ايمن عبد القوي الفاضل

سلمت الايادي على هذا البوح و السرد الجميل

هناك مواقف في الحياة تغير الانسان و ترج حياته رجا و هو محتار لا يدري ماذا يعمل

لانها خارجه عن ارادته

قصه جميله سيدي الموقر

اجدت حبكتها فابهرتنا

تقبل تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الاديب الاستاذ ايمن عبدالقوى الاعلامي

يبقى الانسان دوما في عقلة وقبله يبقى يبحث عن حب مفقود يعيش في وجدانه ويرسم له صورة في اعماقه

ورغم مرور الايام لكن تبقى تلك الصورة في محياه وخاصة اذا يصادف مواقف موثرة في حياته

قصة جميلة فيها معاني انسانية

بكل اعتزاز اخي ايمن انت مكسب لنا في اشتياق واشكر الشراع الذي جاء بقاربك الى ميناء اشتياق

وانا سعيد بتواجدك معنا

وتاكد منذ لحظات دخولك وجعلتنا نحس انت معنا من زمان

راق لي تواجدي بين قلمك

تقبل مني ارقى التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كنت هنا
وادهشني أسلوبك وأبجديتك
رائع واكثر وفخر لنا تواجدك معنا
امتعنا كل حرف نثر عطرا عطر الاجواء
كلمات عذبة ، رقراقة !
سلم القلم وراعيه
لك التقدير والاحترام

________________________________________________________________________

التوقيع

____[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]_
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الدكتور خليل بدوي كتب:: الأستاذ الرائع الأديب المبدع@"ايمن عبد القوي الاعلامي"
كم رائعة هي لحظات الصمت عندما تجود علينا
بهذا الكمّ وهذه الكيفية من جمال الروح بما تحمله
من فرح او شَجَن !
حت? بائعة الورد تشتهي ان يهديها احدهم وردة

دمت زاخراً / عامراً بالجمال
شاعرنا المكرَم
ودي ووردي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

استاذتا الجليل والأديب الجميل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الأروع هو تواجدكم الراقي والكريم
ولا حرمنا الله من عطر قدومك ونور مرورك وبهاء تواجدك لتضئ وجه متصفحي المتواضع
ليتني كنت شاعراً لأعبر لكم عن عظيم إمتاني .. ولكن نظم الشعر شرف لا أدعيه
وكل الشكر والتقدير لمروركم العطر على محاولتي القصصية المتواضعة
أستاذنا الرائع .. دمتم ودام لنا مروركم الراقي والجميل

احلام شحاتة كتب:: تطلّ علينا أحياناً أشياء من بين ثنايا الحياة

تعيد لنا الحياة .. أو لنقل .. الإحساس بالحياة

توقظ تلك الذكرى الكامنة في زوايا الذاكرة

و تشعل الأمنيات في الصدور

فنتشبّث بها كمن وجد ماءً في الصحراء

و نضحّي من أجلها بالحياة

قصة رائعة .. سرد سلس لتفاصيل التفاصيل بطريقة التشويق

برشاقة القلم المتمكّن .. و خبرة السارد البطل

و تلك الحوارية التي بين القاصّ و القارئ

الأستاذ أيمن عبد القوي الإعلامي

سلم قلم الراقي

أنتظر دوماً جديدك

تحياتي و دعواتي

الأديبة والشاعرة والفنانة التشكييلية الرائعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تتوارى كلماتي خجلاً أمام إبداعكم ونزف قلمكم العطري
فما أكتبه هو مجرد خربشات على وجه الصفحات بجوار جميل إبداعاتكم
وحلو قوافيكم وروعة كلماتكم
أستاذتنا الكريمة .. دمتم بخالص الود والتقدير

باسند كتب:: استاذ ايمن عبد القوي الفاضل

سلمت الايادي على هذا البوح و السرد الجميل

هناك مواقف في الحياة تغير الانسان و ترج حياته رجا و هو محتار لا يدري ماذا يعمل

لانها خارجه عن ارادته

قصه جميله سيدي الموقر

اجدت حبكتها فابهرتنا

تقبل تحياتي

أختنا الكريمة وأستاذتنا المكرمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مروركم سعيد كليالي العيد
فمن حق محاولتي القصصية المتواضعة أن تباهي
كل صفحات العالم بهذا التواجد الراقي والجميل
أستاذتنا المكرمة .. لا حرمنا الله من إضافتكم القيمة
والتي جعلت لكلماتي قيمة ولا حرمنا أيصا من مروركم الراقي
دمتم ومن في حضرتكم الكريمة في حفظ الله ورعايته

مصطفى الشبوط كتب:: الاديب الاستاذ ايمن عبدالقوى الاعلامي

يبقى الانسان دوما في عقلة وقبله يبقى يبحث عن حب مفقود يعيش في وجدانه ويرسم له صورة في اعماقه

ورغم مرور الايام لكن تبقى تلك الصورة في محياه وخاصة اذا يصادف مواقف موثرة في حياته

قصة جميلة فيها معاني انسانية

بكل اعتزاز اخي ايمن انت مكسب لنا في اشتياق واشكر الشراع الذي جاء بقاربك الى ميناء اشتياق

وانا سعيد بتواجدك معنا

وتاكد منذ لحظات دخولك وجعلتنا نحس انت معنا من زمان

راق لي تواجدي بين قلمك

تقبل مني ارقى التحايا

أخي الحبيب وأستاذي الكريم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كل الشكر والتقدير يا أستاذنا الكريم لتواجدكم الراقي والجميل
فأنتم يا أستاذنا أصل الكلمة والإبداع
وما كتاباتي المتواضعة إلا هي ظلال باهتة لنزف أقلامكم الراقية والرصينة
أخي وأستاذي الحبيب دمتم ودامت مجاملاتكم الجميلة ومبالغاتكم الراقية
دمتم ولا هنتم

احاسيس كتب:: كنت هنا
وادهشني أسلوبك وأبجديتك
رائع واكثر وفخر لنا تواجدك معنا
امتعنا كل حرف نثر عطرا عطر الاجواء
كلمات عذبة ، رقراقة !
سلم القلم وراعيه
لك التقدير والاحترام

أختنا الكريمة وأستاذتنا المبدعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وجودكم الراقي هنا أو هناك شرف لأي مكان وفي أي زمان
ولكن من حسن حظ محاولتي القصصية المتواضعة أن
يتواجد عبير قلمكم ليعطر المكان ويشع نورا في كل الأركان
أستاذتنا المكرمة .. دمتم بفائق الإحترام والتقدير

ا/ أيمن

سلمت علي ما سجله قلمك هنا

قصه رائعه وسرد جميل

فيها الكثير والكثير من المعاني الرائعه

دمت بهذا التميز والعطاء

ارق التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ايمان الساكت كتب:: ا/ أيمن

سلمت علي ما سجله قلمك هنا

قصه رائعه وسرد جميل

فيها الكثير والكثير من المعاني الرائعه

دمت بهذا التميز والعطاء

ارق التحايا

أختنا وأستاذتنا الكريمة المكرمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تزينت وجه الصفحات وتعطرت لاستقبال موكب الإبداع
وتوارت كلماتي خجلا أمام عطر قلمكم الماسي
كل الشكر والتقدير لمروركم الراقي على محاولاتي القصصية المتواضعة
كلماتكم تنثر شذاها في كل الأركان لتباهي محاولتي المضواضعة بوجودكم الراقي كل أوراق العالم
أستاذتنا المكرمة .. دمتم بخالص الود والتقدير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» ملخص رواية بائعة الورد
» الصدفة تحوّل فتاة نيجيرية من بائعة خبز إلى عارضة أزياء
» ,,,, فوائــــــــــــــــد الورد,,,,,
» شذى الورد
» على ورق الورد