ابو الاولاد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



بعد تخرجي من كليه الطب  درست الاختصاص في الطب النفسي 

لاني اعلم بان كثير من الامراض في مجتمعنا هي امراض نفسيه او هي من توابع الحاله النفسيه للافراد 

كنت احب ان اغوص في قرارة النفوس لاعرف ان اعالجهم 

و اخرجهم من دوامة حياتهم البائسه 

مرت الايام عالجت الكثيرن 

و الكثيرن اتوا للمعالجه و لكنهم لم يكملوا العلاج 

ذهبوا من دون رجع 

كنت حزينه جدا لهم و لظروفهم 

في السنه الاولى 

عندما فتحت عيادتي 

دخلت عندي امرأه جميله 

لكنها حزينه الى اقصى الحدود 

ارادت مني بعض الحبوب المهدئه 

بعد الحديث معها علمت بانها تعاني 

نوعا من الكآبه 

لم تكن ترد على اغلب اسئلتي 

بل كانت تتهرب مني 

اعطيتها نوع من الحبوب و اخذت منها الوعد بان تعود 


لم تعد 

و هاقد مرت سنين و انا اعالج هذا و ذاك 

و لكن منظرها و حزنها العميق و لونها الشاحب 

علقت في مخيلتي 

احيانا اتذكرها 

فأقول لنفسي 

اياترى تعالجت 

اما زالت على قدي الحياة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 ففي يوم من الايام 

رفعت راسي من على الورقه التي كنت اكتب عليها فأذا( نسرين )واقفه امامي بشحمها و لحمها 

ووجهها الحزين , شحوبها زادت , فقدت الكثير من وزنها ايضا 

جلست امامي متردده كالعاده 

و هي تطوي منديلها و تفردها في حركة عصبيه و هي تنظر الى الارض

احترمت سكوتها 

صبرت لدقائق 

قلت في نفسي ساجعلها هذه المره تحكي لي ما بها !!!!!!!!!!!!!!

بدات الكلام 

بقولها 

لقد توفت والدتي .......

بدأ الدموع تنهمر من عينيها بصمت .... و انا انتظر ان تكمل كلامها .........


قالت .

انا مريضه جدا 

من وقت وفاة امي و انا في حاله غريبه 

تاتيني حاله لا ادري كيف افسرها 

اولادي كل منهم في بيته و مشغولين بأولادهم و اشغالهم و حياتهم ربي يحفظهم لي 

ولم يبقى لي غير زوجي المسكين 

فهو لا يتركني ليلا و نهارا 

يخاف علي كثيرا 

تنتابني حالة كآبه .........لا اقوى فيها على شيء 

اجلس على الكنبه دون حراك 

و اكون طول الوقت في حالة خوف و ترقب 

لا ادري مابي ..............

في باديء الامر كانت النوبات قصيره 

حتى في وجود امي رحمها الله كنت اعني منها لكن بعد رحيلها 

زادت علي 

و زاد اوقاتها 

كأني في عالم اخر ..........

لا احس بالوقت 

يطول النوبات احيانا لشهور 

لم يبقى دكتور لم ازوره 

ذهبت الى عدد من الدول 

يعطونني المهدئات فقط وا لمنومات 

اتمنى الموت 

فعلا احب الموت على هذا الحياة 

كانت تتنفس بصعوبه 

عندما تلتقي عيني بعينيها كانت تخفض نظرها الى الارض

كأنها تتهرب مني و من نظراتي 

اخذت بالقء اسئلتي عليها 

عمرها 

و تحصيلها العلمي 

و هي تجيب على اسئلتي الكثيره 

اكملت تعليمها لكنها تزوجت من ابن عمتها فقعدت في البيت تربي اولادها 

زوجها ميسور الحال 

ليست لديها اخوه فهي وحيدة والديها 

لديها ولدان و بنت تزوجوا و خرجوا من البيت 

بقت هي وزوجها في البيت بعد رحيل امها 

زادت حدة النوبات عليها 

و لا تدري لها سببا 

 انها تحب زوجها و هو يحبها كثيرا 

لم ارد ان اضغط عليها اكثر 

قلت لها لنكمل غدا قامت و خرجت بسرعه

و في الغد كنت انتظرها 

كادت عيادتي ان تخلو من المرضى 

عندما اتت الممرضه لتخبرني بقدومها 

ادخلتها على الفور 

دخلت علي و في عينيها خوف 

و لونها زاد شحوبا 

و زادت ترددها 

جلست في وضع الترقب مثل اليوم السابق 


اخذت اسالها عن حياتها 

و ابويها 

كانت وحدية ابويها 

و مدللة العائله بكاملها 

اكملت تعليمها 

لكنها تزوجت ابن عمتها 

فجلست في البيت تخدم اولادها 

بعد وفاة اباها 

جاءت امها لتعيش معها 

بنوا لها بيت صغير في حديقة بيتهم 


مرت السنين و الاولاد كبروا .... تخرجوا .... تزوجوا 


مرضت الام 

بعد عدد من السنين انتقلت الى بارءها 


اصبحت وحيده 

زاد عليها حدة المرض بعد فقد امها 

اخذت تزداد حدتها و طالت اوقاتها .............


عندما سألتها عن ماهية علاقتها بزوجها 

تلعثمت و ترددت اكثر 

و جف حلقها 

قالت 

انه زوج طيب يحبها كثيرا 

لا يرفض لها طلب 


من نظرتها و ترددها  تيقنت بأنها تخفي عني سرا ما 

اخذت اردد عليها اسئلتي عن الزوج و معاملته معها 

و عن حياتها معه و هي تصر على رأيها 


شككت بأمرها اكثر و بعلاقتها مع الزوج 

اخذت  اغير صيغة اسئلتي عن الزوج 

و هي تتملص مني باجوبه مقتضبه 

كنت اصر ان اضع عيني في عينها عندما القي سؤالي 

و هي تصر ان تخفي عني 

و تشيح بوجهها عني عند كل سؤال 


اخذت اطمأنها بان اللي يقال في هذه الغرفه سوف يظل سرا 

و هي مادامت اتت الي 

يجب ان تقول كل شيء 

مرت ايام و ايام و هي مصره على اقولها 

و انا مصره على اسئلتي التي تدور كلها حول حياتها الزوجيه 

لاني تأكدت من تهربها 

بأن الخلل يكمن هنا 

و بعد مضي اسابيع 

من مد و جزر بيني و بينها 

انهارت في يوم من الايام 

و هي تبكي و تنتحب 

خرجت الكلمات من فمها دون توقف 

كانها تضع حمل ثقيل من كتفها 

عاشت بعد زواجها بسعادة غامره خصوصا بعدما رزقت بابنها البكر 

كانت من اسعد الناس 

وفي ليلة مشؤومه بعد ان رجع زوجها من الخارج 

و كان ثملا 

فأخذ يتودد منها 

و اخيرا طلب منها مايمنعه الدين و العادات فنزل هذا الطلب عليها كالصائقه 

رفضت 

و ظل الزوج للايام القادمه و في كل ليله يكرر عليها طلبه 

و هي ترفض بشده 

و هو يصر 

مرت شهور على هذا المنوال 

الى ان رضخت له في احد الليالي 


بعد ذلك 

تغير كل شيء في حياتها 

اصبحت تكره العيش و تخاف ان تحكي ما يحصل معها 

و ايضا خجله من التكلم به مع اي مخلوق كان 

استمر الحال هكذا بينهم 

لم يدري احد بها 

رزقت باولادها جميعا 

و هو مستمر في طلبه ذاك 

و هي ترفض 

ولكن تحت الحاحه و احيانا تحت الضغط بانه سوف يتركها و يرحل عنها 

كانت ترضخ له 

و هي معذبه و دائمة الدعاء و الاستغفار 

كانت امها سندها 

لم تكن تعرف لانها خجلت ان تقول لها 

و لكنها بقلب الام كانت تحس بان هناك شيء ما خلف بابهم الموصود

كانت دائما تنصحها و تعطيها من حبها الكثير الكثير 

ظهرت بوادر المرض 

وبعد موت امها زادت من حدتها الى ان وصلت هذا الوضع 

اخذت افكر في خطة لها 

لكي اخرجها من هذه الحاله 

و اجعلها تسترد عافيتها و شخصيتها التي فقدته بعد ان استسلمت للزوج الغادر 

ظلت تأتي الي اسبوعيا 

كنت ادرس معها الخطه 

قبل كل شيء 

و جدت لها وظيفه عند احد معارفي 

اولا لكي تستقل ماديا 

و لكي تخرج من البيت و من يقابلها طول الوقت 

رفض الزوج ولكنها كانت استردت بعض من الثقه 

فوقفت في وجهه 

اخذ الوظيفة وقتا لا بأس بها من حياتها 

تغيرت قليلا  

صارت اقوى 

بحيث 

وقفت في وجه الزوج 

وقالت له 

سوف تخرج من حياتي نهائيا 

و انا استقل بحياتي و اعيش في بيت ابي القديم 

خاف الزوج 

لانها هددته بالفضيحه ايضا اذا لم يطلقها 

اخذ يتوسل بها و يوعدها بالتوبه 


قالت له في حاله واحده اقبل 


يجب ان تذهب لتعيش في الطابق العلوي من البيت 

نعيش في بيت لكن كالاغراب 

و محرمين على بعض 

هكذا علمتها ان تقول 

نجحت خطتي و في الاخير رضخ الزوج 

و الان يعيشان في بيت واحد و لكن كغريبين 

فقط 

امام الناس و اطفالهم ايضا ......... لا احد يدري بسرهم غيري 

و رجعت الى وضعها الطبيعي 

و زال عنها كل ما كانت تعانيه 

( قصة واقعيه )

الدكتور خليل بدوي كتب:

الأستاذة العزيزة الغالية الرائعة المبدعة@باسند
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا دكتورنا الغالي 

مرور جميل 

نورت 

تحياتي

الاستاذة الراقية باسند

قصة قوية وعميقة المعاني وفيها كل مقومات القصة العميقة المعاني
كونها قصة واقعية

عشت وتابعت الاحداث بترقب واهتمام

احييك على قلمك الذي اصبح متميزا في القصص

اياك تتوقفي بل استمري فاصبح لك معجبني في قلمك

راق لي تواجدي هنا

تقبلي مني ارقى التحايا والتقدير

مصطفى الشبوط كتب:

الاستاذة الراقية باسند

قصة قوية وعميقة المعاني وفيها كل مقومات القصة العميقة المعاني
كونها قصة واقعية

عشت وتابعت الاحداث بترقب واهتمام

احييك على قلمك الذي اصبح متميزا في القصص

اياك تتوقفي بل استمري فاصبح لك معجبني في قلمك

راق لي تواجدي هنا

تقبلي مني ارقى التحايا والتقدير

شكرا لك مديرنا الغالي 

اسعدتني جدا بكلماتك الرائعات 

و كلامك وسام على صدري 

ربي يسعدك 

و جزيت الجنة ووالديك 

تحياتي

تسلمي صديقتي الغاليه

باسند

على هذا السرد الرائع للقصة

أسلوب مشوّق و راقي

تسلسل الأحداث

جعلنا نتابع بشغف و ترقّب

لنرى النهاية

دمتِ مبدعة رائعة حبيبتي

أنتظر دوما جديدك

سلم قلمك البديع

تحياتي و مودتي

احلام شحاتة كتب:

تسلمي صديقتي الغاليه

باسند

على هذا السرد الرائع للقصة

أسلوب مشوّق و  راقي

تسلسل الأحداث

جعلنا نتابع بشغف و ترقّب

لنرى النهاية

دمتِ مبدعة رائعة حبيبتي

أنتظر دوما جديدك

سلم قلمك البديع

تحياتي و مودتي

تسلميلي حبيبتي الغاليه 

وجودك  هنا بين كلماتي  فخر لي 

و يسعدني كثيرا 

دمت لي يا اعز صديقه 

و بارك الله فيك 

محبتي

احاسيس كتب:

قصة رائعة
وسرد أروع
سلمت اناملك
على هذه القصة الشيقة
لاعدمنا جديدك

شكرا لك غاليتي احاسيس 

مرورك ولا اروع 

نورت 

تقبلي تحياتي

ايمان الساكت كتب:

ا/ باسند


قصه واقعيه جدااا


وسرد قصصي راقي واسلوب مبدع

 سلم قلمك الجميل

الغاليه ايمان الساكت 

ممتنه جدا لهذا الحضور الالق 

نورت 

تقبلي تحياتي

المهندس محمد فرج كتب:

قصة اكثر من رائعة وسرد بديع ممتع ...دمتى ودامت ابداعاتك.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لك اخي المهندس محمد فرج 

مرورك اسعدني 

نورت 

تقبل تحياتي