بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين
أسئلـــــة وأجوبـــــة حول الحديـــث الصحيـــح(طريقة جميلة جدا وسهلة ما شاء الله)
1- إذا قيل لك: ما هو الحديـــث الصحيح لغــة واصطلاحــاً؟
فقل لــه: الصحيح لغة ضدُّ المريــــض
واصطلاحاً: هو الحديث الذي اتَّصــل سنـده بنقـل العـدل الضابـط عن مثلــه إلى منتهـــاه من غير شــذوذ ولا عِلَّـة قادحة فيه.
2- وإذا قيــل لك: كـــم شروطــــه؟
فقــل لـه: شروطــه خمســة:
الأول: اتصـــالُ سنده من أولــه إلى آخـــره ، وبهذا يخرج المنقطع ، والمعضل ، والمعلق ، والمدلس ، وغيرها مما لم يتوفــر فيه شرط الاتصــال.
الثــاني:كون كلّ رُواتــــه عــدولاً: والعدل من استقام دينـــه ، وحسـن خُلقـه ، وسلم من الفسـق وخوارم المروءة.
الثـــالث: كون كـلّ رُواته ضابطــاً لما يَرْويــه ، إمَّا صـدراً أو كتابــاً
الرابـــع: سلامــةُ سنــده من الشــذوذ.
والخــامـس: سلامـــةُ سنــده من العلـــة القادحــــة فيه.
3- وإذا قيـــــل لك: ما مِثالــــــه؟
قــل لـــه: ما رواه البخـــري في ((صحيحه)): حدثنا عبد الله بن يوســف ، قال: أخبرنــا مالك ، عن شهـــاب عن محمــد بن جبيـــر بن مطعــــم عن أبيـــه قال: ((سمعـــت رســول الله صلـى الله عليـه وسلـم قرأ في المغــرب بالطــور)).
فهذا الحديث صحيح لتوفر جميع صفــات الصحيــح به.
4- إذا قيــــل لـــك: مــا حكمـــــــــه؟
قــل لــــه: حكمــه صحــّةُ الاحتجـــاج والاستدلال به في الأصـــول والفــروع، باتفـــاق المحدثيـــن، ووُجــوب العمــــل به.
5- إذا قيــل لــــك: مـــا معنـــى السنــــد؟
قــل لـــه: السنـــد: هو رجـــال الرُّواة ، وسِلسلتهـــم من أولــه إلى آخـــره.
6- إذا قيـــل لـــك: مـــا معنـــى اتصــال السنــــد؟
قــل لـــه: أن لا يسقـــط واحــد من الرواة من أولـــه إلى آخـــره.
7- إذا قيـــل لـــك: مـــا معنـــى عـــدل الـــرواة؟
قــل لـــه: عـــدل الرواة: هـو المسلــم المكلــف السالــم من الفســـق وصغائـــر الخسّـــة.
8- إذا قيـــل لــــك: ما معنـــى ضبـــط الصـــــدر؟
قــل لـــه: أن يُثبـــت حفــظ ما سمعــه من الحديـــث ويُتقِنَـــه ، بحيـث يتمكـــن من استحضـــاره وإملائـــِه متـــى شـــاء.
9- إذا قيــل لــــك: مـــا معنـــى ضبـــط الكتــاب؟
قـــل لــه: ضبـــط الكتــاب: صِيـــانة ما كَتبــه من الحديــث عِندهُ من يــوم سمـــاعه وكتـابتــه وتصحيحـــه إلى أدائـــه منـه.
وزده هذه الفائــدة: يرمــز الضــابط برمــوز منهـــا: أوثـق النــاس –ثقـة ثبــت – ثقــة متقــن – ثقــة حجــة – ثقــــة فقيـــه – ثقـــة ثقـــة – ثقـــة.
10- إذا قيــل لــــك: مـــا معنـــى الشــــذوذ؟
- قـــل لــه: مخــالفــة الـــراوي الثقــة فيمــا رواه لِمَـنْ هــو أوثـــق منــه.
- وقـــل لـــه: ويقــــع الشـــذوذ في السنــد كمــا يقــع في المتــن:
أ-: مثــال الشــــذوذ في السنـــد:
مـا رواه الترمـذي، النسائـــي، وابن ماجــه من طريـق ابن عيينــة عن عمــرو بن دينـار عن عوسجـــة عن ابن عبـــاس رضــي الله عنهمـــا: ((أن رجلاً توفـــي على عهـــد رســـول الله صلــى الله عليـــه وسلــم، ولـم يـدع وارثــاً إلا مولــى هو أعتقــه)). الحديــث.
وتـابــع ابن عيينــة على وصلــه ابن جريــج وغيــره، وخالفهــم حمـاد بن زيـد، فـرواه عن عمـــرو بن دينـــار عن عوسجــة، ولـم يـذكر ابن عبـــاس.
ولذا قال أبـــو حاتــم: المحفـــوظ حديـــث ابن عيينـــة.
فحمـــاد بن زيـــد من أهـل العدالــة والضبــط، ومـع ذلــك رجــح أبــو حاتــم روايــة من هـــم أكثـــــر عــدداً منـــه.
- ب- ومثـــال الشـــــذوذ في المتــــــن:
- مـــا رواه أبــو داود، والترمــذي من حديـــث: عبـد الواحـد بـن زيــاد عن الأعمــش عن أبــي صالــح عن أبــي هريـــرة مرفـــوعــاً: ((إذا صلــى أحدكــم ركعتـــي الفجـــر فليضطـجـــع عن يمينـــه)).
قال البيهقــي: خالف عبد الواحـــد العــدد الكثيـــر في هذا، فإن النــاس إنمــا رووه من فعــل النبــي صلـى الله عليــه وسلـــم لا من قولـــه، وتفــرد عبد الواحـــد من بيـــن ثقــات أصحـــاب الأعمـــش بهذا اللفـــظ.
ولهــذا فالشـــاذ حديــث مــردود، أمــا المحفــوظ فهـو حديــث مقبـــول.
11- وإذا قيـــل لــك: مــا معنـــى العِلَّــــة؟
قـــل لـــه: عبــارة عن أسبـــاب خفيـــة غامضـــة قادحـــة في صحــة الحديــث ظــاهـره الصحَّــــة.
12- وإذا قيـــل لك: ما هي مواطـــن العلـــة؟
قــل لـــه: مواطـــن العلــة ثلاثـــة:
الأول: السنـــــد: وهـذا هــو الكثيــر، والعلـــة القادحــــة فيه قـد يقتـصـــر أثـــرهـا عليـه (1)، وقد تؤثــر في المتـــن أيضـــاً(2)، وممــا يقـدح في السنـــد والمتــن، إعــلال الســند بالوقـف أو الإرســال، أو الانقطـــاع، وهـذا كثيــر في عـــلل الحديــث.
الثانـــي: المتــــــن (3)
الثالــــث: المتــن والإسنـــاد معـــاً، فيكــون أثرهــا شامـــلاً لهمــا(4)
.......................
(1):مثــال هذا حديث يعلى بن عبيد الطنافسي، عن سفيان الثوري عن عمرو بن دينـار عن ابن عمر عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البيعـان بالخيــار))، فقد غلط يعلى عن سفيـان في قولـه عمرو بن دينــار، لأن الأئمـة الحفـاظ من أصحــاب سفيــان رووه عن عبد الله بن دينار، لا عن عمرو بن دينار. (تدريب الراوي ص163).
(2): ومثال العلة الواقعة في السند، والقادحة فيه، وفي المتن جميــعاً:
حديث موسى بن عقبة، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلـى الله عليه وسلـم قال: ((من جلس مجلساً كثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك – إلا غفـر له ما كان في مجلسه)).
روى الحاكم النيسابوري: أن الإمام مسلما جاء إلى البخاري وسأله عنه، فقال: هذا حديث مليح، ولا أعلم في الدنيـا في هذا الباب غير هذا الحديث، إلا أنه معلـول ، حدثنــا به موسـى بن إسماعيل ، قال: حدثنـا وهيـب قال: حدثنـا سهـل ، عن عـون بن عبد الله قولــه – أي أن الحديث المذكور من قـول عـون بن عبـد الله ، لا من قول الرسول صلـى اله عليـه وسلـم – وهذا أولى فإن لا يذكـر لموســى بن عقبـــة سمــاع من سهيــل. (معرفة علوم الحديث: ص113-114).
(3): ومثــال ذلك: مـا رواه إبراهيـم بن طهمــان عن هشــام بن حســان عن محمد بن سيريــن عن أبـي هريرة، وسهيــل بن أبــي صالــح عن أبيـه عن أبـي هـريرة قال: قال رسول الله صلـى الله عليـه وسلــم: (( إذا استيقـظ أحدكــم من منامــه فليغســل كفيــه ثلاث مـرات قبـل أن يجعلهمــا في الإنـــاء، فإنـه لا يدري أيـن باتت يده، ثـم ليغتـرف بيمينــه من إنــائه، ثم ليصـب على شمــاله، فليغســل مقعدتـــه)).
قال أبو حاتــم الرازي: ينبغـي أن يكــون ((ثم ليغترف بيمينـه إلى آخـر الحديث)) من كـلام إبراهيــم بن طهمـــان، فإنــه كان يصــل كلامــه بالحديــث، فـلا يميزه المستمــع. (عـلل الحديث لابن أبي حاتـم (1/ص65).
وكلام الراوي الملحـق بالحديث هو الإدراج، فإذا عـرف كلامــه، وبيّن أنه توضيــح للحديث، فلا نعتبــره علــة قادحـــة، أمــا إذا سُئــل: هل كل ما ذكــر هو حديــث رسـول الله صلـى الله عليـه وسلــم، فقــال: نعــم.
فـلا نعتــد به لأن المحفــوظ هو القســم الأول فقــط ، وتكــون العلـــة قادحــة فيــه.
(4): ومثــاله: ما رواه بقيــة عن يونــس عن الزهري عن ســالم عن ابن عمــر ، عن النبــي صلــى الله عليــه وسلــم قال: ((من أدرك ركعــة من صــلاة الجمعــة وغيرهــا فقد أدرك)).
قال أبو حــاتم الرازي: هذا خطــا المتــن والإسنــاد ، إنمــا هو الزهــري عن أبي سلمــة ، عن أبي هــريرة عن النبــي صلـى الله عليــه وسلــم : ((من أدرك من صـلاة ركعــة فقـد أدركهـــا)) ، وأمــا قولــه من صــلاة الجمعــة ، فليـــس هذا في الحديث فوهــم في كليهمـــا (عــلل الحديــث (1/ص 172).
منقول
القسم الإسلامي سيشهد عليك
بكل ما وضعته من مواضيع
فإما لك او عليك
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
