الصحة عبر الهاتف الجوال: عندما يكون الطبيب موجوداً على الهاتفبقلم كاترين فرانكو، المحررة في موقع أميركا دوت غوف/ واشنطن يجعل الهاتف الجوال المعلومات الطبية
أسهل منالاً بالنسبة للأطباء والمرضى
على حد سواء، كما هو حال هذه السيدة
في مدينة جينيا شرق أوغندا.
– الخدمات الطبية التي تقدم عبر الهاتف الجوال تتوسع عالمياً.
فقد عززّت تكنولوجيا الهاتف الجوال النمو الاقتصادي في البلدان ذات الدخل المحدود منذ سنوات عديدة. وهي تُحسّن اليوم أيضاً الصحة لدى السكان الذين يصعب عليهم الوصول إلى طبيب. قال ديفيد إيلوورد، المدير التنفيذي "لاتحاد الصحة" (mHealth Alliance) إن القطاع الصحي أصبح يركز كثيراً على الانفجار الواسع للتكنولوجيا اللاسلكية.
وفقاً لإيلوورد، فإن تَحرُّك القطاع الصحي لتقديم الاستشارات والتشخيص، بل وحتى العلاج عبر الهاتف لا تعززّه التكنولوجيا الجديدة فحسب إنما كذلك الإدراك بأن الأهداف الإنمائية للألفية لن تتحقق سوى باتباع أساليب جديدة.
قبل عشر سنوات، وضعت الأمم المتحدة الأهداف الإنمائية للألفية (MDGs) التي تسعى إلى استئصال الفقر، وتسجيل جميع الأطفال في المدارس الابتدائية، وتعزيز المساواة بين المرأة والرجل، ومكافحة الإيدز والملاريا، وضمان الاستقرار البيئي، وكل هذا بحلول عام 2015.
وقال إيلوورد، "المزيد من المال وحده لن يحقق ذلك". وأضاف، "نحن بحاجة للنظر إلى النظام بطريقة مختلفة. فالناس تفتش عن أجوبة جديدة"، وتشكل المعلومات الصحية بواسطة الهاتف الجوال، التي كثيراً ما يطلق عليها اسم "إم هلث" (mHealth) ، إحدى هذه الأجوبة.
الجيل الأول من الهواتف الجوالة قادر على جعل المعلومات الطبية أسهل منالاً بالنسبة للأطباء والمرضى على حد سواء.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن 90 بالمئة من سكان العالم و80 بالمئة من السكان الريفيين يعيشون في أمكنة تتوفر فيها إشارة الهاتف الجوال.
فقد أصبح مكان التواجد أقل أهمية من أي وقت مضى عندما يتعلق الأمر بقدرة المريض على الاتصال بأحد العاملين في الرعاية الصحية. فالواقع أن المنظمات غير الحكومية (NGOs) التي تعمل على تحقيق بعض أهداف الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز والملاريا، كثيراً ما تعمل في مناطق لا تتوفر فيها إمكانية للاتصال بالإنترنت، ولذا فإن تسهيل الاتصال بوسائل أخرى غير الإنترنت أصبح أمراً أساسياً.
تجند العديد من المنظمات غير الحكومية العاملين في الصحة لدى المجتمعات الأهلية، الذين تتزايد أعدادهم في أرجاء العالم، والذين يعملون كمرتكزات أساسية لتحسين الصحة في المجتمعات الفقيرة حيث غالباً ما تكون البنية التحتية الصحية قليلة أو معدومة.
وطالما كان مع أولئك العاملين هواتف جوالة، يمكنهم تشخيص المرض عن بُعد، وتعقب تفشّيه وإدارة البيانات الصحية. إنهم يستخدمون برامج خدمة الرسائل القصيرة على الهاتف (SMS) الممكن أن تُبلّغ المرضى عن فوائد الممارسات الصحية، والتي تحثّ على إجراء تغييرات في السلوك للمساعدة في مكافحة الإيدز أو الحمَل غير المرغوب فيه.
تستخدم بعض المنظمات التي لا تبغي الربح "الترفيه التعليمي" على الهاتف الجوال لتثقيف المزيد من المرضى في نفس الوقت الذي تُسلّيهم فيه.
منظمة "رسائل نصية من أجل التغيير"(Text to Change)، وهي منظمة هولندية لا تبغي الربح تعمل بنشاط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ترسل اختبارات تفاعلية بواسطة خدمة الرسائل القصيرة حول المواضيع الصحية ذات الصلة بالمجتمعات المحلية.
شجع مشروع حديث لمنظمة " رسائل نصية من أجل التغيير " (Text to Change) في مبارارا بأوغندا، الاختبارات الطوعية لفيروس نقص المناعة المكتسب/الايدز.
تلقى المشاركون أسئلة اختبار أسبوعية، وفي نهاية المشروع، توفرت لهم الفرصة للفوز بجوائز في المركز المحلي للاستشارات والاختبار.
وقد شهدت العيادات المشاركة زيادة في الزوار القادمين إليها لأول مرة بنسبة تقرب من 35 بالمئة، وذلك مباشرةً بعد إطلاق البرنامج، وفقاً للمنظمة المذكورة. قالت آنيستا أوبولي، الفائزة بجائزة، "لم أتصور أبداً أنني سأحصل على هذا الكم من المعلومات الصحية عبر الهاتف الجوال."
زوجان في مدينة جينيا شرق أوغندا،
يشاركان في حملة التوعية الصحية
والتدريب على استخدام برامج خدمة
الرسائل القصيرة على الهاتف الجوال.
والآثار الإيجابية للمشاركة في هذه المسابقات تتعدى حدود زيادة التوعية. قال أُوجيرا دانكن إنه اكتسب "مزيداً من الشجاعة والقوة" لأنه تعلم أنه ليس الوحيد الذي تم تشخيصه على أنه يحمل فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV).منظمة "الرسائل النصية في الجبهة الأمامية للأمور الطبية" (FrontlineSMS:Medic)، هي منظمة رائدة في مجال خدمات الرسائل القصيرة لاتصالات العناية الصحية وحفظ السجلات الطبية. فمن خلال استخدام البرامج المفتوحة المصدر المجانية للمنظمة (FrontlineSMS)، تسمح الشركة بقيام اتصالات في الاتجاهين بين الأطباء والعاملين في مجال الصحة في المجتمعات الأهلية، الأمر الذي تقول إنه يوفر الوقت والمال، وفي نهاية المطاف، ينقذ حياة المرضى.
قالت لورا ووكر هدسون، من منظمة الرسائل النصية في الجبهة الأمامية، إن "خدمة الرسائل القصيرة هي الطريقة للتفاعل مع أكثر الناس تعرضاً للأخطار بطريقة مستدامة"، لأنها تتخطى تكاليف العناية الطبية والصعوبات اللوجستية الملازمة لمعالجة المرضى الذين يعيشون في مناطق نائية.
وفي حين تكون البيانات الفردية أساسية بالنسبة للعناية الشخصية، إلا أن أحد أكبر العوائق أمام المكافحة الأوسع للأمراض المعدية، هو الافتقار إلى البيانات حول السكان.
ذلك أن معرفة عدد المصابين بمرض ما في المجتمعات الأهلية، وكيف يمكن أن ينتشر هذا المرض، يشكل أمراً حيوياً لأجل وقف الانتشار بأسرع وقت ممكن.
يعتقد البنك الدولي، وهو أحد مُموّلي "برنامج الاستطلاع" (EpiSurveyor)، أن برامج الهاتف الجوال تُشكِّل حلاً ممكناً لهذه المشكلة. وبرنامج الاستطلاع هذا هو برنامج هاتفي مجاني قيد الاستخدام في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يسمح لمهنيي الصحة بإعداد واستخدام الاستطلاعات.
فمن خلال تجميع البيانات الرقمية وجعل البحث عنها أسهل، يستطيع الخبراء الطبيون الاستجابة للأزمات.
على الرغم من النجاحات في مشاريع مُعيّنة، فإن الحلول الصحية عبر الهاتف الجوال لا تستطيع حتى الآن الادعاء أنها تطال أعداداً كبيرة من الأهالي بصورة مستدامة.
فالبنية التحتية للهاتف الخليوي واسعة الانتشار، لكن الاشتراك فيه يختلف بصورة كبيرة حسب المناطق. ولا زال هناك مجال للنمو في المناطق ذات الدخل المتدني.
ففي أفريقيا، بالتحديد، تبلغ نسبة السكان المشتركين بالهاتف الجوال 41 بالمئة فقط، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
لكن، طالما أن العاملين في الصحة في المجتمعات الأهلية لديهم إمكانية الوصول إلى الهواتف الجوالة، سوف تواصل برامج "إم هلث" (mHealth) التطور.
قال إيلوورد، "إن ما فعله الناس هو أنهم بيّنوا تقنياً أنه بإمكانك القيام بشيء مفيد"، وأضاف، "أما الذي لم يحصل، فهو القيام بذلك على نطاق كبير".
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
