هل البنات نعمة أم نقمة؟
قال:الآن وبعد هذا الشرح والتوضبح عن الأولاد وعن الإختلاف والخلاف نأتي إلى البنات فما عندك منهن؟.
قلت:ليس عندي بنات!ولا أدري إن كانت هذه نعمة أم نقمة من الله تعالى!لأن البعض يقول أنها نعمة والبعض الآخر يقول أنها نقمة!.
قال:لا بل هي على الأرجح نقمة!.
قلت:لكن الله كان قد عوضني بثلاث من البنات هن زوجات أولادي فأنا أعتبرهن مثل بناتي!.
قال:لا تتوهم كثيراً ولا تشطح بي بعيداً!فعليك أن تعلم إذا كنت لا تعلم بأن إبنتك هي إبنتك التي من صلبك فقط!.
قلت:ولماذا؟فقد تكون زوجة الإبن كالبنت تماماً إن هي أرادت!.
قال:هذا مستحيل!فزوجة الإبن قد تحترم والد زوجها لكنها لن تحن عليه!لأن البنت لا تحنّ إلا على أبيها وقد تحترم حماها لكنها لن تحن عليه!.
لم أكن في يوم من الأيام سلطة على أبنائي لا بل كنت أكثر من صديق لهم وما أتكلم به معهم لا أتكلم به مع أعز أصدقائي أو إخواني!
قلت:لماذا هذا التجني على زوجات الأولاد؟.
قال:سامحك الله أنا لا أتجنى على أحد!لكن عدم خبرتك في الحياة أعطتك مثل هذا الإنطباع عني!فاعلم يا صديقي إن كنت لا تعلم أن الإنسان (بحترم) السلطة لكنه لا (يحن) عليها!فزوجة الإبن تعتبر حماها سلطة فوق سلطة زوجها لهذا فقد تحترمه ولكنها لا تحن عليه!ولا تنس يا صديقي أن زوجة الإبن لا تحب أن يكون على زوجها سلطة غير سلطتها!.
قلت:لم أكن في يوم من الأيام سلطة على أبنائي لا بل كنت أكثر من صديق لهم!وما أتكلم به معهم لا أتكلم به مع أعز أصدقائي أو إخواني!وما صادرت لهم رأياً منذ نعومة أظفارهم!بل كنت أتركهم يختارون ما يريدون ويقررون لوحدهم!فيصيبوا مرة ويخطؤوا مرات!لكن بالمقابل كان مطلوباً منهم أن يتحملوا نتائج قراراتهم!ولا يتهربوا منها أو يُحمّلوها لغيرهم!وعلمتهم فوق ذلك أن يكونوا أقوياء إذا أرادوا أن يعيشوا أحراراً فلن يكونوا أحراراً إذا لم يكونوا أقوياء!وعوّدتهم كذلك على التفكير الناقد من غير تجريح أو تسفيه لغيرهم!وعلمتهم أيضاً أن يثقوا بالناس من غير انقياد لهم فلا موجه أو مفتي أو مستشار في حياتهم!وجعلت شعارهم إذا لم تكن الأول فلتكن الأخير!.
قال:زوجاتهم لا يفهمن مثل هذا الكلام كله!فكل واحدة منهن تقول ولو في نفسها:أنها وجدت ضالتها التي كانت تبحث عنها ولا تريد أن يشاركها فيها أحد!.
قلت:ألا يستطيع الولد أن يقوم بدور البنت في حال غيابها؟.
قال:لا يكلف الله نفساً إلا وسعها فكل لما خلق له!.
قلت:ألا تستطيع زوجة الإبن أن تقوم بدور البنت في حال غيابها؟.
قال:لم يخلق الله للشخص قلبين في جوف واحد!.
قلت:وهل تعرف زوجة الابن أن الإنسان يقضي معظم عمره في بناء بيت له يختار له موقعاً مناسباً كان في نظره أحسن المواقع ثم يحفر له أساساً متيناً ليقيم عليه الأعمدة ثم بعد ذلك يبنيه ويقصره ويكحل ما بين حجارته ويركب له أبواباً وشبابيكاً ثم يؤثثه من أحسن أنواع الأثاث كي يعيش به آمناً مطمئناً من الوحوش البرية والبشرية وليقيه من البرد والحر والمطر؟.
قال:بلى لكنها تقول ولو في قرارة نفسها أنك أجّرتها بيتك الذي بنيت وأصبح مُلكاً لها فهي قد تمنعك من دخوله بعد استئجاره!.
________________________________________________________________________
التوقيع
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
