عبدالرحمن الغافقي ومعركة بلاط الشهداء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يعتبر الكثير من المؤرخين أن معركة بلاط الشهداء أو معركة بوتييه بالقرب من نهر اللوار في فرنسا، هي من المعارك الفاصلة في حياة البشرية كلها، إذ أوشكت أوروبا كلها على الدخول في الإسلام، تحت قيادة الفارس العربي عبدالرحمن الغافقي عام 114هـ، والبعض سماها فتح فرنسا الذي كاد يحدث، لولا التفات المقاتلين المسلمين للغنائم، ودهاء إمبرطور أوربا "شارل مارتل" الذي، كان صاحب فكرة مهاجمة مركز تجميع غنائم الجيش المسلم، ومن ثم التفات القوات لحماية الغنائم ليصبهم ما أصاب المسلمين في غزوة أحد!

لقد كان لنشأة عبدالرحمن الغافقي في ظلال تربية الصحابي عبدالله بن عمر رضي الله عن الجميع، بالغ الأثر في السواء النفسي والشخصي، لهذا القائد الفذ، الذي عني أول ما عني حين تولى حكم الأندلس خلفا للقائد العظيم السمح بن مالك الذي استشهد في معركة "تولوز" في جنوب فرنسا، ويعود عبدالرحمن بالجيش، ويمكث عامين يحرص خلالهما، على إصلاح النفوس قبل إصلاح الآلة الحربية، فرد المظالم وحقق العدالة الاجتماعية، بل ورد مظالم النصارى واليهود، ومن ثم بدأ في تجهيز الجيش لمعاودة غزو الفرنسيين.

وكان للغافقي مشروع حضاري، ورثه ممن سبقوه من القادة الذين ظلوا يلحون على تحقيقه منذ فتح الأندلس عام 91هـ، وكان حريصا على تحقيق أمنية القائد المجاهد موسى بن نصير في الفتح الإسلامي، بحمل راية الإسلام وحضارته إلى شعوب أوروبا التي غرقت في الظلام، ثم ينفذ من أوروبا إلى القسطنطينية، وبذلك يعم الإسلام القارة الأوروبية.

بدأت أحداث معركة بلاط الشهداء في أوائل شهر رمضان سنة 114هـ، فنشبت بين الجيشين معارك جزئية مدة ثمانية أيام، وفي اليوم التاسع نشبت بينهما المعركة، وعلى مقربة من نهر اللوار هجمت فرسان المسلمين على صفوف الفرنسيين، حتى بدا الإعياء عليهم، ولاح النصر في جانب المسلمين، وتكدست جثث القتلى من الجانبين طيلة النهار، حتى فصل الظلام بينهما، وكان الجنود المسلمون أُسدًا مغاوير، فقد اخترقوا الصفوف وراء قائدهم الباسل.

لكن شارل مارتل الداهية، علم أن المسلمين مثقلون بغنائمهم الثمينة، وكثيرًا منهم من البربر الذين يحرصون على نفائسهم الغالية، فما عليه حين يتلاحم الجيشان حتى ارتفعت صيحة مجهول في بين الجنود بأن معسكر الغنائم يكاد يقع في يد العدو، فارتدت قوة كبيرة من الفرسان من قلب المعركة إلى ما وراء الصفوف لحماية الغنائم، وترك الكثيرون ميدان القتال واندفعوا إلى الخيام مذعورين، فدب الخلل في صفوف المسلمين، وطار الصراخ في كل مكان وارتفع البكاء على النفائس، فصح ما توقعه شارل مارتل.

حاول الغافقي لملمة جيشه، لكنه لم يتمكن، فترك الطامعين، واندفع مع خيرة جنوده ليقف بهم أمام الطوفان العاصف، واستبسلت كتيبة القائد الغافقي استبسالاً ينحني له التاريخ إجلالاً وإكبارًا، فأطاحت بصفوف هائلة من الجحافل المتراصة المترامية، وبينما هو يتنقل بين الصفوف يقودها ويجمع شتاتها إذ أصابه من جانب الأعداء سهم أودى بحياته فسقط البطل الغافقي صريعًا شهيدًا من فوق جواده.

وعم الذعر والاضطراب في الجيش الإسلامي، إذ وقع استشهاد عبد الرحمن الغافقي موقعًا مؤلمًا، وأمعن العدو في المسلمين تقتيلاً وإهلاكًا، فطارت نفوس كثيرة، وسقطت جثث لا تخضع لحصر، وتمادى شارل مارتل مع جيشه حصدًا واستئصالاً، فلم يعبأ بجريح يئن أو شهيد يحتضر، حتى أتى الظلام فطوي يوما لم يسمع المسلمون بمثله في الأندلس، وعرفت هذه المعركة في التاريخ الإسلامي بمعركة بلاط الشهداء، نظرًا لكثرة من سقط في ميدانها الرهيب من شهداء الجهاد الإسلامي من أكابر المسلمين والتابعين.

لقد فرحت قوى الغرب بهذه النتيجة فرحًا شديدًا، وما زال أكثر كتاب الغرب إلى اليوم ينظمون قصائد المديح لشارل مارتل، واعتباره بطل النصرانية الذي أوقف امتداد الإسلام، وثبت أركان المسيحية.

فهاهو السير إدوارد كريزي يقول: "إن النصر العظيم الذي حققه شارل مارتل على العرب سنة 732م وضع حدًّا حاسمًا لفتوح العرب في غرب أوروبا، وأنقذ النصرانية من الإسلام.

ويقول فون شليجل: "إن النصر الساحق الذي غنمه شارل مارتل بين تور وبواتييه وضع لتقدمهم حدًّا وسقط قائدهم عبد الرحمن في الميدان مع زهرة جنده، وأنقذ مارتل بسيفه أمم الغرب النصرانية من قبضة الإسلام، ويذكر رانكه: "إن فاتحة القرن الثامن من أهم عصور التاريخ، ففيها كان دين محمد ينذر بامتلاك إيطاليا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

ـ موقع قصة الإسلام.

ـ موسوعة ويكبيديا

ـ د. عماد عجوة، موقع قصة الإسلام.

ـ قناة اقرأ الفضائية

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذ العزيز وأخي الحبيب أستاذنا الأجل"المهندس مصطفى الشبوط"
موضوع تاريخي اغفل عنه الكثيرين
راق جميل راق لي جداً
بوركت الفاضل ابو حيدر
تحياتي وتقديري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لتواجدك اخي المهندس محمد فرج

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

استاذنا الدكتور خليل بدوي

نعم هذا القائد الكبير غافل عنه الكثير

ووهو من ابرز القادة المفضلين عندي

اشكرك على هذا التواجد المميز

دمت بخير

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» بلاط موزاييك للحمامات
» معاناة المسلمين ومعركة ملاذ كرد
» الشهداء لا يموتون
» أسد الله وسيد الشهداء
» مصر تودع ابنائها الشهداء