كُنت أعلم أن – الكسندر جرهام بل – هو من أخترع الهاتف ،
تباً لك يا الكسندر !!.
كانت حياتنا بسيطةً بل مقفرة جداً من شدة البساطة ،
لكنها حلوه ،
كُنا نزور الجار والقريب .. والصديق ونُرحب بالغريب حتى نعرفه .
كنا نتواصل قديماً بقلوبنا إذ تحملنا أقدامنا ،
نقرعُ الباب دون موعدٍ أو ميعاد ثم نقول المقولة
المشهورة :
من في الدار …؟
وفي رواية : يا أهل البيت ، أحم أحم .. هل من أحد ؟
ولم نكن نقرع الباب ثلاثاً فإن أذن لنا وإلا عدنا ،
بل نقرعه حتى نخلعه..!!
يا له من مشوارٍ لذيذ ،
و ألذ منه أن ترى قريبك يُرحب بك بقلبٍ مُشتاقٍ وعفوية
وهو لا يملك في بيته إلا الماء
وإن كانت زوجته في البيت
قد ننال القهوة وما تصنعه يداها
وإن لم تكن حاضرة البيت فكوبُ ماء وترحيبٌ صادق يروي ضمأ مشوار الزيارة،
هذا إن لم ننجو من إصراره على أن نأكل من لحم شاةٍ من شياهه بعد حلفه الأيمان المغلظة ومع هذا كُله أقول ،
تباً لك يا الكسندر بيل ،
ذهب التواصل مذ عرفنا تلفونك ،
قل الوصال واضمحل ،
أصبحنا نرى المتصل فنعطيه مشغول أو لا نرد عليه البتة !!
من قبل كُنا نسمع الطارق فنقول : من الطارق ، أهلاً بك حللت أهلاً ووطأت سهلاً
حتى لو كان الطارقُ كلباً يلهث يريد ماءً لا غير .
نحن ندفع ضريبة التكنولوجيا من حجم التواصل فكم من مُفلسٍ في هذا الزمان يعيش وحده ..!
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
