سيدي ابو حيدر المحترم
 على مدار عقود طويلة من الزمن تتردد على مسامعنا بيانات الشجب والإدانة والاستنكار من الدول العربية والإسلامية لما يحدث لنا من مآسٍ ومصائب وما يحاك من مؤامرات، لدرجة أنك لو راجعت البيانات التي تصدر في أوقات الأزمات لوجدتها مكتوبة بصيغة متشابهة إلى حد التطابق، الأمر الذي يجعل من يعتدون علينا ويقتلون أبناءنا ويحتلون أراضينا يفعلون ذلك وهم على يقين أننا ضعفاء وعاجزون عن الرد، وآخر ما يمكن أن نفعله أن نصدر بيان إدانة واستنكار بلغة خانعة ومستسلمة.لقد باتت الدول العربية والإسلامية على المحك وبعضها تفكك وفقد هويته وتحول إلى كيانات جغرافية وسياسية وطائفية تمزقها الحروب والصراعات الداخلية بدعم خارجي وتنفيذ داخلي من عناصر باعت ضمائرها بحفنة من الدولارات أو سعياً وراء مكاسب ومغانم سياسية زائلة، ولم تعد عبارات الاستنكار والشجب والإدانة كافية أمام المآسي التي نعيش فيها، والتي باتت تهدد وجودنا في ظل غطرسة بعض القوى الإقليمية التي تعبث بمقدرات أوطاننا وعقول شبابنا، وكذلك لم تعد هذه البيانات مجدية في ظل استفحال ظاهرة الإرهاب التي تلاحقنا من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، ولم تعد تنطلي على الشعوب التي تشعر بالذل والمهانة وقلة الحيلة، وتأمل في ردود قوية تشفي بها الغل المكتوم في الصدور.