كندا تطرد اللص العراقي خضير الخزاعي وتسحب الجنسية الكندية منه

أستاذي العزيز الفاضل محمد الربيعي
أصبت بما جئت به سيدي
ان المشكلة الحقيقية التي ما تزال مستمرة؛ هي الاحتلال الأمريكي وما خلفه من عملية سياسية، إلى جانب دعم هذه العملية دوليًا وإقليميًا، واتخاذها سبيلًا وخيارًا وحيدًا لا فكاك ولا مفر منه؛ الأمر الذي زاد المأساة وأطال أمد المحنة والمعاناة على الشعب العراقي.
 ان العراقيين ما زالوا هم الضحية في كل المراحل التي تلت الاحتلال السافر؛ إذ أُزهقت أرواحهم ظلمًا وعدوانًا، واعتقلوا عبثًا وتعسفًا، وعذّبوا بوحشية وسادية وتنكيل، ثم هجّروا ونزحوا وتغربوا، وهُدمت بيوتهم وجُرّفت مزارعهم وحُرقت بساتينهم وصودرت ممتلكاتهم، ومازالوا يدفعون ثمن هذا الاحتلال الذي يعد جريمة العصر الحديث، بلا أي جُرم اقترفوه.
ان صوت العراقيين مغيّب ودورهم مهمّش، وتطلعاتهم للتغيير وبناء مستقبلهم ومستقبل بلدهم تُقمع وتُوأد في مهدها فور انطلاقها" .. مشيرة إلى انهم وصلوا إلى حالة اليأس ازاء أي خير يأتي من خارج بلدهم، أو ممن يتسلط ويتحكّم بمقدراتهم من السياسيين.
ولهذا كان هناك تشديد سافر من الذين يتحكمون بنا على الاستمرار في سياسة نبذ وتجاهل الجهود الجادة والحقيقة التي تحقق للعراقيين حريتهم وأمنهم واستقرارهم ووحدتهم؛ والإصرار على تجريب الحلول السابقة دون وضع رؤية لحل شامل وكامل للقضية العراقية، وغياب الجهد العربي والإقليمي الواعي والفعّال والمحقق للتوازن في العراق أمام الهيمنة الإيرانية؛ لن يحقق للعراقيين شيئا يذكر، وسيكون الفشل نتيجته كسابقها .. وهذ بطبيعة الحال ما سيخلّفه ذلك من تداعيات مؤلمة تزيد من معاناة العراق والعراقيين.
 ان واقع الفشل الذريع للعملية السياسية؛ يستدعي من المشاركين فيها أو القريبين منها أو الراغبين في دخولها؛ المراجعة الحقيقة والجادة لجدواها .. ولكننا لا زلنا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.
 ان الضوء الأمريكي الأخضر يا سيدي ـ في ظل الإدارة الجديدة ـ يقضي باستمرار العملية السياسية وفقا لما بدأت به وانتهت إليه من قواعد ومحددات ظالمة وإقصائية وطائفية وعنصرية؛ يعني استمرار معاناة العراقيين لسنوات أربع قادمة.
أما الفساد في العراق يا سيدي فقد أصبح ينخر القدرة المؤسساتية للحكومة مما أدى  إلى إهمال إجراءاتها واستنزاف مصادرها، فبسببه أي الفساد تباع المناصب الرسمية وتشترى، كما أدى الفساد إلى تقويض شرعية الحكومية، وأن محاربة الفساد بكافة أشكاله في العراق تبدأ من محاربة الفساد السياسي ولو لم يكن الفساد السياسي مستفحلا لما شاهدنا كل هذا الفساد المالي والاداري، بل لكانت هناك حالات فساد مالي واداري فردية وغير منظمة كما نشاهده الأن، حيث ان الفساد السياسي في العراق هو الام التي يلد منها الفساد الاداري والمالي( ولكن منو يقره ومنو يكتب)؟
نبتهل إلى الله عز وجل أن يلطف بالعراق والعراقيين وأن يزيل كرب المكروبين منهم، ويمنّ عليهم بالفرج القريب، وعودة النازحين والمهجرين الى ديارهم ومدنهم وقراهم، وأن يعم السلام في العراق والمنطقة باسرها.
تحياتي