كثيرًا ما يقع الآباء والأمهات في حيرة ما بين استخدام الحَزْم والطيبة. فيرى البعض أن الحَزْم هو الطريق للتربية وهو الذي يبني طفلًا مسئولًا، بينما يرى البعض الآخَر أن الطيبة تُظهِر الحنان والمحبة للطفل وتبني طفلًا حنونًا. فنجد أغلب العائلات تميل ليكون أحد الأبوَين يمثّل الحَزْم والآخَر يمثّل الطيبة. أو يتأرجحون بين الاتجاهَين.
في الواقع لا يمكن أن نستغنى عن أيٍّ من الطيبة والحَزْم. فالطيبة تساعد على بناء طفل حنون وطيّب ومُساعِد ومُتعاطِف ويستطيع سماع مَن حوله. والحَزْم يبني طفلًا مسئولًا وناجحًا وقادرًا على العمل. ولأننا نحتاج لايجابيات الطيبة والحَزْم في نفس الوقت، فنحتاج أن ننفّذ الاثنين في نفس الوقت. وهذا ما سنقدّمه في درس اليوم.
لنعرض مشهدًا تمثيليًا:
خرَجَ الزوج والزوجة والأبناء لتناول الغذاء، فرأت الزوجة محلًا للأحذية يضع عروضًا وتخفيضات فطلبَتْ أن تدخل. وسنعرض ردود فعل الزوج:
- الأول: يصرخ الزوج بغضب، لقد خرجنا من المنزل لتناول الغذاء وليس الشراء.
- الثاني: بهدوء وابتسامة رد الزوج: الحذاء مميز فعلًا وسيكون مميَّز لك، لكننا خرجنا اليوم لتناول الغذاء وليس للشراء. وفي هذا الموقف إظهار للتعاطف والتفهم.في الحالتَين الزوجة لم تشترِ الحذاء، ولكن في الموقف الأول خرجَت بمشاعر سلبية تجاه زوجها، وأمّا الموقف الثاني تكون مشاعرها مُركَّزة على أنها لم تشترِ الحذاء.نفس المشاعر التي تصل لنا في المواقف تصل لأبنائنا. فعندما يطلب الطفل لعبة في الشارع، إن اخترنا السلوك الغاضب سيصل للطفل مشاعر سلبية تجاهنا، ولكن يمكن أن تختار السلوك الآخَر وهو أن تقول لعبة جميلة ومميَّزة، يمكننا أن نشتريها في مرة قادمة، أو يمكنك أن تدّخِر من المال لشرائها إن أردت.
أمثلة لجُمَل تحتوي على الحَزْم والطيبة في نفس الوقت:
- أعرف أنك ترغب في الفُرجة على التليفاز، وأن هذا أكثر متعة من الواجب. والواجب أيضًا يجب أن نعمله.
- أعرف أنك ترغب في البقاء عند الجدة، ونحن أيضًا في حاجة أن نرحل.
- أعرف أنك لا ترغب في غَسْل أسنانك، وضروري أن نغسل أسناننا حتى تظل سليمة.
وبها:
- تفهُّم مشاعر طفلك (وهذا يُظهِر الحنان).
- اِظهِر له الرغبة في المساعَدة (وهذا يُظهِر الحنان).
- تمسَّك بالقرار السليم (وهذا يُظهِر الحَزْم).
- استخدِم حرف الواو (العطف) بدلًا من “لكن” أو “بس”. وكأنّ الفكرة الثانية تلغي الفكرة الأولى، (مثال: أنتِ جميلة، و”لكن” إن ارتديتي هذه الملابس ستصبحين أجمل).
منقول من موقع ابني بُكرة
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
