جامعات غربية ترد على المشككين بفوائد الصيام الطبية
| دراسات جديدة تأتي من جامعات شهيرة لترد على أولئك المشككين بفوائد الصيام الطبية.. دعونا نتأمل ونحمد الله تعالى... |
للأسف يأتي من يريد أن يهاجم الإسلام ومن داخله ويعمل على تشويه حقيقة هذا الدين الحنيف وإطفاء نور الله بأفوافههم.. فيدّعون أن الصيام لا فائدة طبية منه وليس هناك أي حكمة أو فوائد لجسم الإنسان... ولكن يريد الله تعالى أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون، ويسخّر أعداء الإسلام للرد عليهم!!
فهذه جامعة إليونز في شيكاغو تصدر بحثاً واعداً عن أسرار الصيام، والذي لفت انتباهي في هذا البحث المدة التي حددها الباحثون للصيام وهي بحدود 16 ساعة، والسماح بالطعام لمدة 8 ساعات (المجموع 24 ساعة. وهذا مشابه للصيام الإسلامي). وتقول الدراسة إن هذا الأسلوب هو الأسهل بين أساليب الصيام المتبعة في الغرب، وهو الأكثر قبولاً لدى المرضى لأنه من السهل المحافظة عليه [1]!
أسلوب الانقطاع عن الطعام والشراب لمدة 16 ساعة في اليوم، أسهل بكثير من أسلوب الحمية العادي وهو تخفيض السعرات الحرارية في كل وجبة... لأن أسلوب الحمية العادي لا يلتزم به إلا القليل.. بينما أسلوب الصيام 16:8 أسهل من الناحية العملية... هذا ما يقوله علماء من جامعة إليونز في الدراسة التي أجريت في شهر 6 – 20018
تم تطبيق هذا الأسلوب في الصيام على مجموعة من الناس فتبين للعلماء أنه يساهم في إنقاص الوزن الزائد وفي تحسين مستويات السكر في الدم. لقد أظهرت نتائج البحث أن طريقة الصيام 16:8 أي الامتناع عن الطعام 16 ساعة ساهم في تخفيض كمية السعرات الحرارية بمعدل 300 سعرة حرارية في اليوم، وإنقاص الوزن بمعدل 3 % ...
وهذه دراسة من جامعة كولورادو Colorado سوف تنطلق في مارس 2018 لدراسة فوائد الصيام بعد دراسات كثيرة تؤكد الحقيقة ذاتها وهي أن الصيام هو أسلوب آمن ورخيص وسهل لعلاج الوزن الزائد وله منافع صحية أخرى.
أما كلية الطب في جامعة واشنطن [3] فقد نشرت دراسات حول أهمية الصيام ووجدت أن الصيام له فوائد في إنقاص الوزن أيضاً. ويقول الباحثون: لقد أظهرت الدراسات على الحيوانات أن تقليل السعرات الحرارية أو تقليل استهلاك الطعام يساهم في تأخير الشيخوخة والوقاية من أمراض القلب والسكر والسرطان ويطيل العمر.
ولكن الصوم قد يكون له تأثيرات سلبية على بعض المرضى، ولذلك لابد من استشارة الطبيب المختص.. ولذلك فإن الله تعالى قد أعطى رخصة لهذا المريض أن يفطر في رمضان..
وهذه إحدى الجامعات الشهيرة في العالم وهي جامعة هارفارد تؤكد بالحرف الواحد أن الصيام له أثر طيب على الشبكات المتعلقة بتوليد الطاقة في الخلايا مما يؤدي إلى إطالة العمر [5].
تقول الباحثة Heather Weir من جامعة هارفارد ورئيسة الدراسة:
Low-energy conditions such as dietary restriction and intermittent fasting have previously been shown to promote healthy aging.
إن حالات خفض الطاقة مثل الحمية الغذائية أو الصيام أظهرت سابقاً أنها تعزز الصحة وتطيل العمر.
جامعة كاليفورينا [6] وبعد دراسات وتجارب طويلة قامت بإعداد برنامج صيامي يتضمن الصيام خمسة أيام فقط.... وتكرار هذا النظام وكانت النتائج مذهلة وغير متوقعة.
فالذي فاجأ العلماء أن اتباع أسلوب محدد في الصيام خفض نسبة الإصابة بالسرطان وخفض معدل أمراض القلب ومرض السكر وخفض الالتهابات وضغط الدم وتخفيف الوزن أيضاً.
أما Valter Longo مدير معهد طول العمر في جامعة كاليفورنيا فقد أكد بأنه من المعروف بأن الصيام يطيل عمر الخلايا لدى الحيوانات (الفئران مثلاً)، ولكن هذه الدراسة الأولى التي تؤكد بأن الصيام له فوائد في إطالة العمر على البشر وهو أسلوب آمن تماماً.
ويقول الباحث Longo بالحرف الواحد:
“Fasting seems to be the most beneficial for patients who have the great risk factors for disease, such as those who have high blood pressure or pre-diabetes or who are obese.
أي : الصيام يبدو أنه يمتاز بالفوائد الأعظم بالنسبة للمرضى الذين لديهم مخاطر كبرى لعوامل المرض، مثل مرضى ضغط الدم العالي، ومرضى السكر أو البدانة [6].
دراسة 2012 لجامعة ستانفورد بينت بوضوح التأثير الكبير للصيام على إنقاص الوزن الزائد وعلى سلامة القلب لدى النساء البدينات [7].
دراسة أخرى أجريت في كلية الطب بجامعة فيرجينيا أثبتت أن الصوم يزيد من إنتاج هرمون النمو وهذه العملية مهمة لسلامة العضلات وبخاصة العضلة القلبية [8].
دراسة لمركز Pennington Biomedical Research Center أثبتت أن الصيام يخفض مستوى الأنسولين في الدم ويجعل الجسم أقل حساسية تجاه الأنسولين.. وهذا له دور مهم في الوقاية من الإصابة بمرض السكر.. كذلك يستطيع الجسم في هذه الحالة حرق دهون أكثر ... في حالة أن الجسم كان حساساً تجاه الأنسولين فسينتج كمية أكبر منه وفي النتيجة لن يتمكن من إنتاج الكمية الصحيحة من الأنسولين ويصاب الإنسان بالسكر [9].
والذي يؤكد الفوائد الكبيرة للصيام بالنسبة لمريض السكري دراسة لجامعتي أليونز وشيكاغو [10] نشرت عام 2014 أثبت فيها العلماء أن الصيام قد خفض مستويات السكر في مرضى السكر من النوع الثاني، وخفض مستوى الأنسولين في الدم وخفض حساسية الجسم للأنسولين.
دراسة لقسم علوم الأعصاب Department of Neuroscience [11] في جامعة جون هوبكنز John Hopkins أثبتت نتائج رائعة للصيام في تأخير أعراض من الشيخوخة والزهايمر وتحسن أداء الخلايا وقدرتها على التخلص من النفايات، وهذه العملية تزيد من كفاءة النظام المناعي بشكل أوتوماتيكي.
دراسة لجامعة نورث ويسترن Northwestern University بينت أن بروتين يدعى sirtuins له أثر واسع جداً في العمليات الخلوية داخل الخلايا والتي تحمي من الالتهابات وشيخوخة الخلية... هذا البروتين ينشط بشكل كبير أثناء الصيام، وبالتالي يتدخل ويمنع انتشار الخلايا السرطانية والالتهابات [12].
دراسة لجامعة شيكاغو [13] أظهرت أن الصيام له فوائد على القلب أيضاً.. فأمراض القلب هي القاتل الأكثر شيوعاً في العالم.. والصوم يعمل على تخفيض نسبة الكولسترول الضار في الدم مما يؤدي لحماية القلب من النوبات القلبية.
وهذا هو الباحث Mark Mattson من جامعة جون هوبكنز وبعد تجارب طويلة وجد أن الصيام يساعد على نمو خلايا عصبية جديدة في الدماغ في منطقة hippocampus وكذلك وصلات عصبية جديدة وهذه مهمة جداً في الذاكرة والتعلم والوقاية من الشلل الرعاشي والزهايمر ونوبات الصرع الحاد ويحسن وظائف الدماغ [15].
كما وجد هذا الباحث أن الصيام يحفز المخ لإنتاج المزيد من الكيتونات ketones والتي تمد الخلايا العصبية بالطاقة اللازمة لنمو الدماغ وزيادة أجسام صنع الطاقة داخل الخلايا mitochondria كما أن الصيام يحسن قدرة الخلايا على إصلاح الشريط الوراثي DNA وتجديد الخلايا المناعية والتخلص من الخلايا المناعية القديمة والمتضررة.
والآن...
رأينا بلغة التوثيق العلمي ما وجده علماء كبار من جامعات شهيرة مثل: جامعة إليونز وجامعة كولورادو وجامعة واشنطن وجامعة هارفارد وجامعة كاليورنيا وجامعة ستانفورد وجامعة فيرجينيا وجامعة جون هوبكنز وجامعات أخرى... كلهم أجمعوا على الفوائد الطبية المذهلة للصيام... ثم يأتي جاهل يدعي الإسلام ليقول إن الصيام لا فائدة منه!! بالله عليكم من نصدق؟!
لذلك يا أحبتي لا تنخدعوا بكلام بعض من ينتسب للإسلام، الصيام كله خير وكله فوائد ولو لم يكن فيه فائدة لنا لم يفرضه الله علينا... لأن الله يريد لنا الخير.. قال تعالى: { يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَ يَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَ يُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَ خُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) } [النساء: 26 - 28].
فالصيام شرعه الله للتخفيف عنا وليس لزيادة العبء علينا وليس ليضرّنا.. بل لمصلحتنا، وبالفعل هو تخفيف عن الجسد حيث تعمل الخلايا بنشاط وطاقة أعلى أثناء الصيام ويخفّ المرض والالتهابات.. والصوم يخفف الوزن الزائد ويخفف انتشار الخلايا السلاطانية ويخفف مرض السكري وضغط الدم... فهل هناك تخفيف بعد هذا كما قال تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ)...
ولكن قد يقول قائل الصيام لديهم مختلف عما لدينا؟ ونقول: أليست طريقة 16:8 أي الصيام ل 16 ساعة كل يوم تشبه تلك التي نمارسها في الإسلام حيث نصوم لنفس المدة تقريباً؟
ويبقى السؤال...
هذه الفوائد الهائلة للصيام ألا تستحق أن يكون ركناً من أركان هذا الدين الحنيف؟
ألا يستحق الصيام أم يخصص الله له باباً من أبواب الجنة يسمى الريان لا يدخل منه إلا الصائمون؟
ألا يستحق الصيام أن يكون العبادة الوحيدة التي قال الله فيها: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به...
ألا يستحق هذا العمل الرائع أن يخصص الله له شهراً هو خير الشهور حيث أنزل فيه خير الكتب وهو القرآن وقال { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَ مَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة: 185].ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
