حتّى على الغربة يحسدونك

[rtl]

حتّى على الغربة يحسدونك

سافر، ففي السفر عشر فوائد، هكذا كان يقول الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

 فعلا ً، ففي السفر فوائد كبيرة، تغني الإنسان بتجارب كثيرة، لتصبح رصيدا ً من الخبرة لذلك  فيكون أكثر حكمة وحنكة في سلوكه وتصرفاته

 لكن السفر هو الغربة، وللغربة ضريبة لابد أن يدفعها الإنسان، وهي أن يعيش وحيدا ً بعيدا ً عن الأحبة والأهل والوطن

 إن ثمن الغربة فيه من القسوة مايشق الصخر إن يشهق صوت من الحنين في داخل الروح، خصوصا ًعندما تكون الغربة إجبارية كالنفي، في هروب من نظام جائر أو طلب رزق لضيق الحال، حينها ينبغى عليك أن تدرك أنك تخلع قلبك على عتبات المطار و أن روحك ستتساقط مع كل درج للطائرة تصعده ، و أنك ستحمل أكثر حقيبة أثقلت ظهرك يوما لأنها تكتظ بالأعباء إلى جوار ملابسك و أنك ستجهد فى استجداء الذكرى فتأتيك بلا رائحة لأنك استدعيتها فى مكان غير المكان ، و ستبذر البهجة فتثمر غير ناضجة لأنك بذرتها فى أرض غير الأرض و العبرة ليست فى الأرض و لا المكان و لكن فى شخوص المحيطين ، ستبتسم ربما لكنه ابتسام لم يتجاوز شفاهك و ستضحك لكنه ضحك لا يعرف انبعاثا من القلب ..
المغتربون بأي حال يحبون الوطن ويحاولون جهدهم نقل الوطن اليهم بقدر المستطاع...يأخذون معهم لباسهم وعاداتهم وكتاباتهم ولوحاتهم وموسيقاهم ويستقدمون الشعراء والمطربين والسياسيين من أوطانهم...
الغربة تعلم الانسان حب الوطن وتعلمه أيضا أن يوسع أفقه وأن يعتمد على نفسه...
أنا اعترف بأني أحن الى غربتي ليس لأني مستاء من وطني وحنيني هذا صامت لا تلازمه الدموع ولا التنهدات ولا الحسرات...
الحنين الفكري للهدوء ولاحترام الفرد والانسان ولأيام علمتنا تمالك الأعصاب ونبذ العنف والعزوف عن النقاش الذي فيه تجريح...
الحنين الى رؤية مواطن يحب وطنه ودولته تبادله الحب ذاته....فكيف بي وانا انتقل من غربة دامت اكثر من 23 عاما في الأردن تركت فيها اغراض بيتي وعيادتي واكثر من 7430 كتاب وهو تعب 23 سنة لتكون مرتعا لمن هب ودب لنهبها بعد ان تركت البيت والعياة متذمرا لأعود للعراق اياما معدودات لأكمل بعدها مسيرة غربة ثانية ولا اريد ان اثقلكم بما حدث لي في بغدا فقد بقشعر منكم البدن والذي جعلني اغادره مسرعا دون ان التفت لأقرب الناس الذين لم يكونوا ينتظرون قدومي الا لطلب النقود مني ليفتحوا مشاريع (براسي) رغم اني اغدقت عليهم بالهدايا ولما اسقط بيدهم بانت وجوههم الكالحة واخذوا يسمعوني وعائلتي كلمات اشبه ما تكون بـ(الطرده) فحملت عائلتي وزوجتي المريضة اتنقل بهم بحثا عن فندق ليلا
الغربة يا سادتي حدث مأساوي يمتزج بالحزن والكآبة وبحر من دموع اللوعة والشوق وجبل هائل من الآهات والحسرات...
الغربة فاجعة يتم إدراكها على مراحل، ولا يستكمل الوعي بها إلا بانغلاق ذلك التّابوت على أسئلتك الّتي بقيت مفتوحةً عمراً بأكمله، ولن تكون هنا يومها لتعرف كم كنت غريباً قبل ذلك؟ ولا كم ستصبح منفيّاً بعدالآن؟
وتبقى الأصوات متجهة نحوك تقول انك مغترب رغم أنفك

هذا احد اسباب تغيبي عن المنتدى وياليتكم لا تسألوني عن المعاناة التي قضيتها في استانبول متنقلا بين هذه الدار وتلك وكدت اتعرض لحالات النصب والاحتيال تصوروا انها من العراقيين والسوريين في تركيا وليس من الاتراك 
أما السبب الثاني فهو مرض زوجتي والذي زادها سوءا انتقالنا كل عدة ايام لمكان وبقاءها مع اولادي بالشارع لحين وجود شقة ثانية وحمل الاغراض انهكتنا فزاد من معاناتنا
المهم اليوم استقرينا في شقة بعيدة عن استانبول وذلك الضوضاء االمغلف بالنصب والاحتيال
عهدا ان يكون تواصلي بلا انقطاع ومشاركاتي تحمل كل ما هو جديد ومتميز
تحياتي للجميع

[/rtl]

اولا كل الهلا بيك مجددا اخي الغالي و صديقي الفاضل دكتور خليل بدوي المحترم 

نورت بيتك الثاني اشتياق وقد اشتقنا اليك كثيرا و مكانك بيننا كان خاليا افتقدنا كلماتك و مواضيعك الجميله 

وقبل هذا وذاك وجودك الغالي بيننا مجرد اسمك في المنتدى يعطينا الامل بان الدنيا بعدها بخير 

اما كلامك عن الغربه فأني ابصم لك بالعشره على كل كلمه كتبتها  

لاني  غريبة الوطن مثلك كما تعلم و اشعر ما تشعر به 

لقد مررت بمواقف كثيره تمنيت لو ارجع  الى الوطن مهما يحدث لي ................. ولكن لا الوطن هو ذلك الوطن ولا الناس هم كالسابق 

فقررت اللا عوده الا في زيارات خاطفه 

وقررت ان ابقى في غربتي ووحدتي 

 اتمنى اخي الغالي ان تستقر هناك و تعيش في هدوء و سكينه انت و اسرتك الكريمه 

ربي يشفي الدكتوره ان شا الله بشفاءه و يحميكم جميعا 

تقبل خالص تحياتي