العراق أغلى من الجميع

المدى الرياضي: العراق أغلى من الجميع
مؤيد البـدري
اكاديمي واعلامي عراقي في قطر




لا أريد أن أكون متشائماً بالنسبة للتحضيرات اللازمة لإعداد منتخبنا الوطني بكرة القدم للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا ..
إن حبي للرياضة ولكرة القدم بالذات يدعوني أن أكون حذراً من هذه الاستعدادات التي تبدو حتى هذه الوهلة لا تتناسب وأهمية أكبر بطولة عالمية ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم ألا وهي بطولة كأس العالم.


منذ آخر مباراة للمنتخب الوطني مع باكستان التي أقيمت في تشرين الأول من العام الماضي لم يلعب منتخبنا أية مباراة تجريبية استعداداً لملاقاة منتخب الصين في السادس من شهر شباط المقبل عدا مباراة يوم الخميس الماضي مع المنتخب الأردني والتي انتهت بالتعادل 1- 1بعكس الفرق الأخرى التي بدأت استعداداتها منذ وقت مبكر.

المعلوم بكرة القدم أن كثرة المباريات التجريبية لأي فريق من شأنه مساعدة الجهاز الفني على تقويم الأخطاء التي يقع بها اللاعبون من الناحية التكتيكية وزيادة اللياقة البدنية والانسجام بينهم وهو بلا شك أمر معروف للمسؤولين على كرة القدم في العراق الذين دأبوا على التصريح دائماً بقلة الموارد المالية لإعداد المنتخب لهذه البطولة العالمية المهمة .


ونتيجة ذلك يلجاً المسؤولون إلى الطلب من الاتحادات الشقيقة أو أنديتها لاستضافة المنتخب في تلك المدينة أو تلك حتى قيل أخيراً عن استضافة النادي الأهلي في دبي للمنتخب العراقي وتحمله كافة نفقاته وهو الأمر الذي يذكرنا بتحمل الاتحاد القطري لكرة القدم نفقات إقامة المنتخب الأولمبي والفرق التي يلعب معها أثناء التصفيات الأولمبية التي اتخذ منتخبنا مدينة الدوحة مقراً له لتلك التصفيات .



ليس من الضير أن يتحمل الأشقاء هذه الأعباء ويُضيَفون الفرق العراقية إبتداء من المنتخب الوطني وحتى منتخب الناشئين ولكن أن تصبح هذه الظاهرة مستديمة فهو أمر غير مقبول إطلاقاً .


عملنا وعمل الآخرون في اتحادات لم تكن ميزانيتها تزيد على العشرة آلاف دينار نجمعها من دخل المباريات حيث لم تكن تذكرة الدخول تتجاوز الـ 100 فلس و 250 فلساً و 500 فلس وحققنا في حينها نتائج مازالت عالقة بأذهان الجماهير واستطاعت الاتحادات المتعاقبة من مشاركة فرق الصغار في بطولات فنلندا والدنمارك والسويد وتَخرجَّ منها لاعبون مثلوا المنتخبات الوطنية لسنوات ولم نمد أيدينا لأحد بل كنا نعمل ضمن حدود امكانياتنا التي حققت لنا أفضل النتائج .



قد يقول قائل إن الظرف الأمني يحتم حالياً إقامة المعسكرات التدريبية خارج البلاد ولكن تخصيص مبلغ ملياري دينار أي ما يعادل ( مليون وستمائة وخمسون ألف دولار)

من الدولة لنشاطات اتحاد كرة القدم ليس بالمبلغ الهين فيما إذا اسُتقطِعَ مبلغ منه لإعداد المنتخب الوطني بالإضافة إلى المبالغ الأخرى التي يحصل عليها الاتحاد من الشركات وحقوق المباريات ومساعدات الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم وكلها باعتقادي مبالغ كافية لإعداد المنتخب إعداداً يتناسب وهذه البطولة العالمية المهمة رغم أنني أدعو إلى زيادة الدعم الحكومي للرياضة ولكرة القدم بالذات.



لقد آن الأوان أن يكون الاتحاد مستقراً ومتواجداً في اجتماعاته وقراراته في مكان واحد بدلاً من السفرالدائم إلى أماكن مختلفة وهو أمر يؤدي إلى تنقل أعضائه المستمرالذي بدون شك يشكل عبئاً مالياً هو بغنى عنه وأن تستعمل هذه الأموال بدلاً من ذلك لدعم المنتخب الوطني حتى يقال أن من يديرالاتحاد في بغداد حالياً لا يزيدون على ثلاثة أشخاص.


سبق لي وأن ذكرت في العديد من الفضائيات أن ما حققه الاتحاد العراقي لكرة القدم في السنة الماضية من بطولات مختلفة يعتبر انجازاً كبيراً يشكر عليه وأنني أكن احتراماً كبيراً لرئيسه وأعضائه وأنه حقق بطولة بقيت عصيةً على الاتحادات التي عملنا وعمل غيرنا فيها ألا وهي بطولة آسيا رغم أننا كنا نعمل في جو آمن يختلف عن الأجواء التي يعمل بها اتحادنا الحالي وهي نقطة غالية تحسب له ..



ولكن أرى أن الوقت قد حان لأن نفكر بالمستقبل ..المستقبل الذي ننشره جميعاً ..

المستقبل الذي نريده للكرة العراقية .. المستقبل الذي يجمعنا جميعاً تحت خيمة واحدة ..

هذه الخيمة التي لا يمكن أن تكون إلا العراق..

لأننا مهما بعدنا عن العراق فإن عودتنا حتماً ستكون إليه لأن العراق أغلى من الجميع.