الموديلات المُقلدة بمعرض شنغهاي للسيارات تقلق الشركات الغربية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ساعة رولكس مقابل 20 دولار .. قميص لاكوست بما يوازي سعر فنجان قهوة بالحليب .. حقيبة لويس فويتون نظير مصروف جيب .

لا يحتاج الزائر سوى التنزه لمدة عشر دقائق فقط في شوارع شنغهاي، لرؤية مثل هذه الأشياء. عندئذ سيدرك المرء مدى جدية تعامل البعض مع حقوق الملكية الفكرية؛ حيث تحظى النسخ المُقلدة والمنتجات المُقرصنة بشعبية كبيرة في الصين. ولا ينطبق هذا الأمر على الإكسسوارات وقطع الملابس الفاخرة فقط، ولكن يتم أيضاً تقليد سيارات الركاب، الأمر الذي يؤرق شركات السيارات الغربية بشدة.

ومَن يتجول في أجنحة معرض شنغهاي الدولي للسيارات، سيقابل كثير من الموديلات، التي يعتقد أنه شاهدها من قبل في مكان ما. ولا تزال بعض الأعمال الغريبة التي تقدمها الشركات المٌقلدة عادية للغاية. غير أن المحلل كيفين هوانغ يقلب الموضوع رأساً على عقب، ويلتمس العذر لمواطنيه بقوله :"إن تقليد المنتجات في الثقافة الصينية شكل من أشكال الاحترام والإجلال". وعند مناقشة الأمر مع الخبراء المحليين يدرك المرء؛ أنه لا يتم نسخ إلا المنتجات التي تحوز على الإعجاب. وأضاف كيفين هوانغ :"ولا يجوز لأحد أن يؤاخذ مصممينا على القيام بذلك".

وإذا كان هذا المفهوم صحيحاً، فإن إعجاب الصينيين بالسيارات الكبيرة المخصصة للأراضي الوعرة يبدو أنه كبيراً للغاية؛ حيث قام المصصمون لدى شركة Hawtai بتصميم أحدث سياراتهم المُزودة بنظام الدفع الرباعي على غرار الخطوط التصميمية لأول موديل بورشه Cayenne، ويتضح ذلك من المنظر الجانبي بصفة خاصة. ومثل السيارة الأصلية ينبض بداخل النسخة المقلدة محرك تربو، إلا أن شركة Hawtai اعتمدت على محرك بسعة حجمية تبلغ 8ر1 لتر وبقوة 125 كيلووات/170 حصان.

ويتوقع أحد الزوار الأوروبيين عند إلقائه نظرة على نشرة البيانات قائلاً :"ستكفي هذه القوة للوصول إلى الحد الأقصي للسرعة في الصين والذي يبلغ 120 كلم/ساعة".
وفي الجناج التالي تقدم شركة Huanghai موديلين من السيارات الرياضية متعددة الأغراض (SUV)؛ حيث يستعيد الموديل Landscape F3 بشكل مثير للريبة ذكريات سيارة الأراضي الوعرة الفاخرة RX من شركة لكزس اليابانية، أما الموديل F1 فيوحي من النظرة الأولى بأنه سيارة مرسيدس - بنز من الفئة M. إلا أن الشركة الصينية تقدم موديلاً من جسم السيارة، لم تطرحه الشركة الألمانية حتى الآن؛ حيث تقدم الشركة الصينية سيارة الدفع الرباعي حسب الرغبة كموديل بيك آب.

وعلى مسافة لا تتعدى 100 متر تتلألأ على منصة العرض بجناح شركة Great Wall Motors سيارة بيك آب أخرى، والتي قد تتسبب في الاستعانة بجهود المحامين مستقبلاً لرفع دعوة قضائية ضد الشركة الصينية، لأنها مستوحاة من سيارة فولكس فاغن Amarok.
ولم تقم الشركة الألمانية بطرح سيارتها الجديدة في الأسواق الصينية حتى الآن، لأن المهندسين في الصين قاموا بنسخ الموديل بكل سهولة، ويتم بيعها بالفعل تحت اسم Wingle 5. وقد تعرضت موديلات شركة جيب البريطانية Wrangler و Grand Cherokee و Range Rover أو موديل دودج Ram لمصير مشابه في شنغهاي. وليس من الصعب في سيارة بريليانس A3 التعرف على خصائص موديل بي إم دبليو X1، غير أن هذه السيارة لم يتم الكشف عنها في المعرض، وربما يرجع إظهار الشركة الصينية لهذا الاحترام إلى أن شركة بي إم دبليو الألمانية تعتبر شريك تجاري لشركة بريليانس.

ولم تقتصر الموديلات المُقلدة على سيارات الأراضي الوعرة فقط، بل امتدت أيضاً إلى الموديلات الصغيرة المخصصة للمدن والسيارات الرياضية؛ حيث تم إزاحة الستار عن نسخ مُقلدة من موديلات تويوتا Yaris وسمارت وكذلك فولكس فاغن Scirocco ونيسان 370 Z. كما أن سيارة الصالون المستقبلية فيسكر Karma ظهرت في معرض شنغهاي بملامح آسيوية وتحمل علامة تجارية صينية.
وحتى السيارات التي لم يتم طرحها في الأسواق الأوروبية حتى الآن، يتوافر منها بالفعل موديلات مستنسخة في الشرق الأقصى، فعلى سبيل المثال ظهر بجناح شركة بريليانس سيارة فان عائلية، تذكرنا بنموذج فولكس فاغن الاختباري Space-Up، بما في ذلك منظومة دفع كهربائية.

ولكن لا يتم دائماً إنتاج نسخ مقلدة من السيارات بكل بساطة ودون الرجوع إلى الشركات صاحبة هذه الموديلات. وأوضح كيفين هوانغ، المحلل بشركة Jato، ذلك قائلاً :"قامت العديد من الشركات الصينية بشراء تراخيص وبِنى هيكلية من ماركات السيارات الغربية أو عقد اتفاقيات تعاون وشراكة فيما بينهم".

ونظراً لعقد اتفاق ينص على أن تتشابه سيارات شركة Roewe الصينية مع موديلات شركة روفر القديمة من عصر بي إم دبليو التي لا تزال تتمتع بالقوة، ولذلك فإن تقليد الموديلات يعتبر أمراً قانونياً تماماً. وبالمثل فإن الشركة صاحبة سيارة Hummer الصينية في مأمن من المحامين التابعين لشركة جنرال موتورز الأمريكية. ولنفس السبب لن يكون هناك أي اعتراض على إعادة إصدار سيارة الأجرة الكلاسيكية بالعاصمة البريطانية لندن كسيارة عائلية تحمل اسم جيلي Englong SC7.

وبالنسبة لجميع السيارات المُقلدة الأخرى ما زالت الشركات الأصلية ترفض عقد اتفاقات مع الشركات الصينية، وهو الأمر الذي دفع المحامين بين الحين والآخر إلى رفع دعوى قضائية ضد النسخ المقلدة واتباع السُبل القانونية لاستعادة حقوق الشركات الأصلية.
ويرتكب بعض المهندسين والمصممين جريمة سرقة الأفكار بأريحية لغرض التسلية. وعلى أية حال يدور داخل أوساط الوفود الألمانية بأن هذا الأمر يدل على تلبية أذواق أهم العملاء الصينيين.