إرهاصات قلب كسير

مالي أرى شمسك تغربُ عني ؟
تتوارى خلف سحب التمني
وقمرك قد هجر السماء
راحلاً وراء الآفاق
وأنت أيها القلب
لما أراك متعب ؟
قد أضناك الشوق
وجرحك النازف يتراقص
على لظى جمرات الحب
أغضُ الطرف قليلاً عنك
فأدركُ كم أشقاك البعد
وأثقلَ كاهلك ذلك العشق
ألا تدري أن الهوى منذ الأزل
وحتى اليوم لم يزل
هجرٌ وجفاء
نأيٌ وفراق
حزنٌ يرخي سدوله على الشفق
كان أقصى ماترومه الوصال
أصبح الآن الأمر عندك سيان
القرب كالبعد
أمسيتَ يافؤادي كسير
يلوكك الشجن وعاديات الزمن
وسحبٌ من الهموم
تزاحمت في سماء الأفق
تباغتني رعشة الوجع
ومامن مزنٍ تبشر بالهطول
أو برقٍ في سمائك ولارعود
أصبحتَ كالتائه في الصحراء
يظمأُ لنهلة ماء
ولايجد سوى الجفاف
وأرض بور قفار
وهموم ثقال وآلام جهار
وبقايا أطلالٍ لحبيب
مر من هنا ثم نأى
وهاأنت تتأوه بصمت
صداه أصبح كالرعد
وعين جافاها الكرى
يطرقُ مسمعي وقع الخطى
يتعالى الصوت ليبلغَ أقصى المدى
ألا يكفيك هذا العنا
ممن أسكنتهُ الحشا
أسبغتَ عليه بالهوى
فتبدلَ حاله وتمردا
أأحزن لما أنت فيه ؟
أم أبكيه ؟
وحبه مازال يسري في الوريد
أم أرثي أوجاعك
وأهجي ماأنت عليه
وكأنه الرجل الوحيد
على هذه الأرض
مامن إليه سبيل
وليس له بديل
آهٍ أيها القلب
مرتبكة باتت الخطوات
وجلة خائفة
تتعثر في أرجوحة
والأمنيات تتعالى ثم تهبط
وأنت كالمركب تائه وسط الأمواج
محطم الشراع
وليس لك من منقذٍ سوى الله
مداد إحساسي

منقول