و أصبحت ذات هوية

سلمت للطرح الراقى وفى انتظار القادم ...لك كل الود.

أعتذر عن عدم الرد

إلى اكتمال القصة

و لكم أخوتي و محبتي في الله

تركنا مكتب المقدم الجيلالي و كلي حسرة لم أستطع التظاهر بغيرها و لربما كبحتُ بها تساؤلات خالتي حليمة بسبب اللغة .... عدت إلى العمل رغم أن الوقت تأخر و لم يبق سوى ساعة أو ساعة و نصف ، في حين عادت ضيفتي إلى بيتنا القريب من المكان الذي توادعنا فيه على أمل جلسة مسائية نناقش ما قاله المقدم ,,,,
كان الوقت صيفا و كنا نغدر العمل عصرا ,,,,

بعد العودة إلى البيت تذكرت أنني لم أخبر أمي بالقصة كي تناقشها و تبحث لها عن حل ، فقط أوصيت بكرمها إلى حين عودتي ، كانت طاولة المساء شهية تستفز شهيتي خاصة أنني لم أذق شيئا طوال النهار ، لا أعلم هل بسبب الوقت أم ذهبت رغبتي في الأكل منذ سماع أقوال المقدم الجليلالي ، جلسنا جميعا على المائدة و ناديت أيضا على زوجة أخي علها تساعدنا في شيء فهي أيضا ذات أصول أمازيغية تعود إلى مدينة أزيلال ، حكيت لهما قصة خالتي حليمة و ابنتها وأكملت بقصتي مع الجيلالي ، كانت أمي تتمعن في الحديث و كأنها تستمع لدرس وجب فهمه جيدا ، لتقاطعني و كأنها تقاطع المقدم نفسه :
إـ إن كان كذلك فلنترك الجيلالي و ننساه ,,,, أمي تعرفه جيدا مدى تعنته فقد كان جارا لها هي و أبي منذ أول يوم لزواجهما ,,,,
و تبادر بسؤال توجهه لضيفتنا :
ـ مايْـَتًمْسْ تًمَطُّوطْ شْمي يْقُوبْلْ أَلّيتُورُودْ حْمَى أَنًّاوْضْ شَانْ الحل

معناه : من هي القابلة التي ساعدتك على الإنجاب آنذك ربما منها نبدأ لنصل إلى 12 شاهد مثلا
ردت خالتي حليمة على أمي :
ـ أُرُورُخْشْ إيتَادَّارْتْ ، أُرُوخْ إٍ سْبِييطَارْ نْ البلدية

معناه : لم أنجب ببيتي حتى تساعدني أية قابلة فأنا أنجبت توأمي بمستشفى البلدية في 1982

بشراك ربي صدمة أخرى غير أنها مفرحة ، تعيد المزاج إلى موضعه الحقيقي ، لم أنبس بشيء فقط انتبهت لوجه أمي الذي ظهرت عليه تقريبا نفس البشارة لتوجه لي هذا الاقتراح :
ـ عليكم إذن الذهاب إلى إدارة المستشفى و السؤال عن وثيقة ازدياد فاطمة الزهراء ,,,
أخبرت أمي خالتي حليمة بالجديد و كادت هذه الأخيرة تنفجر من البكاء فرحة هذه المرة
سررت بصدق إلا أن الأمل كان يختلط بشيء من الرعب الداخلي إذ يتبادر لذهني في كل ثانية تقريبا أمر المستشفى فكيف لمؤسسة أصبحت خاصة فقط بمداواة الحرجى و التلقيح أن تحتفظ بأرشيف مر عليه دهر ,,, طبعا دون أن أخبر به أحدا حتى أحافظ على مشاعر الأمل و الفرحة في قلوبهم و كأنني أتدبر أمرها الاداري لوحدي ,,,,,

قامت خالتي حليمة و معها ابنتها و هي تقول لأمي و أنا أفهم طبعا فيما بعد ، أنها مصرة على الذهاب عند صديقة و جارة قديمة لها بحي بودراع ، إنها خالتي ربيعة ، لأنها على حد قولها وجب عليها صلة الرحم , كنا مستئنسين بضيفتنا رغم أن ابنتها فاطمة الزهراء يغمرها صمت رهيب ,,,, غادرتا بيتنا و اتفقنا على اللقاء في اليوم الموالي صباحا بمقر عملي ,,,,,

أسرت لي أمي بسر حكته لها خالتي حليمة عن سبب بحثها عن هوية ابنتها ، استغربت قليلا بعد أن أدركت أن الأمر عادي و من حق أي كان من أسرة فاطمة السؤال عن هويتها .....


يتبع

أسرت بالفعل خالتي حليمة لأمي بأن ابنها المهدي و الذي لاحظتُ تسجيله وحيدا بدفتر الحالة المدنية الذي كانت تصحبه ، هو من يحرجها يوميا بسؤاله عمن تكون فاطمة الزهراء مادامت غير متواجدة بهذا الدفتر مما سبب لخالتي حليمة حسب ما حكت لأمي الكثير من المشاكل و الإحراج مع ابنها الذي أصبح شابا يانعا يطل على الكهولة ، والدتي تحكي و أنا أتذكر الطريقة التي كانت تحكي بها ضيفتنا أول مرة ، حكت بجنون و في عينيها سرعة إنهاء الأمر الذي جاءت من أجله ..... ربما كان هذا السر هو السبب ....

حللنا بمقر عملي تقريبا بنفس التوقيت ، سجلت حضوري و توجهت و خالتي حليمة إلى مستشفى البلدية الذي يبعد عن مكتبي مسافة قطع الطريق فقط ، طلبت منها الانتظار فولجت مكتب الطبيب الرئيسي الذي أعرفه معرفة شخصية ، بعد التحية و السؤال عن بعضنا البعض دخلت مباشرة في موضوع الحالة التي لازالت بنظري مستعصية علينا ، سردت عليه قصة فاطمة الزهراء كاملة ، و نحن نتكلم بعد ترحيبه بالفكرة ، نادى على ممرضة و طلب منها البحث عن وثيقة بأرشيف المستشفى تتضمن كل المعلومات التي كتبها و نحن نتحاكى ، قبل أن أغادر طلبت منه أن أساعدها إن أمكنهم ذلك فلم يرد طلبي و خرجنا متوجهتين إلى الأرشيف ، وقفت خالتي حليمة حين لمحتنا و طمئنتها أن تبقى بمكانها حتى نعود ، نعم تركتها بمكانها حتى لا تُصدم بشيء قد يكون عكس ما تريد ، ...

بالأرشيف كل الوثائق و الأوراق متسخة و يكتسيها الغبار ، و نحن نبحث من بينها حتى تلك التي قامت الحشرات بنقرها ، إلا وثيقة ازدياد فاطمة الزهراء ، سبحانك ربي ، إنها بيضاء ناصعة و كل شيء ظاهر دون نقصان و لو لحرف واحد ، كنت أرتعد و أنا أقرؤها و أمتحصها حتى أنني قبلتها ، أحسست بدفء عميق في مشاعري و راحة تروي عطشي في مساعدة هذه السيدة الطيبة و التخفيف من معاناتها مع ابنها المهدي ، تذكرت المقدم الجيلالي و في نفسي أن أخبره أن الشهادة لله في ازدياد هذه الفتاة فإن رفض هو ذلك فالله تعالى لا يضيح حقا من وراءه طالب ، ما قمت به بعد وقت بالفعل حتى أحيي فيه روح التعاون و مسؤولية العمل أمام خالقه و الإخلاص فيه له ، خرجت و الوثيقة بيدي و أنا أشكر الممرضة و الطبيب معا و كلي سرور لاحظته خالتي حليمة و الذي استمدت منه أملها في أن تصبح ابنتها ذات هوية و وثائق تعريفية و ربما سينهي أزمتها و يلغي أسئلة ابنها و يفتح لفاطمة الزهراء كم باب و باب ....

يتبع

اولا اهلا فيك حروفك على نافذة الإعجاب
أضآءت بسمة من الأعماق
جليل إحترامي وتقديري لسموكِ
لشعورك الراقي وإحساسك الرائع
جورية لقلبك

الاخت الغالية سعاد صالح البدري

كنت انتظر بشغف باقي القصة والان حظيت بذلك

احييك على هذه القصة المعبرة

وانتظر التكملة القادمة باذن الله

تقبلي مني ارقى التحايا

سانتظر الهويه والفرحى حين تطل من تلك العيون لتمسج الحزن هنا

رائعه سعاد

اشتقتك

سرى القيسي

الأديبة الأستاذة سعاد صالح البدري
سلم قلمك
سردك رائع و واقعي
تحياتي و مودتي