الغربه و الاغتراب

لن اتحدث عنهما هنا بالمعنى المتعارف عليه الا وهو البعد عن الوطن والاهل والسفر لبلد اخر سعيا وراء العلم او العمل
سيكون الحديث هنا مختلف الى حد ما .
فما اعنيه بالغربة والاغتراب فى هذا السياق هو غربة الروح واغتراب النفس والوجدان والسفر ليس بالجسد ولكن بالقلب والجوارح بعيدا عن المكان الذى يتواجد به الجسد.
ان تكون بين اهلك واصحابك ،ان تتواجد بجسدك فقط وعقلك ومكنونات نفسك فى مكان آخر هذا هو ما اعنيه بالغربة والاغتراب
الاغتراب عن دنياك والرحيل بداخلك الى عالم اخر قد تعتقد انه اكثر ملائمة لك وان غياب جسدك عنك هناك لن يمثل فارق بالنسبه اليك ولا بالنسبه لمن انت معهم .
ان يغترب عقلك بينما جسدك قابع فى المكان هو شرود .وان يغترب قلبك واحساسك ويرحل عن جسدك هو حكم بالاعدام على هذا الجسد.
ان تحيا فى مكان لا ترغب فى الوجود فيه وتضيق امامك السبل للرحيل ولا يبقى امامك الا المكوث رغما عنك والبقاء رغم رفضك للبقاء ،حينها لا تجد امامك الا حل وحيد الا وهو الاغتراب .
قد يقول البعض اذا كان الاغتراب حل بديل عن الرحيل المستحيل ،بالتالى هو ليس امر سىء ولا مكروه بالعكس هو اختيار اخر قد نمنحه لانفسنا كحل وسط بين امرين لا سبيل لحدوثهما .
اتفق مع هؤلاء ولكن يبقى الارغام عنصر اساسى ومحرك لذلك الاختيار وبالتالى تنتفى عنه صفة الاختيار
لو كان الاختيار متواجد لما شعرنا بالالم ولا بالاسى لانفسنا حين نشعر بوجودنا فى المكان والزمان غير الملائمين لنا
لو كان الامر ممتع وشيق ما كان الاغتراب عذاب وما كانت الغربه مشقه وما كان البقاء عقاب
حين يريد شخص ما السفر قد يكون ذلك بمحض ارادته وبالتالى يعد نفسه لتلك الرحله ويختار المكان الملائم له والظروف التى قد يتقبل العيش فيها .حتى وان لم تكن جميعها ظروف مرضيه فعلى الاقل هو راضى عن بعض منها
اما اغتراب الروح والاحساس لا مجال فيهما للاختيار ففيه تنسلخ ارواحنا من الاعماق بمنتهى القسوة والالم وتشد الرحال بعيدا .
قد يصاحبها الحظ فى رحلتها حين تلقى ارضا خصبه يمكنها ان تنبت فيها من جديد وترمم ما تحطم منها اثناء رحلة رحيلها وقد لا تلقى سوى الفراغ فتظل هائمه بلا ارض ولا وطن ويكون شعارها "لا مكان لا وطن "مع الاعتذار لعنوان المسلسل التركى .
الاغتراب يعنى انك لم تعد تملك فى نفسك شىء اصبحت غريبا عنك وعن دنياك وبدلا من ان تملك انت زمام عناصر حياتك تجدها هى قد امتلكتك .
هل يمكن ان تخلق لنفسك عالمك ؟ هل يمكن ان تختار مفرداته بكل ما تمتلكه كلمة الاختيار من حريه ؟هل يمكن ان يظل هذا العالم كما اخترته بلا تغيير ؟
كم منا عاش الغربه فى بيته والاغتراب فى وطنه والرحيل بين اهله ؟
كم منااختار البقاءفى مكانه وقام باحتجاز الروح داخل قضبان المتاح ورضى بالمكوث دون حتى محاولة الاغتراب عن واقع آلمه كثيرا ؟
كم منا عاش الغربة كسيف قاطع لاوتار فؤاده المبتور قبلا من العناء ؟
الغربه والاغتراب ليسا وجهان لعمله واحده بل هما وجه واحد لحقيقه وحيده هى التكيف والتأقلم والتعايش مع ما ترفض الاعماق وجوده



منقول للامانه

الغربة والاغتراب استوقفتني حيرت قلمي
فهاهو ابداع جديد يفاجيئ الجميع
استاذتي الغالية باسند تخيفني الغربة
اوقفتي قلمي وحيرتي فكري ماذا يكتب لكي
ابدعتي ودي وتحياتي

باسند

اكيد غربة الروح اكثر مرارة من غربه الجسد

فقد يكون الانسان عايش بين اهلة وداخل وطنة

ولكنة يشعر بالغربه فهو يعيش بالجسد فقط

سلمتى على روعه الانتقاء

ارق التحايا

احبابي الغاليين

حمدي عصام

صوفيا

ياسمين الخالد

ما اجمل كلماتكم و ما اعذب تعابيركم

كلما اقرأ من هذه الكلمات يرتفع معنوياتي و في نفس الوقت اشعر بالمسئوليه اكثر تجاهكم و تجاه بيتنا الجميل

الاشتياق

شكرا لكم

دمتم بخير

و اطال الله من عمركم

الاستاذة القديرة باسند

وتبقى الغربة سواء كانت غربة الروح او الوطن مولمة وموجعة

تسلمي على طرحك الراقي

ربي يحفظك

تقبلي مني ارقى التحايا

مصطفى الشبوط كتب:

الاستاذة القديرة باسند

وتبقى الغربة سواء كانت غربة الروح او الوطن مولمة وموجعة

تسلمي على طرحك الراقي

ربي يحفظك

تقبلي مني ارقى التحايا

عزيزي ابو حيدر

الله يبعد عنك الوجع و الالم

وشكرا لمرورك العطر

تحياتي

نوره الدوسري كتب:

الاستاذة القديرة // باسند

موضوع رائع وكبير جدا

ومداخلات الاساتذة زادت من جمالها

ابعد الله عنا وعنكم كل اشكال الغربة والاغتراب

رائعة

تقديري

نورة الدوسري

شكرا لحضورك المميز و الراقي

نورت حبيبتي

تقبلي تحياتي

أديبتنا الكريمة
صاحبة الذائقة القيمة
الأستاذة العزيزة باسند
شكراً لكِ شكراً جزيلاً
كلما قرأتكِ أكثر
أرى فيكِ الجمال جميلاً
موضوع رائع إنتقيتيه بتميز فريد
جعلنا جميعاً بروعته نشيد
تحياتي لكِ وجزيل تقديري
مع ولهاً لمعانقة كل طرحِ لكِ جديد
تقديري والمودة

باسند كتب:

لن اتحدث عنهما هنا بالمعنى المتعارف عليه الا وهو البعد عن الوطن والاهل والسفر لبلد اخر سعيا وراء العلم او العمل
سيكون الحديث هنا مختلف الى حد ما .
فما اعنيه بالغربة والاغتراب فى هذا السياق هو غربة الروح واغتراب النفس والوجدان والسفر ليس بالجسد ولكن بالقلب والجوارح بعيدا عن المكان الذى يتواجد به الجسد.
ان تكون بين اهلك واصحابك ،ان تتواجد بجسدك فقط وعقلك ومكنونات نفسك فى مكان آخر هذا هو ما اعنيه بالغربة والاغتراب
الاغتراب عن دنياك والرحيل بداخلك الى عالم اخر قد تعتقد انه اكثر ملائمة لك وان غياب جسدك عنك هناك لن يمثل فارق بالنسبه اليك ولا بالنسبه لمن انت معهم .
ان يغترب عقلك بينما جسدك قابع فى المكان هو شرود .وان يغترب قلبك واحساسك ويرحل عن جسدك هو حكم بالاعدام على هذا الجسد.
ان تحيا فى مكان لا ترغب فى الوجود فيه وتضيق امامك السبل للرحيل ولا يبقى امامك الا المكوث رغما عنك والبقاء رغم رفضك للبقاء ،حينها لا تجد امامك الا حل وحيد الا وهو الاغتراب .
قد يقول البعض اذا كان الاغتراب حل بديل عن الرحيل المستحيل ،بالتالى هو ليس امر سىء ولا مكروه بالعكس هو اختيار اخر قد نمنحه لانفسنا كحل وسط بين امرين لا سبيل لحدوثهما .
اتفق مع هؤلاء ولكن يبقى الارغام عنصر اساسى ومحرك لذلك الاختيار وبالتالى تنتفى عنه صفة الاختيار
لو كان الاختيار متواجد لما شعرنا بالالم ولا بالاسى لانفسنا حين نشعر بوجودنا فى المكان والزمان غير الملائمين لنا
لو كان الامر ممتع وشيق ما كان الاغتراب عذاب وما كانت الغربه مشقه وما كان البقاء عقاب
حين يريد شخص ما السفر قد يكون ذلك بمحض ارادته وبالتالى يعد نفسه لتلك الرحله ويختار المكان الملائم له والظروف التى قد يتقبل العيش فيها .حتى وان لم تكن جميعها ظروف مرضيه فعلى الاقل هو راضى عن بعض منها
اما اغتراب الروح والاحساس لا مجال فيهما للاختيار ففيه تنسلخ ارواحنا من الاعماق بمنتهى القسوة والالم وتشد الرحال بعيدا .
قد يصاحبها الحظ فى رحلتها حين تلقى ارضا خصبه يمكنها ان تنبت فيها من جديد وترمم ما تحطم منها اثناء رحلة رحيلها وقد لا تلقى سوى الفراغ فتظل هائمه بلا ارض ولا وطن ويكون شعارها "لا مكان لا وطن "مع الاعتذار لعنوان المسلسل التركى .
الاغتراب يعنى انك لم تعد تملك فى نفسك شىء اصبحت غريبا عنك وعن دنياك وبدلا من ان تملك انت زمام عناصر حياتك تجدها هى قد امتلكتك .
هل يمكن ان تخلق لنفسك عالمك ؟ هل يمكن ان تختار مفرداته بكل ما تمتلكه كلمة الاختيار من حريه ؟هل يمكن ان يظل هذا العالم كما اخترته بلا تغيير ؟
كم منا عاش الغربه فى بيته والاغتراب فى وطنه والرحيل بين اهله ؟
كم منااختار البقاءفى مكانه وقام باحتجاز الروح داخل قضبان المتاح ورضى بالمكوث دون حتى محاولة الاغتراب عن واقع آلمه كثيرا ؟
كم منا عاش الغربة كسيف قاطع لاوتار فؤاده المبتور قبلا من العناء ؟
الغربه والاغتراب ليسا وجهان لعمله واحده بل هما وجه واحد لحقيقه وحيده هى التكيف والتأقلم والتعايش مع ما ترفض الاعماق وجوده



منقول للامانه

الأستاذة الراقية جدا باسند
الغربة و ما تحمله من أوجاع و آلام
تحياتي لإختيارك هذا الموضوع القيم
بارك الله فيك و ردك لبلدك سالمة غانمة
شكراااااااااااااااااااااااااااااااا