امومة موؤوده

كعادتها حاولت ان تعد كل شي وما لذ وطاب . ان تكون تلك الطاوله عامرة بكل ما تشتهيه النفس ويسل له اللعاب حين تراه العين . حريصة هي على ان تعد كل شيء بيدها . هي لا تؤيد شراء الاطعمة من السوق خوفآ من التلوث وحرصآ منها على ان يكون ما تتناوله نظيفآ وصحيآ تتوفر فيه كل الشروط الصحيه والغذائه . واهم شيء النظافه . فهي لا تعرف نسبة نظافة المكان الذي تم اعداد الطعام في ولا ملابس الطباخ ولا حتى يديه .
اقبل الجميع كالعاده والتفوا حول المائده . الكل مبتسم وفرح حتى ان ضحكاتهم تجاوزت البيت الى الشارع وكأنها تهرب من نفاقهم او تريد ان تزيل الاقنعة عن وجوههم .
ما هي الادقائق واطفئت الانوار وعلا صوت الجميع يغني ويردد والضحكات تعلو وتعلو .. هابي بيرث داي تو يو ...هو عيد ميلاد بكرها وابن عمرها وارتفع صوت الموسيقى . اطفئت الشموع . ثم عاد النور الى البيت وبدأت الفوضى تعم المكان .الكل يرقص . يضحك ويغني . لم يوفروا اي طبق من الاطباق التي قامت باعدادها تلك الايادي الدافئه التي اعتادت ان تمنح الحي وتمسح الدمع . ان تحتضن لتمنح الحياة وتعيد البسمة الى الشفاه .
شعر الجميع بالتعب فقد امتلات الامعاء واوجعتهم من الضحك الاشداق . شاركتهم الضحكه والفرحه . غادر الجميع . فجأه هدأ المكان وكأن المنبه دق اجراسه لآلامها . فقد عادت واشد من قبل . لكنها كتمتها لتكمل الفرحة بعيد بكرها . ومخافة ان يتهامسوا فيما ينهم وكعادتهم بانها تنكد عليهم حياتهم ولا تتمنى ان يدخل الفرح الفرح بيوتهم .
حاولت ان تسكت المها ببعض المسكنات لكن دون جدوى فامسكت الهاتف محاولة الاتصال باحدهم لكن دون جدوى . فالهواتف الارضيه يرد عليها المجيب الآلي ( صاحب الهاتف غير موجود اترك رساله صوتيه وحين عودته سيرد عليك ) اما الهواتف النقاله فقد تم اغلاقها وراح الجميع في سباتهم . ولم يلاحظ اي منهم لون تلك البشرة التي طالما كنت مورده انها اصبحت صفراء ذابله وان تلك الضحكه اصبحت باهته . ان تلك الحركة الرشيقه اصبحت شبه مشلوله . لقد غاب عن بالهم انها تداري المها وتداري دمعها عنهم مخافة ان تثقل عليهم او تصبح عبئآ ثقيلآ لهم ... تسائلت هل هي سنة الحياة ام سنة العقوق ؟
وقد اعتادت ان تشاركهم كل شيء حتى آلامهم ومنذ اللحظة الاولى في حياتهم لكنها لم تجدهم ساعة المها وساعة وداعها الدنيا .
وكأنها ولدت لتنجب وتربي . ثم تعود لتغادر العالم وحيده دون وداع .

لا اعرف حقا كيف الحياة اصبحت تطلب منا الكثير
دون رادع او مقابل فهي تعودت ان تعطي رغم الالم
هي الام لاغيرها تستمر في تضحياتها الى اخر نبض يسكنها
مخلوق تكون بفطرته ان يعطي ويحمل ويتحمل
الاديبة القديرة
سرى القيسي
اوجزتي في تسليط الضوء ورحلنا معك في لحظات نابضة من احساس ام اعطت بالم
هي رسالة اخلاقية وعبرة الى كل انسان ان يقدس الام
شكرا لك اديبتنا
تقديري

روعه وابداع يعطيك الف عافيه

مصطفى الشبوط كتب:

مااصعب ان يهمل الابناء الام وقدرها

ومااصعب حين يتناسون تضحياتها الجسيمة التي كونتهم وجعلتهم اصحاب اسر ومراكز

وكم  محزن ان بلجاون للام فقط عند الحاجة ولااحد يفكر بوحدتها او الامها واحزانها

وكلهم نسوا ان الجنة تحت اقدام الامهات

اديبتنا الراقية استاذة سرى القيسي

احييك على هذه القصة الجميلة العميقة المعاني الانسانية

راق لي تواجدي هنا

دوما بوحك الثري

تقبلي مني ارقى التحايا

هي الحياة استاذ مصطفى

الام لديها رساله وامانه في عنقها وليها ان تؤديها على اتم وجه

وعلى الرغم من ثقلها لا تنظر الى المقابل لتلك الامانه ولا الى الثمن الذي ستدفعه

اشكرك على المرور

لروحك بتلات الياسمين

سرى القيسي

خالد فالح كتب:

لا اعرف حقا كيف الحياة اصبحت تطلب منا الكثير
دون رادع او مقابل فهي تعودت ان تعطي رغم الالم
هي الام لاغيرها تستمر في تضحياتها الى اخر نبض يسكنها
مخلوق تكون بفطرته ان يعطي ويحمل ويتحمل
الاديبة القديرة
سرى القيسي
اوجزتي في تسليط الضوء ورحلنا معك في لحظات نابضة من احساس ام اعطت بالم
هي رسالة اخلاقية وعبرة الى كل انسان ان يقدس الام
شكرا لك اديبتنا
تقديري

الاستاذ خالد

ربما الحياة تتطلب منا الكثير وكذلك تتطلب من الام الكثير

هي سنة الحياة التي نفرضها على انفسنا قبل ان نفرضها على غيرنا

ولكن للاسف بشكل مغاير ومعاكس للاصول ولما يطلبه منا ضميرنا وديننا الحنيف

اهلا بك على متصفحي

لروحك بتلات الياسمين

سرى القيسي

احاسيس كتب:

الام رمز العطاء
مهما حاولنا ان نعطيها حقها لن نوفي
تتقزم الكلمات في وصفها وانصافها
اسلوب سيق وجميل
ومعاني تنبض بارق المشاعر
تسلم اناملك
ودام لنا جديدك
تقبلي تواجدي بين الاسطر
وباقة ورد لروحك

احاسيس

الام رمز للعطاء والوفاء

وما نحن الا رمز للعقوق ونكران الجميل

لروحك بتلات الياسمين

سرى القيسي

اليمامة البيضاء كتب:

روعه وابداع يعطيك الف عافيه

اليمامه البيضاء

اهلا بك

لروحك بتلات الياسمين

سرى القيسي

مها سالم كتب:

تبقى الام ام

تداري المها واوجاعها كي لا تفسد لحطات الهناء والراحة

الام كبيرة دوما بتعاملها

معطاء  بعطاء لا يننضب

وقتها ملك لاولادها وان ضاق

وعندما تحتاجهم تطلب بخجل مراعيه امور وتفاصيل صغيره

وهنا احتاجت لهم الام ولن تجدهم

جاء معطاء

ورحلت كنسمه

امومه مؤوده

قصة جميلة من رحم الواقع

اديبتنا سري القيسي

كنت الاروع بقلمك هنا

شكرا لك

الرقيقه مها سالم

لا اعتقد ان هناك الم اكبر من المها ذات ضياع ونكران للجميل

ساعة عقوق لها على حين غفلة ولهو منا

اعتقد ان المها قد فاق الم مخاضها ساعة الولاده

لروحك بتلات الياسمين

سرى القيسي

صدق من قال ان لحرفك سحر ...ابدعت فى التصوير وسلاسة الكلمات فلك عاطر الود .

محمد فرج كتب:

صدق من قال ان لحرفك سحر ...ابدعت فى التصوير وسلاسة الكلمات فلك عاطر الود .

اشكرك على المرور محمد فرج

كلك ذوق

سرى القيسي كتب:

كعادتها حاولت ان تعد كل شي وما لذ وطاب . ان تكون تلك الطاوله عامرة بكل ما تشتهيه النفس ويسل له اللعاب حين تراه العين . حريصة هي على ان تعد كل شيء بيدها . هي لا تؤيد شراء الاطعمة من السوق خوفآ من التلوث وحرصآ منها على ان يكون ما تتناوله نظيفآ وصحيآ تتوفر فيه كل الشروط الصحيه والغذائه . واهم شيء النظافه . فهي لا تعرف نسبة نظافة المكان الذي تم اعداد الطعام في ولا ملابس الطباخ ولا حتى يديه .
اقبل الجميع كالعاده والتفوا حول المائده . الكل مبتسم وفرح حتى ان ضحكاتهم تجاوزت البيت الى الشارع وكأنها تهرب من نفاقهم او تريد ان تزيل الاقنعة عن وجوههم .
ما هي الادقائق واطفئت الانوار وعلا صوت الجميع يغني ويردد والضحكات تعلو وتعلو .. هابي بيرث داي تو يو ...هو عيد ميلاد بكرها وابن عمرها وارتفع صوت الموسيقى . اطفئت الشموع . ثم عاد النور الى البيت وبدأت الفوضى تعم المكان .الكل يرقص . يضحك ويغني . لم يوفروا اي طبق من الاطباق التي قامت باعدادها تلك الايادي الدافئه التي اعتادت ان تمنح الحي وتمسح الدمع . ان تحتضن لتمنح الحياة وتعيد البسمة الى الشفاه .
شعر الجميع بالتعب فقد امتلات الامعاء واوجعتهم من الضحك الاشداق . شاركتهم الضحكه والفرحه . غادر الجميع . فجأه هدأ المكان وكأن المنبه دق اجراسه لآلامها . فقد عادت واشد من قبل . لكنها كتمتها لتكمل الفرحة بعيد بكرها . ومخافة ان يتهامسوا فيما ينهم وكعادتهم بانها تنكد عليهم حياتهم ولا تتمنى ان يدخل الفرح الفرح بيوتهم .
حاولت ان تسكت المها ببعض المسكنات لكن دون جدوى فامسكت الهاتف محاولة الاتصال باحدهم لكن دون جدوى . فالهواتف الارضيه يرد عليها المجيب الآلي ( صاحب الهاتف غير موجود اترك رساله صوتيه وحين عودته سيرد عليك ) اما الهواتف النقاله فقد تم اغلاقها وراح الجميع في سباتهم . ولم يلاحظ اي منهم لون تلك البشرة التي طالما كنت مورده انها اصبحت صفراء ذابله وان تلك الضحكه اصبحت باهته . ان تلك الحركة الرشيقه اصبحت شبه مشلوله . لقد غاب عن بالهم انها تداري المها وتداري دمعها عنهم مخافة ان تثقل عليهم او تصبح عبئآ ثقيلآ لهم ... تسائلت هل هي سنة الحياة ام سنة العقوق ؟
وقد اعتادت ان تشاركهم كل شيء حتى آلامهم ومنذ اللحظة الاولى في حياتهم لكنها لم تجدهم ساعة المها وساعة وداعها الدنيا .
وكأنها ولدت لتنجب وتربي . ثم تعود لتغادر العالم وحيده دون وداع .

الأستاذة الرائعة سرى القيسي
الله على هذا الإبداع الراقي
سلم قلمك
تحياتي و مودتي