منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:36 am



3- حبرون (Hebron) وعفرون:

إن بلوطات نمرة أو ممرا حيث بني مسجد إبراهيم لاحقاً تخليداً لموقع إقامته كانت تقع ضمن أو قرب حقل تعود ملكيته لشخص آخر يدعى عفرون بن صوحر الحثي الحجازي كما ورد في التوراة عند ذكر خبر شراء إبراهيم عليه السلام أرضاً ليدفن جثمان زوجته سارة حيث نقرأ:
" 13 وَكَلَمَ عِفْرُونَ فِي مَسَامِعِ شَعْبِ الأَرْضِ قَائِلاً: «بَلْ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ إِيَّاهُ فَلَيْتَكَ تَسْمَعُنِي. أُعْطِيكَ ثَمَنَ الْحَقْلِ. خُذْ مِنِّي فَأَدْفِنَ مَيْتِي هُنَاكَ».
14 فَأَجَابَ عِفْرُونُ إِبْرَاهِيمَ قَائِلاً لَهُ:
15 «يَا سَيِّدِي، اسْمَعْنِي. أَرْضٌ بِأَرْبَعِ مِئَةِ شَاقِلِ فِضَّةٍ، مَا هِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ؟ فَادْفِنْ مَيْتَكَ».
16 فَسَمِعَ إِبْرَاهِيمُ لِعِفْرُونَ، وَوَزَنَ إِبْرَاهِيمُ لِعِفْرُونَ الْفِضَّةَ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي مَسَامِعِ بَنِي حِثَّ. أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلِ فِضَّةٍ جَائِزَةٍ عِنْدَ التُّجَّارِ.
17 فَوَجَبَ حَقْلُ عِفْرُونَ الَّذِي فِي الْمَكْفِيلَةِ الَّتِي أَمَامَ مَمْرَا، الْحَقْلُ وَالْمَغَارَةُ الَّتِي فِيهِ، وَجَمِيعُ الشَّجَرِ الَّذِي فِي الْحَقْلِ الَّذِي فِي جَمِيعِ حُدُودِهِ حَوَالَيْهِ،
18 لإِبْرَاهِيمَ مُلْكًا لَدَى عُيُونِ بَنِي حِثَّ، بَيْنَ جَمِيعِ الدَّاخِلِينَ بَابَ مَدِينَتِهِ.
19 وَبَعْدَ ذلِكَ دَفَنَ إِبْرَاهِيمُ سَارَةَ امْرَأَتَهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ أَمَامَ مَمْرَا، الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ، فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،"

يتضح أن حقل عفرون هي المزارع

والحقول الممتدة أمام بلوطات نمرة حيث أسكن إبراهيم عليه السلام سارة وبها يوجد جثمانها، الطاهر في مغارة جبلية حسب النص التوراتي.

وبالنظر

نجد أن مسجد نمرة يقع في وادي عرفة في ظهر المشعر الحرام.
وليس هناك مكان يُعرف باسم حبرون لا في الماضي ولا في الحاضر!
ثم كيف اختفي اسم عرفة من التوراة وهو الذي ينبغي أن يكون ضارباً في الذاكرة الإنسانية لعلاقته بآدم؟
ويزداد التشويش مع إصرار التوراة على أن ممرا تقع في "حبرون"
أو خبرون كما تُلفظ سريانياً، وهو ما جاء في النص التوراتي أعلاه
"ممرا (التي هي حبرون)".
وقد تكرر هذا الإصرار مراراً في التوراة المحرّفة وبنفس الصياغة مع دخول اسم آخر في الصورة ألا وهو "أربع" كما نقرأ في هذا المقطع التوراتي: "وجاء يعقُوب إلى اسحاقَ

أبِيه إلى ممرا قَرية أربع (الَّتي هي حبرون) حيثُ تَغَرب إبراهيم وإسحاقُ."
كما نجد نفس الإصرار في هذا المقطع:
"وماتَت سارةُ في قَرية أربع (الَّتي هي حبرون) في أرضِ
كَنعان. فَأتَى إبراهيم لِيندب سارةَ ويبكي عليها".

إن ما تدّعيه

"السبعينية" وبناتها من ترجمات قائمة اليوم هو أن حبرون مدينة أو قرية بالشام، أما نحن فنقول إن الحقول والمزارع والأشجار كانت تُسمى وتُعرف بأسماء أصحابها كما كان الحال مع أشجار نمرة. وتقع الأرض التى كانت تحوي أشجار نمرة ضمن مزارع أو حقول عفرون بن صوحر الحجازي.
فماذا كانت تسمى تلك الحقول حسب النظام القائم للتعرف على الأراضي ما دمنا نعلم أن صاحبها كان يدعى عفرون؟
أليس من المفترض أن تُعرف تلك الحقول بحقول أو مزارع عفرون؟
إنها تسمية تفرض نفسها على الأرض حسب نظام التسميات القائم آنذاك. ولذلك بحثنا في التوراة عن هذا الاسم كموقع جغرافي على أمل أن الذين يحرفون الكلم عن مواضعه قد أغفلوا تحوير مفردة عفرون إلى حبرون مرةً على الأقل في التوراة السريانية، وكان لنا ذلك، فوجدنا أن التوراة تذكر فعلاً أن هناك أرضاً تُدعى عفرون
لفظاً في أحد أسفارها، وإن هذه الأرض تقع ليس من قبيل الصدفة أو الاتفاق جنب بيت الله، أي بيت إيل، حيث يجب أن تكون نظراً لحقيقة نزول إبراهيم عليه السلام بوادي عرفة شرق بيت الله حيث كان عفرون يسكن وسط حقوله، وذلك ما نقرؤه في أخبار بني إسرائيل كما جاء في سفر أخبار الأيام الثاني الذي نصّه:
"وطَارد أَبِيا يربعام وأَخَذَ منه مدناً: بيتَ إِيلَ وقُراها ويشَانَةَ وقُراها وعفرون وقُراها".
ولو نظرنا في الخرائط لنرى أين أراد أئمة اليهود لعفرون أن تقع ميدانياً في فلسطين سنجد أنهم أسقطوها على مقربة من بيت إيل على قرية فلسطينية تسمى طيبة.

ولك أن تتساءل لماذا يفعلون ذلك؟
لماذا يريدون نقل مسرح مكة والمشاعر إلى فلسطين؟
ولماذا يريدون إخفاء اسم عفرون المعروف واستبداله باسم حبرون المجهول الذي أسقطوه في فلسطين بعيداً عن منطقة عفرون؟
هل يريدون بذلك طمس اسم عرفة أم أن هناك أسباباً أخرى سوف تكشفها الأيام لنا؟
خلاصة القول هو أن عفرون بن صوحر الحثي صاحب الحقل الذي سكن فيه إبراهيم عليه السلام، ما كان يعلم أن اسمه سوف يسوق بعد 1400 سنة من وفاته على أنه اسم لمدينة تقع في الشام ليرافق نبي الله إبراهيم عليه السلام في عملية ترحيله القسري إلى الشام.
والتأشيرة الوحيدة التي احتاجها عفرون للسفر مع إبراهيم عليه السلام إلى الشام هو بعض التحويرات الطفيفة على اسمه فتحول من عفرون بن صوحر الى حبرون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:38 am



4- الكنعانيون (Canaanities) والكــنانـــيــون:

يكاد اسم الكنعانيين يكون أكثر الأسماء
تكراراً في التوراة المحرفة خصوصاً ضمن ما ورد عن أحداث إبراهيم والأقوام التي نزح إلى ديارها، وهم كما نطرح هنا يجب أن يكونوا حجازيين لا كما أشاعت التوراة بأنهم شاميون وذلك لمعرفتنا أن إبراهيم نزل بنمرة في وادي عرفة حيث كان يقطن
تلك المنطقة آنذاك مع من تسميهم التوراة بالكنعانيين:
"6 وَاجْتَازَ أَبْرَامُ فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ."
هذا إلى جانب أن التوراة نصت على أن سارة دفنت بأرض الكنعانيين: " وَبَعْدَ ذلِكَ دَفَنَ إِبْرَاهِيمُ سَارَةَ امْرَأَتَهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ أَمَامَ مَمْرَا، الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ، فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،".
فمن هم الكنعانيون؟
وأين هم من عرفة ونمرة ومكة؟


إن أصل مفردة كنعان هو "كنن" أو "قنن" وذلك حين تُلفظ بدون تصويت، كما كُتبت التوراة السريانية. وهو ما يؤكده الصليبيى في كتابه "البحث عن يسوع" حيث يقول: النسبة Kananites " هي إلى مكان اسمه "كنن" أو "قنن" (من دون تصويت، أو ربما "كنعن" أو "قنعن"). و"القنانة" هي اليوم قرية بأقصى جنوب بلاد بني مالك من منطقة الطائف، عند الحدود بينها وبين سراة زهران..."
ما يهمنا من كلام الصليبي هو أن كنن الوارد ذكرها في التوراة السريانية يمكن أن تُلفظ صوتياً كنعان وهو ما انتشر في
العالم، كما يمكن أيضاً أن تُلفظ قنان. ونحن نعجب كيف لم يلتفت الصليبي إلى أن كنن يمكن أن تصوت أيضاً كنان والتي إليها ينسب الكنانيون.
وهذا التصويت هو أقرب مما اقترح.
والكنانيون قبائل عريقة بالحجاز ويسكنون منطقة محاذية لمكة تدعى كنانة.
وتاريخ الكنانيين عريق في المنطقة ولهم علاقة بتحويل العناية ببيت الله من أيدي الخزاعيين إلى القرشيين منذ أيام قصي أحد أجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ينقل لنا بن سعد بعض أخبارهم العريقة فيقول:
"..إنه لما هلك حليل رأى قصي أنه أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة فكلم رجالاً من قريش وبني كنانة ودعاهم إلى الخراج خزاعة من مكة وبخدعة استطاع أن يشتري من أبي غبشان الخزاعي مفاتيح الكعبة مقابل زقّ من الخمر وقعود ويقول ابن كثير: فاشترى قصي ولاية البيت منه بزق خمر وقعود فكان يقال أخسر من صفقة أبي غبشان".
هذا ويروي الترمذي ومسلم كما ينقل الماحوزي إن الكنانيين هم آباء قريش.
وقريش هم سدنة بيت الله حتى عهد الرسالة المحمدية:
".. أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن واثلة: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل،
واصطفى من بني كنانة قريش، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم .."
كما يخبرنا الصفدي في كتابه الوافي عن علاقة الكنانيين بتاريخ أحداث المنطقة وعلاقة أحداث المنطقة ب
إبراهيم عليه السلام وأجداده:
".. كانت العرب تؤرخ في بني كنانة من موت كعب بن لؤي.. وأرخ بنو إسماعيل عليه السلام من نار إبراهيم عليه السلام إلى
بنائه البيت ومن بنائه البيت إلى تفرق معد ومن تفرق معد إلى موت كعب بن لؤي ومن عادة الناس أن يؤرخوا بالواقع المشهور والأمر العظيم فأرخ بعض العرب بعام الختان لشهرته..".


فهنا نجد مفردات كنانة ومكة والبيت وإبراهيم وإسماعيل والّنار
والختان والعرب مقترنةً جميعاً كأنها متلازمات طبيعية في تاريخ عرب منطقة مكة، وهي كذلك لولا عبث العابثين بتاريخ المنطقة.

والتراث العربي يحوي الكثير من المعلومات التي تشير إلى وجود الكنانيين العريق في مكة وعرفة، ولولا مخافة الإطالة لأتينا بها جميعاً.

كما لا يفوتنا أن نذكر أن الروايات السالفة الذكر تشير إلى أن الكنانيين ينحدرون من إبراهيم عليه السلام فكيف سبقوه وهم من نسله؟
والجواب يكمن في عادة التيمن.


فالتراث العربي لا يذكر أن اسم كنان ظهر أول ما ظهر في ولد إسماعيل، بل من المتوقع أن يكون هذا الاسم قديماً وهو عينه أحد أسماء أجداد كنان القدامى وإليه تنسب قبيلة كنان وأرض كنانة.



والآثار والشواهد في منطقة سوريا وفلسطين والأردن؛
لم تشر إلي أي وجود لهذا الاسم هناك.



إذن فلفظ كنعان وكنعانيين كما بيّن أحمد داوود هو مصطلح غريب على الشام وأهل الشام القدامى ولم يرد في غير التوراة.
وهذا يفسر لنا لماذا وقع التناقض بين ما هو قائم في وعي وثقافة الناس وبين ما هو ثابت في الوثائق القديمة والآثار الميدانية.
كما يوضح لنا عمق العبث والتعدي على تواريخ الأمم من أجل ترتيب مسرح الأحداث ليتوائم مع مصالح قومية تستند دعائمها إلى أطروحة الأرض الموعودة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:39 am



5- أربعة (Arbah) وعرفة:

المناطق التي ورد ذكرها في التوراة والمصاحبة لذكر أحداث مهمة ومترسخة في
ذاكرة سكان منطقة مكة ومحيطها. نجد أن المكان الذي توفيت فيه زوجة إبراهيم عليه السلام سارة يسمى أربع كما جاء في التوراة:
"وماتت سارة في قرية اربع التي هي حبرون في ارض كنعان فاتى ابراهيم ليندب سارة و يبكي عليها وقام ابراهيم من امام ميته وكلم بني حث قائلا انا غريب و نزيل عندكم اعطوني ملك قبر معكم لادفن ميتي من امامي".

وتجد باقي تفاصيل القصة في المقتبس المذكور مباشرة أعلى هذا القسم حيث
علمنا أن إبراهيم عليه السلام قصد عفرون لشراء قبر لزوجته سارة في أرضه. وأيضا علمنا
أن نمرة أو ممرا حيث تسكن سارة تحديداً تقع جغرافيا جنب حقل عفرون:
" و بعد ذلك دفن ابراهيم سارة امراته في مغارة حقل المكفيلة امام ممرا التي هي حبرون في ارض كنعان ".
وعلمنا أن حبرون هي تحريف لاسم صاحب الأرض ألا وهو عفرون وعرفنا أن الكنعانيين هم الكنانيون.
ولكن ظهرت لنا قرية أربع في الصورة حيث توفيت سارة كما جاء في المقتبس أعلاه.

ونفهم من هذا المقتبس أن بلوطات ممرا وحقل عفرون يقعان ضمن قرية أربع لكون الأول موقع لمجموعة أشجار والثاني حقل زراعي. وبالنظر في صور الأقمار الصناعية في، ندرك حالاً أن نمرة تقع ضمن وادي عرفة الذي ترجع شهرته إلى عهد أبينا آدم كما جاء في التراث. وبالتدقيق في اللفظ الوارد لوادي عرفة كما جاء في التوراة السريانية نجد أن هناك تبايناً في لفظ الحروف مما يعزز استنتاج أن قرية أربع هي ذاتها قرية عرفة.
فمن الألفاظ الواردة سريانيا، (Ar-bah') أي "أربه" وليس "أربع".
وحيث أن حرف العين لا يوجد في اللغة اللاتينية فعادة ما يستدل عليه بحرف الهمزة أو A.
لذا من المتوقع أن يكون لفظ هذه القرية "عربة" وهو أقرب إلى "عرفة" منه إلى "اربع" كما جاء في ألفاظ ترجمات التوراة.
وهذا التحليل عينه هو سبب وجود منطقة في فلسطين تسمى اليوم وادي عربة والتي جاء ذكرها في التوراة تحت لفظ (ărâbaĥ)، ومع إضافة حرف الهاء وهو حرف التعريف السرياني لتنتهي إلى لفظ (ha-`Arabah).
فما نقوله هنا هو أن قرية أربع هي تحوير لاسم "عرفة" الذي تم إسقاطه على فلسطين بلفظة "عربة".
وهذا التحريف يقع ضمن مجموعة إسقاطات ميدانية هدفت لتصوير الشام كأنها أرض الأنبياء وذلك من باب ترتيب الواقع الميداني لتمرير التزوير "السبعيني".

6- الـمُــريَّــــا (Moriah) والمروة:

في حادثة ذبح إسماعيل عليه السلام التي حرفها أئمة اليهود
إلى حادثة ذبح إسحاق عليه السلام، تظهر كلمة "مريا" كما جاءت في هذا المقتبس التوراتي:
".. وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم فقال له يا ابراهيم فقال هانذا فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك .."
والمُريّا هنا هي الموقع الذي هم فيه إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسحاق عليه السلام كما تروي التوراة. ولكن من التراث العربي وبتأكيد القرآن الكريم نعلم أن هذه الحادثة حدثت لإسماعيل وفي منى وعلى العقبة الوسطى تحديداً:
"...وفي صحيحة محمد بن مسلم أو حسنته قال: " سألت أبا جعفر عليه السلام أين أراد إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه ؟ قال: على الجمرة الوسطى، وسألته عن كبش إبراهيم ما كان لونه وأين نزل؟ قال: أملح، وكان أقرن، ونزل من السماء على الجبل الأيمن من مسجد منى.
فمنى هي الموقع الجغرافي الذي شهد حادثة الذبح والتي حفظ ذكرها القرآن الكريم.
وليس هو من قبيل الاتفاق أن تكون منى هي المذبح القائم حتى يومنا هذا ويكاد يكون الوحيد في العالم الذي يمتد تاريخه العريق في عمق الزمن إلى عهد الخليل إبراهيم عليه السلام.
وبغض النظر عما تنقل التوراة بالنسبة للشخص المذبوح فما يهمنا هنا هو الموقع الجغرافي الذي شهد هذه الحادثة. فالتوراة تقول إن ذلك حدث في منطقة المُريَّا وهي ليست قريبة من منى.
ولكن لو تتبعنا لفظ الاسم في التوراة السريانية نجده (mo-ree-yaw)

لفظ أقرب إلى مروة منه إلى المريا حيث جاء اللفظ عارياً من "ال" التعريف السريانية ألا وهي حرف الهاء الذي يسبق اللفظ المراد تعريفه كما تسبق "ال" التعريف الألفاظ المراد تعريفها في اللسان العربي الفصيح.
ومن هنا نستنتج أن أئمة اليهود لم يغيروا اسم الذبيح فحسب، بل استبدلوا موقعاً بموقع آخر أيضاً.
وللعلم فإن المروة اسم تلة مشهورة تقع في بطن وادي مكة حيث أسكن إبراهيم هاجر وابنها،
وهي إحدى غايات السعي في مناسك الحج، وورد ذكرها في كتاب الله:
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:40 am



7- بيت إيل (Bathel) وبيت الله:

ما من شك أن أئمة اليهود يعلمون ويخفون حقيقة


أن إبراهيم
عليه السلام مرتبط بالكعبة المشرفة ارتباطاً وثيقاً ولا يوجد في الكون بيت لله ظاهر ومنصوص عليه غير هذا البيت الذي تحج إليه شعوب العالم المسلمة اليوم
والذي كانت الأمم تحج إليه قبل البعثة.
فهل لبيت الله ذكر في التوراة رغم التعتيم الإعلامي والتشويش عليه؟
وهل استطاعوا انتزاعه من التوراة كما انتزعوه من ثقافة العالم الغربي؟
نعم لقد استطاعوا اختزال ذكر بيت الله في أحداث إبراهيم عليه السلام إلى مقطعين توراتيين فقط.
فبعد مغادرة إبراهيم عليه السلام موطن آبائه باتجاه الأرض المباركة للعالمين يأتي أول ذكر لبيت الله وإبراهيم عليه السلام في التوراة في هذا المقطع:

" و اجتاز ابرام في الارض الى مكان شكيم الى بلوطة مورة و كان الكنعانيون حينئذ في الارض. و ظهر الرب لابرام و قال لنسلك اعطي هذه الارض فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له. ثم نقل من هناك الى الجبل شرقي بيت ايل و نصب خيمته و له بيت ايل من المغرب و عاي من المشرق فبنى هناك مذبحا للرب. و دعا باسم الرب
ثم ارتحل ابرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب "
وإيل (El) تعنى لفظ الجلالة "الله" بالسريانية وبيت إيل (Beth-el)
تعني بيت الله كما يوضح لنا الطبري:
" وكان يعقوب يدعى إسرائيل، بمعنى عبد الله وصفوته من خلقه وإيل هو الله وإسرا: هو العبد، كما قيل جبريل بمعنى عبد الله. وكما: حدثنا ابن حميد، حدثنا جرير عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن عمير مولى ابن عباس، عن ابن عباس: إن إسرائيل كقولك عبد الله.
وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الله بن
الحارث، قال: إيل: الله بالعبرانية ".
فمن المقتبس التوراتي أعلاه نفهم أن إبراهيم

عليه السلامتوجه من موطن آبائه إلى منطقة بيت إيل أو بالأصح شرقي الحرم المكي حيث المشاعر وكان فيها من صاروا يعرفون اليوم بالمكيين أو الحجازيين وهم من تطلق عليهم التوراة اسم "الكنعانيين" وكان اسمهم في الأصل الكنانيين. وقد ضرب إبراهيم عليه السلام خيامه قرب جبل يقع شرق بيت الله حيث بنى هناك مذبحاً.
وإبراهيم عليه السلام يعرف بيتاً واحداً لله وهو الذي رفع قواعده بيده. وبالنظر في ندرك أن منى، حيث المذبح القائم منذ عهد إبراهيم عليه السلام إلى اليوم، تقع جنوب شرق بيت الله وهناك تقع المزدلفة وعرفة أيضاً وهي جميعاً مشاعر مقدسة. ثم يسارع كاتبو التوراة إلى ترحيل إبراهيم عليه السلام جنوباً دون ذكر السبب أو تحديد الوجهة، حتى حدثت مجاعة في الأرض التي كان بها. ولا أحد يعرف أين ذهب ابراهيم بعد أن ترك منطقة المشاعر متجهاً نحو الجنوب.
فهل انتقل إلى مصر بمواشيه على ظهور الحمير أو مشياً على الأقدام، وهي التي ظن العالم أنها القبط التي تبعد عن المشاعر ما يقارب 1500 (كلم) براً وتقع في جهة الشمال وليس الجنوب كما جاء في التوراة، وكانت ترافقه في رحلته هذه أغنام قصيرة النجعة ترعى وتقيل ساعات طوال؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:41 am

تابع

ولكي تدرك صعوبة أن يقطع المرء الصحاري والوديان بصحبة ماشية نجد في التوراة نفسها الجواب:
"...فأجابه يعقوب: أنت تعلم يا سيدي أن الأولاد ضعاف، والغنم والبقر التي عندي مرضعة، فإن أجهدتها في السير، ولو يوماً واحداً، هلكت الغنم كلّها. فتقدم مني يا سيدي، وأنا أمشي متمهلا على خطى الماشية التي أسوقها وخطى الأولاد حتى ألحق بك في سعير.."
والذكر الثاني والأخير لبيت الله ولإبراهيم عليه السلام في التوراة هو هذا المقطع الذي يشير إلى عودة إبراهيم عليه السلام مرة أخرى من القبط إلى مكة وإلى نفس المكان الذي تركه بعد أن قطع مسافة مجموعها أكثر من 3000 (كلم) ذهاباً وإياباً على ظهور البغال فراراً من المجاعة المزعومة:
"فَصَعِدَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَلُوطٌ مَعَهُ إِلَى الْجَنُوبِ. وَكَانَ أَبْرَامُ غَنِيًّا جِدًّا فِي الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ. وَسَارَ فِي رِحْلاَتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ، بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ، إِلَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ أَوَّلاً. وَدَعَا هُنَاكَ أَبْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ."

وتواجهنا هنا ليس فقط مشكلة المسافات القارية التي يستنكر العقل إمكانية قطعها في الظروف التي كانت تحيط بنبي الله إبراهيم عليه السلام، ولكن هناك مشكلة الاتجاهات الجغرافية أيضاً.
فلا أحد يعلم حتى الآن كيف يتحرك إبراهيم عليه السلاممن القبط متجهاً نحو الجنوب فيصل إلى الشام، إذ كان يسكن هناك كما تدعي التوراة "السبعينية"،
ناهيك عن الوصول إلى مكة وفق هذه الوجهة الجغرافية!
وليس هذا المنطق الأعوج الوحيد في التوراة المحرفة فيما يتعلق بجغرافيا الأنبياء.
والمنطقة التي يقع بها بيت إيل كما جاء في التوراة هو لوز:
"وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ»، وَلكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ."
والحجاز حيث يقع بيت الله كانت تُعرف اتفاقاً بالجوز!:


"أخبرني من أثق به أن جبال السراة المقاربة للطائف وهي بلاد هذيل يقال لها الجوز، وإليها تنسب الأبراد الجوزية، وهي وزرات بيض ذات حواش يأتزرون بها، قال السكري: الجوز جبال ناحيتهم، ويقال: الجوز الحجاز كله، ويقال للحجازي جوزي، وينسب إلى هذه النسبة الفقيه أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي".



8- الوادي المقدس طوي وقادس (Kadesh):
وأخيراً تحتفظ ذاكرة العرب بحقيقة معرفة بني إسرائيل وإدراكهم لعظمة بيت الله التي يستنكرها ائمتهم ويجتهدون في طمسها. فينقل لنا الفاكهي هذا الخبر:
"حدثنا حسين بن حسن المروزي قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا حاتم بن أبي مغيرة عن ابن أبي مليكة قال قال ابن الزبير رضي الله عنهما إن هذا البيت كان يحجه من بني اسرائيل سبعمائة ألف يضعون نعالهم بالتنعيم ثم يدخلون حفاة تعظيما له. "
كما وينقل الأصبهاني هذا الخبر:
"حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا محمود بن خالد ثنا عمرو بن عبد الواحد عن الأوزاعي ثنا عبده بن أبي لبابة عن مجاهد قال كان يحج من بني إسرائيل مائة ألف فإذا بلغوا أنصاب الحرم قلعوا نعالهم ثم دخلوا الحرم حفاة".
ويضيف الفاكهي مزيداً من التفصيل في هذا المقتبس:
"حدثنا محمد بن أبي عمر قال حدثنا سفيان عن مسعر عن مصعب بن شيبة عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم قال كانت الأمم من بني إسرائيل إذا جاءوا ذا طوى خلعوا نعالهم تعظيما للحرم"

ويضيف الشامي بقوله:
"وروى أبو ذر الخشنى في مناسكه عن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما قال: حج البيت ألف نبي من بني إسرائيل لم يدخلوا مكة حتى وضعوا نعالهم بذي طوى."
وهذا الكلام أورده ابن حجر منقولاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن من أين كان اليهود يأتون إلى مكة أيام ما قبل البعثة المحمدية؟
الجواب: من كل مكان، حيث ثبت أن اليهود كانوا عرباً سكنوا الجزيرة في حقب مختلفة بل منهم من كان ساكناً على مقربة من مكة وهم الكنانيون أنفسهم بعد أن اعتنقوا الدين الموسوي كما نقرأ في هذا الخبر:
".. فأهل التوراة هم اليهود وأهل الإنجيل هم النصارى وقد كانت النصرانية في الجاهلية في ربيعة وعنان وبعض قضاعة واليهودية في حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة والمجوسية في تميم وعبادة الأوثان والزندقة في قريش.."
وذو طوى اسم مكان ورد فيه ذكر خلع النعل في كتاب الله:
(إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى () فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى () إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى () وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى).

فجرت في بني إسرائيل سّنة خلع النعال فيه لتجلي الرب لموسى عليه السلامفي هذا المكان. وهو موقع قرب ميقات مسجد التنعيم الذي يُعرف اليوم بمسجد العمرة.
وهو المكان الذي يحرم منه حجاج بيت الله من أهل مكة إلى اليوم.
وبه يخلع الحاج كلَّ لباسه ويتطهر ويلبس الإحرام ويتجه بعد ذلك إلى بيت الله الذي يبعد عنه مسافة سبعة كيلومترات تقريباً.
وذو طوى هو أحد حدود مكة كما عبر ابن الأثير.
وبجوار مسجد التنعيم قسم رسول الله صلى الله عليه وسلمجيشه قبل دخوله مكة كما نقل الأزرقي:
".. عن زيد بن أسلم قال بكة الكعبة والمسجد مبارك للناس ومكة ذو طوى وهو بطن مكة الذي ذكره الله عز وجل في سورة الفتح" .
ووادي ذي طوى منعوت في القرآن بالمّقدس:
(إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى).
وهي الأرض المقدسة التى قصدها موسى عليه السلام والتي كان يسميها بنو إسرائيل بـ"قادش أو قادس" أي "قدس".


ومن الذين انتبهوا لهذه الحقيقة إيمانويل فيلكوفسكي الذي صرح في إحدى كتاباته، بعد أن اطلع على التراث العربي المغيب عن وعي أصحابه، أن قادس (Kadesh) الوارد ذكرها بالتوراة مراراً ما هي إلا مكة المكرمة وأن مدين موسى ما هي إلا المدينة المنورة. فأثار بذلك عاصفة بين أئمة اليهود بعد أن كاد أن يكشف المستور. ولكن كيف اكتشف فيلكوفسكي أن قادش أو قادس التى يتغنى بها اليهود إلى اليوم بعد أن أسقطوها جغرافياً في الشام، هي عينها مكة المكرمة أو بطن الوادي الحرام؟! فهذا النوع من الكشف لا يتأتى إلا بالتنقيب في التراث العربي القديم. فهل اطلع فيلكوفسكي على كتاب معجم ما استعجم للأندلسي

أم اطلع على كتاب الهدى والرشاد للشامي والذي جاء فيه:


".. وقال كراع: الرأس : اسم لمكة. وقال : القادس : اسم للبيت الحرام. قال غيره: سميت بذلك من التقديس، وهو التطهير، لأنها تطهر من الذنوب .."

أو لعله اطلع على كتاب المجموع للنووي الذي جاءت فيه مجموعة من أسماء مكة يتوسطها اسم قادس:
"...وقد أشرت إلى هذا في أول تهذيب الأسماء واللغات في أول ترجمة النبي صلى الله عليه وسلم فمما حضرني من أسماء مكة ستة عشر اسما (أحدها) مكة -.. الثاني عشر - كوثي - بضم الكاف وفتح المثلثة - باسم موضع بها - الثالث عشر - العرش - الرابع عشر - القادس - الخامس عشر - المقدسة من
التقديس - السادس عشر – البلدة.."
يتبع إن شاء الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:42 am

إن ما أوردناه في عجالة من الشواهد المشوشة لذكر مكة في التوراة جدير بأن يتناوله بحث مستقل بذاته. ولكن لن يقوم بهذه المهمة غير المسلمين لعلمهم بتاريخ الأرض وقدرتهم على نبش كتب التاريخ العربية القديمة لفرز التبر من التراب. ولن يكون ذلك مادام الحصار الثقافي المتمثل في مدسوسات التوراة المحرفة في كتبنا ومناهجنا وتراثنا وثقافتنا.

ونحن على يقين بأنه ما أن يتحرر بعض علماء اللغة والتاريخ من أسر ادعاء "هذا من عند الله" المستحوذ على المسلمين اليوم حتى تنفتح آفاق جديدة وتظهر شواهد للعيان صادمة لطالما كانت موجودة تصرخ في وجوهنا ولكنها بقيت مطمورة تحت ثقل الثقافة "السبعينية".

وادي حوران (حران) النجدية موطن آباء إبراهيم عليه السلام:
الآن بعد أن نحينا الشام والعراق عن مسيرة إبراهيم عليه السلام وعرفنا أن موطن آبائه يجب أن يكون قريباً من مكة، وأثبتنا هذه الحقيقة من التراث العربي وتمكنا من استجلاء مواقع مكية في التوراة،
يمكننا الآن أن نفتش في التراث؛
عن موطن آباء إبراهيم عليه السلام.

فها هو الخصيبي والبحراني ينقلان عن الإمام الصادق خبراً هذا نصُّه:
" ... قالوا: نعم يا رسول الله، فقال أسألكم بالله هل علمتم من الكتب الأولى أن إبراهيم (عليه السلام) هربت به أمه طفلاً صغيرًا من عدو الله وعدوه النمرود في عهده فوضعته أمه بين ثلاث أشجار شاطئ نهر يدفق يقال له حوران وهو بين غروب الشمس وإقبال الليل.. "

فإبراهيم عليه السلام حسب قول خاتم النبيين،
وُلد بمنطقة بها نهر تُعرف بحوران وليس في أور الكلدانية كما جاء في التوراة.

ولكن حوران اليوم تقع في الشام وفي سوريا تحديداً،
وهو ما لا يتفق مع ما فهمنا للآيات السالفة الذكر.


وهناك مشكلة أخرى هي أن مكة وما يتاخمها من قرى وأقاليم
لا تحوي أنهاراً، فهل بلغنا نهاية المطاف ؟..


ليس بعد، فالمطاف مسدود فعلا ولكن بخيوط عنكبوت وما عليك إلا أن تمد إصبعاً لتزيح حجاباً مفتعلاً طالما حجب أبصارنا عن النور، فالمسألة أسهل وأوضح مما تبدو.

لقد تعلمنا من عادة التيمُّن أن العرب الجوالين بين الأصقاع المترامية اعتادوا على تسمية عدة مناطق بنفس الاسم. لذا وجب علينا أولاً تحديد ما إذا كانت هناك مناطق تحمل اسم حوران غير تلك التي بالشام. وهو ما يجيب عليه لنا الزبيدي إذ ينقل:
"... ( وحوران ) بالفتح ( كورة ) عظيمة ( بدمشق ) وقصبتها بصرى ومنها تحصل غلات أهلها وطعامهم وقد نسب إليها إبراهيم بن أيوب الشامي وأبو الطيب محمد بن حميد بن سليمان وغيرهما (و) حوران ( ماء بنجد ) بين اليمامة ومكة (و) حوران ( ببادية السماوة ) قريب من هيت وهو خراب..".


فكما هو متوقع توجد حوران قريبة من مكة وعبّر عنها الزبيدي بأنها "ماء بنجد" وهذا يتفق مع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق حفيده الإمام جعفر الصادق.
فما علينا الآن إلا محاولة مسح المنطقة المتاخمة لمكة وتحديد الموقع على الخرائط وإجراء دراسة طبوغرافية للمنطقة بالأقمار الصناعية؛
أولاً لتحديد ما إذا كانت هناك منطقة بجوار مكة تدعى حوران؛
وثانياً لتحديد ما إذا كان بها نهر أم لا.


ويمكن الاستدلال على الشرط الثاني؛
بالبحث عن وادي نهري جاف في المنطقة المعنية.


وعن طريق مسح المناطق المجاورة لمكة؛
بمساعدة خرائط الفارسي العالية الدقة يمكن تحديد منطقة حوران نجد.
حيث يتضح أن هناك حوران قرب مكة؛
وهي منطقة صغيرة؛
تدعى اليوم بوادي حوران وتقع على الإحداثيات التالية:
(خط طول: 04-22-42 شرقاً
وخط عرض: 01-46-19 شمالا)

وهي تقع على حدود نجد الغربية بمحاذاة الحدود الشرقية لجبال السراة.
وبقياس المسافة بين وادي حوران نجد ومكة، نجد أنها تبلغ 300 كيلومتر تقريباً كما يمكن استقراؤه من هدي القرآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:43 am

بناء على ما سبق أمكن تحديد موطن آباء إبراهيم عليه السلام واتضح أن إبراهيم عليه السلام كان نجدياً في واقع الأمر، كما كانت زوجته سارة ولوط عليه السلام.
وقد انتقل من نجد إلى الحجاز حيث البيت الحرام مع لوط عليه السلام وعائلته وما يملكان من ماشية.
فأنجب هناك إسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام والذين يمكننا أن نجزم الآن أنهم حجازيون حيث وُلدوا هناك.
هكذا هو الأمر بكل بساطة ووضوح.
ويكشف لنا التراث العربي سريانية لسان إبراهيم عليه السلام النجدي في مقابل فصاحة لسان أهل الحجاز وذلك لأن لسان أهل حوران كان سريانياً.
وهذا ما نفهمه من كلام المؤرخين عن كلمة "هيت لك" التي وردت في القرآن العربي المبين وفي سورة يوسف عليه السلام تحديداً.
والصديق يوسف عليه السلام كما هو معلوم هو ابن حفيد الخليل إبراهيم عليه السلام.
فيقول صاحب تفسير الطبري:
"حدثنا الحسن بن محمد قال ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن عمرو عن الحسن هيت لك قال كلمة بالسريانية أي عليك.."
ونجد آخرين يعيّنون لنا مصدر هذه الكلمة السريانية والتي أوردها القرآن العربي كما جاء في لسان العرب:
"... وقراءة علي عليه السلام هيت لك بمنزلة هيت لك والحجة فيهما وحدة القراء في هيت لك يقال إنها لغة لأهل حوران سقطت إلى مكة فتكلموا بها..".


كما أكد ابن كثير نفس الخبر فقال "... وكان الكسائي يحكي هذه القراءة يعني هيت لك ويقول هي لغة لأهل حوران وقعت إلى أهل الحجاز ومعناها تعال وقال أبو عبيدة سألت شيخًا عالما من أهل حوران فذكر أنها لغتهم..".


إذن فقد كان أهل حوران النجديون يتحدثون اللسان السرياني بينما كان الحجازيون أو أهل مكة تحديداً يتحدثون باللسان الفصيح.
وذاك هو منشأ المفارقة المعروفة المتعلقة بأن إبراهيم عليه السلام "غير عربي" رغم أنَّه يقطن الجزيرة العربية على مسافة 300 (كلم) تقريباً من مكة.


وللعلم فإن خرافة "إبراهيم غير العربي" التي تدرس في مدارسنا وتعج بها كتبنا هي من أكبر الكبوات التي وقع فيها بعض أساطين المؤرخين والمفسرين.


فقد أكد القرآن الكريم عروبته المطلقة بتراكيبه وألفاظه، كما في قوله عزوجل:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
(قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
(كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ )


إن هذا القرآن العربي يحوي كلمات سريانية لم يكن يعرف معناها أهل مكة أنفسهم كما نقل مؤرخونا
.

ولكن بدلاً من أن نتعلم من القرآن أصل اللغة العربية وشموليتها وعمق جذورها مما يفتح لنا باباً واسعاً لفهم علوم الألسن وانتشار الأمم العالمي ونشأة اللهجات المحلية والعالمية، بدلاً من ذلك كله قام أحدهم في العصور السالفة بشطب عليه السلام وولده من قائمة الأمة العربية ودسُّه في تقسيمات العرب البائدة والعاربة والمستعربة فسُدَّ بذلك الباب عن علم واسع ومذهل وأدخلنا في متاهة وتناقض ندرِّسهما لأطفالنا حتى اليوم عندما نقول لهم:
إن محمداً عربي ولكن جدَّيه إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام ليسا عرباً!؟
وكيف نتوقع لهم أن يستوعبوا مثل هذا المنطق، إلا أن نعلمهم كما عُلِّمنا أن ثمة أشياء ينبغي الإيمان بها دون تساؤل مهما ناقضت العقل والمنطق.


بل إن هناك مَن سَنَّ قواعد على هذا النهج كقولهم إن إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وإسحاق هي أسماء أعجمية غير عربية فمنعوها من الصرف.


بينما الأصح هو تعليمهم أن إبراهيم عليه السلام كان عربياً يتحدث اللهجة السريانية التي أبجديتها (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت) بينما كان أهل مكة عرب يتحدثون اللهجة الفصحى التي أبجديتها (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت + ثخذ ضظغ) وجميعهم عرب من سكان الجزيرة ولهم قواعد وأبجديات لغوية مشتركة.
ولا نعجب من معرفة أن اللسانين السرياني والفصيح قريبان من بعضهما إذ انبثقا من أصل واحد ومن منطقة واحدة كما يؤكد صاحب البدء والتاريخ:
"...ولا فرق بين السريانية والعربية إلا في أحرف يسيرة فكأن
السريانية سلخت من العربية والعربية سلخت من السريانية..". ولكن تباعد المسافات بين القرى والمدن وصعوبة الموصلات وُلِد لهجات مختلفة في اللسان العربي كما هو الحال حتى يومنا هذا.
فلو جمعت اليوم شخصاً من قرى المغرب العربي مع شخص من قرى مملكة البحرين مثلا فلن نعجب من الحاجة لمترجم يعينهما بسبب شدة تباين اللهجات بينهما.


ولكن لن يخطر ببالنا مع ذلك شطب أحدهما من أمة العرب كما فعلنا مع أبينا إبراهيم وأبنائه إسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام.


وسبب انحصار السريانية اليوم في مناطق معزولة من البلدان هو نزول القرآن بين أقوام يتحدثون اللهجة الفصحى كما نزلت التوراة والإنجيل بين قوم عرب يتحدثون اللهجة السريانية من قبل مصداقاً لقوله تعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (إبراهيم:4)
وقد تهافتت الأمم لتعلم اللهجة أو اللسان الفصيح لكي ينهلوا من علوم القرآن الكريم، فحُفظت هذه اللهجة ببركة كتاب الله المجيد وسوف تبقى كذلك مادام القرآن بين الناس.


دريمي يعيد غربلة المخزون الثقافي .. وإعادة ضبط الإعدادات .. وعمل تحديث .. وتثبيت برنامج الأصالة العربية عندما تمتزج بالعرق الإبراهيمي المبارك !..

أعوذ بالله من الشيطان ..
أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله



آمل تحديث المعلومات وحذف الملفات المزورة والفيروسات السبعينية ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:45 am

والآن بعد أن نفضنا الغبار عن حقائق جديدة كانت في طي النسيان والغفلة نعود إلى جغرافيا مسيرة إبراهيم عليه السلام لمواصلة التعرف على جغرافيا الأنبياء بتتبع حركة إبراهيم عليه السلام في الجزيرة العربية لنرى كيف عبث اليهود بتاريخ المنطقة.

اسم إبراهيم عليه السلام ينقل إلى سوريا القديمة:

بعد أن قام فريق"السبعينية" بتشويش نقطة البداية عندما نقل موقع ولادة إبراهيم عليه السلام من مكة وتخومها إلى العراق، وتحديداً من وادي حوران النجدية إلى مدينة أور العراقية، ورُحِّل اسم نبي الله إبراهيم عليه السلام في أذهان وثقافة العالم إلى محطته التالية وهي سورية.
فنقرأ المقطع التالي من التوراة:
"وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ".
وهنا نرى مدى التشابه اللفظي بين حوران النجدية وحاران المفترضة في سورية.

وهذا التشابه اللفظي لم يأتِ من عدم وإنما أسقط اسم الموقع على غيره تيمناً أو عمداً. ولكن لنتابع التوراة المحرّفة إلى نهاية المطاف فهناك المزيد من المكتشفات بانتظارنا.
فأين تقع حاران المقترحة توراتياً على الخريطة؟
حسب ما هو شائع اليوم وجراء الثقافة التوراتية فإن حاران المعنية تقع في شمال سورية.
ولكن ما هي الدلائل التي تؤيد أن حاران السورية هي عينها التي قصدها إبراهيم عليه السلاممن أور الكلدانية كما اِدَّعت التوراة؟
وسبب إثارة هذا التساؤل هو وجود قرى أخرى في الجزيرة العربية تدعى حاران أو ما يشبه ذلك مثل خوران، حوران، حران، حرّان، حرزان، خرزان.
وهذا التشابه والتطابق للأسماء هو نتاج عادة التيمن التي فصلناها سابقاً. فها هو ابن إدريس، على سبيل المثال لا الحصر، يذكر لنا اثنين أو أكثر من المواقع المسماة حاران، غير حاران التي في سورية، كما يتضح في المقتبس التالي:
"...والطريق من مكة إلى ذي سحيم من خولان تخرج من مكة إلى
ملكان وهو ماء ينزل به المسافرون ومنه إلى يلملم مرحلة وهو جبل معترض من المشرق إلى المغرب .. ومنها إلى قنونا مرحلة وقنونا منزل فيه بئر مرحلة ثم إلى بيشة حاران وهو منزل فيه بقايا عرب وبه بئر عذبة مرحلة ومنها إلى مدينة حلي .. ومنه إلى بيشة يقظان التي ذكرناها في طريق صنعاء مرحلة ثم إلى حاران القرين وهي قرية صغيرة لكنها عامرة وفيها مياه جارية ونخيلات قليلة مرحلة ومنها إلى خولان ذي سحيم وهي قلعة حصينة ولأهلها منعة وفيهم عزة وجميع هذه البلاد التي ذكرناها هي في أرض تهامة وتهامة قطعة من اليمن .."

فلماذا لا تكون إحدى هذه الحارانات او الخورانات هي المقصودة في خبر التوراة مادام الاستدلال قائماً على المسميات الميدانية فقط؟ إن السبب الوحيد لتبرير حاران السورية هو ورود ذكر "النهر الكبير" مرافقاً لاسم هذه المنطقة، إلى جانب قربها من أور العراقية التي تم ترحيل اسم إبراهيم إليها مسبقا. والنهر الكبير هذا تم تعريفه في التوراة السريانية على أنه نهر الفرات كما في المقطع التالي من سفر التكوين:
"فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. الْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ. وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّين. وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ»."

وقد تمّ ترتيب هذا

الوعد كما جاءت به التوراة خلف مقطع يسبقه يدل على أن إبراهيم عليه السلام وصل إلى حاران

التي تقع جنب الفرات السوري حين قطع له هذا الوعد، كي تبدو الصورة منطقية:
"وَقَالَ لَهُ: «أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا».


ويعني ذلك أن نهر الفرات هو الذي عيَّن أي حاران تقصدها التوراة وبذلك يمكن إدراج سورية إلى جانب العراق في وعد الرب لإبراهيم وابنه إسحاق دون إسماعيل وكل ذلك كله طبعاً "من عند الله".

أما نحن، ومن خلال هذا البحث، فنؤكد أن هناك نهراً كبيراً أيضاً في الجزيرة العربية واسمه أيضاً الفرات وهو أكبر وأعظم وأعرق من الفرات الموجود في سورية والعراق وتركيا، بل إن اسم نهر الفرات العراقي ليس هو الأصل وإنما يحمل اسماً تيمنياً.
أما نهر الفرات الأصلي الجناوي فيقع في بطن الجزيرة العربية وهو نهر جاف اليوم ولكن آثاره قائمة حتى الآن. ويمتد هذا النهر الأصل قرب حوران النجدية أيضاً. وهذا القول ليس تكهناً ولا جزافاً وإنما حقيقة مغيبة عن وعينا كما سيتضح في القسم التالي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:46 am

نهر الفرات في جزيرة العرب:
بدأت عادة التيمن التي سبق أن فصلناها مع الإنسان العاقل الأول أي منذ عهد آدم عليه السلام، ولم تقتصر على أسماء الأعلام من الناس والقرى والوديان فحسب، بل امتدت امتداداً طبيعياً لتشمل الموارد الطبيعية الضرورية للبقاء كالأنهار مثلاً.
ويمكن القول أنه كّلما زادت أهمية الموقع للإنسان الأول والإنسان المعاصر، كما هو الحال مع الأنهار، احتفظ هذا الموقع باسمه الذي أطلقه عليه الإنسان الأول مادامت سلسلة من أحفاده عاشت قرب هذا النهر وتناقلت اسمه من جيل إلى جيل.
لذا فإن الأنهار العريقة تتسم بخصوصية أثناء البحث عن أسمائها الأصلية وفرزها عن الأسماء التيمُّنية التي ربما أطلقت على عدة أنهار غيرها، وذلك بضرورة الرجوع إلى عهد الإنسان القديم الأول، أي إلى زمن آدم وأبنائه الأقربين، وذلك بقصد التعرف على الأنهار القريبة من مواقع سكنهم.
فحينئذ فقط يمكن التعرف على أقدم الأنهار التي عرفها الإنسان القديم وتمييزها عن تلك التي اكتشفت عبر قرون لاحقة أثناء تجوال أحفادهم وانتشارهم في الكرة الأرضية.
فعلى أي بقعة في الأرض سكن آدم وأبناؤه بعد أن أخرج من الجنة؟
تبين لنا سلفاً أن التراث العربي يصر على ارتباط اسم آدم بمكة مع ذكر تفاصيل لموقع سكن آدم ومكان التقائه بحواء بعد افتراقهما إثر خروجه من الجنة ومكان دفنه وحجه.
والسؤال المطروح هو:
هل وجدت أنهار في مكة وما يتاخمها من أقاليم في الأزمان الغابرة؟
وهنا يجيبنا خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم بالقول:
".. عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً.."،
فمن هذا الخبر نستدل على أن الجزيرة العربية كانت مخضرة ورطبة في الحقب القديمة بخلاف ما هي عليه اليوم.
وهذا ما أثبتته علوم الجيولوجيا المعاصرة حيث كشفت طبيعة الطبقات الأرضية للجزيرة العربية وجوداً كثيفاً للمكونات العضوية، مما يدل على تواجد غابات من نباتات منتشرة بانتشار المكونات العضوية المكتشفة.
ويدلَّ هذا تلقائياً على وجود مصادر مائية وفيرة لتغذية هذه الغابات وهو أمر تم الاستدلال عليه بسهولة بعد دراسة طبيعة الوديان المنتشرة في الجزيرة العربية والتي ثبت أن معظمها كانت مجاري أنهار جفت بفعل التصحر والتغيرات المناخية والبيئية المتراكمة التي يتصدرها طوفان نوح عليه السلام.

وقد أدَّت هذه الحقائق الجيولوجية المتراكمة إلى رسم صور تخيلية مبنية على قواعد علمية مخصوصة لما كانت تبدو الجزيرة العربية عليه في الماضي السحيق كما جاءت في
كتاب "أصل الجزيرة العربية" لمؤلفه أندرو ثومبسون.



إن ما رسمه الجغرافيون في خرائطهم يشير إلى وجود نهر بالضخامة الكافية ليترك أثراً أخدودياً على الأرض.


وهو بالفعل ما أظهرته بوضوح صور الأقمار الصناعية المكبرة لتضاريس الجزيرة العربية حيث يبدو النهر الجاف على شكل أخدود أرضي بسبب عرض ضفتيه.وقد أتاحت التقنيات الحديثة للتصوير الفضائي تمييز أعمق الوديان من بين معالم الأسطح الأرضية التي تؤكد بما لا يدعو للشك أن ثمة حوضاً عملاقاً على أرض الجزيرة العربية يمتد من قمم جبال السراة في غرب الجزيرة إلى شمال الخليج العربي. كما تظهر الصور انقطاع الحوض بامتداد حافة جبال الطويق القوسية كما أظهرت بعض الخرائط القديمة المعروضة أعلاه.

ويعرف هذا الحوض اليوم بوادي حفر الباطن وهو حسب الظاهر مصب عدة أنهار تنحدر جميعها من جبال السراة.
وتكشف الصورة الفضائية عن وجود منابع أخرى لأنهار تنبع من أعالي جبال السراة.
لقد أظهرت إحدى خرائط الجغرافيين أن مصب هذا النهر العملاق يقع في شمال الخليج العربي مشكلاً بحيرة كبرى في تلك المنطقة بجنوب العراق وهو أمر جدير بالدراسة للتحقق من حقيقة وجود بقايا أنهار بهذا الحجم على الأرض.
فبالاستعانة بصور الأقمار الصناعية لدراسة طبوغرافية المنطقة التي يصب فيها النهر نجد أنه فعلا يوجد منخفض كبير في جنوب العراق كما أن هناك شذرات في التراث العربي والمسميات الميدانية تدل على وجود بحر كبير في الماضي السحيق في تلك المنطقة وكان مصيره الجفاف ولذلك سمّيت تلك المنطقة بالنجف.

ولا يفوتنا أن نذكر أن المنطقة المعنية هي عينها التى تحوي بحيرات الأهوار العراقية.
والأهوار، حتى عهد صدام حسين، كانت مناطق مستنقعات ضخمة تحوي مياه عذبة وحياة مائية زاخرة ويسكنها عراقيون يقتاتون على صيد الأسماك ولكن تم تجفيف هذه المستنقعات لأسباب سياسية عسكرية في عهد صدام حسين.
وتاريخ الأهوار قديم بل نعتقد أنه يعود إلى أيام البحيرة الضخمة التى كانت مصباً للنهر الكبير القادم من جزيرة العرب إلى جانب النهرين القادمين من تركيا اللذين سمي أحدهما بالفرات بعد أن نضب الفرات الأصلي الذي ينبع من جبال السراة في عسير النجدية.



إذن، فقد كانت هناك أنهار وليس نهراً واحداً في الجزيرة العربية فهذه المعالم الطبيعية لم تنحصر قط في القبط أو العراق أو الشام.
ولكن الفرق هو أن أنهار الجزيرة العربية غاضت وجفت وغارت مياهها من على سطح الأرض، ولكنها موجودة بغزارة مدهشة تحت الأرض كما أكد البروفيسور فاروق الباز في بعض منشوراته العلمية. ويمكنك الرجوع إلى بحث طوفان نوح عليه السلام وهو أحد إصدارات جمعية التجديد الثقافيّة الاجتماعية، للاطلاع على حقيقة أن فوران البراكين بالجزيرة العربية أدى إلى حدوث طوفان نوح عليه السلام وأدى أيضاً إلى تقطع أوصال الأنهار وغيضان الماء إلى جوف أرض الجزيرة العربية كما صرح كتاب الله:
(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
فهذه الآية تصرح بأن مياه الطوفان موجودة تحت الأرض وهو ما بدأ الجيولوجيون يكتشفونه مؤخراً. والآن، بعد أن أثبتنا وجود الأنهار علمياً وموضوعياً على سطح الجزيرة العربية في الحقب السالفة، وبعد أن أثبتنا من التراث العربي استقرار آدم في الجزيرة العربية وفي مكة تحديداً،
فإن السؤال الهام المطروح هو ماذا كانت العشائر الإنسانية الأولى والقريبة من زمن آدم وحواء تسمى هذه الأنهار أيام ازدهارها حيث كانت تنساب بعنفوان في جزيرة العرب على مدى ملايين السنين إلى أن بدأت تحتضر بعد الطوفان انتهاءً بالوفاة التدريجية عبر مئات السنين لتترك لنا أحواضها الجافة هنا وهناك؟
هل الأنهار الجافة في الجزيرة العربية هي الأصل وهي صاحبة الأسماء العريقة كالفرات والنيل ودجلة وسيحون وجيحون؟
أم أن ما استكشفته العشائر الإنسانية القديمة من أنهار مختلفة أثناء تجوالها وانتشارها في بقاع الأرض هي المعنية بهذه الأسماء؟
ولكي نجيب على هذا التساؤل يجب أن نعرف من أين أتى الإنسان الأول والمعاصر بأسماء الفرات والنيل ودجلة ؟
وهنا يوضح لنا التراث العربي أن هذه الأسماء كانت راسخة في ذاكرة الإنسان منذ أيام أبو البشر آدم وأمهم حواء وتناقلها الجيل تلو الجيل على شكل أساطير تعليمية ربانية.
فهذه الأسماء لم تأت من عدم وإنما هي جزء من روايات آدم وحواء لأبنائهم حول ما جرى لهم في الجنة وكيف خُلقوا وعلموا ومع من تعاملوا وأين عاشوا هناك وماذا كان يوجد بها من أنهار وماذا كانت تدعى هذه الأنهار..الخ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:47 am

"العبرية" وعبور إبراهيم عليه السلام الفرات وجبال السراة إلى مكة:
لقد حيّر تعبير "العبري والعبرية" الباحثين في علوم السلالات والألسن.
ذلك أن العبرية كلغة أو بالأصح كلهجة، لم يكن لها وجود قبل عهد إبراهيم عليه السلام ولكنه يستخدم اليوم كدلالة على دين وأمة وعرق ولغة.
وهذا ما حدا بالباحث الفرنسي بيير روسي إلى أن يقول:
"يصعب أن نعرف العبرانيين بواسطة المكان أو الزمان أو بمعونة علم الاجتماع أو الأديان".
ما من شك أن إبراهيم عليه السلام نفسه كان يتحدث بلسان آبائه المقيمين في حوران النجدية، الذين يتحدثون اللسان السرياني كما أسلفنا.
وحتى لو كان آباء إبراهيم عليه السلام مقيمين في أور الكلدانية كما جاء في التوراة المحرفة فإن ذلك أيضاً يؤكد بما لا يدعو للشك أن آباء إبراهيم عليه السلام لم يكونوا يتحدثون العبرية بل السريانية.
فمن أين جاءت هذه اللهجة؟
وكيف أصبحت تستخدم كتعبير عن دين وسلالة وأمة ولغة؟!
لن نجيب على هذا السؤال فهناك أبحاث متخصصة في هذا الجانب، ولكن ما سوف نتطرق إليه هو حقيقة منشأ مفردة "عبري" لأهميتها في بحث جغرافيا الأنبياء.
فالتراث العربي يحوي بعض الحقائق بهذا الشأن وقد طالها التشويش اليهودي،
ولكن بشيء من الغربلة يمكننا إدراك حقيقة أصل هذه المفردة؛
قال هشام الكلبي:
"ما أخذ على غربي الفرات إلى برية العرب يسمى العبر وإليه ينسب العبريون من اليهود لأنهم لم يكونوا عبروا الفرات حينئذ وقال محمد بن جرير إنما نطق إبراهيم عليه السلام بالعبرانية حين عبر النهر فارا من النمرود وقد كان النمرود قال للذين أرسلهم خلفه إذا وجدتم فتى يتكلم بالسريانية فردوه فلما أدركوه استنطقوه فحول الله لسانه عبرانيا وذلك حين عبر النهر فسميت العبرانية لذلك وكان النمرود ببابل وقال هشام في كتاب عربه لما أمر إبراهيم بالهجرة قال إني مهاجر إلى ربي أنطقه بلسان لم يكن قبله وسمي العبراني من أجل أنه عبر إلى طاعة الله فكان إبراهيم عبرانيا".
وبغض النظر عن الانتقال المفاجئ للسان إبراهيم عليه السلام من اللهجة السريانية إلى "العبرية"، نفهم من التراث العربي أنه من كان يعبر الفرات في الجزيرة العربية كان يوصف بالعابر وهي كلمة عربية فصحى تطلق على الرحالة العابرين إلى البرية العربية من جهة النهر كقولنا "عابر سبيل".
ويلقي البكري الأندلسي مزيداً من الضوء على حدود برية العرب حيث يقول: ".. وتهامة: ما ساير البحر، منها مكة والعبر والطور والجزيرة. فالعبر: ما أخذ على الفرات إلى برية العرب ..."
لذا نفهم من كلام المؤرخين أن برية العرب هي المنطقة الواقعة بين نهر الفرات الأصلي وتهامة.
ولا يخفى أن تهامة تشمل أيضا الشريط المنخفض والواقع بين سلسلة جبال السراة وساحل البحر الأحمر والممتد طولاً من عسير إلى شمال مكة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:47 am

ترحيل اسم إبراهيم عليه السلام إلى القبط:

تروي التوراة السريانية إن إبراهيم عليه السلام انتقل إلى منطقة تدعى مصر وظلت مصر هذه مجهولة الموقع إلا لدى من يهمه الأمر من الماضين.

ثم جاءت التوراة "السبعينية" كما سبق أن ذكرنا لتعلن للعالم بسلطان القوة الإغريقية أن منطقة مصر الواردة في التوراة هي عينها مملكة القبط العظمى.
فتم بكلِّ وحشية واستهانة بتراث الأمم اختزال مملكة القبط بحضارتها وتاريخها ومجدها الممتد في أعماق الزمن، إلى منطقة خدماتية تكاد تكون ميكروسكوبية تغطي بضع هكتارات من الأرض بجنوب مكة، وبالكاد تنفع لأن تكون قرية صغيرة في ضاحية إحدى مدن مملكة القبط في ذلك الزمان.
وإليك التفاصيل،
فقصة رحلة إبراهيم عليه السلام إلى مصر وأسبابها وتبعاتها كما ترويها التوراة هي كالتالي:
" 8 ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيل وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.
9 ثُمَّ ارْتَحَلَ أَبْرَامُ ارْتِحَالاً مُتَوَالِيًا نَحْوَ الْجَنُوبِ.
10 وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا.
11 وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ.
12 فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ.
13 قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ».
14 فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوْا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا.
15 وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ، فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ،


16 فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.
"
وبيت إيل المذكور أعلاه هو عينه موقع المسجد الحرام في بطن مكة كما أثبتنا مسبقاً،
ولكن ماذا فعل فريق "السبعينية" بهذه الحقيقة؟
لقد تم إسقاط بيت إيل على إحدى قرى فلسطين القديمة تُدعى اليوم قرية بيتين.
وبمرور الزمن أصبحت تلك ثقافة تتناقلها الأجيال حتى الفلسطينيين المعاصرين أنفسهم يتناقلون المقولة التوراتية المحرفة بجميع تحريفاتها جيلاً بعد جيل.
ونفهم من المقتبس التوراتي أعلاه، بالإضافة إلى إسقاطات "السبعينية" الجغرافية، أن إبراهيم عليه السلام سافر مرة أخرى بخيامه وعائلته والغنمات التي يرعاها، ولكن وجهته هذه المرة
كانت منطقة تدعى مصر، وهي التي أشاعت يد التزوير في التراث العالمي أنها القبط العظمى، بل مدينة منوف تحديداً قرب القاهرة، كما نص الدس اليهودي في التراث العربي.
بيد أن هذه المسافة تقدر بما يقارب 450 كيلومتراً عن مدينة الخليل بفلسطين، ويزعم أن إبراهيم عليه السلام قطعها كلها بأحماله وأثقاله في ليلة واحده!
أما الدليل الذي يستند إليه هذا الطرح فهو ما جاء في الإنجيل بخصوص أحداث قصة يوسف النجار ومريم العذراء بعد إنجابها نبي الله عيسى عليه السلام، حيث طلب الرب من يوسف النجار أن ينصرف إلى مصر من بيت لحم والذي يبدو أنه يبعد بضع كيلو مترات عن بيت إيل كما جاء في سياق النص الإنجيلي التالي:
" 13 وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».
14 فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ
"(متى 2).
إذن فمصر هذه تقع على مسافة قريبة جدا من بيت أيل ويمكن أن تصل إليها امرأة تحمل طفلاً رضيعاً مشياً في ليلة واحدة.
وهذا الطرح الإنجيلي أقرب للحقيقة منه للتحريف التوراتي "السبعيني" كما سيتضح لاحقاً.
ومع ذلك فقد وضع عمال صيانة تزوير "السبعينية" عبر الحقب المتلاحقة خريطة لهذه الرحلة الوهمية بين فلسطين وعاصمة القبط آنذاك وأضافوا لها لمسات تفصيلية وأسماء مدن وقرى ثم نشروا هذه الخريطة بكل ما يعتريها من تناقض وتضارب مع العقل والمنطق متكلين على: "هذا من عند الله"، فانتشرت انتشاراً واسعاً في العالم القديم لتجد طريقها إلى وعي أبناء اليوم
وثقافتهم.
ولكن إلى أي بلاد رحلت التوراة إبراهيم عليه السلام بعد مصر؟
" 1 فَصَعِدَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَلُوطٌ مَعَهُ إِلَى الْجَنُوبِ.
2 وَكَانَ أَبْرَامُ غَنِيًّا جِدًّا فِي الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ.
3 وَسَارَ فِي رِحْلاَتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ، بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ،
4 إِلَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ أَوَّلاً. وَدَعَا هُنَاكَ أَبْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ.
5 وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ أَبْرَامَ، كَانَ لَهُ أَيْضًا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ."
الخروج من القبط بالتوجه إلى الجنوب، مما يعني أن إبراهيم ولوط عليهما السلام قد تجولا بما لديهما من أبقار وأغنام داخل القبط قبل أن يتوجها شمالاً إلى بيت إيل حيث نصب خيمته أول ما وصل هناك من أور الكلدانية.
فيكون مجمل رحلات نبي الله إبراهيم عليه السلام بين آسيا - وأفريقيا يفوق 2600 (كلم) كما يبدو في خرائطهم التوراتية المنتشرة في العالم بما فيه ديار المسلمين.
وليس هناك بالطبع أي ذكر لرحلة نبي الله إبراهيم عليه السلام إلى مكة ولا بيت الله في خرائطهم وكأن هذه الآية:
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
لا تعني اليهود ولا المسلمين الذين ما انفكوا يروجون لرحلات إبراهيم عليه السلام اليهودية في برامج التلفاز والمناهج الدراسية والكتب التاريخية.
فهل آن الأوان لاستيعاب حجم الكارثة الأسطورية التي سطرتها "السبعينية" لنا وللعالم أجمع قبل 2300 سنة ؟..
أين تقع مصر القرآن؟
ورد ذكر كلمة مصر في القرآن الكريم خمس مرات. ثلاث مرات في سياق الحديث عن يوسف عليه السلام ومرتين في سياق الحديث عن موسى عليه السلام.
فهل يوجد في القرآن ما يشير إلى أن موقع مصر هي القبط كما هو مشاع ؟..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:48 am

مصر يوسف – إنشاء الشركات التجارية:


جاء ذكر مصر من ناحية التسلسل الزمني ابتداءً بقصة يوسف عليه السلام، ومن الآيات التي تعنى بهذه الحيثية:
(قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)..
فهذه الآية تدلنا على حقيقة أن يعقوب عليه السلام وأبناءه كانوا يسكنون على مقربة من خط عبور القوافل وذلك ليقينهم بضرورة مرور سيارة - قافلة رحالة أو قافلة تجارية - بين الحين والآخر على الخط، فتعمدوا إلقاء يوسف عليه السلام في جب، أي بئر ماء، على هذا الخط الذي يقصده المسافرون للتزود بالمياه.
وبذلك يختفي يوسف عليه السلام من حياتهم برحيله قسراً مع من يلتقطه من الجب. وما يهمنا هنا هو إمكانية تقريب الموقع الجغرافي الذي كان يعيش فيه يعقوب عليه السلام وأبناؤه، وذلك بالتعرف على مواقع الخطوط التجارية المتاخمة لمكة لأنه وُلد تقريباً في زمن جده إبراهيم عليه السلام المقيم هو وأبناءه بمكة. ثم جاء القران الكريم بهذا الخبر: (وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ)، فما تؤكده هذه الآية أن إخوان يوسف لم يكونوا بعيدين عن طريق القوافل حيث رجعوا في المساء بعد أن تخلصوا من أخيهم يوسف في ذات اليوم.
وبعد فعلتهم تلك أخبر القران الكريم أنه:
(وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ).
فكما توقع إخوان يوسف وخططوا له، جاءت سيارة لترتوي من الماء فوجدوا الغلام في قعر الجب.
ومفردات (يَا بُشْرَى , بِضَاعَةً) الواردة في الآية تُبيّن طبيعة الذين التقطوه من الجب. فقد كانت عقليتهم تجارية وكانوا في رحلة تجارية وحصلوا على بضاعة آدمية من دون مقابل، فكانت لهم بشرى سارة.
فيمكن لنا الاستدلال أن هذا الخط الذي سلكته السيارة كان واقعا
طريق تجاري، ويعني ذلك أنها جادة معروفة ولا بد أن تكون إحدى الطرق المرسومة في الخريطة، وليس طريق وعرة مثل تلك المستخدمة بشكل مؤقت لأغراض المباغتة العسكرية.
(وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ).
تعني مفردة "شروه" في اللسان العربي عكس مفردة "اشتروه". فالأولى تعني بيع والثانية تعني شراء، فبيع يوسف عليه السلام بثمن بخس كما أخبر القران الكريم، فيدلّ على أن التجار سارعوا إلى بيعه في أقرب فرصة بعد استملاكه ولعل ذلك لسببين؛ الأول هو التخلص من عبء تكاليف النقل من أكل وشرب وحمل لبضاعة حيّة، والثاني أن هذا العبد قد استُملك مجاناً فلم يُدفع في ثمنه أي مبلغ، فالعقلية التجارية تحتم عرضه للبيع بما يأتي من ثمن قبل أن تغلب التكلفة المكسب.

لذا نفهم من الآية 20 من سورة يوسف أن يوسف عليه السلام لم يبق في عهدة التجار مسافة السفر بين الشام والقبط كما يدعي فريق "السبعينية"، وهي مسافة تستغرق أسابيع، وإنما عرضوه للبيع في أقرب سوق على طريقهم وهذا ما لم يحسب إخوان يوسف حسابه.
إذ لم يخطر ببالهم أن يوسف عليه السلام لن يبعد جغرافياً كثيراً عن المكان الذي رموه فيه!
ولكن أين عرضه التجار للبيع ؟..
(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).
من سياق هذه الآية ندرك أن التجار عرضوا يوسف عليه السلام للبيع في مكان يدعى مصر حيث تمت صفقة البيع لصالح شخص جاء إلى مصر هذه من قريته.
هذا الاستدلال يتضح جلياً بتباين المعنى بين قوله تعالى:
"وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ".
وبين إمكانية قوله تعالى: "وقال الذي اشتراه لامرأته" فالصيغة الثانية توضح ضمناً بأن الشراء حدث في محيط إقامة المشتري المعتاد أي من سوق القرية فلا داعي هنا لذكر اسم موقع مكان البيع والشراء مادام هو المكان المعتاد لهذا النشاط. ولكن جاء الخبر بالصيغة الأولى بمعنى أن هناك تباين بين مكان إقامة المشتري وبين مكان الشراء، فجاء ذكر اسم مكان البيع والشراء "مصر" مما يدل أن هذا المكان واقعا يختلف عن المكان المعتاد للتبضع بالنسبة للمشتري.
لذا نفهم من مجمل الآيات أن هناك شخصا ما جاء من قريته إلى مصر واشترى عبداً بثمن زهيد من تجار القوافل ورجع إلى قريته ليوصي زوجته برعاية المملوك الصغير. هذا التباين الجغرافي بين مكان البيع ومكان الإقامة الذي كشفته لنا الآية 20 من سورة يوسف يدعونا إلى مزيد من البحث فلنا أن نتساءل هنا، أين كان تجار القوافل يبيعون ويشترون بضائعهم في ذلك الزمان؟ طبعاً في كل القرى والمدن التي يمرون بها.
ولكن هل كلّ القرى كانت تقع على الخطوط التجارية؟ طبعا لا، فالقرى والمضارب يمكن لها أن تقع بمحاذاة الطريق التجارية ولكن ليس بالضرورة عليها، كما كانت مضارب يعقوب عليه السلام حيث خرج الإخوان صباحاً إلى موقع الجب حيث الخط التجاري وعادوا إلى مضاربهم مساءً مما يدل على أن الجادة لا تمر مباشرة بمضارب خيام يعقوب عليه السلام.

فهل هذا يعني أن القوافل التجارية كانت تخرج من الخط الرئيسي (الجادة) لتمر بكل القرى الصغيرة والكبيرة لتبيع وتشتري منها؟

هذا هو الحال الآن مع الخطوط السريعة وكثرة شركات النقل وتوفر المركبات والسواق والطرق الفرعية ومن الخطأ التفكير أن هذا ما كان عليه الحال في الماضي البعيد.
وهذا يقودنا إلى التعرف على نظام المحطات التجارية المعروفة في علوم اقتصاد الحضارات البائدة حيث تنزل القوافل في قرى محددة تُعتبر محطات على الخط التجاريوتمتاز هذه المحطات بوفرة المياه والعلف للإبل والأمان للبضائع والتجار، ويقصدها التجار للراحة والتبادل التجاري مع سكان القرى والمضارب المحيطة والقريبة من هذه المحطات والتي يعبر عنها في بعض كتب التراث بالمراحل على طريق السفر.
كما تم استخدام نفس الخطوط التجارية لخدمات قوافل الحجاج قبل وبعد الإسلام.
فالمعروف أن القوافل التجارية أثناء سفرها عبر القارات لا تستطيع أن تحمل معها خزانات المياه والعلف على ظهور الإبل إلى جانب البضائع التي تحقق كثرتها على ظهور الإبل أرباحاً أوفر.
لذا كانت المحطات الخدماتية هي الحلّ لهذا النوع من النشاط التجاري.
وكلَّما ازدادت أهمية المحطة استراتيجيا ازداد حظها في أن تتحول إلى مدينة تجارية بل حتى إلى مملكة صغيرة خصوصاً إذا كانت واقعة على ميناء بحري أو مفترق طرق حساس على خطوط الشبكة العالمية القديمة المشهورة مثل:
طريق البخور وطريق الحرير وطريق التوابل.

والعكس صحيح، أي إذا تحول الخط التجاري عن محطة أو مملكة ما، فسوف تتهاوى تلك المحطة بشكل تلقائي كما حدث لمملكة الأنباط وعاصمتهم البتراء في شمال الجزيرة العربية، وهي مملكة نشأت كمحطة تجارية ثم تهاوت بعد تحول القوافل عنها نتيجة لازدهار الملاحة البحرية التي فتحت خيارات أخرى أكثر تنافسية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:49 am

المتتبع لتاريخ الحركة التجارية في العالم القديم يعلم أن الحركة التجارية كانت
مزدهرة قبل أيام إبراهيم عليه السلام بسبب تبادل شعوب القبط وليبيا والصين والهند والبون وفارس وبابل منتجاتهم وبضاعتهم مع بعضهم البعض، وكانت الجزيرة العربية كّلها تعتبر موقعاً استراتيجياً في وسط العالم مما حدا بالدول المتاجرة لتفريغ بضائعها القادمة من الهند وسيلان على سواحلها اليمنية ومنها قانالتنقل براً إلى القبط والشام وأوربا عن طريق القوافل التجارية. وبقيت هذه الخطوط التجارية قائمة، حتى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم – رحلة الشتاء والصيف - بل إن خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم نفسه، ومن قبله زوجته أم المؤمنين خديجة حتى قبيل البعثة، كان يعمل في التجارة على خط الطيب والبخور
التجاري بين اليمن والشام مرورا بمكة.
وبقيت هذه الخطوط التجارية في حالة توسع بعد الإسلام حتى بلغت ما نعرفه اليوم من خطوط عالمية سنَّت لها قوانين دولية بعد أن اقتتلت الدول العظمى لبسط سيطرتها على هذه المنافذ البحرية والبرية، وكانت آخرها الإمبراطورية البريطانية التي جاهدت للسيطرة على خط الهند العربي البحري التجاري.
ونفهم مما سبق أن هذه المحطات على اختلاف أحجامها ومواضعها هي مرافق غاية في الأهمية الاقتصادية عالمياً ومحلياً، وهي متناثرة على الخطوط التجارية وفيها يتم البيع والشراء.
ويبدو أنها كانت تعرف سريانياً بالأمصار لورود هذا المسمى "مصر" في القرآن الكريم ومصريم في التوراة. أما يوسف عليه السلام فقد سكن في قرية قريبة جداً من أحد هذه الأمصار حيث تم بيعه.
ونحن نستخدم مفردة "قرية" هنا استناداً إلى الوصف عينه الذي أطلقه القرآن الكريم على مكان إقامة يوسف عليه السلام:
(وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ).
ويواصل القرآن إخبارنا بما حدث في حوار بين أحد الأشخاص
ويوسف عليه السلام:
(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ () قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ () ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ () ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ () وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ () قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ () ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ () وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ () وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ () قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).

يُستشف من هذه الآيات أن القرية التي سكنها يوسف عليه السلام كانت زراعية وأنها تقع في منطقة يمكن أن تيبس ويصيبها القحط نتيجة شح المياه لفترة قد تمتد سبع سنين.

وهو ما لا يمكن حدوثه في منطقة يفترض أن بها النيل وجداوله وفروعه كمصدر مياه لا ينضب.


ويعني هذا أن قرية يوسف ومصرها كانت تعتمد على مياه الأمطار الموسمية التي يمكن أن تتأخر أو تنقطع بضع سنين.


لذلك فإن هذا الخبر يؤكد طرحنا حول حقيقة أن مصر القرآن ليست هي القبط كما أشاع أئمة اليهود في العالم القديم.


وقد التفت إلى هذه الحقيقة أحد المسيحيين المتصهينين الذي أثبت حسب ظنه وجود تناقض في القرآن الكريم حين مر على قوله سبحانه:


(عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ) فزعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم يظن أن "مصر" تُروى بماء الأمطار، بينما هي تروى بماء النيل المنحدر من بحيرات فيكتوريا العظمى. وهكذا قام بتخطئة خاتم المرسلين




مستنداً إلى التفسير المعروف للآية وأخذ يعيّر المسلمين ويسخر منهم لقبولهم هذا التناقض الفاضح. وهنا لا يسعنا إلا أن نقول إن هذا المتصهين وأمثاله سيظل لهم على أتباع محمد صلى الله عليه وسلم سبيل مادام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقتبسون من أطروحات "السبعينية" العتيقة لتفسير


كتاب الله،


حيث وضعوا أنفسهم بذلك في زاوية لا يحسدون عليها.


فالقرآن الكريم ذكر بوضوح أن مصر هي التى جفت ولم يذكر أن القبط (بلاد وادي النيل) هي المعنية بالجفاف.


وكان الأجدى بنا الوقوف منذ زمن بعيد عند هذه الآية ونظيراتها التي تشير إلى أن مصر ليست هي القبط كما كان يعتقد في الماضي البعيد والحاضر المعاصر ومن ثم تعديل المسار


في ضوء الآيات وهداها.


كما يجب أن نلتفت أيضاً إلى حقيقة أن مفردة "ملك" الوارد ذكرها في قصة البقرات تعني مالك الشيء والمتصرف فيه سوى أكان ملك بيت أو ملك ضيعة أو قرية أو مدينة وليس فقط ما تعارفنا عليه اليوم حصراً على رئاسة الدول والإمبراطوريات الضخمة وهذا المعنى هو ما يُفهم من هذه الآية:


(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ).


فلم يرد في التاريخ أن قوم موسى عليه السلاموهم بنو إسرائيل كانت لهم دولة ولا مملكة في الحقبة بين زمن يعقوب حيث لم يتعد عددهم 12 نفساً وبين زمن موسى عليه السلام حيث بلغ عددهم بضع مئات من الأنفس وهي حقبة تبلغ في أقصى مداها 200 عام تقريباً.


فكيف يكون لهم مملكة وما هم إلا عشيرة تعجز في عددها عن بلوغ تصنيف حتى قبيلة ؟..


ومع ذلك فإن الآية الكريمة تشير إلى أنه كان فيهم ملوكاً وليس ملكاً واحداً، مما يدلّ على أن مفهوم مفردة "ملك" في ذلك الوقت:


هو مُلك اليمين من أراضي زراعية ومواشي وغيرها وليس فقط ملك الدول كما هو سائد في أذهاننا اليوم.


ويعطينا ذلك فكرة عن حال بني إسرائيل الاقتصادي بين عهد يوسف وموسى عليهما السلام، حيث كان امتلاك قطعة أرض بالنسبة لهم يُعتبر قفزة وفضلاً عظيماً بالمقارنة مع حالهم الرعوي السابق، وهم مع ذلك يعلنون بكل جرأة أن أجدادهم بنو الأهرامات في هذه الحقبة،


والأعجب والأمَرّ أن تجد بين المسلمين من يستمع لهذا القول وكأنه لا يوجد بينهم كتاب معرفي يسمى القرآن الكريم يكشف كل صغيرة وكبيرة
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:50 am

من جانب آخر تشير الآيات أعلاه إلى أن يوسف عليه السلام اقترح على الملك تسليمه زمام إدارة مستودعات السلع الزراعية: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
وهو كما يبدو من سياق الآيات نظام تخزين مركزي للمنتجات الزراعية وطريقة تخزين لحمايتها من التلف استعداداً لسبع سنين من القحط قبل أن يأتي العام الذي يغاث فيه الناس بعد ضنك الجفاف. ونظام التخزين هذا وضعه الصدِّيق يوسف عليه السلام فأحدث طفرة في اقتصاد القرية والمنطقة وهو نظام لم يكن معمولاً به من قبل وإلا فلماذا لم يخطر ببال أحد التخزين رغم التكرار الطبيعي لتأخر الأمطار الموسمية.
وهذا يجعلنا نتساءل، أين سيتم إنشاء مخازن مركزية لمنتجات سبع سنوات في أرض مجتمع قائم على بنية زراعية رعوية؟
كيف سيتم توفير الحماية للمخزون من الغارات والنهب والاعتداء في حالة حدوث المجاعة المتوقعة في المنطقة؟
كيف ستدار عملية التوزيع وقبلها عملية التخزين وحفظ حصص الأفراد حيث المزارعون هم مالكوا هذه المنتجات المخزونة؟
ثم كيف تم إقناع المزارعين بتسليم الجزء الأكبر من محاصيل الأرض ولمدة سبع سنوات متوالية كي تُحفظ في مخازن لا عهد لهم بها ودون مردود آني؟

خلاصة القول أن اقتراح يوسف عليه السلام للملك لن ينجح ما لم يضع يوسف عليه السلام جهازاً إدارياً لوجستياً للقيام بهذه المهمة الطويلة الأمد. ولأن يوسف عليه السلام كان عالماً بكل هذه التحديات فقد تصدَّر بنفسه لهذه المهمة فقال للملك: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).

فعبارة "حَفِيظٌ عَلِيمٌ" هي مضمون نشاط يوسف عليه السلام اللوجستي والإداري. فأول ما كان يتوجب على يوسف عليه السلام القيام به هو تصميم وتنفيذ البنية التحتية الضرورية لنجاح هذا المشروع الجديد على القرية بل على المنطقة وذلك باستصلاح المزيد من الأراضي الزراعية "تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا" وإدخالها في آلية الإنتاج.
ومن جهة أخرى أقامة أبنية المخازن والموانع الأمنية لحفظ هذه المخازن من أسوار حصينة ذات أبواب متعددة لاستيعاب جوع الناس وليس سكان قريته فقط. وشمل ذلك توفير جنود حماية تابعة للسلطة المالكة، وهو هنا الملك، وذلك ضد الفوضى والغوغائية التي قد تنشأ نتيجة الجوع المتوقع والذي سيستشري في المنطقة. ثم أنشأ نظاماً إدارياً لتدوين الحصص والأسهم ووضع نظاماً استثمارياً مساهما للمنتجات لإقناع المزارعين بالمشاركة في المشروع ولضمان حقوقهم وقيمة أسهمهم في هذه الشركة التكافلية واعتمد نظام التوزيع وسنّ قوانين الكيل. ثم جاءت سنوات الجفاف السبع فسقط الناس القاطنون في المنطقة المحيطة بقرية يوسف عليه السلام في ضنك الجفاف ومن ثم في مهالك الجوع، ومن ضمنهم يعقوب عليه السلام وأبناؤه، مما يدل على أن يوسف عليه السلام كان يسكن في نفس محيط تأثير الأمطار الموسمية كما كان أبوه يعقوب عليه السلام، وهو دليلٌ على أن مصر وقرية يوسف عليه السلام قريبة جغرافياً من مضارب يعقوب عليه السلام. وهو ما لا يستقيم أيضاً والطرح "السبعيني" الذي يدَّعي أن يوسف عليه السلام كان في القبط ويعقوب عليه السلام في الشام.
فلو مزجنا جغرافيا الأنبياء "السبعينية" مع ما جاء في القرآن من حقيقة جفاف منطقتي يعقوب عليه السلام ويوسف عليه السلام لخرجنا بطرح مشوَّه هو أن القبط ونيلها والشام وأنهارها قد جفت من شح الأمطار في عهد يوسف عليه السلام ولمدة سبع سنين؟!
ولك أن تحكم على هذا الطرح بعد أن تتدبر فيه.


على كل حال، فإن شركة يوسف عليه السلام التكافلية لم تنقذ في أيام القحط قريته فحسب بل غدت قريته ومصرها مقصد الناس للتزود بالحبوب والمقايضة.
وكان ممن قصد القرية مجموعة من البدو: (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ () وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ).
وتدل هذه الآية على أن عزيز القرية، وهو هنا يوسف عليه السلام، كان هو الذي يتصدر التوزيع، ويكيل بالمكيال، وبيده الإدارة العامة ويدخل عليه فئات ومستويات مختلفة من الناس وهو ما لا نقرؤه في برتوكولات مملكة القبط حيث يتجاوز خدم الملك القبطي وحشمه وجواريه الألف من الخلق، وهو محاط بوزراء وجنرالات حرب وبلاط ضخم من الحُجّاب والحرس على وزن إمبراطورية كسرى فارس وإمبراطورية هرقل الروم.
فلا يمكن أن يكون دخول مجموعة مغمورة من البدو على كبار موظفي مملكة القبط بهذه البساطة التي نقرؤها في قصة يوسف عليه السلام، مما يدلّ مجدداً على أن الأحداث كانت في قرية صغيرة برزت للعيان ببركات شركة يوسف عليه السلام التكافلية المساهمة بعد أن صارت ملجأ لكشف الضر والاستعطاف: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ).
كما ونجد دلالة بداوة إخوان يوسف عليه السلام في هذه الآية:
(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ). والبدو هم عادة أقوام يقطنون ضواحي القرى والمدن ويبدون على المدن لبيع المواشي والألبان والمنسوجات الصوفية ويشترون الحبوب والأواني والسلاح وغيرها. وهذه دلالة أخرى على قرب مضارب يعقوب عليه السلام من قرية يوسف عليه السلام. كما يمكن الاستدلال على صغر حجم قرية يوسف عليه السلام من هذه الآية: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ).
وهل كانت للقبط العظيمة أبواب أو مداخل؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:50 am

نعم يكون ذلك للمدن أو القرى المحصنة لا لمناطق تمثل إمبراطوريات عظيمة، هذا باستثناء الصين التي شكل تسويرها أعجوبة من العجائب السبع لم يشاركها أحد في هذا من قبل ولا من بعد. والحقيقة التي يستسيغها العقل هي أن قرية يوسف عليه السلام كانت تحوي بناء حصيناً صغيراً كالذي في الصورة رقم، ليحوي المخازن المركزية ويتسع لاستيعاب الناس والجمال للتحميل وللبيع والتوزيع.
وتوجد اليوم الكثير من الآثار لهذا النوع من التحصينات الصغيرة منتشرة في العالم وفي الجزيرة العربية. وهناك آية أخرى تكشف قرب مضارب يعقوب من مصر يوسف عليه السلام هي التالية: (فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ).
ففي هذا الآية اشترط يوسف عليه السلام على إخوته أن لا يقتربوا منه شخصياً وهو في مكان إقامته، مما يوحي بسهولة وإمكانية الوصول إليه بل الاقتراب منه، ما لم يأتوه بأخيه معهم.
وأخيراً هناك آية تفصل بين مصر- المحطة التجارية - وقرية يوسف المجاورة لهذه المحطة.
وقد احتار المفسرون في تفسير هذه الآية بعد أن فرضوا على أنفسهم ثقافة سبعينية مفادها أن مصر هي مملكة القبط العظمى وهي مسكن يوسف عليه السلام في ذات الوقت، والآية هي:
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ) فهذه الآية توضح التسلسل التالي للأحداث:


1- دخل أهل يوسف القرية "فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ"

2- فأسكن أبويه في القرية "آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ"
3- ثم طلب منهم أن يدخلوا مصر "ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ".

فإذا كانت القرية هي عينها مملكة القبط العظمى فكيف يطلب منهم دخولها بعد أن دخلوها وسكنوها بالفعل كما تصرح الآية بكل وضوح؟
احتار المفسرون، كما أشرنا سلفاً، في هذا التسلسل الذي لا يستقيم مع الثقافة "السبعينية" التي ألزموا أنفسهم بها.
وها هو ابن كثير يلخص لنا بعضاً من طبيعة النقاش الذي دار حول هذه الآية تحديداً ونتائجه: "... وقد أشكل قوله: "آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر" على كثير من المفسرين فقال بعضهم هذا من المقدم والمؤخر ومعنى الكلام: " وقال ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين" وآوى إليه أبويه ورفعهما على العرش ورد ابن جرير هذا وأجاد في ذلك ثم اختار ما حكاه عن السدي أن يوسف آوى إليه أبويه لما تلقاهما ثم لما وصلوا باب البلد قال " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " وفى هذا نظر أيضا لأن الإيواء إنما يكون في المنزل كقوله " آوى إليه أخاه " وفي الحديث " من أوى محدثا " وما المانع أن يكون قال لهم بعدما دخلوا عليه وآواهم إليه ادخلوا مصر وضمنه اسكنوا مصر إن شاء الله آمنين أي مما كنتم فيه من الجهد والقحط ؟ .. وقوله " آوى إليه أبويه " قال السدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم إنما كان أبوه وخالته وكانت أمه قد ماتت قديما. وقال محمد بن إسحاق وابن جرير كان أبوه وأمه يعيشان. قال ابن جرير ولم يقم دليل على موت أمه وظاهر القرآن يدل على حياتها وهذا الذي نصره هو المنصور الذي يدل عليه السياق..."
يتضح أن هناك من "المفسرين" من كان مستعداً للي قواعد المنطق والمعايير الأساسية العقلية في فهم الآيات كي تستقيم مع الفهم "السبعيني" الأصل القائم في أذهانهم.
بينما من المفترض أن تكون الآيات هي الحاكمة على الفهم القائم وليس العكس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:54 am

نجد كلاماً يستعصي على الفهم مثل: " فقال بعضهم هذا من المقدم والمؤخر" الذي يعني أن يوسف عليه السلام قال واقعاً ادخلوا مصر ثم آوى إليه أبويه بعد ذلك.
بينما القرآن أخبر بعكس هذا الترتيب، أي آوي إليه أبويه أولاً ثم بعد ذلك قال لهم ادخلوا مصر، فأوقع ذلك تناقضاً!
وللخروج من هذا المأزق المتولّد جراء التناقض بين ثقافة "السبعينية" المشاعة والمهيمنة على وعي المفسرين وثقافتهم وبين الأخبار القرآنية، وضع بعض المفسرين مخارج تعسفية تحولت إلى مناهج تفسيرية تسمح لهم بالاحتفاظ بمفاهيم "السبعينية" الموروثة إلى جانب نص القرآن الجديد.
ولم تلبث هذه المخارج أن تحولت إلى مناهج تفسيرية بعد أن أثبتت نجاحاً في الهروب من المأزق، وذلك مضمون قاعدة "المقدم والمؤخر". ليس هذا فحسب بل إن هناك من سن قواعد لغوية مبنية على هذه المناهج كما نقراه في هذا المقتبس:
"..كما قال ادخلوا مصر إن شاء الله ولم يصرف لأنّه اسم المدينة فهو مذكر سمي به مؤنث" ولك أن تتدبر في باقي المقتبس أعلاه لتتعرف على طبيعة باقي المخارج المستخدمة لتفسير الآية المعنية.
أما ما نطرحه هنا من فهم لهذه الآية بعد أن جعلناها الحاكمة على الوقائع، فهو أن مصر هي المحطة التجارية المجاورة الواقعة على الجادة وهي ملتقى التجار وزبائن المنطقة.


وقد طلب يوسف عليه السلام من إخوته أن يأتوه جميعاً (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ).
فما إن وصلوا جميعاً ودخلوا عليه في مكان سكنه، وهي القرية الزراعية السكنية التي يحتمل وقوعها على مدرجات جبلية خصبة، وهي بطبيعة الحال مجاورة لمصر المنطقة، أي المحطة التجارية الواقعة على الجادة بجوار سفوح الجبال حيث تم بناء الصوامع أو المخازن لسهولة النقل والتوزيع بواسطة قوافل الإبل. لذا فإن مصر المنطقة تقع خارج القرية السكنية ومجاورة لها. أي إنهما قريتان متصلتان، قرية (حصن) مسورة تجارية لها أبواب متواضعة في طريق القوافل وتعرف بمصر، ويدير شؤونها العزيز وهو قيم المخازن التجارية ولكنه تابع لملك القرية السكنية، والثانية قرية داخلية سكنية يحكمها الملك وفيها المراعي والمزارع.
وقد أسكن يوسف عليه السلام أبويه في القرية حيث يقيم كما ذكر القرآن الكريم (آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) وعرض على إخوته القادرين على العمل في التجارة ترك حياة البداوة ورعي الأغنام استكمالاً لتغيير نمط حياتهم السابق وتحضرهم وهذا هو المقصود بقول يوسف (ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ) أي ادخلوا كعمال في مصر القرية حيث الصوامع وشؤون الحرس والتوزيع والتخزين والحركة التجارية. ومفردة "آمِنِينَ" تعود على طبيعة العمل في التجارة في ذلك الزمان والأجواء العدوانية والمخاطر التي كانت تتسم بها الأمصار التجارية كما أوضح يعقوب عليه السلام عندما طلب من أبنائه الدخول من أبواب متفرقة حين دخولهم مخازن مصر. ويمكن القول إن علاقة اليهود الملحوظة بالتجارة والتجار والثروات والمصارف والمصاري والأمصار والشركات الدولية حتى يومنا هذا وتواجدهم الملحوظ في أهم الأمصار التجارية المسكونة المعاصرة كنيويورك وهونغ كونغ وشيكاغو وسويسرا وباريس، كان منشؤه البعيد الأمد هو توجيه يوسف عليه السلام لبني إسرائيل (ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ). فاكتشفوا بعد أن كانوا رعاة غنم ما في التجارة من خيرات وكان القرار من يومها الاستئثار بهذه الصنعة وإن أمكن احتكارها. مما سبق نخلص إلى أن قرية يوسف عليه السلام ومصرها كانت قريبة من مضارب أبيه يعقوب عليه السلام، بل نجد هذه الحقيقة في التوراة نفسها من خلال حوار يعقوب عليه السلام وبنيه بعد عودتهم من مصر أيام القحط وعزمهم العودة مرة أخرى للاستزادة من الكيل، فها هم يقولون - لأبيهم يعقوب عليه السلام: "...لولا مجادلتك إيانا لذهبنا ورجعنا مرتين..."
فهل هذا الكلام يقال لمسافة بين الشام والقبط؟!
فمضارب يعقوب عليه السلام ذاتها لم تكن بعيدة عن مسكن أبيه إسحاق وجده إبراهيم عليهم السلام. ومسكن إبراهيم عليه السلام كان ببطن مكة المكرمة كما فصلنا مسبقاً. ومصر هي إحدى المحطات التجارية القريبة من قرية يوسف عليه السلام. والأمصار كانت ولا زالت منتشرة في كلّ الجزيرة العربية بل في العالم أجمع لضرورات النقل التجاري والمتاجرة. فعليه ندرك أن يوسف ويعقوب وإسحاق عليهم السلام كانوا بجوار مكة ولا علاقة لهم لا بالشام ولا بالقبط كما روج أئمة اليهود في "السبعينية".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:55 am

دور إبراهيم عليه السلام في تمصير مكة:
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ () إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ () فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ () الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ).
كانت مكة حتى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تمتهن التجارة فلم تكن لديها مقومات الزراعة ولم تزل كذلك حتى يومنا هذا. فاشتغلت قبائل وادي مكة حتى زمن قريش بالتجارة على خط التوابل والبخور القديم لوقوعها على هذا الخط الممتد من اليمن إلى الشام.
فمتى تحولت مكة الى مصر تجاري؟
ظاهر الحال أنه أيام وصول إبراهيم عليه السلام الى منطقة مكة كانت الخطوط التجارية تمر بوادي عرفة وليس ببطن الوادي حيث بيت الله وذلك لانعدام الماء والزرع والناس فيه. فكان أول من سكن الوادي وهو بهذه الحال إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر.
ومع ظهور ماء زمزم بدأ الوضع يتغير.
ودلت الطير ركاب القوافل على التغيرات التي حدث في الوادي كما نقل التراث العربي: "... فلما رأت الطير الماء حلقت عليه فمر ركب من اليمن يريد السفر فلما رأوا الطير قالوا ما حلقت الطير إلا على ماء ...".
فهذه كانت بدايات اكتشاف الناس لظهور الماء في بطن الوادي المهجور.
وما إن أعلن إبراهيم عليه السلام الحج وبدأ الناس يلبون دعوة النبي العربي السرياني اللسان، حتى اتخذ بعض الناس بطن الوادي سكناً لهم مما مهد لقيام محطة خدمات للقوافل والحجاج فتمصر بطن الوادي مع الوقت.
حتى غدا محطة استراتيجية غاية في الأهمية فصارت أهم الغلات تُنقل على ظهور الإبل من سواحل المهرة في اليمن إلى حضرموت العليا الداخلية ثم إلى منطقة صرواح وقرنو ومعين شرقي اليمن ثم إلى نجران ومنها إلى خميس مشيط ثم إلى أبها أو بيشا لتصل إلى مكة أو ينبع ثم من هناك إلى يثرب ومن يثرب إلى تدمر أو البتراء ومن هناك إلى فينيقيا أو فلسطين أو إيلات ثم إلى القبط.
والدارس لهذه المحطات على خط التجارة لن يجد صعوبة في ملاحظة أن اليهود كانوا يتمركزون في أهمها وأكبرها ولو لحقبة معينة من تاريخ هذه الأمصار التجارية.
وخلاصة القول إن إبراهيم عليه السلام؛
بحكمته والطريقة التي وضع بها يده على بطن الوادي، وذلك بإسكان زوجته وابنه فيه، قد مهد لتملك الماء الذي ظهر في الوادي ومن ثم وفر فرصة جريان الماء وانتعاش الوادي تمهيداً لفتحه للعودة إلى الله حجاً وإنابة وتوبة.
ومن يومها غدا بطن مكة مصراً من الأمصار؛
في الجزيرة العربية بل من أهمها.

مصر موسى عليه السلام والاقتصاد العالمي:

"هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام".
هذا اسم ونسب كليم الله كما أورده ابن كثير.


وما يهمنا هو أن بين يوسف والكليم عليهما السلام ثلاثة آباء حيث أن لاوى هو أحد إخوان يوسف عليه السلام الأحد عشر ومن نفس جيله.
ولم يرد في كتاب الله أن موسى عليه السلام وقومه كانوا من سكان مصر إلا لاحقاً، كما لم يرد أن يوسف عليه السلام وأهله سكنوا القبط وذلك ما فصلناه سلفاً،
وهو ما يخالف التفسير الشائع بيننا اليوم.

(وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ()فَقَالُواْ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ () وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ () وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
توضح هذه الآيات أن موسى بدأ في دعوة بني إسرائيل وهم مقيمون في قرية ما، فآذى فرعون المؤمنين منهم فطلبوا النجاة، ثم جاء الوحي بأن يجعل للمؤمنين ملاجئ أخرى وهي بيوت تبنى في مصر المحاذية.

ولا توحي الآيات بأنهم رحلوا أو هاجروا إلى مصر بل ما توحيه هو أن تكون لهم بيوت أخرى في موقع آخر يسميها القرآن على لسان قوم موسى بمصر بالإضافة إلى بيوتهم في قريتهم شريطة أن يجعلوا كلّ البيتين قبلة.
وما نفهمه من القبلة هنا هو الصلاة في بيوت القرية والتبشير بدعوة موسى عليه السلام في بيوت مصر- كما جاء في ذيل الآية أعلاه (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ). ففي مصر توجد قوافل المسافرين، فهي المكان والفرصة المناسبين لنشر أخبار الوحي الجديدة باستخدام أحدث وسائل الإعلام في ذلك الزمان وهم الرحالة بين الأقطار.
فجعل لهم في مصر وطريقها بيوتاً خدماتية تستقطب رواد الطريق (قبلة).
فتيسر بذلك لمؤمني بني إسرائيل القيام بحملات تبشيرية تنتشر عبر القارات ليعلم العالم أن نبياً قد بُعث في أرض العرب يحمل رسالة من السماء وكما هو متوقع، فإن هذه الآية من الآيات التي دار حولها الكثير من النقاش بين المفسرين بسبب انحصار تفكيرهم في الثقافة الوهمية القائلة إن مصر هي القبط كما يكشف لنا ابن الجوزي:
"وفي المراد بمصر قولان أحدهما إنه البلد المعروف بمصر قاله الضحاك. والثاني إنها الإسكندرية قاله مجاهد. وفي البيوت قولان أحدهما إنها المساجد قاله الضحاك والثاني القصور قاله مجاهد. وفي قوله بيوتكم قبلة أربعة أقوال أحدها اجعلوها مساجد رواه مجاهد وعكرمة والضحاك عن ابن عباس، وبه قال النخعي وابن زيد. وقد ذكرنا أن فرعون أمر بهدم مساجدهم فقيل لهم اجعلوا بيوتكم قبلة بدلاً من المساجد. والثاني اجعلوها قبل القبلة رواه العوفي عن ابن عباس وروى الضحاك عن ابن عباس قال قبل مكة وقال مجاهد أمروا أن يجعلوها مستقبلة الكعبة وبه قال مقاتل وقتادة والفراء. والثالث اجعلوها يقابل بعضها بعضا وهو مروي عن ابن عباس أيضا وبه قال سعيد بن جبير والرابع واجعلوا بيوتكم التي بالشام قبلة لكم في الصلاة فهي قبلة اليهود إلى اليوم قاله ابن بحر. فإن قيل البيوت جمع فكيف قال قبلة على التوحيد فقد أجاب عنه ابن الأنباري فقال من قال المراد بالقبلة الكعبة قال وحدت القبلة لتوحيد الكعبة قال ويجوز أن يكون أراد اجعلوا بيوتكم قبلاً فاكتفى بالواحد عن الجمع كما قال العباس بن مرداس ويجوز أن يكون وحد قبلة لأنه أجراها مجرى المصدر فيكون المعنى واجعلوا بيوتكم إقبالاً على الله وقصدا لما كنتم تستعملونه في المساجد ويجوز أن يكون وحدها والمعنى واجعلوا بيوتكم شيئا قبلة ومكانا قبلة ومحلة قبلة".
هذه عينة من ما دار بين العلماء المتقدمين وخلاصة النتائج التي بلورت ثقافة الأجيال التي خلفتهم وصولاً إلينا.
أما الآية الأخرى التي جاء فيها ذكر مصر موسى عليه السلام فهي التي بدأنا بها هذا البحث:
(وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ).

فهنا يخبرنا الله تعالى أن قرية فرعون بها أنهار وليس نهراً واحداً، بينما قرية يوسف عليه السلام كان نصيبها جفاف سبع سنوات عجاف.




وهو ما يجعلنا نتساءل عما إذا كانت منطقة يوسف عليه السلام تختلف عن منطقة موسى عليه السلام أم لا بسبب تباين معالم الأرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:56 am

وهو ما يجعلنا نتساءل عما إذا كانت منطقة يوسف عليه السلام تختلف عن منطقة موسى عليه السلام أم لا بسبب تباين معالم الأرض الطبيعية.
وهي فرضية ممكنة في ضوء طرحنا الجديد عن طبيعة مصر الحقيقية المذكورة في القرآن الكريم. فالأمصار، كما أسلفنا، محطاتٌ تجارية نشطة بالنسبة للقرى والمضارب المحيطة بها لذا يمكن أن توجد عشرات الأمصار وليس مصراً واحدة فقط كما غُرس في ثقافتنا.
فمن الممكن أن تكون مصر يوسف عليه السلام في أرض غير التى تقع فيها مصر موسى عليه السلام وإن كانت كلتاهما في الجزيرة العربية.
ولكن هناك آيات أخرى تدعونا إلى التريث وإلى المزيد من التدبر قبل أن نجزم بأن مصر يوسف عليه السلام ليست نفسها مصر فرعون.
والآيات المعنية هي:
(يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ () وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ () مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ () وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ () يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ () وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ).

فهنا ينقل لنا الكتاب خبراً على لسان مؤمن من آل فرعون مفاده أن يوسف عليه السلام قد جاء من قبل بالبينات إلى أجداد قوم فرعون.
أي أن يوسف عليه السلام كان موجوداً في نفس المنطقة بل كان مبعوثاً في أجداد آل فرعون مما يعني أن مصر موسى هي عينها مصر يوسف عليهم السلام.
فكيف يمكن إذن أن يجف بلد سبع سنين وهو يحوي أنهاراً؟
وهو ما يحدو بنا إلى مراجعة فهمنا لمفردة "نهر".
فما هو مهيمن على فهمنا اليوم هو أن الأنهار مسطحات مائية متلازمة بالضرورة مع منابع جوفية، كما هو الحال مع ما يُعرف
اليوم بنهر النيل أو دجلة أو الفرات وغيرها من الأنهار الكبيرة. ولكن هذا الحصر لعبارة "نهر" غير دقيق فهناك الكثير من الأنهار الكبيرة والصغيرة التي تكونت نتيجة تجمع مياه الأمطار الموسمية أو نتيجة ذوبان الثلوج المتراكمة على قمم الجبال لتنحدر هذه المياه في وديان عدة مشكلة أنهاراً كثيرة يتفاوت حجمها وتدفقها.
بل يوجد اليوم وفي الجزيرة العربية بحيرات ضخمة تم تكوينها ببناء سدود على وديان بيشة النهرية لتجميع مياه الأمطار المنحدرة من أعلى جبال السراة في عسير.
وعليه يمكن القول إن الأنهار التى ادعى فرعون وجودها في مصره لم تكن بالضرورة مستديمة على مدار السنة كنهر النيل
القبطي والفرات العراقي بل يمكن أن تكون مجموعة أنهار تحمل مياه الأمطار من أعالي الجبال، وهي لذلك معرضة للجفاف في حال تأخر هطول الأمطار الموسمية.
ولكن في المقابل يذكر كتاب الله وجود اليم في منطقة موسى عليه السلام كما يوجد بحر أيضاً:
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
وهذا البحر هو الذي انشق لموسى عليه السلام وهو الذي غرق فيه فرعون (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ).
فهل توجد بحار عذبة كما يذكر كتاب الله؟
أم إننا اختزلنا مفردة بحر في وعينا للتعبير عن الأحواض المائية المالحة الكبيرة كالبحر الأحمر والأبيض ..الخ


والواضح من مجمل الآيات السالفة أن هذا الاختزال غير دقيق وذلك لأن ما تعارفنا عليه ببحيرات يقع ضمن مسمى بحر في المنطوق القرآني.
أما بالنسبة لليم فيذكر الكتاب أن فرعون غرق فيه:
(وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ).
فهل غرق فرعون في اليم أم غرق في البحر مع التزامنا بقاعدة أّنه لا ترادف في كتاب الله؟
فإذا كان في منطقة موسى عليه السلام بحيرة ويم فكيف يمكن لهما أن يجفا سبع سنين مع افتراض أن مصر يوسف هي عينها مصر موسى عليهما السلام؟
إن ما أتينا به على عجالة من تساؤلات واستفهامات هو لغرض استثارة بعض الآيات واستنطاقها في محاولة لتعيين معالم مصر يوسف ومصر موسى عليهما السلام ودراسة حتمية تطابقهما أو احتمالية اختلافهما ولهذا الموضوع بحث خاص سيصدر لاحقا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:56 am

عوداً إلى محور البحث، لقد ادعى فرعون ملكية مصر،
فكيف يمكن لشخص أن يملك محطة تجارية؟
إن المتدبر في شؤون فرعون يدرك أنه ذو عقلية تجارية محضة، فحتى المعتقدات الربانية يقيسها بمعايير مادية كما نستشف من منطقه ومعايير ترجيحاته:
(فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ)
كما إنه يمتلك وحاشيته أموالاً طائلة:
(وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ)
وهذا يدل على أن فرعون كان نشطاً تجارياً ولن يكون له ذلك ما لم تقع قريته على مصر استراتيجي يمتد نفوذه للسيطرة على منافذه المدرة للأموال.
وكي نستوعب أهمية مصر فرعون لا بد لنا أن نلم ببعض العلاقات التجارية التي كانت مسيطرة عالمياً في حقبة ما قبل الميلاد.
وتتمثل أقدم وثائق مؤرخة بهذا الخصوص في ما أرخه أحد تجار الأقباط حوالي سنة 70 - 40 ق.م حيث يذكر حقيقة أن البخور والطيب الذي كان يُنتج في اليمن ويصدر للروم والقبط كان يحمل إلى قانا اليمنية حيث يخزن ثم يصدر بواسطة قوافل الجمال إلى شبوة عاصمة حضرموت.
وينقل بليني (Pliny) في هذا الصدد أن رجال الدين في معابد شبوة كانوا يقتطعون قسراً كمية من البخور من كل شحنة لاستخداماتهم الشخصية دون دفع الثمن للتجار.
ثم يشحن الباقي على ظهور الجمال إلى تمنى عاصمة قطبان.
وكان كلّ تاجر يحاول التهرب من دفع حصة رجال الدين عن طريق الالتفاف حول الجادة التجارية يتعرض للعقاب بل للقتل أحياناً.
وفي تمنى يدفع التجار ضرائب للملك قبل أن تغادر قوافلهم شمالاً إلى مين ونجران حيث تنقسم الجادة إلى قسمين أحدهما يتجه نحو العراق والآخر نحو البتراء وغزة في الشام – والقسم الآخر هو جادة تهامة الممتدة من اليمن إلى أقصى الشام مروراً بمكة. ويضيف بليني أن الجادة بين شبوة وغزة تمتد مسافة 2750 كيلومتر وتقطعها الجمال في شهرين أو ثلاثة أشهر وتحوي 65 محطة.
وفي كل محطة (مصر) يدفع التاجر للماء والعلف وعمال الشحن والسكن للراحة والطعام وما شابه ما قيمته 688 ديناراً لكل جمل، مما يرفع قيمة البخور عند وصوله إلى الزبون الروماني إلى ما يقارب 6 دنانير للرطل الواحد، وهو مبلغ طائل في ذلك الزمن. فذلك ما يتعلق بتجارة البخور وحدها، أضف إلى ذلك تجارة التوابل والذهب والمر واللبان والزعفران والمنسوجات والفخار والحبوب والقطن وغيرها من المنتجات وكّلها تمر بهذه المحطات وتدفع مقابل الخدمات إلى جانب المتاجرة والصفقات والمقايضة. ويكون هذا المرفق الحيوي تابعاً لشيخ قبيلة له سلطة وجنود لفرض نفوذه على الصفقات والخدمات وتسخير العمالة بما تمليه عليه مصلحته الشخصية مع المحافظة على تدفق القوافل إلى مصره.
وكان فرعون أحد هؤلاء المسيطرين على مصرٍ من الأمصار الإستراتيجية وله أن يدعي أنه مالك الزمام فيه، فهو صاحب البنية التحتية التي تدير هذا المصر.
ومن المفيد هنا أن نشير إلى أن من ضمن العقوبات التي أنزلها
الله تعالى بفرعون نقصاً في تدفق القوافل على مصره:
(وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)
والثمرات هي المنتوجات بأنواعها ويمكن أن تُحمل كبضائع للتصدير والاستيراد ومنها اشتقت مفردة الاستثمار التجاري. فالثمرات ليست بالضرورة نتاج زراعة الزارع فحسب، كقوله تعالى بشأن مكة وهي المنطقة التى لا تملك مقومات الزراعة:
(وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
وجاءت الثمرات معرفة للدلالة على نقصها بعد اعتياد تدفقها على فرعون وحاشيته.
كما ويصف القرآن الكريم فرعون بذي الأوتاد:
(وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ)، ومفردة ذو تعني مالك الشيء أو صاحبه وهي تستخدم بكثرة في عسير اليمنية لتعيين ملكية القصور والمحافل والمناطق، أما الأوتاد فهي تعبر عن القرى المحيطة بمصر فرعون، فسكانها هم زبائن المصر المحليون ولهم منتجاتهم الزراعية واليدوية التي تشكل محرك الخط التجاري وأنشطته التوريدية والتصديرية. فكّلما ازداد عدد هذه القرى الواقعة في تقاطع المصالح مع مصر كّلما ازداد كذلك المردود المالي لفرعون وتوسعت مظلته التجارية.
وتدلنا هذه الآية ضمناً على أن فرعون قام ببناء وصيانة بنية تحتية لوجستية في مصره، ولعلها شملت الطرق الفرعية السالكة والخفر والمخازن المحمية وغيرها، وذلك بقصد جذب القرى المحيطة وتشجيعها على التعامل معه وضمان هيمنته على المنطقة تجارياً. وكانت هذه القرى تخضع لإرادة فرعون، كما يتضح في الآيات الخاصة بتجميع السحرة والحشد لمواجهة موسى عليه السلام:
(قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ () يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ () قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ).
فمن الواضح أن هذه المدائن، أي المناطق المأهولة بالسكان، تقع ضمن إطار تقاطع المصالح مع فرعون وهي قريبة منه جغرافياً لتستجيب له.
ولعل الصورة المقابلة اليوم لتعبير "الأوتاد" هو مفهوم "الأسواق" المحلية منها والعالمية، حيث دأبت القوى الاستعمارية في الماضي القريب على الاحتلال القسري لدول العالم الضعيفة بقصد توفير أسواق حصرية تابعة للمستعمر يبيع فيها منتجات مكنته الصناعية، هذا إلى جانب توفير المواد الخام مجاناً أو بأبخس الأثمان لتشغيل هذه المكنة الصناعية، كما فعلت بريطانيا في الهند على سبيل المثال.
فكلَّما ازداد عدد الأسواق السكانية الواقعة تحت هيمنة قوة مركزية ازدهرت تلك القوة واتسع نفوذها. أما اليوم فلا تزال الحاجة إلى الأسواق الاستهلاكية العالمية قائمة وقوية ومزدهرة ولكن تغير أسلوب التعامل معها من احتلال عسكري وهيمنة مطلقة إلى تعاون مبني على قواعد لوجستية وعلاقات سياسية وتشريعات قانونية دولية ومهادنات جمركية، وإن شابها تجاوزات واستضعاف واحتكار ومراوغة شرعية قانونية لصالح الأقوى.
أما بالنسبة للكثافة السكانية في المدائن التي كانت تحيط بمصر فرعون فيمكن استشفافها من قول فرعون نفسه حين حشر الناس لاعتراض طريق من يصفهم بالشرذمة من بني إسرائيل بعد أن هربوا من قرية فرعون:
(فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ () إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ)
وهذا يعني أن فرعون قد جمع من عدة مدائن جمعاً من المقاتلين
أو المعارضين يفوق في أحسن الحالات تعداد شرذمة قليلة من بني إسرائيل.
ويدل ذلك على أن هذه المدائن عبارة عن عدة قرى وأرياف تقع جميعها في محيط تأثير مصر فرعون التجاري، كما تدل على أن فرعون ليس أحد ملوك القبط ما دام يحتاج إلى المساعدة كي يقاتل جماعة يصفها هو نفسه ب"قليلون"، في حين أن تاريخ القبط يدل على أن جيوشهم كانت تقتحم البلدان والممالك العظيمة وتخضعها لسلطانها؛
فكيف يحتاج هذا الجيش وزعيمه إلى المؤازرة لمطاردة نساء وأطفال وبعض الرجال؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:57 am

أما الآية الأخيرة التي تذكر مصر موسى في القرآن فقد جاءت لتذكر بأحداث وقعت بعد خروجه مع بني إسرائيل بعيداً عن قريتهم باتجاه الأرض المقدسة:
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ).
لقد طلب بنو إسرائيل من موسى عليه السلام عدة أنواع من المحاصيل الزراعية، والتشكيلة التي طلبوها لا يمكن أن تتوفر في موسم زراعي واحد عدا البقول.
وهو ما يدل على أن ما طلبوه إذا كان الحصول عليه ممكناً فلا بد أن يكون مخزوناً أو منقولاً كصادرات من بلدان أخرى، إلا القثاء الذي يتلف بعد حصادهما لم يستهلك في فترة قصيرة.
وتفيد هذه المعطيات في تحديد الموسم الذي خرج فيه بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام.
ولكن ماذا كان جواب موسى عليه السلامعندما طلبوا هذه التشكيلة من المحصولات المتعددة المواسم؟
هل يرسلهم إلى أرض تنتج هذه المحصولات وتبيعها في أسواقها؟
كلا فهذه المحاصيل لا توجد إلا في مخازن الأمصار وأسواقها الدولية المصدر وهي مترامية على الخط التجاري.
فكانت كلمته:
(اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ) أي انزلوا أحد الأمصار التجارية القريبة من موقعكم فتجدون طلبتكم هناك. أما هو عليه السلام فقد واصل المسير مع من بقي معه من بني إسرائيل باتجاه الأرض المقدسة التي لم يدخلها قط بل دخل بمن معه في
التيه.
وفي هذه الآية اختلف المفسرون بين ما جاء في القرآن كما يقرؤونه والذي يعني اهبطوا إلى مصر من الأمصار المترامية وبين ما اختلط بمفاهيمهم من ثقافة التوراة ألا وهي اهبطوا مصر فرعون بمعنى القبط. ولأهمية هذا الفرق ننقل كلام الطبري في تفسيره لشموليته في عرض المناقشات التي دارت حول هذه الآية بين المؤرخين والتي بلغت حد الشك في كيفية قراءة الآيات:
"..ثم اختلف القراء في قراءة قوله مصراً فقرأه عامة القراء مصراً بتنوين المصر وإجرائه وقرأه بعضهم بترك التنوين وحذف الألف منه فأما الذين نونوه وأجروه فإنهم عنوا به مصراً من الأمصار لا مصر بعينها فتأويله على قراءتهم اهبطوا مصراً من الأمصار.."
وقبل أن نكمل المقتبس لا بد لنا من وقفة تدبرية!
فقد كشف لنا الطبري أن القرآن كان يُقاد ولا يقود في تفسير الآية حيث كان هناك من القراء من يريد لمصر أن تكون هي القبط فتركوا التنوين في كلام الله وأسقطوا الألف من مفردة "مصراً"، بينما الذين أردوا لها أن تكون مصراً من الأمصار أبقوا المفردة كما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولك أن تتساءل هل كانت الثقافة "السبعينية" مهيمنة في الأذهان والمجتمعات إلى درجة أن أصبحت هي الأصل المسلم بصحته ونص القرآن الشريف هو الفرع والتابع، فصار كلام الله عز وجل يُفسَّر على ضوء المعلومات المسبقة دون فحص فسادها من صحتها، فهذا باب تدبر ندعو القارئ للوقوف عليه وتقدير عواقبه على الأمة!
ولنواصل كلام الطبري:
"لإنكم في البدو والذي طلبتم لا يكون في البوادي والفيافي وإنما يكون في القرى والأمصار فإن لكم إذا هبطتموه ما سألتم من العيش وقد يجوز أن يكون بعض من قرأ ذلك بالإجراء والتنوين كان تأويل الكلام عنده اهبطوا مصرا البلدة التي تعرف بهذا الاسم وهي مصر التي خرجوا عنها غير أنه أجراها ونونها إتباعاً منه خط المصحف لأن في المصحف ألفا ثابتة في مصر فيكون سبيل قراءته ذلك بالإجراء والتنوين سبيل من قرأ قواريرا قواريرا من فضة منونة إتباعا منه خط المصحف. وأما الذي لم ينون مصر فإنه لا شك أنه عنى مصر التي تعرف بهذا الاسم بعينها دون سائر البلدان غيرها وقد اختلف أهل التأويل في ذلك نظير اختلاف القراء في قراءته فحدثنا بشر بن معاذ قال ثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة اهبطوا مصراً أي مصراً من الأمصار فان لكم ما سألتم وحدثني موسى بن هارون قال ثنا عمرو بن حماد قال ثنا أسباط عن السدي اهبطوا مصراً من الأمصار فإن لكم ما سألتم فلما خرجوا من التيه رفع المن والسلوى وأكلوا البقول وحدثني المثنى قال حدثني آدم قال ثنا أبو جعفر عن قتادة في قوله اهبطوا مصرا قال يعني مصرا من الأمصار وحدثنا القاسم بن الحسن قال ثنا الحسين قال حدثني حجاج عن بن جريج عن مجاهد اهبطوا مصرا قال مصراً من الأمصار زعموا أنهم لم يرجعوا إلى مصر حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد اهبطوا مصراً قال مصراً من الأمصار ومصر لا تجري في الكلام فقيل أي مصر فقال الأرض المقدسة التي في قوله اهبطوا مصرا قال يعني به مصر فرعون. حدثت عن عمار بن
الحسن عن بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع مثله ومن حجة من قال إن الله جل ثناؤه إنما عنى بقوله اهبطوا مصرا مصراً من الأمصار دون مصر فرعون بعينها إن الله جعل أرض الشام لبني إسرائيل مساكن بعد أن أخرجهم من مصر وإنما ابتلاهم بالتيه بامتناعهم على موسى في حرب الجبابرة إذ قال لهم: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ () قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ).
إلى قوله: (قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)
فحرم الله جلَّ وعز على قائل ذلك فيما ذكر لنا دخولها حتى هلكوا في التيه وابتلاهم بالتيهان في الأرض أربعين سنة ثم أهبط ذريتهم الشام فأسكنهم الأرض المقدسة وجعل هلاك الجبابرة على
أيديهم مع يوشع بن نون بعد وفاة موسى بن عمران. فرأينا الله جل وعز قد أخبر عنهم إنه كتب لهم الأرض المقدسة ولم يخبرنا عنهم إنه ردهم إلى مصر بعد إخراجه إياهم منها فيجوز لنا أن نقرأ اهبطوا مصر ونتأوله أنه ردهم إليها قالوا فإن احتج محتج بقول الله جل ثناؤه: (فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ () وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ()كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ). قيل لهم فإن الله جل ثناؤه إنما أورثهم ذلك فملكهم إياها ولم يردهم إليها وجعل مساكنهم الشام وأما الذين قالوا إن الله إنما عنى بقوله جل وعز اهبطوا مصر


فإن من حجتهم التي احتجوا بها ا
لآية التي قال فيها: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ () وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ () وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ () كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ)

فأخبر الله جلَّ ثناؤه أنه قد ورثهم ذلك وجعلها لهم فلم يكونوا يرثونها ثم لا ينتفعون بها قالوا ولا يكونون منتفعين بها إلا بمصير بعضهم إليها وإلا فلا وجه للانتفاع بها إن لم يصيروا أو يصر بعضهم إليها..."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:58 am

هنا نود أن نتداخل مع الطبري مرة أخرى قبل أن نكمل المقتبس من كلامه.
فما أورده الطبري من إشكال لا يزال قائماً حسب الفهم الشائع ومصدره إخبار الله تعالى بأن بني إسرائيل قد أورثوا أرض فرعون بعد أن خرجوا منها مع موسى عليه السلام وبعد أن أغرق الله فرعون وجنوده.
فكيف يكون ذلك وهم لم يعودوا إلى أرض فرعون بل دخلوا في التيه حسب ترتيب آيات أخرى؟
ولحلّ هذا الإشكال وضع المفسرون مرة أخرى مخارج تعسفية مختلفة على نحو ما أورد الطبري أعلاه.
فلو قرأنا القرآن كما نزل لا كما تريد له الثقافة "السبعينية" لوجدنا الجواب حاضراً كما تنبئ به الآيات التالية:
(فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ () وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ () فَقَالُواْ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ () وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)يعني بالضرورة انه خرج معه المؤمنون منهم فقط وبقي الآخرون في القرية ومصرها المجاور حتى وصلهم خبر غرق فرعون وجنوده ونجاة موسى عليه السلامومن معه فصارت الأرض التي فضلوها على الخروج مع موسى عليه السلام من نصيبهم لسنة سنَّها الله تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)
فهكذا أورث الله بني إسرائيل الأرض، وهذا هو حل الإشكال القديم الحديث.
وفيما يلي تتمة المقتبس مع الطبري:
"قالوا وأخرى إنّها في قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود اهبطوا مصر بغير ألف قالوا ففي ذلك الدلالة البينة إنها مصر بعينها والذي نقول به في ذلك أنه لا دلالة في كتاب الله على الصواب من هذين التأويلين ولا خبر به عن الرسول يقطع مجيئه العذر وأهل التأويل متنازعون تأويله فأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال إن موسى سأل ربه أن يعطي قومه ما سألوه من نبات الأرض على ما بينه الله جل وعز في كتابه وهم في الأرض تائهون فاستجاب الله لموسى دعاءه وأمره أن يهبط بمن معه من قومه قراراً من الأرض التي تنبت لهم ما سأل لهم من ذلك إذ كان الذي سألوه لا تنبته إلا القرى والأمصار وإنه قد أعطاهم ذلك إذ صاروا إليه وجائز أن يكون ذلك القرار مصر وجائز أن يكون الشام. فأما القراءة فإنها بالألف والتنوين اهبطوا مصرا وهي القراءة التي لا يجوز عندي غيرها لاجتماع خطوط مصاحف المسلمين واتفاق قراءة القراء على ذلك ولم يقرأ بترك التنوين فيه وإسقاط الألف منه إلا من لا يجوز الاعتراض به على الحجة فيما جاءت به من القراءة مستفيضا بينها"
من المقتبس الم ّ طول أعلاه، والذي يشاطرنا الطبري فيه الرأي وكثيرون غيره، ندرك أن التوجه العام بين المفسرين الذين جعلوا القرآن هو الحاكم الفصل هو أن "مصراً" في الآية أعلاه هي واقعاً مصراً من الأمصار وليست وادي النيل كما هو مشاع في الثقافة العامة.
كما أكد الطبري أن خطوط مصاحف المسلمين كّلها تظهر "مصراً" وليس "مصر".
فكيف وصل الحال بمن اعتمدنا على قولهم وافترضنا رجاحة رأيهم إلى مناقشة متن القرآن وحروفه وليها كي تستقيم والطرح القائم في مفاهيم الناس والمفسرين؟!
وماذا يعني هذا الكلام الوارد في المقتبس أعلاه "فرأينا الله جل وعز قد أخبر عنهم أنه كتب لهم الأرض المقدسة ولم يخبرنا عنهم أنه ردهم إلى مصر بعد إخراجه إياهم منها فيجوز لنا أن نقرأ اهبطوا مصر ونتأوله أنه ردهم إليها"؟
هل هكذا فسر كتاب الله؟
وهل هكذا بنيت ثقافة المسلم المعاصر التي تأسست على تقبل آراء كل سلفتكلم في آيات الله سبحانه؟
ثم من أين جاء خبر أن الله كتب الأرض المقدسة لبني إسرائيل؟
فنحن ما علمنا أن الله يوزع القيعان على بني الإنسان أياً كانوا. والآية المعنية تقول:
(يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ) ولا تقول "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتبها الله لكم" أليس هناك فرق بين "كتب" و"كتبها" للمتدبرين؟!
سنلزم القلم بالوقوف عن تحليل كلام المفسرين فهو جدير بأن يقام له بحث بذاته وسنعود إلى ما يعنينا النظر فيه.
فخلاصة المقتبس أعلاه تفيد أن هناك أكثر من مصر كما ينص القرآن وهذا عين ما نطرحه كبديل لثقافة "السبعينية" المهيمنة على وعي العالم والتي اختصرت الأمصار في مصر واحدة ثم أسقطتها زوراً وبهتاناً على مملكة القبط العظمى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:58 am

كم كان عدد بني إسرائيل؟
وقبل أن نختم بحث مصر موسى عليه السلام ينبغي لنا النظر في عدد نفوس بني إسرائيل أيام فرعون حيث ذكرنا أنهم عشيرة سكان قرية صغيرة وليس مملكة القبط العظمى. ففي هذا الشأن ينقل المقدسي خبر عدد عشيرة بني إسرائيل كما روي عن اليهود في عهده فيقول "قالوا ودخل يعقوب مصر وهم ثمانون إنسانا وخرج موسى ببني إسرائيل وهم ستمائة ألف ونيف.." وقد جاء هذا الخبر في التوراة عينها بهذه الصيغة:
"وكانت جميع نُفُوسِ اْلخَارِجِين من صلبِ يعقُوب سبعين نَفسا. (ولَكن يوسفُ كَان في مصر)".
إذن فذلك هو عدد أفراد العائلة التي دخلت قرية يوسف عليه السلامومنهم من عمل بالتجارة في مصر القرية كما أسلفنا،
فكيف انتهى عددهم إلى ما يربو على نصف مليون نسمة بعد أربعة آباء فقط حين ظهر موسى عليه السلاممن بني إسرائيل في عهد فرعون؟
ولا بد أن ثمة نظر في هذا الطرح، فلو افترضنا أن سن الخامسة والعشرين هو سن تكوين النواة العائلية وأن نسبة النمو السكاني هي %10، فإن الفترة الزمنية لأربعة آباء تقدر بقرن واحد فقط. وهذا يعني أن عدد بني إسرائيل في زمن فرعون سيبلغ 700 شخص تقريباً لا أكثر.
ولو طرحنا من هذا العدد 50 شخصاً مثلاً نفترض أنهم لقوا حتفهم نتيجة تنكيل فرعون ببني إسرائيل وتقتيله أولادهم واستحيائه نسائهم إلى جانب موت الشيخوخة والمرض، فلا يبقى حينئذ سوىشخصاً هم عدد بني إسرائيل في آخر عهد فرعون.
فمن أين أتى رقم 650000 نسمة؟
أيكون هناك من أضاف ثلاثة أصفار للرقم الحقيقي؟
والواقع أن الكثير من المؤرخين استهجنوا هذا العدد المهول، فها هو ابن خلدون يقول في هذا الصدد "أحصاهم موسى في التيه وعد من يطيق حمل السلاح من ابن عشرين فما فوقها فكانوا ستمائة ألف ويزيدون وقد ذكرنا ما في هذا العدد من الوهم والغلو في مقدمة الكتاب فلا نطول به ووقوعه في نص التوراة لا يقضى
بتحقيق هذا العدد لأن المقام للمبالغة فلا تكون أعداده نصوصا".
فستمائة شخص تقريباً هو العدد التقريبي الإجمالي الذي يمكن قبوله منطقياً لبني إسرائيل أيام موسى عليه السلام، وهي العشيرة التي تشير إليها التوراة التى بين أيدينا بلفظة "شعب" لدرجة أن هذا "الشعب" أقلق رعميس (رمسيس) ملك مملكة القبط العظمى حتى كان من فرط قلقه من هذا "الشعب" - كما تنقل التوراة- ان يهتم هو شخصياً بجمع ومتابعة المعلومات الاستخبارية الخاصة بمعدلات نمو هذا "الشعب" الإسرائيلي. فقد ورد في التوراة أنه كان يجتمع شخصياً بسيدتين إسرائيليتين هما شفرة وعوفة- وهما قابلتا "الشعب" الإسرائيلي – بغية التعرف على عدد مواليد هذا "الشعب" ووضع سبلاً لإيقاف النمو السكاني الإسرائيلي الملحوظ بعد أن فاقوا عدد الأقباط أو كادوا.
كما لا يفوتنا أنه آمن بموسى مجموعة من هؤلاء الــ650 إسرائيلياً كما نص القرآن الكريم،
وهي النسبة الأقل مصداقاً لقوله تعالى:
(أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ).
فلو أن ربع هؤلاء آمنوا وخرجوا مع موسى عليه السلام لكان عدد الذين خرجوا 165 شخصاً تقريبا بين نساء وأطفال ورجال وشيوخ.
ويكون عدد الذين بقوا من بني إسرائيل في قرية فرعون قرابة500 شخص يقابلهم نفس العدد من قوم فرعون (المصريين) أو أقل أو أكثر.
فهذا هو مجمل سكان قرية موسى عليه السلام ومصرها الحقيقيين وليس التهويل والتعظيم والتضخيم السكاني الإسرائيلي الذي أسقطه فريق "السبعينية" في وعي الناس بحول وقوة "هذا من عند الله".
ولا تقف الحقيقة المغيبة عن وعي الناس عند التعداد الحقيقي
لني إسرائيل، وإنما حتى هؤلاء ال 165 شخصاً الذين رافقوا موسى عليه السلام تم فرزهم أيضاً في المسيرة إلى الأرض المقدسة حيث طلب جمع منهم البصل والثوم والعدس والقثاء والبقل بدل صحبة النبي المرسل فيهم، فأمرهم موسى عليه السلامبترك ركب المهاجرين إلى الله والهبوط من أعالي الجبال إلى أقرب مصرٍ إليهم، فضربت عليهم الذلة والمسكنة.
ولم يكن موسى عليه السلام مع الهابطين من أعالي جبال السراة في عسير وإنما واصل الطريق مع من بقي منهم إلى الأرض المقدسة التي لم يدخلوها قط وإنما دخلوا التيه، وذلك بعد أن رفضوا دخول الأرض المقدسة، فلم يبق في نهاية الخط على الطريقة الموسوية إلا اثنين هما كما جاء على لسان
موسى في القرآن الكريم:
(قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)،
وإن من سخرية الأقدار أن نضطر إلى تسخيف عقولنا إذ نسّلم بأن هؤلاء ال 700 وهم مجموع عشيرة بني إسرائيل بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، قد بنو هرماً أو هرمين في الجيزة قبل أن يغادر بعضهم أرض القبط مع موسى عليه السلامباتجاه البحر الأحمر حسب ما أوقع التراث اليهودي المحرف والمهيمن على العالم، وذلك في ظل حيرة التراث العربي المتلوث ببعض تحريفات "السبعينية" بعد أن غدا تاريخ القبط العظمى وحضارتها نهباً لكل من هب ودب أمام ناظرنا حتى بلغ استهتار المستفيدين من التحريف القديم أن يدعوا بكل جرأة ما نقرؤه في هذا المقتبس:
"وأول رئيس وزراء إسرائيلي زار الأهرامات هو مناحيم بيغن في
نهاية السبعينات بينما كانت إسرائيل تفاوض على أول معاهدة سلام مع دولة عربية وقعت في 1979. وفي تلك الفترة، ذكرت الصحافة المصرية أن مناحيم بيغن قال لدى رؤيته الأهرامات هذا ما فعله أجدادنا، ما أثار غضب المسؤولين المصريين."
وما نقوله هنا هو أنه لا يسع المسؤولين "المصريين" إلا الغضب لأنهم مكبلون بنعت "مصري" بعد أن تنكروا بحسن نية منهم لنعتهم الأصيل "قبطي".
وسوف يبقي هذا حالهم في حيرة وغضب وتناقض حتى يخلعوا عن أكتافهم ما ألبسهم الكهنة السبعون منذ حوالي سنة 300 قبل الميلاد إلى اليوم ويسترجعوا هويتهم القبطية الأصيلة وينفضوا عن ملوكهم الموحدين سمة فرعون المصري ثم يقرؤون تاريخهم المشرق العريق بعيون جديدة. بعدها يخرجون للعالم بحلة الأصالة المفقودة في صفحات الزمن السحيق.


ومادمنا في معرض الكلام عن النمو السكاني لبني إسرائيل إضافة لمن تهود من شعوب العالم، تجدر الإشارة إلى أن أدق وأقدم تعداد سكاني منشور

هو الذي قام به الكاهن بنيامين
في سنة 1175 م.
فقد جاب بنيامين العالمين الشرقي والغربي وحصر تعداد اليهود في العالم آنذاك وكانت النتيجة هي وجود 465000 يهودي في الوطن العربي والجزيرة العربية واليمن تحديداً من أصل ما مجموعه 975000 يهودي في العالم وهذا يعني أن ما يقارب 50 % من يهود العالم كانوا حتى قبل 800 سنة تقريباً يستوطنون بلاد العرب.
فإذا كان تعداد اليهود أقل من مليون نسمة بعد مرور ما يقارب 2775 سنة، أي منذ زمن يعقوب ( 1600 ق.م) حيث النواة الأولى لعائلة بني إسرائيل ( 70 نفسا) إلى عام الإحصاء في سنة 1175 م،
فكيف يمكن إذن أن يقفز عدد بني إسرائيل من 70 نفسا إلى أكثر من نصف مليون من الرجال والشباب عدا النساء والشيوخ والأطفال في غضون 300 سنة على أقصى تقدير، وهو عدد السنين الواقعة بين زمن يعقوب وزمن حفيد حفيده موسى عليه السلام؟
كما أن تواجد معظم اليهود في الجزيرة العربية ليس صدفة بل هو استمرار طبيعي لمكوثهم في موطن العرب حيث كان آباؤهم يشكلون قبائل وبطوناً عربية متناثرة، شأنهم شأن كل القبائل العربية القاطنة إلى اليوم في اليمن والجزيرة العربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 8:59 am

"مصر" في التوراة المحرّفة:

لا يمكن لفريق "السبعينية" أن يوقع تحريفاً بهذا الحجم دون أن يرتكب أخطاء هنا وهناك تكشف فعلته.
فقد قام فريق "السبعينية"، كما أوضحنا، باستبدال مفردة "مصر" بمفردة "قبط" في ترجمته للتوراة "السبعينية".
ولكن القبط هي المملكة العظمى المعروفة عالمياً ومصر تعني سوقاً مركزية باللهجة السريانية كما جاء على لسان فرعون.
فماذا يستطيع أن يفعل فريق "السبعينية" إذا ورد دخول بني إسرائيل محطة من المحطات الخدماتية على الطريق أي "مصراً" أثناء رحلتهم المفبركة من القبط إلى الشام؟
هل يستبدلون مصر الواردة بمعنى "السوق" بمفردة "القبط" والتي تعني المملكة العظمى التي انطلقوا منها؟
طبعاً لا، لأن ذلك سيكشف لقراء "السبعينية" أن هناك مناطق عدة تسمى "قبط" بين طرفي الرحلة المفبركة، مما سيفسد عليهم عملية التحريف المدروسة.
وبما أن القرآن أخبر عن بني إسرائيل أنَّهم هبطوا من أعالي الجبال إلى مصر، أي إلى أحد الأسواق المركزية، بعد خروجهم من قرية فرعون، فيلزم أن يرد ذكر "مصر" في التوراة دون تغيير،
ما لم يتم تحويرها أو حذفها تماماً من التوراة المحرفة.
وللتحقق من هذا الأمر نرجع إلى القرآن لنتتبع متى هبط بنو إسرائيل إلى مصراً، ثم نتتبع نفس الأحداث في التوراة المحرفة لنجد ماذا فعلوا بمفردة "مصر" هذه.
يذكر القرآن أن بني إسرائيل هبطوا مصراً بعد حادثة العجل وبعد وعد الله لموسى عليه السلام في الجبل كما جاء في سورة البقرة (51-60) وفي المقابل نقرأ في التوراة المحرفة نفس الأحداث - حتى نصل إلى هذا المقطع:
"وبنُو إِسرائِيل ارتَحلُوا من آبارِ بني يعقَان إلى موسير.
هنَاك ماتَ هارون وهنَاك دفن.
فَكَهن أَلِعازار ابنُه عوضاً عنه."
وموسير هذه هي الترجمة للمفردة سريانية التي تلفظ:
(Mosera) أي "مصرا"
أو (mosayraw') أي "مصروا"
أو (môserâh) أي "مصراه".
وكان الأجدى بمترجمي التوراة إلى اللسان الفصيح كتابة "مصرا" بدل ليها إلى "موسير" لتلقفها عين كل قارئ للقرآن.

فواضح هنا أن "موسير" هي عينها مصرا (Mosera) وهي منطقة لضآلة مساحتها الجغرافية تقاس جغرافياً بالتناسب مع مواقع ميكروسكوبية، كعقبان أو مغاور أو آبار قبيلة كقبيلة بني يعقان كما جاء في المقطع التوراتي أعلاه.
والجدير بالذكر أن لفظ الجادة أو الطريق التجاري باللسان السرياني مشتقٌ من مصر ويلفظ "مصلوا" (mes-il-law')
"وهي غير "الطريق" العادي والتى تلفظ "دريق" (deh'-rek )

و"التجارة" تلفظ (mis-khawr') أي "مصخر".
فهل كل هذا التشابه اللفظي لمفردة "مصر" السريانية ومشتقاتها التجارية هي محض صدفة؟

"مصر" سوق من أسواق العرب:

لم تكن مصر إذن سوى سوقاً من الأسواق العربية الكبيرة بمفهومنا اليوم، مثلما أوضحنا، وليس لها علاقة بمملكة القبط. وهذه الأسواق منتشرة بكثرة في الجزيرة العربية وأشهرها هي أكثرها إستراتيجية وأهمية للخدمات التجارية، فأضخم وأشهر الأمصار العالمية اليوم هي إمارة دبي في دولة الإمارات العربية ونيويورك في أمريكا وهونج كونج في شرق آسيا وسويسرا في أوربا ثم تليها مئات الأمصار الأخرى.
وكل هذه الأمصار نشأت من قرى صغيرة !..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 9:00 am

وكل هذه الأمصار نشأت من قرى صغيرة !..
قبل أن تتحول إلى مواقع ذات تأثير اقتصادي عالمي تدر أموالاً طائلة على ملاكها وقاطنيها ولها خدمات مؤثرة في تطور الاقتصاد القطري والعالمي أو تدهوره. وبسبب أهمية وسعة مساحة الجزيرة العربية في الماضي، حيث كانت الحركة التجارية نشطة أيضاً، لا يمكن أن نتصور أنه كانت توجد مصراً واحدة فقط، وهو ما تثبته الآثار أيضاً. فقد وجد عالم الآثار النمساوي إدوارد غلازر (Eduard Glaster) نقشاً عثر عليه باليمن يحمل الرقم (G11155) ووجد ضمن نقوشه هذه العبارة "عمصدق...كبري مصرن ومعن مصرن"، وتعني عم صدق حاكم لمصر ومعن المصرية". ولولا هيمنة الثقافة التوراتية "السبعينية" التي أسقطت مصر قسراً على القبط لأمكن لعلماء الآثار المعاصرين حسم مسألة الموقع الجغرافي لمصر القرآن منذ أمد بعيد. كما ورد ذكر مصر في الجزيرة العربية أيضاً في كتاب "المكتبة للكاتب الإغريقي أبولودورس (Appollodorus) الذي يعود تاريخ تأليفه إلى القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد. كما عثر في العراق على آثار تشير إلى استلام سرجون الثاني (721-705) ق م، ضريبة من "في- ير- عو مو- صو- ري" (Musri) فما كان من أنصار التوراة إلا أن ادعوا أن ذلك تأكيد لما جاء في التوراة من أن بلاد وادي النيل هي القبط وملوكها هم الفراعنة، وكأن سرجون الثاني وغيره من ملوك الأرض لم يعرفوا من بلدان الدنيا إلا بلاد وادي النيل.
بينما الواقع أنه لم يرد في تاريخ بلاد وادي النيل أن سرجون الثاني سيطر عليها أصلاً.
وما يتناقله المؤرخون الغربيون والشرقيون بهذا الشأن تنحصر مصادره في استنتاجات مشتقة من نصوص توراتية محرفة لا غير، وذلك بعد هيمنة الثقافة القائلة إن القبط هي مصر التوراة.
فصار حتى المؤرخين العرب المعاصرين يسندون، بحسن نية،
استنتاجاتهم المنشورة بشأن تاريخ بلدانهم وأجدادهم إلى مقتبسات توراتية فيُضعفون بذلك القيمة العلمية لكتبهم القيمة، كما نجد نموذجاً في هذا المقتبس لكاتب معاصر:
"إذ نعرف من التوراة (الملوك الثاني 17) أنّه بعد فتح الملك تيجلات بلسر الثالث لبعض البلاد السورية في عام 725 ق.م ورجوعه إلى بلاده، تحالف هوشع ملك إسرائيل مع ملك مصر". وفي ظل غياب أي معلومات ميدانية ملموسة على الأرض تجد هذا المقتبس عينه وأمثاله في الكثير من الكتب الغربية كمصدر معرفي يعتد به في كتابة تاريخ القبط والآشوريين خلال الحقبة
المعنية.
أما فيما يخص الأثر المهم الذي يحوي ذكر "فرعون مصوري" فهو لا ينطبق على
وادي النيل، كما يؤكد زياد منى في المصدر السابق، وهو أيضاً ما يذهب إليه جيمس هنري حيث يعزى (Musri) المذكورة في الآثار الآشورية إلى بلاد غير معروفة بعد تقع في شمال بلاد العرب ويشبه اسمها اسم مصر وهو الاسم المتعارف عليه اليوم لبلاد وادي النيل حسب قول هنري بل إن هناك من تجاوز الجزم بانتفاء علاقة الأثر المذكور بوادي النيل من أمثال (Cheyne ،Hommel ،Winckler) وخلصوا بعد دراسة كل الخيوط المتعلقة بهذا الأثر المهم إلى وجوب نقل جغرافيا التوراة من القبط إلى شمال الجزيرة العربية، وذلك بعد أن تبين لهم أن ذاك هو السبيل الوحيد لرفع التناقضات المتراكمة بين روايات التوراة وأسماء القرى الواردة فيها وبين شهادة الآثار الميدانية.

ولكن لا حياة لمن تنادي بعد أن غرق العالم في ثقافة "السبعينية".
أما العالم التوراتي المعاصر ميكل ساندرس (Michael S. Sanders) فيطعن في ترجمة مفردة "فرعون" الواردة في الأثر الآشوري ويقول إن من قام بالترجمة تطغى على ثقافته السبقيات التوراتية مما أثر على ترجمته وجعله يترجم بيرى (Pir’u) إلى (Pharaoh) أي "فرهوا" والتي تعني باللسان العربي فرعون.
ونحن نرجح هذا الرأي لأن لفظة "فرعون" وأصلها "فرع" لم نجد لها موطناً إلا في جبال السراة الواقعة بين اليمن والطائف كما سيتضح لاحقاً.
أضف إلى ذلك أن العرب ذكروا غزو نبوخذ نصر - وهو أول ملوك الكلدان بعد انهيار دولة سرجون الآشورية- لمنطقة اليمن وسبيه حكام بني إسرائيل كما نقرأ في التراث العربي:
"إن بخت نصر أمر بغزو أهل حضور وأهل باعربايا، الذين ليس لأبوابهم إغلاق، فسار نحوهم واستعرض العرب بالسيف حتى انتهى إلى حضور. وكان الذي أمر بختنصر بغزوهم وقتلهم، فيما ذكر والله أعلم، إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى ابراخيا بن
احنيا بن زربايل بن شاثيل، وهو من ولد يهوذا بن يعقوب، بأمره أن يأمر بختنصر بغزو الذين ذكرنا. فسار حتى انتهى إلى أرض اليمن إلى موضع منها يقال له حضور، وكان يسكنها بنو إسماعيل بن إبراهيم، وهم قدمان، ورعوايل، ويامن، وهم أصحاب الرس الذين قتلوا نبيهم حنظلة بن صفوان، فبيتهم بختنصر وهم لا يعلمون، فجعل يقتلهم. فخرجوا هاربين.. ففيهم نزل، والله أعلم فلما احسوا بأسنا إذا هم منها يركضون" إلى قوله عز وجل: "فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين".

وهنا نقرأ أن ثمة نبياً تعرض للقتل بين القوم المعنيين في اليمن، بيد أننا نعلم أن الأنبياء لم يبعثوا قبل البعثة المحمدية إلا في بني إسرائيل وهذا يدلنا على أن القوم المعنيين هم بنو إسرائيل وليسوا بني إسماعيل كما جاء في المقتبس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )   إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 9:00 am

عوداً إلى مصر وأسواق العرب فقد انطلقنا في تحليلنا لمعالم مصر من حقيقة أن يوسف عليه السلام تم بيعه في أحد الأمصار:
(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).
ومصر التي بيع فيها يوسف عليه السلام تقع بجوار مكة حيث مسكن جده إبراهيم عليه السلام.
فهل كانت هناك أسواق قرب مكة قبل تمصيرها؟
وماذا كان يباع فيها؟
يمكن استشفاف إجابة لهذا السؤال بالتدبر في هذه الرواية:
".. فجاءت خيل من تهامة وأغارت على طيئ فسبت زيداً فصاروا به إلى سوق عكاظ فرآه النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أن يبعث فقال لخديجة يا خديجة رأيت في السوق غلاماً من صفته كيت وكيت يصف عقلاً وأدباً وجمالاً لو أن لي مالاً لاشتريته فأمرت ورقة بن نوفل فاشتراه من مالها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا خديجة هبي لي هذا الغلام بطيبة من نفسك قالت يا محمد إني أرى غلاماً وضياً وأحب أن أتبناه.
وأخاف أن تبيعه أو تهبه قال ما أردت إلا لأتبناه فقالت به فديت يا محمد قال فربياه.."
هل ترى تشابهاً بين قصة يوسف عليه السلام وزيد؟
وبين مصر وسوق عكاظ؟
وبين قرية محمد صلى الله عليه وسلم وهي هنا مكة، ومصر المجاورة لمكة وهي هنا سوق عكاظ؟
وهل ثمة ما يثير الاستغراب في تسلسل الأحداث وجغرافيتها ومكان البيع والشراء والمسافات؟
ولكن ماذا تفعل إذا دخل في الصورة شخص أو أشخاص من أمثال جوزف سميث ليكتب لنا تاريخنا فيعلمنا أن زيداً سبي من الطائف وحمل على ظهور الإبل شهوراً إلى القبط ليباع هناك بثمن بخس! ربما سيسخر من هذا الهراء جيل أو جيلان ممن حضر أو عاش في زمن قريب من الحادثة.
ولكن هذا الوهم سرعان ما سيتحول إلى ثقافة مقدسة يصعب بل يحرم حتى النقاش فيها أو في مصدرها بعد أن يخط هذا الهراء بالقلم ويقدم للناس تحت غطاء "هذا من عند الله"، ثم تصدق
هذا الكلام سلطة سياسية لمصالح آنية أو يقره شيخ أو مؤرخ محترم بيننا، فيدخل بذلك بعض الكتب التاريخية الإسلامية عن طريقه ويتلبس برداء "هذا من عند الله" الإسلامي، ثم يخرج من بيننا مريدون لهذا الشيخ أو ذاك كما جرت العادة فيُروجون لكلامه ويتفاخرون بالتدارس بين يديه ويساهمون في نشر الخطأ التاريخي وتأصيله.
فكيف سيبدو الوضع إذا استمر تداول المدسوس المحرف كحقيقة متناقلة بعد جيل أو جيلين أو عشرة أو عشرين جيلاً؟ً
فمن سيسخر ممن حينذاك؟


قلنا إن التوراة المحرفة أشارت إلى رجوع إبراهيم ولوط عليه السلام
من جنوب مصر (بمعنى القبط) بثروة طائلة، ونحن نقول بل عاد من جنوب عرفة بثروة طائلة.

كما نرفض رواية كّتاب التوراة بشأن حصول إبراهيم عليه السلام على ثروته عن طريق جمال سارة.

فما هي الأسواق المعروفة التي يذكر تاريخ العرب وجودها في جنوب عرفة ومكة؟
نجد الإجابة في التراث، كما في هذا المقتبس:
"أسواق العرب عشرة أسواق يجتمعون بها في تجاراتهم، ويجتمع فيها سائر الناس، ويأمنون فيها على دمائهم وأموالهم، فمنها: (1) دومة الجندل، يقوم في شهر ربيع الاول، ورؤساؤها غسان وكلب أي الحيين غلب قام. ثم (2) المشقر بهجر يقوم سوفها في جمادى الاولى، تقوم بها بنو تيم رهط المنذر بن ساوى. ثم (3) صحار يقوم في رجب في أول يوم من رجب، ولا يحتاج فيها إلى خفارة، ثم يرتحلون من صحار إلى (4) ريا يعشرهم فيها الجلندى وآل الجلندى. ثم (5) سوق الشحر شحر مهرة، فيقوم سوقها تحت (ظل الجبل الذي عليه قبر هود النبي، ولم تكن بها خفارة، وكانت مهرة تقوم بها. ثم (6) سوق عدن يقوم في أول يوم من شهر رمضان ويعشرهم بها الابناء، ومنها كان يحمل الطيب إلى سائر الآفاق. ثم (7) سوق صنعاء يقوم في النصف من شهر رمضان يعشرهم بها الابناء. ثم (Cool سوق الرابية بحضرموت، ولم يكن يوصل إليها إلا بخفارة لأنها لم تكن أرض مملكة، وكان من عز فيها بز، وكانت كندة تخفر فيها. ثم (9) سوق عكاظ بأعلى نجد يقوم في ذي القعدة، وينزلها قريش وسائر العرب إلا إن أكثرها مضر وبها كانت مفاخرة العرب، وحمالاتهم، ومهادناتهم. ثم (10) سوق ذي المجاز، وكانت ترتحل من سوق عكاظ وسوق ذي المجاز إلى مكة لحجهم..".
تلك أشهر الأسواق التي حفظتها ذاكرة العرب ومن ضمنها ما يقع على خطوط التوابل والبخور "الطيب" في أقصى الجنوب من الجزيرة - اليمن.
ومنها ما كان يقع بجوار عرفة حيث أقام إبراهيم عليه السلام تحت أشجار نمرة كما يخبرنا الحموي:
"قال الواقدي: عكاظ بين نخلة والطائف وذو المجاز خلف عرفة ومجنة بمر الظهران، وهذه أسواق قريش والعرب ولم يكن فيه أعظم من عكاظ..

ندرك أن أشهر هذه الأسواق يقع جنوب شرق مكة وعلى مسافة بريد من الطائف كما ذكر المؤرخون وهي سوق عكاظ حيث أهم فرص الصفقات التجارية خصوصاً مع تجمع العرب الموسمي بها من جميع أقطار الجزيرة العربية ومرور القوافل بها طوال العام لوقوعها على الخط التهامي والجبلي بين مكة واليمن . وما زالت آثار هذه السوق قائمة على مساحة إجمالية تبلغ 10572 متر مربع على بعد 45 كلم جنوب شرق الطائف.
وورد ذكر الخفارة في كلام اليعقوبي عند الحديث عن الأسواق التي لا تقع ضمن مملكة محصنة.
والخفارة هي أجهزة حماية تتألف من حرس أو جند توفر الحراسة والحماية لقاء أجر، وتتكفل القبيلة برئاسة شيخها المسيطر على السوق بتوفير الجند لحفظ بضائع التجار وأموال الزبائن وخفر القوافل عند دخولها تخوم المصر وتسخير الأيدي العاملة في المصر لخدمتها.
ولولا توفر هذه الخدمة الحيوية لخسرت القبيلة المعنية السوق وتدفق عائداتها.
وهذا أحد أسباب احتفاظ فرعون بالجند،
حتى أن ذكر هؤلاء الجند ملازم له في كتاب الله دون الإشارة إلى خوضه حروب قبلية أو دولية: (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ () فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ).
ويذكر التراث خطورة التواجد في هذه الأسواق رغم أجهزة الحماية هذه، فكما ينقل اليعقوبي والاسترابادي "قالوا : كانت سوق عكاظ يتوافون بها من كل جهة، ولا يأتيها أحد إلا ببرقع، ويعتم على برقعه خشية أن يؤسر فيكثر فداؤه، فكان أول عربي استقبح ذلك وكشف القناع طريف ابن تميم العنبري لما رآهم يتطلعون في وجهه ويتفرسون في شمائله، قال:
قبح الله من وطن نفسه على الأسر، وأنشد يقول:

أو كلما وردت عكاظ قبيلة *** بعثوا إلي عريفهم يتوسم "

ويبدو أن أئمة اليهود استغلوا معرفتهم بهذه الأجواء العدائية والخطرة في بعض الأسواق، فاختلقوا قصة استلطاف شيخ المصر وسبيه لسارةوالتي لعل عمرها ناهز السبعين آنذاك، كي يفسروا للناس مكاسب إبراهيم عليه السلام في مصر كما جاء في التوراة المحرفة.
ونحن هنا لا نجزم أن سوق عكاظ هي المصر التى تاجر فيها إبراهيم بعد أن استوطن مكة والمشاعر الحرام، وإنما نقول إن عكاظ هي أحد الأمصار الشهيرة القريبة من مكة ولا يستبعد أن تكون أحد الأمصار التي كان يتردد عليها ولعلها المصر التي اشترى منها زوجه هاجر.
فموضوع تعيين الأمصار المهمة في تاريخ الأنبياء مازال قيد البحث والتدقيق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» قصص الأنبياء من آدم إلى خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
»  محافظ الانبار صهيب الراوي صفقات مشبوهة بالمليارات واختلاس اموال وتزوير
» قرار حظر السفر الأميركي يدخل حيز التنفيذ
»  المتحف الفوتوغرافي قيد التنفيذ وبحاجة لدعم مؤسساتي
» الحظر الأمريكي والبريطاني على "حمل أجهزة إلكترونية في الطائرات" يدخل حيز التنفيذ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: اقسام الثقافة والتاريخ والادب العالمي :: اشتياق التاريخ والتراث وسيرة حياة المشاهير-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1 
باسند - 51625
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_rcap1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Voting_bar1إختطاف وتزوير قيد التنفيذ ( جغرافية الأنبياء ) - صفحة 2 Vote_lcap1