منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 من قصص الصالحين (متجدد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
ازهار
عضوفعال
عضوفعال
ازهار

انثى
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
عدد المشاركات : 2388
نقاط التقييم : 3258
بلد الاقامة : في قلوب تذكر الله
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الميزان

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالأربعاء يونيو 09, 2010 7:31 pm

احتمال الشدائد في سبيل الله

لقد كان لشباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نصيب وافر من الشدائد والمحن التي أصابت المسلمين في ذاك الوقت، وهي سنة الله سبحانه وتعالى في المؤمنين ((أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهو لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)) (العنكبوت: 2-3) ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)) (البقرة: 214). وقد أصاب المسلمين في مكة من الشدائد والأهوال ما أصابهم مما عبر عنه عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- إذ يقول: "قد فعلنا -القتال- على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلا فكان الرجل يفتن في دينه إما يقتلونه وإما يوثقونه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة"(رواه البخاري). وسأل سعيد بن جبير ابن عباس -رضي الله عنهما-: أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم؟ قال: "نعم، والله إن كانوا ليضربون أحدهم، ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالساً من شدة الضر الذي به، حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة، حتى يقولوا: اللات والعزى إلهان من دون الله؟ فيقول: نعم، افتداءً منهم بما يبلغون من جهدهم" (رواه ابن إسحاق). (نقلا عن شباب الصحابة للشيخ محمد الدويش، بتصرف).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالأحد يونيو 13, 2010 9:59 pm



رجل تصدق بعرضه

عن عبد المجيد بن أبي عبس الحارثي عن أبيه عن جده قال: حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فقال علبة بن زيد - رجل من الأنصار: اللهم إنه ليس لي مال أتصدق به فأيما رجل من المسلمين نال من عرضي شيئا فهو عليه صدقة. فلما كان من الغد جاء الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء كل رجل بما قدر عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أين المتصدق بعرضه البارحة " قال: فقام علبة فقال: أنا يا رسول الله. قال: " قد قبل الله صدقتك ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ازهار
عضوفعال
عضوفعال
ازهار

انثى
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
عدد المشاركات : 2388
نقاط التقييم : 3258
بلد الاقامة : في قلوب تذكر الله
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الميزان

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالإثنين يونيو 14, 2010 7:07 am

رجل لا يريد الملك

قال مروان لعبد الله بن عمر - رحمه الله - هلم نبايعك فإنك سيد العرب وابن سيدها. فقال ابن عمر: فكيف أصنع بأهل المشرق قال: نقاتلهم. قال: والله ما يسرني أن العرب دانت لي سبعين عاما وأنه قتل في سببي رجل واحد فقال مروان: إني أرى فتنة تغلى مراجلها فالملك بعد أبي ليلى لمن غلب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالخميس يونيو 17, 2010 10:53 am

* [ [ يحمل متاعه على ظهر الأسد!! ] ] *

حكى أن بعض الصالحين كان له أخ في الله ،وكان من الصالحين، يزوره في كل سنه مرة ، فجاء لزيارته ،فطرق الباب فقالت امرأته : من ؟ فقال : أخو زوجك في الله جئت لزيارته، فقالت : راح يحتطب ، لا رده الله ولا سلمه، وفعل به وفعل – يعني دعت عليه – وجعلت تذمذم عليه – أي تذمه – فبينما هو واقف على الباب وإذا بأخيه قد أقبل من نحو الجبل ،وقد حمل حزمه من الحطب على ظهر أسد وهو يسوقه بين يديه ،فجاء فسلم على أخيه ورحب به، ودخل المنزل وأدخل الحطب، وقال للأسد : اذهب بارك الله فيك، ثم أدخل أخاه، والمرأة على حالها تذمذم وتأخذ بلسانها ، وزوجها لا يرد عليها ، فأكل مع أخيه شيئاً ، ثم ودعه وانصرف ، وهو متعجب من صبر أخيه على تلك المرأة . قال : فلما كان العام الثاني جاء أخوه لزيارته على عادته فطرق الباب فقالت امرأته : من بالباب؟ قال :أخو زوجك فلان في الله ، فقالت : مرحباً بك وأهلاً وسهلاً اجلس ، فإنه سيأتي إن شاء الله بخير وعافية . قال :فتعجب من لطف كلامها وأدبها ، إذ جاء أخوه وهو يحمل الحطب على ظهره فتعجب أيضاً لذلك ، فجاء فسلم عليه ودخل الدار وأدخله وأحضرت المرأة طعاماً لهما وجعلت تدعوا لهما بكلام لطيف ، فلما أراد أن يفارقه قال : يا أخي أخبرني عما أريد أن أسألك عنه . قال : وما هو يا أخي ؟ قال : عام أول أتيتك ، فسمعت كلام امرأة بذيئة اللسان قليلة الأدب ، تذم كثيراً ورأيتك قد أتيت من نحو الجبل والحطب على ظهر الأسد ، وهو مسخر بين يديك ، ورأيت العام كلام المرأة لطيفاً لا تذمذم ، ورأيتك قد أتيت بالحطب على ظهرك فما السبب ؟ قال : يا أخي : توفيت تلك المرأة الشرسة وكنت صابراً على خُلقت وما يبدو منها . كنت معها في تعب وأنا أحتملها ، فكان الله قد سخر لي الأسد الذي رأيت ، يحمل عني الحطب بصبري عليها واحتمالي لها ، فلما توفيت تزوجت هذه المرأة الصالحة ، وأنا في راحة معها فانقطع عني الأسد ، فاحتجت أن أحمل الحطب على ظهري لأجل راحتي مع هذه المرأة المباركة الطائعة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالجمعة يونيو 18, 2010 11:53 pm


قصة القارب العجيب

تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.

وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !

وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم. فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمع الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!

فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 19, 2010 1:28 pm

الابتلاء في الدين ... من قصص الصالحين المؤثرة وللعظة والعبرة

فها هو شاب آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو خباب بن الأرت -رضي الله عنه- يبلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم شاكياً له ما أصابه فيقول -رضي الله عنه-: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - وقد لقينا من المشركين شدة - فقلت: ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال:"لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله". وتبقى آثار البلاء على جسده -رضي الله عنه- إلى حين، إذ يقدم على عمر _رضي الله عنه_ فيقول له:"ادن فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار"، فجعل خباب يريه آثاراً بظهره مما عذبه المشركون. ولهذا حين رجع علي -رضي الله عنه- من صفين ومر بقبره لم يسعه إلا يقول:"رحم الله خباباً، أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلي في جسمه أحوالاً، ولن يضيع الله أجره".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالإثنين يونيو 21, 2010 4:36 pm

كـــرم وسخـــاء سيدنــا عبد الله بن جعفر والحسن والحسين رضي الله عنهم، فقد حدث أبو الحسن المدائني فقال: خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر حجّاجًا ففاتهم أثقالهم، فجاعوا وعطشوا، فمروا بعجوز في خباء لها، فقالوا هل من شراب؟ فقالت نعم، فأناخوا إليها، وليس لها إلا شويهة في كسر الخيمة، فقالت احلبوها، وامتذقوا لبنها، ففعلوا ذلك. ثم قالوا لها: هل من طعام؟ قالت: لا إلا هذه الشاة، فليذبحها أحدكم حتى أُهيء لكم ما تأكلون، فقام إليها أحدهم وذبحها وكشطها ثم هيأت لهم طعامًا فأكلوا، وأقاموا حتى أبردوا، فلما ارتحلوا، قالوا لها: نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه، فإذا رجعنا سالمين فألمي بنا فإنا صانعون بك خيرًا، ثم ارتحلوا، وأقبل زوجها فأخبرته بخبر القوم والشاة، فغضب الرجل، وقال: ويلك تذبحين شاتي لقوم لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش، قال ثم بعد مدة ألجأتهما الحاجة إلى دخول المدينة، فدخلاها وجعلا ينقلان البعر إلى المدينة ويبيعانه، ويتعيشان بثمنه، فمرّت العجوز ببعض سكك المدينة فإذا الحسن بن علي جالس على باب داره، فعرف العجوز، وهي له منكرة، فبعث غلامه فدعا بالعجوز، وقال لها: يا أمة الله، أتعرفيني: قالت لا، قال أنا ضيفك يوم كذا وكذا فقالت العجوز: بأبي أنت وأمي هو؟ قال نعم، ثم أمر الحسن فاشتروا لها من شياه الصدقة ألف شاة، وأمر لها معها بألف دينار، وبعث بها مع غلامه إلى الحسين فقال لها الحسين: بكم وصلك أخي؟ قالت بألف شاة وألف دينار، فأمر لها الحسين أيضًا بمثل ذلك ثم بعث بها مع غلامه إلى عبد الله بن جعفر. فقال لها: بكم وصلك الحسين والحسن؟ قالت بألفي شاة وألفي دينار، فأمر لها عبد الله بألفي شاة وألفي دينار. وقال لها: لو بدأت بي لأتعبتهما، فرجعت العجوز إلى زوجها بأربعة ءالاف شاة وأربعة ءالاف دينار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 8:19 pm

* [ [ قال رأسه :لا إله إلا الله ] ] *

إنه الإمام الشهيد أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله . قتله الواثق – الخليفة – في محنة خلق القرآن ، ضرب عنقه بعد أن مدوا رأسه بحبل وهو مقيد ، ونصب رأسه بالجانب الشرقي كان جعفر بن محمد الصائغ يقول : رأيت أحمد بن نصر حين قتل ، قال رأسه لا إله إلا الله . ونقل عن الموكل بالرأس ، إنه سمعه في الليل يقرأ يس ) ، وصح أنهم أقعدوا رجلاً بقصبة ، فكانت الريح تدير الرأس إلى القبلة ، فيديره الرجل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالجمعة يونيو 25, 2010 1:31 am

كان العبد الصالح عمرو بن عتبة بن فرقد رحمه الله يخرج للغزو في سبيل الله ، فإذا جاء الليل صف قدميه يناجي ربه ويبكي بين يديه ، كان أهل الجيش الذين خرج معهم عمرو لا يكلفون أحداً من الجيش بالحراسة ؛ لأن عمرو قد كفاهم ذلك بصلاته طوال الليل ، وذات ليلة وبينما عمرو بن عتبة رحمه الله يصلي من الليل والجيش نائم ، إذ سمعوا زئير أسد مفزع ،فهربوا وبقي عمرو في مكانه يصلي وما قطع صلاته !! ولا التفت فيها !! فلما انصرف الأسد ذاهبا عنهم رجعوا لعمرو فقالوا له : أما خفت الأسد وأنت تصلي ؟!! فقال : إن لأستحي من الله أن أخاف شيئاً سواه !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 26, 2010 1:07 am

قصة العالم الجليل النبيه صالح *
الموقع :-
جزيرة النبيه صالح .
المقدمة :-
القصة التاريخية :-
كان يصلي صلاة الجماعة خلف أحد العلماء في عصره في الجزيرة نفسها ، وكان يحضر صلاة المغرب و العشاء وصلا ة الصبح فقط دون الظهر و العصر . فجاءت في ذات يوم من الأيام زوجته و شكته عند العالم ، وقالت : انه يخرج من المنزل ليلا بعد العتمة و لا يعود إلا بعد صلاة الصبح في ثلاث ليال من الأسبوع ولا أعلم أين يذهب طول ليلته وإذا قلت له في ذلك يلزم الصمت ولا يرد على سؤالي . فأوعدها العالم خيرا - فلما انتهى من الصلاة ليلا استدعى الشيخ صالح واخبره بمقالة زوجته و أنها تشتكيه عنده ، ثم قال له : وانك تعلم أن لها الحق في ذلك إلا أنها كانت لك زوجة غيرها ، فلم يرد جوابا ، فلما كان وقت خروجه من بيته ليلا وقفت زوجته أمامه وقالت ألا تمتثل أمر العالم و تترك الخروج أو تخبرني عن سبب غيابك؟ فلم يجبها و خرج ، فجاءت إلى العالم في اليوم الثاني و أخبرته ، و بعد الصلاة ليلا أحضره و أعاد عليه السؤال ثم قال له : و أنت غير جاهل بما يترتب عليك من الجزاء شرعا ، هذا و الشيخ صالح مطأطئ رأسه و هو ساكت ، وفي المرة الثالثة هدده على عدم الامتثال و على سكوته.
فلما رجع العالم إلى منزله أخذ يفكر و يسأل نفسه عن معني إصرار الشيخ صالح على مواصلة خروجه من منزله وعلى سكوته عند السؤال ، ثم قال لعله يعمل شيئا لا يريد اطلاع زوجته ولا علمي به ، فلما أصبح استدعى زوجة الشيخ صالح و سألها في أي ليلة اعتاد الخروج ؟ فأخبرته فوقف العالم في مكان بحيث يرى ولا يراه أحد ، فجاء الشيخ صالح على عادته وهو لا يعلم حتى دخل في المسجد الذي يكون غربا من الجزيرة ، وموقعه على ساحل البحر و يعرف عند أهل الجزيرة مسجد الغبة، فصلى ركعتين لاستجابة الدعاء ثم فرش إزاره على وجه ماء البحر و عبر عليه . ففعل العالم مثله و تبعه هو الآخر على الإزار و الشيخ صالح لم يشعر به ، حتى وصل إلى الساحل الشرقي من توبلي عند قرية جد علي . فلما صار على اليابسة خرج و أخذ إزاره و نفضه ووضعه على كتفه و العالم يتبعه و يفعل مثله ، حتى جاء الشيخ صالح إلى المسجد المعروف مسجد الحرم وهو أحد المساجد السبعة التي كانت قبلتها من إرشاد أمير المؤمنين علي ابن أبى طالب عليه السلام في عهد خلافته و يكون غرب القرية ، وإذا بحلقة من العلماء جلوس ينتظرون و بمجرد أن رأوه تباشروا و قالوا : جاء الشيخ ثم قالوا له : يا شيخنا لقد أبطأت علينا هذه الليلة ؟ فقال لهم : لشغل بدأ لي ، هذا و العالم يرى و يسمع كل ذلك من حيث لا يراه أحد . ثم تقدم الشيخ صالح وأخذ يلقي على الجماعة بحثا علميا فوق مستوى العالم فوقف يسمع حتى قرب وقت صلاة الليل فقام الشيخ صالح و من معه و تهيئوا للصلاة ، فعند ذلك رجع العالم إلى الجزيرة على الطريقة الأولى وقد أكبر الشيخ صالح و عظم في عينه و داخله الندم على ما فعله من التأنيب و التهديد للشيخ صالح.
فلما جاء وقت صلاة الصبح و حضر العالم المسجد وأذن المؤذن للإعلان و العالم جالس ينتظر فقال له الجماعة في ذلك فسألهم عن الشيخ صالح قالوا : لم يحضر بعد قال : ننتظره ، فلما جاء أخبروه فدعا وقال له تقدم وصل بنا فأبى وتواضع أمام العالم و قال : لا يجوز لي أن أتقدم شيخنا في الصلاة فقال له : بل أنت كفو لذلك وأني كنت معك في الليلة الماضية من أولها حتى الأخير . فلما سمع فتح عينه مبتهرا وقال : اطلعت على كل شيء من أمري ؟ قال : نعم . قال : ومع هذا فالصلاة إنما أقيمت لكم ، فأعاد العالم الطلب ، فلما ألح عليه قال الشيخ صالح : إذا كان ولابد فأنا أصلي ( وهمس في أذن العالم ) ولكن إذا فرغت من الصلاة لا تبرح حتى تجهزني أنت وأصحابك ، فابتهر العالم من هذا الكلام و قال : وكيف ؟ قال : لا عليك ، ثم أوصاه بما أراد . فلما صلى دعا الله في سجدة الشكر أن يقبض روحه ، ولما أطال سجوده حركوه وإذا هو ميت فقاموا في تجهيزه ومشى العالم في تشييعه بكل تبجيل واكبار، و قد اظهر الحزن والتفجع ، ودفنوه في محل قبره الآن . وأعلن العالم الخسارة الفادحة في فقده ، ولما سئل عن ذلك اخبر عن علمه ونوه بفضله ، ونصب له الفاتحة و تصدر المجلس و استقبل المعزين و شاع خبر اعتناء العالم بشأنه . و على أثر ذلك نذرت إليه النساء فاستجاب الله تعالى نذرهن ولبى دعائهن كرامة لعبده الصالح ، و انتشر خبره في القرى و المدن من البحرين و أخذت تفد الزوار و أهل النذور إلى مرقده الشريف
نسالكم الدعاء....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالأحد يونيو 27, 2010 1:50 am

قال ابن رجب: الحج المبرور مثل حج إبراهيم بن أدهم مع رفيقه الرجل الصالح الذي صحبه من بلخ
فرجع من حجه زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وخرج عن ملكه وماله وأهله وعشيرته وبلاده
واختار بلاد الغربة , وقنع بالأكل من عمل يده , إما من الحصاد , أو نظارة البساتين .

يروى عنه أنه وقف بعرفة والناس يدعون , وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة , قد حال البكاء بينه وبين الدعاء , فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء وقال : واسوءتاه منك وإن عفوت .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالإثنين يونيو 28, 2010 2:33 pm

إنى لأجدُ ريح الجنة




يحكى أنس بن مالك


فيقول


غاب أنس بن النضر عن قتال بدر ، فلما قدم قال :


غبتُ فى أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين ،


إن أشهدنى الله عزّ وجلّ قتالاً ليرينّ الله ما أصنع


فلما كان يوم ُأحدٍ


انكشف الناس ، فقال : اللهم إنى أبرأ إليكَ مما فعل هؤلاء -يعنى المشركين-


وأعتذرُ إليكَ مما فعلَ هؤلاء -أىّ المسلمين- ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ


فقال : أى سعد ، والذى نفسى بيده إنى لأجدُ ريح الجنة .... واها لريح الجنة


واها لريح الجنة !!!!!!


قال سعد : فلم أستطع أن أصنع ما صنع فى جهاده


فوجدناه من القتلى به بضع وثمانون جراحة من


ضربة بسيف ، وطعنة برمح ، ورمية بسهم


وما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه - أى أطراف أصابعه -


ونزلت بعدها


" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن
قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً " الأحزاب23


فكنّا نقول نزلت فى أنس وأصحابه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالأربعاء يونيو 30, 2010 4:01 pm

أبوحنيفة النعمان... سراج الأمة

صلى العشاء والصبح بوضوء واحد طيلة أربعين عاماً

حين نتحدث عن الأولياء الصالحين, فلن نغفل السيرة العطرة لرجل مثل الامام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه, فهو نعمان الحقائق, كالسراج المنير, مدحته كل الألسنة, وقُبل في كل الملل, له في أصول الطريقة وفروع الشريعة درجة رفيعة ونظرة نافذة, قال عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم) في رواية عن أنس: (يوجد رجل في أمتي يقال له نعمان بن ثابت وكنيته أبو حنيفة هو سراج أمتي). وقال العلماء ان صفة أبي حنيفة وردت في التوراة.
روى عمر بن أسد عن صلاته "رضي الله عنه" كما جاء في كتاب: (صلاة الصالحين وقصص العابدين) لأحمد مصطفى الطهطاوي,: ان أبا حنيفة "رحمه الله" صلى العشاء والصبح بوضوء واحد أربعين سنة.

كان "رضي الله عنه" كثير البكاء حتى انه كان يصلي بالليل ويبكي فيُسمع بكاؤه حتى يرحمه جيرانه, وقد عرف عنه "رضي الله عنه" أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعين ألف مرة.

من صفاته أيضًا أنه كان لا يحب أن يحمد بما لم يفعل, وفي ذلك قال القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة أنه كان ذات مرة يمشي معه فسمعا رجلا يقول لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل, فقال أبو حنيفة: والله لا يُتحدثُ عني بما لا أفعل, فكان يُحيي الليل كله صلاة ودعاء وتضرعًا.


فكان "رضي الله عنه" يصلى ثلاثمائة ركعة كل ليلة, وذات يوم كان يمضي, فقالت امرأة لأخرى: هذا الرجل يصلى كل ليلة خمسمئة ركعة, سمع الامام ذلك, فعقد النية على أن يصلي بعد ذلك خمسمئة ركعة في كل ليلة, حتى يصدق ظنهم. وكان يمضي في يوم آخر فقال الأطفال لبعضهم بعضاً: هذا الرجل الذي يسير يصلي كل ليلة ألف ركعة, قال أبو حنيفة: فنويت أن أصلي ألف ركعة, وذات يوم قال تلميذ للامام: يقول الناس: ان أبا حنيفة لا ينام الليل, فقال: نويت ألا أنام الليل ثانية, قال: لماذا? قال: يقول الحق (تعالى): "ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا" الآن لا أضع جانبي على الأرض حتى لا أكون من أولئك القوم, وبعد ذلك كان يؤدي صلاة الصبح بطهارة العشاء طيلة أربعين عامًا.
ولأنه أحد أربعة ختموا القرآن في ركعة كما قال خارجة بن مصعب, فقد روي مسعر بن كدام رضي الله عنه قال: دخلت المسجد فرأيت رجلا يصلي فاستمالتني قراءته, فقرأ في ركعة واحدة سُبع القرآن, ثم وصل الى الثلث, ثم النصف, فلم يزل حتى قرأ القرآن كله في ركعة وختمه فنظرت فاذا هو أبو حنيفة.
ذكر كتاب (تذكرة الأولياء) لفريد الدين العطار النيسابوري, أن الامام أبا حنيفة أدرك عدداً من الصحابة مثل: عبد الله بن جزء الزبيدي, وأنس بن مالك, وجابر بن عبد الله, وعبد الله بن أبي أوفي, ووائلة بنت الأسقع, وعائشة بنت عجرد. وكان قد رأى كثيرًا من المشايخ وصاحب الصادق "رضي الله عنه", وكان أستاذ علم الفضيل, وابراهيم بن آدم, وبشر الحافي, وداود الطائي, وعبد الله بن المبارك. وحين وصل الى حافة روضة سيد المرسلين (صلوات الله عليه), وقال: "السلام عليك يا سيد المرسلين" جاء الجواب: وعليك السلام يا امام المسلمين", واعتزم العزلة في أول أمره.

ولنا في توخيه الحرص مثلا في كل أمورنا الدنيوية, فقد روي عنه أن مالا كان له عند شخص, وتوفي في محلة (مكان) ذلك الشخص تلميذ من تلاميذ الامام, فذهب الامام للصلاة عليه, وكان القيظ شديدًا, ولم يكن هناك ظل قط الا حائطًا يملكه ذلك الرجل, الذي ينبغي أن يرد المال للامام. قال الناس: اجلس برهة في هذا الظل, فقال: لي مال عند صاحب هذا الحائط, ولا يجوز أن أتمتع بحائطه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "كل قرض جر منفعة فهو ربا".

من ضمن ما روي عن الامام أبي حنيفة أن ركبته شابهت ركبة الجمل من كثرة السجود. وأنه كان يمضي ذات يوم, فرأى طفلا كان قد وقع في الوحل فقال له: انتبه كي لا تقع, فقال الطفل: ان وقوعي سهل فان وقعت وقعت بمفردي, لكن احذر أنت فلو زلقت قدمك, زلق كل المسلمين الذين يتبعونك, ويصعب نهوضهم, فتعجب الامام من حذاقة هذا الطفل, وبكى في الحال".
مكنه الله في أمور الدين وأعطاه مهارة وحنكة وصبر في التعامل مع الآخرين, فقد روي أن رجلا كان موسرًا, وكان يكره أمير المؤمنين عثمان "رضي الله عنه" الى حد أنه كان يسميه (اليهودي). وصل هذا الكلام الى أبي حنيفة, فدعاه وقال: سأزوج ابنتك على فلان اليهودي, فقال: أنت امام المسلمين, أتجيز أن تزوج ابنة مسلم ليهودي! وأنا لن أزوجها له قط. فقال أبو حنيفة: سبحان الله, لأنك لا تجيز زواج ابنتك ليهودي فكيف يجوز أن يزوج محمد رسول الله ابنتيه ليهودي? فعلم الرجل ذلك فحوى الكلام, ورجع عن اعتقاده, وتاب ببركات الامام أبي حنيفة.
روي أيضا أنه كان يمضي يوما في السوق, فتطايرت نقطة من الطين على ردائه, فذهب الى شاطئ دجلة, وغسلها, فقالوا له: أيها الامام, انك تسمح بمقدار معين من النجاسة على الرداء, وتغسل هذا القدر من الطين! قال: بلى, فتلك فتوى وهذه تقوى, كما لم يسمح الرسول (صلى الله عليه وسلم) لبلال أن يدخر نصف رغيف, ووضع للنساء قوت عام.

قال يحيى بن معاذ الرازي: رأيت الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المنام, فقلت: "أين أطلبك" قال: عند عِلم أبي حنيفة.

وفاته
قال أبو نوفل بن حيان: عندما توفي أبو حنيفة, رأيت القيامة في المنام, وكان كل الخلق قد وقفوا في ساحة القيامة, ورأيت الرسول عليه الصلاة والسلام واقفًا على حافة حوض, ورأيت المشايخ واقفين على جانبيه يمينًا ويسارًا, ورأيت شيخًا حسن الوجه, أبيض الشعر والوجه, وجهه مواجه لوجه النبي, ورأيت الامام أبا حنيفة واقفًا أمام النبي, فسلمت وقلت: اعطني ماء, قال: أيسمح الرسول? فأمر الرسول قائلا: امنحه ماء, فأعطاني كأسًا من الماء وشربت أنا والأصحاب من تلك الكأس فلم ينقص قط, فقلت لأبي حنيفة: من ذلك الشيخ الذي على يمين الرسول? قال ابراهيم الخليل وأبو بكر الصديق على يساره, وهكذا سألته, وكنت أمسك العقد باصبعي حتى سألته عن سبعة عشر شخصًا. وعندما استيقظت, كنت قد أخذت سبعة عشر عقدًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 02, 2010 12:08 am

أبو ذر الغفاري أمير الزهاد

قالوا عنه


" ما اقلت الغبراء ولا اظلت الخضراء من رجل اصدق من أبي ذر "

رسول الله صلى الله عليه وسلم

" رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده "

رسول الله صلى الله عليه وسلم

" إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال

" علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم "

رسول الله صلى الله عليه وسلم



السيرة


أقبل على مكة نشوان مغتبطا..

صحيح أن وعثاء السفر وفيح الصحراء قد وقذاه بالضنى والألم ، بيد أن الغاية

التي يسعى اليها ، أنسته جراحه ، وأفاضت على روحه الحبور والبشور.

ودخلها متنكرا ، كأنه واحد من أولئك الذين يقصدونها ليطوفوا بآلهة الكعبة

العظام أو كأنه عابر سبيل ضل طريقه ، أو طال به السفر والارتحال فأوى اليها يستريح ويتزود.

فلو علم أهل مكة أنه جاء يبحث عن محمد صلى الله عليه وسلم ، ويستمع اليه لفتكوا به.

وهو لا يرى بأسا في أن يفتكوا به ، ولكن بعد أن يقابل الرجل الذي قطع الفيافي

ليراه ، وبعد أن يؤمن به ، ان اقتنع بصدقه واطمأن لدعوته..

ولقد مضى يتسمع الأنباء من بعيد ، وكلما سمع قوما يتحدثون عن محمد صلى الله

عليه وسلم اقترب منهم في حذر ، حتى جمع من نثارات الحديث هنا وهناك ما دله

على محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى المكان الذي يستطيع أن يراه فيه.

في صبيحة يوم ذهب الى هناك ، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا وحده ،

فاقترب منه وقال : نعمت صباحا يا أخا العرب ..

فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام : " وعليك السلام يا أخاه "

قال أبو ذر : أنشدني مما تقول ..

فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام : " ما هو بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم "

قال أبو ذر رضي الله عنه : اقرأ علي .

فقرأالرسول صلى الله عليه وسلم ، وأبو ذر رضي الله عنه يصغي ..

ولم يمضي من الوقت غير قليل حتى هتف أبو ذر رضي الله عنه :

( أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )

وسأله النبي صلى الله عليه وسلم : ممن أنت يا أخا العرب..؟

فأجابه أبو ذر رضي الله عنه : من غفار ..

وتألقت ابتسامة على فم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واكتسى وجهه الدهشة والعجب..

وضحك أبو ذر رضي الله عنه كذلك ، فهو يعرف سر العجب الذي كسا وجه الرسول

عليه السلام حين علم أن هذا الذي يجهر بالاسلام أمامه انما هو رجل من غفار ..

فغفار هذه قبيلة لا يدرك لها شأو في قطع الطريق ..

وأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع .. انهم حلفاء الليل والظلام ، والويل

لمن يسلمه الليل الى واحد من قبيلة غفار.

أفيجيء منهم اليوم ، والاسلام لا يزال دينا غصا مستخفيا ، واحد ليسلم..؟

يقول أبو ذر رضي الله عنه وهو يروي القصة بنفسه :

( فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره ويصوبه تعجبا ، لما كان من غفار ، ثم قال : ان الله يهدي من يشاء )

ولقد كان أبو ذر رضي الله عنه أحد الذين شاء لهم الهدى ، وأراد بهم الخير.

وانه لذو بصر بالحق ، فقد روي عنه أنه أحد الذين شاء الله لهم الهدى ، وأراد بهم الخير.

وانه لذو بصر بالحق ، فقد روي عنه أنه أحد الذين كلنوا يتألهون في الجاهلية ،

أي يتمردون على عبادة الأصنام ، ويذهبون الى الايمان باله خالق عظيم.

وهكذا ما كاد يسمع بظهور نبي يسفه عبادة الأصنام وعبادها ، ويدعو الى عبادة

الله الواحد القهار ، حتى حث اليه الخطى ، وشد الرحال.


أسلم أبو ذر من فوره


كان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس..

وحين أسلم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهمس بالدعوة همسا..

يهمس بها الى نفسه ، والى الخمسة الذين آمنوا معه ، ولم يكن أمام أبي ذر رضي الله

عنه الا أن يحمل ايمانه بين جنبيه ، ويتسلل به مغادرا مكة ، وعائدا الى قومه...

ولكن أبا ذر "جندب بن جنادة " رضي الله عنه ، ، يحمل طبيعة فوارة جياشة.

فتوجه الى الرسول عليه الصلاة والسلام فور اسلامه بهذا السؤال : يا رسول الله ، بم تأمرني ..؟

فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: " ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري "

فقال أبو ذر رضي الله عنه : والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد..

هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته :

[ أشهد أن لا اله الا الله.. وأشهد أن محمدا رسول الله ]

كانت هذه الصيحة أول صيحة بالاسلام تحدت كبرياء قريش وقرعت أسماعها.. صاحها رجل

غريب ليس له في مكة حسب ولا نسب ولا حمى ..

ولقد لقي ما لم يكن يغيب عن فطنته أنه ملاقيه .. فقد أحاط به المشركون وضربوه


وترامى النبأ الى العباس رضي االله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء يسعى ،

وما استطاع أن ينقذه من بين أنيابهم الا بالحيلة لذكية ، قال له :

( يا معشر قريش ، أنتم تجار ، وطريقكم على غفار ، وهذا رجل من رجالها ، ان يحرض قومه عليكم ، يقطعوا على قوافلكم الطريق )

فثابوا الى رشدهم وتركوه.

ولكن أبا ذر ، وقد ذاق حلاوة الأذى في سبيل الله ، لا يريد أن يغادر مكة حتى يظفر من طيباته بمزيد ...

وهكذا لا يكاد في اليوم الثاني وربما في نفس اليوم ، يلقى امرأتين تطوفان بالصنمين

( أساف ، واثلة ) ودعوانهما ، حتى يقف عليهما ويسفه الصنمين تسفيها مهينا..

فتصرخ المرأتان ، ويهرول الرجال كالجراد ، ثم لا يفتون يضربونه حتى يفقد وعيه

وحين يفيق يصرخ مرة أخرى بأنه ( يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله )

ويدرك الرسول عليه الصلاة والسلام طبيعة تلميذه الجديد الوافد ، وقدرته الباهرة على مواجهة الباطل.

بيد أن وقته لم يأت بعد ، فيعيد عليه أمره بالعودة الى قومه ، حتى

اذا سمع بظهور الدين عاد وأدلى في مجرى الأحداث دلوه..

ويعود أبو ذر رضي الله عنه الى عشيرته وقومه ، فيحدثههم عن النبي الذي ظهر

يدعو الى عبادة الله وحده ويهدي لمكارم الأخلاق ، ويدخل قومه في الاسلام ، واحدا اثر واحد..

ولا يكتفي بقبيلته غفار ، بل ينتقل الى قبيلة أسلم فيوقد فيها مصابيحه ..

وتتابع الأيام رحلتها في موكب الزمن ، ويهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة ، ويستقر بها والمسلمون معه.

وذات يوم تستقبل مشارفها صفوفا طويلة من المشاة والركبان ، أثارت أقدامهم النقع..

ولولا تكبيراتهم الصادعة ، لحبسهم الرائي جيشا مغيرا من جيوش الشرك

اقترب الموكب اللجب.. ودخل المدينة.. ويمم وجهه شطر مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومقامه..

لقد كان الموكب قبيلتي غفار وأسلم ، جاء بهما ابو ذر رضي الله عنه مسلمين جميعا

رجالا ونساء شيوخا وشبابا ، وأطفالا..

وكان من حق الرسول عليه الصلاة والسلام أن يزداد عجبا ودهشة ..

فبالأمس البعيد عجب كثيرا حين رأى أمامه رجلا واحدا من غفار يعلن اسلامه وايمانه ، وقال معبرا عن دهشته :

" ان الله يهدي من يشاء "

أما اليوم فان قبيلة غفار بأجمعها تجيئه مسلمة ، وقد قطعت في الاسلام بضع سنين منذ

هداها الله على يد أبي ذر ، وتجيء معها قبيلة أسلم ..

ان عمالقة السطور وحلفاء الشيطان ، قد أصبحوا عمالقة في الخير وحلفاء للحق.

أليس الله يهدي من يشاء حقا ؟

لقد ألقى الرسول عليه الصلاة والسلام على وجوههم الطيبة نظرات تفيض غبطة وحنانا وودا..

ونظر الى قبيلة غفار وقال :

"غفار غفر الله لها "

ثم الى قبيلة أسلم فقال :

"وأسلم سالمها الله "

وأبو ذر رضي الله عنه هذا الداعية الرائع .. القوي الشكيمة ، العزيز المنال..

سوف تفنى القرون والأجيال ، والناس يرددون رأي الرسول صلى الله عليه وسلم فيه :

" ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر"



أصدق لهجة في أبي ذر..؟


لقد قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام مستقبل صاحبه ، ولخص حياته كلها في هذه

الكلمات..فالصدق الجسور ، هو جوهر حياة أبي ذر كلها..

صدق باطنه ، وصدق ظاهره..

صدق عقيدته وصدق لهجته..

وألقى الرسول يوما هذا السؤال :

" يا أبا ذر كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء ؟ "

فأجاب قائلا :

" اذن والذي بعثك بالحق، لأضربن بسيفي "

فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام :

"أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ اصبر حتى تلقاني"

ترى لماذا سأله الرسول هذا السؤال بالذات..؟؟

لان تلك قضية أبي ذر التي سيهبها حياته ، وتلك مشكلته مع المجتمع ومع المستقبل..

ولقد عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى عليه السؤال ، ليزوده هذه النصيحة الثمينة :

" اصبر حتى تلقاني "

ولسوف يحفظ أبوذر رضي الله عنه وصية معلمه ، فلن يحمل السيف الذي تود به

الأمراء الذين يثرون من مال الأمة.. ولكنه أيضا لن يسكت عنهم لحظة من نهار..

أجل اذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهاه عن حمل السيف في وجوههم ،

فانه لا ينهاه عن أن يحمل في الحق لسانه البتار .. ولسوف يفعل ..

ومضى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن بعده عصر أبي بكر ، وعصر عمر

رضي الله عنهما في تفوق كامل على مغريات الحياة ودواعي الفتنة فيها..

ولقد طال عهد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، فارضا على ولاة المسلمين وأمرائهم

وأغنيائهم في كل مكان من الأرض ، زهدا وتقشفا يكاد يكون فوق طاقة البشر..

ان واليا من ولاته في العراق ، أو في الشام ، أوفي صنعاء أو في أي من البلاد

النائية البعيدة ، لا يكاد يصل اليها نوعا من الحلوى ، لا يجد عامة الناس قدرة على

شرائه ، حتى يكون الخبر قد وصل الى عمر بعد أيام. وحتى تكون أوامره الصارمة

قد ذهبت لتستدعي ذلك الوالي الى المدينة ليلقى حسابه العسير ..

وما دام لا يضايق أبا ذر رضي الله عنه في حياته شيء مثلما يضايقه استغلال السلطة ،

واحتكار الثروة ، فان ابن الخطاب رضي الله عنه بمراقبته الصارمة للسلطة ، وتوزيعه

العادل للثروة سيتيح له الطمأنينة والرضا..

وهكذا تفرغ لعبادة ربه ، وللجهاد في سبيله.. غير لائذ بالصمت اذا رأى مخالفة هنا ، أو هناك.. وقلما كان يرى..

بيد أن أعظم ، وأعدل ، وأروع حكام البشرية قاطبة يرحل عن الدنيا ذات يوم ، تاركا

وراءه فراغا هائلا ، ومحدثا رحيله من ردود الفعل ما لا مفر منه ولا طاقة للناس به.

وتستمر الفتوح في مدها ، ويعلو معها مد الرغبات والتطلع الى مناعم الحياة وترفها.. ويرى أبو ذر رضي الله عنه الخطر ..

ان ألوية المجد الشخصي توشك أن تفتن الذين كل دورهم في الحياة أن يرفعوا راية الله..

ان الدنيا بزخرفها وغرورها الضاري ، توشك أن تفتن الذين كل رسالتهم أن يجعلوا منها مزرعة للأعمال الصالحات..

رأى أبو ذر رضي الله عنه كل هذا فلم يبحث عن واجبه ولا عن مسؤوليته..

بل راح يمد يمينه الى سيفه.. وهز به الهواء فمزقه ، ونهض قائما يواجه المجتمع

بسيفه الذي لم تعرف له كبوة.. لكن سرعان ما رن في فؤاده صدى الوصية التي

أوصاه بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأعاد السيف الى غمده ، فما ينبغي أن يرفعه في وجه مسلم..

لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم يوما وعلى ملأ من أصحابه ، أن الأرض لم تقل ،

وأن السماء لم تظل أصدق لهجة من أبي ذر..

ومن كان يملك هذا القدر من صدق اللهجة ، وصدق الاقتناع ، فما حاجته الى السيف..؟

ان كلمة واحدة يقولها ، لأمضى من ملء الأرض سيوفا ..

وخرج أبو ذر رضي الله عنه الى معاقل السلطة والثروة ، يغزوها بمعارضته معقلا معقلا..

وأصبح في أيام معدودات الراية التي التفت حولها الجماهير والكادحون ..

حتى في الأقطار النائية التي لم يره أهلها بعد.. طاره اليها ذكره.

وأصبح لا يمر بأرض ، بل ولا يبلغ اسمه قوما الا أثار تسؤلات هامة تهدد مصالح ذوي السلطة والثراء.

فقد جعل نشيده وهتافه الذي يردده في كل مكان وزمان .. ويردده الانس عنه كأنه نشيد.. هذه الكلمات :

( بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة )

ولم يعد الانس يبصرونه قادما الا استقبلوه بهذه الكلمات :

" بشر الكانزين بمكاو من نار"


لا حاجة لي في دنياكم


هكذا قال أبو ذر للخليفة عثمان رضي الله عنهما بعد أن وصل الى المدينة ، وجرى بينهما حوار طويل.

لقد خرج عثمان رضي الله عنه من حواره مع صاحبه ، بقرار أن يحتفظ به الى جواره

في المدينة ، محددا بها اقامته ولقد عرض عثمان رضي الله عنه قراره على أبي ذر

رضي الله عنه عرضا رفيقا ، رقيقا ، فقال له :

( ابق هنا يجانبي ، تغدو عليك القاح وتروح )

وأجابه أبو ذر رضي الله عنه :

( لا حاجة لي في دنياكم )

ولقد طلب من الخليفة عثمان رضي الله عنه أن يأذن له الخروج الى الربدة فأذن له..

ولقد ظل وهو في احتدام معارضته أمينا لله ورسوله ، حافظا في اعماق روحه النصيحة

التي وجهها اليه الرسول عليه الصلاة والسلام ألا يحمل السيف.. لكأن الرسول صلى الله

عليه وسلم رأى الغيب كله .. غيب أبي ذر رضي الله عنه ومستقبله ، فأهدى اليه هذه النصيحة الغالية.

جاءه يوما وهو في الربدة وفد من الكوفة يسألونه أن يرفع راية الثورة ضد الخليفة ، فزجرهم بكلمات حاسمة :

( والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة ، أو جبل ، لسمعت ، وأطعت ، وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي..

ولوسيرني ما بين الأفق الى الأفق ، لسمعت وأطعت ، وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي..

ولو ردني الى منزلي ، لسمعت وأطعت ، وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي )

و لقيه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يوما ، فلم يكد يراه حتى فتح له ذراعيه وهو يصيح من الفرح بلقائه :

( مرحبا أبا ذر .. مرحبا بأخي )

ولكن أبا ذر رضي الله عنه دفعه عنه وهو يقول :

( لست بأخيك ، انما كنت أخاك قبل أن تكون واليا وأميرا )

كذلك لقيه أبو هريرة رضي الله عنه يوما واحتضنه مرحبا، ولكن أبا ذر نحاه عنه بيده وقال له :

( اليك عني .. ألست الذي وليت الامارة ، فتطاولت في البنيان ، واتخذت لك ماشية وزرعا )

ومضى أبو هريرة رضي الله عنه يدافع عن نفسه ويبرئها من تلك الشائعات..

وقد يبدو أبو ذر رضي الله عنه مبالغا في موقفه من الجكم والثروة..

ولكن لأبي ذر رضي الله عنه منطقه الذي يشكله صدقه مع نفسه ، ومع ايمانه ، فأبو ذر رضي الله عنه يقف بأحلامه وأعماله..

بسلوكه ورؤاه ، عند المستوى الذي خلفه لهم رسول الله وصاحباه..

أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ..

عرضت عليه الامارة بالعراق فقال :

( لا والله.. لن تميلوا علي بدنياكم أبدا )

ورآه صاحبه يوما يلبس جلبابا قديما فسأله :

أليس لك ثوب غير هذا..؟ لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين..؟

فأجابه أبو ذر رضي الله عنه :

( يا بن أخي.. لقد أعطيتهما من هو أحوج اليهما مني )

قال له : والله انك لمحتاج اليهما ..

فأجاب أبو ذر رضي الله عنه :

( اللهم اغفر له.. انك لمعظم للدنيا ، ألست ترى علي هذه البردة ؟

ولي أخرى لصلاة الجمعة ، ولي عنزة أحلبها ، وأتان أركبها ، فأي نعمة أفضل ما نحن فيه )

وجلس يوما يحدث ويقول :

أوصاني خليلي بسبع..

أمرني بحب المساكين والدنو منهم..

وأمرني أن أنظر الى من هو دوني، ولاأنظر الى من هو فوقي..

وأمرني ألا أسأل أحد شيئا..

وأمرني أن أصل الرحم..

وأمرني أن أقول الحق وان كان مرا..

وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم..

وأمرني أن أكثر من : لا حول ولا قوة الا بالله )

ولقد عاش هذه الوصية ، وصاغ حياته وفقها، حتى صار " ضميرا " بين قومه وأمته..

ويقول الامام علي رضي الله عنه :

( لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر )

عاش يناهض استغلال الحكم، واحتكار الثروة..

يمنعونه من الفتوى ، فيزداد صوته بها ارتفاعا ، ويقول لمانعيه :

( والذي نفسي بيده ، لو وضعتم السيف فوق عنقي ، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من

رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها )


مشهد الختام


ان هذه السيدة السمراء الضامرة ، الجالسة الى جواره تبكي ، هي زوجته..

وانه ليسألها : ( فيم البكاء والموت حق..؟ )

فتجيبه بأنها تبكي : لأنك تموت ، وليس عندي ثوب يسعك كفنا .

( لا تبكي ، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول :

ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين..

وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية ، ولم يبق منهم غيري ..

وهأنذا بالفلاة أموت ، فراقبي الطريق ، فستطلع علينا عصابة من المؤمنين ، فاني والله ما كذبت ولا كذبت )

وفاضت روحه الى الله..ولقد صدق..

فهذه القافلة التي تغذ السير في الصحراء ، تؤلف جماعة من المؤمنين ، وعلى رأسهم

عبدالله بن مسعود رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وان ابن مسعود رضي الله عنه ليبصر المشهد قبل أن يبلغه مشهد جسد ممتد يبدو كأنه

جثمان ميت ، والى جواره سيدة وغلام يبكيان..

ويلوي زمام دابته والركب معه صوب المشهد ، ولا يكاد يلقي نظرة على الجثمان ، حتى

تقع عيناه على وجه صاحبه وأخيه في الله والاسلام أبي ذر رضي الله عنه .

وتفيض عيناه بالدمع ، ويقف على جثمانه الطاهر يقول :

( صدق رسول الله نمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك )

ويجلس ابن مسعود رضي الله عنه لصحبه تفسير تلك العبارة التي نعاه بها :

( تمشي وحدك.. وتموت حدك.. وتبعث وحدك )

كان ذلك في غزوة تبوك سنة تسع من الهجرة، وقد أمر الرسول عليه السلام بالتهيؤ

لملاقاة الروم ، الذين شرعوا يكيدون للاسلام ويأتمرون به.

وكانت الأيام التي دعى فيها الناس للجهاد أيام عسر وقيظ.. وكانت الشقة بعيدة.. والعدو مخيفا..

ولقد تقاعس عن الخروج نفر من المسلمين ، تعللوا بشتى المعاذير..

وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه.. وكلما أمعنوا في السير ازدادوا جهدا

ومشقة ، فجعل الرجل يتخلف ، ويقولون يا رسول الله تخلف فلان، فيقول :

" دعوه فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم.. وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه "

وتلفت القوم ذات مرة ، فلم يجدوا أبا ذر.. وقالوا للرسول عليه الصلاة والسلام :

لقد تخلف أبو ذر ، وأبطأ به بعيره..

وأعاد الرسول صلى الله عليه وسلم مقالته الأولى ..

كان بعير أبي ذر رضي الله عنه قد ضعف تحت وطأة الجوع والظمأ والحر وتعثرت من الاعياء خطاه..

وحاول أبو ذر رضي الله عنه أن يدفعه للسير الحثيث بكل حيلة وجهد ، ولكن الاعياء كان يلقي ثقله على البعير..

ورأى أبو ذر رضي الله عنه أنه بهذا سيتخلف عن المسلمين وينقطع دونهم الأثر ،

فنزل من فوق ظهر البعير ، وأخذ متاعه وحمله على ظهره ومضى ماشيا على قدميه ،

مهرولا ، وسط صحراء ملتهبة ، ليدرك رسوله عليه السلام وصحبه..

وفي الغداة ، وقد وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا ، بصر أحدهم فرأى سحابة من

النقع والغبار تخفي وراءها شبح رجل يغذ السير..

وقال الذي رأى : يا رسول الله ، هذا رجل يمشي على الطريق وحده.. وقال الرسول عليه الصلاة والسلام :

" كن أبا ذر "

وعادوا لما كانوا فيه من حديث ، ريثما يقطع القادم المسافة التي تفصله عنهم ، وعندها يعرفون من هو ..

وأخذ المسافر الجليل يقترب منهم رويدا .. يقتلع خطاه من الرمل المتلظي اقتلاعا ،

وحمله فوق ظهره بتؤدة.. ولكنه مغتبط فرحان لأنه أردك القافلة المباركة ، ولم يتخلف عن رسول الله واخوانه المجاهدين..

وحين بلغ أول القافلة ، صاح صائهحم : يارسول الله : انه والله أبا ذر.. وسار أبو ذر صوب الرسول.

ولم يكد صلى الله عليه وسلم يراه حتى تألقت على وجهه ابتسامة حانية واسية ، وقال :

" يرحم الله أبا ذر .. يمشي وحده .. ويموت وحده .. ويبعث وحده "

وبعد مضي عشرين عاما على هذا اليوم أو تزيد ، مات أبو ذر رضي الله عنه وحيدا ، في فلاة الربدة..

بعد أن سار حياته كلها وحيدا على طريق لم يتألق فوقه سواه.. ولقد بعث في التاريخ

وحيدا في عظمة زهده ، وبطولة صموده..

ولسوف يبعث عند الله وحيدا كذلك ، لأن زحام فضائله المتعددة ، لن يترك بجانبه مكانا لأحد سواه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالإثنين يوليو 05, 2010 11:54 pm

قصه العبد الصالح
الشيخ عزيز


كان الشيخ عزيز من العلماء الأجلاء الذين غلب عليهم الزهد في الدنيا و ترك زينتها و الرغبة في الآخرة و نيل ثوابها ، و لم يظهر في أي مظهر من مظاهر الدنيا . و قد عرف بين معاصريه من العلماء بالعبادة و الإيمان والورع و التقوى و التصلب في عقيدته ، كما و عرف بالانعزال عن الناس ، صائما نهاره قائما ليله ، ومن هنا لم يشتهر عند المؤرخين من نقلة تراجم العلماء في البحرين

القصه التاريخيه:

وكان الشيخ عزيز يمتهن حرفة بسيطة ، وهي نقل الملح من محاله على حماره إلى الأسواق اليومية المنتشرة في قرى البحرين ، مثل يوم الأحد في توبلي ، ويوم الاثنين قرب قلعة البحرين ، و يوم الأربعاء في المنامة ، و يوم الخميس قرب مشهد الخميس ، تحريا منه لمكسب الحلال . و يبيع في الأسبوع مرتين أو ثلاث مرات و يقتات بالثمن مقتنعا بما يكتب الله له من الرزق ، وإذا مسه الضر فوض أمره إلى الله وإذا اعتدى عليه أحد قال حسبي الله و نعم الوكيل ، و لا يشكو إلا إلى الله و لا يسأل إلا إياه . وقد انقطع إلى الله في جميع أموره ، ويسأله دائما حسن الخاتمة وان يلقاه و هو عليه راض ، ويردد في دعائه أن يلقى الله و هو شهيد في سبيله و في حب أهل بيت نبيه .

وكان في أكثر أوقاته يحي الليل بالعبادة فإذا فرغ من ورده ينام قليلا ، و بينما هو في بعض الليالي بين النائم والمنتبه إذ سمع هاتفا يهتف به و يقول : "ابشر، فان الله عنك راض وقد كتب لك الشهادة و أنت من أنصار وليه و حجته الإمام المهدي المنتظر . فانتبه و هو في غبطة و سرور ينتظر ذلك الفوز العظيم . ودار الزمن في دوراته وحدثت الحوادث على جزيرة أوال . و تكررت الحوادث و تعددت الكوارث و ضرب الدهر بكلكله . ومما سبب القضاء و حتم القدر دخول الخوارج إلى هذه الجزيرة في عام 1216 وكان الشيخ عزيز من المنددين لهذا الدخول وقد عرف بهذا عند أولائك . فبينما هو يسوق أمامه حماره و عليه جوا لق الملح و كان الوقت ليلا إذ أدركه وقت صلاة الصبح وهو قرب المسجد الذي يكون غرب قبره بقليل ، فعقل حماره خارج المسجد ودخل وصلى ثم خرج . وعند وصوله محل قبره أوفقه جماعة من الأعداء ، وقد كمنوا له لما علموا هذا طريقه ، كما عرفوا منزلته من الدين أضعافا لما مر تعمدوا قتله ، فضربه أحدهم بالسيف ضربة قاضية أردته صريعا على الأرض و انصرفوا عنه و تركوه يخور بدمه . ولما خرج المصلون من المسجد ورأوه جهزوه و دفنوه في موضع قتله ، و بعد حين بنوا عليه مسجدا استنادا لقوله تعالى في ذكر أهل الكهف " قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا " .

ولاكتشاف قبر الشيخ عزيز قصة : قالوا أن أحد باعة الملح مر و هو يسوق حماره وقد أدركه وقت صلاة الصبح وهو قرب المسجد الذي يكون قبر الشيخ عزيز وبعد صلاته في المسجد مر في طريقه ، فلما قرب من القبر رأى المراحل التي فيها الملح وقد مالت إلى جانب واحد ، فأوقف الحمار ليعدلها وقال مستعينًا بالله : يا عزيز فسمع صوتا من ناحية القبر يقول : لبيك داعي الله هل خرج قائم آل محمد؟ ففزع الرجل وقال : إنما دعوت الله وهو العزيز فقال له : لم لا قلت يا عزيز يا الله . ونقل الرجل ما سمع للناس و شاع وذاع الخبر و عرف ( الشيخ عزيز ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ازهار
عضوفعال
عضوفعال
ازهار

انثى
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
عدد المشاركات : 2388
نقاط التقييم : 3258
بلد الاقامة : في قلوب تذكر الله
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الميزان

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 09, 2010 7:20 am


عبد مستجاب الدعوة

عن عبد الله بن المبارك قال كنت بمكة فأصابهم قحط فخرجوا إلى المسجد الحرام يستسقون فلم يسقوا وإلى جانبي أسود منهوك فقال: اللهم إنهم قد دعوك فلم تجبهم وإني اقسم عليك أن تسقينا قال فوالله ما لبثنا أن سقينا. قال فانصرف الأسود واتبعته حتى دخل دارا في الخياطين فعلمتها فلما أصبحت أخذت دنانير وأتيت الدار فإذا رجل على باب الدار فقلت أردت رب هذه الدار فقال: أنا، قلت: مملوك لك أردت شراءه فقال لي أربعة عشر مملوكاً أخرجهم إليك فأخرجهم فلم يكن منهم. فقلت له: بقي شيء؟ فقال لي غلام مريض فأخرجه فإذا هو الأسود فقلت بِعنيه قال هو لك يا أبا عبد الرحمن فأعطيته أربعة عشر دينارا وأخذت المملوك فلما صرنا إلى بعض الطريق قال لي يا مولاي أي شيء تصنع بي وأنا مريض فقلت لِمَا رأيتُ عَشيّة أمس، قال: فاتّكأ على الحائط فقال اللهم إذ شهرتني فاقبضني إليك قال فخرّ ميتا قال فانحشر عليه أهل مكة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالأحد يوليو 11, 2010 8:56 am


هو زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حردجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن اقصى العبدي.

قبيلته:
ينتمي الى قبيلة (عبد القيس) من (ربيعة) التي قدمت الى البحرين في الجاهلية ونزلتها وأجلت عنها قبيلة اياد قهرا.

وقد كان الأمير زيد بن صوحان من ضمن مجموعة الوفد البحراني الذي ذهب الى المدينة لإعلان البيعة لرسول الله(صلى الله عليه وآله). ومن أقوال الرسول ( ص ) في عبد القيس انه قال عند قرب و صولهم إلى وفادته لمبايعته بالإسلام : " سيطلع عليكم من ههنا ركب هم خير أهل المشرق " و قال عند قدومهم : " مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامى " ودعا لهم قائلا : " اللهم أغفر لعبد القيس " . وأوصى الأنصار بهم فقال : " يامعشر الأنصار أكرموا إخوانكم فانهم أشبه الناس بكم في الإسلام ، اسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين " ..

ومن هذا الوسط كان أبناء صوحان وعلى رأسهم زيد و صعصعة . وقد ضربت أسرة آل صوحان مثلا رائعا في التفاني لإعزاز الإسلام و الدفاع عنه بالكلمة و بالنفس فنالوا أعلى المراتب و حققوا أعلى الدرجات .

و زيد بن صوحان من الذين أدركوا عهد النبوة و صاحبوا النبي ( ص ) و كانت له مواقف مشرفة تشهد على حسن بلائه . وقد نقل الباحث محمد جواد مرهون - السابق الذكر شهادة الرسول ( ص ) في زيد حين أنبأ عن شهادته و ذكر فضله فقال : كان رسول الله ( ص ) في سفر فنزل رجل من القوم فساق بهم و رجز ثم نزل آخر ، ثم بدا لرسول الله ( ص ) أن يواسي أصحابه فنزل فجعل يقول : جندب وما جندب و الأقطع الخير زيد

ثم ركب فدنا منه أصحابه فقالوا : يا رسول الله سمعناك الليلة تقول : جندب وما جندب والأقطع الخير زيد . فقال (ص): " رجلان يكونان في هذه الأمة يضرب أحدهما ضربة تغرق بين الحق و الباطل و الآخر تقطع يده في سبيل الله ثم يتبع الله آخر جسده بأوله " فقطعت يد زيد يوم جلولاء ( اسم نهر وبه كانت الواقعة المشهورة للمسلمين على الفرس ) و قتل يوم الجمل . كما نقل أن عمر بن الخطاب ( رض ) كان يكرم زيدا ويقول : هكذا فاصنعوا مع زيد . وعن أبن أبي الهديل قال : دعا عمر بن الخطاب زيد بن صوحان فضقنه على الرحل كما تضقنون أمرائكم ثم التفت إلى الناس وقال : هكذا افعلوا مع زيد وأصحاب زيد . ( طبقات ابن سعد ) . أما سلمان الفارسي ( رض ) فقد كان يأمر زيدا إن يؤم المسلمين و يجعله خطيبا لهم يوم الجمعة . وقد جاء في جواب
أخوتهسيحان) وقداستشهد مع أخيه (زيد) في موقعة الجمل تحت راية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
فهو كذلك أحد أصحاب الإمام علي ومن أنصاره في واقعة الجمل .. وتذكره كتب التاريخ . .. وكما ذكر في كتاب معالم الفتن حول استشهاده
....تقدم علي بالراية. وقتل خلق كثير وجم غفير ولم تر واقعة أكثر من قطع الأيدي والأرجل فيها من هذه الواقعة (4). وقال عبد الله الكاهلي: لما كان يوم الجمل ترامينا بالنبل حتى فنيت وتطاعنا الرماح حتى تكسرت. وتشبكت صدورنا وصدورهم حتى لو سيرت الخيل عليها لسارت. وعلم أهل المدينة بالواقعة يوم الحرب قبل أن تغرب الشمس من نسر مر بماء حول المدينة ومعه شئ معلق فسقط معه. فإذا أكف فيه خاتم نقشه عبد الرحمن بن عتاب وعلم من بين مكة والمدينة والبصرة بالوقعة بما نقل إليهم النسور من الأيدي والأقدام (، وكان هدف قوات أم المؤمنين الحفاظ على الجمل. فكان لا يأخذ بالراية ولا بخطام الجمل إلا شجاع معروف (6وأمر الإمام بقتل الجمل (3)، ولما سقط البعير على الأرض انهزم من حوله من الناس. وحمل هودج عائشة، وإنه كالقنفذ من السهام. وبعد أن هدأ غبار المعركة.
ظهر على أرض القتال عشرة آلاف قتيل (5). أما الجرحى فلا يحصون
وكان من بين القتلى زيد بن صوحان الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان " فبذلك بشره رسول الله بالجنة ..
ووجود قبره هنا في البحرين اليوم هو نتيجة لما قام به قومه بعد المعركة بنقل جثث قتلاهم واعادتها لموطنها الأصلي ودفنها في مضارب قبيلتها .. في المالكية .. فلم يتغير الإسم منذ ذلك الحين حيث أن المالكية من أقدم مدن البحرين منذ الجاهلية ..

وضريح العبدة الصالحة ... بالقرب من بحر المالكية ... خلف مسجد امير زيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالثلاثاء يوليو 13, 2010 10:03 am




كان في الأمم السابقة أولياء صالحون , وعباد زاهدون , وكان جريج العابد أحد هؤلاء الصالحين الذين برَّأهم الله عز وجل , وأظهر على أيديهم الكرامات , بعد أن تربص به المفسدون , وحاولوا إيقاعه في الفاحشة , ثم تشويه سمعته بالباطل , وهكذا أهل الفجور في كل زمان ومكان , لا يهنأ لهم بال , ولا يطيب لهم عيش إلا بأن يشاركهم الآخرون في غيهم وفسادهم , والقصة أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة , عيسى ابن مريم , وصاحب جريج , وكان جريج رجلا عابدا , فاتخذ صومعة فكان فيها, فأتته أمُّه وهو يصلي , فقالت : يا جريج , فقال : يا رب أمي وصلاتي , فأقبل على صلاته , فانصرفت , فلما كان من الغد أتته وهو يصلي , فقالت : يا جريج , فقال : يا رب أمي وصلاتي , فأقبل على صلاته , فانصرفت , فلما كان من الغد أتته وهو يصلي , فقالت : يا جريج , فقال : أي رب أمي وصلاتي , فأقبل على صلاته , فقالت : اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات .
فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته , وكانت امرأة بغي يُتَمثَّلُ بحسنها , فقالت : إن شئتم لأفْتِنَنَّه لكم , قال : فتعرضت له فلم يلتفت إليها, فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته , فأمكنته من نفسها , فوقع عليها , فحملت , فلما ولدت قالت : هو من جريج , فأتوه فاستنزلوه , وهدموا صومعته , وجعلوا يضربونه , فقال : ما شأنكم , قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك , فقال : أين الصبي , فجاءوا به , فقال : دعوني حتى أصلي , فصلى , فلما انصرف أتى الصبي فطَعَنَ في بطنه , وقال : يا غلام , من أبوك ؟ قال : فلان الراعي , قال : فأقبلوا على جريج يقَبِّلونه ويتمسحون به, وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب , قال : لا , أعيدوها من طين كما كانت , ففعلوا ) .

كان جريج في أول أمره تاجراً , وكان يخسر مرة ويربح أخرى , فقال : ما في هذه التجارة من خير , لألتمسن تجارة هي خير من هذه التجارة , فانقطع للعبادة والزهد , واعتزل الناس , واتخذ صومعة يترهَّب فيها , وكانت أمه تأتي لزيارته بين الحين والحين , فيطل عليها من شُرْفة في الصومعة فيكلمها , فجاءته في يوم من الأيام وهو يصلي , فنادته , فتردد بين تلبية نداء أمه وبين إكمال صلاته , فآثر إكمال الصلاة على إجابة نداء أمه , ثم انصرفت وجاءته في اليوم الثاني والثالث , فنادته وهو يصلي كما فعلت في اليوم الأول , فاستمر في صلاته ولم يجبها , فغضبت غضبا شديداً , ودعت عليه أن لا يميته الله حتى ينظر في وجوه الزانيات , ولو دعت عليه أن يفتن لفتن - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى لهذا الحديث - , فاستجاب الله دعاء الأم , وهيأ أسبابه , وعرضه للبلاء .

فقد تذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته وزهده , فسمعت بذلك امرأة بغي يضرب الناس المثل بحسنها وجمالها , فتعهدت لهم بإغوائه وفتنته , فلما تعرضت له لم يأبه بها , وأبى أن يكلمها , ولم يعرها أي اهتمام , فازدادت حنقا وغيظا , حيث فشلت في ما ندبت نفسها له من فتنة ذلك العابد , فعمدت إلى طريقة أخرى تشوه بها سمعته , ودبرت له مكيدة عظيمة , فرأت راعياً يأوي إلى صومعة جريج , فباتت معه , ومكنته من نفسها , فزنى بها , وحملت منه في تلك الليلة , فلما ولدت ادَّعت بأن هذا الولد من جريج , فتسامع الناس أن جريجا العابد قد زنى بهذه المرأة , فخرجوا إليه , وأمروه بأن ينزل من صومعته , وهو مستمر في صلاته وتعبده , فبدءوا بهدم الصومعة بالفؤوس , فلما رأى ذلك منهم نزل إليهم , فجعلوا يضربونه ويشتمونه ويتهمونه بالرياء والنفاق , ولما سألهم عن الجرم الذي اقترفه , أخبروه باتهام البغي له بهذا الصبي , وساقوه معهم , وبينما هم في الطريق , إذ مروا به مروا به قريبا من بيوت الزانيات , فخرجن ينظرن إليه , فلما رآهن تبسم , ثم أمر بإحضار الصبي , فلما جاءوا به طلب منهم أن يعطوه فرصة لكي يصلي ويلجأ إلى ربه , ولما أتم صلاته جاء إلى الصبي , فطعنه في بطنه بإصبعه , وسأله والناس ينظرون , فقال له: من أبوك ؟ فأنطق الله الصبي بقدرته , وتكلم بكلام يسمعه الجميع ويفهمه , فقال : أبي فلان الراعي , فعرف الناس أنهم قد أخطئوا في حق هذا الرجل الصالح , وأقبلوا عليه يقبلونه ويتمسحون به , وأرادوا أن يكفروا عما وقع منهم تجاهه , فعرضوا عليه أن يعيدوا بناء صومعته من ذهب , فرفض وأصر أن تعاد من الطين كما كانت , ثم سألوه عن السبب الذي أضحكه عندما مروا به من عند بيوت الزانيات , فقال : ما ضحكت إلا من دعوة دعتها عليَّ أمي .

إن قصة جريج مليئة بالعبر والعظات , فهي تبين لنا خطورة عقوق الوالدين وتركِ الاستجابة لأمرهما , وأنه سبب لحلول المصائب على الإنسان , فكل هذه المحن والابتلاءات التي تعرض لها هذا العبد الصالح , كانت بسبب عدم استجابته لنداء أمه , ومن فوائد القصة ضرورة أن يلجأ العبد إلى ربه عند الشدائد , والصلاة هي خير ما يُفْزع إليه عند الكرب , ولذلك كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة , وأن الله ينجي العبد ويجعل له فرجاً ومخرجاً , بصلاحه وتقواه كما أنجى جريجا وبرأه مما نسب إليه .

ومن الفوائد التي لها علاقة بالواقع , أن الماضين كانوا يعتبرون مجرد النظر إلى وجوه المومسات نوعاً من البلاء والعقوبة , ولهذا دعت أم جريج على ابنها بتلك العقوبة , فكيف بحالنا في هذا العصر الذي انفتح الناس فيه على العالم انفتاحا شديدا , عبر وسائل الاتصال الحديثة , وعرضت المومسات على الناس صباح مساء عبر أجهزة التلفاز والقنوات الفضائية وعبر شبكة الإنترنت , ولا شك أن ذلك من العقوبات العامة التي تستوجب من المسلم أن يكون أشد حذرا على نفسه من الوقوع في فتنة النظر الحرام , فضلا عن مقارفته وارتكاب الفاحشة والعياذ بالله .

وهكذا ظهر لنا أن الابتلاء فيه خير للعبد في دنياه وأخراه , إذا صبر وأحسن الظن بالله, فجريج كان بعد البلاء أفضل عند الله وعند الناس منه قبل الابتلاء , نسأل الله السلامة من الفتن وأن يثبتنا عند البلاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالخميس يوليو 15, 2010 9:55 pm

هو :
عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل رضي الله عنهما .
قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله :
الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي ثم المدني .
أسلم وهو صغير ثم هاجر مع أبيه لم يحتلم واستُصغِر يوم أحد ، فأولّ غزواته الخندق ، وهو ممن بايع تحت الشجرة ، وأمه وأمّ أم المؤمنين حفصة زينب بنت مظعون ، أخت عثمان بن مظعون الجمحي .
وقال :
روى علما كثيراً نافعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن أبيه وأبي بكر وعثمان وعلي وبلال وصهيب وعامر بن ربيعة وزيد بن ثابت وزيد عمه وسعد وابن مسعود وعثمان بن طلحة وأسلم وحفصة أخته وعائشة وغيرهم . انتهى .
روى عنه خلق كثير .
وهو أحد الستة الذين هم أكثر الصحابة رواية ، وأحد العبادلة الأربعة ، وثانيهم ابن عباس ، وثالثهم عبد الله بن عمرو بن العاص ، ورابعهم عبد الله بن الزبير .
جهاده :
كان مُجاهداً منذ نعومة أظفاره .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال ، وأنا ابن أربع عشرة سنة ، فلم يُجزني ، وعرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة سنة ، فأجازني . رواه البخاري ومسلم .
وشهِد فتح مكة وله عشرون سنة .
وقدِم الشام والعراق والبصرة وفارِس غازياً .
وشهِد فتح مصر .
روى حجاج بن أرطاة عن نافع أن ابن عمر بارز رجلاً في قتال أهل العراق ، فقتله ، وأخذ سَلَبه .
عبادته :
كان رضي الله عنه عابداً كثير العبادة
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكنت غلاماً شاباً ، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطيّ البئر ، وإذا لها قرنان ، وإذا فيها أناس قد عرفتهم ، فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار . قال : فلقينا مَلَك آخر فقال لي : لم ترع ، فقصصتها على حفصة ، فقصّتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل . فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا . رواه البخاري ومسلم .
قال حبيب بن الشهيد : قيل لنافع : ما كان يصنع ابن عمر في منزله ؟ قال : لا تطيقونه ؛ الوضوء لكل صلاة ، والمصحف فيما بينهما .
وقال نافع : كان ابن عمر لا يصوم في السفر ، ولا يكاد يفطر في الحضر .
زُهده :
كان رضي الله عنه زاهداً مُعرضاً عن الدنيا والافتتان بها .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .
وقال : لقد رأيتنا ونحن متوافرون ، وما فينا شاب هو أملك لنفسه من ابن عمر .
وقال حذيفة رضي الله عنه : ما مِنّـا أحد يُفتش إلا يُفتش عن جائفة أو منقلة إلا عمر وابنه .
( والجائفة هي الطعنة الواصلة للجوف ، والـمُنَقِّلـة وهي ما توضّح العظم وتهشمه ) قال ذلك كناية عن المعائب .
وقال جابر رضي الله عنه : ما منا أحد أدرك الدنيا إلا وقد مالت به إلا ابن عمر .
وقالت عائشة رضي الله عنها : ما رأيت أحداً ألزم للأمر الأول من ابن عمر .
وقال ميمون بن مهران : دخلت على ابن عمر فقوّمت كل شيء في بيته من أثاث ما يسوى مئة درهم !
وقال مولاه نافع : إنْ كان ابن عمر ليفرّق في المجلس ثلاثين ألفا ، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل مزعة لحم .
اتِّـباعـه للسنة :
كان ابن عمر رضي الله عنهما مِن أكثر الناس اتّباعاً للسنة رضي الله عنه .
وكان شديد الاستجابة للرسول صلى الله عليه وسلم
ولذا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو تركنا هذا الباب للنساء . قال نافع : فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات . رواه أبو داود .
ومن ذلك
ما رواه مسلم عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها . قال فقال بلال بن عبد الله : والله لنمنعهن . قال : فأقبل عليه عبد الله فسبّـه سـبّـاً سيئا ما سمعته سبه مثله قط ، وقال : أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول : والله لنمنعهن ؟
رقّـة ابن عمر رضي الله عنهما :
قال نافع : كان ابن عمر إذا قرأ : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ) بكى حتى يغلبه البكاء .
وروى عاصم بن محمد العمري عن أبيه قال : ما سمعت ابن عمر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بكى .
وقال يوسف بن ماهك : رأيت ابن عمر عند عبيد بن عمير ، وعبيد يقصّ ، فرأيت ابن عمر ودموعه تهراق .
و عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه تلا : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ ) فجعل ابن عمر يبكي حتى لثقت لحيته وجيبه من دموعه ، فأراد رجل أن يقول لأبي : أقصر فقد آذيت الشيخ .
اعتزاله الفتن :
كتب الحجاج إلى ابن عمر : بلغني أنك طلبت الخلافة ، وإنها لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور . فكتب إليه : أما ما ذكرت من الخلافة فما طلبتها وما هي من بالي ، وأما ما ذكرت من العي فمن جمع كتاب الله فليس بعيي ، ومن أدى زكاته فليس ببخيل ، وإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري !
لما أُريد ابن عمر على الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه أبـى ، وهرب على مكة فرضي الله عنه .
قال حبيب بن أبي ثابت أن ابن عمر قال يوم دومة جندل : جاء معاوية على بختي عظيم طويل فقال : ومن الذي يطمع في هذا الأمر ويمدّ إليه عنقه ، قال ابن عمر : فما حدّثت نفسي بالدنيا إلا يومئذ ، هممت أن أقول : يطمع فيه من ضربك وأباك عليه ، ثم ذكرت الجنة ونعيمها فأعرضت عنه .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : دخلت على حفصة ونوساتها تنطف فقلت : قد كان من الناس ما ترين ، ولم يُجعل لي من الأمر شيء . قالت : فالحق بهم ، فإنهم ينتظرونك وإني أخشى أن يكون في احتباسك عنهم فُرقة ، فلم يرعه حتى ذهب قال : فلما تفرق الحكمان خطب معاوية فقال : من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع إليّ قرنه ! فنحن أحق بذلك منه ومن أبيه . يُعرّض بابن عمر !
فقال له حبيب بن مسلمة : فهلا أجبته فداك أبي وأمي ؟ فقال ابن عمر : حللت حبوتي فهممت أن أقول : أحق بذلك منك من قاتلك وأباك على الإسلام ، فخشيت أن أقول كلمة تفرّق الجمع ، ويسفك فيها الدم ، فذكرت ما أعد الله في الجنان . رواه البخاري .
وقال سلام بن مسكين : سمعت الحسن يقول : لما كان من أمر الناس ما كان زمن الفتنة أتوا ابن عمر فقالوا : أنت سيد الناس وابن سيدهم ، والناس بك راضون ، اخرج نبايعك . فقال : لا والله لا يُهراق فيّ محجمة من دم ، ولا في سببي ما كان فيّ روح .
إمامته رضي الله عنه :
يدلّ على إمامته هذه القصة :
لما ابتنى معاوية بالأبطَح مجلسا جلس عليه ومعه ابنه قُرَظَة ، فإذا هو بجماعة على رحال لهم ، وإذا شاب منهم قد رفع عقيرته يتغنى :
من يساجلني يساجل ما جداً *** يملأ الدلـو إلى عقد الكُرب
قال : من هذا ؟
قالوا : عبدالله بن جعفر .
قال : خلُّوا لـه الطريق .
ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يتغنى :
بينما يذكرنني أبصرنني *** عند قِيد الميل يسعى بي الأغر
قلن تعرفن الفتى ؟ قلن : نعم *** قد عرفناه وهل يخفى القمر ؟
قال : من هذا ؟
قالوا : عمر بن أبي ربيعة .
قال : خلُّوا لـه الطريق فليذهب .
قال : ثم إذا هو بجماعة وإذا فيهم رجل يُسأل ، فيقال لـه : رميت قبل أن أحلق ؟ وحلقت قبل أن أرمي ؟ في أشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج ، فقال : من هذا ؟
قالوا : عبد الله بنُ عمر ، فالتَفَتَ إلى ابنه قُرَظَة وقال : هذا الشرف . هذا والله شرف الدنيا والآخرة .
قال الإمام مالك : كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت عبد الله بن عمر ، مكث ستين سنة يُفتي الناس .
شِدّته في الحق :
حدّث إسحاق بن سعيد بن عمرو الأموي عن أبيه عن ابن عمر أنه قام إلى الحجاج وهو يخطب فقال : يا عدو الله استُحلّ حرم الله ، وخرب بيت الله . فقال : يا شيخا قد خرّف ، فلما صدر الناس أمر الحجاج بعض مسوّدته فأخذ حربة مسمومة وضرب بها رجل ابن عمر ، فمرض ومات منها ، ودخل عليه الحجاج عائداً ، فسلم فلم يرد عليه ، وكلّمه ، فلم يُجبه .
وروى ابن سيرين أن الحجاج خطب فقال : إن ابن الزبير بدّل كلام الله ، فعلم ابن عمر فقال : كذب ! لم يكن ابن الزبير يستطيع أن يبدل كلام الله ولا أنت . قال الحجاج : إنك شيخ قد خرّفت الغد ! قال ابن عمر : أما إنك لو عدتَ عدتُ .
وفاته رضي الله عنه :
توفي رضي الله عنه سنة ثلاث وسبعين من الهجرة .
وهو ابن خمس وثمانين سنة .
فرضي الله عنه وأرضاه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الدلو

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالثلاثاء يوليو 20, 2010 7:48 pm

عثمان بن عفان

تاريخه في سطور:-
ولد في العام الخامس لحادثة الفيل .

كان خامس خمسة آمنوا بالإسلام .

كان عمره حين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانياً وخمسين سنة .

تفرد من بين الصحابة بزواجه من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاتهما في حياته .

ومن أعماله الخالدة جمعه الناس على مصحف واحد بقراءة واحدة .

تولى الخلافة في غرة المحرم عام 24 هـ .

كان عمره حين تولى الخلافة سبعين سنة .

استشهد في 18 من ذي الحجة عام 35 هـ .

كان عمره حين استشهد اثنتين وثمانين

مدة خلافته اثنتا عشرة سنة إلا ثمانية أيام . .

دفن ليلا بعد أن منع البغاة تشييع جثمانه ، وكان دفنه بالبقيع في مكان اشتراه بنفسه وأضافه إليه .

تزوج ثمانيا من النسوة توفي عن أربع منهن وهن : فاختة ، وأم البنين ، ورملة ، ونائلة .

كان له تسعة أبناء وثماني بنات : عبد الله ا لأكبر ، وعبد الله ا لأصغر ، وعمرو ، وعمر ، وخالد ، والوليد ، وسعيد ، وعبد ا لملك . .

اسمه

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي .

مولده

ولد في السنة الخامسة من ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان عمره حين البعثة خمسا وثلاثين سنة .

صفته

كان مربوعا ، حسن الوجه ، رقيق البشرة، أسمر، وافر اللحية، أصلع ، عظيم الكتفين .

اسلامه

كان في جاهليته عفا، كريماً ، مستقيما في خلقه ، معروفا بعقله ورجاحة رأيه ، فما دعاه أبو بكر إلى الإسلام حتى استجاب للدعوة ، وأعلن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلامه ، فكان من أوائل السابقين إلى الإسلام . ولما علم عمه الحكم بإسلامه ، أوثقه كتافاً وقال له : ترغب عن دين آبائك إلى دين مستحدث ؟ والله لا أحلُّـك حتى تدع ما أنت عليه ! فقال عثمان : والله لا أدعه ولا أفارقه . فيئس عمه منه وتركه وشانه .

مع الرسول صلى الله عليه وسلم

وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثال المؤمن المخلص الذي وهب لله ولرسوله نفسه وحياته وراحته . زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه بقليل بنته رقية ، ثم هاجر معها إلى الحبشة مع عشرة من الرجال وخمس من النسوة . ثم عاد منها إلى مكة قبل الهجرة . ثم كان فيمن هاجر إلى المدينة مع زوجه ، ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاركه ومجالسه كلها ، لم يغب إلا عن بدر، إذ مرضت زوجته رقية، فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم بالبقاء عندها لتمريضها. وقد أسهم له الرسول صلى الله عليه وسلم في غنائم بدر كمن شهدها . ولما خرج الرسول إلى غزوة غطفان استخلفه على المدينة حتى رجع . وقد توفيت زوجته في عام أحد، فزوجه الرسول صلى الله عليه وسلم بنته الثانية أم كلثوم ، وبذلك سمي (ذا النورين ). وقد كان في غزوة الحديبية رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى قريش ليؤكد لهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد حربا ، لي انما يريد ومن معه من المسلمين زيارة البيت الحرام ، فحبسته قريش ، وأشيع في المسلمين أنه قتل ، فصمم الرسول صلى الله عليه وسلم على مناجزتهم الحرب ، ودعا المسلمين إلى البيعة على الموت في سبيل الله . وقد مد الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى يديه وقال : هذه يد عثمان ، وضرب بها يده الأخرى كمن يبايع . وفي غزوة تبوك كانت له اليد الطولى في تجهيز الجيش والإنفاق عليه ، ولم يفارق رسول صلى الله عليه وسلم الدنيا إلا وقد شهد له بالجنة ، وأصبح معدودأ من كبار الصحابة، الذين أسهموا مع النبي صلى الله عليه وسلم بأموالهم وجهودهم في نشر الدين وتثبيت دعائمه .

مع أبي بكر وعمر

وكان في حياة أبي بكر وعمر من كبار رجال الدولة الذين يستشارون في الملمات ، ويعتمد عليهم في الحوادث ، ولم يضن عليهما، ولا على الدولة بمعونة ولا تأييد مادي أو معنوي ، حتى آلت إليه الخلافة بعد مقتل عمر رضي الله عنه .

في خلافته

بويع بالخلافة من بين ستة من كبار الصحابة عينهم عمر للخلافة . واستمر في خلافته ستة أعوام ، نعم فيها المسلمون بالأمن والاستقرار، وتوالي الفتوح ، واتساع رقعة الدولة . ففي عهده فتحت الخزر ( الترك ) وتوغل المسلمون في خراسان وقهستان وطخارستان ، وافتتحوا تفليس وقبرص . وفي عهده أنشئ أول أسطول بحري للمسلمين . وتوالت انتصارات المسلمين في البحر، حتى أصبحت الدولة الإسلامية دولة بحرية . ثم ابتدأت الفتنة ، واضطرب أمر المسلمين ست سنوات أخرى من خلافته ، لم تنته إلا بمصرعه شهيدا في بيته على يد نفر من الأشقياء من زعماء الفتنة .

ابتدأت الفتنة بدسائس اليهودي الأثيم عبدالله بن سبا الذي تظاهر بالتشيع لعلي ، والانتقاص من عثمان ، وأخذ ينشر الأكاذيب عن سياسته وأعماله . وقد وجد في دهماء الأمصار الكبرى ، الكوفة والبصرة ومصر، مرتعا لترويج أكاذيبه . وقد استجاب للفتنة رؤوس الشر من طالبي الزعامة، وحديثي العهد بالإسلام ، ممن لم يعرفوا قدر عثمان ، ولم يشهدوا بلاءه في الدعوة، وسبقه إلى اعتناقها، ورضى رسول الله صلى اللع عليه وسلم عنه ، وشهادته له بالجنة . وهكذا تعاون الدس اليهودي ، مع الطمع الدنيوي ، مع طيش الشباب ، ونسيان آداب الإسلام مع أولي الأمر، وكبار صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وقدماء الدعاة إلى الله ، تعاون كل ذلك على إيجاد الفتنة الكبرى التي ابتدأت بقتل الخليفة الصحابي الجليل ، وهو فوق الثمانين من عمره ، ثم انتهت إلى تفريق كلمة المسلمين ، وتمزيق وحدتهم ، وتفريقهم إلى شيع وأحزاب ، كل حزب بما لديهم فرحون .

ولقد أحكموا أسباب الفتنة، حتى أحاطت بالخليفة المظلوم من كل جانب ، فأثاروا أولاً دهماء الناس في الأمصار على ولاتهم ، ليضطرب الأمن ، وتنتشر الفوضى، ثم أخذوا يكتبون إلى أهل كل مصر من الأكاذيب من سوء أوضاع البلد الآخر، ما يجعل الذين يسمعون هذه الأخبار، يعتقدون أن الظلم والفوضى والاضطهاد ضارب أطنابه في ذلك المصر، ثم يحملون تبعة ذلك كله على عثمان ، أمير المؤمنين ، حتى إذا بلغوا غايتهم من تهييج الدهماء ، تواعدوا باسم الحج على الحضور إلى المدينة، مقر الخليفة، لمحاصرتها، لم و إنفاذ جريمتهم التي بيتوها . وجاء أوشاب مصر والكوفة والبصرة، كل من طريق غير طريق الآخر، حتى أحاطوا بالمدينة، فخرج إليهم علي رضي الله عنه ، وناقشهم ، فابطل حججهم ، وبين لهم ما يفترون على الخليفة ، وما يتجاوزون فيه الحق ، فتظاهروا بالاقتناع بحيث عاد علي إلى المدينة، واطمأن الصحابة إلى انتهاء الفتنة . ولكنهم سرعان ما فاجئوا المدينة بالليل ، واحتلوها ، وانتشروا في أرجائها، يعلنون الثورة على خليفة المسلمين ، وناقشهم عثمان فيما زعموا من أسباب ثورتهم ، وتبين له أن ليس فيها سبب واحد يدعو إلى شق عصا الطاعة ، ولكم الكيان الإسلامي وتوهينه .

فقد أخذوا على عثمان أنه أتم الصلاة في منى، وقد كان رسول الله ! وصاحباه يقصران فيها، فأجابهم : إني قدمت بلداً فيه أهلي ، وان في الحج من هم حديثو العهد بالإسلام ، فخشيت أن يظنوا أن الصلاة في منى تكون ركعتين دائماً ، فأتممت لهذين الأمرين . ثم سألهم : أليس كذلك ؟ قالوا : بلى .

وأخذوا عليه أنه أخذ بعض المراعي المملوكة لأصحابها، فحماها ، وأباحها لإبل بيت المال ، وغنم المسلمين ، فأجابهم بأنه فعل ذلك لمصلحة المسلمين ، لا لمصلحته هو، فليس له ثاغية ولا راغية. ولقد ولي الخلافة وهو أكثر العرب بعيرا، ثم هو اليوم ليس له شاة ولا بعير، إلا بعيرين يحتاجهما في حجه . . . ثم سألهم : أليس كذلك ؟ قالوا : بلى .

وأخذوا عليه أنه جمع القران في مصحف ، وقد كان في مصاحف متعددة . ولعمري لو لم يكن لعثمان من مأثرة في التاريخ إلا جمع الناس على مصحف واحد ، وقراءة واحدة لكفى ، ولكن الحقد والجهل قلبا مأثرته الخالدة إلى نقيصة. . . وقد قال لهم في جوابه : إن القرآن واحد ، جاء من عند واحد ، و إنما أنا في ذلك تابع لمن تقدمني ، وهو أبو بكر، وسألهم : أليس كذلك ؟ قالوا: بلى .

وأخذوا عليه أنه استعمل الشباب الأحداث في الوظائف والولايات ، فأجابهم بأنه لم يستعمل منهم إلا مجتمعا محتملاً مرضيَّاًً وهؤلاء هم أهل عملهم وبلادهم ، فسلوهم عنهم ، ولقد استعمل رسول الله في صلى الله عليه وسلم أسامة ، وهو شاب على كبار المهاجرين والأنصار ثم سألهم : أليس كذلك ؟ قالوا: بلى .

وأخذوا عليه استعماله لبعض أقربائه ، فأجابهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل بعض أقربائه ، وما يضر الحاكم أن يتولى أقرباؤه الحكم ، إذا كانوا على خير واستقامة وصلاح .

وهكذا ألزمهم عثمان الحجة ، ولو كانوا يريدون في ثورتهم الحق لاستمعوا إليه ، ونزلوا عنده ، ولكنهم طلاب إمرة ـ كما قال عثمان ذلك عنهم في بعض خطبه - ورواد فتنة ، وحديثو عهد بالإسلام ، أغراهم الشيطان بالشر، بحجة إنكار الظلم ، وطلب الإصلاح ، فظلموا الأمة وأفسدوا الدولة، وفتقوا في الإسلام فتقاً لم يرتق بعد . وأحاطوا بالخليفة ، فحصروه في بيته ، ومنعوه من حضور المسجد، وحبسوا عنه الطعام والماء ، وهو يناشدهم الله أن يذكروا صحبته لرسوله ، وبلاءه في الإسلام ، وإنفاقه أمواله في سبيل الله .

وما كان لمثل هؤلاء البغاة أن تهزهم سابقة عثمان ولا تضحياته ، وهم لم يكن لهم شرف السبق إلى الإسلام ، فيعرفوا للسابقين فضلهم ، ولا كانوا أهل تضحية وانفاق ، ليذكروا للمنفقين أياديهم ، وحسن صنيعهم .

واستمروا في حصار البيت ، والخليفة يمنع أحدا من أن يقاومهم بالسلاح ؟ لئلا يكون سفك دماء المسلمين على يده . وأصروا على أن يتنازل عن الخلافة، فأبى أن ينزع ثوبا ألبسه الله إياه ، أو يفرط في أمانة المسلمين في عنقه ، وهم حفنة من البغاة ، لا يمثلون جماعة المسلمين ، ولا يعبرون عن آرائهم .

واستنجد الخليفة بالأمصار، وخشي الثائرون أن تأتيه النجدات ـ وقد تحركت فعلا من البصرة والشام ـ فينكشف أمرهم ، وتخذل حركتهم ، فتسوروا على عثمان البيت ، وأحرقوا الأبواب ، وتقدم بعض أشقيائهم فضربه على رأسه ، وهو يتلو كتاب الله . وأرادت زوجته الوفية البارة " نائلة " ، أن تحول دون ضربة السيف بيدها فتقطعت أصابعها ، ثم هجم عليه شقي آخر فأمسك بلحيته واحتز رأسه ، كما يحتز الجزار الشاة، وصعدت إلى الله روح الخليفة المظلوم ، تلعن دعاة الفتنة بلسان اثنين وثمانين عاما ، كان كل يوم فيها أكرم على الله ، وأبر بالإسلام ، من أعمار هؤلاء الأشقياء جميعا.

ولم يكتف الأشقياء بجريمتهم ، بل انتهبوا ما في البيت من أثاث ، ثم أتوا إلى بيت المال فانتهبوه كله ، وشاع في المدينة قتل الخليفة ، وكان ذلك لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة35 هـ ، وكان هذا اليوم طليعة الأحداث المشؤومة في تاريخ الإسلام والمسلمين.. .

وإن مجال العبرة فيما سردناه من أسباب الفتنة ومراحلها ، أن دعاة الشر يلجئون دائماً إلى إثارة الجهال والأحداث باسم الإصلاح ، مع أن الإصلاح ـ لو صلحت نياتهم ـ لا يكون بتمزيق الشمل ، وتصديع الجماعة ، وفتح باب الفتن على مصراعيه ، ليستفيد منها أعداء الإسلام ما يغريهم بالجد في حربه ، ومكايدة أهله .

ومن مجال العبرة أيضا أن الصحابة لو احتاطوا للشر من بدايته ، وحزموا أمرهم على مناصرة الخليفة المظلوم ، لوئدت الفتنة في مهدها ، ولكن كبارهم أخذوا يتفرجون عليها ، وهم ينكرونها في قلوبهم ، ولعل بعضا منهم ممن كان منحرفا عن عثمان ، لم تسؤه هذه الفتنة ، فساعد دعاتها بلسانه ، حين كان يتطاول على الخليفة وينتقده بما لا مجال للطعن فيه ، وما يمكن أن يكون له مخرج حسن ، وزاد في استفحال الشر ووصول المتأمرين إلى أغراضهم ، حلم عثمان وحياؤه ، وإعفاؤه عنهم في بداية الثورة .

وقد أشار عليه كثيرون بان يأخذهم بالشدة فأبى ، ولو استعمل سلطان الله الذي آتاه في تأديب البغاة والخارجين على الجماعة ، لجنب المسلمين نتائج تلك الفتنة العمياء، ولكن عثمان كان حينئذ يشرف على الثمانين ، وقد وهن منه الجسم ، وضعفت الأعصاب ، وأشرف على لقاء ربه . ففضل أن يلقاه مظلوماً ، على أن يلقاه بدماء رجال انتسبوا إلى الإسلام ، وتظاهروا بإقامة شعائره . . .

ويرحم الله عثمان في هذا ، فلقد أنصف نفسه وظلم المسلمين . . وما كان إلا مجتهدا يعمل بما فطره الله عليه من حلم وحياء وسخاء باليد والروح في سبيل الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ازهار
عضوفعال
عضوفعال
ازهار

انثى
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
عدد المشاركات : 2388
نقاط التقييم : 3258
بلد الاقامة : في قلوب تذكر الله
علم بلدك : من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
الميزان

من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من قصص الصالحين (متجدد   من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Emptyالأحد أكتوبر 03, 2010 8:09 pm


بين عمر وأبي هريرة

عن ابن عون عن ابن سيرين بمعناه قال: لما قدم أبو هريرة من البحرين قال له عمر: يا عدوّ اللّه وعدوَّ كِتابِهِ أَسَرَقْتَ مال اللّه؟! قال أبو هريرة: لست بعدوّ اللّه ولاعدوّ كتابه ولكني عدوّ من عاداهما ولم أسرق مال اللّه. قال: فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف درهم قال: خيلي تناسلت وعطائي تلاحق وسهامي تتابعت فقبضتها منه. قال أبو هريرة: فلما صليت الصبح استغفرت لأمير المؤمنين ثم قال لي عمر بعد ذلك: ألا تعمل فقلت: لا. قال: قد عمل من هو خير منك يوسف. فقلت: يوسف نبيّ ابن نبيّ وأنا ابن أميمة أخشى ثلاثاً واثنتين. قال: فهلا قلت خمساً قلت: أخشى أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم وأخشى أن يضرب ظهري ويشتم عرضي وينزع مالي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من قصص الصالحين (متجدد
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-
» رياض الصالحين للأمام ابى زكريا النووى -(48) باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين
» في رحاب آية (متجدد)
» قصص قصيرة عن الفضيله ( متجدد )
» الســـــ 7 ــــــلطة متجدد
» أماكن في حياة الأنبياء متجدد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الاسلامية  :: اشتياق الاسلام-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1 
باسند - 51610
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_rcap1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Voting_bar1من قصص الصالحين (متجدد - صفحة 3 Vote_lcap1