منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 الطرب الاندلسي فن نفتخر به

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : الطرب الاندلسي فن نفتخر به Empty
الدلو

الطرب الاندلسي فن نفتخر به Empty
مُساهمةموضوع: الطرب الاندلسي فن نفتخر به   الطرب الاندلسي فن نفتخر به Emptyالأربعاء أبريل 28, 2010 12:11 pm

الطرب الأندلسي






تحتل الموسيقى الأندلسية مكانة خاصة في التراث المغربي، وتحظى باحترام كبير لدى المغاربة، حيث امتزج فيها- دون أنواع الموسيقى الأخرى- الطابع الديني بالطابع الفني، بعبق التاريخ، ليعطي أنغاماً خاصة، فقد تعاطى لهذا اللون الموسيقي العلماء ورجال التصوف، وكان رواده يجمعون بين الحس الفني والوقار الذي يستمدونه من وضعيتهم الدينية، ورغم أن رواد هذا الفن اليوم هم فنانون فقط، فإنهم ما زالوا يظهرون في حفلاتهم بالزي المغربي التقليدي الذي تميز به رجال العلم وعلية القوم، أي الجلباب والطربوش والبلغة، في غالب الأحيان، كما أن كلمات هذا الفن الأندلسي العريق، مستمدة من قصائد شعرية صوفية شهيرة في أغلبها، قبل أن يطعمها روادها بألوان شعرية أخرى تستوحي مادتها من الحياة اليومية في المجتمع المغربي، وتمزج بين الموعظة والمزاح، وبين المدح والغزل الرقيق. وفي هذه الجولة التي قام بها مراسل "إسلام أون لاين.نت" بين فنانين ومهتمين بهذا الفن العريق، اكتشاف لبعض الجوانب المهمة من هذه الموسيقى.

طرب المجد والمناسبات الكريمة

تقترن ألحان الطرب الأندلسي القادمة من تاريخ المجد الأندلسي الغابر، بأيام العيد حيث تذاع على القنوات والإذاعات المغربية قبل وبعد صلاة العيد وفي ليلة المولد النبوي الشريف، ومباشرة بعد أذان الإفطار في شهر رمضان، وبعد إعلان رؤية هلال العيد أو هلال مطلع شهر الصيام، وهو ما جعل لها حيزا هاما في ذاكرة الصغار والكبار على حد سواء. كما أن هذا التراث الذي حمله الأندلسيون معهم عند مغادرتهم لبلاد الأندلس تلون بلون الأرض التي احتضنته، فتدرج بين اللون الشرقي في سوريا واللون المغاربي في كل من ليبيا والجزائر وتونس والمغرب، وقد كانت هذه الموسيقى تعرف في المغرب قبل عهد الاستعمار الفرنسي باسم "الآلة" تمييزا لها عن فن السماع الذي يعتمد أداؤه على أصوات المنشدين فقط دون الاستعانة بالآلات الموسيقية، وتتكون الفرقة من مجموعة من المنشدين في نسيج متكامل، يجعل الجمهور أيضا يشارك في الأداء، ويجعل الموسيقى تستولي على كل الجوارح، وتأخذ بالألباب وتحرك الوجدان، فتتوالى الآهات والتكبيرات. وعندما ينفرد المنشد بأداء "تغطية" وينفرد عازف آخر "بالجواب" كما يسمونه يكون هذا الانفراد مؤججا للخلجات. والمنشد لا يغني قطعة موسيقية لكاتبها أو ملحنها بل ينشد تراث أمة، كما يقول الفنان محمد التهامي الحراق. ويضيف أن أهم آلات هذا الطرب تنقسم إلى آلات وترية وأخرى نقرية أو إيقاعية وتشمل الأولى آلة العود، الكمان والربابة في حين تتكون الثانية من "الدربوكة" (الطقطوقة) والدف وآلة الإيقاع (التي تسمى في المغرب بالطر)، وهي من التراث الموسيقي الغنائي المضبوطة علميا، وعلى جانب كبير من الروعة والجمال، الأمر الذي يجعلها أرقى أنواع التعبير الموسيقي في المغرب. موسيقى تعاطاها الفقهاء والعلماء والأدباء، فصانوها إبداعا رفيع النظم والتنغيم والعزف والأداء.



أصول الطرب الأندلسي

ويرجع الباحثون بوادر ظهور هذه الموسيقى إلى فترة الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس، وهذا ما يفسر امتزاج مقومات شرقية بأخرى محلية، مغربية وأيبيرية داخل موسيقى متميزة ظلت تتبلور وتزدهر حتى بلغت تألقها في الأندلس. ونظرا لما كان بين المغرب والأندلس من علاقة وطيدة، فقد انتشرت هذه الموسيقى في كل أجزاء المغرب الكبير، ثم ورثتها بالكامل بعد زوال ملك العرب المسلمين من الأندلس وتفرق أهلها في شمال المغرب، خصوصا في فاس، ومكناس، وتطوان، وشفشاون.. وبقيت حية متواترة إلى يومنا هذا. واتخذت في كل قطر من أقطار المغرب الكبير طابعا متميزا، تحت تأثير الظروف البيئية والتاريخية كالتأثير الشرقي والتركي في كل من تونس والجزائر، كما عرفت بأسماء مختلفة حسب الجهات، فهي تعرف باسم "الآلة" في المغرب وبـ"الغرناطي" في تلمسان ونواحيها، وبـ"الصنعة الجزائرية" في الجزائر، وبـ"المالوف" في قسنطينة وتونس وليبيا.

ويؤكد المختصون في فن الموسيقى الأندلسية أن هذه الموسيقى واحدة من الإمدادات والروافد التي تفرعت عن الموسيقى العربية بمفهومها العام، وهي خلاصة امتزاج وتفاعل المعطيات الفنية النابعة من موسيقى العناصر البشرية المتساكنة بالأندلس، وهي العرب والبربر والقوط والصقالبة. وقد أنشأ "زرياب" في قرطبة معهدا موسيقيا طبقت فيه طرق علمية، ومناهج تعليمية مبنية على أسس تربوية.

وحسب الدارسين للتراث الأندلسي فقد ازدهر هذا اللون الفني بالمغرب، بموازاة ترسخه وازدهاره في بلاد الأندلس، كما نشطت الموسيقى الأندلسية- المغربية على عهد الدولة السعدية حيث ظهرت نهضة جديدة بعدما أصابها من خمول وركود وربما اضطهاد على عهد الموحدين، الذين شددوا في تحريم الموسيقى. فبرز عدد من الفنانين من جملتهم "علال البطلة الفاسي" المتوفى سنة 961هـ "الذي استطاع أن يلحن على مقام الذيل نوبة كاملة أطلق عليها اسم استهلال الذيل".

لكل وقت لحن

وقد أضاف المغاربة إلى الطرب الأندلسي ميزانا أطلقوا عليه اسم "الدرج" بإيقاعه المغربي الصرف. كما اخترعوا "البروالة" على منهاج الزجل الأندلسي في بحور متعددة بالإضافة إلى ما نظمه العلماء من أبيات وكلمات. إدريس بن جلون المهتم بالموسيقى الأندلسية قال لإسلام أون لاين: إن أغلبية التراث رصيد مغربي والباقي تمغرب وطغت عليه اللهجة المغربية والطابع المغربي فاندمج فيه واستقل بنفسه حتى لا يمكن أن يطلق عليه "أندلسيا" إلا تذكيرا بالفردوس المفقود.

وقد استمرت الموسيقى الأندلسية بجهود روادها وعناية السلاطين بها إلى عهدنا. وحتى تترسخ مقومات الوجود للموسيقى الأندلسية كان لا بد من ضمان ليتحقق الاستمرار، فمن هنا كان مبرر خوف هواة الموسيقى الأندلسية بفاس- التي كانت أهم المدن الحاضنة لهذا الفن في المغرب- بعد وفاة الشيخ "محمد بن عبد السلام البريهي" (1945)، فاتجه "الحاج عبد الكريم الرايس" إلى بناء جوق قوي يعتمد على العناصر المجربة ذات النفس العالي في الحفظ والأداء وإن اتجه ثانيا إلى تطعيم الجوق بدماء جديدة من الشباب والشابات صغار العازفين الهواة الذين يمكن أن يحقق احتكاكهم بكبار العازفين ما يطلب من وراء هذا التطعيم. بعد ذلك تمكن أن يحقق نقلة نوعية على صعيد تحقيق الهيكلة الكبرى للجوق فأصبح يضم أكثر من أربعة عازفين على آلة العود مثلا وأكثر من خمسة عازفين على آلة الكمان وعازفين على الكورديون وعازفين جديدين على الإيقاع بالإضافة إلى المسح المشهور به الحاج محمد لخصاص. وبعد الاستقلال أصبح جوق فاس الأول مقارنة بالأجواق الأندلسية الأخرى في الحاضرة المغربية.

لقد كان لوجود طبقة من الهواة بل والعشاق لهذه الموسيقى الدور الأساسي في إنعاش الحركة الموسيقية وتشجيع الموسيقيين على الإبداع في العزف والأداء منذ القديم وكانت العادة في فاس أنه إذا أقام أحدهم حفلا موسيقيا بمناسبة من المناسبات عمد إلى استدعاء كبار الحفاظ من الهواة ووجوه المعروفين بالموسيقى أجلسهم أمام الجوقة ورئيسها فلا يجد الرئيس بدا من استشارتهم أولا في النوبة التي يفضلون الاستماع إليها ثم في الميزان أو الموازين التي يفضلونها.

وقد يعزف النوبة كاملة وتجد هؤلاء الهواة يتتبعون سير الميزان صنعة وقد يغنونه أيضا كما يتدخل هؤلاء الهواة في اختيار (النفقة) أي الأشعار التي سيتغنى بها لتكون منسجمة مع المناسبة التي يقام من أجلها الحفل. فمناسبة الأعراس مثلا لا يلائمها من الأشعار إلا ما كان يتحدث عن الألفة والمحبة والتودد إلى المحبوب ووصف جلسات الهناء والسرور وحفلات العقيقة أيضا لا تتواءم إلا مع الأشعار التي تتحدث عن الطالع السعيد والتهنئة والبشارة بالخير وبعض الموازين والنوبات لا تنسجم إلا مع أوقات معينة "فالعشاق" مثلا لا ينبغي أن يعزف إلا في الصباح و"الماية" لا يلائمها إلا العشايا و"رصد الديل" و"الحجاز الكبير" لا تعزف إلا ليلا و"الحجاز المشرقي" يعزف في الزوال.



النظام الفني

للطرب الأندلسي بنية متميزة ونظام محكم يتبعه عند الأداء، وتعرف بمجموعة من المكونات تشكل خصائصها الجمالية، كـ(النوبة - موازين الآلة - الصنائع - البغية- التوشية- حركات الميزان – الطراطين والطبوع...)

والنوبة في الاصطلاح الموسيقي المغربي حسب المختص في هذا التراث يونس الشامي: "مجموعة القطع الغنائية والآلية التي تتوالى حسب نظام مخصوص ومعروف، وكل نوبة تحمل اسم المقام الذي بنيت عليه، وعدد النوبات المستعملة في المغرب اليوم إحدى عشر هي: (رمل الماية، الأصبهان، والماية، ورصد الذيل، والاستهلال، والرصد، وغريبة الحسين، والحجاز الكبير، والحجاز المشرقي، وعراق العجم، والعشاق).

ويعرف حاتم الوكيلي ابن المرحوم أحمد الوكيلي- أحد أعمدة هذا الفن بالمغرب - في كتابه "الموسيقى الأندلسية" النوبة تعريفا يرتبط بالوقت، حيث يقال إن لكل نوبة وقتا معينا من الليل أو النهار يعتقد أنه الأنسب، وقد اختيرت القطع الشعرية لنوبات "الآلة" بحيث تتلاءم مع طبيعة التأثيرات النفسية التي تحدثها "طبوعها" من جهة، ومع الأوقات المحددة للعزف أو الغناء على تلك "الطبوع" من جهة ثانية.

ويحتوي هذا اللون الموسيقي على خمسة موازين حسب تسلسلها في كل نوبة: البسيط، والقائم ونصف، والبطايحي، والدرج، والقدام. ويطلق الميزان في آن واحد على الإيقاع وعلى مجموعة الصنائع الملحنة عليه.

وتسمى القطع الشعرية التي تتألف منها النوبات بالصنايع وتكون عبارة عن موشحات أو "أزجال" أو "بروال" وتتكون من بيتين إلى سبعة أبيات، يمكن أن تتكرر داخلها بألحان مختلفة.

تعالج هذه الصنائع الانشغالات المختلفة والدائمة للنفس البشرية، ففيها المدائح النبوية والغزل، والخمريات، ووصف الطبيعة، ومجالس الأنس، والسمر... بينما يطلق أهل الصنعة على الافتتاحية الموسيقية اسم "البغية" وهي عادة تبرز الطابع الأساسي للنوبة وتهيئ المستمع للدخول في أجوائه. وبعد ذلك تأتي المقدمة الموسيقية للميزان المزمع أداؤه، وتسمى "توشية الميزان". وتكون حركات الميزان وفق حركة بطيئة تتزايد سرعتها تدريجا من أول صنعة في الميزان، وتسمى "التصديرة" إلى آخر صنعة فيه وتسمى القفلة، وتمر بثلاث مراحل: الأولى بطيئة تسمى "الموسع" والثانية معتدلة تسمى "المهزوز" والثالثة سريعة تسمى "الانصراف"، ويعرف الانتقال من مرحلة إلى أخرى بالقنطرة. وتعبر الإنشادات والمواويل -وهي نوعان: إنشاد البيتين وإنشاد الطبوع- عن معان سامية يؤديهما المنشد بجلال ووقار، بأسلوب بليغ ومؤثر، وهو شبيه بالموال في طابعه الانسيابي وقائم على وحدة الطبع، ومزين "بالننات" وهي رنات صوتية، والموسيقى المصاحبة له تقتصر فقط على مرافقته. وعند الإنشاد تظهر في كثير من الصنائع كلمات غريبة عنها تسمى "الطراطين" مثل "يلالان"، "هان ن"، و"طيري طان"، و"طارالطي"، و"طاني طاناي".. والغاية منها إيجاد التوازن بين الجمل القصيرة والجمل اللحنية الأطول منها، وتسمى هذه الصنائع "الصنائع المشغول".

ويشيرالفنان يونس إلى أن الإيقاعات الأندلسية تحمل أسماء عربية وفارسية، لأعلام كحمدان والحسين، أو لمدن كأصبهان والحجاز، وعراق العجم، أو درجات السلم الموسيقي الشرقي كالصيكة، والرصد، والماية، كما تحمل مصطلحات موسيقية كانقلاب الرمل والاستهلال وأسماء غير معروفة كالغريبة المحررة، وغريبة الحسين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ازهار
عضوفعال
عضوفعال
ازهار

انثى
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
عدد المشاركات : 2388
نقاط التقييم : 3258
بلد الاقامة : في قلوب تذكر الله
علم بلدك : الطرب الاندلسي فن نفتخر به Empty
الميزان

الطرب الاندلسي فن نفتخر به Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطرب الاندلسي فن نفتخر به   الطرب الاندلسي فن نفتخر به Emptyالجمعة أبريل 30, 2010 12:57 pm

تسلمي غاليتي

راجية الله

على المعلومات القيمة

دمت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام رمزي
رحمها الله وجعل مثواها الجنة (الفاتحة على روحها الطاهرة)
الهام رمزي

انثى
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
عدد المشاركات : 3847
نقاط التقييم : 5667
بلد الاقامة : المغرب
علم بلدك : الطرب الاندلسي فن نفتخر به Empty
الدلو

الطرب الاندلسي فن نفتخر به Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطرب الاندلسي فن نفتخر به   الطرب الاندلسي فن نفتخر به Emptyالجمعة أبريل 30, 2010 1:15 pm

مشكورة غاليتي احلام على مرورك العطر

لك مودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

الطرب الاندلسي فن نفتخر به Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطرب الاندلسي فن نفتخر به   الطرب الاندلسي فن نفتخر به Emptyالخميس يوليو 31, 2014 10:58 pm

الهام رمزي كتب:
الطرب الأندلسي




 

تحتل الموسيقى الأندلسية مكانة خاصة في التراث المغربي، وتحظى باحترام كبير لدى المغاربة، حيث امتزج فيها- دون أنواع الموسيقى الأخرى- الطابع الديني بالطابع الفني، بعبق التاريخ، ليعطي أنغاماً خاصة، فقد تعاطى لهذا اللون الموسيقي العلماء ورجال التصوف، وكان رواده يجمعون بين الحس الفني والوقار الذي يستمدونه من وضعيتهم الدينية، ورغم أن رواد هذا الفن اليوم هم فنانون فقط، فإنهم ما زالوا يظهرون في حفلاتهم بالزي المغربي التقليدي الذي تميز به رجال العلم وعلية القوم، أي الجلباب والطربوش والبلغة، في غالب الأحيان، كما أن كلمات هذا الفن الأندلسي العريق، مستمدة من قصائد شعرية صوفية شهيرة في أغلبها، قبل أن يطعمها روادها بألوان شعرية أخرى تستوحي مادتها من الحياة اليومية في المجتمع المغربي، وتمزج بين الموعظة والمزاح، وبين المدح والغزل الرقيق. وفي هذه الجولة التي قام بها مراسل "إسلام أون لاين.نت" بين فنانين ومهتمين بهذا الفن العريق، اكتشاف لبعض الجوانب المهمة من هذه الموسيقى.

طرب المجد والمناسبات الكريمة

تقترن ألحان الطرب الأندلسي القادمة من تاريخ المجد الأندلسي الغابر، بأيام العيد حيث تذاع على القنوات والإذاعات المغربية قبل وبعد صلاة العيد وفي ليلة المولد النبوي الشريف، ومباشرة بعد أذان الإفطار في شهر رمضان، وبعد إعلان رؤية هلال العيد أو هلال مطلع شهر الصيام، وهو ما جعل لها حيزا هاما في ذاكرة الصغار والكبار على حد سواء. كما أن هذا التراث الذي حمله الأندلسيون معهم عند مغادرتهم لبلاد الأندلس تلون بلون الأرض التي احتضنته، فتدرج بين اللون الشرقي في سوريا واللون المغاربي في كل من ليبيا والجزائر وتونس والمغرب، وقد كانت هذه الموسيقى تعرف في المغرب قبل عهد الاستعمار الفرنسي باسم "الآلة" تمييزا لها عن فن السماع الذي يعتمد أداؤه على أصوات المنشدين فقط دون الاستعانة بالآلات الموسيقية، وتتكون الفرقة من مجموعة من المنشدين في نسيج متكامل، يجعل الجمهور أيضا يشارك في الأداء، ويجعل الموسيقى تستولي على كل الجوارح، وتأخذ بالألباب وتحرك الوجدان، فتتوالى الآهات والتكبيرات. وعندما ينفرد المنشد بأداء "تغطية" وينفرد عازف آخر "بالجواب" كما يسمونه يكون هذا الانفراد مؤججا للخلجات. والمنشد لا يغني قطعة موسيقية لكاتبها أو ملحنها بل ينشد تراث أمة، كما يقول الفنان محمد التهامي الحراق. ويضيف أن أهم آلات هذا الطرب تنقسم إلى  آلات وترية وأخرى نقرية أو إيقاعية وتشمل الأولى آلة العود، الكمان والربابة في حين تتكون الثانية من "الدربوكة" (الطقطوقة) والدف وآلة الإيقاع (التي تسمى في المغرب بالطر)، وهي من التراث الموسيقي الغنائي المضبوطة علميا، وعلى جانب كبير من الروعة والجمال، الأمر الذي يجعلها أرقى أنواع التعبير الموسيقي في المغرب. موسيقى تعاطاها الفقهاء والعلماء والأدباء، فصانوها إبداعا رفيع النظم والتنغيم والعزف والأداء.



أصول الطرب الأندلسي

ويرجع الباحثون بوادر ظهور هذه الموسيقى إلى فترة الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس،  وهذا ما يفسر امتزاج مقومات شرقية بأخرى محلية، مغربية وأيبيرية داخل موسيقى متميزة ظلت تتبلور وتزدهر حتى بلغت تألقها في الأندلس. ونظرا لما كان بين  المغرب والأندلس من علاقة وطيدة، فقد انتشرت هذه الموسيقى في كل أجزاء المغرب الكبير، ثم ورثتها بالكامل بعد زوال ملك العرب المسلمين من الأندلس وتفرق أهلها في شمال المغرب، خصوصا في فاس، ومكناس، وتطوان، وشفشاون.. وبقيت حية متواترة إلى يومنا هذا. واتخذت في كل قطر من أقطار المغرب الكبير طابعا متميزا، تحت تأثير الظروف البيئية والتاريخية كالتأثير الشرقي والتركي في كل من تونس والجزائر، كما عرفت بأسماء مختلفة حسب الجهات، فهي تعرف باسم "الآلة" في المغرب وبـ"الغرناطي" في تلمسان ونواحيها، وبـ"الصنعة الجزائرية" في الجزائر، وبـ"المالوف" في قسنطينة وتونس وليبيا.

ويؤكد المختصون في فن الموسيقى الأندلسية أن هذه الموسيقى واحدة من الإمدادات والروافد التي تفرعت عن الموسيقى العربية بمفهومها العام، وهي خلاصة امتزاج وتفاعل المعطيات الفنية النابعة من موسيقى العناصر البشرية المتساكنة بالأندلس، وهي العرب والبربر والقوط والصقالبة. وقد أنشأ "زرياب" في قرطبة معهدا موسيقيا طبقت فيه طرق علمية، ومناهج تعليمية مبنية على أسس تربوية.

وحسب الدارسين للتراث الأندلسي فقد ازدهر هذا اللون الفني بالمغرب، بموازاة ترسخه وازدهاره في بلاد الأندلس، كما نشطت الموسيقى الأندلسية- المغربية على عهد الدولة السعدية حيث ظهرت نهضة جديدة بعدما أصابها من خمول وركود وربما اضطهاد على عهد الموحدين، الذين شددوا في تحريم الموسيقى. فبرز عدد من الفنانين من جملتهم "علال البطلة الفاسي" المتوفى سنة 961هـ "الذي استطاع أن يلحن على مقام الذيل نوبة كاملة أطلق عليها اسم استهلال الذيل".

لكل وقت لحن

وقد أضاف المغاربة إلى الطرب الأندلسي ميزانا أطلقوا عليه اسم "الدرج" بإيقاعه المغربي الصرف. كما اخترعوا "البروالة" على منهاج الزجل الأندلسي في بحور متعددة بالإضافة إلى ما نظمه العلماء من أبيات وكلمات. إدريس بن جلون المهتم بالموسيقى الأندلسية قال لإسلام أون لاين: إن أغلبية التراث رصيد مغربي والباقي تمغرب وطغت عليه اللهجة المغربية والطابع المغربي فاندمج فيه واستقل بنفسه حتى لا يمكن أن يطلق عليه "أندلسيا" إلا تذكيرا بالفردوس المفقود.

وقد استمرت الموسيقى الأندلسية بجهود روادها وعناية السلاطين بها إلى عهدنا. وحتى تترسخ مقومات الوجود للموسيقى الأندلسية كان لا بد من ضمان ليتحقق الاستمرار، فمن هنا كان مبرر خوف هواة الموسيقى الأندلسية بفاس- التي كانت أهم المدن الحاضنة لهذا الفن في المغرب- بعد وفاة الشيخ "محمد بن عبد السلام البريهي" (1945)، فاتجه "الحاج عبد الكريم الرايس" إلى بناء جوق قوي يعتمد على العناصر المجربة ذات النفس العالي في الحفظ والأداء وإن اتجه ثانيا إلى تطعيم الجوق بدماء جديدة من الشباب والشابات صغار العازفين الهواة الذين يمكن أن يحقق احتكاكهم بكبار العازفين ما يطلب من وراء هذا التطعيم. بعد ذلك تمكن أن يحقق نقلة نوعية على صعيد تحقيق الهيكلة الكبرى للجوق فأصبح يضم أكثر من أربعة عازفين على آلة العود مثلا وأكثر من خمسة عازفين على آلة الكمان وعازفين على الكورديون وعازفين جديدين على الإيقاع بالإضافة إلى المسح المشهور به الحاج محمد لخصاص. وبعد الاستقلال أصبح جوق فاس الأول مقارنة بالأجواق الأندلسية الأخرى في الحاضرة المغربية.

لقد كان لوجود طبقة من الهواة بل والعشاق لهذه الموسيقى الدور الأساسي في إنعاش الحركة الموسيقية وتشجيع الموسيقيين على الإبداع في العزف والأداء منذ القديم وكانت العادة في فاس أنه إذا أقام أحدهم حفلا موسيقيا بمناسبة من المناسبات عمد إلى استدعاء كبار الحفاظ من الهواة ووجوه المعروفين بالموسيقى أجلسهم أمام الجوقة ورئيسها فلا يجد الرئيس بدا من استشارتهم أولا في النوبة التي يفضلون الاستماع إليها ثم في الميزان أو الموازين التي يفضلونها.

وقد يعزف النوبة كاملة وتجد هؤلاء الهواة يتتبعون سير الميزان صنعة وقد يغنونه أيضا كما يتدخل هؤلاء الهواة في اختيار (النفقة) أي الأشعار التي سيتغنى بها لتكون منسجمة مع المناسبة التي يقام من أجلها الحفل. فمناسبة الأعراس مثلا لا يلائمها من الأشعار إلا ما كان يتحدث عن الألفة والمحبة والتودد إلى المحبوب ووصف جلسات الهناء والسرور وحفلات العقيقة أيضا لا تتواءم إلا مع الأشعار التي تتحدث عن الطالع السعيد والتهنئة والبشارة بالخير وبعض الموازين والنوبات لا تنسجم إلا مع أوقات معينة "فالعشاق" مثلا لا ينبغي أن يعزف إلا في الصباح و"الماية" لا يلائمها إلا العشايا و"رصد الديل" و"الحجاز الكبير" لا تعزف إلا ليلا و"الحجاز المشرقي" يعزف في الزوال.



النظام الفني

للطرب الأندلسي بنية متميزة ونظام محكم يتبعه عند الأداء، وتعرف بمجموعة من المكونات تشكل خصائصها الجمالية، كـ(النوبة - موازين الآلة - الصنائع - البغية- التوشية- حركات الميزان – الطراطين والطبوع...)

والنوبة في الاصطلاح الموسيقي المغربي حسب المختص في هذا التراث يونس الشامي: "مجموعة القطع الغنائية والآلية التي تتوالى حسب نظام مخصوص ومعروف، وكل نوبة تحمل اسم المقام الذي بنيت عليه، وعدد النوبات المستعملة في المغرب اليوم إحدى عشر هي: (رمل الماية، الأصبهان، والماية، ورصد الذيل، والاستهلال، والرصد، وغريبة الحسين، والحجاز الكبير، والحجاز المشرقي، وعراق العجم، والعشاق).

ويعرف حاتم الوكيلي ابن المرحوم أحمد الوكيلي- أحد أعمدة هذا الفن بالمغرب - في كتابه "الموسيقى الأندلسية" النوبة تعريفا يرتبط بالوقت، حيث يقال إن لكل نوبة وقتا معينا من الليل أو النهار يعتقد أنه الأنسب، وقد اختيرت القطع الشعرية لنوبات "الآلة" بحيث تتلاءم مع طبيعة التأثيرات النفسية التي تحدثها "طبوعها" من جهة، ومع الأوقات المحددة للعزف أو الغناء على تلك "الطبوع" من جهة ثانية.

ويحتوي هذا اللون الموسيقي على خمسة موازين حسب تسلسلها في كل نوبة: البسيط، والقائم ونصف، والبطايحي، والدرج، والقدام. ويطلق الميزان في آن واحد على الإيقاع وعلى مجموعة الصنائع الملحنة عليه.

وتسمى القطع الشعرية التي تتألف منها النوبات بالصنايع وتكون عبارة عن موشحات أو "أزجال" أو "بروال" وتتكون من بيتين إلى سبعة أبيات، يمكن أن تتكرر داخلها بألحان مختلفة.

تعالج هذه الصنائع الانشغالات المختلفة والدائمة للنفس البشرية، ففيها المدائح النبوية والغزل، والخمريات، ووصف الطبيعة، ومجالس الأنس، والسمر...  بينما يطلق أهل الصنعة على الافتتاحية الموسيقية اسم "البغية" وهي عادة تبرز الطابع الأساسي للنوبة وتهيئ المستمع للدخول في أجوائه. وبعد ذلك تأتي المقدمة الموسيقية للميزان المزمع أداؤه، وتسمى "توشية الميزان". وتكون حركات الميزان وفق حركة بطيئة تتزايد سرعتها تدريجا من أول صنعة في الميزان، وتسمى "التصديرة" إلى آخر صنعة فيه وتسمى القفلة، وتمر بثلاث مراحل: الأولى بطيئة تسمى "الموسع" والثانية معتدلة تسمى "المهزوز" والثالثة سريعة تسمى "الانصراف"، ويعرف الانتقال من مرحلة إلى أخرى بالقنطرة. وتعبر الإنشادات والمواويل -وهي نوعان: إنشاد البيتين وإنشاد الطبوع- عن معان سامية يؤديهما المنشد بجلال ووقار، بأسلوب بليغ ومؤثر، وهو شبيه بالموال في طابعه الانسيابي وقائم على وحدة الطبع، ومزين "بالننات" وهي رنات صوتية، والموسيقى المصاحبة له تقتصر فقط على مرافقته. وعند الإنشاد تظهر في كثير من الصنائع كلمات غريبة عنها تسمى "الطراطين" مثل "يلالان"، "هان ن"، و"طيري طان"، و"طارالطي"، و"طاني طاناي".. والغاية منها إيجاد التوازن بين الجمل القصيرة والجمل اللحنية الأطول منها، وتسمى هذه الصنائع "الصنائع المشغول".

ويشيرالفنان يونس إلى أن الإيقاعات الأندلسية تحمل أسماء عربية وفارسية، لأعلام كحمدان والحسين، أو لمدن كأصبهان والحجاز، وعراق العجم، أو درجات السلم الموسيقي الشرقي كالصيكة، والرصد، والماية، كما تحمل مصطلحات موسيقية كانقلاب الرمل والاستهلال وأسماء غير معروفة كالغريبة المحررة، وغريبة الحسين.
الأستاذة الرائعة إلهام رمزي
الفن الأندلسي رااااااااااااااااااااااااائع جدا
و ليته دام و الفنون الراقية عموما قد إنقرضت أو كادت
و الشائع الآن الفن الهابط الذي يملآ الآذان بكل ما هو سيء و رديء
تحياتي و مودتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهندس محمد فرج
عضو موسس للمنتدى
المهندس محمد فرج

ذكر
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
عدد المشاركات : 123667
نقاط التقييم : 126296
بلد الاقامة : ماريا وترابها زعفران
علم بلدك : Egypt مصر
الجوزاء

الطرب الاندلسي فن نفتخر به Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطرب الاندلسي فن نفتخر به   الطرب الاندلسي فن نفتخر به Emptyالثلاثاء يونيو 02, 2015 1:49 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطرب الاندلسي فن نفتخر به
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشعر الاندلسي في وصف المراة
» الطرب عند العرب: من النهضة إلى الحلال والحرام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام العامة  :: اشتياق العام والنقاش -
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1 
باسند - 51625
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_rcap1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Voting_bar1الطرب الاندلسي فن نفتخر به Vote_lcap1