[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تقول المستشرقة الإيطالية إيزابيلا كاميرا دافليتو
كان الغرب وما يزال بحاجة إلى اختراع عدو حتى يضمن لنفسه خطاً دفاعياً ويظل مترفعاً ومتعالياً على ما تبقى من العالم لسنين طويلة أو حتى لعقود
كان هذا العدو متمثلاً بالشيوعية وبالمعسكر الشرقي وعندما انهارت الشتقول المستشرقة الإيطالية إيزابيلا كاميرا دافليتويوعية برز لدى الغرب التساؤل التالي من سيكون عدونا المقبل؟!.
وإذا به يسحب من خزانة تراكم عليها غبار الزمن صورة العدو التاريخي القديم المتمثل بالعالم الإسلامي لكن الغرب كان أيضاً بحاجة إلى وسيلة لإقناع مواطنيه بمصداقية هذا الاكتشاف الجديد والقديم
لذا كان طبيعياً أن يحاول ترسيخ ملامح البعبع من خلال تقديم الأصولية الإسلامية والإرهاب الإسلامي في صورة العدو العنيف ...
كتاب المستشرقون والإسلام معالجة منهجية خاطئة د إبراهيم محمد جواد .
إيزابيلا كاميرا ديفليتو: الخوف من الإسلاميين يسيطر على أوروبا
استطاعت الدكتورة إيزابيلا كاميرا ديفليتو، الناقدة والمترجمة وأستاذ كرسى الأدب العربى المعاصر فى كلية الدراسات الشرقية بجامعة روما، طرح ترجمات لعدد كبير من الروايات العربية على المجتمع الإيطالي، خاصة والمجتمع الأوروبى عامة، وكتبت العديد من الأبحاث والمقالات الأدبية التى يدور أغلبها حول الأدب العربى المعاصر ونشرتها فى مختلف المجلات الإيطالية والعالمية.
تدير د. إيزابيلا منذ عام 1993 سلسلة "كُتّاب عرب معاصرون" الصادرة عن دار "جوفانس" فى روما، حيث أشرفت على ترجمة 40 رواية لأشهر الكتاب العرب منهم عبدالرحمن منيف، غادة السمان، إبراهيم الكونى، هدى بركات، أحلام مستغانمى وغيرهم.
"الأهرام العربى" التقت د. إيزابيلا كاميرا وكان هذا الحوار.
- درست اللغة العربية على يد المستشرق الإيطالى «فرانشيسكو غبريل» ما الذى حرضك فى البداية على الاهتمام باللغة العربية؟
كان لدى فضول كبير فى أن أتعرف على عالم العرب، فنحن نشترك معا فى البحر الأبيض المتوسط، وأشاهد هؤلاء الناس بشكل دائم، فأحببت أن أعرف هذا العالم كيف يعيشون، ماذا يفعلون فى الحياة؟
كنت أريد أن أعرف شيئا عن الناس المحيطين بنا سواء فى الشمال (إسبانيا وفرنسا ويوغسلافيا واليونان)، أو عن العرب.
- لماذا اخترت الأدب العربى بالذات ولم تختارى جانبا آخر خلاف الأدب؟
كنت أريد أن أعرف المجتمع العربى من خلال الأدب المعاصر، وفكرت بأننى خلال الأدب أستطيع أن أفهم. حاولت أن أعرف ما خلف الأسلوب الأدبى، أن أعيد اكتشاف العالم الذى كنت أتلصص عليه من بعيد، ووجدت أن المثقف فى العالم العربى مارس دورا كبيرا ومهما خصوصا فى السبعينيات والثمانينيات وإذا قرأنا مؤلفات عبدالرحمن منيف بشكل متواصل نستطيع أن نفهم النظرة العربية الحقيقية للأمريكيين، وما الذى حدث مثلا فى العراق.
من خلال الأدب العربى تستطيع تقديم قراءة حقيقية للمجتمع العربى السياسى والاجتماعى، وتستوعب ما الذى حدث فى المنطقة فى فترة معينة وكيف حدث؟
- هل تجاوزت نظرة الغرب إلى الإبداع العربى ارتباطه بـ "ألف ليلة ليلة"؟
نعم شغلنا طويلا فى أوروبا بألف ليلة وليلة، تستطيع القول إنها أخذت وقتا طويلا فى إيطاليا كمحدد رئيسى لا قبله ولا بعده، لكنى أستطيع القول بأن مسألة ألف ليلة وليلة تنتمى إلى الماضي، وانتهى الأمر الآن، فبدأنا ننظر إلى مختلف أنواع الروايات المعاصرة ونتابعها ونهتم بها، ونكتشف أن العرب لا يمكن اختصارهم فى ألف ليلة وليلة فقط.
- لماذا اخترت "عائد إلى حيفا" لغسان كنفانى كبداية لترجماتك من العربية؟
إن هذا الأمر يشبه الحب الأول، نحن لا نستطيع أن ننسى الحب الأول، فغسان كنفانى هو حبى العربى الأول ككاتب، وعندما بدأت ترجمته كان قد مات منذ عشر سنوات لكنه بالنسبة لى، وبالنسبة وللآخرين تحول إلى رمز، نحن استطعنا أن نفهم القضية الفلسطينية من خلال رواية صغيرة جدا له، فالرواية استوعبت كل الكتب عن التاريخ الفلسطينى وتاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، لا تستطيع أن تشرح القضية الفلسطينية فى عشرات الكتب، لكن كنفانى استطاع تقديم تشريح دقيق للقضية الفلسطينية فى رواية، وفى أغلب رواياته حافظ على القضية، وقدمها بعمق وسلاسة، وأفهمنا نحن الأوروبيين الوضع الحقيقى لفلسطين والظلم والقمع اللذين تعرض لهما أهلها.
- فى ترجماتك إلى الإيطالية اخترت أسماء مختلفة غير التى اعتدنا أن يترجم لها فى الغرب سواء عبدالرحمن منيف أو حنا مينا أو هدى بركات أو حنان الشيخ. لماذا؟
اخترت الكتب التى أحسست بأن ترجمتها ستقدم العرب بشكل حقيقى يلائمهم ويلائم البلاد التى يعيشون فيها، الغربى بحاجة دائمة لأن يفهم العربى وحياته وتاريخه، قمت وبعض المترجمين من زملائى باختيار الكتب التى رأينا أنها تمثل المجتمع المعاصر، مثل كتب غادة السمان وهدى بركات، هذا إذا أردنا أن نفهم الحرب اللبنانية وماذا فعلت باللبنانين مثلا وكيف رصدهم التاريخ، كما أن الكاتب هو مبدع فى النهاية وصاحب ضمير يقدم رؤيته لوطن يحبه. ولن يخون وطنه وسوف يكتب كتابة تنبض بالصدق والوضوح وتؤرخ لأمته، ونحن حريصون أثناء ترجمتنا لأى عمل أن نعرف مدى ما قدمه هذا العمل لمجتمعه.
- متى لا يكون المترجم خائناً؟
المترجم لن يستطيع أن يكون إلا خائنا، المهم ألا يخون فكرة الكاتب الرئيسية، فهذا يعد خيانة عظمى، ولو لم يكن المترجم مقتنعا بفكرة الكاتب فعليه ألا يقربها ولا يترجمها، لهذا السبب عليك ألا تخون فكرة الكاتب لكى يكون النص مفهوما للقارئ، لذلك توجد ترجمات سيئة جدا لأن المترجم لم يستطع خيانة أسلوب الكاتب فترجم النص بالحرف.
- تبدين إعجابك بنجيب محفوظ كثيرا لكنك لم تترجمى له أى عمل؟
ترجمت «ميرامار» بمساعدة إبراهيم رفعت، وهو صحفى مصرى كان يعيش فى إيطاليا، وكان تدخله قليلا فى النص.
- لماذا ابتعدت عن نجيب محفوظ بعد ذلك؟
قلم نجيب محفوظ مهم بإيطاليا، لكننا لم نستطع أن ننشر كتبه، إن دور النشر لم تكن مهتمة بالأدب العربي، لكن بعد أن حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل تغيرت الأمور واستطعنا أن ننشر الكتب، لقد فتح نجيب محفوظ الأبواب للمترجمين فى الأدب العربي، حين اهتمت به دور النشر، ومع ذلك لم يترجم له فى إيطاليا سوى عشر روايات أو أقل من بداية التسعينيات إلى الآن.
أود أن أقول إننى لست بعيدة عن أدب نجيب محفوظ، لقد قدمت دراسات عنه فى أكثر من مؤتمر، كان آخرها مؤتمر روما، وفى العام الذى فاز فيه بجائزة نوبل أقمت مؤتمرا آخر بالقنصلية المصرية والمعهد الشرقى فى روما، وأنجزت كتابا عنه بعد عشر سنوات من فوزه بجائزة نوبل، وهو كتاب مهم لدارسى أدب نجيب محفوظ. كما أننى أستضيف الآن كتابا ومترجمين لعمل محاضرات عن نجيب محفوظ فى إيطاليا، وأدرس لطلابى هذا العام "أصداء السيرة الذاتية" و"أحلام فترة النقاهة".
وأذكر أننى بعد عشر سنوات من حصول محفوظ على جائزة نوبل كتبت مقالا عنه بعنوان "متوسطية لا غرائبية" لأننا فى أوروبا كنا نعتبر الكاتب العربى يكتب الأساطير أو ألف ليلة وليلة أو أدبا غرائبيا، لكن نجيب محفوظ بدا لى حين قرأته كأنه أبى أو جدى أو أخى، أحسست بأنه ليس غريبا عنى، فروايات نجيب محفوظ تنتمى إلى مدينة تشبه مدن الجنوب الإيطالي.
- وهل وصلت الأعمال السينمائية المأخوذة عن روايات لنجيب محفوظ إلى إيطاليا؟
لا لم تصل إلينا لأنه لا توجد ترجمات لهذه الأفلام أو حتى دبلجة لها.
- وماذا عن الفيلمين المكسيكيين اللذين لعبت بطولتهما سلمى حايك؟
سينما نجيب محفوظ حتى الآن لم تأخذ حقها فى النجاح الكافى وذلك لوجود مشكلتين الأولى مشكلة عدم وجود فيلم واحد له فى إيطاليا مترجم، والثانية ضعف هذه الأفلام.
- اهتمامك لا يخفت مع الزمن بفلسطين، مازلت تكتبين عنها وتناقشين قضيتها فى محاضراتك وندواتك؟
تسكننى دائما فلسطين، ولدى هواجس طوال الوقت بهذه القضية وأحلام عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، دائمة التفكير فى حلم العودة.
- هل ترين أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية خفت بعد ثورات الربيع العربي؟
لم تعد المشكلة فى فلسطين فقط الآن، لكنها فى حوض البحر المتوسط كله، الخوف من خطر صعود التيارالإسلامى هو ما يسيطر على أوروبا الآن.
- هل هو الخوف من الدين الإسلامى كدين أم صعود تيارات الإسلام السياسى؟
فى أوروبا لا يفهمون الفرق، والبعض لا يعرف حقيقة الدين الإسلامى، هم دائمو التصور بأن الإرهاب يولد من الدين الإسلامى وحركات الإسلام السياسى المتشنجة، وذلك بسبب الأعمال الإرهابية وما فعله بن لادن، والتفجيرات التى تقوم بها جماعات تدعى انتسابها للإسلام.
فى إيطاليا على وجه الخصوص لم تكن هناك حكومة تطارد الإسلام، فى ظل الحكومة الجديدة من الممكن أن تتغير الأمور ويسود فهم حقيقي.
أنت بحاجة إلى وقت طويل لكى تقنع الحكومات الأوروبية وشعوبها بأن الإسلام لا علاقة له بتلك التفجيرات التى تتم باسمه فى كل مكان فى العالم.
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
