الكذب و النميمة و سرد الأخبار و الخوض في أعراض الناس
لها مروّجوها و لها سمّاعها و لها أيضا رافضوها فلو لم يجد
هذا السارد آذانا تسمعه و تصدّقه ما إستطرد في سرد الحكايات
و جزاء مثل هذا الشخص أن تقفل بوجهه الأبواب و يفصل من عمله
و تصم عنه الآذان ، فهو إنسان مريض و كم من مرضى في هذا الزمان
بهذا الداء الذي تفشّى و انتشر إنتشار النار في الهشيم ، لم يعد أحد
يتورّع عن القيام بدور النمّام و صارت المقولة الشائعة و الأساسية هي :
( لا تؤجل إشاعة اليوم إلى الغد )
ظهرت الفتن و الإعتصامات و كثرت الإعتراضات و الإضرابات
لتحدث حالة من الفوضى و الركود الإقتصادي و الكساد في التجارة
و تتوقّف عجلة الإنتاج و نتأخّر كأمة تفككت روابطها فلم يعد شيء يمسك بزمامها
فلت عيارها كل من يسمع كلمة ينشرها و يضع عليها ( البهارات و التحابيش )
ليروّج لها و يجعلها مقبولة الطعم لتؤثّر في الآذان التي تستجيب بسرعة البرق
للفشل و عندها إستعداد للدمار و الخراب و التناحر مع الآخرين
و كأن العداء مزروع بصدورهم و يحتاج فقط لمن يرويه ليثمر ثمرة ملعونة
لا تعطي إلاّ اللعنات و كأن الخير بصدورنا قد طمس و لم يعد له أي أثر ؟
فأين نحن من ديننا و وطنيتنا و إنتمائنا و أخلاقنا التي تربينا عليها؟
كانت مصر و لا زالت توصف بأم الدنيا و شعبها خلوق طيب مهما تغيّر
أو حدث له بعض التغيّرات التي قد تبدو غريبة أو غير مقبولة
صارت السمة الغالبة هي ( الأنا ) تلك الكلمة التي تقتل أي تقدم و أي نجاح و أي تنمية
لو أننا تناسينا تلك الكلمة و أبدلناها ( بنحن ) و أعملنا عقولنا و جعلنا سرنا مثل علانيتنا
و لو أننا غسلنا قلوبنا من الأحقاد و الأدران التي علقت بها
سنكون أفضل بكثير مما نحن فيه الآن و ستزيد البركة و يكثر الخير ببلدتنا
فالصدق حتى في المزاح خير من الكذب الذي يسوّد الدنيا بعيوننا
و التفاؤل بغد طيب أفضل بكثير من التشاؤم لأننا لو تفاءلنا بالخير سنجده أمامنا
و ليلتفت كل منا إلى عمله و يترك القيل و القال و لا ينقل كل ما يسمع
لأن الوقت غالي جدا هو العمر فكيف نتركه يضيع هكذا هباءا ؟
فهل من مجيب؟ أتمنى
بقلم أحلام شحاته
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
