منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 كامل الشناوي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

كامل الشناوي Empty
مُساهمةموضوع: كامل الشناوي   كامل الشناوي Emptyالخميس يونيو 25, 2015 10:37 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كامل الشناوي' شاعر وصحفي مصري راحل (1908-1965). ولد كامل الشناوي في 7 ديسمبر 1908 في "نوسا البحر" مركز أجا بمحافظة الدقهلية. [1] عمل بالصحافة مع الدكتور طه حسين في "جريدة الوادي"عام 1930 وكان ميلاده عقب وفاة الزعيم الوطني مصطفي كامل فسماه والده "مصطفي كامل " تيمنا بوطنية الزعيم الراحل وكفاحه، وقد تدرج والده الشيخ سيد الشناوي بالقضاء الشرعي، حتى أصبح رئيس المحكمة العيا الشرعية، و كان ذلك أعلى و أرفع منصب قضائي في مصر في ذلك العصر. كما كان عمه فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد مأمون الشناوي شيخ الأزهر الشريف. و نوسا البحر هي قرية والدته صِـدِّيقة هانم بنت سِـعيد باشا، أما والده فولد في الزرقا بمحافظة دمياط - كانت تتبع الدقهلية حينئذ- لأسرة تعود أصولها للسنبلاوين.
دخل كامل الأزهر الشرف ولم يلبث به أكثر من خمس سنوات فعمد إلي المطالعة ومجالس الأدباء، ودرس الآداب العربية والأجنبية في عصورها المختلفة. من مؤلفاته: اعترافات أبي نواس – أوبريت جميلة – الليل والحب والموت وآخر أعماله كانت أوبريت "أبو نواس".
عرف برقة شعره الغنائي، وهو أخ المؤلف مأمون الشناوي غنى له محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ (حبيبها - لست قلبي - لا تكذبي ...) فريد الأطرش ونجاة الصغيرة واخرون. توفي كامل الشناوي في 30 نوفمبر 1965 في القاهرة.
مؤلفات وقصائد
من مؤلفاته: لست قلبي، يوم بلا غد ، لا وعينيك ، حياتي عذاب، لا تكذبي، حبيبها،اعترافات أبي نواس، أوبريت جميلة، الليل والحب والموت، ويعتبر أوبريت أبو نواس آخر أعماله الفنية.

قلبه سر شقائه والحب سر حزنه.. أكثر خلق الله سخرية «مصطفي كامل الشناوي» .. ذلك الرجل الذي ظل يعانى من القلق الدائم والحب الدائم والضحك الدائم.. في كل مرة كان يصارع فيها الحزن كان يلقى أشد الهزائم فيسرع إلى الناس يضاحكهم ويدفن في صخبهم أحزانه..
حائر كبير تلهب الكآبة حياته بسياطها فيبتسم : «ما من ابتسامة ارتسمت على شفتي إلا دفعت ثمنها دمعا وأنينا»..
كان يعتقد أن حب المرأة سيمنحه الثقة بالنفس والطمأنينة والراحة، فإذا به يجد التعاسة «إن الإنسان الذي يكره يبدو هادئا مطمئنا صحيحا معافى من الأمراض والأسقام والتبعات.. بينما الإنسان الذي يحب ولا يكره يبدو قلقا حائرا مريضا، مثقل الرأس بالهموم والأفكار.. فلماذا فضلنا الحب وقدسناه، لماذا لم نكره حتى نستطيع أن نحيا.. لقد أهبت بأخي في الإنسانية أن يكره وقلت له: فتكلم وتألم وتعلم كيف تكره. فلعله يتعلم.. حتى لا يعاني ما عانيت، أما أنا فلم أتعلم وأكبر الظن أني لن أتعلم».
خمسة وخمسون عاما عاشها كامل الشناوي بين العذاب والحب والعطف على الناس وتقديم المواهب الجديدة ودفعها إلى الأمام.. بل والدفع إليها بالأكل والشراب والمواصلات وتقديمها إلى مشاهير المجتمع حتى أن محمود السعدني قال لي ذات يوم «كامل بك هو الذي عرفني على عبد الوهاب وعلى مشاهير المجتمع، وكان يقول عني في التعريف بي الأستاذ والصحفي الكبير ورغم أني كنت شابا صغيرا وكنت أصاب بالدهشة من تعريفه لي بهذه الطريقة».
ولم ينس كامل الشناوي لحظة واحدة من شقاءاته في طفولته وشبابه، منذ ولد في 7 ديسمبر سنة 1910 في قرية نوسا البحر محافظة الدقهلية لأب يعمل نائبا للمحكمة الشرعية العليا، في بيئة دينية حيث كان عمه محمد مأمون الشناوي شيخ الأزهر الأسبق، وأخوه الشيخ المعتز بالله من علماء الأزهر وكان كامل سمينا لدرجة أن والده ووالدته كانا يخفيانه عن عيون الجيران الذين جاءوا لشرب «المغات» خوفا على ابنهما من الحسد.. كما كان بكري والدته حيث كان لوالده أولاد من زوجته السابقة المتوفاة.
التحق كامل بالمدرسة الابتدائية في المنصورة التي نقل إليها أبوه للعمل قاضيا بالمحكمة الشرعية، وفي العام الدراسي الثاني أصيب كامل بحمى جعلت والدته تتذكر نذرا لم تف به، فقد أعلنت أنه لو أكرمها الله بمولود ذكر ستبعث به إلى الأزهر ليكون عالما جليلا، ومنعه والده من المدرسة حين أخبرته الأم بالأمر، وجاء له بمعلم يحفظه القرآن ويؤهله للدراسة بالأزهر، وعندما انتقلت الأسرة إلى القاهرة كان عمر كامل الشناوي نحو 15 سنة فألحق بالأزهر وظل به خمس سنوات.
ولعل إحساس كامل الشناوي بأنه سمين وغير وسيم ظل معه لفترة طويلة من حياته حتى استطاع أن يعوض هذا بالاقتراب من الجميلات وتحقيق مجد صحفي وشهرة ومكانة عالية نادرا ما يرقى إليها أحد.
غرام أول
وعاد الشيخ الشناوي وأسرته إلى القاهرة ليستقر الجميع في حي السيدة زينب وكان له أخ غير شقيق أكبر منه وهو المعتز بالله الشناوي تخرج محاميا فكتبوا يوم التخرج على لافتة ضخمة : «المعتز بالله الشناوي المحامي أمام المحاكم الشرعية» ولما ترك الجميع اللافتة لتجف تسلل إليها كامل وكشط كلمة «أمام» وكتب بدلا منها «وراء» وظلت اللافتة عدة أيام حتى اكتشفها المعتز فاشتكى لأبيه، ففسر كامل الأمر بأنهم فعلا يسكنون خلف المحكمة الشرعية، وزعم أن هذا هو المعنى الذي يقصده ونجا من العقاب.
ورغم حبكه للمقالب ضد إخوته إلا أنه كان حزينا من داخله بسبب ضخامة جسده «كنت في طفولتي عندما أمشي في حي السيدة زينب يلتف حولي العيال ويزفونني : «التخين أهه.. التخين أهه»..
وكنت دائما أتجنب الزحام.. عندما أفكر في شراء أي شيء، كنت أختار الدكان الذي لا يشتري منه أحد لشراء احتياجاتي.. وكان لي في طفولتي أصدقاء منهم فتحي رمضان وأحمد حسين وشرير الشاشة محمود المليجي»..
حفظ الفتى القرآن كاملا والتهم مكتبة أبيه التي تعج بكتب الدين ثم مكتبة عمه شيخ الأزهر الأسبق.. كان يبحث عن شيء يأخذه من عالم الصغار ويميزه عنهم.
ولم يستمر كامل في الدراسة الأزهرية .. بل انتظم في دار الكتب لدراسة الكتب التي تشبع رغبته هو لا المفروضة عليه، فدرس الأدب العربي والتاريخ وقرأ عشرات من كتب الفلسفة القديمة والحديثة والإسلامية وعلم النفس، ومن الطبيعي إزاء هذا أن يتمرد على تعليمه الديني ويذهب لتلقى الدروس في اللغة الفرنسية استعدادا للسفر إلى فرنسا ليتم تعليمه هناك، وحدثت ظروف حالت دون تحقيق رغبته.
ووقع «كامل» في غرام ابنة أخت المدرس، وكانت تعيش في ضاحية المعادى، وهى التي عرفته بالحياة وبجمالها وروعتها «ووجدت نفسي أنا الأزهري الذي نشأ في بيئة دينية أعيش بين أسرة عصرية تتعامل بعادات ومفاهيم مختلفة.. كنت أعرف أن الرجل إذا خلا بالمرأة فلابد أن يكون ثالثهما الشيطان.. لكنني خلوت بحبيبتي ساكنة المعادي مرارا فلم أر فيها شيطانا.. إنما لوحة رائعة أتذوق جمالها وأصونها وأحفظها.. وقد استطاعت هذه الفتاة أن تحولني من شيخ إلى فتى عصري (سبور) خلع عن قلبه العمامة كما خلعها عن رأسه»..
ومرت الأيام وانتهت هذه القصة الجميلة لأنه كان لا يزال في بداية حياته ولا يعمل، ولكنه وجد نفسه تنساب شعرا ولم يصدق زملاؤه أنه شاعر.. بل قالوا إن هذا الشعر يسرقه من شعراء كبار.. ويروي كامل أن المشرف على الصفحة الأدبية بالأهرام كان ممن يطربون للألفاظ الغريبة الميتة مثل: كجلمود صخر حطه السيل من عل.. ولم يكن يستسيغ المعاني الجديدة، ولما رفض المشرف على الصفحة الأدبية نشر شعره حبك له كامل كعادته مقلبا وكتب له قصيدة تقول كلماتها :
سلاما صباحا لا يعم ولا يجري .:. ولا ألما بها نفسي ولا تدري
ووقع كامل القصيدة باسم أشهر الشعراء في وقتها ونشر صاحبنا القصيدة وكانت فضيحة مدوية.
وفي عام 1930 فوجئ بنشر قصيدة له في مكان بارز من صحيفة «البلاغ» - حسب رواية يوسف الشريف - ولم تسعه الدنيا فرحا ومرحا وثقة بالنفس، لقد نال الشهادة الصحفية على شاعريته، وذهب لمقابلة الأستاذ إبراهيم المصري المشرف على الملحق الأدبي للبلاغ وقدم له نفسه وشكره، وإذا به يستقبله بالحفاوة والتقدير ويطلب له كوبا من الشاي، وقال له: شوقي بك أمير الشعراء كان في زيارتي بالأمس، وأبلغني أنه قرأ قصيدتك وأعجب بها كثيرا وطلب مني أن أعرفه بصاحبها، ولم أكن أعرفك أو أعرف عنوانك.
لم يصدق كامل الشناوي أن أمير الشعراء يسأل عنه، ولكن إبراهيم المصري أكد له ذلك وأبلغه بالذهاب إلى بيته بالجيزة أو إلى مكتبه في شارع جلال خلف سينما كوزموس بعماد الدين.
خشي كامل رهبة اللقاء فاصطحب معه الشاعر محمد الأسمر الذي كان يعرف كامل وكان صديقا لشوقي إلى مسرح الأزبكية في اليوم التالي حيث كانت تعرض مسرحية «مجنون ليلى» هناك، والتقى بزكي طليمات الذي كان يعرف كامل منذ عام 1925 حين كون كامل هو وأصدقاؤه جمعية المسرح وقدموا مسرحية على مسرح «برنتانيا» وحضر طليمات المسرحية بدعوة منهم.. وقام كامل بدور القاضي في المسرحية بعد أن تغيب الممثل الذي يلعب هذا الدور..
ولما تعرف كامل على شوقي قال له: عندما قرأت قصيدتك اعتقدت أنك شاعر نحل العشق جسده، ولكنك ما شاء الله ضخم جدا في حجم الفيل.. وارتاح شوقي كثيرا لكامل فجعله يحضر صالونه الأدبي في «كرمة ابن هانئ».. وكان كامل يلقي قصائد شوقي بصوته وشوقي سعيد بهذا الإلقاء الرائع .
النكتة والغباء
وكانت بدايته مع صاحبة الجلالة عن طريق الشعر فبعد أن كتب قصيدة وطنية انضم إلى الحزب الوطني حبا في الزعيم مصطفي كامل الذي سماه أبوه على اسمه، وذهب بالقصيدة إلى جريدة «كوكب الشرق» والتقى بصاحبها أحمد حافظ عوض الذي أعجبته القصيدة فأمر بنشرها.. وكان كامل في الثامنة عشرة من عمره فسأله حافظ عوض عن عمله، وكان ذلك عام 1932، وكان كامل مفصولا بسبب انتمائه إلى الحزب الوطني حيث كانت جميع الأحزاب وقتئذ ضد حكومة إسماعيل صدقي، وفي نفس اليوم دخل كامل غرفة مجاورة لصاحب الجريدة ليعمل مصححا مقابل عشرة جنيهات في الشهر.. وأخذ يصحح بروفات الجريدة.
ومن خلال «كوكب الشرق» كون علاقات بقمم المجتمع ومشاهير السياسة والفن والحياة، فمثلا صادق محمد محمود باشا زعيم الدستوريين ومكرم عبيد باشا وتعرف إلى أنطون الجميل وأحمد الصاوي محمد، وطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الوهاب.. كان ذكيا.. لماحا.. قادرا على جمع الناس حوله بحديثه العذب وقدرته على لفت الأنظار والآذان..
وكان الظرف وخفة الدم وصياغة النكتة وإلقاؤها هي السر في جذب هؤلاء إليه.. بل وكانت لديه مقدرة خارقة على تقليد الأشخاص والأصوات بشكل رهيب ورائع.. وكان إيمانه بالنكتة قويا لدرجة أنه يفلسفها حيث يقول عنها: «النكتة في أصلها تقوم على المفارقة، وهى في الغالب إلهام يولده ذكاء قائلها وغباء الذي تقال فيه.. وأحيانا تصدر النكتة عن غبي.. بغير قصد بالطبع!»..
وفي الحقيقة لم يلجأ كامل للنكتة ليكون مهرج الملك أو لقضاء وقت ممتع فحسب، وليس أدل على ذلك من قوله بأن النكتة تعبير قوى عن المشاعر.. وهي أقوى من الكلمة الصريحة، لأنها تحمى صاحبها من المسئولية.. وفي عهود الظلم والاضطهاد والغزو والاحتلال كانت النكتة تعبر عن سخط الشعب، وكانت وحدها تستطيع أن تصل إلى آذان الظالمين والمحتلين دون أن تصيب أصحابها بالمسئولية، إن النكتة أشبه بالموسيقى، وقد ظلت الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي عبر بها الروس عن ثورتهم المكبوتة في عهود القياصرة، دون أن تتعرض للرقابة.. إن غرامه بها إنما يدل على أنه اختار سلاح الأذكياء يقاوم به كل ما قد يعترض حياته من ألوان الاضطهاد، وليسخر من مضطهديه»..
شرط العقاد
ورغم أن كامل لم يدرس الصحافة إلا أنه ضرب أروع الأمثلة للصحفي الذي يحب أن يكون وأكد على أن الصحفي يستطيع أن تكون له مبادئ يقدسها ولا يحيد عنها مهما كان، ففي الجريدة التي كان يعمل فيها سارع أصحابها بالتهليل لمعاهدة صدقي - بيفن، وأيدت محاولة إسماعيل صدقي فرض المعاهدة على مصر، فانبرى كامل الشناوي معارضا هذه المعاهدة داعيا الشعب لرفضها على صفحات تلك الجريدة وكتب مقاله الشهير «ألعنها .. ولا أوقعها».. داعيا الشعب لرفضها على صحفات تلك الجريدة.. وقد نجح.

وهنا كان على الشيخ كامل أن يغير زيه الأزهري ويتجه إلى لبس البدل وأن يرتدي ملابسه حسب الموضة.
وفي «كوكب الشرق» اقترب كامل الشناوي من الدكتور طه حسين الذي عين مديرا للتحرير بها بعد عام من عمل كامل بالجريدة وقرب كامل منه وأحب فيه خفة دمه.. ونشرت لكامل بعض المقالات الساخرة بأسماء مستعارة في ذلك الوقت.
ولأن «ركود الماء يفسده» فقد اختلف طه حسين مع أحمد حافظ عوض صاحب كوكب الشرق فتركها ليصدر جريدة «الوادي» فأخذ كامل معه وفيها حقق نجاحا مبهرا ثم انتقل لكتابة مقال يومي في جريدة روزاليوسف اليومية.. وكانت لكامل الشناوي حبكاته الصحفية والسياسية فالرئيس جمال عبد الناصر استجاب لطلبه وخصه بأول حديث له في الصحافة العربية والأجنبية على مدى أربع ساعات.. وكان كامل دوما يردد «الصحفي ليس من يثير الرأي العام، ولكن الصحفي هو من يستطيع خلق رأي عام لفكره أو مذهب أو اتجاه.. وقد قدم كامل الشناوي عدة مواهب ورعاها مثل صلاح حافظ ومحمود السعدني وكمال عبد الحليم وفتحي غانم ويوسف إدريس وغيرهم.
جمهوريات أمريكا الجنوبية
أما عن الحب في حياة كامل الشناوي فلنجعل مدخلنا كلمات مصطفي أمين عنه (.. برغم بدانته سريع التنقل، وخصوصا في حبه وهواه! وقلبه مثل برامج السينما التي تتغير كل أسبوع أو كل رواية تعرض على شاشة قلبه هي «تحفة الموسم» وهي «آخر صيحة» وهى «أقوى ما عرض حتى الآن» فإذا انتهى عرض الفيلم ارتدى نفس الثوب وتحلى بنفس الأوسمة والنياشين! وفي الفترة التي يحب فيها كامل الشناوي يصف المحبوبة بكل الأوصاف الحلوة والنعوت الجديدة.. وهكذا ترى أن قلب كامل الشناوي مثل جمهوريات أمريكا الجنوبية، مليئة بالانقلابات والثورات والتغيرات والتبديلات).
وبعد فاتنته ساكنة المعادى أحب ابنة أخت محمد التابعي، وتقدم لخطبتها فأبرق أهلها لمحمد التابعي يسألونه الرأي، فأبرق لهم بالرفض وصدم كامل في صديقه الكاتب الشهير.. ولما عادا وجمعتهما عشة التابعي في مصيف رأس البر ذات عام وأحس التابعي بأن كامل يريد أن يستفسر عن سر رفضه فقال له التابعي: «أنت يا كامل تسهر طوال الليل ولا تعود إلا في الصباح.. وهى فتاة عمرها 18 عاما فماذا ستفعل في وحدتها ومللها.. إنها تحتاج لبيت وأسرة وحب وصداقة وحنان»، واقتنع كامل بكلام محمد التابعي.
ثم أحب فتاة أخرى وأحبته وفكر في الزواج بها وسافر بضعة أيام وعاد ليجدها متزوجة واختزن آلامه حتى ظهرت في شعره: «أنا لا أذكر كم يوم مضى منذ التقينا، ربما من ساعتين.. ربما من سنتين، كل ما أذكره أنا انتهينا.. وتولاني الضياع، حين أبصرت: الوداع، لا تثر حولي ضجة، فلقد أصبحت زوجة!».
وأحب فاتنة السينما كاميليا وذاب فيها ولها وعشقا وكتب في شفتيها «تتعثر الأنفاس في شفتيك، سكرى من هنا وتفوح كالأنسام». وبعد كاميليا أحب نور الهدى، لكن أعمق قصة حب في حياته كانت مع «روز أزورى» التي تنافس عليها هو ومحمد التابعي، وكان التابعي ينفق عليها ببذخ وكامل لا يملك أن ينافسه.. يقول كامل «إن أعمق قصة حب في حياتي وأبعدها أثرا على فني كشاعر وأديب تلك التي كانت بطلتها غانية في كباريه.. حدثت وقائع هذه القصة عام 1937 كنت في مطلع شبابي أملأ الدنيا شعرا وغناء عذبا حالما.. كان أول لقاء بيني وبين حبيبتي في الكباريه الذي تعمل فيه.. ذهبت ذات مرة أستروح من عناء العمل الصحفي المجهد، فوجدتها تتهاوى إلى منضدتي .. ونظرت إلى وجهها المليء بالأصباغ، وإلى يدها التي حرقت أصابعها السجائر، وكانت هذه أول نظرة لها وشممت رائحة الخمر تنبعث من فمها.. لا أدرى كيف بدأ الحب بعد ذلك».
هو لا يدري كيف بدأ الحب لكنه يدرى كيف انتهت القصة فبعد أن أخذ يلهث وراءها من ملهى إلى آخر استقر الوداع على ذات المنضدة التي التقاها عليها أول مرة، وشرب معها نخب الحب المفقود الذي دفنته هي إلى الأبد، ذلك أنها لم تتفرغ له ولم تعطه الحب الذي أراد..
ويذكر يوسف الشريف حين اصطحبه كامل الشناوي ذات يوم إلى امرأة لبنانية الأصل، أوروبية الاسم وترجمته بالعربية «زهور» حيث التقاها كامل في بار في أحد الممرات الجانبية عند تقاطع شارع شريف مع شارع 26 يوليو، «كانت لا تزال تحمل مسحة من الجمال الغارب.. وبصمات السهر وأعمال الليل.. شعرها الذهبي أصبح كالح الصفرة ووجهها مصبوغا بالمساحيق وقوامها رغم اكتنازه مازال يتقن فن التثني.. ولكن عينيها ظلتا برغم الزمن شابتين في الثلاثينيات.. تلمع في الضوء الخافت بريقا وسحرا وذكاء».
«أزيك يا كامل بك» و«ازيك يا زهور» .. وذكريات وضحكات كان صداها يصلني في المكان الذي جلست فيه بعيدا.. ولم أسأله عنها ولا عن ذكرياته معها ولكن سهرة جمعتنا بالفنانة تحية كاريوكا في شقته التي استأجرها بالإسكندرية صيف 1963 كشفت عن هوية «زهور» وعلاقتها العاطفية بكامل الشناوي. وكان قد فرغ من حديثه المرح ومن لعب «البوكر» مع جلال معوض وليلى فوزي وصلاح ذو الفقار وحرمه والسيد بدير وشريفة فاضل.. كان سعيدا بالصحبة الحلوة ونسمات البحر تندي مجلسه.. عندما طلبت تحية كاريوكا منه أن يروى قصيدة العيون.
وكانت تحية كاريوكا تعرف الكثير عن غرامياته مع الغانيات والفنانات.. وكان يحترمها ويخشى لسانها .. وذاكرتها .. تململ وحاول أن يشدنا إلى حديث آخر.. وإذا بتحية تسأله: ما شفتش «زهور» يا كامل بك.. مش فتحت بار.. و.. كأنه لم يسمع سؤالها.. وتربع على الكنبة.. وفي نبرات متهدجة بالألم والذكرى بدأ ينشد قصيدة العيون: «لا وعينيك يا حبيبة روحي، لم أعد فيك هائما فاستريحي، سكنت ثورتي، فصار سواء، أن تليني، أو تجنحي للجموح، واهتدت حيرتي، فسيان عندي، أن تبوحي بالحب أو لا تبوحي» .
أما عذاب الحب فقد ذاقه عام 1962 كان أحد أعياد ميلاد حبيبته المطربة «المنيو» واشترى لها بما يزيد على المائة وخمسين جنيها من الجاتوه والتورتة، وذهب إلى شقتها وأثناء تقطيع التورتة وأمام الحضور أمسكت بيد كاتب القصة القصيرة ذي العينين الزرقاوين ليساعدها في تقطيع التورتة.. ولم يستطع كامل أن يكمل الليل، ارتسمت الأحزان على وجهه وحاول ألا يظهر ذلك فلم يستطع .. بكى قلبه بصوت مرتفع فخرج إلى الفضاء الرحب وذهب ليكمل السهرة مع أصدقائه عبد الرحمن الخميسي وسعيد أبو بكر وفاتن الشوباشي ويوسف الشريف، وبعد ساعة استأذن منهم وذهب إلى منزل المطربة التي أحضر لها التورتة.. طرق الباب.. فتحت الخادمة.. ولم يستأذن كعادته ودخل و«عيناك في عينيه.. في كفيه.. في شفتيه.. ويداك ضارعتان تتلهفان في شغف عليه».

وكتب إحسان عبد القدوس قصة الشاعر والمطربة في جريدة الأهرام تحت عنوان «وعاشت بين أصابعه» كتب: «أنها تحتل قلبي، وتتصرف فيه كما لو كان بيتها.. تكنسه، وتمسحه وتعيد ترتيب الأثاث.. وتقابل فيه كل الناس، شخص واحد تهرب من لقائه.. صاحب البيت»..
والغريب أنها حين سمعت القصيدة منه طلبت أن تغنيها وكلما تذكر كامل الواقعة انتحب وكتب «كان من المفروض أن أكون معهم، أشاركهم الاحتفال بعيد ميلادها.. فهي صديقة وهم أصدقائي ولكنهم نسوا أن يدعوني إلى الاحتفال. وتداركوا نسيانهم فذكروني في سهرتهم.. وقدموا إليها هداياهم وكان سيرتي أبرز ما في الهدايا.. وضعوا أمامهم التورتة.. ومع التورتة مزقوها بالسكين ثم أكلوا.. أكلوا التورتة.. وأكلوا سيرتى!!».
وحاول كامل التمرد على الألم ومواجهة الخائن فكتب «حبيبها.. لست وحدك حبيبها.. أنا قبلك!! وربما جئت بعدك، وربما كنت مثلك»..
لكن مأمون الشناوي في حوار صحفي أجرى معه عام 1988 نفي أن يكون بطل الحكاية كاتب القصة الشهير وقال «أحب واحدة ذات مرة من الوسط الفني وكانت علاقته قوية بها يزورها في البيت ولكنها خانته مع صاحب توكيل سيارات لشركة معروفة وصدم صدمة عنيفة في هذا الحب، إنها بطلة لا تكذبي»..
وكنت مدعوا إلى الغداء في «شيراتون» ووجدت هذه المطربة مع مليونير من تجار السيارات، وعندما ذهبت إلى كامل وأخبرته بأنني قابلتها مع هذا الرجل تغير وجهه من أثر الصدمة وأخذ يسألني، هل كانت يده في يدها.. وحدثت مواقف أكدت لي آنذاك أنه يحبها فعلا، وبعنف، ولن أذكر اسم هذه المرأة لأنها لا تزال حية.. ولست أدرى لماذا تنكر هي أنه كان يحبها، هل يكره أحد أن يكون محبوبا، أنا واثق أنها لم تكن تحبه لكنها كانت تقدره كفنان وإنسان وهو كان يعلم أنه لم يكن فتى أحلامها، وكان لهذه الفنانة شقيقة، لكنه لم يتعلق بها مثلما تعلق بالأولى، حاول أن ينساها لكنه لم يستطع».
محاولات فاشلة
ناجي ابن مأمون الشناوي يفجر مفاجأة أخرى حين قال لنا: (أعجب كامل أيضا بمضيفة شابة في كافتيريا الهيلتون.. كانت تعتز بنفسها وترفض البقشيش وقد كتب فيها «مرت بنا كالطيف تسألنا، ماذا تريد، فلذت بالصمت، ودنت لتسألني على حدة، عما أريد، فقلتها: أنت!! غضبت وألقت نظرة نزعت قلبي وشدته إلى فمها، يا ليته يقوى يقبلها، يا ليته ينساب في دمها»..
ظل كامل ثلاثين عاما يعمل بالصحافة دون أن يصدر كتابا واحدا وكان يتعلل بأنه ما زال ينقصه الكثير من المعرفة، كما أن الليل كان يأخذ الكثير من حياته وكذلك المقالب التي كان يفعلها.. فقد كان نجما من نجوم الليل وكان يحبه «أعشق الليل وأتمنى أن تصبح الحياة ليلا متصلا بلا نهار» فقد كان يخاف أن يأتيه الموت بالليل وهو وحيد.. وفي إحدى سهراته وكانت في شقته أقفل النوافذ وأسدل عليها الستائر.. ولاحظ الدهشة على وجوه أصدقائه وسألوه: لماذا والفجر على وشك أن يأتي الضياء؟. دعوني أستبقِ الليل.
وعن مقالبه يروى الكاتب الراحل سعيد سنبل أن كامل الشناوي استثقل دم أحد الأطباء فراح يروى عنه الكثير من الحكايات ومنها أن زبائنه كانوا يدهشون لصورة كبيرة وجدوها معلقة في عيادته لم تكن لهذا الطبيب ولا لوالده ولا لأحد من أسرته، وعندما راحوا يتحرون عن صاحب الصورة تبين أنها للمريض الوحيد الذي نجح الطبيب في علاجه».
ورغم السخرية التي اتسم بها كامل الشناوي إلا أن شعره كان يكتسي بالحزن والألم ومع ذلك ظل يناضل بإصرار، ظل يخدع الأطباء في شيخوخته كما كان يخدعهم في طفولته، وظل يأكل كل ما هو محرم عليه ويسهر كلما نصح بالاعتدال.. فالاعتدال قيد وهو لا يعترف بالقيود.. والاعتدال موت وهو لا يعترف بالموت!».
حتى يوم ميلاده الذي كان يحتفل به في بيت محمد حسنين هيكل بدعوة من هيكل كتب فيه: «عدت يا يوم مولدي، عدت يا أيها الشقي، الصبا ضاع من يدي، وغزا الشيب مفرقي، ليت يا يوم مولدي كنت يوما بلا غد!!»..
وهكذا عاش كامل الشناوي حياته ضحكا في جلساته.. حزينا في كتاباته .. ممتلئ بالألم كما جسده البدين، ورغم الحزن الذي في كلماته فقد ترنم بها أشهر الناس مثل أم كلثوم وعبد الوهاب الذي غنى له «زعموا حبي يا قلبي خطايا، لم يطهرها من الإثم بكايا، حسبما كان فاهدأ ها هنا في ضلوعي واحتبس بين الحنايا..
وغنى له عبد الحليم حافظ «لست قلبي» و«حبيبها» وغنت له نجاة «أنا لا أشكو ففي الشكوى عناء، وأنا نبض عروقي كبرياء».. ولعل إصرار العمالقة عبد الوهاب وعبد الحليم ونجاة على غناء قصيدته «لا تكذبي» ليس إلا إصرارا على عبقرية كامل الشناوي وشعره.
ورغم إضرابه عن الزواج ومحاولاته الفاشلة فيه إلا أنه حزن كثيراً لفقدانه صحته وماله.. وأنه مر في الحياة دون ولد أو امرأة تسأل عن تأخره آخر الليل، وفي ذات اليوم الذي مات فيه مات صديق عمره الكاتب الساخر أحمد الألفي عطية ونشر نعى الأسرتين في الصحف في يوم واحد.. وخرجت جنازة كل منهما من عمر مكرم وصلي عليهما في وقت واحد في ذات الجامع الساعة الثانية عشرة ظهرا.. دنيا!
مات كامل الشناوي، وظلت باقية كلماته التي يقول فيها «أنا سوف أسبق الـ 24 ساعة الأخيرة من حياتي وأموت فهول الموقف يكفي ليوقف دقات قلبي»..
وأيضا قوله «ليس عندي التزامات أهتم بتصفيتها في لحظاتي الأخيرة.. فأنا أعيش يوما بيوم مثل البقال، يفتح دفتر اليومية الصبح ويقفل حساباته آخر الليل! والإشكال الحقيقي أن يتحقق سؤالك في آخر الشهر، وأنا لا أملك رصيدا في أي بنك ولا بوليصة تأمين، والرجل الوحيد الذي سيشرب المقلب هو صاحب البيت»..

وعرفنا شاعرا جميلا يرتجل النكت: هو الشاعر الرقيق البديع الحزين كامل الشناوي، فهو صحافي لا نظير له في الصحافة المصرية ـ اليوم وأمس. فمن غير كامل الشناوي لم تكن سهرات ولا حكايات ولا نوادر ولا نكات يرتجلها من الموقف الذي هو فيه.. وكان الوزير حفني باشا محمود اخو رئيس الوزراء محمد باشا محمود هو أيضا يخترع المواقف ويرتجل الحكايات ويفبركها ونضحك.. ولكنه لا يضحك.
وإذا ضحك فللداخل.. يضحك في داخله. وكان نموذجاً عجيباً للقدرة الفذة على إخفاء مشاعره. كان يقول أنا مستعد أن أدفع لكامل الشناوي ما يشاء من المال وأحبسه ليظل يتحدث ويحكي لنا الحكاية الواحدة بعشرين شكلا.. وهي جميعاً تبعث على الضحك.. وكانت مجالس كامل الشناوي بالإضافة إلى وجودنا نحن الأدباء والصحافيين الشبان باشاوات مصر ومطربيها.. عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم وبليغ حمدي وكمال الطويل وعبد الحليم حافظ وشادية والراقصة زينات علوي..
وكانت السهرة تبدأ بكامل الشناوي بحضوره.. ويقول ويقول.. وتقفز النكتة اللاسعة من هذا الموقف.. وتتناثر هذه النكت في مصر والعالم العربي بسرعة هائلة.. ويسأل الأصدقاء في الرياض وبيروت والدار البيضاء عن آخر ما قال كامل الشناوي.. والذي قاله كثير جدا، والذي سجلناه قليل جدا.. مثلا كان مفتونا بفتاة تعمل جرسونة في فندق هيلتون، وكانت لها عينان جميلتان فكان يقول لها: عيناك توجعني، والبنت المسكينة لا تعرف ولا تفهم هذا التعبير الجميل. فكانت تقول له: لا.. عيني بتوجعني أنا..
وكان كامل الشناوي يتصنع الأسف ويقول: طيب افهمها العبارة دي ازاي! عينك بتوجعني!
وكان يقول لمذيعة التليفزيون المرحومة سلوى حجازي: إنها من شدة أدبها ورقتها إذ فتحت درج مكتبها.. دقت عليه قبل أن تفتحه ـ منتهى الأدب!
وكان يقول عن الموسيقار محمد عبد الوهاب: انه لا يكذب ولا يقول الحق!
وعندما قدمني بعد سنوات طويلة بعد تخرجي في الجامعة إلى أستاذي منصور باشا فهمي.. الذي درس لي علم الجمال في قسم الفلسفة قال له: يا باشا ده أنيس منصور.. سميك في الاسم والقسم والإثم!


لعل كثيراً من الناس لايعلم بأن الاكتئاب الشديد قد يغطيه صاحبه بنوع من الظرف، وخفة الدم والسخرية، والفكاهة التي يظن معها الناس بأن هذا الشخص بعيداً كل البعد عن الاكتئاب.. اعرف اشخاصاً شخصياً ظرفاء جداً، والنكته لاتفارقهم، بل انهم ينشرون المرح اينما حلوا وحيثما ارتحلوا.. فتجد الجميع يبتهج لوجودهم ويفرح لأنهم سوف يجعلون الجلسة جلسة مرح وظرف، ويبعدون الكآبة عن المجلس الذي يحلون فيه.
لكن واقع الحال بالنسبة لبعض من هؤلاء (وانا اعرف شخصياً بعضاً ممن تنطبق عليهم هذه الصفة) ليس كما يبدو لمن يرون هذا الشخص في الاماكن العامة..! هم عندما يكونون وحيدون فإنهم يكونون في غاية الكآبة.. والحقيقة التي لايعرفها أحد بانهم يعانون من اكتئاب مرضي لكنهم يخفون هذا الاكتئاب وتلك الكآبة بقناع من الفكاهة وخفة الدم التي وهبها لهم الله سبحانه وتعالى كي يسعدون الآخرين، بينما هم لا يستمتعون بأي شيء..!!
ربما يكون أكبر واهم دليل على هذا الكلام الذي اكتبه هو حالة شاعر مرهف الحس، اشتهر بين معاصريه بخفة دمه، وقدرته الفائقة على السخرية من أي موقف، وتأليفه لمواقف ساخرة كي يمتع اصدقاءه ومحبيه. بل ان هناك من يسمية آخر ظرفاء العصر.
كامل الشناوي كان شاعراً فذاً، وشعره راق وحساس يعكس نفسية شخص مرهف الحس، ولعل الكثير من قصائده والتي اشتهرت بحكم انها غنيت من قبل كبار المطربين مثل قصيدته الشهيرة «لاتكذبي» والتي غنتها نجاة الصغيرة ومحمد عبدالوهاب وعبدالحيلم حافظ اضافة إلى اغان كثيرة غناها له كبار مطربي عصره.
هذ الشاعر المعروف والمشهور في مصر، كان شخصاً فريداً في سلوكة الخاص تجاه الآخرين، وكما وصفه الاستاذ الكبير صلاح حافظ: «لا أكاد اعرف اديباً او فناناً من جيلنا الحاضر غير مدين لكامل الشناوي.!
لا أقصد بهذا الدين الثقافي وحده. وانما اقصد الدين بمعناه المادي ايضاً. فقد كان كامل الشناوي حين يرعى موهبة جديدة يتحمل عنها جميع همومها: يشتري الكتب للأديب الناشئ، يصحب الفنان للترزي يفصل له ثياباً أفضل، يخصص حجرة في بيته لاقامة الشاعر الذي ليس له بيت، ينشر للكاتب الجديد في الصحيفة التي يعمل بها ويدفع له من جيبه دون ان يخبره بذلك».
عاش صحفي مصري اسمه يوسف الشريف مع كامل الشناوي السنوات العشر الأخيرة من حياته في عوالمه المتلألئه واجوائه الزاخرة.. شاهده وهو في قمة شهرته وإبداعه وحركته.. وشهد بعد ذلك مرحلة صراعه من أجل البقاء.. والحضور وكل شئ يفر منه. الصحة، المال، والحب.. وتابعه والموت يحوم ويرسم خطته باحكام. ثم ينفرد به داخل خيمة «الاوكسجين» حتى يرحل وحيداً.. بعد ان كان ملء السمع والبصر وكتب عنه كتاباً جميلا اطلق عليه «كامل الشناوي آخر ظرفاء العصر..!».
كان كامل الشناوي يعيش حياة صاخبة، فهو جليس الامراء والباشوات وكبار القوم في مصر قبل قيام ثورة 1952م وتولي الجيش السيطرة على الحكم فعاني كامل الشناوي بعض الصعوبات في بداية تولي الضباط الاحرار الحكم لكن سرعان مازال هذا الجفاف واصبح قريباً من مراكز السلطة الجديدة في مصر.
كان كامل الشناوي أكثر واشهر من يصنع المقالب الساخرة من الآخرين، وكذلك كان يروي النكات والقفشات الساخرة طوال الليل في مجالس السهر التي يرتادها هو ومجموعة من مثقفي مصر.
كان كامل الشناوي يعاني من بدانة مفرطة، وجعل من هذه الصفة، سلاحاً ايجابياً يسخر هو به من نفسه ليضحك الآخرين ولكن بطريقة راقية ليس بها تقليل من شأنه لكنه السلاح الذي يلجأ اليه الشخص اذا كان يعاني من نقطة ضعف ما، كما هو الحال في بدانته المفرطة مما اضطره، وربما لاشعورياً بأن يجعل من بدانته نقطة للمداعبة حتى لا يجرحة الآخرون..! وقد كان كامل الشناوي يعيش في عصر به الكثير من الساخرين من الكتاب مثل حافظ ابراهيم، عبدالعزيز البشري، امام العبد، عبدالحميد الديب وبيرم التونسي، لكن كان كامل الشناوي يتفوق على الجميع بسبب تنوع اساليبه، ما بين نكته ذكية، وقفشة مرحة وسخرية لاذعه وتقليد للاصوات والحركات ومقالبه المحبوكة التي ذاع صيتها.
هذا الكاتب المبدع المرح، الساخر، صاحب المقالب الكبيرة لاضحاك الزملاء والاصدقاء.. كان يعود آخر الليل وحيداً إلى شقته، حيث لا زوجة ولا اطفال ولا اصدقاء.. كان يضع كل همومه في الاكل، فقد روى الاستاذ يوسف الشريف بأن كامل الشناوي كان يأكل عندما يعود إلى منزله كميات كبيرة من الأكل هي اشبه ما كان بمرض شراهة الاكل.
ربما يعرض مأساته في قصيدة شهيرة:
عدت يايوم مولدي.. عدت يا أيها الشقي
ليت يايوم مولدي.. كنت يوماً بلاغدٍ
أنا عمر بلا شباب.. وحياة بلا ربيع
اشتري الحب بالعذاب.. اشتريه فمن يبيع..؟!!
إنها صورةٍ من اشخاص كثيرين يعيشون بيننا يضحكون الآخرين وهم في كآبة مرضية


________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهندس محمد فرج
عضو موسس للمنتدى
المهندس محمد فرج

ذكر
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
عدد المشاركات : 123667
نقاط التقييم : 126296
بلد الاقامة : ماريا وترابها زعفران
علم بلدك : Egypt مصر
الجوزاء

كامل الشناوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: كامل الشناوي   كامل الشناوي Emptyالخميس يونيو 25, 2015 10:43 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

كامل الشناوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: كامل الشناوي   كامل الشناوي Emptyالخميس يونيو 25, 2015 10:44 pm

محمد فرج كتب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذ الفاضل

محمد فرج

بارك الله فيك

Rolling Eyes

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51620
نقاط التقييم : 73134
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

كامل الشناوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: كامل الشناوي   كامل الشناوي Emptyالجمعة يونيو 26, 2015 11:16 pm

سلمت ايديك غاليتي احلام الحبيبه 

موضوع رائع جدا لشاعر و صحفي مشهور 

تقبلي تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احلام شحاتة
الادارة العليا -المشرفة العامة - شمس اشتياق
احلام شحاتة

انثى
تاريخ التسجيل : 08/03/2014
عدد المشاركات : 61741
نقاط التقييم : 66613
بلد الاقامة : مصر
علم بلدك : Egypt مصر
السمك

كامل الشناوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: كامل الشناوي   كامل الشناوي Emptyالجمعة يونيو 26, 2015 11:18 pm

باسند كتب:
سلمت ايديك غاليتي احلام الحبيبه 

موضوع رائع جدا لشاعر و صحفي مشهور 

تقبلي تحياتي

تسلمي لي حبيبتي

باسند الغاليه

مرورك دوما يسعدني

Smile

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

كامل الشناوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: كامل الشناوي   كامل الشناوي Emptyالسبت مارس 04, 2017 4:16 pm

الأستاذة الفاضلة الرائعة المتميزة الأخت العزيزة@احلام شحاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كامل الشناوي
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لا تكذبي ........... (للشاعر كامل الشناوي )
» ++ نشيد الحرية - كامل الشناوي ++
» الزعيم مصطفى كامل
» احمد شفيق كامل
» بحث كامل عن الحضارات القديمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: اقسام الثقافة والتاريخ والادب العالمي :: اشتياق التاريخ والتراث وسيرة حياة المشاهير-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1 
باسند - 51620
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
كامل الشناوي Vote_rcap1كامل الشناوي Voting_bar1كامل الشناوي Vote_lcap1