لورنا هيلز تتذكر سنواتها مع زوجها الفنان جواد سليم

[rtl]لورنا هيلز تتذكر سنواتها مع جواد سليم[/rtl]

[rtl]كان جواد سليم في مزاجه الفني، كما في حياته الشخصية، يتحرّك فوق جسر بين الشرق والغرب. ومسيرة الفنّان الذي رحل في سنّ مبكّرة تاركاً بصماته على الحركة التشكيليّة المعاصرة في العراق، تختصر صفحات مشرقة من العصر الذهبي لبغداد لحظة دخولها دائرة الحداثة. لكن ذكريات رفيقة دربه لورنا هيلز البريطانية التي تعيش الآن في ويلز وهي في السبعين، تبقي القارئ على نهمه، على رغم ما تنطوي عليه من تفاصيل حياتيّة مشوّقة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تُظهر اللوحة التي رسمها جواد سليم لزوجته الفنانة البريطانية لورنا في العام 1948، أول استلهاماته للحروف العربية، كما يورد شاكر حسن آل سعيد. فهو وضع كلمتي لورنا ولندن مدونتين على جهتي اللوحة، في حين جلست لورنا بالزي العراقي الشعبي كما نساء ماتيس، مسترخية على تختها. وفي الأمر أكثر من دلالة، حيث يجمع جواد سليم في هذه العلاقة رغبة الانتماء إلى معاصرة عرفها أكثر الفنانين التشكيليين العراقيين صلة بأوروبا، وتمثلت في ما تمثلت بزواج معظمهم من نساء البلدان التي درسوا فيها، وبين التشبث بالطابع المحلي فولكلوراً وتصورات واستلهامات لجذوره الحضاريّة القديمة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لعل جواد سليم، كما يؤكد معظم نقاده، كان في مزاجه الفني، كما في حياته الشخصية، يسير على جسر بين الشرق والغرب، باحثاً عن هوية التمايز والريادة التي اكتسبها بجدارة، وأهلته لأن يكون الاب الروحي للفن العراقي المعاصر. وفي الكتاب الذي أصدرته إنعام كجه جي "لورنا... سنواتها مع جواد سليم" عن دار "الجديد" البيروتية، ترشدنا عبر حوارها الطويل مع لورنا إلى بعض الحلقات المجهولة في حياة سليم الشخصية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لورنا مع زوجها جواد سليم
لورنا هيلز البريطانية التي تعيش الآن في ويلز وصلت السبعين، وهي تتأمل في تلك الذكريات بروح انكليزية صرف، تبعدها عن درس لم تتعلمه من العراق والعراقيين: وهو التوهج وقوة العاطفة، مثلما أهملت تعلم لغتهم. أما محاورتها، الصحافيّة العراقيّة إنعام كجه جي، فتحاول قدر المستطاع أن تعتصر منها معلومات وانطباعات تخص ذلك الزمن. تحاول أن تحيي تلك الذكريات التي بدأت في النصف الثاني من الأربعينات حين التقت جواد سليم في مدرسة سليد للفن في العاصمة البريطانية، وانتهت في 1961 عندما فجع العراق برحيله وهو بعد لم يزح الستار عن نصبه الخالد في الباب الشرقي في بغداد.
بين ما تتذكر لورنا عن جواد سليم : "انه كان قريباً جداً من الانطباع الذي في مخيلة الناس عن الفنان البوهيمي، سواء في ثيابه أو في تصرفاته أو أقواله، ولهذا السبب لم يكن يبدو عراقياً بشكل واضح، بل كان يحاول الابتعاد عن أنماط التصرفات التقليدية للطلبة العرب، ويسعى إلى رسم شخصية خاصة به، متفتحة على كل ما هو جديد ومختلف". ولم يكن جواد سليم عندما التقى بلورنا فناناً مبتدئاً، بل كان درس في "معهد الفنون الجميلة" في باريس وأكاديمية روما للفنون. بيد أن الحرب العالمية الثانية لم تمكنه من إكمال تعليمه في المكانين.
ومنذ اللقاء الأول حتى رحيلها عن بلدها للالتحاق به في بغداد، ومشاركتها له سنوات الخصب الأولى في حياة الفن التشكيلي العراقي، تروي كجه جي على لسان لورنا الوقائع الشخصية لتلك الأيام: البيت والعائلة وأم جواد واخوته ومعظمهم من الفنانين، ومشاكل العوز المالي التي مرّوا بها، مع أن جواد سليم ابن أحد الرواد في الرسم، وكان ضابطاً في القوات التي خدمت الدولة العثمانية ونقلت إلى العراق خبراتها بعد تأسيس الدولة العراقية، بما فيها الخبرات الفنية.
كما تروي عن صداقات جواد مع الفنانين، تلك التي تكتنفها الكثير من المنافسات الفنية المثمرة، وتتحدث عن علاقاته بالنساء اللواتي رسمهن أو مررن بحياته كزميلات وطالبات. ومع أن لورنا تروي تلك الوقائع كما تروي الجدة الحكيمة ذكرياتها بعد أن مضت بها رحلة الأيام بعيداً عن كل انفعال، إلا أن تلك الذكريات تتمتع بقدر كبير من الجاذبية والقدرة على امتاع القارئ. كما انّها تسلّط الضوء على مجتمع الفنانين، وخصوصية الحياة العراقية في بعض طقوسها التي وفرتها الفرصة لامرأة أجنبية حاولت ان تدخل هذا الجو بعدتها الفنية وبتطلعها إلى ردم الهوة بينها وبين حياة زوجها الفنية والعائلية. فهي مضت إلى الأزقة القديمة لترسمها قبل أن تطالها يد الهدم، وحاولت أن تتعلم فن الطبخ العراقي وعادات الناس...
ووجدت لورنا سليم في البيت العراقي ضالتها، فغدت تحسب بين أسماء فنانيه المعروفين ابان تلك المرحلة. وكانت على صعيد الفن وفية لمدرسة جواد سليم سواء في تصورها للواقعية وعلاقتها بأشياء العراق: مناظره وألوانه وأشكال نسائه، أو في محاولتها مزج تلك البنية مع حداثة تجعلها ميالة إلى بعض التغريب لشخصياتها وسطوحها.
بغداد الأربعينات والخمسينات
عاشت لورنا بحكم صلتها بجواد سليم وسط المثقفين العراقيين، وتتذكر في حوارها مع انعام كجه جي تلك الأيام كما الأحلام السعيدة. فبغداد الأربعينات والخمسينات كانت مقبلة على نهضة حضارية اختلط فيها مجتمع البورجوازية الذي تثقف بثقافة غربية، حاول أن ينقل اجواءها إلى الملتقيات الأدبية والاجتماعية، مع الفئات الصاعدة في الأدب والفن من أبناء العامة. وكان نزوع معظم المبدعين والمثقفين إلى فكر اليسار، وراء خلق الحالة العراقية، وبرزت في الفن هموم الطبقات الفقيرة. وأدت ببعضهم إلى دراسة الفولكلور الشعبي ومحاولة ايجاد توفيق بينه وبين الحضارات العراقية القديمة وفق الأساليب الغربية الحديثة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لورنا زوجة الفنان التشكيلي الراحل جواد سليم في زيارة الى بغداد لتشرف على تنفيذ نصب الحرية بعد زوجها
وفي هذا الخضم تشكلت مدارس مختلفة في الفن التشكيلي، ومنها مدرسة بغداد للفن الحديث التي كان جواد سليم أبرز روادها. وكانت النقاشات والمعارض والاصدارات في هذا الميدان من المعالم الواضحة والمتميزة للثقافة العراقية وقتذاك. وربما تنفرد بغداد بين العواصم العربية في تلك الفترة بهذه الحركة الضاجة بالجدل والاختلاف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تمثال الامومة لجواد سليم، مصور مع زوجته لورنا سليم و أخته نزيهة سليم، معهد الفنون الجميلة، بغداد، ١٩٦١

وفي كتاب يسلط الضوء على سيرة شخصيتين من تلك المرحلة، يتطلع القارئ إلى أن يجد انعكاساً لبعض تلك الأجواء، ولكنه يستمع إلى قصة حياة عادية، وإن كانت ممتعة في تسليطها الضوء على بعض جوانبها الاجتماعية، وعلى وجه الخصوص بالنسبة إلى من نأت به الأيام عنها في المغتربات الأوروبية .[/rtl]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دكتور خليل البدوي

بارك الله فيك

موضوع رائع

تحياتي و دعواتي

Shocked

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذة العزيزة أحلام شحاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الدكتور/ خليل

سلمت على حسن الاختيار

سيره عطره لهذا الفنان العراقي

دمت بهذا التميز والعطاء

ارق التحايا

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أستاذتي الكريمة إيمان الساكت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» جواد سليم
» ماعلاقة الفنان ماجد المهندس بمرض سفير الطفولة الفنان العراقي هاشم سلمان
» سليم بركات
» العلامة مصطفى جواد، تركماني خدم اللغة العربية
» مصطفى جواد العلّامة النحوي تاريخ لا ينسى