قال الله تعالى { ما كان النبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ○ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم ﻷواه حليم ○ } سورة التوبة 113،114 .
ولقد اتخذ الكثير من هاتين اﻵيتين دليلا على تكفيرهم لوالدي النبي صلى الله عليه ووالديه وآله وسلم وعمه ومن سبق من آبائه جملة والعياذ بالله ، اللهم إني أبرأ لك مما يفعلون ، وهذا فساد استدلال وشطط استنباط ، إذ اشترط المولى في اﻵية اﻷولى أن يتبين للنبي كذلك للذين آمنوا أن أولي قرباهم من أصحاب الجحيم ، وزاد في الثانية أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان قد وعد أباه - وهو عمه آزر - بأن يستفغر له ، وهو في قوله تعالى { قال سلام عليك سأستغفر لك ربي } و { إلا قول إبراهيم ﻷبيه ﻷستغفرن لك } سورة مريم 47 والممتحنة 4 ، فلما تبين للخليل جرم عمه - واللفظ تبين أيضا لتأكيد البينة أي الحجة الدامغة بلا لبس أو ريب - تبرأ إبراهيم من أبيه ، أي أن المنع مرتبط باليقين من كون أولي القربى من أصحاب الجحيم والتصريح بالبراءة منهم ، والنص صريح قاطع الدلالة ولله الحمد .
ثم إن يقيننا منعقد على أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه ووالديه وآله وسلم لم يصرح بأن أحدا من آبائه أو أمهاته من أصحاب الجحيم - وحاشاه وحاشاهم من ذلك - كذلك لم يتبرأ من أحد منهم قط بفضل الله ، بل على النقيض من ذلك فقد تباهى بجده يوم حنين إذا نادى ؛
أنا النبي لا كذب ،،، أنا ابن عبدالمطلب .
وقد أثنى عليه وعليهم القرءآن في قوله { وتقلبك في الساجدين } الشعراء 219 وقوله { إن أولياؤه إلا المتقون } اﻷنفال 34 ، وأثنى على أحلاف هاشم بن عبد مناف بقوله { ﻹيلاف قريش إيلافهم } ومن قريش ؟ أليس فهر بن مالك جد النبي صلى الله عليه ووالديه وآله وسلم !
والله ورسوله أعلم
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
