جنون الضحك قصة قصيرة جداً للكاتب العراقي: نهار حسب الله

جنون الضحك
قصة قصيرة جداً للكاتب العراقي: نهار حسب الله*
امتهنتْ كتابة الفكاهات والقفشات التي تروق لكل سامع، أصبحت صانع البسمة الأوحد بين كل سكان عمارتنا، إلا بوابها الذي كان يمتاز بطابع من الكآبة الثقيلة.
كان يشكل لي عقدة نفسية لدرجة أنه صار هدفي الوحيد في الحياة ورؤية أسنانه على سبيل الضحكة.
وذات مساء ساكن.. طرقت مسامعي قهقهات عالية وضحكات جديدة لم أستطع تشخيص صاحبها، وهو الأمر الذي زادني فضولاً مما شجعني على التطفل لمعرفة من أطلق تلك الضحكة.
هرعت مسرعاً كوني المسؤول عن البهجة في العمارة.. وإذا بي أرى البواب في موقف لا يحسد عليه.
كان يحمل طفله الصغير بين ذراعيه وهو يقطّر دماً.. ويطلق ضحكات بأعلى صوته ومن دون توقف !
احتشدت الكلمات في رأسي من هول وغرابة المشهد.. وعلى نحو مرتبك حاولت أن أسأله عن حالة الطفل وأسباب الضحك في مثل هذه الحالة المأساوية ؟ إلا أنه ركض إلى خارج البناية تتبعه نظراتي البلهاء ونقاط الدم على البلاط !
مضت الأيام وبدأت أفتقد كآبته، لأنه صار يضحك على غير عادته دونما اهتمام بأي مخلوق.
وبعد أقل من أسبوع.. لم أعد أراه، مما أرغمني على السؤال عنه لأستقبل إجابة جاري التي جعلتني أتذوق طعم البكاء لأول مرة في حياتي:
لقد نقل إلى مستشفى الأمراض العقلية بعد أن قُتل طفله الوحيد بين أحضانه في شظية الانفجار الأخير.
نهار حسب الله يحيى
كاتب قصصي وإعلامي
ولد في بغداد 1989
يحمل الشهادات التالية:
دبلوم ـ معهد معلمين / بغداد
شهادة في الأعلام والعلاقات من جمعية العلم والمعرفة/ بيروت
شهادة في التصميم الطباعي والصحفي من الجامعة التكنولوجية / بغداد
العضوية
عضو اتحاد الصحفيين والإعلاميين العراقيين
عضو الاتحاد الادباء والكتاب العراقيين
عضو مؤسسة فكر الثقافية
عضو المجلس العراقي للسلم والتضامن
عضو المركز الصحفي الاعلامي المشترك.
صدر له مجموعة قصصية تحت عنوان (ثورة عقارب الساعة) القاهرة / 2011
تحت الطبع / رواية (ذبابة من بلد الكتروني).
تحت الطبع/ مجموعة قصصية (خمسون قصة قصيرة جداً)
ترجمة عدد من قصصه الى اللغة الانكليزية ونشرت مابين السويد وأمريكا.
يكتب التحقيقات والمقالات وسبق له ان نشر في معظم الصحف والمجلات العراقية والعربية.
عمل في جريدة (التآخي) بصفة محرر.
عمل في جريدة (نهج الحرية) بصفة مدير فني ومحرر.
عمل في مجلة (النقل والمواطن) بصفة محرر.
أهم الصحف والمجلات التي سبق وان نشر كتاباته فيها: (مجلة الآداب اللبنانية، جريدة العرب الاردنية، الصباح الفلسطينية، مجلة اخبار الثقافة الجزائرية، الاهرام المصرية، العرب العالمية اللندنية، الصباح العراقية ، الصباح الجديد، الزمان، البيان، البينة الجديدة، التآخي، البينة، المواطن، الأهالي، المنارة، الدعوة، العالم،كل الاخبار، مجلة عيون، مجلة الصوت الاخر، الى جانب عدد كبير المواقع الالكترونية.

عاشت الايادي دكتور خليل بدوي 

قصه مؤسفه 

تقبل تحياتي