موازنة الأسرة.. فن لا تجيده عائلات

موازنة الأسرة.. فن لا تجيده عائلات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقع العديد من الأسر في مطب تراكم الديون؛ السلف والقروض والديون، وعدم القدرة على إدارة دخلها بما يتناسب مع التزاماتها الشهرية والمصاريف.
وهو ما حدث مع الأربعيني علي حسان الذي يعاني من عدم قدرته على تغطية نفقاته كافة.
يقول “في كل شهر أضطر لاستلاف مبلغ من المال لإكمال جميع التزاماتي والمصاريف المترتبة عليّ”، مما يتسبب بعجز مالي شهري له، لا يستطيع إنهاءه.
العشوائية في الإنفاق وعدم التخطيط المسبق، هو ما تعاني منه الثلاثينية بيسان حسن التي لا تسيطر على عملية إنفاق دخلها الشهري، حتى أنها في كثير من الأحيان تحصل على دخل إضافي، إلا أن المشكلة تبقى ذاتها.
وتعترف بيسان أنها لا تستطيع إدارة دخلها الشهري، وفي كل مرة تقع في ضيقة مادية، وعلى الرغم من أن مستوى دخلها ليس متدنيا مقارنة بالتزاماتها الشهرية، إلا أنها وفي كل شهر تضطر للاستدانة من غيرها.
تأمين احتياجات المنزل والمدرسة ودفع الالتزامات الشهرية من إيجار وكهرباء وماء، هو الكابوس الذي يؤرق نوم الأربعيني خالد، فهو يقع نهاية كل شهر في مأزق تغطية نفقاته كافة، خصوصا مع وجود الكثير من الالتزامات التي تأتي فجأة، وفق قوله.
ويضيف أن الراتبين الشهريين اللذين يتقاضاهما هو وزوجته لا يكفيان لتغطية متطلباتهما كافة، الأمر الذي يجبرهما على الاستدانة من غيرهما، أو جدولة القرض لأخذ مبلغ إضافي، لأنهما في كل شهر يضطران لصرف نفقات غير مدرجة في حساباتهما المالية، ما سبب لهما مشاكل مالية.
“التخبط في الإنفاق”، وفق ما وصفته الثلاثينية مريم، هو السبب الحقيقي في عدم قدرتها على توفير أي مبلغ بسيط من المال في نهاية الشهر، حتى في الأشهر الني تحصل فيها على دخل إضافي، ما يجعلها تشعر بأن كل الأشهر تشبه بعضها بعضا وأن أي دخل إضافي لا يشعرها أبدا بتحسن.
تقول “في كثير من الأحيان، أضطر لصرف بعض الأموال التي أدخرها لمستحقات مالية اضطرارية”، ما يستلزم عليها سد النقص عند استحقاق الدفع.
من جهته، يؤكد أختصاصي علم الاقتصاد الاجتماعي حسام عايش، أن الإشكالية الكبيرة التي تعاني منها الأسرة هي غياب الانضباط المالي، الذي يتطلب وجود خطط تأخذ بعين الاعتبار الدخل وحجمه وكيفية إنفاقه.
ويشير إلى أن إنفاق الأسرة بصورة عشوائية هو ما يؤثر سلبا على ميزانية الأسر، وينبغي أن يكون لدى كل أسرة خطة شهرية تأخذ المتطلبات الأساسية للإنفاق والالتزامات التي لا يمكن للأسرة تجاوزها وتحديد مصادر الهدر أو النفقات الزائدة.
ويردف عايش أن على الأسرة أن تضع جدولا حتى تتمكن من الوصول إلى الاستخدام الصحيح للدخل من خلال التوازن في النفقات، ومثلا تقنين استخدام البنزين، صرف الكهرباء وضرورة معرفة مصادر الهدر وعمل حسبة للخروج بنتيجة لمعرفة العجز.
وينوه إلى معاناة معظم الأسر الأردنية من زيادة النفقات مقارنة بالدخل، لاسيما وأن هذا العجز متواصل بسبب تدني دخل الأسرة مقارنة بازدياد متطلباتها، ويبقى البحث دائما عن مصادر إضافية إما من خلال الديون أو بيع موجودات كقطعة أرض، سيارة أو ذهب، مما يستدعي تقليل النفقات وضبط الهدر.
ويجد أن تنظيم موازنة الأسرة يحدث توازنا، قد يوصل إلى مرحلة فائض وإن كان قليلا نوعا ما، معتبره انتصارا على العشوائية لصالح التخطيط وانتصارا للتخطيط على الإنفاق، وهذا الأمر يحتاج إلى إرادة ومعرفة بكيفية الإنفاق من قبل.
ويتفق معه أختصاصي علم الاقتصاد والأعمال الدكتور محمد العوامرة، الذي يؤكد بدوره أهمية وضع موازنة للأسرة وخطة تنظيمية شهرية بين الزوج والزوجة، شريطة أن تتطابق مع ما هو مخطط له، إما أن يكون فيها عجز أو فائض، وهو ما يعتمد على الإيرادات والنفقات.
ويقصد العوامرة بالإيرادات رواتب الموظفين الثابتة بشكل شهري، ويأتي دخل الأسرة غير الثابت مثل العمل في محلات البقالة، والمشاريع التجارية الأخرى التي تتأثر بالظروف الجوية والعطل وغيرها من الأمور الأخرى التي قد تتسبب في زيادة الدخل أو قلته في معظم الأحيان.
ويردف أن على الأسرة أن تضع موازنة ومنهاجا ماليا يوائم بين وضع الأسرة المالي والالتزامات المادية المترتبة عليها خلال شهر مقبل، منوها إلى ضرورة وضع بنود للإنفاق لا تتجاوز الدخل الشهري، ويفضل أن يكون في نهاية الشهر فائض؛ إذ إن كل ما تتطلبه الموازنة هو مراقبتها والالتفات إلى عدم العشوائية في الإنفاق.
أختصاصي علم النفس الدكتور محمد الحباشنة، يبين أن طبيعة الاستهلاك في المدن الأردنية لا ترتبط عادة بميزانية وغالبا ما يمتلك الفرد أكثر مما يستطيع ماليا.
غير أن الحنكة الأردنية في الإنفاق ما تزال قائمة ومستمرة وتحمل معنى الديمومة لوجود اقتصاد الأسرة، وهو ما يميز المواطن الأردني.
ويردف أن متوسط دخل الفرد الأردني مبرمج بحد ذاته وبأي طريقة يصرف، ولولا حكمة المواطن في الإنفاق لسقطت العديد من الأسر اقتصاديا وانجرفت نحو هاوية الاستهلاك غير الدقيق، مؤكدا أن الاستمرار في نسق الإنفاق العشوائي سيؤدي ذلك إلى سقوط مؤسسة الأسرة والأفراد.
ويؤكد الحباشنة بدوره الأثر السلبي للمديونية على النسيج الأسري ونفسية أفراد الأسرة والذي يخلق جوا من الشحنات السلبية بين أفراد العائلة، فضلا عن الشعور بالتعب والإرهاق بين الأزواج، مبينا أهمية أن إيجاد موازنة شهرية ومنطقية توائم بين الدخل والنفقات ومنع الانجراف في الإنفاق يؤثر ايجابا على الصحة النفسية في الأسرة، والشخص الذي ينفق بشكل يفوق مدخولاته الشهرية وغير قادر على العيش حسب دخله الشهري “يعاني من حالة نفسية تستدعي العلاج”.

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا للموضوع الجميل دكتور خليل بدوي الغالي

بارك الله فيك

لك تحياتي الخالصه

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذة العزيزة الغالية الرائعة المبدعة@باستد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

القدير/ دكتور خليل بدوى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأستاذ العزيز الغالي الرائع المبدع والمتميز@المهندس الاستشاري محمد فرج
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» الخطوط الماليزية تبلغ عائلات ركاب الطائرة المفقودة انه "لم ينج احد" (اعلام)
» موازنة 2018 وما تضمنته من ضرائب
» لبنان يقر موازنة لأول مرة منذ 12 عاما
» الأسرة
» أنماط الأسرة