منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 مختصر ذم العنصرية الجاهلية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

مختصر ذم العنصرية الجاهلية Empty
مُساهمةموضوع: مختصر ذم العنصرية الجاهلية   مختصر ذم العنصرية الجاهلية Emptyالأحد ديسمبر 11, 2016 8:22 pm

مختصر ذم العنصرية الجاهلية

1- عن أبيِّ بن كعب -رضي الله عنه- قال: سمعت -رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من تَعَزَّى بعزاء الجاهلية؛ فأَعِضُّوه أبيه ولا تُكْنوه)). [أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (963) وصححه الألباني].

وفي لفظ: ((كنّا نُؤمر إذا تَعَزَّى بعزاء الجاهلية فأَعِضُّوه بهَنِ أبيه، ولا تُكْنوه)). [أخرجه أحمد (21227) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (269)].

قوله: (من تَعَزَّى) أي: انتسب وانتمى.

وقوله: (بعزاء الجاهلية)، أي: الدعوة للقبائل، بأن يقول: يا لتميم، أو يا لعامر، وأشباه ذلك.

وقوله: (فأَعِضُّوه بهَنِ)، العَضُّ: الإمساك على الشيء بالأسنان. والهن: ذكر الرجل.

والمعنى: قولوا له: اعضُضْ بأَيْرِ أبيك، ولا تُكْنوا عن الأَيْرِ بلفظ الهَنِ، تنكيلًا وتأديبًا لمن دعا دعوى الجاهلية.

قال البغوي: قوله: (بهَنِ أبيه) يعني: ذَكَره، يريد يقول له: اعضُض بأَيْرِ أبيك، يجاهره بمثل هذا اللفظ الشنيع ردًّا لما أتى به من الإنتماء إلى قبيلته، ولافتخار بهم. ا.هـ. [شرح السنة (13/120)].

وقد فعل ذلك أُبَيُّ بن كعب -رضي الله عنه- رواي الحديث، فإن سبب هذا الحديث: أنه سمع رجلًا قال: يا لفلان. فقال له أُبَيٌّ: اعضُض بأَيْرِ أبيك، ولم يُكْنِ. فقال الرجل: يا أبا المنذر؛ ما كنتَ فحاشًّا! فقال أُبَيٌّ: إني لا أستطيع إلا ذلك؛ عملًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من تَعَزَّى بعزاء الجاهلية؛ فأَعِضُّوه بهَنِ أبيه، ولا تُكْنوه)).

2- وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: ((من اعتَزَّ بالقبائل فأَعِضُّوه -أو: فأَمِصُّوه-)). [أخرجه ابن أبي شيبة في" المصنف" (15/33)].

3- وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه كتب إلى أمراء الأجناد: ((إذا تداعت القبائل، فاضربوهم بالسيف حتى يصيروا إلى دعوة الإسلام)). [أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15/33)].

وفي لفظ: ((إنه ستداعى القبائل، وذلك نخوة من الشيطان، فإن كان ذلك؛ فالسيفَ السيفَ، القتلَ القتلَ، يقولوا: يا أهل الإسلام، يا أهل الإسلام)). [أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15/32)].

معنى (يصيروا إلى دعوة الإسلام) أي: عزاء الإسلام، أي: يقول: يا للمسلمين.

وذكر أبو عبيد: أن رجلًا قال بالبصرة: يا لعامر، فجاء النابغة الجعدي بعصبة له، فأخذته شُرَطُ أبي موسى، فضربه أبو موسى خمسين سوطًا بإجابته دعوى الجاهلية. ا.هـ. ["غريب الحديث" (1/301)].

4- وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليس منا من ضرب الخدود -وفي لفظ: من لطم الخدود-، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)). [أخرجه البخاري (1294، 3331)، ومسلم (165)],.

5- عن الحارث الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثاء جهنم. قالوا: يا رسول؛ وإن صام وإن صلى؟ قال: وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم، فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله -عز وجل- المسلمين المؤمنين عبادَ الله -عز وجل-)). [أخرجه أحمد (202)، وصححه الألباني في "المشكاة" (3694)].

6- وعن أبي صالح أنه قال: ((من قال: يا آل فلان؛ فإنما يدعو إلى جثاء جهنم)). [أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15/33)].

7- وعن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال: ((سموا بأسمائكم التي سماكم الله بها: بالحنيفية، والإسلام، والإيمان)). [أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، ويُنظر "الدر المنثور" للسيوطي (6/81)].

قلت: سمانا الله -عز وجل- بالمسلمين يالكتب السابقة، وفي القرآن العزيز، قال الله عز وجل: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملةَ أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبلُ وفي هذا ليكون الرسول شهيدًا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير}.

قوله: {هو سماكم} أي: الله تعالى هو الذي سماكم بهذا الاسم.

{من قبل} أي: في الكتب المتقدمة؛ كالتوراة والإنجيل والزبور.

{وفي هذا} أي: في القرآن قد سماكم أيضًا بالمسلمين.

8- وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: ((غزونا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعَّاب، فكسع أنصاريًّا، فغضب الأنصاري غضبًا شديدًا، حتى تداعوا، وقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما بال دعوى أهل الجاهلية؟ ثم قال: شأنه؟ فأُخبر بكسعة المهاجري الأنصاري. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: دعوها فإنها خبيثة)). [أخرجه البخاري (3330) ومسلم (2584)].

وفي لفظ: ((دعوها فإنها مُنْتِنَةٌ)). [أخرجه البخاري (4905)، ومسلم (2584)].

قوله: (رجل لعَّاب) أي: بطال.

قوله: (فكسع) أي: ضربه على دبره.

هذا أبلغ حديث في ذم العصبية الجاهلية؛ إذ الانتساب إلى الأنصار أو المهاجرين يُمدح شرعًا، لكن لما خرج هذا الانتساب عن دائرة التعبد والاعتزاز بالانتساب لدين الله تعالى؛ ذُمَّ ومُقِت وأصبح جاهليةً مرفوضةً، فكيف إذا كان الانتساب إلى ما قد يُباح -كالانتساب إلى قبيلة- على وجه يشبه انتساب أهل الجاهلية؟ لا ريب أنه أكثر ذمًّا وأشد مقتًا.

9- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله -تعالى ذكره- قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، لَيَدَعَنَّ رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو لَيَكونُنَّ أهون على الله من الجِعلان التي تدفع بأنفها النتن)). [أخرجه أبو داود (5116)، والترمذي (3956)، وحسنه الألباني].

قوله: (عُبِّيَّةَ الجاهلية): نخوتها.

و(العُبِّيَّةُ): الكبر والفخر والنخوة.

10- وعن ابن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس يوم فتح مكة فقال: ((يا أيها الناس؛ إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هَيِّن على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب، قال الله: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير})). [أخرجه الترمذي (3270)، وصححه الألباني].

11- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ((ما تعَدّون الكرم؟ قد بَيَّن الله الكرم، فأكرمكم عن الله أتقاكم. ما تعَدّون الحسب؟ أفضلكم حسبًا أحسنكم خُلُقًا)). [أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (899)، وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (694)].

12- وعن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة قال: حدثني من سمع خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسط أيام التشريق، فقال: ((يا أيها الناس؛ إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغتُ؟)). قالوا: بلَّغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. [أخرجه أحمد (23536)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2700)].

13- وعن أبي ذر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ((انظر؛ فإنك ليس بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى)). [أخرجه أحمد (21445) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1505)].

14- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ومن بَطَّأ به عمله؛ لم يُسرِع به نسبه)). [أخرجه مسلم (2699)].

قوله: (من بَطَّأ به عمله) أي: من أخره عمله وجعله بطيئًا عن بلوغ درجة السعادة؛ لكون عمله سيئًا، أو كونه فرَّط في العمل الصالح.

(لم يُسرع به نسبه) أي: لم يقدِّمه نسبه؛ إذ لا يحصل التقرب إلى الله تعالى بالنسب، بل بالأعمال الصالحة.

ولهذا لمَّا أنزل الله تعالى قولَه: {وأنذر عشيرتك الأقربين}؛ قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف؛ لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب؛ لا أُغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله؛ لا أُغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد؛ سليني ما شئتِ من مالي لا أُغني عنك من الله شيئًا)). [أخرجه البخاري (2602)، ومسلم (206)].

فبَيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا ينجي من عذاب الله تعالى إلا الإيمان والعمل الصالح.

15- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((قيل: يا رسول الله؛ من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم. فقالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألون؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فَقُهوا)). [أخرجه البخاري (3353)، ومسلم (2378)].

قال العلماء: لمّا سُئل: أي الناس أكرم؟ أخبر بأكمل الكرم وأعمه، فقال: (أتقاهم لله). وأصل الكرم: كثرة الخير، ومن كان متقيًّا كان كثير الخير، وكثير الفائدة في الدنيا، وصاحب الدرجات العلا في الآخرة.

فلمّا قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: (يوسف) الذي جمع خيرات الآخرة والدنيا وشرفهما.

فلمّا قالوا: ليس عن هذا نسألك؛ فهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم أن مرادهم قبائل العرب، فقال: (خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فَقُهوا). [شرح صحيح مسلم للنووي (15/135)].

ومعناه: أن أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية إذا أسلموا وفَقُهوا؛ فهم خيار الناس.

16- وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة)). [رواه مسلم (934)].

معنى الحديث: أن هذه الأربع محرمة، ومع حرمتها فإن أكثر هذه الأمة لا يتركونها مع علمهم بحرمتها، وأنها من أفعال أهل الجاهلية، وذلك وباء وخيم، وحوب كبير.

قال المناوي: (الفخر بالأحساب) أي: الشرف بالآباء، والتعاظم بعَدِّ مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم، وذلك جهل، فلا فخر إلا بالطاعة، ولا عز بأحد إلا بالله.

(الأحساب) جمع حسب، وهو : ما يعده المرء من الخصال له، أو لآبائه من نحو شجاعة وفصاحة.

(الطعن في الأنساب) أي: الوقوع فيها بنحو ذم وعيب.

(الاستسقاء بالنحوم): اعتقاد أن نزول المطر بظهور هذا النجم أو ذاك.

(النياحة): رفع الصوت بالندب على الميت. ا.هـ مختصرًا.

["فيض القدير" (1/462)].

17- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت)). [أخرجه مسلم (67)].

معناه كما قال القاضي عياض: (أي: من أعمال أهل الكفر وعادتهم وأخلاق الجاهلية، وهما خصلتان مذمومتان محرمتان في الشرع). ["المفهم شرح صحيح مسلم" (1/326)].

18- وعن أبي ذر -رضي الله عنه-: ((أنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمه أعجمية، فعيَّره بأمه، فشكاني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلقيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أبا ذر؛ إنك امرؤ فيك جاهلية. قلت: يا رسول الله؛ مَن سب الرجال سبوا أباه وأمه. قال: يا أبا ذر؛ إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم)). [رواه البخاري (30) ومسلم (1661)].

قال الحافظ ابن حجر: يُؤخذ منه المبالغة في ذم السب واللعن لما فيه من احتقار المسلم، وقد جاء بالتسوبة بين المسلمين في معظم الأحكام، وأن التفاضل الحقيقي بينهم إنما هو بالتقوى، فلا يفيد الشريف النسب نسبه إذا لم بكن من أهل التقوى، وينتفع الوضيع النسب بالتقوى، كما قال تعالى: {إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنَّ الله عليم خبير}. ا.هـ.

19- وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في قبة من أدَم، فقال: ((من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي رُدِّيَ، فهو يُنزَع بذَنَبه)). [أخرجه أبو داود (5117)، وصححه الألباني].

قوله: (يُنزَع): يعالج ويحاول أن يخرج عنها.

والمعنى: أن من نصر قومه على غير الحق فقد أوقع نفسه في الهلكة بتلك النصرة الباطلة، حيث أراد الرفعة بنصرة قومه، فوقع في حضيض بئر الإثم، وهلك كالبعير، فلا تنفعه تلك النصرة كما لا ينفع البعير نزعه عن البئر بذَنَبه.

وقيل: شبَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- القوم ببعير هالك؛ لأن من كان على غير حق فهو هالك، وشبه ناصرهم بذَنَب هذا البعير، فكما أن نزعه بذَنّبه لا يخَلِّصه من الهلكة؛ كذلك هذا الناصر لا يخَلِّصه عن بئر الهلاك الذي وقعوا فيها.

20- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((ومن قاتل تحت راية عُمِّيَّة يدعو إلى عَصَبِيَّة، أو يغضب لعَصَبِيِّة، فقُتِل؛ فقتلة جاهلية)). [رواه مسلم (1848)].

وفي لفظ: ((ومن قُتِل تحت راية عِمِّيِّة يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة؛ فليس من أمتي)). [رواه مسلم (1848)].

قوله: (عُمِّيَّة): الدعوة العمياء، فسرها الإمام أحمد -رحمه الله- بقوله: (الأمر العمِّي للعصبية لا يستبين ما وجهه).

و(العصبة): بنو العم، والعصبية أُخذت من العصبة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: إضافة الأمر إلى الجاهلية يقتضي ذمَّه والنهي عنه، وذلك يقتضي المنع من أمور الجاهلية مطلقًا. ا.هـ.

21- وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب في حجة الوداع يوم عرقة، فقال: ((ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع)). [أخرجه مسلم (1218)].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا يدخل فيه ما كان عليه من العادات والعبادات، مثل: دعواهم يا لفلان، ويا لفلان، ومثل: أعيادهم وغير ذلك من أمورهم). ["اقتضاء الصراط المستقيم" (1/305)].

22- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، ومنسأة في الأثر)). [أخرجه أحمد (8855)، والترمذي (1979)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (276)].

23- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اعرفوا أنسابكم؛ تصلوا أرحامكم)). [أخرجه الطيالسي (2757)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (277)].

24- وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال على المنبر: ((تعلموا أنسابكم، ثم صلوا أرحامكم)). [أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (72)، وحسنه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (53)].

25- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ((احفظوا أنسابكم؛ تصلوا أرحامكم)). [أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (73)، وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (54)].

دلت الأحاديث والآثار هذه على أن تعلم الأنساب محمود إذا كان تعلمها للقيام بطاعة الله المتعلقة بها من صلة رحم، وقسمة ميراث، وتحمل عاقلة، ونحو ذلك.

أما إن كان تعلمها لقصد الفخر والخيلاء ونحو ذلك مما كان عليه أهل الجاهلية، فذلك مذموم مرفوض، ولهذا نرى أن التعليل الوارد هاهنا: كون التعلم للأنساب عونًا على صلة الأرحام، والإحسان إلى الأقارب، وقد علق الشارع بالأنساب أحكامًا كثيرة.

ولهذا قال ابن حزم في كتاب النسب: (إن في علم النسب ما هو فرض على كل أحد، وما هو فرض على الكفاية.

قال: فمن ذلك أن يعلم أن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو ابن عبد الله الهاشمي، وأن يعلم أن الخلبفة من قريش، وأن يعرف من يلقاه بنسب في رحم محرم ليجتنب تزويج ما يحرم عليه منهم، وأن يعرف من يتصل به ممن يرثه، أو يجب عليه بره من صلة، أو نفقة، أو معاونة، وأن يعرف أمهات المؤمنين، وأن نكاحهن حرام على المؤمنين، وأن يعرف الصحابة، وأن حبهم مطلوب، وأن يعرف الأنصار ليحسن إليهم لثبوت الوصية بذلك؛ لأن حبهم إيمان، وبغضهم نفاق). [نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" - كتاب المناقب (6/527)].

وكذا معرفة آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ المؤمنين منهم والمستقيمين على الحق؛ ليُقام بحقهم إنفاذًا لوصية رسول الله 0صلى الله عليه وسلم- بهم، ولئلا يُعطوا من الزكاة.

26- وعن أبي ذر -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ليس من رجل ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى قومًا ليس له فيهم فليتبوَّأ مقعده من النار)). [أخرجه البخاري (3508)، ومسلم (61)].

قد تتابعت الأحاديث في الصحيحين، وغيرهما، في إلحاق الوعيد الشديد بمن ادعى إلى غير أبيه، ففي بعض الأحاديث: لعنه، وفي بعضها: تحريم الجنة عليه.

27- وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كُفْرٌ تبرُّئٌ من نسب وإن دَقَّ، أو ادِّعاء إلى نسب لا يُعرف)). [أخرجه أحمد (7019)، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3370)].

وفي لفظ: ((كُفْرٌ بامرئ ادِّعاء نسب لا يعرفه، أو جحده وإن دَقَّ)). [أخرجه ابن ماجه (2744)، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3370)، و"صحيح الجامع" (4486)].

المعنى: لا يحل للمرء المسلم أن يتبرأ من نسبه ولو كان هذا النسب حقيرًا، ومثله من ادعى نسبًا لا يُعرف، أي: لا يتصل به، فمن فعل ذلك فقد كفر بنعمة الله -عز وجل- عليه، واعترض على قضاء الله وحكمته، بل كذب على الله -عز وجل- كأنه يقول: خلقني الله من ماء فلان، ولم يخلقني من ماء فلان، والواقع خلافه.



[المقال مستفاد من رسالة "الأحاديث النبوية في ذم العنصرية الجاهلية" للشيخ عبد السلام بن برجس العبد الكريم -رحمه الله تعالى-، مع اختصار وتهذيب]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهندس محمد فرج
عضو موسس للمنتدى
المهندس محمد فرج

ذكر
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
عدد المشاركات : 123667
نقاط التقييم : 126296
بلد الاقامة : ماريا وترابها زعفران
علم بلدك : Egypt مصر
الجوزاء

مختصر ذم العنصرية الجاهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مختصر ذم العنصرية الجاهلية   مختصر ذم العنصرية الجاهلية Emptyالأحد ديسمبر 11, 2016 9:25 pm

القدير/ دكتور خليل بدوى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

مختصر ذم العنصرية الجاهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مختصر ذم العنصرية الجاهلية   مختصر ذم العنصرية الجاهلية Emptyالأحد ديسمبر 11, 2016 9:28 pm

الأستاذ القدير أخي الحبيب الفاضل الرائع المبدع المتميز@المهندس الاستشاري محمد فرج
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسند
مستشارة اشتياق -الام الروحية لاشتياق
باسند

انثى
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
عدد المشاركات : 51610
نقاط التقييم : 73124
بلد الاقامة : سويسرا
علم بلدك : علم العراق
الاسد

مختصر ذم العنصرية الجاهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مختصر ذم العنصرية الجاهلية   مختصر ذم العنصرية الجاهلية Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2016 10:24 pm

عاشت الايادي دكتورنا الموقر 

بارك الله فيك 

و جزيت الجنة ووالديك 

تحياتي

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور خليل البدوي
مستشار اشتياق _موسوعة اشتياق المضيئة
الدكتور خليل البدوي

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/08/2015
عدد المشاركات : 107926
نقاط التقييم : 126255
بلد الاقامة : عراقي مقيم في الاردن
علم بلدك : علم العراق
الثور

مختصر ذم العنصرية الجاهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مختصر ذم العنصرية الجاهلية   مختصر ذم العنصرية الجاهلية Emptyالخميس ديسمبر 15, 2016 12:57 am

الأستاذة العزيزة الغالية واختي الكريمة الرائعة المبدعة المتميزة@باسند
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

________________________________________________________________________

التوقيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مختصر ذم العنصرية الجاهلية
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاعتداءات العنصرية ...منحى يتصاعد ضد لاجئي ومسلمي النمسا
» مختصر من الفقه والتوحيد
» دعاء الاستخارة مكتوب و مختصر
» محادثة ماسنجرية من زمن الجاهلية
» مختصر المسلسل التركي سنوات الضياع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الاسلامية  :: اشتياق الاسلام-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1 
باسند - 51610
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_rcap1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Voting_bar1مختصر ذم العنصرية الجاهلية Vote_lcap1