كيف نساعد على زرع الضمير في النشء الصغير؟
الضمير هو صوت الحق و بوصلة المرء عندما يتوه....
وبه تصان حقوق الله وحقوق الناس دونما الحاجة لكاميرا ولا قاضي...
يؤدي صحيح القول عنه مخاطبا.. به العين دون السمع لا بالتكلم..
إذا استغرزته الكف فاض سحاله.. من الفكر فيض الرابح المتكتم
من أكثر الأمور الموجعة للانسان أن يحتك بشخص ضميره معتل أو ميت غرقا في ظلمات الأنا.....
بالفعل هو ابتلاء... لأن هذا الشخص لن يردعه الشيء الداخلي الذي يردع الانسان السوي
من استغفال أو خداع أو بطش الخ....
وعلى صعيد المجتمع... غياب الضمير من أهم أسباب تخلف الأمة وأوجاعها...
لأن الشخص سيحتاج الى رقيب وحسيب عليه في كل لحظة ليؤدي واجبه كما ينبغي...
وهذا غير ممكن بطبيعة الحال فسيقل الاخلاص والانتاج.....
عدا ان انعدام الضمير يؤدي الى الافتراء واختلاق الفتن التي تفكك المجتمعات...
ومن المؤسف أننا نرى حاليا الغرب على علاتهم المادية والانفلات
الا أنهم يعنون بتنمية هذا الجانب من سن مبكرة...
فقيمة الضمير هي جزء من التطور الأخلاقي القابل للنمو بالصغار.... وليست منحة أو هبة...
كيف نستطيع أن نحيي روح الضمير و نزيد المنسوب الوجداني في الطفل؟؟ هذه بعض النقاط المساعدة....
- تقوية الجوانب الروحانية والتركيز على النصوص التي تنمي الحالة الانسانية الداخلية
مثل
"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"
و
"الإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر"....
- رؤية الطفل لأهله محتكمين لضمائرهم الحية هو أسهل طريقة لانتقالها سليقيا ودون شعور من جيل الى جيل...
فيحتاج أن يرى منهم الانصاف وعدم الافتراء او استغلال واستغفال الغير...
- زرع النماذج الحسنة من السيرة الاسلامية العطرة
واستحضار القصص المناسبة منها وعرضها على الطفل بما يتناسب مع عمره...
- استخدام المواقف اليومية العابرة أمامهم للحوار بهذا الشأن سواء كان موقف جيد أم غير جيد..
ينبغي أن يسمع الطفل الثناء منا والاستحسان لمن يتصرف بضميره دونما مراقبة والعكس.....
الصيام مثلا... ولكن دونما مكافأة وهذه نقطة هامة..
لابد أن يتوصل الطفل أن القيم كالطيبة والأمانة أمور فطرية لا يثاب عليها بشيء مادي...
- عدم التركيز على الماديات والمظهريات في سن الطفولة... وتجنب اعطاء هذه الشقور فوق أهميتها...
- تجنب المرور على الأحداث الحياتية القاسية بسهولة أمام الطفل..
قد يتعود الكبار على مناظر الحروب وقتل الأبرياء لكثرتها مؤخرها
لكن لا ينبغي أن تصل هذه الرسالة للطفل فيألف الظلم والبطش ويتصورهما وضعا مقبولا...
وممكن بالمقابل أخذهم لزيارة أماكن تنمي الحس الانساني فيهم
كدور الايتام والمسنين أو الجمعيات التي تساعد المحتاجين ليشعروا بالتعاطف مع الغير...
- احترام حرمات الآخرين المادية والمعنوية ولفت نظر الطفل
للأمثلة التلقائية التي تحصل في الحياة اليومية...
وأفضل مثال هنا الرادع الداخلي في غض البصر...
- تعويدهم على حمل مسؤليات بسيطة مثل رعاية شتلة نباتية او حوض أسماك الخ....
لأن الطفل سيشعر بالخوف عليها لو نسى ويعتاد أن لا يقسو على ماحوله من الكائنات...
- مراعاة أن لا يصل الطفل لدرجة الوسوسة لأن مشاعرهم مرهفة
وينبغي التنبه لنوازن بين الضمير من كفة والاقبال الايجابي على الحياة بسعادة....
وكذلك ألا يطغى الضمير بشكل كامل على نقطة تقدير الذات فيأخذه الايثار لحد ايذاء نفسه
أو عدم مقدرته على حمايتها من تعدي الآخرين....
- تذكير الطفل بأن الدنيا دائما بها الطيبة والأمانة
كما يوجد بها الشر والخبث واستعراض النماذج الناجحة الخيرة من حوله..
وعدم تصوير الرذائل أمامهم على أساس أنها شر لابد منه سيطال جميعا...
- التدخل المبكر واستشارة المتخصصين في حال ملاحظة
أن الطفل أو المراهق يميل للعدوانية أو الاستقواء بأي شكل...
وحل المشكلة بدلا من انكارها وتفاقهما لاحقا..
والحقيقة لو استطعنا أن نرتقي بهذا الجانب في جميع من حولنا
من صغار ناشئين وليس فقط أبنائنا فإن الأمة ستكون بخير....
وهم كذلك سيكونون بخير مهما تقلبت بهم الدنيا
لأن من ينتصر في هذه المعركة المحورية لا يهمه أي خسارة بعدها.... [/color]
"راحة الضمير وسادة من حرير"
الضمير هو مصدر اطمئنان داخلي
وشعور بالارتباط بهذا الكون الكبير عبر رسالة عميقة....
والعكس متى ما وصلت الضمائر للقبر...
لدرجة أن يؤذي الشخص غيره ولايزال ضميره مرتاحا...
ويظن عدم وخز الضمير مؤشر لصحة اتجاهه وموقفه الحق فستكون تلك حياة الغابة....
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم..... فأقم عليهم مأتما وعويلا....
تحياتي.....________________________________________________________________________
التوقيع
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
