القصة الكاملة لمجرم لم يكن كباقي المجرمين"ألفونس كابوني"

تعد العصابات المنظمة من أكثر الأمور التي تؤرق مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، ولعل أبرز هذه العصابات هي المافيا الإيطالية والتي بدأت من إيطاليا وحطت رحالها في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولعل فترة العشرينيات والثلاثينيات وصولاً إلى الأربعينيات من القرن الماضي شكلت الفترة الذهبية لنشاط هذه المنظمات التي أثرت على العالم بأسره حتى وقتنا الحاضر، حيث ظهرت المافيا الروسية وتبعتها الصينية وغيرها من المنظمات والعصابات التي تؤثر بشكل أو بآخر على الاقتصاد العالمي.

أبرز زعماء المافيا الأمريكية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
" آل كابوني "
" آل كابوني " أو كما يدعى " الفونس كابوني " الذي تخلد اسمه في عالم الإجرام، والذي كان يعتبره الشعب الأمريكي مثل (روبين هود) العصر الحديث لكرمه الزائد مع الناس الذين كان هدفه التغرير بهم، حتى انكشف على حقيقته وعرف الناس بجرائمه التي كان للـ (FBI ) الفضل في كشفها.
على الرغم من تعدد جنسية منظمات المافيا ، إلا أن المافيا الإيطالية لا تزال هي المسيطرة والبارزة على الساحة العالمية بفضل قدرات رؤسائها الذين تعاقبوا على إدارتها وتنظيمها.
ولعل أبرز رئيس مافيا في تاريخ العصابات الأمريكية المنظمة هو
(ألفونس كابوني) والملقب بـ (وجه الندبة ) والذي اشتهر بقدرته العجيبة على الإقناع والمراوغة وإرادته الشديدة وعزيمته في الحصول على ما يريد بأقصر الطرق. فألفونس كابوني، مولود سنة 1899م لأبوين لاجئين بولاية نيويورك بمدينة بروكلين.
وبالرغم من الذكاء والدهاء اللذين يميزان كابوني إلا أنه لم يكمل تعليمه، حيث بدأت تظهر عليه بوادر العدائية وحب التملك منذ الصغر، فتم طرده في المرحلة التعليمية السادسة بعد أن قام بصفع معلمته في المدرسة أثر ضربها له، فلم يتمالك كابوني نفسه فقام بضرب معلمته. وبسبب المشاكل المتعددة التي كانت بملفه الدراسي وتكرر الشكاوي ضده من زملائه الطلبة تم فصل كابوني من المدرسة، وبعد تركه للمدرسة بدأت مغامراته التي جعلت منه أسطورة المافيا والتي بقيت حية حتى وقتنا الحاضر.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لـ " آل كابوني " مع أمه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة فرانك كابوني شقيق " آل " الأصغر مقتولاً على يد شرطة نيويورك وقد كان مجرماً خطيراً فبيده قتل حوالي خمس مئة شخص وقد مات وهو لم يتجاوز بعد سن العشرين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة رالف كابوني شقيق " آل " وكان من ضمن العصابة وأدار دفتها بعدما سجن " آل " .. وهو يشبهه إلى حد ما.

فترة الشباب.. ولقمة العيش

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لمنزل آل كابوني
كابد (كابوني) في صغره كافة أصناف العذاب الاجتماعي والأسري، ولعلها من أهم الأسباب التي جعلته يسلك طريق الإجرام، فبعد فصله من المدرسة بفترة ليست بالطويلة انخرط كابوني في أولى مراحل الإجرام حيث انضم كعضو فعال في إحدى عصابات الشوارع والتي كانت تعج بها شوارع الولاية في ذلك الوقت، وكان رئيس هذه العصابة شخص يدعى ( جوني توريو )، بالإضافة إلى أعضاء العصابة الآخرين ومنهم ( لاكي لوتشيانو ) والذي اشتهر بعدها بسنوات بسمعته الرديئة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة له من أرشيف شرطة نيويورك قبل أن ينتقل إلى شيكاغو

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة بصمات آل كابوني من أرشيف الاستخبارات الأمريكية

وفي سنة 1920 م وإثر دعوة من عصابة (كولوسيمو) أصطحب (توريو) (ألفونس كابوني) إلى شيكاغو، وكان توريو لا يعلم أنه باصطحابه كابوني سيكون سببا في تكوين أسطورة الإجرام التاريخية، وأصبح توريو نظراً لسمعته، التي حظي بها أبان زعامته في بروكلين، عضوا نافذا في عصابة كولوسيمو. وتخلل تلك الفترة الكثير من التخبطات والقلق التي عمت كافة المنظمات الكبرى وعلى رأسها منظمة كولوسيمو أبان إصدار قانون يحظر الإتجار بالكحول والخمور والتي كانت من الموارد الأساسية لخزينة هذه العصابات والتي كانت المورد الأساسي للترفيه في النوادي الليلية التي تملكها. وبسبب هذا التخبط رأى توريو وبتحريض من كابوني أنها فرصة ذهبية لكسب المال واستغلال كافة الفرص التي تسمح لهم بذلك. وكانت العصابة آنذاك قد بدأت فعلياً بالتجارة القانونية وذلك بإنشاء مصانع للصبغ ومؤسسات للتنظيف، وفي غمضة عين أصبح توريو الرئيس الجديد لعصابة بتوصية من الرئيس الأسبق بيق جيم كولوسيمو والتي اتضح فيما بعد أن وصية كولوسيمو كانت تحت تهديد السلاح، وعين كابوني كمساعد له حيث إنه أنسب شخص يملأ هذا المكان ولثقته به عينه ليكون ساعده الأيمن حيث أصبح كابوني خبيرا بأمور إدارة المنظمة وكان أحد الأسباب الرئيسية في وصول توريو للزعامة

كابوني يبدأ مشواره الإجرامي الحقيقي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وبعد فترة قصيرة تولى كابوني زعامة العصابة بعد أن أصيب توريو بإصابات جسيمة في محاولة لاغتياله حيث ترك المنصب لرفيقه كابوني وتقاعد من السلك الإجرامي وعاد إلى مدينته بروكلين لقضاء ما بقي له من العمر. وكانت العصابة في ذلك الوقت تعيش تخبطاً غير مسبوق نتيجة للأحداث التي ألمت بها من اغتيالات وخسائر في الموارد، إلا أن كابوني استطاع أن ينهض بها من حالة الإحباط والتدهور إلى أن أصبحت من أقوى العصابات في الولاية وفي الدولة بكاملها.
ومما زاد من سمعة كابوني أنه قام بالقضاء على إحدى العصابات بالكامل، حتى أصبحت بين عشية وضحاها لا وجود لها على الأرض وكانت تدعى
(عصابة البنادق).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة لاثنين من القتلة الذين كان يعتمد عليهم آل كابوني في تصفية خصومه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة يظهر فيها بالوسط فرانك بيري الحارس الشخصي لكابوني والرجل الذي ينفذ حكم الإعدامات للعصابة وهو أمام المحكمة

وبهذا أصبحت عصابة كابوني تملك ضواحي سايسيرو والتي كانت مركز العمليات العصابة وإدارتها. وكانت العصابة الوحيدة التي تضاهي عصابة كابوني في ذلك الوقت هي (عصابة البقز) حيث إن كلتا العصابتين تحاولان السيطرة على المنطقة، ولذلك فإن كلا منهما تقوم بالاغتيالات خفية للتأثير على مصالح العصابة الأخرى.
ففي عام 1929م وفي الرابع عشر من فبراير بالتحديد حدث ما يمكن أن يسمى بالشرارة العظمى بين العصابتين بعد أن تم اغتيال سبعة من أعضاء عصابة البقز التي يتزعمها موران وذلك اثر إطلاق النار عليهم ببنادق رشاشة، وتم اتهام عصابة كابوني بأنها المسؤولة عن هذه المجزرة الإجرامية بالرغم من أن كابوني لم يكن متواجداً حينها حيث كان في فلوريدا لتنظيم بعض أمور المنظمة.
وكانت الـ FBI في حقبة العشرينيات وأوائل الثلاثينيات محدودة الصلاحيات والسلطة مقارنة بالوقت الحالي وكانت صراعات العصابات بعيدة عن سلطتها. وبدأت التحقيقات الفيدرالية تحوم حول كابوني وازدادت إثر رفضه المثول أمام المحكمة الفيدرالية في الثاني عشر من مارس سنة 1929م بعد أن أرسلت له مذكرة تطالبه بالحضور للمحاكمة. وكان محاموه قد طالبوا بتأجيل حضوره حيث قدموا إفادة توضح أن كابوني في ميامي ويعاني من التهاب الرئة، وأوضحوا بأن السفر سيكون مضراً بصحته وبأنه كان ملازما للفراش من 13يونيو وحتى 23 فبراير، فقامت المحكمة بتأجيل الحضور إلى 20 مارس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة لكابوني مع رئيس شرطة شيكاغو والذي يترجى فيها كابوني بمغادرة شيكاغو بسلام بعد ما عجزوا عنه وعن عصابته التي أصبحت تحكم شيكاغو بدلاً منها

كابوني وبداية النهاية.

وقد أظهرت التحريات التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالية أن كابوني بصحة جيدة وقد ظهر في أكثر من مناسبة بكامل صحته. وفي العشرين من شهر مارس سنة 1929م حضر كابوني كما وعد محاموه أمام المحكمة الفيدرالية، وفيما كان كابوني قد أنهى الإدلاء بإفادته، وفيما كان يهم بالخروج من المحكمة تم القبض عليه من قبل عملاء الـFBI بتهمة التقليل من هيبة وازدراء المحكمة وهي تهمة تصل عقوبتها إلى حبسه سنة وتغريمه ألف دولار، ولكن كعادته قام بدفع خمسة آلاف وتم الإفراج عنه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة لـ " آل كابوني " وهو يخرج من المحكمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة لحظة اعتقال آل كابوني من قبل المباحث الفيدرالية

وفي السابع عشر من شهر مايو سنة 1929م تم القبض على كابوني وعدد من حراسه الشخصيين بتهمة حيازة أسلحة مميتة في فيلادلفيا، وخلال 14 ساعة من القبض عليهم حكم على كل فرد منهم بالسجن لمدة سنة، وتم تنفيذ الحكم وبعد تسعة أشهر من السجن تم إطلاق سراح كابوني لسلوكه الحسن في السابع عشر من مارس سنة 1930م.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لكابوني وأصدقاؤه في المحكمة
وفي الثامن والعشرين من شهر فبراير سنة 1931م تمت إدانة كابوني ثانية بسبب ازدراء المحكمة الفيدرالية، وعدم الانصياع للحكم الذي أصدره القاضي، فحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر في سجن كوك.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لـ " آل كابوني " مع أحد محاميه يستشيره في كيفية تفادي دخول السجن في المحاكمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حشود الناس خارج قاعة المحكمة وهي تنتظر ما سيحدث لـكابوني

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة له مع محاميه أثناء محاكمته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة له عندما أدخل السجن

وفي الثامن عشر من شهر أكتوبر سنة 1931م تمت إدانة كابوني في عدد من القضايا من ضمنها التهرب من دفع الضرائب، وعلى إثرها حكم عليه بالسجن لمدة 11 عاما في السجن الفيدرالي وبغرامة قدرت بـ 50000 دولار ودفع ضرائب قدرت بـ 21500 دولار وتكاليف المحاكمة البالغة 7692م ، وبينما كان كابوني يقضي عقوبته في السجن قام محاموه برفع استئناف لعدم رضائهم عن الحكم الذي وصفوه بالقاسي. وأثناء انتظار كابوني نتيجة الاستئناف تم نقله من السجن الفيدرالي بمدينة أتلانتا إلى سجن الكتراز، وتم رفض طلبه بالاستئناف من قبل القاضي،

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة لمعتقل الكتراز التأديبي الذي نقل إليه كابوني في الجزيرة وهو معتقل للمجرمين الخطيرين ورؤساء العصابات والأشرس جرماً. نقلوه إليه حتى يمنعوا اتصاله بأفراد المنظمة بالخارج
وفيما كان كابوني يقضي سنواته المتبقية من الحكم أدهش العالم حيث كان يقوم بإدارة مصالحه من السجن وكما جرت العادة فقد قام كابوني برشوة الحراس في السجن وكانت زنزانته تقارن بالغرف الفندقية الفخمة من حيث جمال الأثاث والترف الذي كان يعيشه. هناك جند لنفسه عددا من العملاء من الحراس الذين يقومون بإعلامه وإرسال ما يطلبه لعصابته بالخارج.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة السجن الذي نزل فيه كابوني في ولاية فلوريدا وكان يدير العصابة وهو من داخل السجن الذي عاش فيه قرابة سبع سنوات
وفي عام 1939م تم إطلاق سراح كابوني لحسن السلوك، بعد سبع سنوات وستة أشهر قضاها في أعتى السجون الأمريكية. وبعد إطلاق سراحه عانى كابوني من اضطرابات في المخ زج على أثره في مستشفى بالتيمور المتخصص في أمراض المخ، ومنذ دخوله للمستشفى وخروجه منه لم يعرف ما إذا كان كابوني قد عاد لشيكاغو حيث أصبح معاقا عقليا وغير قادر على إدارة المنظمة وتحمل الصراعات التي تحدث بين العصابات. وفي سنة 1946م صرح مستشفى بالتيمور بأن كابوني يعاني من تأزم في حالته العقلية حيث إن عقله أصبح يوازي عقل طفل في الثانية عشرة من العمر وانتقل كابوني مع زوجته والقليل من أقاربه إلى جزيرة بالم حيث قضى ما بقي له من العمر حتى وفاته أثر ذبحة صدرية بعد معاناة طويلة مع داء الرئة في الخامس والعشرين من شهر يونيو سنة 1947م .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة لضريح آل كابوني

بعض أعمال كابوني

قام كابوني ببناء الكثير من النوادي الليلية والمطاعم الفاخرة كما قام بإقامات عدة جنائز لأصدقائه ليبين مدى إخلاصه لهم .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة لإحدى النوادي الليلية في شيكاغو والتي كانت أكثر صفقات المافيا تعقد فيها وتظهر فيها إحدى السيارات السوداء التي اشتهرت باقتنائها عصابة المافيا في ذلك الوقت

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة لفندق آل كابوني والذي جعله قاعدة الانطلاق لعملياته الغير قانونية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة مطعم آل كابوني المجاني الذي وهبه للفقراء في ولاية شيكاغو

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صورة للجنازة التي أقامها كابوني لأحد أصدقائه ويدعى " توني لومباردو " في شيكاغو ..والصورة تبين مدى سيطرة المافيا على المدينة وفي نفس الوقت تبين مدى إخلاص كابوني ووفاؤه لأصدقائه حتى بعد الموت

تسلمي اختي حنين على مواضيعك الرائعة

________________________________________________________________________

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الله يسلمك ويعيشك أخي الغالي

مصطفي الشبوط

وألف شكر لمرورك الراقي

دمت بخير

» سجون العراق.. القصة الكاملة
» القصة الكاملة لرية وسكينة
» مافيات العراق السياسية .. القصة الكاملة
» مافيات العراق السياسية .. القصة الكاملة
» الآثار العراقية .. القصة الكاملة وأبرز الأزمات