من هن العضاضات؟ الدكتور خليل البدوي

من هن العضاضات؟

الدكتور خليل البدوي
دائماً…يكون عناصر الحسبة منتشرون في الأماكن التي تتواجد فيها غالبية من النساء، وعادة ما كانت أصواتهم عالية تدب الرعب في القلوب — الصياح والتوبيخ مستمر مجرد لمحهم أية امرأة أو فتاة مهما كانت صغيرة ينهرونها بأوامر (انزلي الطبقة الثانية من الخمار على وجهك)، (لماذا عيونك مكتحلة) (أين الجوارب السوداء) (القفازات)، حتى التي ترتدي كل شيء تشعر بالرعب عند مرورهم من قربها.
وما يعرف بـ"الشرطة الاسلامية - فصيل العضاضات" يقمن بمعاقبة النساء والفتيات اللواتي لا يرتدين ما يعرف بـ"الزي الشرعي" الذي يفرضه تنظيم "داعش" على النساء في المناطق الخاضعة لنفوذه فترصد النساء المخالفات لتعليمات العصابات الارهابية "لتنقض العضاضة على المرأة المخالفة، وتعضها في جسدها بصورة تجعل الضحية تبكي من شدة الالم".
ان "هذا الاجراء العقابي الذي دأبت نسوة "داعش" على تطبيقه في اكثر من منطقة يسيطر عليها التنظيم المتطرف، اثار الهلع والخوف بين النساء.
ومن العقوبات الاجرامية الاخرى التي ينفذها التنظيم بحق النساء فرضه لعقوبة الجلد على كل امرأة تخرج من دون محرم سواء كانت فتاة شابة او سيدة طاعنة في السن.
ويذكر الى ان "قطيع التكفيريين" فرض على الاهالي قوانين صارمة، على سبيل المثال لا الحصر، تحديد الملبس للرجال بالزي الافغاني، والتحكم بمظهر الشخص ومنعه من حرية الرأي والتعبير، واجباره على مزاولة مهن يفرضها "الدواعش" ومنع التدخين وممارسة لعبة كرة القدم للرجال والصبيان.
ويؤكد البعض إلى أن مقاتلي داعش ابتدعوا آلة للتعذيب يطلق عليها السكان في الموصل "العضاضة" أو "الكماشة"، وهي آلة نحاسية جارحة فتاكة ملوثة بالسم تشبه الفك وأسنانه حادة تحملها عناصر لواء الخنساء من الداعشيات، اللواتي يقمن بالضغط بها على أجساد السيدات اللواتي لا يتقيدن كليا بطريقة اللباس التي يفرضها داعش.​
ويذكر انه تم القاء القبض على داعشية "عضت أكثر من 200 إمرأة" وكانت معروفة "بين نساء التنظيم بلقب أسنان التمساح، لقوة العضة والألم الذي كانت تلحقه بغيرها من النساء".
إن عناصر الحسبة كانوا يشددون على الرجال تخفيف اللحى أو "الإزار" أي تقصير السراويل، ومنعهم من التدخين وغالباً ما يعتقلون الشخص المخالف لهذه التعليمات وضربه وجلده وتغريمه بمبلغ من المال إذا كان متمكنا مادياً، وإذا كان فقيراً يزيدون عليه عدد الجلدات ويأخذونه إلى المقابر لتعديل القبور العالية ودثرها.
أن الرجل الذي يتكلم بالسوء عن التنظيم الإرهابي وعلى أحد العناصر، ويسمي التنظيم "داعش"، يعتبر أنه ارتكب جريمة كبرى يعدم بسببها، وهناك من يخيطون فمه بإبرة وخيط — كأنه مشهد من أفلام الرعب، عدا جرائم القتل البشعة، اليومية التي تنفذ بحق المدنيين
كان الآذان يرفع في الموصل، ثلاث مرات لكل صلاة أداؤها إجباري وبالقوة، ومازال صوت الداعشي المؤذن القبيح يرن في الأذن، حتى رائحة الجو دائماً نتنة والدخان الأسود في كل مكان بسبب محارق النفط ومشتقاته التي ملأت المدينة، لأن النفط كان المصدر الرئيس في تمويل تنظيم "داعش".
الكثير من الأطفال لم يحصلوا على اللقاحات خصوصا في السنة الأخيرة من جدول الصحة الخاص بهم، وأغلب حديثي الولادة لم يحصلوا على جرعة لقاح واحدة على الأقل من الجدول، وتوفي الكثير منهم نتيجة تدهور وضع المستشفيات المزري وسوء إدارتها ونقص الدواء والخدمات وانقطاع الكهرباء.