30 ابريل عيد ميلاد ملكة هولندا (اليوم الوطني للمملكة الهولندية)

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تحتفل هولندا في الثلاثين من نيسان (أبريل) من كل عام والذي يصادف غدا بعيد الملكة بياتركس

الذي يصادف «عيد الزهور» وعودة الربيع. فتنطلق المهرجانات والاحتفالات في كل مكان من البلاد.

ويتهيأ الهولنديون لهذا المهرجان في ليلة التاسع والعشرين من الشهر ذاته، ويمضون الليل كله في


الملاهي والشوارع وهم يغنون أغانيهم التقليدية، في وقت تزدان الشوارع والمحال بالبالونات البرتقالية

والأعلام الهولندية، لكن أحداً لا يرفع صورة الملكة.







من جهة أخرى، تستنفر شركات بيع الزهور كل طاقاتها من أجل الإعداد لمهرجان الزهور الذي يجتذب الكثير من السياح والأهالي.

وفي الوقت الذي يمرح بعض الناس للمناسبة حتى الصباح، ينتظر ناس كثر إشراقة الشمس للتوجه إلى السوق الذي سيعرض كل شيء تقريباً وبأسعار زهيدة للغاية. الكثير من الناس لديهم حاجات مستعملة وتعتبر هذه المناسبة فرصة لطرحها للبيع، ولكن ذلك يوفر لهم أيضاً فرصة للقاء عدد كبير من الناس والاستماع إلى الموسيقى المختلفة للقاطنين الأجانب. والموسيقى العربية وموسيقى حوض الكاريبي حاضرة بقوة في هذا اليوم، ويتمايل كثيرون على أنغامهما.

وغالباً ما تختار شركات بيع الزهور موضوعاً للمهرجان، وكانت الحيوانات بكل أصنافها الأليفة والبرية موضوع هذه السنة، وعليه، صممت بأنواع مختلفة من الورود والإزهار التي تشتهر هولندا بكونها أهم منتجيها في العالم.

وتعد الورود في هولندا مصدراً أساسياً للاقتصاد، لأنها توفر ملايين الدولارات للاقتصاد. وبرع الهولنديون بتلقيح أنواع جديدة من الورود وأنتجوا ألواناً غريبة وهم يعدون لإنتاج وردة بلون الذهب.

وفي مدينة أمستردام، لا يستطيع المرء السير بسهولة وسط الجموع المترنحة وهي تحتشد للاقتراب من المواكب التي تشق طريقها بصعوبة، على أمل الظفر بلقطة جميلة مع هذه الأنواع الرائعة من ألوان الزهور والصبايا اللواتي تزين بها. والسياح لا يتركون فرصة، فيصورون كل شيء تقريباً وهم يرافقون المواكب التي لا يعرف أحد أين ستتوقف.







وفي الأسواق التي تعرض كل شيء، يجد المرء ما ينقص بيته من حاجات مهما كانت صغيرة، ويجد بعض الناس أشياء قديمة لا يمكن الحصول عليها إلا في هذا اليوم. ويصادف ان يجد المرء لوحة ما لفنان كبير أو تحفة فنية لا يعرف صاحبها أهميتها، وغالباً ما يكون سعرها زهيداً كما حصل في مثل هذا اليوم قبل سنوات حين اقتنى رجل لوحة لفان غوغ بثلاثة دولارات ليتبين لاحقاً أنها أصلية!

والكثير من الفقراء وذوي الدخل المحدود ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر، لأنه اليوم الوحيد في السنة الذي يستطيعون فيه الحصول على ما يريدونه بثمن بخس وأحياناً مجاناً. ففي نهاية هذا اليوم يترك الكثير من الباعة أو الأهالي أغراضهم التي لا يرغبون في الاحتفاظ بها في أماكنها، ويكون في استطاعة أي شخص الحصول عليها. الأشياء المتروكة ليست رخيصة على الإطلاق، لأنها عادة ما تكون أدوات كهربائية مثل أجهزة التلفزيون والفيديو والثلاجات والغسالات والمسجلات والطباخات... وغيرها الكثير من الأشياء التي لا يمكن حصرها.

لا يفكر الناس في مثل هذا اليوم بغير الاستمتاع، والملكة نفسها تختار بعض المقاطعات لزيارتها مصحوبة بالعائلة المالكة. وغالباً ما تذهب بياتركس إلى قصرها في مدينة دنبوس أو إلى مقاطعة برابنت التي تتمتع فيها بشعبية كبيرة بخلاف بعض المقاطعات التي تريد من البيت الملكي ان يكون حاضراً في المناسبات الرسمية فقط من دون تدخل في السياسة والقرارات المصيرية.

والكثير من الهولنديين من أصول أجنبية يرون ان وجود الملكة والبيت الملكي ضرورة لإبقاء التوازن في البلاد التي يقتحمها بين حين وآخر سياسيون مغامرون يريدون زعزعة الاستقرار في هذه البلاد الصغيرة التي اشتهرت بتنوعها وحبها للحرية والاختلاف.


وتقبلوا مني اعذب تحية