منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007

تجمع انساني،اسلامي،ثقافي،ادبي،اجتماعي،تقني،رياضي،فني وترفيهي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ إرسال المشاركة
بواسطة
كل عام وانتم بخيربمناسبة عيد الفطرالمبارك
عبارات عن القرآن في رمضان
كل عام وانتم بخير بمناسبة راس السنة الهجرية
في انتظار الزائر الكريم محمد محضار
من أي أنواع العبادة تعتبر قراءة القران
ما أبرز الفوائد من “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله”
كيف بين النبي امور الدين من خلال حديث جبريل المشهور
أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
أقوال خلدها التاريخ عن الوفاء
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
الجمعة مارس 01, 2024 10:21 pm
الثلاثاء يوليو 18, 2023 10:57 pm
الجمعة يوليو 14, 2023 12:05 am
الخميس أبريل 27, 2023 10:40 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:37 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:33 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:30 pm
الخميس أبريل 27, 2023 10:28 pm










شاطر
 

 الثبات مع توالي موسم الطاعات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:25 pm

الثبات مع توالي موسم الطاعات


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




م ـــدخل

قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم

كما يخلق الثوب، فاسألوا الله


أن يجدد الإيمان في قلوبكم )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نحنوا كثيرا إلى البدايات


تتفجر طاقاتنا حيوية


و تتدفق حماسا

نحرص على أداء السنن ناهيك عن فعل الفرائض
نبتعد عن المكروهــات ناهيك عن اجتناب المحرمات
ثم م ــــاذا ؟؟!!
كلّت النفوس

وفترت الهمم

ولم تعد فينا تلك الهمة التي كانت

انطفأت جذوتها

وغدت رمادا

رغم أن هناك أياما تتوالى خلالها مواسم عظيمة

وأوقاتا فاضلة

اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أخواتي/ أخواني الغوالي
مَـن مِنا من لايريدالثبات في زمن المغريات


مَـن مِنا من هو همه أن يتابع سيره في الطريق القويم


رغم قلة سالكيه



مَـن مِنا من لا يريد الحفاظ على دينه

والتمسُّك به مع وجود الفتن والمثبطات





ســ نكون هنا معا بإذن الله لِـ نعين بعضنا على الثبات


واتباع النهج القويم حتى الممات


بِــ طرح موضوعات حولالثبات ووسائله

وكذلك في مواسم الخيرات


التي نعيشها وتتوالى علينا هذه الأيام


فقد انتهى شهر رمضان بفضائله وأيامه العظيمة


وســ يبدأ شهر ذي الحجة بأيامه الفضيلة


والتي هي

خير أيام الدنيا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]










م ــــخرج




الإســلام : إيمان وثبات




والقول الجامع لرسول الله - صلى



الله عليه وسلم في ذلك



( قل لي في الإسلام قولاً



لا أسأل عنه أحدًا بعدك ، قال :



قل


آمنت بالله ثم استقم


)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:27 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




قال تعالى :

" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم

ويغفر لكم ذنوبكم
ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "

الاحزاب : 70-71



في رمضان ,, تتوق النفوس لمولاها

ثم تأتي الست في شوال

لِــ تستمر سفينة التقوى في إبحارها

لِـ يكون بعدهــا موعدنا مع الحج

و فضـــائله وأسراره



هي أشهر حرم تتوالى فيها الخيرات


والسعيد هو من يثبت على الطاعات



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




عوامل الثبات على الطاعات بعد رمضان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
تهنئة وعزاء: خرج
علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- آخر ليلة من رمضان فنادى ورفع صوته:
"من هذا الذي فاز في رمضان فنهنيه، ومن هذا الذي خسر في رمضان فنعزيه".


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

التحذير من الانتكاس والفتور:

- لاتكوني كالتى نقضت غزلها (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ
أَنْكَاثاً)
(النحل:92).

- إياكِ والفتور بحجة الراحة بعد رمضان: سئل
الإمام أحمد: "متى الراحة؟ قال: عندما تضع أول قدم من قدميك في الجنة".


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عوامل الثبات:
1- المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلا:

- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)
متفق عليه،
فمثلا: "ركعتين من الليل - قسط من
القرآن - شيء من صيام التطوع".


- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف
الليل) رواه مسلم.

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ حرفا من كتاب الله
فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم
حرف) رواه الترمذي، وصححه الألباني، فائدة: الخاتمة = 3 مليون حسنة.

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من صام يوما في سبيل الله
باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام) رواه النسائي، وحسنه الألباني.

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من ختم له بصيام يوم دخل
الجنة) رواه البزار، وصححه الألباني.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

2- عدم العودة إلى المعاصي والبعد عن الأسباب المؤدية إليها:
- حديث قاتل المائة نفس، وكيف دله العالم على هجر أسباب
المعصية، (انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون
الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء... ) رواه مسلم.

- مصاحبة الأخيار: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ

بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)(الكهف:28).

- هجر رفقاء السوء: (وَلا تُطِعْ مَنْ
أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)(الكهف:28)، وقال النبي
-صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل) رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني،

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مثل الجليس الصالح والسوء
كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه
ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)
متفق عليه، والصاحب ساحب.

- لقد نال الكلب شرفا بصحبة الصالحين، (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)
(الكهف:18)،
(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ
كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ
بِعِدَّتِهِمْ... )(الكهف:22).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

3- طلب العلم الشرعي:

- العلم يزيدك خشية وتقوى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)(فاطر:28).

- العلم يخرجك وينجيك من هذا الوصف: (ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما
والاه وعالم أو متعلم) رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

4- الدعوة إلى الله:

- ابذل في الناس ما تعلمته في رمضان، قال -صلى الله عليه
وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب
لنفسه) متفق عليه.

- هداية الناس خير لك من الدنيا: قال -صلى الله عليه وسلم-:
(لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك
حمر النعم) متفق عليه.

- هل تريد حسنات لم تعملها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-:
(من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه
مسلم، وفي رواية: (إن الدال على الخير
كفاعله) رواه الترمذي، وصححه الألباني.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



5- الدعاء:

- الصيام علمنا الدعاء الكثير بالنهار، قال -صلى الله عليه وسلم-:
(ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم، ودعوة المظلوم،
ودعوة المسافر) رواه البيهقي، وصححه الألباني.

- القيام والسحور علمنا الدعاء الكثير بالليل، (كَانُوا قَلِيلا مِنَ
اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(الذاريات:17-18).

- الأنبياء يفعلون القرب ويدعون الله أن يتقبل أعمالهم، (وَإِذْ
يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(البقرة:127)، فالدعاء والاستعانة بالله من أعظم عوامل الثبات فأكثر منه.

اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم تسلم منا رمضان
مقبولا، (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)(آل عمران:Cool.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:29 pm

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا،
وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله،
وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة،
فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين،
فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته،
وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه،
وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أسباب طرح موضوع الثبات
إن موضوع الثبات من الموضوعات الهامة
التي يجب أن تطرح لا في المناسبات وإنما في كل الأوقات،
فإنه الغاية والهدف أن تلقى الله على طاعة، أن تلقى الله على التوحيد الخالص،
وعلى العبودية الكاملة، وتزداد أهمية طرح الموضوع من وجهة نظري لسببين:

الاول : اهمية الدعوة إلى الله تعالى فهي الطريق إلى
صلاح البلاد والعباد
وقد دلت نصوص الكتاب و السنة على أهميتها و بينت جزيل ثواب من قام بها،
فمما ورد في الكتاب العزيز قوله تعالى :
(وَادْعُ إِلَىٰرَ‌بِّكَ)﴿الحج: ٦٧﴾
وقوله عز وجل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَ‌بِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَ‌بَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ﴿النحل: ١٢٥﴾
وقوله تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ‌
وَيَأْمُرُ‌ونَ بِالْمَعْرُ‌وفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ‌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ﴿آل عمران: ١٠٤﴾

الثانى :
الاحداث الجاريه من اساءه لشخصية خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلام
معلم البشريه وقدوتنا فى الثبات والصبر والقوه واظهار الحق وابطال الباطل ..

شُلّت أيادي المجرمين أما دروا ...قدر الحبيب بسائرِ الآبادِ

فأتوا بفلم الإفك – إدّاً – كاد أن..تندّكَ منهُ شوامخ الأوتادِ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


إن ثبات و صبر رسولنا الكريم على الدعوة يجب أن يمنحنا شحنة إيجابية
و إرادة قوية و عمل متواصل لإيصال هذا الدين الحنيف لجميع الناس
إلى جانب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
فقد كنا كما قال تعالى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كُنتُمْ خَيْرَ‌ أُمَّةٍ أُخْرِ‌جَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُ‌ونَ
بِالْمَعْرُ‌وفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ‌﴿آل عمران: ١١٠﴾




فهل ما زلنا كذلك، أم شغلتنا الدنيا عن أسمى هدف خلقنا من أجله،
هذا فيض من غيض، فهيا جميعا نشمر الساعد للدعوة الإسلامية
لنكون من معزي هذا الدين كل حسب طريقته
خاصة الدعوة الفردية التي يجب أن تسري في عروقنا مجرى الدم
رغم ما سنواجهه من صعاب و إيذاء ات
ولكن لن تصل إلى الإيذاء ات التي مرت على رسولنا الكريم و أصحابه


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعتبر حياة رسولنا الكريم كلها ثبات في ثبات و صبر على الدعوة
في سبيل إيصال هذا الدين الحنيف للناس،
لهذا سنكتفي إن شاء الله بذكربعض محطات
من ثبات الرسول صلى الله عليه و سلم عليه على الدعوة
_ ثباته صلى الله عليه و سلم عليه عندما
أمر أن ينذر عشيرته الأقربين
أول ما نزل في هذا الصدد قوله تعالى ( وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ
﴿الشعراء: ٢١٤﴾


فقد أمر الله تعالى رسوله الكريم أن ينذر عشيرته من أعمامه وبني أعمامه،
فلما رأى صلى الله عليه و سلم عليه مساندة من عمه أبي طالب،
وقف على الصفا و نادى بطون قريش بطنا بطنا ودعاهم إلى الإسلام و ترك عبادة
الأوثان،
و رغبهم في الجنة و حذرهم من النار، فقال له أبو لهب : تبا لك ألهذا جمعتنا؟
ولقد رغبت قريش في أن تنال من الرسول صلى الله عليه و سلم عليه
فحماه عمه أبو طالب و امتنع عن تسليمه إليهم ،
ثم طلب منه بعد ذهابهم أن يخفف من دعوته،لكنه ثبت عن الحق
واستمرت دعوتهو لا عجب و لا غربة فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم
الذي ثبت الله قلبه و قواه و جعله راسخا في ثباته كالجبال،
فقام بأعباء الرسالة و نشر الدعوة
و ترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها،
لا يزيغ عنها هالك و لذلك يقول الله عز و جل "
و كلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك
و جاءك في هذه الحق و موعظة وذكرى للمؤمنين"



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

*_ . ثباته على الإيذاء:
لقد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم من المشركين كبيرالأذى
و عظيم الشدة خصوصا إذا ذهب إلى الصلاة عند البيت
و كان من أعظمهم أذى لرسول جماعة سموا لكثرة أذاهم بالمستهزئين
وأشدهم أبو جهل عمرو بن هشام و من أذيته
ما حكاه عبد الله بن مسعود قال: ألا رجل يقوم إلى فرث جزور بني فلان
فيلقيه على محمد و هو ساجد؟ فقام عقبة بن معيط و جاء بذلك الفرث
فألقاه على النبي صلى الله عليه و سلم وهو ساجد
فلم يقدر أحد من المسلمين الذين كانوا بالمسجد على إلقاءه عنه
لضعفهم عن مقاومة عدوهم ، ولم يزل صلى الله عليه و سلم ساجدا
حتى جاءت فاطمة بنته فأخذت القذر و رمته
و هذا إيذاء من بين شتى الإيذاأت التي عان منها رسولنا الكريم
و لكنه ثبت و صبر لأن أمر الدعوة شيء عظيم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



*_ ثباته فى هجرة الطائف:
لما رأى عليه السلام إستهانة قريش به أراد أن يتوجه إلى ثقيف بالطائف
يرجو منهم نصرته على قومه و مساعدته حتى يتمم أمر ربه
لأنهم أقرب الناس إلى مكة، فلما توجه إليهم و معه
مولاه زيد بن حارثة قابل رؤساهم و كانوا ثلاثة
عبد ياليل و مسعود و حبيب أولاد عمرو بن عمير الثقفي
فعرض عليهم نصرته حتى يؤدي دعوته فردوا عليه ردا قبيحا
و لم ير منهم خيرا و حينذاك طلب منهم ألا يشيعوا ذلك عنه كيلا تعلم قريش
فتشد أذاهم لأنه إستعان عليهم بأعداءهم فلم تفعل ثقيف
ما رجاه منهم عليه الصلاة و السلام أرسلوا شفعاءهم و غلمانهم
يقفون في وجهه في الطريق و يرمونه بالحجارة حتى أداموا عقبه،


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

*_ ثباته في شعب بني هاشم :
لما ضاقت الحيل بكفار قريش أجمعوا أمرهم على منابذة بني هاشم
و بني المطلب ولدي عبد مناف و إخراجهم من مكة
و التضييق عليهم فلا يبيعونهم شيءو لا يبتاعون منهم
حتى يسلموا محمدا للقتل و كتبوا بذلك صحيفة وضعوها في جوف الكعبة
فانحاز بنو هاشم بسبب ذلك في شعب أبي طالب
و دخل معهم بنو المطلب سواء في ذلك مسلمهم و كافرهم
ما عدا أبا لهب فإنه كان مع قريش فجهد القوم حتى كانوا يأكلون ورق الشجر
و كان أعداؤهم يمنعون التجار من مبايعتهم و في مقدمة المانعين أبو لهب.
هذا هو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
المثل الاعلى في الثبات والصبر والتمسك بالدعوة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


قسماً يدُك معاقل الطغيانِ لن ... يلتذّ شاتم عرضهِ برُقادِ

نحن الفداءُ لدينهِ ولعرضهِ ... من حقدِ قولِ الكافرِ المتمادي
نفديه بالأعراضِ والأرواحِ والــ ... أموالِ والآباءِ والأولادِ
هذا نداءُ المسلمين جميعهم ... في كل قُُطرٍ حاضرٍ أو بادِ
بل سائر العقلاء من كل الورى .... يستنكرون صنائعَ الأوغادِ
والكون - كلُ الكون عاهد أحمداً... بالنصر من حيٍٍٍٍ بهِ وجمادِ
بل حسبه الجبّار جلَّ جلالهُ ...متكفلاً بالنصرِِ والإمدادِ
إذ قال "إلا تنصروه" مفصِّلاً... سُنن الإله بقهر كلِ مُعادي
وبقولهِ "إنّا كفيناك" اقتضتْ ... عين العناية كفَّ كفِّ العادي
شُلّت أيادي المجرمين أما دروا ...قدر الحبيب بسائرِ الآبادِ
فأتوا بفلم الإفك – إدّاً – كاد أن..تندّكَ منهُ شوامخ الأوتادِ

وتُفطر الأقمار والأفلاك في ... الآفاقِ بعد تفطُرِ الأكبادِ
والله لو علموا جلالة قدرهِ ... ومقامهِ في هامةِ الأمجادِ

لتسابقوا للإنتحارِ تحسُّراً ... وتحولوا لحجارةٍ ورمادِ

وبكوا إلى يوم النشورِ دماً على الـ ... إمعانِ في الأضغانِ والأحقادِ
هذا "رسول الله" هذا المُجتبى ...هذا إمامُ أئمةِ الروّادِ
هذا الذي كانت ولادةَ هديهِ ... للعالمين بدايةَ الميلادِ
هذا أميرُ الأنبياءِ وأطهرُ ... الأطهارِ هذا قائدُ القوّادِ

والرحمة المهداة للثقلين بلْ ... هو بلسمُ العانيْ وريُّ الصادي


ومُحرر الضعفاءِ والفقراءِ مِن ... ظُلم الطغاةِ ووطأةِ الإفسادِ

ومعلم الدنيا وسيد من بنى ... فيها صروحُ الخيرِ والإسعادِ
وهو المُشفّعُ في الخلائق وحدهُ ... من دونِ رُسلِ الله في الميعادِ
وله لواء الحمد حين يذوب مِن ... هولِ القيامةِ شامخُ الأطوادِ

كلُ النبيين الكرام تواضعوا... لجنابهِ كتواضعِ الأجنادِ


وبكل فخرٍ سلموهُ قيادهم...أكرِمْ بهم مِن قائدٍ وقيادي

يا أيُها المتجاهلون لحقهِ ...كُفّوا الأذى عن سيدِ الأسيادِ
أو فارقبوا بركان ثورة أمةٍ ... أعصى على التدجينِ والإخمادِ

تجتثكم من فوق وجه الأرض في ...زخَمِ السيولِ و غضبةِ الآسادِ

يا "أحمد المختار" مِن يمنِ الهُدى... عهداً يدُك معاقلَ الإلحادِ
إنّا الفداءُ لهديكَ الأسنى بِما ...في وسعنا من عُدّةٍ وعتادِ
ووقود جيش الفتح والتحرير إن ... نادى مُنادي عزةٍ وجِهادِ
وكما مضى أجدادنا الأنصار يا ..."طه".. سيمضي موكب الأحفادِ
نفديك يا "طه" بدفق دمائِنا ...وبكلِ خافق مهجةٍ وفُؤادِ
واذا دعى داعي الفداءُ فإننا...من أجلِ دينِك كلُنا استشهادي
صلى عليك الله يا نور الهدى ... ما رنَّ في الآفاق صوتُ الشادي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:47 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]








21كنوز _ سيدنا يوسف والثبات الأخلاقى - لـ د/عمرو خالد

التأمل في قصص أهل الثبات من الأنبياء ودعاة الحق من أعظم الدوافع والحوافز لثباتنا:
(وكُلاًّ نَقُصُّ عَليكَ مِنْ أنْباءِ الرُّسُلِ مَا نثبِّتُ بهِ فُؤادَكَ وجَاءكَ فِي هَذِهِ الحَقُّ ومَوعِظَةٌ وذِكْرى للمُؤمنيِنَ)
[هود 120]

الثبات ينطلق أولاً من القلب ثم يؤثر في الجوارح ثباتاً وتماسكاً وتقدماً في السير إلى الله والدعوة إلى الحق .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:48 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
ففي زمن كثرت فيه الفتن والإغراءات الصادة عن الحق ،
حتى صار المرء يصبح مؤمناً ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافراً ،
وعز الثبات على المنهج الرباني،
ورأينا تساقط البعض وانتكاسة آخرين وتزعزع عقائدهم وأفكارهم .

فازدادت الحاجة إلى ما يثبتنا على ديننا وثوابتنا الشرعية فرأيت أن أستنبط معالم الثبات
من مصدر الثبات العظيم وهو القرآن الكريم .

تثبيت الملائكة للمؤمنين :
بين الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه أوحى للملائكة أنى معكم فثبتوا أى فانصروا الذين أمنوا وفى هذا
قال تعالى : ( إِذْ يُوحِي رَ‌بُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا الرُّ‌عْبَ
فَاضْرِ‌بُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِ‌بُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)الانفال 12

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الثبات فى القتال :
قال الله للمؤمنين إذا لقيتم فئة أى كفار مقاتلين فاثبتوا أى فقاتلوا الكفار وفى هذا
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُ‌وا اللَّـهَ كَثِيرً‌ا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
﴿الأنفال: ٤٥﴾


زلل القدم بعد ثبوتها :
طلب الله من المسلمين ألا يتخذوا ايمانهم دخلا بينكم فتسقط نفس بعد ثبوتها أى إسلامها وفى هذا
قال تعالىSadوَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا
وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )﴿النحل: ٩٤﴾



الأصل الثابت :
ضرب الله مثلا هو أن الكلمة الطيبة وهى الوحى الإلهى تشبه الشجرة الطيبة التى أصلها ثابت
أى راسخ أى دائم الوجود فى الأرض وفرعها فى السماء وفى هذا
قال تعالى: ( أَلَمْ تَرَ‌ كَيْفَ ضَرَ‌بَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَ‌ةٍ طَيِّبَةٍ
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْ‌عُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿ابراهيم: ٢٤﴾

القول الثابت :
يثبت أى يثيب الله المؤمنين بالقول الثابت وهو الحكم الدائم أى العادل فى الدنيا والقيامة
وفى هذا قال تعالى Sad يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَ‌ةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ )﴿ابراهيم: ٢٧﴾


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تثبيت الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
بيد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن لولا أن ثبتناك أى منعناك من اتباع الكفار لقد هممت تميل لقولهم الضال
شيئا قليلا وفى هذا قال قال تعالى : (وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْ‌كَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا )
﴿الإسراء: ٧٤﴾

القصص لتثبيت الفؤاد:
بين الله لنبيه صلى الله عليه وسلم انه يقص عليه من قصص الأنبياء قبله ما يثبت به فؤاده أى ما يطمئن به قلبه
أى ما يسكن نفسه وفى هذا قال تعالى : (وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّ‌سُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ
وَجَاءَكَ فِي هَـٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَ‌ىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ )﴿هود: ١٢٠﴾

التثبيت سبب نزول القرآن مفرقا :
قال الكفار هلا أوحى له القرآن مرة واحدة فاأننزله مفرقا لنثبت أى لنطمئن به قلبك
وفى هذا قال تعالى Sadوَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْ‌آنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً
كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَ‌تَّلْنَاهُ تَرْ‌تِيلًا )﴿الفرقان: ٣٢﴾

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

التثبيت سبب نزول القرآن :

طلب الله من نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول أوحاه جبريل من ربى بالعدل ليثبت أى ليطمئن المؤمنين
وفى هذا قال تعالى : (قُلْ نَزَّلَهُ رُ‌وحُ الْقُدُسِ مِن رَّ‌بِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَهُدًى وَبُشْرَ‌ىٰ لِلْمُسْلِمِينَ )﴿النحل: ١٠٢﴾

تثبيت الأقدام :
خاطب الله المؤمنين فقال إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم أى وينصر أنفسكم
وفى هذا قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُ‌وا اللَّـهَ يَنصُرْ‌كُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )
﴿محمد: ٧﴾

طلب ثبات الأقدام :
طلب المسلمون المجاهدون فقالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا أى وانصر أنفسنا على الكفار
وفى هذا قال تعالى : ( رَ‌بَّنَا أَفْرِ‌غْ عَلَيْنَا صَبْرً‌ا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا)
﴿البقرة: ٢٥٠﴾

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

التثبيت من الأنفس :
شبه الذين ينفقون أموالهم طلبا لرضا الله وتثبيتا من أنفسهم أى وطاعة تطمئنهم من أنفسهم
بالجنى التى على ربوة
وفى هذا قال تعالى Sadوَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْ‌ضَاتِ اللَّـهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ
كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَ‌بْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‌ )
﴿البقرة: ٢٦٥﴾

الأشد تثبيتا :
إن المسلمين لو فعلوا ما ينصحون به لكان أفضل لهم أى أشد تثبيتا أى أعظم ثوابا
وفى هذا قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرً‌ا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا )
﴿النساء: ٦٦﴾

الإثبات من مكر الكفار :
بين الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن الكفار مكروا به ليثبتوه أى ليسجنوه
وفى هذا قال تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ‌ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ
أَوْ يُخْرِ‌جُوكَ وَيَمْكُرُ‌ونَ وَيَمْكُرُ‌ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيْرُ‌ الْمَاكِرِ‌ينَ )﴿الأنفال: ٣٠﴾

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ماء السماء للتثبيت :
بين الله للمسلمين أنه ينزل عليهم من السماء ماء اى وحيا ليطهرهم به ويذهب عنهم أذى الكافر
وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام أى ويطمئن به الأنفس
وفى هذا قال تعالى Sadوَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَ‌كُم بِهِ
وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِ‌جْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْ‌بِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ )﴿الأنفال: ١١﴾




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:50 pm

اربعون فائدة من اية ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ))

اربعون فائدة من اية ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)) لابن عثيمين رحمه الله
نذكر بعضها

قال تعالى :
{)وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا
اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ
رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ
حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
(البقرة:196)
الفوائد:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1 - من فوائد الآية: وجوب إتمام الحج، والعمرة؛ وظاهر الآية أنه لا فرق
بين الواجب منهما، وغير الواجب؛ ووجه هذا الظاهر: العموم في قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ
}؛ فيكون شاملاً للفريضة، والنافلة؛ ويؤيده أن هذه الآية نزلت قبل فرض الحج؛ لأن الحج إنما فرض
في السنة التاسعة في قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً} [آل عمران: 97
] ؛ السنة التي يسميها العلماء سنة الوفود.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

2 - ومن فوائد الآية: أن العمرة، والحج سواء في وجوب إتمامهما؛
لقوله تعالى: { الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ }.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

3 - ومنها: أنه لا تجوز الاستنابة في شيء من أفعال الحج، والعمرة؛
فلو أن أحداً استناب شخصاً في أن يطوف عنه، أو أن يسعى عنه، أو أن يقف عنه بعرفة، أو أن يقف
عنه بمزدلفة، أو أن يرمي عنه الجمار، أو أن يبيت عنه في منى فإنه حرام؛ لأن الأمر بالإتمام
للوجوب؛ فيكون في ذلك رد لقول من قال من أهل العلم: إنه تجوز الاستنابة في نفل الحج، وفي
بعضه: أما الاستنابة في نفل الحج - كل النسك - فهذا له موضع آخر؛ وأما في بعضه فالآية تدل على
أنها لا تصح.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

4 - ومن فوائد الآية: الحذر مما يفعله بعض الناس الآن من التساهل في رمي
الجمرات، حيث إنهم يوكلون من يرمي عنهم بدون عذر مخالفة لقوله تعالى: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ
لله }؛ وعليه فلا يصح رمي الوكيل حينئذ؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): «من عمل عملاً ليس عليه
أمرنا فهو رد»
أي مردود عليه؛ أما إذا كان لعذر كالمريض، والخائف على نفسه من شدة
الزحام إذا لم يكن وقت آخر للرمي يخف فيه الزحام فلا بأس أن يستنيب من يرمي عنه؛ ولولا ورود
ذلك عن الصحابة لقلنا: إن العاجز عن الرمي بنفسه يسقط عنه الرمي كسائر الواجبات، حيث تسقط
بالعجز؛ ويدل لعدم التهاون بالتوكيل في الرمي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لسودة بنت
زمعة أن توكل؛ بل أمرها أن تخرج من مزدلفة، وترمي قبل حطمة الناس؛ ولو كان التوكيل
جائزاً لمشقة الزحام لكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبقيها معه حتى تدرك بقية ليلة المزدلفة،

وتدرك صلاة الفجر فيها، وتدرك القيام للدعاء بعد الصلاة؛ ولا تُحْرَم من هذه الأفعال؛ فلما أذن لها
في أن تدفع بليل عُلم بأن الاستنابة في الرمي في هذا الأمر لا يجوز؛ وكذلك لو كان جائزاً لأذن
للرعاة أن يوكلوا، ولم يأذن لهم بأن يرموا يوماً، ويدعوا يوماً.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

5- ومن فوائد الآية: وجوب الإخلاص لله؛ لقوله تعالى: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لله } يعني أتموها لله لا لغيره؛ لا تراعوا
في ذلك جاهاً، ولا رتبة، ولا ثناءً من الناس.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

6- ومنها: أن الحج، والعمرة يخالفان غيرهما في وجوب إتمام نفلهما؛ لقوله
تعالى: { وَأَتِمُّوا }؛ والأمر للوجوب؛ ويدل على أنه للوجوب قوله تعالى: { فإن أحصرتم فما استيسر
مِنَ الْهَدْيِ
}، حيث أوجب الهدي عند الإحصار؛ أما غيرهما من العبادات فإن النفل لا يجب إتمامه؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أهله ذات يوم فقال: «هل عندكم شيء؟ قالوا: نعم، حيس؛
قال: أرينيه؛ فلقد أصبحت صائماً؛ فأكل
»)؛
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم: 1154خلاصة حكم المحدث: صحيح
لكن يكره قطع النفل إلا لغرض صحيح - كحاجة
إلى قطعه، أو انتقال لما هو أفضل منه -.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

7- ومن فوائد الآية: أنه إذا أحصر الإنسان عن إتمام الحج والعمرة فله أن يتحلل؛ ولكن عليه الهدي؛
لقوله تعالى: { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

8- ومنها: أن الله تعالى أطلق الإحصار، ولم يقيده؛ لقوله تعالى: { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ }؛
لأن الفعل لو بُني للفاعل، وذُكر الفاعل اختص الحكم به؛ فإذا قلت مثلاً: «أقام زيد عمراً»
صار المقيم زيداً؛ وإذا قلت: «أقيم عمرٌو» صار عاماً؛ فظاهر الآية شمول الإحصار لكل مانع من
إتمام النسك؛ فكل ما يمنع من إتمام النسك فإنه يجوز التحلل به، وعليه الهدي؛ أما الإحصار بالعدو
فأظنه محل إجماع فيتحلل بالنص، والإجماع؛ النص: تحلل الرسول صلى الله عليه وسلم في
الحديبية؛ والإجماع: لا نعلم في هذا مخالفاً؛ وأما الحصر بغير عدو، كمرض، أو كسر، أو ضياع نفقة،
أو ما أشبه ذلك مما لا يستطيع معه إتمام الحج، والعمرة؛ فإن العلماء اختلفوا في ذلك؛ فمنهم من قال:
إنه لا يتحلل، ويبقى محرماً حتى يزول المانع؛ ومنهم من قال: إنه يتحلل، كالحصر بالعدو؛ حجة
الأولين: أن الله تعالى قال: { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ }؛ والآية نزلت في شأن قضية الحديبية؛ وهم قد أحصروا
بعدو؛ فيكون الحصر هنا خاصاً بالعدو؛ ودليل آخر: يقولون: ضباعة بنت الزبير لما جاءت تشتكي إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم أنها مريضة، وأنها تريد الحج قال لها:
«حجي واشترطي»
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 5089خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
؛ فلو كان الإحصار بالمرض مبيحاً
للتحلل ما احتيج إلى اشتراط؛ فكانت تدخل في النسك، وإذا عجزت تحللت؛ وأجاب القائلون بأن
الحصر عام بحصر العدو وغيره بأن الآية مطلقة: { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ }
؛ لم تقيد بحصر العدو؛ والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ لأن العلة
في جواز التحلل بحصر العدو عدم القدرة على إتمام النسك؛ وهذا حاصل بالحصر بغير العدو؛
والشرع لا يفرق بين متماثلين؛ وأجابوا عن حديث ضباعة بأن يقال: إن الفائدة من حديث ضباعة أنه
إذا حصل مرض يمنع من إتمام النسك فإنها تتحلل بلا شيء؛ وأما إذا لم تشترط فإنها لا تتحلل إلا بدم؛
وحينئذ تظهر فائدة اشتراط من خاف أن يعوقه مرض، أو نحوه عن إتمام النسك؛ والفائدة هي أنه لا
يجب عليه الهدي لو تحلل بهذا الحصر؛ والصواب القول الثاني: أن الإحصار يكون بالعدو، وبغيره.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

9- ومن فوائد الآية: وجوب الهدي على من أحصر؛ لقوله
تعالى: { فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

10- ومنها: أن من تعذر، أو تعسر عليه الهدي فلا شيء عليه؛ لقوله تعالى:
{ اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}؛ ولم يذكر الله بديلاً عند العجز؛ وقال بعض أهل العلم: إنه إذا لم يجد هدياً
صام عشرة أيام، ثم حلّ - قياساً على هدي التمتع -؛ ولكن هذا القياس ليس بصحيح من وجهين:
الوجه الأول: أنه مخالف لظاهر الآية؛ لأن الله لم يذكر بديلاً للهدي.

الوجه الثاني: أن تحلل المتمتع تحلل اختياري؛ وأما المحصر
فتحلله اضطراري.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

11 - ومن فوائد الآية: أنه لا يجب على المحصر الحلق عند التحلل؛
لأن الله سبحانه وتعالى لم يذكره؛ وهو أحد القولين في المسألة؛ والقول الثاني: وجوب الحلق؛ لثبوته
بالسنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به، وغضب على الصحابة حين تأخروا في تنفيذه(187)؛
ولا يغضب النبي صلى الله عليه وسلم لترك مستحب؛ لا يغضب إلا لترك واجب.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

12 - ومنها: أن المحصر لا يجب عليه القضاء؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم
يذكره؛ ولو كان القضاء واجباً لذكره الله عز وجل؛ وهذا يشمل من حصر في فريضة؛ ومن حصر
في نافلة؛ لكن الفريضة إذا حصر عن إتمامها يلزمه فعلها بالخطاب الأول؛ لا على أنه بدل عن هذه
التي أحصر عنها؛ فمثلاً رجلاً شرع في حج الفريضة، ثم أحصر عن إتمامها، فذبح الهدي، وتحلل؛
فيجب الحج عليه بعد ذلك؛ لكن ليس على أنه قضاء؛ لكن على أنه مخاطب به في الأصل؛ وتسمية


العمرة التي وقعت بعد صلح الحديبية عمرة القضاء ليست لأنها قضاء عما فات؛ ولكنها من
«المقاضاة» - وهي المصالحة - ؛ ولذلك لم يأت بها كل من تحلل من عمرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:52 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الزاد والخيرات



هناك الكثير والكثير لنفعله في هذه الأيام المباركة، وأما عن أهم ما نتزود به:


1- استغفر لذنبك:



ألا تحب أن تسرك صحيفتك يوم القيامة؟
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار" (حديث صحيح).


وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنه حسنه"
(حديث حسن). فلا تدع أن تقول دبر كل صلاة : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات. فما أعظم ثوابها وأضخمه!
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا
ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه أبو داود).


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



2- رطب لسانك:


قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه
ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"
(صحيح). فعليك إذن أن تكثر هذه الأيام من ذكر وترديد: "أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله،

والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" (صحيح). ولذلك كان عبد الله بن عمر
وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



3- لا تكن عبد سوء:


يا من حرم الحج هذا العام؛ أبشر بقول النبي صلي الله عليه وسلم: "من خرج من بيته متطهرا إلى
صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه، فأجره
كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما: كتاب في عليين". ويستحب التبكير إلى الفرائض،
والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات.


روى ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عليك بكثرة السجود لله فإنك
لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة وحط عنك بها خطيئة" وهذا عام في كل وقت، بجانب المحافظة،
والمواظبة على الصلوات المفروضة، على المرء أن يجتهد ويُكثر من التقرب إلى الله .


واقتد بهذه النماذج المشرقة في التقرب إلى الله، ولو بالحرص على التواجد في الصف الأول في الصلاة:


- كان سفيان ابن عيينة يقول: لا تكن مثل عبد السوء لا يأتي حتى يدعى: ائت الصلاة قبل النداء.


- ممن كان يأتي الصلاة قبل النداء سعيد بن المسيب قال رحمه الله: ما أذن مؤذن منذ أربعين سنة
إلا وأنا في المسجد.


- وهذا عدي بن حاتم رضي الله عنه يستعد للصلاة قبل الأذان فيقول: ما دخل وقت صلاة حتى أشتاق إليها
وما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء.


- وهذا محمد بن خفيف روي عنه أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة
فكان إذا نودي للصلاة يحمل على ظهر رجل فقيل له: لو خففت عن نفسك قال: إذا سمعت
حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة!.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


4- ولا تغفل عن صيام التطوع:


كان من هديه صلى الله عليه وسلم صيام تسع من ذي الحجة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته قالت:
"حدثتني بعض نساء النبي صلي الله عليه وسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء،
وتسعا من ذي الحجة، وثلاثة أيام من الشهر" وقال النووي عن صوم أيام العشر: "مستحب استحبابا شديدا".


ومن فضل صيام التطوع أن "من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا" (صحيح).
ويكفيك من ثوابه أن "من ختم له بصيام يوم دخل الجنة" (صحيح).
وذكر مجاهد أن هذه الآية وردت في الصائمين: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيامِ الْخَالِيَةِ} (الحاقة:24).


واسأل الله خواتيم الصائمين؛ فلما حضرت الوفاة إبراهيم بن هانئ وكان صائما جاءه ابنه إسحاق بماء،
قال: غابت الشمس؟ قال: لا. فرده ثم قال: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} (الصافات: 61). ثم خرجت روحه رحمه الله. وقد حضرت نفيسة ابنة الحسن بن زيد رحمها الله الوفاة وهي صائمة،
فجاءها قوم وهي في الرمق الأخير، فألزموها الفطر فقالت: "واعجبا! أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى
أن ألقاه صائمة.. أأفطر الآن؟! هذا لا يكون". وخرجت من الدنيا وهي صائمة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


5- وإياك أن تضيع يوم عرفة:


يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "من حفظ لسانه وسمعه
وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة"، ويقول أيضا: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله
أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" (صحيح).


ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة،
يقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبرا". وعن فضل قيام ليلة عرفة يقول: "من أحيا الليالي
الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر".


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


فجر جديد


دع هذه الأيام فجرا جديدا في حياتك، وسيرك إلى الله تعالى في هذه الدنيا، وليكن مع بزوغ هذا الفجر
في قلبك سير قلبي نحو إعداد نفسك وروحك كما فعل موسى عليه السلام، وفتش في حنايا روحك
عن النقص فيها، وأتمم كما أتم الله لك هذا الدين، فإن أشرق القلب، وأُعدت النفس، وتم للروح بعض التمام،
فجاهدها، وحدثها بالجهاد المبارك، تفر من النفاق، وتسلم من مظاهره وصوره، التي من بينها، العجز
والكسل في الطاعات: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصلاةِ قَامُوا كُسَالَى}.



وحدث نفسك أيها المؤمن، وحرك معاني الشوق في مكامن روحك، فالحياة تأكل منا ما نزرعه في أيامنا،
ما لم نتدارك، ببذر، وغرس، وسقاء، وشجرة شحذ الهمم، والشوق للمعالي،
وإلا فما ثمة غير سفاسف من الأمر، ليس لك منها شيء.


إن من جملة تذكير النفس بالمعاني العالية إلزامها بصنوف من العمل الصالح، ومتابعتها،
ومحاسبتها، وإتعابها في ذات الله، ولا يدرك هذا بالأحلام والتمني، وإنما بتعب ونصب.
فقد كان سعيد بن جبير رضوان الله عليه إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه.
وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام.


وما أجمل أن نختم ونحن نصغي لوصية ابن رجب؛ وهو يصرخ فينا وينبهنا
ويقول: "الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة، فما منها عوض ولا لها قيمة،
والمبادرة المبادرة بالعمل والعجل العجل قبل هجوم الأجل".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:54 pm

قصه عن الثبات ابكت وابكت ومازالت تُبكى


ماشطة ابنه فرعون

إمرأة صالحة كانت تعيش هي وزوجها.. في ظل مُلك فرعون..
كان زوجها مقرب منه.. وكانت هي خادمة ومربية لبنات فرعون
منّ الله عليهما بالإيمان.. فلم يلبث فرعون أن علم بإيمان زوجها فقتله

ولكن بقيت الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون
وتنفق على أولادها الخمسة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ف...بينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً
إذ وقع المشط من يدها..فقالت: بسم الله
فقالت ابنة فرعون: الله.. أبي
فصاحت الماشطة بابنة فرعون: كلا.. بل الله.. ربي.. وربُّك.. وربُّ أبيك
فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها..ثم أخبرت أباها بذلك

فدعا بها.. وقال لها: من ربك ؟
قالت : ربي وربك الله
فأمرها بالرجوع عن دينها.. وحبسها.. وضربها.. فلم ترجع عن دينها

فأمر فرعون بقدر من نحاس فمُلئت بالزيت.. ثم أُحمي.. حتى غلا
وأوقفها أمام القدر
فلما رأت العذاب.. أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة
الأيتام الذين تكدح لهم.. وتطعمهم
فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة
تدور أعينهم.. ولا يدرون إلى أين يساقون
فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون
فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي
وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها

فلما رأى فرعون هذا المنظر..أمر بأكبرهم
فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلى.
والغلام يصيح بأمه ويستغيث.. ويسترحم الجنود
ويتوسل إلى فرعون.. ويحاول الفكاك والهرب وينادي إخوته الصغار
ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين.. وهم يصفعونه ويدفعونه
وأمه تنظر إليه.. وتودّعه
فما هي إلا لحظات.. حتى ألقي الصغير في الزيت
والأم تبكي وتنظر.. وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة
حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل
وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت
نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله
فأبت عليه ذلك.. فغضب فرعون

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

.. وأمر بولدها الثاني
فألقي في الزيت حتى طفحت عظامه بيضاء
واختلطت بعظام أخيه
والأم ثابتة على دينها..موقنة بلقاء ربها

ثم أمر فرعون بالولد الثالث
فسحب وقرب إلى القدر المغلي
ثم حمل وغيب في الزيت

والأم ثابتة على دينها
فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت
فأقبل الجنود إليه.. وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه
فلما جذبه الجنود.. بكى وانطرح على قدمي أمه
ودموعه تجري على رجليها.. وهي تحاول أن تحمله مع أخيه
تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها
فحالوا بينه وبينها.. وحملوه من يديه الصغيرتين
وهو يبكي ويستغيث.. ويتوسل بكلمات غير مفهومة
وهم لا يرحمونه
وما هي إلا لحظات حتى رحل عنها إلى دار أخرى
وهي تبكي.. وتتقطع لفراقه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك
فالتفتوا إليها.. وتدافعوا عليها
وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها
فلما انتزع منها.. صرخ الصغير.. وبكت المسكينة
فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها
أنطق الصبي في مهده وقال لها
يا أماه اصبري فإنكِ على الحق

ثم انقطع صوته عنها.. وغيِّب في القدر مع إخوته
وفي يده شعرة من شعرها
وعلى أثوابه بقية من دمعها

وذهب الأولاد الخمسة
وهاهي عظامهم يلوح بها القدر..ولحمهم يفور به الزيت
تنظر المسكينة.. إلى هذه العظام الصغيرة
عظام من؟
إنهم أولادها.. الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسرورا
إنهم فلذات كبدها.. وعصارة قلبها
الذين لما فارقوها.. كأن قلبها أخرج من صدرها
طالما ركضوا إليها.. وارتموا بين يديها
وضمتهم إلى صدرها.. وألبستهم ثيابهم بيدها
ومسحت دموعهم بأصابعها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ثم هاهم يُنتزعون من بين يديها.. ويُقتلون أمام ناظريها
كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب
بكلمة كفر تسمعها لفرعون
لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى

ثم.. لمّا لم يبق إلا هي
أقبلوا إليها ودفعوها إلى القدر
فلما حملوها ليقذفوها في الزيت
نظرت إلى عظام أولادها فالتفتت إلى فرعون
وقالت: لي إليك حاجة
فصاح بها وقال: ما حاجتك ؟
فقالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي
فتدفنها في قبر واحد
ثم أغمضت عينيها.. وألقيت في القدر
واحترق جسدها.. وطفت عظامها
ما أعظم ثباتها.. وأكثر ثوابها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها.. فحدّث به أصحابه
وقال لهم فيما رواه البيهقي: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، قلت: ما هذه الرائحة؟
فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها

الله أكبــر
تعبت قليلاً.. لكنها استراحت كثيرا
مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها.. وجاورت ربها


يا الله
أرأيتم هذه المرأة الصالحة من منا فتن في دينه وصبرمثلها

يامثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك

يارب



قصه عن الثبات ابكت وابكت ومازالت تُبكى
قصه عن الثبات ابكت وابكت ومازالت تُبكى
قصه عن الثبات ابكت وابكت ومازالت تُبكى


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:55 pm

أهمية الإخلاص في الحج


س: أهمية الإخلاص في الحج
الشيخ محمد صالح العثيمين

السؤال:

الحج عبادة عظيمة مبناها على الإخلاص، فيجب إخلاصها لله تعالى، فما توجيه فضيلتكم لمن أراد الحج؟



الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين: الإخلاص شرط في جمِيع العبادات، فلا تصح العبادة مع الإشراك باللّه تبارك وتعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [سورة الكهف، 110]، وقال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة، الآية: 5]، وقال الله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [سورة الزمر: 2، 3]، وفي الحديث القدسي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) والإخلاص لله في العبادة معناه: ألا يحمل العبد إلى العبادة إلا حب الله تعالى وتعظيمه ورجاء ثوابه ورضوانه، ولهذا قال الله تعالى عن محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى اَله وسلم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [سورة الفتح: 29] فلا تقبل العبادة حجاً كانت أم غيره إذا كان الإنسان يرائي بها عباد الله، أي يقوم بها من أجل أن يراه الناس فيقولون: ما أتقى فلاناً ما أعبد فلاناً لله. وما أشبه هذا. ولا تقبل العبادة إذا كان الحامل عليها رؤية الأماكن، أو رؤية الناس، أو ما أشبه ذلك مما ينافي الإخلاص، ولهذا يجب على الحجاج الذين يؤمون البيت الحرام أن يخلصوا نيتهم لله- عز وجل-، وألا يكون غرضهم أن يشاهدوا العالم الإسلامي، أو أن يتجروا، أو أن يقال: فلان يحج كل سنة وما أشبه ذلك.



ولا حرج على الإنسان أن يبتغي فضلاً من الله بالتجارة وهو قاصد البيت الحرام، لقول الله تبارك وتعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة، الأية: 198] وإنما الذي يخل بالإخلاص ألا يكون له قصد إلا الاتجار والتكسب، فهذا يكون ممن أراد الدنيا بعمل الآخرة، وهذا يوجب بطلان العمل، أو نقصانه نقصاً شديداً: قال الله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى، الآية: 25].

مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (21 / 19- 20].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:55 pm

دور المرأة في الحج

يتبادر إلى الذهن عند قراءة عنوان هذه الكلمات سؤال حول سبب الحديث عن دور المرأة بالذات؟ ولماذا في الحج خصوصاً؟


فنقول - وبالله المستعان - أن أسباب الحديث عن الموضوع تكمن في التالي:

1- أن للمرأة دور بارز منذ بداية الإسلام، وأحداث السيرة والتاريخ الإسلامي القديم منها والجديد.

2- وجود كثير من النساء في موسم الحج ممن يؤدين النسك.

3- لأن المرأة في الحج تحتاج إلى اهتمام خاص من حيث بيان الأحكام الخاصة بها، ونقاش قضاياها، والاهتمام بشؤونها.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

4- لأن الحجاج - ومنهم النساء - يقبلون على الله، ويتفرغون للعبادة بانشراح صدر، وراحة بال، وطمأنينة نفس لمعرفتهم فضل الحج؛ فقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهاد فقالت: "نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟" قال: ((لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) رواه البخاري (1520).


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


فضل الدعوة إلى الله:

للدعوة فضائل عديدة، وآثار حميدة لا تخفى على أدنى الناس عناية بعلوم الكتاب والسنة ومنها: (اكتساب الحسنات - محو السيئات - رفع الدرجات - انشراح الصدر - راحة البال - محبة الله - القبول في الأرض - البركة في الوقت والعمر - صلاح الأهل والأولاد).

ومن الأمور التي يمكن أن تقوم بها الحاجَّة:

1- الحرص على فقه الحج من خلال الكتاب والسنة.

2- الحرص على توعية الحاجَّات في مسائل الحج من خلال نقل فتاوى العلماء لهن، وتوزيع الكتب والأشرطة المهمة، والمدارسة معهن في بعض الأحكام في الحج.

3- الإكثار من أعمال البر والطاعات خصوصاً ما يتعدى نفعه للآخرين بين بنات جنسها مثل: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، ونشر العلم، والوعظ والتذكير، والنصح والإرشاد، وبذل المال.

4- الحرص على أبواب العبادات، والتعاون مع الحاجَّات في ذلك مثــل: إقامة الصلوات في أوقاتها جماعة لما في ذلك من الأثر، مدارسة القرآن وتلاوته، التقليل من الكلام بلا فائدة، الاشتغال بذكر الله كثيراً.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

5- ترك الجدال في مسائل الحج، ومن باب أولى ترك الجدال في مسائل الدنيا، والقضايا الشخصية، فكم قست بهذا الجدال قلوب، وضاعت بسببه أوقات، وفاتت طاعات، وسبَّب مشاحنات وقطيعات قال عز وجل: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}(البقرة:197).

6- الدعوة إلى الله من خلال القدوة والسلوك الحسن؛ فإن حسن الخلق، وطيب الكلام، وإطعام الطعام، والتعاون على البر والتقوى من أفضل القربات إلى الله في مثل هذه الأوقات الفاضلة فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بر الحج إطعام الطعام، وطيب الكلام))[1].

7- الحذر من منكرات النساء في الحج مثل: التبرج والاختلاط، والتبذير بالمال، والغيبة والنميمة، والقيل والقال، والسخرية والإزدراء للحجاج وأذيتهم، ومزاحمة الرجال.

8- الحرص على إقامة الحلقات القرآنية التي يكون فيها تصحيح التلاوة لكثير من الحاجَّات، والاهتمام بسورة الفاتحة لأن كثير من الحاجَّات لا يتقنَّها، بل قد يوجد لديهن أخطاء تخل بالمعنى، والاهتمام بحلقات الذكر، والمناصحة بين الحاجَّات.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

9- أخذ مجموعة من المطويات العلمية والدعوية باللغة العربية، واللغات الأخرى لتوزعيها على الحاجَّات، ففي هذا أثر كبير على المدعوات، وهي لا تكلف كثيراً من المال، ولا تثقل في الحمل.

نسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصبحه، والحمد لله رب العالمين[2].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] السنن الكبرى للبيهقي (10693) وقال الشيخ الألباني: رواه ابن عدي (20/2)، وأبو العباس الأصم في الفوائد المنتقاة (3/1)" وحسنه.



دور المرأة في الحج


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:57 pm

الحج سوق الدعوة الأعظم


حدث مهم في حياة الأمة الإسلامية لا بد أن تقف أمامه النفوس مشرئبة، والهمم متطلعة، والأرواح متهيبة، إذ هو حدث يتكرر كل سنة منذ آلاف السنين.

إنه الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام التي بُني عليها قال عليه الصلاة والسلام: ((بُنيَ الإسلامُ على خمس..)) وذكر منها:.. ((..وحج البيت))[1].

وهو موسم عظيم، وعبادة جليلة؛ جمعت أصول العبادات وأنواعها؛ ففيه التعبد بالمال لنفقة الحج والصدقة، وفيه التعبد بالطواف، والصلاة عند المقام، والصوم، والتلبية التي هي الاستجابة لله وتنزيهه عن الندّ والشريك، وهو القبلة الأولى للتوحيد والتوجه إلى الله في أرضه قال ابن القيم رحمه الله: "وأما الحج فشأن آخر لا يدركه إلا الحنفاء الذين ضربوا في المحبة بسهم، وشأنه أجلُّ من أن تحيط به العبارة، وهو خاصة هذا الدين الحنيف حتى قيل في قوله تعالى: {حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينََ[2] أي حجَّاجاً، وجعل الله بيته الحرام قياماً للناس، فهو عمود العالم الذي عليه بناؤه، فلو ترك الناس كلهم الحج سنة لخرَّت السماء على الأرض، هكذا قال ترجمان القرآن ابن عباس، فالبيت الحرام قيام العالم، فلا يزال قياماً ما زال هذا البيت محجوجاً، فالحج هو خاصة الحنيفة، ومعونة الصلاة، وسر قول العبد "لا إله إلا الله"، فإنه مؤسس على التوحيد المحض، والمحبة الخالصة، وهو استزارة المحبوب لأحبابه، ودعوتهم إلى بيته، ومحل كرامته"[3].

وفي الحج تأتلف القلوب، وتتحطم الفوارق وتذوب، ويقف فيه الجميع بالمشاعر المقدسة؛ لباسهم واحدٍ، وهدفهم واحد، وشعارهم واحد: "لبيك اللهم لبيك"، إجابة محب لدعوة حبيبه إلى بيته، ولسان حاله ومقاله

أطوف به والنفس بعد مشوقة إليه وهل بعد الطواف تداني

وألثم منه الركن أطلب برد ما بقلبي من شوق ومن هيمان

فوالله ما أزداد إلا صبــابة ولا القلب إلا كثرة الخفقان

والحج كنز وموسم للدعاة إلى الله تعالى للتأسي بما كان صلى الله عليه وسلم يفعله من ترقب المواسم وتجمعات الناس ليعرض عليهم الإسلام، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدع فرصة تمرُّ به إلا ويسخرها في الدعوة إلى الله تعالى.

وما أحوجنا إلى اقتفاء أثره صلى الله عليه وسلم، وأحوج ما نكون اليوم إلى استغلال هذا الموسم الاستغلال الأمثل، وتعلُّم كيفية استغلال هذا الموسم في تعليم الناس الخير؟ وكيف نوجه للعالم أجمع رسالة نشرح من خلالها ما لدينا من كنوز النبوّة؟ ونقدم الإسلام للناس غضّاً طريّاً, فنمسح عنه ما علق به من غلو الغالين، وانتحال المبطلين؟

إن هذا الحدث (الحج) لجدير أن نوليه اهتمامنا على كافة المستويات، فيقام فيه سوق الدعوة إلى الله من كل صاحب طاقة، ويشتغل كل صاحب قدرة، فهو موسم المؤسسات الخيرية الدعوية، والمشايخ الدعاة وطلبة العلم، وحتى المرأة تستطيع أن تشارك من خلال التجمعات النسائية التي تتوفر في موسم الحج.

والدعوة إلى الله عز وجل ليست باباً واحداً فقط، بل هي أبواب وطرق، ووسائل مختلفة، يشارك فيها الفرد والجماعة وكل من أحب ذلك، فمن الوسائل الناجعة في الدعوة إلى الله تعالى في موسم الحج:

- توزيع المواد الدعوية والتي يتم من خلالها الموعظة الحسنة، وتصحيح المفاهيم، وتعليم الجاهل.


- المحاضرات والدروس التي يمكن أن تقام في أماكن تجمع الحجيج مثل منى، فالمكان مناسب جداً لذلك، وفي هذا الخير العظيم، حيث يتعرف فيه الحاضرون على المشايخ وطلبة العلم والدعاة إلى الله، ويجاب في هذه المجالس عن الاستفسارات، والتساؤلات التي يحمل الحجيج من بلدانهم سواء ما يتعلق بأحكام الحج، أو ما يتعلق بالاعتقادات، والبدع والمحدثات، إلى غير ذلك، فيحرص على ذلك أشد الحرص أهل حملات الحج، فعليهم مسؤولية كبيرة في هذا الباب.

- النصيحة الخاصة، والدعوة الفردية، وهي ما تتيسر لكثير من الحجاج من أهل العلم، إذ يرى من الآخرين شيئاً من المنكرات، أو يصادف من حاد عن الصواب في عقيدة أو سلوك، أو منهج، يقول صلى الله عليه وسلم: ((...فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم))[4].

- إن مما يمكن أن يفعل في هذه الأيام المباركة هو تفعيل المرأة في الأوساط النسائية بكل ما تستطيع، وما يمكن تقديمه في هذا الباب.

- تقديم المقترحات الدعوية لمنظمي الحج، وحملات الحجيج، والإسداء بكل ما يخدم هذا الجانب، فيبقى الحس الدعوي في نفس المسلم، ويبقى تفكيره الدائم في خدمة هذا الدين، وكيفية إيصال هذا الدين على كل الحجيج؟ كيف نوصله سالماً من الزيادة والنقص؟ كيف ندعو كل من كان في هذا الموسم.

- ولا ننسى أن نذكر بأن هذا المشهد العظيم الذي يراه كل العالم عبر وسائل الإعلام يمكن الاستفادة منه بذكر الفوائد والدروس التي نستفيدها من هذا الحدث العظيم، ويذكر للعالم مكانة هذا الدين، وعلو شأنه، وما جعل الله تعالى له من العظمة في النفوس والقلوب، عل ذلك أن يحرك الفطر السليمة، فيرجع البعيد، ويتوب المقصر، ويهتدي الضال.

نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا، وأن ييسر لنا طريق الدعوة إليه، ويجعلنا من الصالحين المصلحين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين[5].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

[1] رواه البخاري (4153)، ومسلم (20).

[2] سورة الحج (31).

[3] مفتاح دار السعادة (2/4).

[4] البخاري (3425) بلفظه، ومسلم (4423).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 12:59 pm

الآخطاء التي يقع فيها الحجاج والعمار

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالي من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعد:
أعلموا أيها الأحبة أن لله مواسم ونفحات يصيب بها من يشاء من عباده فالسعيد من أغتنم هذه الأوقات وقرب إلى مولاه رب الأرض والسماوات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بعدها سعادة لا يشقى بعدها ابداً.
ومن هذه الأيام المباركات العشر من ذي الحجة وهي أفضل أيام الدنيا وقد شرع الله فيها حج بيته الحرام.
فالحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام وهو من أفضل الطاعات و أجل القربات التي ترضي رب الأرض و السماوات وهو عبادة العمر وختام الأمر وتمام الإسلام وكمال الدين
وقف الناس جميعاً في صعيد واحد وسمعوا قول الحق سبحانه وتعالي:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) ( آل عمران 97)
وسمعوا قوله تعالي:
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ( البقرة 196)
- أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:
سئل رسول الله  أي العمل أفضل ؟
قال: إيمان بالله ، قيل ثم ماذا ؟
قال: الجهاد في سبيل الله ، قيل ثم ماذا ؟
قال: حج مبرور .

- وأخرج البخاري من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت:
قلت يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟
قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور .

- وعند الإمام أحمد بلفظ:
يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم ؟ فقال: أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور .
قال عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعته من رسول الله  .

والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .

- أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي  قال:
العمرة إلى العمرة كفارة بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .
والحج المبرور هو الحج الذي لم يخالطه إثم وكان على وفق ما جاء به النبي 
ولذا كان حرياً على كل مسلم أن يسلك أفضل طريق ليكون حجه مبروراً وعمرته مقبوله ولا يكون ذلك إلا بأتباع النبي  وهو القائل كما في الصحيح خذوا عني مناسككم ولكن لما بعد الناس عن طلب العلم ومدارسة الشريعة كان هناك جهل بأحكام الشرع، فيكون في العبادات من التخليط والأبتداع مما يقدم في حق العمل فيرد على صاحبه لانه لم تتوافر فيه أحد شروط صحة العمل وهو الأتباع لذا كان لزاما أن أن نوضح ملة من الأخطاء و التي يقع فيها بعض الحجاج أو العمار حتى يتبنه لها من أراد الحج أو العمره فيحج كما حج النبي  ويرجع من حجه كيوم ولدته أمه.


- أخطاء الحجاج والمعتمرين -


* أولاً: أخطاء ما قبل الإحرام *

وهذه الأخطاء لا ترتبط بأعمال الحج والعمرة مطلقاً ، ولكن قد تكون مخلة بشرط صحتهما أو قادحة فيها ، وهي ثمانية أخطاء فقبل أن تلبس لباس الإحرام أخي تعرف عليها واستعن بالله على التخلص منها ، وهي كالتالي:


الخطأ الأول: إهمال التوبة النصوح قبل السفر للحج أو العمرة .

ومن المعروف أن من شروط التوبة الإقلاع عن المعصية والندم على فعلها والعزم الأكيد على عدم العودة إليها ، ثم إذا كانت هذه المعصية تتعلق بحق آدمي يزيد شرط رابع وهو التحلل من هذا الحق واسترضاء صاحبه .
والصواب: أن التوبة من أوائل ما يحرص عليه الحاج والمعتمر قبل سفره لأداء هذه العبادة .

الخطأ الثاني: استهانة بعض الحجاج بحقوق العباد .

وذلك نتيجة خطأ في فهم النصوص الواردة في فضل الحج .
- كقول الرسول  الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال:
من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه .
- وكقول الرسول  الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال:
العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .

وغير ذلك من النصوص الذي يوهم ظاهرها أن الحج والعمرة يُسقطان حقوق العباد .
والصواب: أن الحج والعمرة مع فضلهما لا يسقطان حقوق العباد .

* والدليل على ذلك أمران:

أ – الحج والعمرة ثوابهما يسقط الأوزار والذنوب ولا يسقط حقوق العباد .
قال الإمام الترمذي تعليقاً على حديث رسول الله :
من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
هو مخصوص بالمعاصي المتعلقة بحقوق الله خاصة دون حقوق العباد ولا تسقط الحقوق أنفسها فمن كانت عليه صلاة أو كفارة ونحوهما من حقوق الله تعالى لا تسقط عنه لأنها حقوق لا ذنوب إنما الذنوب تأخيرها فنفس التأخير يسقط بالحج لا هي أنفسها ، فالحج المبرور يسقط إثم المخالفة لا هي . إرشاد الساري شرح صحيح البخاري ج3 ص97
ب – القتل في سبيل الله لا يسقط حقوق العباد .
- أخرج الإمام أحمد والبيهقي من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي  قال:
القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة ، قال يؤتى بالعبد يوم القيامة – وأن قتل في سبيل الله – فيقال: أدِّ أمانتك .
فيقول: أي ربِّ كيف وقد ذهبت الدنيا ؟!!
فيقال: انطلقوا به إلى الهاوية ، فينطلق به إلى الهاوية وتـُمثـَّل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه فيراها فيعرفها فيهوي في أثرها حتى يدركها فيحملها على منكبيه حتى إذا ظن أنه خارج قلَّت عن منكبه فهو يهوي بها أبد الآبدين .
ثم قال: الصلاة أمانة والوضوء أمانة والوزن أمانة والكيل أمانة وأشياء عدَّدها وأشدُّ ذلك الودائع .
ومن هذا يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الحج والعمرة وإن كانا من الأعمال العظيمة التي تجعل المسلم بعد أدائها كيوم ولدته أمه ، إلا أنها لا تـُسقط حقوق العباد كما يظن بعض الناس ومنشأ ذلك من فهمهم الخاطئ للنصوص .

الخطأ الثالث: عدم استرضاء من يجب عليهم استرضاؤه كالوالدين والزوج ( بالنسبة للزوجة ) .
والصحيح أن الحاج أو الحاجة ينبغي لهما أن يسترضيا الوالدين وغيرهما ممن يجب عليهما استرضاؤه ، حتى لا يكون في نفوس أقربائهم منهم شيء فلا يدري الحاج والمعتمر هل يعود إلى بلاده فيُرضي من أساء إليه أم لا ، فينبغي له أن يبادر بذلك قبل سفره للحج .

الخطأ الرابع: التهاون في توخي الحلال في النفقة بحجة أن الحج سيمحو كل ذلك .
والصحيح أن الحج والعمرة وإن كان ثوابهما عظيم وفضلهما جزيل فلا يمكن أن يمحو الحرام الذي أكتسبه الحاج أو المعتمر.
- ويصدق ذلك على حج الفنانين والفنانات فمهما حجوا أو حججن بالمال الذي اكتسبوه من الرقص والغناء والتمثيل فإنه لا يمكن أن يكون حجهم مقبولاً ولا مبروراً لأن النفقة فيه ليست من الحلال ، وشرط الحج المقبول أن تكون النفقة من الحلال .
- أخرج الطبراني بسنده أن النبي  قال:
إذا خرج الحاج حاجاً بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه منادِ من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور .
وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك ناداه منادِ من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور .
فعلى الحج أو المعتمر أن يطيب نفقته فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا .
إذا حَجَجتَ بمال ٍ أصلُهُ سُحْتٌ فما حَجَجْتَ ولكن حجتِ العيرُ
لا يقبــــلُ الله إلا كـــل طيبةٍ ما كُلُ من حج بيت اللهِ مَبْرُورُ




الخطأ الخامس: عدم طلب الدعاء ممن يُرجى إجابة دُعائهم .

والحق ينبغي للحجاج أن يطلبوا ممن يعتقد أو يظن فيه الصلاح والتقوى بأن يدعو لهم بالسلامة في الوصول والتوفيق في أداء المناسك .
- فقد روى أبو داود والترمذي عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –
أنه استأذن النبي  في العمرة فإذن له ،
وقال: يا أخي لا تنسنا من دعائك ، فقال كلمة ً ما يسرني بها الدنيا .
فينبغي للحاج والمعتمر أن يطلب من غيره أن يدعو له ، كما ينبغي من الغير أن يطلب من الحاج والمعتمر أن يدعو له عند الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء .

الخطأ السادس: عدم كتابة الحاج والمعتمر وصيته بما له وما عليه عند سفره .
والصواب أنه ينبغي كتابة وصيته عند السفر .
وذلك لقول رسول الله  الثابت في صحيح البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر:
ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا وصيته مكتوبة عنده .
فإذا كانت الوصية مستحبة في كل الأوقات فقبل السفر للحج والعمرة تستحب من باب أولى لما يترتب على السفر من المخاطر والمتاعب ولا يدري الإنسان ماذا يلقى في هذا السفر وهل سيعود سالماً منه أم لا .

الخطأ السابع: وصية بعض الحجــــاج لأولادهم وذويهـــم عند السفر أو عنـــد المجيء بزخرفة البيت أو الكتابة عليه بعبارات معينة .
مثل سفر سعيد وعود حميد أو حج مبرور وذنب مغفور ، فإن هذا قد يتنافى مع الإخلاص فينبغي للعبد أن لا يقصد بحجه رياء ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء ، ولا يقصد به إلا وجه ربه ورضوانه ويتواضع ويستكين ويخشع لربه ويجعل عمله خالصاً لوجه .
قال بعضهم: الركب كثر . فرد عليه الآخر: ولكن الحجاج قليل .
قال تعالى  قُلْ إِنَّ صَــــلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيــكَ لَـهُ وَبِذَلِكَ
أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ .


* ثانياً: أخطاء الإحرام *

الخطأ الأول: تجاوز الحاج أو المعتمر الميقات المكاني دون أن يحرم .

والصواب الإحرام من الميقات أو قبله إذا لم يعلم الميقات تحديداً ، ويكون هذا الأمر آكد بالنسبة للذين يسافرون بالطائرة فمنهم من يتهاون في الإحرام عند مروره على الميقات أو أن يحرم عند نزوله في أرض المطار .
- قال ابن باز – رحمه الله:
القادم عن طريق الجو أو البحر يحرم إذا حاذى الميقات أو قبله بيسير حتى يحتاط لسرعة الطائرة أو السفينة ، فإذا تجاوز من أراد الحج أو العمرة الميقات فعليه أن يرجع ويعود للميقات أو لأقرب ميقات ويحرم منه وإن لم يرجع إليه وأحرم من مكانه فعليه فدية يذبحها في مكة ويطعمها كلها للفقراء .
- والمواقيت المكانية معروفة حددها الرسول  بخمسة مواقيت ، وهي:
1- ميقات أهل المدينة: " ذو الحُلَيفـَة " وبينه وبين مكة 540 كم ، ويعرف اليوم بأبيار علي .
2- ميقات الشام ومصر: وهو " الجُحْفـَة ُ " وبينها وبين مكة 204 كم .
3- ميقات نـَجد: وهو " قـَرْنُ المنازل " وبينها وبين مكة 94 كم .
4- ميقات اليمن: وهو " يَلـَمْلـَم " وبينها وبين مكة 54 كم .
5- ميقات العراق: وهو " ذاتُ عِرْق ٍ " وبينها وبين مكة 94 كم .

الخطأ الثاني: اعتقاد بعضهم أن ركعتي الإحرام واجبة .

ليس للإحرام صلاة مخصوصة ، وإنما يستحب فعله بعد صلاة سواء كانت هذه الصلاة فريضة أو صلاة مسببة كسنة الوضوء ، وهي إن كانت من الآداب المستحبة في الإحرام إلا أن الإحرام يصح بدونها .

الخطأ الثالث: تأخير إحرام المرأة لعدم طهارتها من الحيض أو النفاس .

والصواب: أنها تحرم كغيرها وتعمل كل شيء ٍ مع الحجاج غير أنها لا تطوف بالبيت فإذا ما طهرت اغتسلت وطافت بالبيت .
- أخرج الإمام مسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها:
أن رسول الله  دخل عليها وهي تبكي فقال: أنفست ؟ " يعني الحيضة " .
قالت: نعم ، قال: إن هذا شيءٌ كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي .
- وقد أجاز بعض فقهاء الحنابلة والشافعية للحائض دخول المسجد للطواف بعد إحكام الشدِّ والعصبِ وبعد الغـُسل حتى لا يسقط منها ما يؤذي الناس ويلوث المسجد ولا فدية عليها .

- وقد أفتى كل من ابن تيمية وابن القيم بصحة طواف الحائض طواف الإفاضة إذا اضطرت للسفر مع صُحبتها بشرط أن تـَعْصُبَ موضع خروج دم الحيض حتى لا ينزل منها شيء في المسجد وقت الطواف . أحكام الحج والعمرة لمحمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر


الخطأ الرابع: اعتقـــــاد النســــــاء أن لبـــــــس البيــــــاض أفضــــــل للإحــــــرام أو لبسهن ملابس تشف أو تصف أجسامهن .

والصواب أنه ينبغي للمرأة عند تلبثها بالإحرام أن تكون ثيابها مما لا يشف ولا يصف حتى لا يظهر جسمها ، وليس معنى أنها تحج في ملابسها العادية أنها تظهر شيئاً من جسمها كما يحدث من بعض الحاجات وخاصة الإفريقيات .
وكذلك اعتقاد البعض أن ثوب الإحرام لابد له من لون خاص كالأخضر أو الأبيض مثلاً وهذا خلاف الصواب لأنه لا يتعين لون خاص للنساء وإنما تحرم في ثيابها العادية .

الخطأ الخامس: اعتقــاد بعض الحجاج أن معنى أنه لا يلبس المخيط أنه لا يخيط ملابس الإحرام إن انقطعت أو يصل الرداء بخيط أو غير ذلك .
والصواب: جواز وصل الرداء بالخيط أو تخييط ما انقطع من الرداء أو الإزار ولا يُعَدُّ ذلك مخالفة ، لأن العبرة بالمخيط ما كان محيطاً بالجسم عن طريق الخياطة أو لاصقاً بالجسم من غير تخييط كالجورب .
- يقول الشيخ عبد العزيز عيسى:
المراد بالمخيط الممنوع الثياب المفصلة على البدن التي تحيط به وتستمسك بنفسها ولو لم تكن بها خياطة كالجوارب والفانلات والكلسونات والشروز ونحوها .
كيف تحج وتعتمر للشيخ / عبد العزيز عيسى
- يقول الشيخ الأفريقي " كما في كتاب حجة النبي للشيخ ناصر الدين الألباني ":
المخيط الممنوع هو كل ثوب على صورة عضو الإنسان كالقميص والفنيلة والجُبَّ والصَّدريَّة والسراويل وكل ما على صفة الإنسان محيط بأعضائه .

الخطأ السادس: الحج بالملابس العادية لغير عذر .
والصواب: ضرورة الحج بملابس الإحرام إلا لعذر ، وملابس الإحرام من الواجبات عند أكثر المذاهب التي تجبر بدم، وذلك بالنسبة للرجل .
- أما المرأة فتحرم في ثيابها العادية التي لا تشف ولا تصف ولا تنت- ولها أن تضع علي وجهها ما يستره، وفي ملابس الإحرام مظهر الحج بما يوحيه من التساوي بين الناس في الثياب والتشبه بالخروج من الدنيا في قطعة من القماش، والملابس العادية لا تعبر عن هذا المعنى ولا تدل عليه .

الخطأ السابع: اعتقاد بعض الحجاج أنه لا يجوز تغيير ملابس الإحرام أو تنظيفها .
والصواب: جواز التغيير والتنظيف عند الحاجة على أن يكون تغيير ملابس الإحرام بمثلها .
الخطأ الثامن: كشف بعض الرجال أكتافهم على هيئة الاضطباع عند الإحرام .
وهذا غير مشروع إلا في حالة الطواف وطواف القدوم أو العمرة خاصة وماعدا ذلك يكون الكتف مستوراً بالرداء في كل الحالات .
- ملحوظة: والاضطباع هو أن يدخل المحرم الرداء من تحت إبطه الأيمن ويرد طرفه على يساره ويظهر منكبه الأيمن ويغطي الأيسر ، ولا يكون هذا الاضطباع إلا في طواف القدوم أو العمرة كما مر معنا .

الخطأ التاسع: اعتقاد بعض الناس بجواز لبس النقاب والقفاز مع الإحرام وبعده .
والصواب: أنه لا يجوز للمرأة المحرمة أن تلبس النقاب والقفاز .
- وذلك لما أخرجه البخاري من حديث ابن عمر أن النبي  قال:
لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين .
- وأخرج الإمام أحمد من حديث عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت:
كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله  فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها فإذا جاوزوا بنا كشفناه .
ملحوظة: ويستدل بهذا الحديث أن للمرأة المنتقبه أن تدل علي وجهها ما يستره في الحج والعمرة وذلك في وجود الرجال الأجانب

الخطأ العاشر: رفع بعض النساء أصواتهن بالتلبية كالرجال .
والصواب: أن المرأة تسمع نفسها فقط أثناء التلبية ولا ترفع صوتها ، لأن أمر النساء مبنى على الستر وليس على الإعلان والإشهار .

الخطأ الحادي عشر: إهمال التلبية بعد الإحرام .
والصواب: مداومتها في كل الأحوال إلا بعد وصول المعتمر إلى الكعبة ورؤيتها وبدء الطواف ، لقول النبي  " يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر " أبو داود عن ابن عباس .
وتتوقف التلبية كذلك عند وصول الحاج إلى جمرة العقبة وبدء الرمي ، وذلك لما أخرجه البخاري عن الفضل بن عباس
كنت رديف رسول الله  من جَمْ إلى منى فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة .
وأخيراً:
ينبغي أن يتجنب فعل أي من المحظورات التي سبق ذكرها من محظورات الإحرام مثل حلق الرأس أو تغطيتها بعمامة أو كلنسوة أو لبس ثوب مخيط أو مس طيب ، فمن فعل شيء من ذلك فعليه فدية ( من صيام أو صدقة أو نسك ، فإما أن يذبح شاة أو يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من الطعام ) .

الخطأ الثاني عشر: تعمـــد البعض الإحرام للحــج من المسجد الحرام في اليوم الثامن من ذي الحجة أو يحرم من التنعيم .
والصواب: أن الذي يريد الإحرام للحج بعد أدائه للعمرة قبل ذلك وهو ما يعرف بحج التمتع يحرم للحج من مكانه الذي هو فيه وليس من المسجد الحرام . كالمكي ( المقيم بمكة ) تماماً .

* وأما الإحرام من أحد الأماكن التي هي حدود الحرم وأدني في الحل وهي:
التنعيم: وبينه وبين مكة 6 كيلو مترات ويسمى اليوم مسجد عائشة .
أضاه: وبينها وبين مكة 12 كم .
الجعـْرانه: وبينها وبين مكة 16 كم وسميت باسم امرأة كانت ساكنة فيها .
وادي نـَخـْلة: وبينه وبين مكة 14 كم .
الحُديبية: وبينه وبين مكة 15 كم ويسمى اليوم الشميس .
فإحرام العمرة وإحرام المكي يكون من هذه المواقيت في العمرة ، وأما إحرامه بالحج فمن مكانه الذي هو فيه كما أسلفنا بيانه .

* ثالثاً: أخطاء الحج والعمرة *

- أخطاء الطواف:

فإذا كنت أخي الحاج أو المعتمر استعنت بالله وتخلصت من أخطاء الإحرام ونجوت منها ، فعليك بمعرفة الأخطاء التي تقع منك عند القيام بالحج والعمرة .

الخطأ الأول: صلاة الحاج ركعتين تحية المسجد حين دخوله إلى المسجد الحرام .

والصواب: أن تحية المسجد الحرام هي الطواف بالكعبة وليس الصلاة كبقية المساجد .

- قال الزركشي كما في كتابه إعلام الساجد بأحكام المساجد:
التحيات خمس:
أحدها: تحية المسجد بالصلاة .
ثانيها: تحية البيت بالطواف .
ثالثها: تحية الحرم بالإحرام بالحج والعمرة .
رابعها: تحية منى بالرمي .
خامسها: تحية المسجد بالنسبة للخطيب يوم الجمعة الخطبة .

الخطأ الثاني: اعتقاد بعض الحجاج أن الملتزم هو باب الكعبة .

والصواب: أن الملتزم هو ما بين باب الكعبة والركن الأسود فوق الحجر الأسود والشاذروان ( جدار الكعبة ) وليس باب الكعبة كما هو اعتقاد بعض الحجاج .

الخطأ الثالث: الطواف من داخل حجر إسماعيل .

والصواب: أن الحجر من الكعبة فلابد من الطواف من خارجه وليس من داخله .

- لقول الرسول  فيما أخرجه البخاري ومسلم:
الحجر من البيت .

- وعند البخاري ومسلم أيضاً من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت:
ألم ترى أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم .
فلو طاف الحاج أو المعتمر من داخل حجر إسماعيل فإنه لا يعتد بذلك الشوط لأنه بطل حينئذ .

الخطأ الرابع: الطواف من غير وضوء .

وهذا يبطل الطواف ، فإن الطهارة شرط من شروط صحة الطواف فهي واجبة فيه ، فمن طاف بالبيت يجب عليه أن يكون متوضأ ، فإذا انتقض وضوءه أثناء الطواف فليذهب وليتوضأ ، وعندما يرجع فليكمل طوافه وليبني على ما مضى من غير أن يطيل الفصل .

الخطأ الخامس: الرمل في جميع مرات الطواف .

والرمل هو الإسراع في المشي مع تقارب الخطا وهز الكتفين ، ولا يكون الرمل إلا في المرات الثلاث الأولى في الطواف ، ويكون في طواف القدوم فقط .
- ملحوظة:
الاضطباع والرمل خاصان بالرجال دون النساء .

- لقول عائشة – رضي الله عنها – كما عند البيهقي:
يا معشر النساء " ليس عليكن رمل بالبيت لكُنَّ فينا أسوة " .
- وعند أبي شيبة في مصنفه عن ابن عمر " ليس على النساء رمل ولا بين الصفا والمروة " .
- وعند أبي شيبة في مصنفه عن ابن عباس " ليس على النساء رمل " .

الخطأ السادس: المزاحمة على الحجر الأسود وإيذاء الضعفاء .
والصواب:
أ – أن تقبيل الحجر الأسود في حالة عدم الزحام ، أما مع الزحام في موسم الحج فلا ينبغي المزاحمة عليه وإيذاء الضعفاء والمرضى ، حتى لا يكون الحاج ارتكب إثماً محققاً ووزراً أكيداً من أجل الوصول إلى تحصيل سنة " إنما يكفي الإشارة فقط مع التكبير " .
بل هناك ما هو أشد من ذلك وهو أن بعض النساء تقوم بمزاحمة الرجال بجسمها فيلتصق بها الرجال ، وهنا مكمن الشر والفتنة فترتكب المحرم وتتسبب في فتنة الآخرين في تحصيل أمر مسنون ، بل تركه في حقها والحال كما تقدم واجب ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح .

ب – التمسح بالحجر الأسود أثناء التقبيل التماساً للبركة .
وهذا الفعل بدعة لا يجوز فعلها ، وإنما السنة تقبيله فقط إن تيسر من غير مزاحمة .

الخطأ السابع: تقبيل الركن اليماني والمزاحمة عليه .
والسنة مَسْحُهُ إن تيسر ذلك ولا يُسن تقبيله كالحجر الأسود ، وعند المزاحمة عليه لا يشار إليه كما يفعل مع الحجر الأسود .
بل يصل الشطط بالبعض يستلم جميع أركان الكعبة ، بل يتمسح البعض بأي جزء منها وهذا يخالف السنة .

الخطأ الثامن: التزام أدعية خاصة في الطواف وأحياناً يرددونها بصوت جماعي .
وهو خطأ من ناحيتين:
- الأولى: أنه التزام دعــــاء لم يؤمر بالتزامـــه في هـــذا الموطن ، لأنه لم يرد عن النبي  في
الطواف دعاء خاص .
- الثانية: أن الدعــــاء الجماعي بدعــــة وفيه تشويش على الطائفين ، والمشروع أن يدعو كل
شخص لنفسه وبدون أن يرفع صوته .

وهناك من يلتزم بعض الأوراد المعينة والتي فيها دعاء الشوط الأول ودعاء الشوط الثاني وهكذا
ولم يرد شيء من ذلك عن النبي  ، وإنما الذي ورد فقط أثناء الطواف دعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود وهو:
 رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  ( البقرة: 201 )

والأفضل أن يدعو بما يتيسر من حفظه فإن ذلك أخشع له .

الخطأ التاسع: اعتقاد بعض الحجاج أن كل طواف يعقبه سعي .

والصواب: أن الطواف ينقسم إلى عدة أنواع:

1- طواف القدوم: ويسمى كذلك طواف القادم – والورود – والوارد – والتحية .
- ودليل هذا النوع ما أخرجه مسلم من حديث جابر:
أن رسول الله  لما قدم مكة أتى الحجر ( الحجر الأسود ) فاستلمه ثم مشى على يمينه ( جاعلاً الكعبة عن يساره ) فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً .
2- طواف التطوع: وهو مــــا يفعلـــه الحـاج على سبيل التقرب إلى الله ، ومن هذا النوع طواف
تحية .
3- طواف الإفاضة: ويسمى طواف الزيارة – والفرض – والركن – والصدر .
وهو المقصود بقوله تعالى  وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ  وإذا لم يفعله الحاج بطل حجه بإجماع العلماء .

4- طواف الوداع: ويكـــــون آخر عهــــد الحــــاج بالبيت ، وهو على غيـر الحائض والنفساء ،
ومن فات حجه أو فسد وكذلك غير المكي .
والسعي يكون بعد طواف القدوم أو طوف الإفاضة إذا لم يكن الحاجُ سعى في طواف القدوم ، وماعدا ذلك ليس فيه سعي .

الخطأ العاشر: الإصرار على أداء ركعتين خلف مقام إبراهيم .
من المعلوم أن من السنة الصلاة خلف مقام إبراهيم بعد الطواف إن تيسر ذلك ، وإن لم يتيسر ذلك ففي أي مكان من المسجد الحرام يصلي هاتين الركعتين ، ولتحرص النساء على عدم المزاحمة على هذه الأمكنة .
وهناك من الحجاج من يتمسح بمقام إبراهيم عند المرور عليه أثناء الطواف ، وهذا لا يجوز .

- ملحوظة: من الأخطاء الجهر بالنية عند بدء الطواف والسعي .


* ثانياً: الأخطاء الخاصة بالسعي بين الصفا والمروة *

الخطأ الأول: الاعتقاد أن الوضوء لازم للسعي كلزومه للطواف .
والصواب: أن الوضوء لا يلزم السعي ، فيجوز السعي على غير وضوء ، لأن السعي لم يكن بالمسجد الحرام ولكنه ضم بعد ذلك فدخل ضمن المسجد في هذه الأيام .

الخطأ الثاني: قراءة الحجاج الآية  إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ  وذلك كل شوط .
والصواب: قراءتها مرة واحدة فقط عند الاقتراب من الصفا أول مرة .

الخطأ الثالث: تخصيص كل شوط بدعاء معين .
والصواب: أن الحاج يدعو بما شاء من الأدعية وليس هناك دعاءً مخصوص لكل شوطٍ من الأشواط ، وينبغي ألا يرفع صوته بالذكر أثناء السعي ، وهناك من يترك الأدعية الواردة أثناء صعوده وهبوطه ذهاباً وإياباً ، وهذا لا يبطل السعي ولكنه ينقص الأجر .

الخطأ الرابع: الرمل بين الصفا والمروة في كل المسافة .

والصواب: أن الهرولة بين الميلين الأخضرين فقط ، وليس في كل المسافة ما بين الصفا والمروة .

الخطأ الخامس: الرمل بين الميلين في الأشواط الثلاثة الأولى كما يفعل في الطواف .

الصواب: أن الرمل بين الميلين يكون في الأشواط السبعة كلها ، وهو سنة في حق الرجال دون النساء ، مع أن حكمة الرمل سببها امرأة وهي هاجر- عليها السلام- ولكنه ليس بواجب عليهم ولا مستحب .

الخطأ السادس: الاستمرار في السعي بين الصفـــا والمروة عند إقامـة الصلاة ظناً من بعض الحجاج أنه لا يجوز الفصل بين أشواط السعي .
والصواب: ضرورة قطع السعي عند إقامة الصلاة ومعاودة السعي بعد الانتهاء منها ، ولا يضر الفصل بين الأشواط بالصلاة .
- سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله –
عن الحكم إذا أقيمت الصلاة والحاج أو المعتمر لم ينته من إكمال الطواف أو السعي ؟

فأجاب سماحته بما نصه " يصلي مع الناس ثم يكمل طوافه وسعيه ويبدأ من حيث انتهى " .

الخطأ السابع: اعتبار الشوط الأول من الصفا إلى الصفا .
والصواب: أنه من الصفا إلى المروة شوطٌ ، ومن المروة إلى الصفا شوط وهكذا .
- يقول الشوكاني في السيل الجرار
لو كان السعي من الصفا إلى المروة ، ثم منها إلى الصفا شوطاً ، لكان قد طاف الطائف بين الصفا والمروة أربع عشرة مرة لا سبعاً فقط ،
والذي ثبت في الصحيحين عن ابن عمر – رضي الله عنهما -:
أنه  طاف بين الصفا والمروة سبعاً .

الخطأ الثامن: صعود المرأة الصفا ومزاحمة الرجال .
- قال ابن مفلح كما في البدع:
والمرأة لا ترقى الصفا لئلا تزاحم الرجال ولأنه أستر لها .


* ثالثاً: الأخطاء الخاصة في عرفات *

الخطأ الأول: النزول خارج حدود عرفة .

فبعض الحجاج ينزل خارج حدود عرفة وبقاؤهم في أماكن نزولهم حتى تغرب الشمس ثم ينصرفون إلى المزدلفة دون أن يقفوا بعرفة ، وهذا خطأ جسيم يفوت عليهم الحج ، لأن الحج عرفة كما في الحديث ، وبتركه يبطل الحج ، والواجب على الحاج أن يكون عند وقوفه داخل حدود عرفة ، وعليه أن يتحرى ذلك خصوصاً أن هناك علامات إرشادية تدل على ذلك .
الخطأ الثاني: الانشغال في يوم عرفة بما لا يفيد كالغيبة والنميمة وشرب الدخان .
والصواب: أن ينشغل الحاج بما يفيده في دينه ودنياه فيدعو بخير الدنيا أو بخيري الدنيا والآخرة معاً أو يهلل ( يقول لا إله إلا الله). أو يكبر ، يقول الله أكبر.
- لقول الرسول :
خيرُ الدعاءِ دعاءُ يوم عرفة وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . رواه أحمد والترمذي .
أو يلبي:
يقول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)
فهذا ما يفيده في هذا اليوم العظيم .
بل يصل الشطط بالبعض فيصحب معه الألعاب كالنرد ( الطاولة ) والكوتشينة والشطرنج أو الشيشة أو الدخان ، وقد تناسوا قول الله عز وجل:
 وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ  ( الحج: 34 )

الخطأ الثالث: تكويم بعض الحجاج التراب والحصى في يوم عرفة في أماكن معينة .

وهو عمل لم يثبت في الشرع وليس لهم في فعله دليل .
الخطأ الرابع: اعتقاد بعض الحجاج بوجوب الصعود على جبل الرحمة عند الصخرات كما وقف الرسول  .

والصواب: جواز الوقوف في أي مكان من صعيد عرفات .
- فقد أخرج الإمام أحمد وأبو داود:
أن الرسول  لما وقف عند الصخرات على جبل الرحمة قال: وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف .
فلا ينبغي للحاج أن يُتعب نفسه ويتجشم في الوصول إلى جبل الرحمة ، مع أنه يجوز له التواجد في أي مكان من صعيد عرفات خاصة في هذه الأيام التي يكثر فيها الحجاج المتواجدون في عرفات والذين يزيدون على الملايين الثلاثة ، فلو أن كل الحجاج أرادوا أن يقفوا على الصخرات كما وقف الرسول  لحدث ما لا يحمد عقباه من الإصابات بين جموع الحجاج نتيجة التدافع ، كما يحدث عند رمي الجمرات .
فالأفضل الأخذ بالرخصة ، وهي الوقوف في أي مكان من صعيد عرفات الطاهر خاصة للنساء وكبار السن وذوي الأعذار ، وفيه موافقة السنة أيضاً لظاهر الحديث " وعرفة كلها موقف " .

الخطأ الخامس: اعتقاد بعض الحجاج أن يسن للحاج صيام يوم عرفة .
والصواب: أنه ليس عليه صيام يوم عرفة ، ولم يصم رسول الله  عام حجه حجة الوداع يوم عرفة وفي سنن أبي داود ((وأن النبي- صلي الله عليه وسلم- نهي عن صوم عرفه لمن بعرفه.

الخطأ السادس: اعتقاد بعض الحجاج أن في حقهم صلاة عيد الأضحى في الحرم المكي أو في منى .
والصواب: أن الحاج ليس عليه صلاة الأضحى لانشغاله بأعمال الحج ، كما أنه ليس عليه صلاة جمعة إن وافقت عرفة يوم جمعة .
- قال مالك رحمه الله:
لا تجب الجمعة بعرفة ولا بمنى أيام الحج .

الخطأ السابع: الانصراف من عرفة قبل غروب الشمس .
وهذا لا يجوز ، لأن النبي  وقف بعرفة حتى غربت الشمس .
وهو القائل: " خذوا عني مناسككم " .

* رابعاً: الأخطاء عند المزدلفة *

الخطأ الأول: الإيضاع ( الإسراع ) وقت الدفع من عرفة إلى مزدلفة .

الخطأ الثاني: الانشغـــال بالتقــاط الحصــى قبــل أن يصلــوا المغــرب والعشـاء ( وذلك عند نزولهم إلى المزدلفة ) .

فهم يعتقدون أن حصى الجمار لابد أن يكون من مزدلفة ، مع أن الحصى يجوز أخذه من أي موضع بالحرم ماعدا ما هو بداخل أحواض الجمار أو ما يسقط منها ، أما ماعداه فيجوز الرمي به .
- يقول ابن باز – رحمه الله –:
وما يفعله بعض العامة من لقط الجمار حين وصوله إلى مزدلفة قبل الصلاة واعتقاد كثير منهم أن ذلك مشروع فهو غلط لا أصل له ، والنبي  لم يأمر أن يلتقط له الحصى إلا بعد انصرافه من المشعر إلى منى ، ومن أي موضع لقط الحصى أجزأه ذلك ، ولا يتعين لقطه من مزدلفة ، بل يجوز له لقطه من منى .

الخطأ الثالث: تأخر بعض الحجاج وعدم إتيانهم إلى المزدلفة إلا بعد فجر يوم النحر .

وهذا خطأ ، ومن فعل ذلك لزمه دم ، والصواب أن يأتي الحاج إلى المزدلفة إلى ما قبل الفجر .

الخطأ الرابع: عدم المبيت بالمزدلفة .
خصوصاً لمن لم يرخص لهم ذلك ، وإنما الرخصة للضعفة والعجائز وتابعيهم .


* خامساً: الأخطاء عند رمي الجمار *

الخطأ الأول: غسل بعض الحجاج الحصى المراد الرجم به .

وهذا غير صحيح ، لأنه لم يثبت عنه  ولا عن صحابته فعل ذلك .

الخطأ الثاني: رمي الجمار بحصى كبيرة وبالحذاء والخفاف والأخشاب .

وهذا غير صحيح ، لأن الرمي بالحجر رمز للتبرء من الشيطان ، فينبغي الاتباع ولا ينبغي الابتداع ، والنبي  قال:
هلك المتنطعون بمثل هذا فارموا .
والسنة ألا يتجاوز حجم الحصاة حبة الفول وحصى الخذف الذي يشبه بعر الغنم .

- فقد أخرج ابن ماجه عن ابن عباس أنه قال:
قال لي رسول الله  وهو على ناقته: القط لي حصى فلقطت له سبع حصيات هي كحصى الخذف ، فجعل  ينفضهن في كفه ويقول أمثال هؤلاء ارموا .

حصى الخذف: أكبر من الحمص قليلاً .

الخطأ الثالث: اعتقاد بعض الحجاج أنهم يرمون الشيطان فعلاً .

فتجدهم يرمون الجمار بشدة وعنف وصراخ وسب وشتم لهذه الشياطين على زعمهم .
والصواب: أن هذه الجمرات الثلاث رمز لتمثل الشيطان لسيدنا إبراهيم عليه السلام لما أراد أن يذبح ولده إسماعيل عليه السلام ومحاولة صده عنه ، وفعل إبراهيم عليه السلام للرمي حينئذ لطرده عن الوسوسة له ، فكأن الحاج حينما يرمي هذا الحجر المتمثل في الشيطان يعلن البراءة منه وعدم طاعته له ، فإذا ما عاد إلى البلاد استقبح في نفسه أن يرجمه في هذه الأماكن المقدسة ويطيعه في بلاده وموطنه .

الخطأ الرابع: انشغال الحجاج بالتلبية مع رمي جمرة العقبة .

والصواب: قطع التلبية مع بدء الرمي لتنافي المعينين .
- فالتلبية: وهي إجابة دعاء إبراهيم عليه السلام بالحج ، ومعناها استجابة لك يا رب
بعد استجابة .

- قال ابن قدامة في العمرة:
والتلبية مأخوذة من قولهم لب بالمكان إذا لزمه فكأنه قال: أنا مقيم على طاعتك وأمرك وغير خارج عن ذلك ولا شارد عليك وكرره لأنه أراد إقامة بعد إقامة .

- الرجم: معنـــاه التبرؤ من الشيطـان وإغوائه ووسوسته ، فالذي يتناسب مع الرجم هو التكبير
وليس التلبية ، وهذا هو الثابت عن النبي  .

- فقد أخرج البخاري ومسلم عن الفضل بن عباس أنه قال:
كنت رديف النبي  من جَمْع ( مزدلفة ) إلى منى فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة .

وعند البخاري من حديث عبد الرحمن بن زيد أنه كان مع عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –
حين رمى جمرة العقبة فاستبطن الوادي حتى إذا حاذى بالشجرة اعترضها
فرمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاه .

- يقول ابن قدامة: ويقطع التلبية عند ابتداء الرمي .

الخطأ الخامس: رمي بعض الحجاج الحصى جميعاً دفعة واحدة .
وهذا خطأ ، ومن فعل هذا فإنه يحسب كله كحصاه واحدة ، وعلى من فعل ذلك جمع حصى من جديد وإعادة الرمي حصاه تلو الأخرى مع التكبير مع كل حصاه ، وعدم الزيادة على التكبير أثناء الرمي .

الخطأ السادس: إنابة بعض الحجاج غيرهم في الرمي من غير ضرورة أو عذر .

وهذا لا يجوز ، لأن الإنابة لا تجوز إلا عند عدم الاستطاعة لمرض أو ضعف أو نحوه .

الخطأ السابع: تدافع الحجـــــاج لرمي جمرة العقبــــة من طلــــوع الشمس إلى الزوال لإصابــة السنة
وهذا صحيح .

ولكن الأولى في ظل هذا الزحام الشديد الذي يصل إلى الملايين في هذه الأيام أن تأخذ بالرخصة التي رخصها الرسول  للضعفة والنساء بالرمي في ليلة النحر ، ويمكن أن يستمر الرمي من الزوال يوم النحر إلى الليل ، حتى لا يتدافع الناس في وقت شروق الشمس حتى الزوال فيحدث ما لا يحمد عقباه ، ويموت الحجاج تحت الأقدام بسبب التدافع على رمي الجمار .

- وقد ثبت في الصحيحين:
أن النبي  أذن للناس برمي جمرة العقبة ليلاً قبل زحمة الناس وتكاثرهم ، كما استأذنته السيدة سودة بنت زمعة – زوجته – لتصلي الصبح بمنى وترمي جمرة العقبة ،
وقالت السيدة عائشة: وددت لو أني استأذنته كما استأذنته سودة .

ومن المعلوم أن الازدحام لم يكن كهذه الأيام ، فليت الحجاج يأخذوا بهذه الرخصة في ظل الزحام الرهيب ،وما جعل الله علينا في هذا الدين من حرج .

قال تعالى  وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ  ( الحج: 78 )


* سادساً: من الأخطاء عند الذبح والحلق . *

الخطأ الأول: ترك الذبح الواجب من الهدي والتصدق بثمنه .
وهذا خطأ ، ويفعله الحاج بزعم أن لحم الهدي يذهب في التراب ، وذلك لكثرة الهدي ولا يستفاد منها إلا القليل .

الخطأ الثاني: ذبح بعض الحجاج هدي التمتع بمكة قبل يوم النحر .

الخطأ الثالث: ترك بعض الحجاج الهدي بعد أن وجب عليهم بتمتعهم أو قرانهـــم مع قدرتهم عليــه وإتيانهم بالصيام بدلاً منه ، مع أن الصيام لا يشرع لهم إلا عند عدم إيجادهم للهدي

الخطأ الرابع: اعتقاد بعض الحجاج أن الذبح للهدي لا يكون إلا في المنحر من منى .

والصواب: أن النحر يكون في أي مكان من منى أو مكة .

- لقول الرسول  حينما ذبح في المنحر من منى:
نحرت هاهنا وكل فجاج مكة طريق ومنحر . أحمد وأبو داود

الخطأ الخامس: اعتقاد بعض الحجاج أن كل أنواع الحج يجب عليها هدي حتى ولو كان مفرد بالحج

والصواب: أن المفرد ليس عليه هدي واجب ، وإنما يتطوع بإهداء إن أراد ، وأما الذي عليه هدي واجب هو المتمتع بالحج وهو الذي أتى أعمال العمرة أولاً ، ثم تحلل منها وأحرم يوم التروية بالحج ، وكذلك القارن وهو الذي أتى بأفعال الحج والعمرة معاً بإحرام واحد ، فهذان يجب عليهما هدي لكونهما أتيا بنسكين اثنين في سفر واحد ، وأما المفرد بالحج كما قلت فليس عليه هدي واجب بإجماع العلماء .


* وأما الأخطاء عند الحلق *

الخطأ الأول: البدء بالحلق بالشق الأيسر من الرأس ، مع أن السنة البدء بالشق الأيمن عند الحلق

الخطأ الثاني: الاقتصار على حلق ربع الرأس أو بعض الرأس ( بالنسبة للرجال ) أما المرأة فالصحيح أنها تأخذ.
بقدر الأنملة من أطراف شعرها .

الخطأ الثالث: استقبال بعضهم القبلة عند الحلق ، وكذا اختلاق بعضهم أذكار معينة عند ذلك .







* سابعاً: الأخطاء عند طواف الوداع *

الخطأ الأول: طواف الوداع قبل رمي الجمرات .

ينزل بعض الحجاج من يوم النفر .......... قبل رمي الجمرات ، فيطوف للوداع ثم يرجع إلى منى فيرمي الجمرات ثم يسافر من هناك إلى بلدة فيكون آخر عهده بالجمار لا بالبيت .
ويوم النفر هو اليوم الثاني عشر من ذي الحجة إن تعجل فيه فينصرف بعد رمي الجمرات فيسمى ( يوم النفر الأول ) ، وإن تأخر حتى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة وهو ثالث أيام التشريق ولم يتعجل فيسمى ذلك اليوم ( يوم النفر الثاني ) .

- مع أن النبي  قال:
لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت الطواف .

فطواف الوداع يجب أن يكون بعد الفراغ من أعمال الحج وقبيل السفر مباشرة لا يمكث بمكة بعده إلا لعارض يسير .

الخطأ الثاني: الخروج من المسجد الحرام بعد طواف الوداع القهقري ( بظهره ) .

وهي بدعة لم يفعلها النبي  ولا أصحابه الكرام .

الخطأ الثالث: التفات بعضهم إلى الكعبة عند باب المسجد الحرام بعد انتهائهم من طواف الوداع


ودعائهم بدعوات كالمودعين للكعبة أو تلويحهم لها وهي أيضاً بدعة .



* وأخيراً أخطاء عامة وشائعة في الحج *

1- التمسح بكسوة الكعبة وجدرانها وحِلق الأبواب ، فإنه لا يجوز التبرك بالشجر أو بالحجر .
2- وقوف البعض تحت ميذاب الكعبة عند نزول المطر للتبرك بالماء النازل منه .
3- استباحة المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام ومقاومتهم للمصلي الذي يحاول دفعهم
4- تلاوة بعض الحجاج أذكار خاصة عند تقبيل الحجر الأسود ، وكذا عند دخول حجر إسماعيل .
5- اتباع الحجاج وتوديعهم عند السفر إلى الحج بآلات اللهو والموسيقى أو استقبالهم بها عند عودتهم وتعليق الزينة والأنوار وغيرها .
6- يقوم البعض بدهان واجهة بيت الذي سافر للحج ونقشه بالصور وكتابة اسم الحاج عليه وبعض آيات القرآن والمراءة بذلك .
7- والبعض يتفاخر على أقرانه أنه حج حجاً سياحياً أو حجاً سريعاً أو حجاً ممتازاً ، فأين الحج المبرور ؟
والرسول  حج عام الحج على رحل رث عليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم ، وكان يخاف من الرياء والسمعة .

- فكان النبي  يدعو ويقول
اللهم اجعله حجاً لا رياء فيه ولا سمعة .
- وقال أنس:
حج النبي  على رحل رث عليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم ،
وقال " اللهم اجعله حجاً لا رياء فيه ولا سمعة " .

فأين هذا ممن يتفاخر على أقرانه بأنه حج حجاً سياحياً أو سريعاً أو ممتازاً ، فأين الحج المبرور الذي ذكره الرسول  الذي هو مطلب المسلم حتى يغفر له ما تقدم من ذنبه .

8- زيارة بعض الآثار على سبيل التعبد ، مثل غار حراء وغيره .

- وقد قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – والأثر ذكره سعيد بن منصور:
إنما هلك من كان قبلك بمثل هذا يتبعون آثار أنبيائهم .

9- التقاط الصور التذكارية وسط الحمام أو عند الأماكن المقدسة ، وقد لعن الله المصورين ، والملائكة لا تدخل بيتاً فيه تصاوير ، والتصوير حرام إلا لمصلحة راجحة ، والحرمة أشد في هذه البقاع المباركة .

10- استعمال المعازف والملاهي في الحج وغيره ، وكذلك مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني وسائر مظاهر الفحش والتفحش .

11- اعتقاد بعض الحجاج أن كلمة حاج أصبحت حقاً مكتسباً لهم عند عودتهم من أداء هذه الفريضة ، ولا ينبغي أن ينادوا إلا بها ولا يلقبوا بدونها .

- وهذا خطأ في الفهم لهذه الفريضة ، بل ولأمور الدين عامة ، فلم يشتهر أنه خوطب بها رسول الله  بعد حجته التي حجها والتي عرفت بحجة الوداع .
كما لم يشتهر عن سلفنا الصالح – رضوان الله عليهم – أنه لقبوا أحداً بالحاج فلان .

فالحج فريضة كالصلاة والزكاة ، وكما أنه لا يقال للمصلي يا مصلي ، ولا يقال للمزكي يا مزكي فكذلك لا يقال للحاج يا حاج .

- وأما إن قيلت على سبيل التوقير والإجلال – وخاصة أن من يحج في الغالب كبار السن فلا بأس في ذلك ، بل هذا الأمر من إعظام الصغير للكبير واحترام الصغير للكبير .
- وتصديقاً لحديث النبي :
إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم .
- وقوله :
ليس منا من لم يرحمنا صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه .


* ومن الأخطاء عن زيارة المسجد النبوي *

1- قصد قبره  عند شد الرحال والسفر .
والصواب: أن يكون القصد عند شد الرحال والسفر زيارة المسجد نفسه ، ثم إذا أتيت المسجد وصليت فيه شرع لله زيارة قبره  فليس لك أن تزور القبر عند أول دخولك المسجد ، وكأنك ما أتيت إلا لذلك ، بل الصواب ما ذكر .

2- وقوف بعض الزائرين أمام القبر في غاية الخشوع واضعاً يده اليمنى على اليسرى كهيئته في الصلاة .

3- استقبال القبر عند الدعاء والتوسل والاستغاثة به  .

4- التمسح بالجدران وقضبان الحديد وتقبيل القبر وكل ذلك .

5- قصد القبر بالزيارة بعد كل صلاة لنهيه  عن ذلك:
لا تتخذوا قبري عيداً وصلوا عليَّ حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني .

6- الخروج من المسجد النبوي القهقري عند الانصراف .

7- قصد بعض الناس الذهاب إلى بعض المزارات كالمغارات في جبل أحد ومثلها في غار حراء وغار ثور بمكة وربط الخرق عندها .

8- زيارة بعض الأماكن التي يزعمون أنها من آثار النبي، كمبرك الناقة وبئر الخاتم أو بئر عثمان، وأخذ التراب من هذه الأماكن للتبرك بها، وكل ذلك لا يجوز .

9- دعاء الأموات عند زيارة مقابر البقيع ومقابر شهداء أحد ورمي النقود عندها تقرباً للمقبورين وتبركاً بأهلها.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تنبيه: استفدت كثيراً من كتاب أخطاء الحجاج والمعتمرين للشيخ عثمان إبراهيم.

كتاب :الآخطاء التي يفع فيها الحجاج والعمار
المؤلف ندا أبو أحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 1:00 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

احكي لهم قصــة الفـداء ..



ليس هناك جزاء بغير عمل ، ليس هناك ثواب بغير طاعة ، ليس ثمة كسب بغير بذل أو عناء

هكذا هي الحياة وهكذا هو اختبار الدنيا..

وهذا ديننا"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"الآية 97النحل

لعلك تترددين في أن تتحدثي مع أولادك عن قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجه السيدة هاجر رضي الله عنها وولده إسماعيل عليه السلام ، وقد ترين أن الحديث عن الفداء والذبح حديث يناسب أطفال الطفولة المتأخرة ، إلا أن هذه القصة ترتبط بشعيرة من شعائر الإسلام وفريضة من فروضه وركن من خمسة أركان هي أركان الإسلام العظيم..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هذه القصة ترتبط بمراسم عيد الأضحى وتقديم الأضحية وإطعام الفقراء..


هذه القصة حافلة بالقيم التربوية النبيلة والمعاني العظيمة التي تنتظر من يكشف مكنونها ليطرحها على عقول وقلوب الصغار..

ليست قصة الذبح بل قصة الفداء ،

قصة الإذعان لأمر الله

قصة التضحية بالغالي والنفيس في سبيل مرضاة الله..

قصة العلو حتى على أقوى عاطفة وأرفع منزلة وهي عاطفة الأبوة والأمومة

بل وقصة العلو على غريزة حب الحياة للإذعان لقضاء الله..


هكذا جسدت هذه العائلة المباركة تلك القيم ، وهكذا توالت عليها الاختبارات والأحداث والمواقف التي تؤكد علو القيم الإيمانية على القيم الدنيوية..

فإذا كان خليل الله قد أذعن في أول الأمر لأمر الله تعالى وترك زوجه وفلذة كبده في قلب صحراء خاوية لا زرع فيها ولا ماء ، وأسلمت زوجه لإرادة الله ومشيئته يقيناً منها أن الله لا يضيع عبداً تقياً متوكلاً ، فقد كان الاختبار الأعظم والامتحان الكبير حين أمر خليل الله صلى الله عليه وسلم بذبح ولده إسماعيل بعد أن شب غلاماً يافعاً وكانت تفاصيل القصة التي نتعلمها كمسلمين..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



القيم التربوية في قصة الفداء:

لقد حفلت هذه القصة بالقيم التربوية التي يمكنك غرسها للأبناء ومنها:


- الجزاء يتبع العمل : فالجزاء ثمرة العمل ، والجنة موعد المتقين المخلصين ، ليس المتكاسلين أو الخاملين فمن أراد الفوز في الدنيا والآخرة فعليه بالسعي والعمل وبذل الطاعات والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل مرضاة الله ، هكذا علمنا نبي الله إبراهيم حين ترك زوجه وولده الرضيع مرة وحين أذعن لأمر الله بذبح ولده مرة أخرى ، لينجي الله ولده ويفديه بذبح عظيم لتكون هذه الفرحة هي فرحة تمتد وسنة تتبع بين المسلمين ونسك يتم به ركن الحج الأعظم ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..


- تمنى ولكن عليك بالسعي أولاً : فرضاها بأمر الله درس تحفظه الأجيال وخطاها أثر اختط فوق الرمال وسعيها بين الجبال صار نسكاً يتعبد به البشر وإن طال الزمن ، فأي معنى عظيم وأي نموذج رائع ضربته لنا السيدة هاجر رضي الله عنها ليس فقط بعظيم إيمانها ولكن بقوة عزمها وطول سعيها وصدق أمومتها..


- طاعة الوالدين ومعاونتهم على طاعة الله عز وجل ، فهكذا كان الأب الخليل إبراهيم مؤمناً صابراً وهكذا كان الولد إسماعيل معيناً محتسباً مستسلماً ، ولم يكن يستسلم فقط لأمر ربه بل كان نعم الولد في عون أبيه على الدوام ؛ فعندما أمر الله تعالى نبيه إبراهيم أن يبني البيت الحرام أعانه إسماعيل عليه السلام على ذلك فكان يأتي بالحجارة ويناولها إياه وفي محكم التنزيل: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ } [البقرة :127]. فلما شب اختبره الله سبحانه فيه فرأى أنه يذبحه "ورؤيا الأنبياء وحي" فامتثلا لأمر الله في ذلك طاعة وثقة فيه سبحانه، فجعل لهما مخرجًا وفداه الله سبحانه بكبش عظيم ، وعندما هم سيدنا إبرهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل عليه السلام قال الولد لأبيه : يا أبت اشدد وثاقي كي لا أضطرب و اجمع ثيابك حتى لا يصل إليها رشاش الدم فتراه أمي فيشتد حزنها , و أسرع إمرار السكين من حلقي ليكون أهون للموت علي ، و إذا لقيت أمي فأقرأها السلام. ولكن أمام هذه الطاعة وهذا الإذعان وهذا العون نجد المكافأة والنجاة من السماء بفدو سيدنا إسماعيل الابن البار لهذا الأب الطائع..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- الله لا يضيع عباده المتقين: فلا يجب أن يقنت العبد من رحمة ربه ولا ييأس من نيل رضاه واستقبال فيوضاته ، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}..إذن فالوسيلة هي التقرب لله بالطاعة والتضرع له بالدعاء فإنه قريب مجيب الدعاء..



- لا تنسوا أن تذكِروا أولادكم بواجباتهم الإيمانية في عيد الأضحى بالمشاركة في صيام يوم عرفة والإكثار من الدعاء في هذا اليوم العظيم ، والمشاركة في صلاة العيد ، والمساعدة في توزيع الأضحية على الفقراء والمساكين ، وزيارة ذوي القربي والأصدقاء للتأكيد على صلات الأرحام ، والاستمتاع بفرحة العيد دون اقتراف معصية أو خطأ مما سيباركه الله عز وجل ويجزي به.




احكي لهم قصــة الفـداء ..



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 1:51 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخواتي/ اخواني في الله
هذه أعمال وطاعات أثبتي عليها لما بعد شهر رمضان شهر المغفره والرحمات


بعد رمضان.. احذروا من العجب




نبذة :

ربما تعجبكم أنفسكم بما قدمتموه خلال رمضان.. فإياكم ثم إياكم...


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





بعد رمضان... استمر في الطاعة




نبذة :

لا تعبد الله في شهر دون شهر... في مكان دون مكان... العبادة وقراءة القرآن ليست قاصرة على رمضان وحده...


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]












بعد رمضان... عليكم بالاستغفار




نبذة :

أكثروا من الاستغفار فإنه ختام الأعمال الصالحة...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 1:53 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الثبات بعد رمضان

نبذة :
فإلى كل من يخشى على نفسه العودة للغفلة والوقوع في وحل المعاصي بعد رمضان .. دونك هذه الوصايا:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحمدلله وكفى والصّلاة والسّلام على النّبيّ المصطفى وبعد:

ها هو رمضان قد فارقنا بعد أن حلّ ضيفًا عزيزًا غاليًا علينا لمدة شهرٍ كاملٍ، ولكن هل تركنا رمضان وهو راضٍ عنّا، أم رحل وهو يبكي حسرةً علينا وعلى أحوالنا؟!!، فحتّى لا يضيع منّا رمضان مثل كلّ عامٍ ويكون مجرد لحظاتٍ جميلةٍ نقضيها على مدى شهرٍ ثمَّ بعدها ينتهي الأمر، وجب علينا أن نقف وقفة محاسبةٍ ومُعاتبة مع النّفس، ونضع خطةً إيمانيَّةً لكي نستمر على الطّاعات بعد رمضان، فتُحدد أهدافنا الإيمانية الّتي سنعمل على تحقيقها من شوال حتى رمضان القادم إن شاء الله.

فإلى كل من يخشى على نفسه العودة للغفلة والوقوع في وحل المعاصي بعد رمضان.. دونك هذه الوصايا:


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



هل قُبِلَ منا رمضان أم لا؟!

أولًا: نحمد الله أن وفقنا لبلوغ رمضان وصيامه وقيامه، ولكن لا نغتر بعبادتنا؛ فالسّلف كانوا يحملون همّ القبول وكانوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم، فالسّؤال هنا... هل ضمنّا القبول؟!، وهل تحقق الهدف من الصّوم؟!

قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، فالهدف من الصّوم هو التّقوى، فإذا تحققت فيك التّقوى مع نهاية الشّهر فهذا علامة القبول بإذن الله -تعالى-.

احذر مكر الشّيطان المُصفد:

فهو أعدى أعدائك وقد مُنع من كيده لك طوال شهر رمضان، فسيعود بكلّ حقدٍ وغِلٍّ لكي يوقعك بعده من خلال ثلاثة طُرق:

1- أن يوقعك في الذّنوب والتّقصير لكي تيأس: فعليك أن تستدرك ما فاتك.. إذا أوقعك في ذنبٍ، استدركه بالاستغفار والاستعاذة بالله من الشّيطان الرّجيم.

2- الإعجاب بالعمل لكي يحبط: كما قال الله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25]، فيجعلك تكتفي بالأعمال الّتي قمت بها في رمضان ولا تزد عليها، فاحذر!

3- الغرور وطول الأمل: قال الله -تعالى-: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا} [النّساء: 120].



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


إيّاك وفتور العزيمة:

يجب أن نتفق على أن نلتزم بخمسة أشياء بعد رمضان ولا نفرط فيها بأيّ حالٍ من الأحوال؛ حتّى نحافظ على تثبيت الإيمان في قلوبنا:

1- حافظ على الصّلوات الخمس جماعةً وخصوصًا صلاة الفجر.

2- اجعل لك وردًا يوميًّا ثابتًا لقراءة القرآن.

3- اجتهد على أن تحافظ على الأذكار اليوميَّة وتستغل وقت فراغك بذكر الله.

4- اختر من يعينك على طاعة الله؛ فالمرء على دين خليله والأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتّقين.

5- خصص وقتًا للدّعاء: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، واسأل الله أن يثبتك على الطّاعة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



آفاتٌ عليك أن تسعى لتطهَّير نفسك منها:

عليك أن تُحدد ثلاث آفات وعاداتٍ سيئةٍ تعاني منها.. وتحدد لها برنامجًا عمليًّا دقيقًا للتّخلص منها خلال الفترة القادمة، وتتضرع إلى الله -عزَّ وجلَّ- كي يُخلصَّك من هذه الذّنوب والآفات.. ومن الآفات الّتي عليك أن تسعى لتطهَّير نفسك منها:

- التّكاسل عن الطّاعة: فإذا عَلِمَت إنّك متكاسلٌ عن الطّاعة كما قال الله -تعالى-: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى} [النّساء: 142]، فاشحذ همّتك وجاهد نفسك على ترك الكسل كي لا تكون ممن يتصف بالتّكاسل عن الصّلاة.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



- التباطؤ في الطّاعات.

- الشُحّ: وقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ولا يجتمع الشّحُّ والإيمان في قلب عبدٍ أبدًا» [رواه النّسائي 3110 وصححه الألباني]، وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ثلاث مهلكاتٌ، وثلاث منجياتٌ، وثلاث كفاراتٌ، وثلاث درجاتٌ، فأمّا المهلكات: فشحٌّ مطاع» [حسنه الألباني2607 في صحيح التّرغيب]، فخِف على نفسك واحذر من هذا المهلك.


- الرّياء: قال النّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر الرّياء، يقول الله عزَّ وجلَّ إذا جزى النّاس بأعمالهم: اذهبوا إلى الّذين كنتم تراؤون في الدّنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء» [صححه الألباني 32 في صحيح التّرغيب].

- الغفلة.. وهي السّبب في الطّبع الّذي يحدث على القلب، وعلاجها في :
1- التّعرف على الله بأسمائه وصفاته.
2- الخوف من عدم القبول، وهو طريقك إلى القبول.
3- الثّبات على الطّاعات بعد رمضان : قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنّ لكلّ عمل شرّة، ولكل شرّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنّتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» [رواه ابن خزيمة 2105 وصححه الألباني].


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



المداومة على الطّاعات

إنّ المحافظة على الطّاعات من صفات عباد الله المؤمنين، وهي وصية الله -تعالى- للأنبياء، قال -سبحانه-: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]، فاحرص على المداومة عليها ولو كان العمل قليل، فإن يحب العمل المتصل لا المنقطع حتى لو كان كثير، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يا أيُّها النّاس! عليكم من الأعمال ما تطيقون. فإنّ الله لا يملّ حتى تملّوا. وإن أحبّ الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل» [رواه مسلم 782].

وماذا بعد رمضان

كان ذلك الشّهر موسمًا عظيمًا من مواسم الخير والطّاعة فإنّ الزّمان كلّه فرصةٌ للخير والتّزود للدّار الآخرة، فعليك أيُّها المسلم أن تواصل أعمال الخير من الصّلوات والصّيام والصّدقة والذّكر وقراءة القرآن وسائر القربات. فإنّ من علامة قبول العمل اتباع الحسنة بالحسنة.. فبادر بالعمل قبل حلول الأجل، واغتنم حياتك وشبابك وفراغك بالأعمال المشروعة، فاحرص على فعلها وتحقيقها.. منها:

- صيام التّطوع: إنّ الصّيام من أفضل القربات إلى الله، بل تكفل -سبحانه- بمجازاته، بل إن صيامك التّطوعي يباعدك عن النّار، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ما من عبدٍ يصوم يومًا في سبيل الله. إلا باعد الله، بذلك اليوم، وجهه عن النّار سبعين خريفًا» [رواه مسلم 1153]، فمن أيام الصّوم التّطوعي: صيام يومي الاثنين والخميس، وصيام شهر المحرم، وصيام يوم عاشوراء، وصيام شهر شعبان، وصيام يوم عرفة، وأفضلها صيام يوم وإفطار يوم.



- الورد اليوميّ: اجعل لك وردًا يوميًّا لقراءة كتاب الله بقراءة أربع صفحات بعد كلّ صلاةٍ لتحصل على ختمة للقرآن في شهرٍ. قال الشّيخ ابن باز: "فالإنسان يقرأ ما تيسر، إذا قرأ في يوم ثمن، وفي يوم ثمنين، وفي يوم آخر جزء، نصف جزء، على حسب التّيسير، ليس في هذا شيءٌ محدودٌ، يقرأ ما تيسّر له صفحة صفحتين ثلاث أربع نصف جزء، جزءًا كاملًا حسب التيسير، ولكنّه لا يغفل ولو ختم في الشّهر مرّةً أو الشّهرين مرةً كلهّ لا بأس به، والحمد لله".

- احفظ لسانك: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- قال: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتّق الله فينا، فإنّما نحن بك، فإنِ استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» [رواه التّرمذي 2407 وحسنه الألباني]، قال الشّيخ ابن باز: "إنّ الله -جلّ وعلا- أوجب على عباده حفظ ألسنتهم مما حرم عليهم، قال -سبحانه-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، فالواجب على المؤمن حفظ اللسان عما حرم الله: من الغيبة والنّميمة والسّباب والكذب وقول الزّور، فليس المؤمن بالطّعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".


- حسن الخُلق: سُئل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم عن أكثر ما يدخل النّاس الجنّة؟ فقال: «تقوى الله وحسن الخلق» [رواه التّرمذي 2004 وصححه الألباني].

- زيارة المريض: قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- : «ما من مسلمٍ يعود مسلمًا غدوةً؛ إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاد عشيةً؛ إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنّة» [صححه الألباني 3476 في صحيح التّرغيب].

- وصية الحبيب: احرص على تطبيق وصية الحبيب والمحافظة عليها، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: «أوصاني خليلي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بثلاث لا أدعهنّ في سفر ولا حضر: ركعتي الضّحى، وصوم ثلاثة أيام من الشّهر، وأن لا أنام إلا على وتر» [رواه أبو داود 1432 وصححه الألباني].

- طريقة لدخول الجنّة: هذه أسهل طريقة لدخول الجنّة، احرص على تطبيقها مرّة في الأسبوع أو الشّهر.. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنّة» [رواه مسلم 1028].

- حافظ على السّنن والرّواتب: احرص على السّنن الرّواتب التّابعة للفرائض: وهي ثنتا عشرة ركعة: أربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر. قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي لله كلّ يومٍ ثنتي عشرة ركعةً تطوعًا، غير فريضة، إلا بني الله له بيتًا في الجنًة أو إلا بني له بيت في الجنّة» [رواه مسلم 728].

- دأب الصّالحين: لا تنس حظك من الليل فقد قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «وأفضل الصّلاة بعد الفريضة صلاة الليل» [رواه مسلم 1163]، وصلاة الليل تشمل التّطوع كلّه والوتر. وأقل الوتر ركعة، وأكثره إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، وتجوز الّزيادة في قيام الليل على ذلك لحديث: «صلاة الليل مثنى مثنى» [متفقٌ عليه].

- استبدلها: اجعل حياتك الآن للأفضل وسارع بها للخير واستبدلها، استبدل الأغاني بالقرآن، استبدل عقوق الوالدين بالبرّ، استبدل السّيجارة بالسّواك، استبدل قطيعة الرّحم بالوصل، استبدل الكبر بالتّواضع، استبدل تضييع الصّلاة بالمواظبة عليها بالمساجد، استبدل الإساءة بالإحسان، استبدل الكراهية والحقد بالمحبة، استبدل البخل بالتّصدق، استبدل واستبدل واستبدل.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عشر وصايا للشّيخ ابن جبرين -رحمه الله- لما بعد رمضان

بسم الله الرّحمن الرّحيم.. إليك أخي عشر وسائل للمداومة على العمل الصّالح بعد رمضان:

1- أولًا وقبل كل شي طلب العون من الله -عزّ وجلّ- على الهداية والثّبات، وقد أثنى الله على دعاء الرّاسخين في العلم {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: ].

2- الإكثار من مُجالسة الصّالحين والحرص على مجالس الذّكر العامّة كالمحاضرات، والخاصّة كالزّيارات.

3- التّعرف على سير الصّالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة، وخاصة الاهتمام بسير الصّحابة فإنّها تبعث في النّفس الهمّة والعزيمة.

4- الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ، وزيارة التّسجيلات الإسلاميَّة بين وقت وآخر.

5- الحرص على الفرائض كالصّلوات الخمس وقضاء رمضان، فإنّ في الفرائض خيرًا عظيمًا.

6- الحرص على النّوافل ولو القليل المُحبب للنّفس، فإنّ «أحبّ الأعمال إلى الله -عزّ وجلّ- أدومه، وإن قل» [رواه النّسائي 761 وقال الألباني: حسنٌ صحيح] كما قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

7- البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصّلوات والنّوافل.

8- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنّه عملٌ يسيرٌ ونفعه كبيرٌ يزيد الإيمان ويُقوي القلب.

9- البعد كل البعد عن مفسدات القلب: من أصحاب السّوء، والقنوات المفسدة للأخلاق والعقول، والاستماع للغناء والطّرب والنّظر في المجلات الخليعة.

10- وأخيًرا أوصيك أخي الحبيب بالتّوبة العاجلة.. التّوبة النّصوح الّتي ليس فيها رجوعٌ إلى المعصية بإذن الله، فإنّ الله يفرح بعبده إذا تاب أشدَّ الفرح.

أخي المبارك.. لا تكن من أولئك القوم الّذين لا يعرفون الله إلا في رمضان فقد قال فيهم السّلف: "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان". وداعًا أيُّها الحبيب إلى رمضان آخر وأنت في صحةٍ وعافيةٍ واستقامةٍ على دين الله إن شاء الله. هذه وصايا قيمةٌ مفيدةٌ لمن قرأها وعمل بها فنوصي بنشرها والحرص على تطبيقها رجاء الانتفاع والتّلذذ بالعبادة.

قاله وكتبه عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عضو الإفتاء 13/10/1415هـ

مع سماحه الشّيخ: صيام السّت من شوال

قال سماحة الشّيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله تعالى-: "ثبت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلًّم- أنّه قال: «من صام رمضان ثمّ أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدّهر» [أخرجه الإمام مسلم 1164 في الصّحيح]. وهذه الأيام ليست معينة من الشّهر بل يختارها المؤمن من جميع الشّهر، فإذا شاء صامها في أوله، أو في أثنائه، أو في آخره، وإن شاء فرقها، وإن شاء تابعها، فالأمر واسع بحمد الله، وإن بادر إليها وتابعها في أول الشّهر كان ذلك أفضل؛ لأنّ ذلك من باب المسارعة إلى الخير، ولا تكون بذلك فرضًا عليه، بل يجوز له تركها في أيّ سنّة، لكن الاستمرار على صومها هو الأفضل والأكمل؛ لقول النّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أحبّ العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه، وإن قل» [رواه مسلم 782] والله الموفق".


سلسلة العلامتين




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 1:54 pm

تأملات في آيات :
يقول الله تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{112} وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ{113} وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{114} وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{115} فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ{116} وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ{117} وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{119} وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ{120} وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ{121} وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ{122} وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{123}) سورة هود

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1- قول الله تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته التابعين له بالإستقامة ، والأمر للوجوب ، فالإستقامة واجبة بنص القرآن ، وفي حديث سفيان بن عبد الله رضي الله عنه لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم : قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ؟ قال له : ( قل : آمنت بالله ثم استقم )

2- قوله تعالى (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ذكرت الآية سبب من أعظم أسباب ترك الاستقامة أو من أعظم أسباب انتكاسة المستقيمين وهو الركون إلى الذين ظلموا أي الميل إلى الرفقة السيئة ومصاحبتهم وموافقتهم على ما هم عليه والرضى بفعلهم والنتيجة : أنه يتخذهم أولياء من دون الله فينتكس أو لا يستقيم أصلا ، وهم لن ينفعوه وينصروه بشيء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

3- قوله تعالى (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) ذكرت الآية الكريمة سبب من أعظم أسباب الثبات على الإستقامة على دين الله وهو إقامة الصلوات المفروضة كاملة ، بمعنى : أداؤها في أوقاتها بخشوع وخضوع وتدبر لله رب العالمين ، وليس المقصود تأديتها بحركات القيام والقعود والركوع والسجود دون وجود الروح فيها والخشوع والخضوع ، فإذا أقيمت الصلاة كما أمر الله تكون ناهية عن الفحشاء والمنكر وحينئذ تكون من أعظم أسباب الثبات على الاستقامة
(أتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
{45}
) سورة العنكبوت

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

4- قوله تعالى (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) وهذا سبب عظيم آخر للثبات على الإستقامة وهو الصبر على طاعة الله ، فليس طريق الاستقامة ودخول الجنة هدية مقدمة على طبق من ذهب بل هو طريق محفوف بالمكاره والعقبات والأشواك وفي الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ( حفت الجنة بالمكاره ... ) فلا بد من الصبر على طاعة الله والصبر على ما سيلاقي في الشارع من الناس والصبر على الأصدقاء مع الفرار من صديق السوء والصبر على زملاء العمل والصبر عن النظر الحرام والسماع المحرم فهي بوابات للإنتكاسة فمن صبر ظفر ، وما هي إلا فترة من الزمن حتى يعوضه الله على مرارة الصبر بحلاوة طعم الاستقامة والثبات عليها ، وكذلك بيأس الرفقة السيئة أن ينالوا منه ، وأيضا الشعور الداخلي بكراهية المعصية وحب الطاعة وهي نعمة عظيمة جدا ويا سعادة من وجدها في حياته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

5- قوله تعالى (فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ )
وهذا سبب عظيم أيضا من أعظم أسباب الثبات على الاستقامة وهو الدعوة إلى الله تعالى ، الدعوة إلى الدين الحق ، الدعوة إلى المنهج السليم الواضح ، الدعوة إلى السنة الصحيحة ، فمن استقام في نفسه ثم دعى قومه إلى الخير بأي وسيلة تيسرت له ( وما أكثرها ) فليعلم أنه بَعُد من الشيطان ورفقاء السوء وهيهات لهم أن ينالوا منه مادام مخلصا مع الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


6- قوله تعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )

تأكيد أن الدعوة إلى الله وبذل الجهد في أن يصلح الإنسان نفسه ويجتهد في إصلاح بيته وأهله وعشيرته وبذل الجهد في إصلاح ما استطاع من أحوال الناس : أن كل ذلك من أعظم أسباب الثبات على الإستقامة ، وليتأكد أنه هو أول الناجين من الهلاك الدنيوي ، وأما أجر الآخرة فهو أعظم للمستقيمين

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ )

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


7- قوله تعالى (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{118}

إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
)

وعيد شديد ينتظر من لم يستقم على شرع الله فالحذر الحذر ، وهو سبب عظيم من أسباب الثبات على الإستقامة على شرع الله وهو أن الإنسان يخاف من المصير المحتوم ومن الجزاء بعد الموت ومن النار فلذا تراه محافظا على استقامته إلى الممات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

8- قوله تعالى (وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) وهنا سبب من أسباب الثبات على الاستقامة على شرع الله وهو قراءة قصص الأنبياء والمرسلين وهم أعظم المستقيمين على شرع الله وكيف ثبتوا ؟ وكيف صبروا على ما لاقوا من أذى واستهزاء وسخرية حتى لقوا ربهم فليثبت المستقيمون كما ثبت الرسل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


9- قوله تعالى (وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ{121} وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ{122} وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )
ختم الآيات الكريمة بالأمر بالعبادة والتوكل على الله ، وهو تأكيد على وجوب الإستقامة والإعتماد على الله ودعائه بالثبات على الاستقامة ، وهو من أعظم أسباب الثبات عليها ، وقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويتلخص لنا مما سبق ما يلي :

1- وجوب الإستقامة على دين الله

2- من أعظم أسباب ترك الإستقامة أو الانتكاسة :

( الرفقة السيئة ) وتأمل كيف بدأ الله به في الأسباب ، وكيف ذكره هو وحده لعظم مصيبته وتأثيره الشديد

3- أسباب الثبات على الإستقامة :

• إقامة الصلاة بخشوع وخضوع وحضور قلب

• الصبر على طاعة الله ، والصبر عن معصية الله ، والصبر على مشقة طريق الإستقامة



• الدعوة إلى الله تعالى

• الخوف من الموت وما بعده ، ومن القيامة وأهوالها ، ومن النار وجحيمها ، وهذه تدفع الإنسان إلى الثبات على الإستقامة

• دعاء الله تعالى كثيرا بالثبات على الإستقامة

• قراءة قصص الأنبياء والمرسلين وهم أعظم المستقيمين على شريعة الله وليكونوا قدوة للمستقيمين في الثبات حتى الممات 0
والله أعلى وأعلم







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 1:55 pm



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]









[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]








[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 1:57 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم

وبعد فإنك تعيش الآن... أيام الذاكرين


قال الله جل جلاله: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أيام مَعْلُومَاتٍ} [الحج : 28]...

فأين الذاكرون؟!، أين المبتهلون والمتضرعون؟!

إننا وللأسف الشديد نعاني من انعقاد اللسان عن تملق الله جل جلاله!!

للأسف: أعاجم في الكلام مع رب العالمين!!

بينما تري الواحد من السلف يرفع يديه بالدعاء من العشاء إلى الفجر, وتبلغ همة أحدهم في تلاوة القرآن أنه يختم مرتين في اليوم الواحد, وبعضهم كان يحتبي الحبوة فيختم فيها ختمة!!

أين أنت من ذلك؟!

إنك إذًا تحتاج تمارين...

تمارين الذكر والدعاء:

تمارين الذكر:

إنها أيام ذكر، فأنت تحتاج أن تضرب رقما قياسيا في الباقيات الصالحات:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الكلام: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»
[صححه الألباني]،
وفي رواية: «أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا يضرك بأيهن بدأت»
[صححه الألباني]،
وقال صلى الله عليه وسلم: «خذوا جنتكم من النار؛ قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات، ومعقبات، ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات»
[صححه الألباني].

إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات»
[رواه النسائي وصححه الألباني].

إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في قول سبحان الله وبحمده:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر من سبحان الله وبحمده فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل»

[قال الألباني صحيح لغيره].

إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في الحوقلة:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها من كنز الجنة»
[صححه الألباني].

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أما عن تلاوة القرآن.. وقيام ليالي العشر..

فإن كان السلف – يا سلفي! – يسمون شهر شعبان (شهر القراء)، وكانوا يغلقون فيه متاجرهم ويقبلون فيه على مصاحفهم، فما ظنك بأفضل الأيام؟!

هيا.. بدد وهم الفتور بعد رمضان، وعد إلى ختماتك المتتابعة التجارية السريعة، نافس الحجيج، سابق عقارب الساعة، سارع قبل ما بقي من الأيام العشر..

فإن الله جل جلاله لن يسمع منك أكرم عليه من كلامه عز وجل؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن؛ فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض»
[حسنه الألباني].


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تمارين الدعاء:

من أنت إن لم تكثر الدعاء؟!

{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}
[سورة الفرقان: 77].

سبحان الله؛ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة»

[رواه الترمذي وأبو داود، وصححه الألباني]


وسبحان الله؛ إن من أسباب استجابة الدعاء: الدعاء!!؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء»
[رواه الترمذي، وحسنه الألباني]



وأظنك تعرف جيداً فضل الدعاء.. وما بقي عليك العمل..

هذه طائفة من أدعية القرآن الكريم والسنة المطهرة و مناجاة السلف الصالح وتضرعهم.. درب نفسك عليها كل يوم قبل المغرب, وفي السحر، تنفع يوم عرفة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

استعن على كل ما سبق:

1- بصيام التسع: فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم صيام تسع ذي الحجة فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس
[أبو داود، وصححه الألباني].

2- وبالخلوة قال الله جل جلاله {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}

[سورة المزمل: 8]،

أليس من العمل الصالح: «انتظار الصلاة بعد الصلاة»،
ألم يسم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (رباطاً) «فذلكم الرباط، فذلكم الرباط»

[رواه النسائي، وصححه الألباني].

. إذًا فصل الفجر في المسجد، ثم ابق منتظراً صلاة العشاء.

3- وبمخالفة الهوى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها..»،

فاستغل كثير من الإخوة النص العام - "العمل الصالح" - في اتباع الهوى، فبقي كما هو لا يتفرغ ولا يتبتل، ويقول: إنما هي أيام العمل الصالح، ولم يحدد لنا فيها شيء.. وأنا أمارس حياتي وأنوي أن ذلك من العمل الصالح!!!



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهذا من اتباع الهوى؛ لأنه لو فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بفهم السلف، ونظر في حالهم، لعلم أن أنسب عمل لأفضل الأيام.. هو أفضل الأعمال، وهو الذكر بلا شك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم»، قالوا: "بلى"، قال: «ذكر الله تعالى»

[رواه الترمذي، وصححه الألباني]،

وقوله صلى الله عليه وسلم: «واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة»
[رواه ابن ماجه، وصححه الألباني] يؤكد أفضلية الذكر لقوله الله جل جلاله:

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِيْ}

[سورة طه: 14].

إنها أيام ذبح فاذبح هواك قال الله جل جلاله:
{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة القصص: 50].

واجب الموقع أيضاً في الأيام العشر: الاستعداد للأضحية:




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أين ستصلي العيد؟

لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً، لما رضي أن تصلي معه العيد؛ إن كان لك سعة ولم تضح؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا»
[رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني].

إلى متى ستظل متفرجاً على الذين يضحون؟ أيفوتك الحج.. ثم لا تصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

إخوتي في الله..

إن كلمة "من كان له سعة" لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتملص من الدين!!، وإنما لرفع الحرج عن غير المستطيع، ثم إنها ترفع همم الذين يتوقون لما لا يطيقون مما يرضي الله عز وجل:

{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ}

[سورة التوبة: 92].

كم استدنت من أجل الدنيا، ولم تسأل عن حكم الاستدانة؟... ها هو الإمام أحمد يُجوِّز الاستدانة للأضحية..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يا أخي ضحِّ .. إن اسمها: "أضحية"...

واجب الربانيين أيضاً في الأيام العشر: دعوة الدنيا لتكبير الله عز وجل:

نشيدنا، وبهجتنا.. عزنا، وبلسم جراحنا..

الشبه الذي بيننا وبين أهل الجنة.. أنهم في عز عيدهم، {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ}

[سورة يونس: 10]،

«يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون أنتم النفس»

[صححه الألباني].

فأهل الجنة يأكلون ويشربون ويسبحون، وعيدنا: «أكل وشرب وذكر» [صححه الألباني].

كبِّروا.. كبِّروا.. واعلموا أنكم تكبرون بمناسبة أنكم مسلمون!!... {لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [الحج: 37]



وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

[b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 2:03 pm


هي قادمه فاستعدو

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


هي قادمة فاستعدوا

صباح الضامن

تلوح لي




جميلة تبرق بين الثنايا في دنيانا


تقترب بهمس تلقي بنوار الأماني في حقلي


أصافحها بدمع شجي


شتاء نحن وكيف أزرعك !


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




وتقترب..


أكثر , أرقب أنفاسها توقد من وهج العزم وتقول أنا قادمة بنواري بزهري بثمري من بين الابيضاض الحافل المحفتل من بين زوابع النفوس اضطرابا وقلقا من بين سكب الذهب ورقائق الفضة ورنين الثراء أنا قادمة وتختلج الأضلع حنينا وتشفق من فرار النبضات في ردهات الأفول والوهن


وأخاطبها بإشفاق أن تفر مني


وأداريها عن صخب العمر وهتافات الجوارح


وأسلمها لقلب يحدث برفق ويخطو بوجل ويستمع لمناجاة الحنين .



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





أنا قادمة


فالتوق للعالم الذي إليه تقودين بشذرات الحب والخلود مهيأ فيا نفس لا توصدي بوابات الأعمار لها فهي قادمة وفي ذراعيها ألف طواف وألف مسعى وألف ألف صلاة وفي جناحيها طيب اللقيا و رفقة الذكريات لمن بنى اليقين في خلف وسلف .



أنا قادمة


بلا خفوت ولا علو


برقة ألتقي مع السبحات والسجدات والتبتلات أنا قامة أيام وآتي فاستعدي .



فافتحي يا دنيا لها مدنك الضاجة


وتزيني برمال صفر وخضر وبيض سرادق الوجود فقد اقتربت .


هي أيام فضل فلا توصدوا أبوابها كل يوم تحمل بين الثواني أثمن الهمسات فاقتربي نهمس سويا نطوف بقلب وإن بعد عن مكان فنبضه فيه .

ونسعى لخير بجارحة وإن نأت عنا الديار فأنامل العطاء بطيب فعلها فيه .

ونصلي سجودا في رحاب حرمك بليل أخاله نهار الساجدين والتسبيح فيه .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]







فيا أيام شهر فضيل أقبلي

ويا نفسي استعدي فما هي إلا أيام..

قشيب اللفظ لا يسعف

وجميل الفعل تهادى ليخبر

فاستعدي ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 2:07 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



بطاقات رائعه عن فضل عشره ذي الحجه
أتمنى لكم طيب الإطلاع والفائده



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




تابعوااااا من فضلكم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 2:09 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


اقتباس :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اقتباس :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 2:12 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





إخواني

أود أن أضع لكم هذا الموقع المميز والشامل للأيام المعلومات
وفيه ما فيه من أحكام شرعيه مهمه لكل حاج وحاجه
رززقنا الله وإياكم الحج والعمره لأعوام مديده
اللهم آمين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[i][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ . فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .

إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " رواه البخاري ( 969 ) والترمذي ( 757 )

واللفظ له وصححه الألباني في صحيح الترمذي 605 ومن العمل الصالح في هذه الأيام ذكر الله بالتكبير والتهليل ، صفات التكبير :

الأول : " الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد " الثاني :

" الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "

الثالث : " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد " .

والأمر واسع في هذا لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة


هذا ملف الحج لعام 1432هـ قمنا فيه باختيار أهم الفتاوى التي يكثر السؤال عنها مع وضعتصنيفات لها سهلة
الاستطاعة المالية
الاستطاعة الجسدية
التوكيل ليحج عنه

في أمان الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 2:16 pm

هكذا حج الصالحون والصالحات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



هكذا حج الصالحون والصالحات


د/ علي بن عبد الله الصياح


أعظم ما يلمس من هذه الآثار الواردة
عن الصالحين في الحج

أعظم ما نلمس في هذه الآثار الواردة في الحج:

أ- عناية السلف بالتوحيد... ونبذ الشرك:

نعم لا فائدة من حج لا يقوم على التوحيد.. ونبذ الشرك.. وفي كتاب الله «سورة الحج»، كلها تتحدث عن التوحيد والعبادة، ونبذ الشرك بجميع صوره، وتنعى على أولئك الذين يعبدون غير الله تعالى، أو يدعون من دونه ما لا يضرهم، ولا ينفعهم، بل يدعون من ضره أقرب من نفعه.

إن من يقول - وهو متلبس بشعيرة من أعظم الشرائع - «مدد يا رسول الله» أو «مدد يا علي».. أو يذبح لغير الله، ويتوسل بالأولياء والصالحين.. ويدعوهم من دون الله.. لم يستشعر أن الحج شرع في الأصل لتوحيد الله عز وجل قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
[الحج: 26].

ففي هذه الآية الكريمة «يذكر تعالى عظمة البيت الحرام وجلاله، وعظمة بانيه وهو خليل الرحمن فقال: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ) أي هيأناه له، وأنزلناه إياه، وجعل قسما من ذريته من سكانه، وأمره الله ببنيانه، فبناه على تقوى الله، وأسسه على طاعة الله، وبناه هو وابنه إسماعيل، وأمره أن لا يشرك به شيئا، بأن يخلص لله أعماله، ويبنيه على اسم الله (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) أي من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس وإضافة الحرم إلى نفسه لشرفه وفضله، ولتعظم محبته في القلوب، وتنصب إليه الأفئدة من كل جانب، وليكون أعظم لتطهيره وتعظيمه، لكونه بيت الرب (لِلطَّائِفِينَ) به والعاكفين عنده المقيمين لعبادة من العبادات من ذكر وقراءة وتعلم علم وتعليمه، وغير ذلك من أنواع القرب (وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) أي: المصلين، أي: طهره لهؤلاء الفضلاء الذين همهم طاعة مولاهم، وخدمته والتقرب إليه عند بيته، فهؤلاء لهم الحق ولهم الإكرام، ومن إكرامهم تطهير البيت لأجلهم، ويدخل في تطهيره تطهيره من الأصوات اللاغية والمرتفعة التي تشوش المتعبدين بالصلاة والطواف، وقدم الطواف – في هذه الآية – على الاعتكاف والصلاة لاختصاصه بهذا البيت، ثم الاعتكاف لاختصاصه بجنس المساجد»([1]).


فلتوحيد أقيم هذا البيت منذ أول لحظة عرف الله مكانه لإبراهيم عليه السلام وأمره أن يقيمه على هذا الأساس: ألا تشرك بي شيئا.

وقال تعالى في سياق آيات الحج (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ )
[b][الحج: 31].

( [1])تفسير السعدي (ص537).



ففي هذه الآية الأمر بأن نكون(حُنَفَاءَ لِلَّهِ) أي: مقبلين عليه وعلى عبادته معرضين عما سواه (غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِالله )فمثله (فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ) أي: سقط منها (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) بسرعة (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) أي: بعيد، كذلك المشركون، فالإيمان بمنزلة السماء محفوظة مرفوعة، ومن ترك الإيمان بمنزلة الساقط من السماء عرضة للآفات والبليات، فإما أن تخطفه الطير فتقطعه أعضاءه، كذلك المشرك إذا ترك الاعتصام بالإيمان تخطفته الشياطين من كل جانب ومزقوه وأذهبوا عليه دينه ودنياه.


وإما أن تأخذه عاصفة شديدة من الريح فتعلوا به في طبقات الجو فتقذفه بعد أن تنقطع أعضاؤه في مكان بعيد جدا»([1]).

وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «فأهل بالتوحيد:
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» ([2]).

فسمى جابر التلبية توحيدا لأنها تضمنت التوحيد والإخلاص، فالحاج يعلن التوحيد من أول لحظة يدخل فيها في النسك، ولا يزال يلبي بالتوحيد، وينتقل من عمل إلى عمل بالتوحيد، وفي هذا تربية النفس على توحيد الله والإخلاص له.

( [1])تفسير السعدي (ص538).

( [2])أخرجه: مسلم في صحيحه رقم (1218).


في موسم الحج تبرز عقيدة البراء من أهل الشرك والكفر فلا يجوز أن يدخلوا منطقة الحرم في كل وقت مهما كان المقصد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
[التوبة: 28].

وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه يبعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط يؤذن في الناس: ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان([1]).
ومما يشرع في يوم عرفة الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق ففي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير»([2]).

( [1])البخاري رقم (1543)، ومسلم رقم (1347).

( [2])أخرجه: الترمذي في جامعه (رقم 3585)، وأحمد بن حنبل في مسنده (2/210).
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني وليس بالقوي عند أهل الحديث».
قلت: وللحديث شواهد يتقوى بها، خاصة وأن الحديث في باب الترغيب، وجمهور المحدثين يتساهلون في باب الترغيب والترهيب والآثار والقصص والحكايات وعند الريب والشك والمخالفة في حديث أو خبر – إسنادا أو متنا – يطبقون المنهج النقدي الدقيق الذي تميز به المحدثون دون غيرهم، والذي من خلاله يتم نخل الخبر نخلا دقيقا إسنادا ومتنا.
قال عبد الرحمن ابن مهدي: «إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم
في الحلال والحرام والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال، وإذا روينا في فضائل الأعمال والثواب والعقاب والمباحات والدعوات تساهلنا في الأسانيد»، قال ابن عبد البر: «وأهل العلم ما زالوا يسامحون أنفسهم في رواية الرغائب والفضائل عن كل أحد، وإنما كانوا يتشددون في أحاديث الأحكام».
التمهيد (1/127).





وقد أخرج ابن وضاح في كتابه «البدع» عن المعرور بن سويد قال: خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب فعرض لنا في بعض الطريق مسجد فابتدره الناس يصلون فيه، فقال عمر: ما شأنهم؟
فقالوا: هذا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا حتى أحدثوها بيعا، فمن عرضت له فيه صلاة فليصل، ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض.


وفي رواية عن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر في حجة حجها فقرأ بنا في الفجر( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) و (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ) فلما قضى حجه ورجع رأى الناس يبتدرون! فقال: ما هذا؟
فقالوا: مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هكذا هلك أهل الكتاب اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا، من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل، ومن لم تعرض له منكم فيه الصلاة فلا يصل([1]).
وإسناد الأثر صحيح.
فتأمل كيف سد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب طرق الشرك، تحقيقا للتوحيد وحماية لجنابه، فأنكر التبرك بالأماكن التي لم يدل الشرع على فضلها وحرمتها.

( [1])أخرجه: ابن أبي شيبة (2/151)، وعبد الرزاق (2/118) في مصنفيهما.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «المتابعة أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل: فإذا فعل فعلا على وجه العبادة شرع لنا أن نفعله على وجه العبادة، وإذا قصد تخصيص مكان أو زمان بالعبادة خصصناه بذلك كما كان يقصد أن يطوف حول الكعبة، وأن يلتمس الحجر الأسود، وأن يصلي خلف المقام، وكان يتحرى الصلاة خلف أسطوانة مسجد المدينة، وقصد الصعود على الصفا والمروة والدعاء والذكر هناك، وكذلك عرفة ومزدلفة وغيرهما.

وأما ما فعله بحكم الاتفاق ولم يقصده مثل أن ينزل بمكان ويصلي فيه لكونه نزله قاصدا لتخصيصه به بالصلاة والنزول فيه، فإذا قصدنا تخصيص ذلك المكان بالصلاة فيه أو النزول لم نكن متبعين بل هذا من البدع التي كان ينهى عنها عمر بن الخطاب كما ثبت بالإسناد الصحيح من حديث شعبة، عن سليمان التيمي، عن المعرور بن سويد قال: كان عمر بن الخطاب في سفر فصلى الغداة، ثم أتى على مكان، فجعل الناس يأتونه فيقولون: صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم .

فقال عمر: إنما هلك أهل الكتاب أنهم اتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا، فمن عرضت له الصلاة فليصل و إلا فليمض.

فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد تخصيصه بالصلاة فيه بل صلى فيه لأنه موضع نزوله رأى عمر أن مشاركته في صورة الفعل من غير موافقة له في قصده ليس متابعة بل تخصيص ذلك المكان بالصلاة من بدع أهل الكتاب التي هلكوا بها، ونهى المسلمين عن التشبه بهم في ذلك، ففاعل ذلك متشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصورة، ومتشبه باليهود والنصارى في القصد الذي هو عمل القلب، وهذا هو الأصل فإن المتابعة في السنة أبلغ
من المتابعة في صورة العمل»
([1]).


قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في «شرحه لحديث جابر بن عبد الله في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم»([2]) – وهو شرح نفيس جدير بالقراءة – قال: «لا يشرع صعود الجبل – جبل عرفة – ولا الصلاة فيه، ولا الصلاة عنده، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، والأصل في العبادات التوقيف حتى يقوم دليل على مشروعيتها، وبه نعرف ضلال كثير من الناس الذين يقصدون الجبل ويصعدون عليه ويصلون، وربما يضعون الحجارة بعضها على بعض لتكون علما، وربما يعلقون الخرق، ويكتبون الأوراق لإثبات أنهما بلغوا هذا المكان، وكل هذا من البدع».
* * *


ومما نلمس في هذه الآثار أيضا:

ب- تعظيم السلف لحرمات الله:

- عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو كان له فسطاطان أحدهما في الحرم والآخر في الحل؛ فإذا أراد أن يصلي صلى في الذي في الحرم، وإذا كانت له الحاجة إلى أهله جاء إلى الذي في الحل فقيل له في ذلك فقال: إن مكة مكة ([1]).
( [1])التوسل والوسيلة (ص:102).


- وعن طلق بن حبيب قال: قال عمر: يا أهل مكة اتقوا الله في حرم الله! أتدرون من كان ساكن هذا البيت؟
كان به بنو فلان فأحلوا حرمته فهلكوا، وكان به بنو فلان فأحلوا حرمته فهلكوا، حتى ذكر ما شاء الله من قبائل العرب أن يذكر ثم قال: لأن أعمل عشر خطايا بغيره أحب إلي من أن أعمل واحدة بمكة ([2]).


( [2])(ص114).

- وقال سفيان بن عيينة: حج علي بن الحسين رضي الله عنهما فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه وانتفض ووقعت عليه الرعدة ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: لم لا تلبي؟
فقال: أخشى أن يقال لي: لا لبيك ولا سعديك.
فلما لبى غشي عليه ووقع عن راحلته، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه ([3]).

- وقال مالك بن أنس: ولقد أحرم علي بن الحسين فلما أراد أن يقول: لبيك، قالها فأغمي عليه حتى سقط من ناقته فهشم، ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات، وكان يسمى بالمدينة «زين العابدين» لعبادته ([4]).

( [1])أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف (3/269)، وإسناده صحيح، وقال في الدر المنثور (6/27): «وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه».

( [2])أخرجه: ابن أبي شيبة في مصنفه (3/268)، والبيهقي في شعب الإيمان (رقم (4012).

( [3])المجالسة للدينوي (رقم (788)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (41/378)، وروي نحوها عن جعفر الصادق، وأبي سليمان الداراني.

( [4])تاريخ مدينة دمشق (41/378).




وهذا التعظيم امتثال لأمر الله عز وجل في قوله في سياق آيات الحج[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)
[الحج: 30]
وقوله (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
[الحج: 32].

فتعظيم حرمات الله «من الأمور المحبوبة لله، المقربة إليه التي من عظمها وأجلها أثابه الله ثوابا جزيلا، وكانت خيرا له في دينه ودنياه وأخراه عند ربه، و حرمات الله: كل ماله حرمة وأمر باحترامه من عبادة أو غيرها كالمناسك كلها وكالحرم والإحرام وكالهدايا وكالعبادات التي أمر الله العباد بالقيام بها، فتعظيمها يكون إجلالها بالقلب، ومحبتها، وتكميل العبودية فيها غير متهاون ولا متكاسل ولا متثاقل» ([1]).

فهل عظم حرمات الله من واقعها؟ ! وفي الحج أيضًا!! كم نرى في الحج من أخلاق وأفعال لو صدرت من غير الحاج لاستنكرت فكيف بالحاج؟ .

إنه يجب على الحاج أن يراعي حرمة الزمان والمكان فيجتنب ما حرم الله عليه من المحرمات العامة من الفسوق بجميع أنواعه من كذب وغش وخيانة وغيبة ونميمة واستهزاء، ويجتنب الاستماع إلى المعازف والأغاني المحرمة، وشرب الدخان والتصوير وحلق اللحى وغير ذلك مما ينافي تعظين حرمات الله عز وجل ويلهي الحاج عن إكمال هذه الشعيرة العظيمة.


( [1])تفسير السعدي (ص537).


وليعلم الحاج أن المعصية منه أعظم إثما من المعصية من غيره، ويخشى ألا يرجع من ذنوبه كما ولدته أمه كما صرح حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه»([1]).. وهل هناك أعظم من هذه الخسارة؟

!! نسأل الله السلامة والعافية.

وقال تعالى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
[الحج: 25].

قال الإمام الحافظ أبو جعفر الطبري في تفسيره: «وأولى الأقوال التي ذكرناه في تأويل ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن مسعود وابن عباس، من أنه معني بالظلم في هذا الموضع: كل معصية لله، وذلك أن الله عمّ بقوله: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ) ولم يخصص به ظلما دون ظلم في خبر ولا عقل، فهو على عمومه.


فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: ومن يرد في المسجد الحرام بأن يميل بظلم، فيعصى الله فيه، نذقه يوم القيامة من عذاب موجع له»([2]).

قال الإمام الشنقيطي: «والإلحاد في اللغة أصله الميل، والمراد بالإلحاد في الآية: أن يميل ويحيد عن دين الله الذي شرعه، ويعم ذلك كل ميل وحيدة عن الدين، ويدخل في ذلك دخولا أوليا الكفر بالله، والشرك به في الحرم، وفعل شيء مما حرمه، وترك شيء مما أوجبه ومن
أعظم ذلك انتهاك حرمات الحرم
( [1])أخرجه: البخاري في صحيحه (رقم 1449)، ومسلم في صحيحه (رقم 1350).

( [2])تفسير الطبري (17/141).

وقال بعض أهل العلم: يدخل في ذلك قول الرجل لا والله، وبلى والله... قال مقيده – عفا الله عنه وغفر له -: الذي يظهر في هذه المسألة أن كل مخالفة بترك واجب أو فعل محرم تدخل في الظلم المذكور، وأما الجائزات كعتاب الرجل امرأته أو عبده فليس من الإلحاد ولا من الظلم.


مسألة: قال بعض أهل العلم: من هم أن يعمل سيئة في مكة أذاقه الله العذاب الأليم بسبب همّه بذلك، وإن لم يفعلها، بخلاف غير الحرم المكي من البقاع فلا يعاقب فيه الهم، وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: لو أن رجلا أراد بإلحاد فيه بظلم وهو بعدن أبين لأذاقه الله من العذاب الأليم، وهذا ثابت عن ابن مسعود ووقفه عليه أصح من رفعه، والذين قالوا هذا القول استدلوا به بظاهر قوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) لأنه تعالى رتب إذاقة العذاب الأليم على إرادة الإلحاد بالظلم فيه ترتيب الجزاء على شرطه، ويؤيد هذا قول بعض أهل العلم: إن الباء في قوله بإلحاد لأجل أن الإرادة مضمنة معنى الهمّ أي: ومن يهمم فيه بإلحاد، وعلى هذا الذي قاله ابن مسعود وغيره»([1]).

إنه ينبغي للإنسان أن يستحضر أنه في مجيئه إلى مكة وإحرامه أنه إنما يفعل ذلك تلبية لدعاء الله، قال الله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) فالأذان بأمر الله يعد أذانا من الله، فينبغي
( [1])أضواء البيان (4/294).


للمسلم أن يعظم حرمات الله.
وأنبه أن على الحاج خصوصا أن يجتنب محظورات الإحرام:
وهي ثلاثة أقسام:

القسم الأول: عام للرجال والنساء: وهو حلق الشعر وتقليم الأظفار، والطيب، والمباشرة لشهوة، والجماع – وهو أعظم محظورات الإحرام، ومفسد للنسك، وموجب للفدية -، ولبس القفازين، وقتل الصيد البري الوحشي المأكول، والدلالة عليه، والإعانة على قتله، وعقد النكاح. أما قطع الشجر، فإنه ليس من محظورات الإحرام، ولكنه حرام في الحرم للحاج، وللمعتمر، ولغيرهما.


القسم الثاني: ما يخص الرجال: فهو ليس المخيط، وتغطية الرأس.

القسم الثالث: ما يخص النساء: فهو النقاب الذي فصل على الوجه، وجعل فيه نقب للعينين أو لأحدهما.

ومما نلمس في هذه الآثار أيضا:

ج- حرص السلف على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به:
تأصل في نفوس سلفنا الصالح أن أي قول أو عمل لا يقبل إلا بشرطين:
الأول: الإخلاص لله عز وجل
والثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم

فظهر أثر هذين الشرطين في جميع أعمالهم ومن هذه الأعمال الحج،

وقد نقلت عنهم آثار وأخبار كثيرة يتجلى فيها شدة المتابعة والعناية بذلك.

فمن الآثار الواردة في ذلك:
- عن سالم بن عبد الله أن أباه حدثه قال: قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم قال: أما والله لقد علمت أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك([1]).

- وحديث سالم بن عبد الله قال: كتب عبد الملك إلى الحجاج أن لا يخالف ابن عمر في الحج فجاء ابن عمر رضى الله عنه وأنا معه يوم عرفة حين زالت الشمس، فصاح عند سرادق الحجاج فخرج وعليه ملحفة معصفرة فقال: ما لك يا أبا عبد الرحمن؟
فقال: الرواح إن كنت تريد السنة قال: هذه الساعة!
قال: نعم، قال: فأنظرني حتى أفيض على رأسي ثم أخرج، فنزل حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي فقلت: إن كنت تريد السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف!
فجعل ينظر إلى عبد الله، فلما رأى ذلك عبد الله قال: صدق([2]).

- وحديث شعبة قال: أخبرنا أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي قال: تمتعت فنهاني ناس، فسألت ابن عباس رضي الله عنهما فأمرني، فرأيت في المنام كأن رجلا يقول لي: حج مبرور وعمرة متقبلة،

( [1])أخرجه البخاري في صحيحه (رقم 1577).

( [2])أخرجه البخاري في صحيحه (رقم 1520)، ومسلم في صحيحه (رقم (1270).


فأخبرت ابن عباس فقال: سنة النبي صلى الله عليه وسلم ([1]) فقال لي: أقم عندي فأجعل لك سهما من مالي. قال شعبة: فقلت لم؟ فقال: للرؤيا التي رأيت([2]).

والآثار الواردة في شدة متابعة السلف للرسول صلى الله عليه وسلم في مناسك الحج – وفي غيره من شرائع الدين – كثيرة، ومنثورة في كتب السنة والحديث، ولعل فيما تقدم كفاية.

( [1])قال ابن حجر: «قوله: (فقال سنة أبي القاسم) وهو خبر مبتدأ محذوف أي هذه سنة ويجوز فيه النصب، أي: وافقت سنة أبي القاسم، أو على الاختصاص وفي رواية النضر: فقال: الله أكبر سنة أبي القاسم» فتح الباري (3/430).

( [2])أخرجه: البخاري في صحيحه (رقم 1492).


قال ابن حجر: «ويؤخذ منه: إكرام من أخبر المرء بما يسره، وفرح العالم بموافقته الحق، والاستئناس بالرؤيا لموافقة الدليل الشرعي، وعرض الرؤيا على العالم، والتكبير عند المسرة، والعمل بالأدلة الظاهرة، والتنبيه على اختلاف أهل العلم ليعمل بالراجح منه الموافق للدليل».


الصالحون... وكثرة الحج

- قال إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد ([1]) قال: قال عبد الله ابن مسعود: «نسكان أحب إلي أن يكون لكل واحد منهما شعث([2]) وسفر»، قال: فسافر الأسود ثمانين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما، وسافر عبد الرحمن بن الأسود([3]) ستين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما([4]).

- قال أبو إسحاق السبيعي ([5]): «جمع الأسود بن يزيد بين ثمانين حجة وعمرة، وجمع عمرو بن ميمون([6]) بين ستين حجة وعمرة»([7]).


( [1])قال الذهبي: «الإمام أبو عمرو النخغي الفقيه الزاهد العابد عالم الكوفة وابن أخي عالمها علقمة، وخال إبراهيم النخعي الفقيه، وأخو عبد الرحمن بن زيد... وكان من العبادة والحج على أمر كبير... مات في سنة خمس وسبعين أو قريبا منها رحمة الله عليه» تذكرة الحفاظ (1/50).

( [2])والشعث: المغبر الرأس، الحاف الذي لم يدهن.

( [3])قال الذهبي: «الكوفي الفقيه الإمام ابن الإمام.. كان من المتهجدين العباد.. مات سنة ثمان أو تسع وتسعين» سير أعلام النبلاء (5/11).

( [4])«مصنف ابن أبي شيبة» (3/291).

( [5])هو: عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي – بفتح المهملة وكسر الموحدة – ثقة مكثر عابد، مات سنة تسع وعشرين ومائة. تقريب التهذيب (5065).

( [6])قال الذهبي: «الكوفي الإمام الحجة أبو عبد الله، أدرك الجاهلية، وأسلم في الأيام النبوية، وقدم الشام مع معاذ بن جبل ثم سكن الكوفة»، مات سنة أربع وسبعين، سير أعلام النبلاء (4/158).

( [7])«مصنف» ابن أبي شيبة» (7/157)، «التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة (3/62)، «الثقات» لابن حبان (4/31).


- وقال ابن شوذب: «شهدت جنازة طاووس بن كيسان بمكة سنة ست ومائة فسمعتهم يقولون: رحمك الله يا أبا عبد الرحمن، حج أربعين حجة» ([1]).
- وقال ابن أبي ليلى: دخلت على عطاء بن أبي رباح فجعل يسألني وكأن أصحابه جعلوا يعجبون من ذاك، فقال: ما تنكرون من ذاك؟
هو أعلم منى ([2])!
قال ابن أبي ليلى: وكان عطاء قد حج سبعين حجة، وعاش مائة سنة([3]).

- قال الحسن بن عمران – ابن أخي سفيان بن عيينة -: حججت مع عمي سفيان آخر حجة حجها سنة سبع وتسعين ومائة فلما كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه، ثم قال: فد وافيت هذا الموضع سبعين عاما أقول في كل سنة:
اللهم! لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأل ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان

( [1])«العلل ومعرفة الرجال» (2/463).

( [2])هذا من تواضعه رحمه الله وإلا فعطاء من أشهر التابعين علما وخاصة في أمور الحج، قال أسلم المنقري: كنت جالسا مع أبي جعفر المنصور فمر عليه عطاء فقال: ما بقي أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء. «العلل ومعرفة الرجال» (3/444).
فائدة: أعلم الناس بالمناسك من الصحابة عثمان بن عفان، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، ومن التابعين: عطاء بن أبي رباح. انظر: المرجع السابق.

( [3])«تاريخ ابن معين» (رواية الدوري) (3/276 رقم 1317).


وتسعين ومائة ودفن بالحجون... وتوفي وهو ابن إحدى وتسعين سنة ([1]).



- قال علي بن الموفق ([2]): حججت ستين حجة، فلما كان بعد ذلك جلست في الحجر، أفكر في حالي وكثرة تردادي إلى ذلك المكان، ولا أدري هل قبل مني حجي أم رد!
ثم نمت فرأيت في منامي قائلا يقول لي: هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب!
قال: فاستيقظت وقد سرى عني([3]).


- وقالت مولاة لزيد بن وهب: كان زيد بن وهب ([4]) قد أثر الرحل بوجهه من الحج والعمر([5]).

- وقال سحنون الفقيه: كان عبد الله بن وهب ([6]) قد قسم دهره أثلاثا: ثلثا في الرباط، وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج، وذكر
أنه حج ستا وثلاثين حجة ([1]).


( [1])«الطبقات الكبرى» (5/497)، «المجالسة» للدينوري (3/218).

( [2])هو: أبو الحسن العابد قال الخطيب: «وهو عزيز الحديث وكان ثقة... مات سنة خمس وستين ومائتين». «تاريخ بغداد» (12/110).

( [3])«تاريخ بغداد» (12/110).

( [4])قال الذهبي: «الإمام الحجة أبو سليمان الجهني الكوفي مخضرم قديم ارتحل إلى لقاء النبي r وصحبته فقبض r وزيد في الطريق على ما بلغنا» «سير أعلام النبلاء» (4/196).

( [5])«أخبار مكة» للفاكهي (رقم 884).

( [6])هو: عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي، الفهري، أبو محمد المصري، مولى يزيد بن زمانة الفهري، متفق على توثيقه وفقهه وفضله، قال ابن حبان: «جمع ابن وهب وصنف، وهو حفظ على أهل الحجاز ومصر حديثهم، وعني بجميع ما رووا من المسانيد والمقاطيع وكان من العباد»، روى له الجماعة، مات سنة سبع وتسعين ومائة. انظر: «الثقات» (8/346)، «تهذيب الكمال» (16/277-287).



- وعن محمد بن سوقة قال: قيل لمحمد بن المنكدر: تحج وعليك دين؟
قال: الحج أقضى للدين – قال: يعني إذا حججت قضى الله عني ديني - ([2]).

وممن ذكر أنه حج أكثر من أربعين حجة: سعيد بن المسيب ([3])، ومحمد بن سوقة([4])، وبكير بن عتيق([5])، وابن أبي عمر العدني([6])، وسعيد بن سليمان([7])، وجعفر الخلدي([8])، والعباس بن سمرة أبو الفضل الهاشمي([9])، وأيوب السختياني([10])، وهمام بن نافع([11])، ومكي بن إبراهيم([12]) وغيرهم كثير.
ومن المعاصرين سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز رحمه الله،

وأسكنه فسيح جناته – وغيره.

( [1])«سير أعلام النبلاء» (9/226).

( [2])«الطبقات الكبرى» (القسم المتمم) (ص192)، «مصنف ابن أبي شيبة» (3/449)، وإسناده صحيح.

( [3])«حلية الأولياء» (2/164).

( [4])«حلية الأولياء» (5/6).

( [5])«الطبقات الكبرى» (6/347).

( [6])«سير أعلام النبلاء» (12/97).

( [7])سير أعلام النبلاء (10/482).

( [8])«تاريخ بغداد» (7/230).

( [9])«تاريخ مدينة دمشق» (26/253).

( [10])«حلية الأولياء» (3/5)، «سير أعلام النبلاء» (6/21).

( [11])«التاريخ الكبير» للبخاري (8/237)، «الثقات» لابن حبان (7/586).

( [12])«تاريخ بغداد» (13/116)، «تاريخ مدينة دمشق» (60/245)، «سير أعلام النبلاء» (9/553).


لطيفة ونادرة:
روى إسماعيل بن أمية ([1]) حديثا عن أعرابي، قال إسماعيل بن أمية: فذهبت أعيد على الأعرابي لأنظر كيف حفظه، فقال: يا ابن أخي أتراني لم أحفظ؟ !
لقد حججت ستين حجة أو سبعين حجة، ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه!!([2]).
التعليق:
الأصل أن كثرة الحج والعمرة مرغب فيها شرعا، وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة منها:
- حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة»([3]).
- وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا
البيت فلم يرفث ([b][1]) ولم يفسق رجع كما ولدته أمه»([2]).[/b]
( [1])هو: الأموي ثقة ثبت، مات سنة أربع وأربعين ومائة.
تقريب التهذيب (رقم 425).

( [2])المسند للحميدي (995)، سنن أبي داود (رقم 887)، مسند أحمد بن حنبل (2/437)، عمل اليوم والليل لابن السني (رقم (436).

( [3])أخرجه: الترمذي في جامعة (رقم 810)، والنسائي في سننه (5/115-116)، وابن خزيمة (رقم 2512)، وابن حبان (رقم 3693) في صحيحيهما، وغيرهم من طريق عاصم بن بهدلة، عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود – به -. قال الترمذي: «حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب».



- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة»([3]).

- وعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟
قال: «إيمان بالله» قال: ثم ماذا؟
قال: «الجهاد في سبيل الله» قال: ثم ماذا؟
قال: «حج مبرور»([4]).
- وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟
قال: «لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور» ([5]).
- وعن ابن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى طويلا، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إني كنت على أطباق ثلاث: لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله مني ولا أحب إلي أن أكون قد
استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: «ما لك يا عمرو؟» قال قلت: أردت أن أشترط، قال: «تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله...»([1]).


( [1])الرفث يطلق ويراد به الجماع، ويطلق ويراد به الفحش، ويطلق ويراد به خطاب الرجل المرأة فيما يتعلق بالجماع، وقد نقل في معنى الحديث كل واحد من هذه الثلاثة عن جماعة من العلماء والله أعلم. الترغيب والترهيب (2/104).

( [2])أخرجه: البخاري في صحيحه (رقم 1449)، ومسلم في صحيحه (رقم 1350).

( [3])أخرجه: البخاري في صحيحه (رقم 1683)، ومسلم في صحيحه (رقم 1349).

( [4])أخرجه: البخاري في صحيحه (رقم 1447)، ومسلم في صحيحه (رقم 83).

( [5])أخرجه: البخاري في صحيحه (رقم 1448).



تنبيهان:

1- لو لم يرد في فضل الحج إلا أنه أحد أركان الإسلام الخمسة لكان ذلك كافيا في بيان منزلته، قال تعالى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)

[آل عمران: 97]
وقال عليه الصلاة والسلام: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان»

([2])، ولما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، عدّ له الأركان الخمسة، ومنها الحج.


2- ذهب جمع من أهل العلم ومنهم الإمام ابن المنذر إلى أن الحج المبرور يكفر جميع الذنوب لظاهر الأحاديث الآنفة الذكر، وهو قول قوي.

فيا أخي: لا تغلب على الحج إلا من عذر وإياك والتسويف،
فالعمر قصير، والفرص لا تعوض، نعم ربما يكون هناك مصالح تقتضي عدم الإكثار من الحج ولكن هذه المصالح لا يقررها إلا العلماء العارفون بالكتاب والسنة

قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: «فرض الله الحج على كل مكلف مستطيع مرة في العمر، وما زاد على ذلك فهو تطوع وقربة يتقرب بها إلى الله، ولم يثبت في التطوع بالحج تحديد بعدد، وإنما يرجع تكراره إلى وضع المكلف المالي والصحي، وحال من حوله من الأقارب والفقراء، وإلى اختلاف مصالح الأمة العامة، ودعمه لها بنفسه وماله، وإلى منزلته في الأمة ونفعه لها حضرا وسفرا في الحج وغيره، فلينظر كل إلى ظروفه وما هو أنفع له وللأمة فيقدمه على غيره» ([1]).


( [1])أخرجه: مسلم في صحيحه (رقم 121).
( [2])أخرجه: البخاري في صحيحه (رقم Cool، ومسلم في صحيحه (رقم 16).
( [1])«فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء» (ج11/ص14).
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 2:18 pm

لبيك اللهم لبيك لتكن شعارنا بالحياة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لبيك اللهم لبيك لتكن شعارنا بالحياة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


(لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)


بهذه الكلمات يبدأ الحاج شعيرته منادياً ومناجياً ومتذللاً, تاركاً بيته وأهله وأعماله وتجارته ووطنه, ملبياً مستجيباً لدعوة الله عز وجل له, ليلحق بركب الوفد الذين دعاهم ربهم فأجابوه كما جاء في الحديث (الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم) صحيح الترغيب للألباني

والتلبية هي الاستجابة قال ابن كثير في النهاية: (لبيك اللهم لبيك.. هو من التلبية وهو إجابة المنادي أي إجابتي لك يارب, وهو مأخوذ من لب بالمكان وألب به إذا أقام به وألب على كذا إذا لم يفارقه).



يتلقى الحاج في كل مواقف الحج وتنقلاته دروساً عملية, ومواقف تربوية, وتتحرك في قلبه خلجات إيمانية ترسخ معاني الاستجابة في نفسه وتبرز معالمها وتفرضها في واقع حياته, فلو نظرنا إلى العبادات لوجدنا منها ما يؤدي في مكان واحد كالصلاة والاعتكاف, ومنها ما يؤدى في زمان واحد كالصيام والزكاة.

بينما الحج يؤدى في أماكن متعددة ومواقفٍ مختلفة وأزمانٍ متنوعة وأحوالٍ شتى, فليست الاستجابة في الحج في مكان واحد ولا في صورة واحدة ولا في زمان واحد, ولا حتى في هيئة واحدة, ولا في ذكر واحد..

فكأن رحلة الحج تمثل رحلة الحياة كلها, وكأن كل موقف من مواقفها يمثل محضناً يتدرب فيه الحاج على معايشة الاستجابة في كل أحيانه ليتخرج من مدرسة الحج مؤهلاً لأن يحقق معنى قول الله تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
الأنعام: 162


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ودروس الاستجابة في الحج كثيرة, فقد دعانا ربنا لترك الأوطان والأهل فاستجبنا..

دعانا للخروج إلى منى والمبيت بها يوم التروية فتوجهنا إليها ملبين مستجيبين..

دعانا للوقوف بعرفة فلبينا..
دعانا لرمي الجمار فاستجبنا.
دعانا للطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة فلبينا واستجبنا..
دعانا لاستلام الحجر وتقبيله والإشارة إليه فاستجبنا مع علمنا أنه حجر لا يضر ولا ينفع..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إن هذه الأعمال لا يشعر الحاج منها بمعنى خاص سوى الاستجابة والتلبية, والاستسلام لحكمه فهل نحن في سائر حياتنا ملبون مستجيبون.

ما أجمل هذه المعاني والصور التي يبرزها الحج, ما أجملها لو تتكرر في حياتنا وترسخ بالامتثال الكامل لأوامر الله عز وجل, بإخلاص الدين له وحده, وإقامة الصلاة وأداء الأمانة وحفظ الحقوق وصدق الحديث ولبس الحجاب للمرأة المسلمة, يا ليت هذه الاستجابة تدوم وتبقى أمام حرمات الله والحذر من الشرك والظلم والعدوان والقطيعة والفساد الأخلاقي والتبرج.

حين يستشعر الحاج معنى التلبية وهو يردد كلماتها, ستحمله على أن يطوف بقلبه وعقله في سائر الحياة التي يعيشها ليعلم أن الله تعالى ناداه في كتابه وأمره ونهاه, ووعظه ووعده ودعاه, فيختبر نفسه عند كل أمر ونهي جاء عن الله تعالى, سائلاً نفسه: أين أنا من معنى هذه الاستجابة في حياتي؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة قلم
اديبة


انثى
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
عدد المشاركات : 13947
نقاط التقييم : 14510
بلد الاقامة : لبنان
علم بلدك : Lebanon لبنان

الثبات مع توالي موسم الطاعات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثبات مع توالي موسم الطاعات   الثبات مع توالي موسم الطاعات Emptyالخميس ديسمبر 19, 2013 2:20 pm

التذكير بالأعمال الصالحة بعد انتهاء موسم الحج

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


التذكير بالأعمال الصالحة بعد انتهاء موسم الحج


الحمد لله رب العالمين، يوالي على عباده مواسم الخير، ويحثهم على اغتنامها بالطاعة، ليكفر عنهم سيئاتهم، ويرفع من درجاتهم، تفضلاً منه وإحساناً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أول سابق إلى الخيرات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذي لا تمر بهم فرصة للخير إلا شغلوها بالأعمال الصالحة (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)
[المؤمنون: 61].

أما بعد: أيها الناس: اتقوا الله تعالى واغتنموا أعماركم بالأعمال الصالحة فإنها تنقضي سريعة، واعلموا أنها تمر بكم أوقات الفضائل ومواسم الخيرات والنفحات فالسعيد من تنبه لها واستفاد منها، والشقي من غفل عنها وضيع نفسه، قال صلى الله عليه وسلم: "الكيس من دان نفسه- يعني حاسبها- وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني".


عباد الله: مضت أشهر الحج إلى بيت الله الحرام، وطوى بمضيها صفحة من صفحات أعمارنا قد سجل فيها ما علمناه في تلك الأشهر من خير أو شر، لقد مضت أشهر الحج بخيراتها وبركاتها فلنحاسب أنفسنا ماذا عملنا فيها، فإن كان خيراً حمدنا الله وسألناه القبول والزيادة من الخير، وإن كان شراً استغفرنا الله منه وأتبعناه بالحسنات التي تمحوه، أجل لقد مضت أشهر الحج التي دعا الله عباده فيها لزيارة بيته العتيق
(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ)
[الحج: 28]

فأتوا من كل فج عميق، لبيك اللهم لبيك، (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)
[الحج: 29]

فمن تقبله الله منهم رجع بحج مبرور "والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"


الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1773
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

"ومن أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"


الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1350
خلاصة حكم المحدث: صحيح



لقد مضت تلك الأيام وأوقع المسلمون فيها الحج، منهم المفترض ومنهم المتنفل، ورجع المقبولون منهم مغفورة لهم خطاياهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، مضت تلك الأيام التي فيها عشر ذي الحجة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" رواه البخاري.

وقد أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم حيث قال: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)
[الفجر: 2]

وفي تلك العشر يوم عرفة الذي فيه الوقوف بعرفة وهو ركن الحج الأعظم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة "
ويوم عرفة هو يوم العتق من النار، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة "


الراوي:عائشة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1154
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره

وفي تلك العشر يوم عيد الأضحى المبارك الذي هو يوم الحج الأكبر، لما انتهى يوم عرفة وأعتق الله عباده المؤمنين من النار اشترك المسلمون كلهم في العيد بعده يتقربون إليه بذبح الهدي والأضاحي فأهل الحج في ذلك اليوم يرمون الجمرة ويكملون مناسكهم وأل الأمصار يجتمعون على ذكر الله وتكبيره والصلاة له، ثم أعقب ذلك أيام التشريق التي هي أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل وهي الأيام المعدودات التي قال الله تعالى فيها: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) [البقرة: 203]

وهي ثلاث أيام بعد يوم النحر، عباد الله لقد انتهت تلك الأيام العظيمة والمواسم الجليلة بخيراتها وبركاتها فماذا استفدنا منها؟

ولنحاسب أنفسنا، فمن قدم خيراً فليحمد الله ويواصل أعمال الخير، ومن فرط في تلك الأيام وضيع تلك الفضائل فليستغفر الله ويحفظ بقية عمره ويصلح في مستقبله، عباد الله لقد شرع الله الاستغفار بعد انتهاء العبادات وانقضاء مواسم الخيرات، فلنكثر من الاستغفار فإنه يجبر النقص ويسد الخلل، ثم لنعلم أننا بعد أيام قليلة سنودع عامنا هذا ونستقبل عاماً جديداً أوله شهر الله المحرم


الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله، الذي تدعونه المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل"
رواه مسلم

وهكذا لا ينتهي موسم من مواسم الخير إلا ويعقبه موسم آخر، وهكذا فضل الله يتوالى على عباده.


عباد الله: لنتذكر بانتهاء الأيام والشهور انقضاء الأعمار، والرحيل إلى دار القرار، وأن الدنيا ليست بدار مقام، وإنما هي ممر إلى الآخرة، وسوق يتزود منه المسافر زاد سفره، فتزودوا منها بالأعمال الصالحة (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة: 197]

فما عيبت الدنيا بأكثر من ذكر فنائها وتقلب أحوالها، وهو أول دليل على انقضائها، وزوالها، فتتبدل صحتها بالسقم، ووجودها بالعدم، وشبيبتها بالهرم، ونعيمها بالبؤس، وحياتها بالموت، وعمارتها بالخراب، واجتماعها بفرقة الأحباب، وكل ما فوق التراب تراب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا)
[البقرة: 200]

إلى قوله: (أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)

[البقرة: 202]


بارك الله لي ولكم في القرآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثبات مع توالي موسم الطاعات
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» صوارف الطاعات
» المُداومة على الطاعات بعد رمضان
» موسم الثلج
» علاج قسوة القلب والتكاسل عن الطاعات
» الحج .. جماع العبادات وختام الطاعات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشتياق أسسها الراحل مصطفى الشبوط في يوم الجمعة30نوفمبرعام2007 :: الاقسام الاسلامية  :: اشتياق الاسلام-
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المهندس محمد فرج - 123667
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1 
الدكتور خليل البدوي - 107926
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1 
احلام شحاتة - 61741
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1 
ايمان الساكت - 56084
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1 
باسند - 51620
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1 
مصطفى الشبوط - 17651
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1 
همسة قلم - 13947
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1 
نوره الدوسري - 8809
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1 
احاسيس - 7517
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1 
كاميليا - 7369
الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_rcap1الثبات مع توالي موسم الطاعات Voting_bar1الثبات مع توالي موسم الطاعات Vote_lcap1