[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اسعد الله مساؤكم بكل رقي وسعادة ورضا من الله رب العالمين
رغم كثرة وروعة النصوص المنتشرة في اشتياق سواء شعرية او نثرية او قصصية او فنية او مقالات
وفي أقسامها المختلفة إلا أن هناك نصوصا تلمع كالماس تأبى إلا أن تفرض بريقها للرجوع إليها مرّات ومرات
إما للقراءة أو التعليق أو التحليل ونصوص القاص الكبير القلم الفذ علي موسى الحسين صاحب هذا النوع من الكتابات
التي تلتصق وعقليا بالقارئ ربما لأنها تبحر في عمق الفكر تداعبه
وتلامس الاعماق سواء بنزفها وألمها او فرحها وسعادتها
(ِ مديــنـة الحــب)
دائما يركّز الاديب القاص علي موسى الحسين على اختيار عناوين جذابة تلخص الفكرة من ناحية وتدخل القارئ في الفضول الكبير
لمعرفتنا ماذا يريد القاص من هذا العنوان او بالاحرى ما وراء هكذا عنوان
والعنوان رغم جماليته إلا أن لسان حاله يتحدث عن مكنوناته
فهو زخم هائل من الجمال الذي أكثر ما يأخذنا إلى التفكير بالاشياء الساحرة
وربّما أن تقديمه لكلمة مدينة يجيب على كثير من التساؤلات التي طرحت نفسها مدينة الحب ؟
وذلك لأنّ اديبنا القاص علي موسى الحسين اهتم بكل التفاصيل يكتب عن دراية وعلم وهو يعرف أن تقديم المدينة على الحب في العنوان إنما له هدفه الخاص
مبينا أن هذه المدينة هي الأهم في تسلسل الأهمية للحب . وبالتالي نستطيع أن نرجّحَ كقراء أن الاديب القاص يميل إلى مدينة السلام مدينة الحب لقب « بغداد مدينة الحب
المدينة مستوطنة ذات كثافة سكانية وما بالنا لو كان الحب من يستوطن هكذا مدينة الحب يا سلام إنَّه الحب، الله تلك الكلِمة السامية الشَّريفة التي ما انفكت تأسر الألباب وتملك القلوب
مدينة الحب يا له من ترميز فالحب ماء الحياة، سعادة القلب وغذاء الرُّوح، وقوت النفس
اذا قلت الحب تعني بغداد فتسافَر بك قوافل الذكرى إلى عالم ساحر فريد خاص من صورٍ ومشاهدَ لا تُمحى من ذاكرة الزَّمن
اذا القاص الكبير علي موسى الحسين يفتح لنا من خلال هكذا عنوان بوابة لمدينة الحب السلام فبالحب تتآلف البيوت هذه المدينة وبالحبِّ تدوم المسرة، بالحب ترسم وترتسم على الثَّغر البسمة، وتنطلِق من فجِربغداد مدينة الحب النّسمة، وتشْدو الطيور بالنغمة، مدينة بِلا حب صحراء، حديقة بلا حب جرداء، ومقلة بلا حب عمياء، وأُذُن بلا حب اكيد صمَّاء
هنا يبين لنا القاص الفذ علي موسى الحسين ان مدينة الحب والقصد بهكذا مدينة بغداد من القدم وهيا مبدء الحضارة والحبُّ اعطها لقب الحب كمعنى إنساني، بل معنى كَونِي، فأينما اتجهت ترى مظاهِره وآثاره؛ إنَّك ترى الحب حتى في الجماد فاشراقة الصباح في سماء بغداد وعلى صوت ملائكي يطرب وعبق الهال من قهوة عراقية أي صباح اجمل من هكذا صباح يوم هادء يبتدئ كما العادة في مدينة الحب بينها وزوجها
لابد انه غادر سريره كما تعود أن يفعل منذ أن تخاصما
ليعدّ فطوره
بنفسه
ومن ثم إلى عمله...
كل شيء أصبح جامداً في ذلك
المنزل
وبرغم إن الأمر لم يكن يروق لها
إلا إنها تمادت بإهماله
ولم تستجب لمحاولاته في إذابة ذلك الجليد عن تلك العلاقة
التي أصبحت
جامدة
فأكيد الحب اشتعل بينهما يوما مثل النار فكما تخمد النيران إذا لم تجد الوقود يخمد بالتأكيد فالحب أيضا إذا لم نرعاه بالري والرعاية والقاص علي موسى الحسين لم يذكر لنا سبب فتور الحب ولا صَرَّحَ بالأمرِ ولكنه ذكر الآثار السيئة لهذا الفتور على روح البطلة وترك معه صوت الراديو يصدح بأغنيات فيروز
الصباحية المنعشة
في داخلها
شعرت إنها رسالة جديدة منه
لتوقظ ذلك الحب الذي ذبل
قليلاً
ابتسمت بطريقتها الماكرة وهي تهمس لنفسها
( اهاا... تبدوا محاولة جيده منه )
وترك هذا غربة داخلية والتي خلفت صراعا حادا داخل بطلة النص ولم تحتمل الصمت دواخلها لازالت تحبه فهو رجل حياتها... الذي تعودته
وأدمنت كل شيء فيه.. ضحكته التي تحبها
شخصيته ..حنانه.. غضبه العارم وطيبته التي تنسيه
كل ذلك الغضب بسرعة... وأشياء أخرى
ومع هذا فهي لاتستطيع أن تنسلخ من تلك القسوة
التي ورثتها من أبيها ولا من عنادها
لن أتنازل هذه المرة … رفعت صوتها
ويبين لنا القاص الكبيرعلي موسى الحسين الروعة الادبية والرمزية السحرية لأزمة البطلة وفيها الخلاص من الأزمات النفسية الخانقة
قبل أن يهتز المنزل
على صوت انفجار
شديد
نحو النافذة ركضت بسرعة
الدخان كان يتصاعد في الجهة الأخرى من
المدينة
انقبض قلبها وهي تسمع أصوات صفارات الإسعاف وهي تهرع لمكان الحادث بحثت
بارتباك عن هاتفها
الراديو أوقف الأغاني الصباحية ليعلن عن خبر
عاجل..
( انفجار كبير يهز وسط العاصمة بغداد وأنباء عن سقوط ضحايا )
راحت تفتش
عن هاتفها دون أن تسيطر على أصابعها
المرتجفة
اللعنة هاهو.. كان أمامي طوال الوقت
والقاص الكبير علي موسى الحسين جعل من لغة الصمت بين الزوجين قنبلة مدوية موحية ومعبرة تجعل الصمت يتحول لصوت انفجار داخل الزوجة معبرا أكثر من أي عبارة فالقاص الكبير علي موسى الحسين لم يعطينا سببا واضحا ومحددا لهذا الفتور اللذي اذى بهذه الزوجة ان تهمل زوجها وترك لخيال القراء ولتجاربهم الحياتية وثقافتهم البحث عن السبب أو الأسباب واهتم هو بالرصد الداخلي للحالة وتقديم معاناتها وأزماتها ، القصة تقول الكثير وتشي بالكثير وهذا من أسرار وجمال هذا الفن المراوغ الذي لايقبض عليه إلا قلة من المتمكنين في فن القصة ويطلق عليهم معنى فذ بكل معنى للكلمة وما تعنيه وأحسب ان واحد من هؤلاء القلة طبعا هو القاص الفذ علي موسى الحسين
اطمئني حبيبتي.. ولكن ماذا عن زوجك هل هو
في المنزل..؟
آه..
لالا
لقد خرج ياألهي كيف فأتني ذلك ماما سأغلق لاتصل
به
مشاعر
كثيرة
مرت على دواخلها
في تلك اللحظات كانت توخز
ضميرها
لكن
الخوف المتسارع في قلبها أجّل تلك المحاكمة التي بدأت تنموا وتعاتبها
بإلحاح
وقبل
أن تجد رقم هاتفه رن الهاتف كان هو من يتصل
بسرعة أجابت
.؟ الو حبيبي أين أنت هل أنت بخير
عد للمنزل اترك كل شيء أرجوك
الو..الو عفواً أنا لست زوجك و..في الحقيقة..
أنا..أنا.. يؤسفني أن أخبرك انه مات في الانفجار
وجدت هاتفه مرمياً قربه واتصلت بكم
سيدتي عليكم
الحضور
للمستشفى المركزي وعليكم أن........
لم تسمع باقي الكلمات استدارت بها جدران
المنزل
لم تعد ترى شيئاً الظلام وخدر شديد هو كل ماتشعر
به
ومن بين
أجفانها المغلقة تنساب دموعها بصمت...
حاولت أن تحرك يديها لكنها لاتستجيب.. كل
شيء يتحرك ببطء شديد
أين أنا..؟؟؟
خرجت تلك الكلمات متثاقلة من لسانها كمن
تريد أن
تستفيق من البنج بعد جراحة كبرى
فتحت عيناها بصعوبة كبيرة كانت لازالت في
سريرها ماذا
أين أنا؟؟؟
صورتين جميلتين أضيفتا لهذا النص وهما الأولى صورة الحلم الذي ايقض الزوجة من غفلتها
وهذا اسنتاج لما آلتْ إليه الأمور بسبب هذاك البعد من الالم البارد وليس أيّ ألم ولا أيّ برودة فهو ما كان صقيعا جامدا قتل الشعور والاحساس
أما الصورة التالية فهي صورة الانفجار الذي هو مصدر الهلع والخوف والصدمة كله بسبب الغياب
والفقد وهنا استنتاج آخر يدل على ما وصل إليه الحال من التّوهان والضياع , الذي لا يكون في مدينة الحب
فالحب بمدينة الحب هو المنارة التي تهدي السالكين رغم ان الانفجار كان صباحا مع فن الادب القصصي اجدنا في صورة وكأنّ الموقف كان في ليل صحراوي قارص معتم وشديد البرودة من الصدمة والهول حال البطلة حال كل سكان مدينة الحب بغداد وما يحل بهم من هول الصدمات بالليل والنهار من الانفجارات هنا القاص الكبير علي موسى الحسين بلور لنا الصورة رغم الجمود العاطفي الا ان حرارة الشوق والحنين اللذي ولده هكذا انفجاركان اكبر واقوى داخل الزوجة
وهناك نقلنا لصورة الصراع عند الزوجة آخر بين الشكّ واليقين هل هيا في حلم او الحقيقة ينتهي لصالح اليقين وجميل أن نقرأه هنا
في داخلها
الحمد لله ..يألهي كنت احلم..... كان كابوساً
ركضت نحوه وهي تردد الحمد
لله
حبيبي
انك بخير؟؟
احتضنته على الفور احتضنها هو
رغم استغرابه الشديد
لكنه كان بحاجة لذلك
الدفء لذلك الحنين المستقطع من الزمن
منذ مدة لم يتكلما لم يشعر بهذا الحب أحاط وجهها
الصبوح بكفيه وراح يمسح بأبهامه بقايا
دموعها
حبيبتي نحن بخير مهما يكن مارأيت إلا انه كان حلماً ولم يكن
حقيقة
حبيبي أنا آسفة آسفة أرجوك لاتتركني أبدا فانا بدونك لااساوي
شيئاً
وهنا وضحت الصّورة، وكشف النّقاب عن المغطّى .. إنّه الحب
للاستدلال في هذا الصراع النفسي الغريب ويظل الحب والسلام في مدينة الحب بغداد يجمع القلوب وينتشر من يدري لربما يوما ما نجده عالم الحب يغطي الكون ونعيش بأمن وامان
سعيدة بقراءة هذه القصة ومزيدا للقاص الفذ علي موسى الحسين من الألق الابداعي الجميل والله الموفق
عن جد اجدها قصة مميزة ومكتملة بجميع ادواتها
أجمل الحروف هي تلك التي تولَدُ في لحظة
وتكتملُ بين المحبرةِ والريشة وترسخ في الذاكرة
وتنضج في بالفكر وتجد سحرها بين السطور
جل الشكر وكبير التقديرلهذا الجمال
تقديري أستاذنا الكبير علي موسى الحسين صاحب الاسلوب الرائع والقلم الفذ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]د/ الماسة نور اليقين
11/3/2014
تنويه اداري: يختم الموضوع بختم الموضوع المتميز
من قبل الادارة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 
الخميس أبريل 11, 2024 10:27 pm
